رواية أسيرة ظنونه
الفصل السادس عشر 16 والسابع عشر 17
بقلم إيمي نور
هى بنتك فرحانة كده ليا بالحفلة الزفت دى دى مصيبة وجات على دماغنا ولا انتم مش واخدين بالكم
التفت اليها شهيرة الجالسة بجوار ثريا منهمكين بترتبات الحفل والتجهيز له لتدخل عليهم نادين كالعاصفة تلقى بكلماتها الحانقة تلك لتسألها شهيرة بدهشة=
مصيبة ايه يانادين اللى بتتكلمى عليها؟
لم تعير ثريا كلمات ابنتها ادنى اهتمام قائلةبلا اكتراث دون ان ترفع راسها عن الورق بين يديها =
سيبك منها ياشهيرة نادين بقت بتشوف كل حاجة مصيبة اليومين دول
دبت نادين قدميها فى الارض بغضب هاتفة بحنق =
وياترى ده هيبقى رايكم برضه لما تعرفوا ان بنت الخدامة هتبقى هى مضيفةونجمة الحفلة اللى انتم فرحانين بها دى طبعا مش تبقى مرات رئيس مجلس ادارة الجموعة ولا حضراتكم مش واخدين بالكم
ارتفعت الانظار اليها بصدمة وذهول لتهز نادين راسها بالايجاب تنطق حروف كلماتها ببطء متعمدومغيظ =
ايوه زاى ما وصلكم كده بنت عواطف هتبقى نجمة الحفلة اللى حضراتكم عاملين تحضروا ليها بضمير اووى كده
التفتت شهيرة الى ثريا تهتف بصدمة وغيظ =
عندها حق ازاى فاتت علينا الحكاية دى
ثريا بغل وحقد=
يبقى نخليها حفلة سودا على دماغها هى وامها
جلست نادين فوق المقعد تهتف بحنق =
ازاى وجده اللى مهتم بالحفلة ومتابع كل التحضيرات بنفسه وماتنسوش دى معمولة علشان صقفة كبيرة
تنهدت شهيرة قائلة بقلة حيلة =
عندك حق يا نادين طيب والعمل ايه مش ممكن استنى اتفرج على بنت عواطف وهى بتتعامل على انها صاحبة القصر لازم نلاقى حل ونكون بعيد فى الصورة فى نفس الوقت
ساد الصمت ارجاء الغرفة للحظات ساد خلالها التوتر والانفعال حتى هبت ثريا تهتف بفرحة =
لقتها خلاص بس مش عارفة هنفذها ازاى
شهيرة بلهفة =
قولى بس انتى وسيبى التنفيذ عليا انا
هزت ثريا راسها بالموافقة لتسرع بقص عليهم ما جاء فى تفكيرها من فكرة شيطانية خبيثة
وفور انتهاءها هبت نادين بفرحة تقبل وجنتيها قائلة =
برافو يا ماما عليكى هو ده الصح وبكده نضمن انها على الاقل متكونش فى استقبال الضيوف
لتسال بعدها بحيرة= بس ودى هنعملها ازاى
شهيرة بأبتسامة خبيثة =
لا التنفيذ ده عليا انا قومى يا نادين ابعتيلى البت هناء فورا
اسرعت نادين تسرع فى تنفيذ طلبها لتضحك فور خروجها بحقد وشماتة
وتبقى تورينى بنت عواطف هتحضر الحفلة ازاى
لتضحك ثريا هى الاخرى تتبادل النظرات الخبث والشماتة معها
*************
فى مقر شركة السيوفى
جلس عاصم منهمك فى مجموعة من الاوراق امامه يقف بجواره صلاح ينحنى على المكتب من حين الى اخر يجيب على اسئلة عاصم له
ليدق باب الغرفة بعد حين لتدلف السكرتيرة الى الداخل قائلة =
عاصم بيه فى واحدة موجودة بره بتقول انها مديرة مكتبك فى نيويورك وطالبة تقابل حضرتك
رفع عاصم راسه ببطء عاقد حاجبيه بيساؤل =
صوفيا! غريبة دى ايه اللى جابها هنا
ليصمت لثوانى بتفكير ليكمل
خليها تدخل واجلى اى مواعيد دلوقت لحد ما اديكى خبر
هزت راسها بالايجاب لتخرج سريعا ليلتفت صلاح الى عاصم قائلة بخبث=
طيب اخرج انا كمان وابقى اجى بعدين نكمل شغل
هز عاصم راسه بشرودبالموافقة غافلا عن لهجة صلاح الموحية ليتجه صلاح فى اتجاه باب الخروج وما ان هم بفتحه حتى فتح من الخارج لتدلف صوفيا بخطوات رشيقة متمهلة ليتوقف صلاح ينظر اليها بانبهار واعجاب مرحبا بها قائلا= اهلا صوفيا هانم نورتى مصر
صوفيا وعينيها فوق عاصم الجالس فوق مقعده متكأ الى الخلف فوق كرسيه يستند بذقنه فوق سبابته وابهامه تطل منه عينيه نظرة غامضة لتهمس عدم اهتمام =
شكرا صلاح بيه اهلا بيك انت
لاحظ نظراتها تلك وتوتر الجو فى الغرفة ليسرع فى القول سريعا ينقل انظاره بين عاصم وصوفيا ليقول ببطء =
طب استئذان انا دلوقت وابقى ارجع بعدين ومرة تانية نورتينا
ثم يذهب يغلق خلفه الباب لتظل صوفيا فور ذهابه تنظر لعاصم الجالس ببرود لاتصدر عنه ردة فعل لتقترب ببطء حتى حافة المكتب لتجلس فوقه تميل بجسدها فوقه تمد يدها تلامس ذقنه برقة هامسة باغراء=
وحشتني يا حبيبى جدا مقدرتش اكون هنا وماجيش علشان اشوفك
لتصمت قليلا عندما لاحظت برودة نظراته =
ايه يا عاصم انتى اضايقت انى جيت هنا ولا ايه بالظبط
ظل عاصم ينظر اليها بحدة ليسالها ببرود=
ايه اللى جابك صوفيا ومعرفتنيش ليه انك نازلة مصر وقت ما اخدتى الاجازة
هزت صوفيا تهز كتفها بدلال تعبث اصابعها فى ازرار قميصه =
الامر حصل فجاءة و مرضيتش اقولك حبت اعملها مفاجاءة ليك
لتتصنع الحزن تخفض عينيها هامسة بالم =
بس الظاهر انى غلطت و مكنتش مفجاءة حلوة ابدا
نهض عاصم من فوق المقعد يتجه الى النافذة ينظر خارجها ليسالها بحدةبعد حين =
وايه سبب الزيارة ياترى
نهضت صوفيا من فوق المكتب تسير اليه بخطوات متمهلة لتقف خلفه تحتضن ظهره بقوة تهمس بشغف =
وحشتنى يا عاصم انت عارف انى مبقدرش ابعد عنك و.....
صرخ عاصم بغضب يلتفت اليها بعنف جعلها تتراجع بتعثر وخوف من غضبه هذا ترى عينيه مشتعلة بالنيران=
صوفيا احنا مش انتهينا من الموضوع ده من زمان وقفلناه لازم تفهمى اننا مننفعش لبعض
اشتعلت عينيها هى ايضا بالغيظ تهتف=
ليه يا عاصم لقيت ايه فى حتة اللعبة اللى اتجوزتها زيادة عنى انا
ضيق عاصم مابين عينيه يسالها بهدوء ما يسبق العاصفة =
وده بقى الى جابك وخلاكى تنزلى مصر
تلعثمت صوفيا فى الحديث قائلة =
لا... طبعا.... انا نزلت علشان فى شوية امور مع عيلة بابا لازم تتحل وكان لازم انا شخصيا اكون موجودة
ازداد الضيق ما بين حاجبى عاصم ومعه ازداد الشك اكثر فى عينيه ولكن اتى صوت طرقات فوق الباب تستأذن بالدخول ليهتف عاصم بالاذن دون ان تفارق عينيه وجه صوفيا المرتبك
ليدخل صلاح مرة اخرى يمرر نظراته بينهم يشعر بالجو المتوتر فى ارجاء الغرفة لكنه تجاهل كل هذا قائلا بمرح =
الباشا الكبير طالب يشوفك يا صوفيا هانم فى القصر واكد عليا انى اجيبك معايا على الغدا
التفت عاصم بحدة يهتف =
وايه اللى عرفه بوجودها من الاساس
تظاهر صلاح بالارتباك قائلا بتوتر مصطنع=
انا كنت بكلمه فى شوية امور تخص الصفقة اياها والكلام جاب بعضه فطلب منى كده ليكمل باسف زائف =
انا اسف لو كنت عملت حاجة ضيقتكم
هتفت صوفيا بمرح زائد =
ابدا صلاح بيه انا كنت اكيد هروح ازور عمى عبدالحميد انتوا متعرفوش وحشنى اد ايه هو طنط صفية انا مشفتهمش من اخر زيارة ليهم لنيويورك
اخذ عاصم ينظر اليها عدة لحظات لتشعر خلالها صوفيا كما لو كانت موضوعة تحت مجهر لمعرفة ادق تعبيراتها لتهرب من نظراته تلك قائلةبتوتر لصلاح الواقف يمررنظراته بينهم باهتمام خبيث=
لو مكنتش هعطلك نقدر نمشى دلوقت نروح نشوف عمى عبد الحميد
لتسير بخطوات سريعة مرتبكة فى اتجاه صلاح ليهتف عاصم بحدة لتتوقف خطواتها تسمعه يقول صاغطا حروف كلماته بتاكيد=
صوفيا كلامنا لسه منتهاش ولازم نقعد بعد زيارتك للقصر ننهيه
هزت صوفيا راسها بالموافقة ثم تسرع بالمغادرة يتبعها صلاح ليلتفت عاصم الى والنافذة مرة اخرى ينظر خلالها بشرود يدور فى راسه الف سؤال وسؤال لا يتوقف عقله عن التفكير ليذهب فى اتجاه مكتبه يختطف من فوق مقعده جاكيت بدلته ومفاتيح سيارته يغادر سريعا هو الاخر
***********
جلست صوفيا بذهن شارد تنظر من خلال نافذة سيارة صلاح الجالس يلقى عليها من الحين والاخر نظرة متاملة حتى تكلم اخيرا بصوت هادىء قائلا دون مقدمات
انا عارف كل اللى بيدور فى دماغك وعندى ليكى كل الاجابات اللى تريحك من افكارك دى
التفتت اليه صوفيا بحدة قائلة=
وانت تعرف منين ايه اللى فى دماغى
ابتسم صلاح بخبث قائلا=
تقدرى تقولى كده انا اللى حاطط الاسئلةدى اتسعت عين صوفيا بصدمة تهتف =
تقصد انك اللى......
هز صلاح راسه بالايجاب ببطء لتساله بتوجس وشك=
وانت ايه مصلحتك فى كل اللى بيحصل وانى اعرف بجواز عاصم
التفت صلاح ينظر الى الطريق امامه قائلا بهدوء =
تقدرى تقولى المصلحة واحدة والا مكنتش تعبت نفسى وتعبتك وخليتك تيجى لحد هنا
صوفيا باهتمام تهتف بفضول =
وطيب وايه المصلحة دى واحكيلى وانا احكم
هز صلاح راسه بالموافقة ثم اخذ يقص عليها كل ماحدث منذ لحظة حضور عاصم الى ارض الوطن وحتى يومنا هذا لتتسع الابتسامة فوق وجهها بثقة لكلما توغل فى الحديث تدرك ان الكرة مازلت فى ملعبها والفوز لها ان لعبت بدقة ومهارة وهى لا تنقصها ابدا المهارةفى اللعب
.......... *******........
كانت فجر تجلس فى غرفة المعيشة وبيدها احدى الروايات تتطلع فيها باستغراق تام بجميع حواسها لتهب فزعة تصرخ برعب حين همس عاصم فى اذنيها برقة=
بتعملى ايه مخليكى مش معانا هنا
وضعت فجر يدها فوق صدرها تتنفس بقوةتلهث قائلة=
كده يا عاصم تخضنى بالشكل ده حرام عليك والله
اقترب منها اكثر يهمس بحنان ينظر الى عينيها بشغف=
انا بنادى عليكى من بدرى وانتى ولا هنا كنتى مشغولة فى ايه
فجر بخجل وتلعثم =
دى... رواية... كنت بتسلى فيها
ابتسم عاصم لها بحنان يرجع بانامله خصلات شعرها الى خلف اذنيها لتستكين يده فوق وجنتها للحظات يتمتع بنعومتهاتحت انامله قائلا بصوت اجش=
مكنتش اعرف انك بتحبى القراءة اووى كده
اخفضت فجر وجهها بخجل تهمس=
فى حاجات كتير انت متعرفهاش عنى
اخذت سبابته تلامسها بنعومة حتى وصلت الى ذقنها ليرفع وجهها اليه يقترب منه هامسا امام شفتيها بعذوبة=
وانا ناوى اكتشف كل حاجة فيكى و. براحتى خاالص على اقل من مهلى
اشتعلت وجنتها بشدة بحمرة قانية ليهبط بشفتيه فوقها يقبلها برقة ونعومة قبلات رقيقة لتغمض عينيها دون ارادة منها تشعر به ينتقل بشفتيه فوق وجهها بقبلات رقيقة لتتنهد برقة تمتزج انفاسها بانفاسه حين اقترب بشفتيه من شفتيها مرة اخرى يتنفس بخشونة هامسا =
واللى عرفته عنك لحد دلوقت بيقتلنى ببطء شديد
لتهبط شفتيه فوق شفتيها يقبلها بشغف وعمق تمتزج انفاسهم معا تقبض يديه على خصلات شعرها مثبتا وجهها اليه حتى يستطيع تعميق قبلته لها لتزداد لهفته عليها وهو يشعر بها تبادله قبلته باستحياء وخجل فاخذ يعمق من قبلته لها يغرق فى دوامة تجذبه الى اعماق سحيقة من المشاعر تجعل منه مغيبا تماما عن كل ماحولهم
شعرت فجر كما لو كانت فى عالم اخر لا يوجد به احد ابدا سوى هى وهو غافلة عن كل شيئ لتظل هكذا للحظات طوال حتى اخترقت وعيها صرخة استهجان وهمسات عالية لتفيق سريعا من تلك الدوامة تشعر بانهم لم يعودا بمفردهم فى الغرفة فاخدت تحاول الابتعاد عن عاصم المتشبث بها بقوة لتدفعه فى كتفه تحاول لفت انتباهه لما حدث ليبتعد عنها بعد حين رغما عنه تخترق سمعهم صيحة شهيرة المستهجنة تهتف بغضب=
اعتقد ان ليكم جناح تقدروا تطلعوا فيه علشان منضطرش نشوف المسخرة دى ادمنا
خفضت فجر راسها بخجل بينما عاصم وقف ببطء واقفا على قدميه يسحب فجر معه يبتسم بغلظة =
عندك حق يا عمتى علشان كده بعد اذنكم احنا طالعين جناحنا وجذب فجر من يديها يسير فى اتجاه الباب متجاهلا نظرات الصدمة والدهشة من جميع الموجودين ليهتف الجد بحده =
رايح فين يا عاصم وسايب ضيوفك
وقف عاصم يتجمد كل جسده لتلاحظ فجر حالته تلك لتلتفت الى الخلف تمر بعينيها بين وجوه الحضور بفضول لتجد الجد ونظرات الغضب تشتعل فى عينيه بينما وقف بجواره صلاح وشهيرةترتسم فوق وجهها نظرات حقودة غاضبة اما ما جذب انتباهها بشدة تلك الحسناء ذات القامة الطويلة والشعر الاسود الحالك وملامح وجه ارستقراطية شديدة الجاذبية تجعل منها احدى عارضات الازياء ولكن اكثر ما استرعى انتباهها تلك النظرات الغيور التى تشتعل فى عينيها لتتبدل فور التقاء عينيهابعينى بفجر لكره وحقد تمر عينيها العنبرتين عليها بتعالى واحتقار لتحاول فجر ابتلاع ريقها بصعوبة لا تدرى لماذا رؤيتها لتلك المراءة اشعلت بداخلها مشاعر لاتستطيع ايجاد لها تفسير سوى انها تبادلها نفس مشاعر الكره والنفور
افاقت على صوت عاصم قائلا بتهكم يرجع الى داخل الغرفة مرة اخرى=
لا طبعا ازاى اسيبها دى ضيفة فى قصر السيوفى
ليتجه مرة اخرى فى اتجاه الاريكة يجذب معه فجر يجلس محتضنا لها بين ذراعيه يبتسم لتلك المرءاة بغلظة ليصير بينهم حديث بين الاعين عنيف النظرات فاخذت فجر تتابعه باهتمام لتدرك بعدها ان تلك المرءاة ليست ضيفة عادية وان وراءها لغز كبير وهى تنتوى معرفته ماهما كلفها الامر
********تبع**********
الفصل السابع عشر
بعد الغذاء والذى فى اثناءه جلست صوفيا تتحدث ببن الحين والاخر عن الذكريات المشتركة بينها وبين عاصم تضحك بمرح
وصخب بينما جلس عاصم بهدوء يتناول طعامه غير مبالى بحديثها لتسرع صوفيا فى محاولة اشراك الجميع فى الحديث متجاهلة فجر حتى والدتها اخذت تحدثها فى شتى الامور ليكون الحديث حول المائدة صاخبامرحا لاول مرة منذ امد طويل وبعد انتهاءه جلسوا جميعا فى غرفة المعيشة لتناول القهوة لتقول صفية بحنانها المعتاد =
وانتى هتعملى ايه ياصوفيا بعد وفاة ماما وبابا قررتى ايه؟ هتيجى تعيشى هنا؟
هزت صوفيا قائلة =
لسه ياطنط مش عارفة هعمل ايه دلوقت بس كان لازم اجى هنا انهى الامور المتعلقة بينى وبين اهل بابا وبعدين هقرر
عبدالحميد بجدية =
خلاص طول مانتى هنا لازم تقعدى معانا ماينفعش تفضلى فى فندق وبيتى موجود
صوفيا بتردد زائف تنظر باتجاه عاصم الغير منتبه للحديث الدائر يجلس بجوار فجر يمسك بيدها يهمس من الحين والاخرفى اذنيها بكلمات تجعلها تبتسم بخجل =
بس يا عمى انا مش عاوزة ابقى.....
قاطع عبد الحميد حديثها ينظر فى اتجاه نظراتها =
مش عاوز اسمع اعتراض انتى تروحى مع عاصم الفندق تجيبى شنطك وتيجى حالا
ليهتف بصوت عالى منديا لعاصم =
مش كده ولا ايه يا عاصم
التفت عاصم ببطء ينظر الى جده قائلا بلا مبالاة=
اللى تشوفه بس اعتقد ان صوفيا هترتاح اكتر فى الفندق عن هنا
شحب وجه صوفيا بشدة تنظر اليه بعتاب صامت تجاهله عاصم تماما لتسرع صفية قائلة تحاول اصلاح ماحدث من قسوة كلماته=
ازاى ده يا عاصم دى هتكون فى بيتها وسط اهلها وتنورنا لتحدثه بمداهنة
يلا يا حبيبى يدوب تلحقوا تجيبوا الشنط عما الشغالين يحضروا ليها اوضتها
نهض عاصم بتملل ونزق ليقول عبد الحميد بهدوء لصوفيا=
يلا يا حبيبتى قومى مع عاصم واسمعى كلامى ده بيتك وبيت عمك مينفعش تقعدى فى مكان غيره
تصنعت صوفيا التردد لتنهض بعد حين تبتسم بخجل مزيف لتظل واقفة لدقائق مكانها تتابع عاصم وهو يحدث تلك الفتاة مرة اخرى بهمس ليظهر امام الجميع كمن لايستطيع
فراقها لتستعير بداخلها نار الغيرة حمراء متوهجة بينماظل هو متجاهلا لها حتى تنحنح جده مناديا باسمه لتراه ينتزع عينيه عنها بصعوبة ملتفتا الى الجد باستفهام صامت ليقول عبد الحميد = صوفيا مستنية يا عاصم
تنهد عاصم بقوة يشير الى صوفيا لتتقدمه لتسير امامه بخطوات متمهلة باغراء حتى تتيح له رؤية جسدها بخطواته الرشيقة لكنه تجاوزها مغادرا للتزفر بحنق تتبعه بخطوات سريعة تحاول اللحاق به
نهضت نادين فور مغادرتهم قائلة بغضب =ليه كده يا جدو تخليها تيجى تقعد هنا انت عارف ان صوفيا دى كانت بتلف حوالين عاصم من كام سنة
اتسعت عين فجر تنظر الى صفية تسالها بنظراتها باستفهام لتبتسم لها صفية بحنان ترتب فوق يدها بما يعنى تجاهل هذا الكلام
لكن نادين لم تتوقف عند هذا الحد تصرخ بجنون الى عبدالحميد الجالس بهدوء فوق مقعده =
طبعا فرحان بيه وهو جامع حواليه معجباته وانت بتساعده على كده انا خلاص قرفت من القصر ده واللى فيه
صرخ عبدالحميد ينهرها بقوة لتسرع الى احضان امها تبكى بحرقة وغضب ليتنهد عبدالحميد بحرقة ينهض من فوق مقعده اليها لياخذها بحضنه يرتب فوق شعرها هامسا بحنان =
بس يا حبيبة جدو متزعليش نفسك تعالى معايا فى اوضتى عوزك
ليخرج من الغرفة محتضنا لها بحنان تتبعهم ثريا هى الاخرى ليسود الصمت الغرفة بعد العاصفة التى اثارتها نادين وبينما ظلت فجر متسعة العينين بذهول
تفكر بما تفوهت به نادين اثناء نوبة غضبها تتساءل عن صحة ما قالته احقا صوفيا كانت
تضع عاصم نصب عينيها وارادته لها ولكن ماذا عنه هو هل كان هو ايضا يريدها؟ ماذا ان كان زواجه منها قد افسد عليه مخطاطات اخرى له فهى لم يخطر لها هذا الخاطر ابدا ان يكون عاصم يحب او كان يتمنى فتاة اخرى زوجة له لتظل تدور بعقلها الافكار بعنف لتشعر بالصداع يهاجمها بعنف يجعل من خلايا عقلها كما لوكانت بينهم صراع عنيف لتضع يدها فوق راسها تتأوه بقوة لتلتفت اليها امها بخوف =
مالك يافجر فى حاجة بتوجعك
هزت فجر راسها بهدوء قائلة بضعف =
دماغى بتوجعنى شويه
صفية بقلق =
تحبى ابعت اجيب الدكتور
فجر بضعف =
لا انا بس هطلع ارتاح فى اوضتى وهبقى كويسة على ميعاد العشا
لتنهض وافقة تنهض معها عواطف قائلة بلهفة =
انا هطلع معاكى انا كمان
رفضت فجر بهزة من راسها قائلة =
لا يا ماما خليكى انتى متقلقيش ده شوية صداع انا طلع اوضتى ارتىح وهبقى كويسة بعدها
لتغادر الغرفة بخطوات سريعة لتصتدم بعمتها شهيرة الداخلة للغرفة لتصرخ بها بغضب =
مش تفتحى يا بتاعة انتى وتعرفى ماشية ازاى
همت فجر بالرد عليها بغضب هى الاخرى ليوقفها صوت زوجة عمها صفية =
فى ايه يا شهيرة مخدتش بالها بلاش طبعك الحامى ده
ماان همت شهيرة بالرد عليها وقد اصبح وجهها احمر من شدة غضبها لتسرع فجر بالاستذان مغادرة للغرفة قبل ان يبدء سيناريو عمتها المعتاد من الصراخ والقاء الاتهامات تغادر الغرفة غير راغبة فى شيئ سوى تسكين ذلك الصداع والذى بدء يطرق جوانب راسها
لتسرع شهيرة فور مغادرتها تهتف لصفية بحقد وغل =
شايفة سابتنى ومشيت ازاى طبعا ماهى فكرت نفسها ست القصر وست الناس اللى فيه
زفرت صفية بحنق تنهض واقفة تغادر الغرفة لتتبعها عواطف هى الاخرى بهدوء لتظل شهيرة تنظر فى اثارهم عدة لحظات ثم تدب الارض بغيظ قائلة =
والله عال يا بنت عواطف ولا بقى بيهمك حد ولا بتخافى وعودك قوى بس على مين انا وراكى لحد مكسر شوكتك من تانى ومابقاش شهيرة السيوفى ان ما كان ده قريب
************★★★★************
شعرت فجر كما لو كانت تسبح فوق غيمة من الغيوم وبجسدها خفيف تلامسه نسائم هواء رقيقة لتهمهم باستمتاع وهى تشعر بنفسها خفيفة تنقلها الرياح ثم تحط فوق شيئ ناعم
لتنتبه حواسها فجاءة يدب الادراك عقلها لتدرك بان ليس هذا بحلم بل هى تنام فوق فراش ناعم وثير ليس تلك الاريكة البائسة ولكن كيف اتت الى هنا لتأتيها الاجابة فورا عبر رائحة عطره التى تسللت اليها تشعر بالدفء يحيط بها اثر ذراعيه التى شعرت بهما تحيطان بها بشدة تقربها الى صدره وهنا فتحت عينيها بقوة لتصتدم بان راسها مدفون فى تجويف عنقه بينما ذراعه موضوع اسفلها يحيط بكتفيها ويده الاخرى فوق خصرها تقربها منه تراجعت الى الخلف تنظر اليه لتراه لتفاجىء به مستيقظ يراقب كل كل حركاتها باستمتاع تتحرك شفتيه بهمس اجش =
صحيتى ليه كنت خليكى نايمة لو لسه حاسة بتعب
ظلت تنظر اليه بعينين متسعة ليقترب راسه منها يطبع قبلة رقيقة حنونة فوق شفتيها ثم يتراجع عنها يبتسم بسعادة عينيه تمر فوق ملامحها بشغف لتحاول هى التحدث قائلة بتلعثم =
انا.... كنت نايمة هناك ايه اللى جابنى للسرير
امتدت انامله تلمس وجنتها برقة وعينيه تتابع حركته تلك بجفون نصف مغمضة يهمس =
انا اللى جبتك ومن هنا ورايح ده هيبقى مكانك فى حضنى مش هتبعدى عنى لثانية
انتشرت الاحمرار فوق وجنتيها بشدة من اثر كلماته تلك لتحاول الاعتراض قائلة =
بس احنا اتفقنا وانا عاوزة....
قاطع عاصم حديثها بوضعه سبابته فوق شفتيها برقة قائلا واصبعه يمر فوق شفتيها يلامسها =
ايوه اتفقنا بس انا رجعت فى الاتفاق ده ومش عاوز اكمل فيه لتتغير ملامحه ليكمل بعدها بجدية قائلا=
فجر انا عارف اننا اتجوزنا فى ظروف مش طبيعية وعارف برضه كل كلمة قلتهالك وقتها بس...
صمت قليلا بتردد ثم نهض يجلس باعتدال فى الفراش يبتعد بعينيه عنها ليكمل بتوتر وخشية =
بس انا كنت عاوز اخد رايك لو اننا نكمل مع بعض وندى لنفسنا فرصة بعيد عن اى مشاكل او سوء تفاهم يبقى انا وانتى وبس نحاول نشوف هنوصل لفين سوا ايه رايك؟
نهضت هى الاخرى تعتدل جالسة فى الفراش تساله بعدم تصديق وخجل =
يعنى انت تقصد اننا نكمل كأى اتنين متجوزين جواز طبيعى
عاصم بلهفة وهو يمسك بيدها بين يديه يضغطهم برقة=
ايوه وانا مش مستعجل خدى الوقت اللى تحبيه لحد ماتتعودى على الفكرة بس ادي لنفسك وليا فرصة مرة تانية
جلست بصمت تنظر الى يديها المضمومة بين يديه تراقب حركة ابهامه وهى تمر برقة. فوقها تشعر بتوتره من تسارع انفاسه هو ينتظر ردها لتاخد نفس عميق بداخلها تهمس بردهابصوت خجول غير مسموع ليهبط اليها يسالها بلهفة=
قلتى ايه فجر مش سامعك
تنفست عمق اكثر تحاول استجماع شجاعتها لتجيبه بهمس اكثر وضوحا من المرة السابقة قائلة بخجل=
بقول انى موافقة على كلامك..
لم يمهلها تكمل حديثها ليخطفها بداخل صدره يحتضنها بلهفة وقوة قائلا=
وانا مش هخليكى تندمى ابدا على قرارك ده وزاى ما قلتلك انا مش مستعجل خالص خدى كل الوقت اللى تحتاجيه علشان تتعودى على الفكرة اتفقنا
هزت راسها بالموافقة بخجل لينحنى عليها هامسا بشغف امام شفتيها =
طيب مش ممكن نوقع عقود اتفاقنا ده دلوقت
رفعت عينيها اليه تساله بحيرة =نوقع العقود!
هز راسه بجدية ينحنى عليها يقبلها بلهفة وشوق شديد جعلها مغيبة تماما للحظات عن العالم حتى رفع راسه يهمس بتحجرش=
ده توقيعى على النسخة الاولى ثم ينحنى مرة اخرى يقبلها بنفس الشغف ولكن اخذ بالازدياد حتى اصبح التنفس بالنسبة لهم عسير ليرفع راسه بعد حين ينهج بصوت عالى قائلا =
ودى توقيعى على النسخة التانية
كانت عينيها مغلقة تتنفس بصعوبة لتفتحهم بصدمة حين سمعته يهمس =
مش هتوقعى انتى كمان
اخذت تنظر اليه لترى الجدية مرتسمة فوق ملامحه لتهز راسها بالرفض ليقول بعتاب =
بس دى عقود واتفاق مينفعش متتمضاش
هزت راسها بالرفض مرة اخرى لتفاجىء به يقترب منها يهمس =
طيب خلاص انا مش مستعجل بس اعملى حسابك يوم ما تيجى توقعى بنفسك على العقد هعرف ساعتها ان اتفاقنا تم خلاص اتفقنا
ظلت تخفض راسها بخجل ومعنى كلماته يصلها لكنها لم تجروء على هز راسها بالموافقة ليسألها مرة اخرى بالحاح =
اتفقنا يافجر؟
هزت راسها بالموافقة ليهمس هو =
وانا منتظر توقيعك ده بفارغ الصبر بس ياريت ما تتأخرش عليا به ودلوقت نقوم نستعد للعشاء بس اعملى حسابك من هنا ورايح مكانك هنا جنبى وفى حضنى مفيش نوم على الكنبة تانى
ابتسمت برقة تهز راسها بالموافقة تتجاهل كل الاسئلة التى اخذت تدور فى عقلها بعد ماسمعته تتمنى ان تساله اياها حتى تريح عقلها من التفكير ولكن لتؤجل كل تلك الاسئلة الان ولتستمتع بتلك اللحظة الجميلة وسعادتها الوليدة
***********★★★★**************جلست صوفيا بداخل الغرفة التى خصصت لها فى قصر السيوفى تستعد امام طاولة الزينة للنزول للعشاء تريد ان تبهر جميع الحضور وخاصا هو بجمالها الباهر لعلها تستطيع هز قناع البرودة هذة المتصدرة منه لها فحتى اثناء لرحلتهم بالسيارةالى فندقها جلس
ببرود وعدم اهتمام يجيب على حديثها باقتضاب ولا مبالاة لتشعر بالهزيمة تجلس صامتة حتى وصولهم الى غايتهم وعند طلبها من الصعود معها حتى تنتهى من اعداد الحقائب ليجيبها ساخرا انهم ليسوا فى امريكا وان سياسية الفندق ترفض مثل هذ النوع من الامور وانه سيظل هنا فى انتظارها فى بهو الفندق لتذهب هى تشعر بالحنق فقد كانت تضع الامال على تلك اللحظة حين يكونون معا بمفردهم بانها قد تستطيع الثأتير عليه ليعود اليها كما كانا من قبل ولكن قد انهارت كل ترتباتها من اجل سياسية الفندق الفاشلةلتنتهى سريعا من تجهيز كل شيئ لتصير رحلة العودة كما الذهاب صامتة دون اى تغير وفور وصولهم تركها مستأذنا بعد سؤاله عن تلك البائسة يعلم انها موجودة فى جناحهم ليصعد الى اعلى بلهفة وسرعة تاركا لها تنظر فى اثره بحقد وغل
زفرت بحدة تلقى بالفرشاة بقوة فور الطاولة تنهض تجوب الغرفة بخطوات غاضبة تشعر بالاحباط يتصاعد بداخلها فهى لم تكن تتوقع ان يكون بكل تلك اللهفة على هذة الفتاة نظرا لزواجهم السريع ومما عرفته من صلاح اكد لها تلك الحقيقة لكن ما تراه عينيها منه يخالف كل حساباتها ليشعرها هذا بالفشلولكن لن تكون صوفيا نصار اما اعادت كل شيئ صالحها فهى لم تأتى كل هذة المسافةلتصاب بالخيبة من اول جولة
الفتت تنظر الى صورتها المنعكسة فى المرءاة تحدثها بعينين مشتعلة بالنيران =
ركزى كده يا صوفى واحسبى ورقك صح وشوفى هتلعبيها ازاى عاصم لازم يكون ليكى ومش حتتة العيلة دى اللى هتاخده منك يبقى نفكر صح ونشوف هنلعب ازاى
************★★★★************
مر العشاء كالمحنة مثل الغذاء تماما بالنسبة الى فجر ولكن غابت عنه نادين ووالدتها تعللا بالمرض لكنها تعلم انه بسبب ماحدث بعد الغذاء لتتمنى فجر لاول مرة لو انها كانت مكان نادين الان لا تحضر هى الاخرى هذا العشاء فقد استحوذت صوفيا على الحديث تماما تتحدث الى الكل متجاهلة فجر كما المرة الاولى تماما ولكن اكثر ما ازعجها هو استطاعتها هذة المرة ان تجذب عاصم هو الاخر الى حديثها حين انتقلت بذكاء الى مواضيع العمل ليسود حديث حماسى بينهم يشترك فيه صلاح وعبد الحميد من الحين لاخر حتى حانت اللحظة بعد انتهاء العشاء لينهضوا جميعا لتوجه الى غرفة المعيشة لتناول القهوة لتسرع صوفيا بالسير بجوار عاصم ببطء منشغلين بحديث الاعمال تتخلفهم فجر بينما الاخرون قد سبقهم الى هناك وما هى ثوانى حتى تعثرت صوفيا بطرف السجادة لتلتوى قدميها ليسرع عاصم بالامساك بها قبل ان تهوى على الارض ولكن ما اشعل الغضب ونيران الغيرة بفجر وهى تراها تزداد اقترابا من عاصم تدفن وجهها فى عنقه تتأوه بالم كان لاذن فجر المشتعلة مصتنعا بفشل وما زاد الطين بلة هو حين قام عاصم برفعها بين ذراعيه حين رأى عدم قدرتها على السير لتسرع بلف ذراعيها حول عنقه كما الافعى
تضع راسها فوق كتفه بسكينة تغمض عينيها باستمتاع وهى تقرب انفها من عنقه تستنشق رائحته بشغف لعدة ثوانى ثم ترفع راسها تنظر الى فجر التى تسير خلفهم ترسم ابتسامة بطيئة فوق شفتيها بخبث وعينيها لتشهق فجر بحدة وهى ترى منها كل هذة الوقاحة.
فور دخولهم الغرفة اسرع الجميع بالنهوض بقلق لدى رؤيتهم لعاصم يحمل صوفيا المتألمة بين يديه ليسرع بوضعها فوق الاريكة يجلس القرفصاء تحت قدميها يقوم بخلع الحذاء عن قدميها ليتعال صوت تألمها والذى كان لفجر مصتنعا وبشدة لتشتعل النيران بداخلها وهى ترى تلك الافعى تقوم بوضع كفها فوق صدر عاصم تتلمسه كما لو كانت تتشبث به من المها لترفض فجر ان تظل واقفة تشاهد تلك الوقاحة لتذهب الى عاصم تجلس بنفس طريقته قائلة بصوت حاولت اظهاره هادىء=
ممكن اشوفها انا يا حبيبى انا واخدة دورة فى الاسعافات الاولية فى الجامعة وهقدر اساعدها احسن
تجمدت يدى عاصم فوق قدم صوفيا المتخشبة بعد كلمات فجر يلتفت اليها ببطء ينظر اليها بعينين مشتعلة بشغف ثم يبتسم لها ابتسامة خبيثة غامزا بعينيه قائلا =
طبعا يا قلبى انتى طلباتك اوامر
اشتعل وجهها بخجل تدرك ذلت لسانها والتى لم تمر عليه ليردها لها مرة اخرى لكنها ارضت النيران التى بداخلها حين لاحظت حالة صوفيا والغيظ المرتسم بعينيها لتبتسم برقة له قائلة بمرح =
طيب اقوم انتى وسيبنى اطمن على مدام صوفيااشوف اصابتها ايه
لم يلاحظ احد ضغطها اثناء حديثها فوق كلمة مدام صوفيا سوى صوفيا نفسها لتشتعل عينيها بالغل اكثر واكثر وهى تجلس بهدوء بينما اصابع فجر تقوم بفحص سريع فوق عظام قدميها لتنهض بعدها قائلة ببرود=
الحمد لله مفيش كسر ولا حاجة كل الحكاية لوية بسيطة وعلى الصبح هتكون كويسة
عبدالحميد بسخرية =
متاكدة ولا نبعت نجيب دكتور بيفهم احسن
شعرت فجر بالاهانة من كلماته المستهزئة لتقول بنفس البرود=
اللى يريحك يا جدى اعمله بس الدكتور مش هيقول اكتر من اللى قلته وفى الاول والاخر انتم حرين
تحدث عاصم سريعا قائلا بحزم =
خلاص زاى ما قالت فجر هنستنى لبكرة واكيد هتتحسن
هزت صوفيا راسها بضعف قائلة بصوت ضعيف =
وانا موافقة على كلام عاصم ثم ترفع عينيها يرتسم فيهم الالم اليه قائلة =
بس ممكن ياعاصم تساعدنى اوصل لاوضتى لانى اعتقد انى مش هقدر اطلع السلم لوحدى
هتف صلاح بعد ان ظل يراقب تلك المسرحية باهتمام وعند ملاحظته لتردد عاصم اسرع يقول بتاكيد =
طبعا اكيد عاصم هيوصلك والله لولا السن كنت طلعت انا وصلتك بنفسى
لتلكزه شهيرة بقوة فى خصره ليصدر تأوه مكتوم من الالم يلتفت اليها بغضب سرعان ما اختفى لدى رؤيته لنظراتها الحادة الغاضبة له
زفر عاصم بحدة يوافق بنفاذصبر ينحنى عليها يحملها مرة اخرى بين ذراعيه ولكن تلك المرة التزمت بحدودها دون ان تحاول الاقتراب منه وما ان خطى عاصم خطوتين باتجاه الباب حتى التفت مرة اخرى محدثا والدته =
ماما ياريت تطلعى معانا علشان تساعديها لو احتاجت حاجة
اسرعت صوفيا بالرفض قائلة بلهفة =
لا خليكى يا طنط متتعبيش نفسك انا هقدر اتصرف
هزت صفية راسها ترفض باصرار قائلة =
لا يا حبيبتى انا هاجى معاكى ازاى اسيبك اكيد مش هتعرف تغيرى هدومك لوحدك انا هبقى معاكى
لتسرع تتقدم عاصم والذى تقدم بخطوات واسعة سريعة كما لو كان فى مهمة ويريد الانتهاء منها سريعا
بعد خروجهم بعدد دقائق ارتفعت ضحكة عبد الحميد قائلا بنرة ذات مغزى
الولد عاصم ده مش سهل وبيعرف يستغل الفرص اللى بتجيله كويس اوووى
شاركه صلاح الضحك هو وشهيرة بينما وقفت فجر تشعر بالبرودة تسيطر على جميع جسدها لتدرك عواطف حالتها لتسرع بالوقوف بجانبها تلف ذراعها حولها بحماية
لتزيد شهيرة من قسوة الموقف قائلة بلؤم =
وميستغلش الموقف ليه وهو شايفة حاجة بكل الجمال ده ادامه لا مش جمال بس لاا وعيلة وحسب ونسب وفلوس ملهاش اخر
لتتنهد بحسرة متصنعة =
يلا بس هنقول ايه حظه قليل زاى عمه
هبت فجر للرد عليها لتسرع عواطف بايقافها لتلفت اليها فجر بحدة لتخبرها بعينيها بانها معركة خاسرة لتكون فيها رابحة ابدا لترتفع الدموع الى عينيها تحاول الفرار من سجنها لتسرع عواطف حين رات حالتها تلك قائلة بهدوء مغيظ =
يلا يا فجر اطلعى اوضتك استنى جوزك وهو اكيد مش هتاخر عليكى
لتاخدها من يدها تغادر معها الغرفة تاركة جو من الحقد والغضب بعد كلماتها تلك ليسود الغرفة صمت حاد كصمت القبور
************★★★★************
خرجت فجر من الحمام بعد استحمامها بمياة باردة لعلها تبرد تلك النيران المستعيرة بداخلها بعد كل ما مرت به فى هذة الامسية المشئومة من اول ما فعلته تلك الحية وتحرشها بعاصم امام عينيها انتهاءا بكلمات الجد وتلك... التى تدعى عمتها لكنها قد اعتادت على اهانتهم ومثلما قالت والدتها انها بردها عليهم لن تزيد الامور الا باهانات اكثر لها فهى لن تستطيع ان تجاريهم فى حقدهم وغلهم مهما فعلت لذلك احسن الامور هى بردها العملى بانجاح زواجها واحترام زوجها لها امامهم جميعا وهذا لم يقصر فيه عاصم ابدا
وقفت تجفف شعرها بمنشفة قطنية وهى ترتدى احدى قمصانها البيتية القصيرة والتى اخدتها دون اهتمام تسرع فى ارتداءها وعقلها مشغول بعاصم وتاخره كل هذا الوقت ليهب هاجس مفاجىء بعقلها يسأل
هل من المعقول ان يكون كل هذا الوقت مع تلك الحية فى غرفتها يحاول التخفيف عنها والقيام بمساعدتها
لتشتغل الغيرة بداخلها تقوم بتقليدها بسخرية وغيظ تحاول الحديث مثلها بلغتها ذات الحروف المائعة تضع يد على خصرها تتمايل من جنب الاخر مع كل كلمة تنطقها=
عاصم ممكن تساعدى اطلع اوضتى اصل مش هعرف لوحدى
لتصرخ برعب حين وجدت نفسها تطوح فى الهوا ثم تحط بين ذراعين قويان وصوت عاصم يقول بمرح =
قلتلك قبل كده طلباتك اوامر انت تطلبى بس وعاصم ينفذ
شهقت براحة تهتف =
عاصم والله حرام عليك قلبى كان هيقف
اقترب منها يهمس امام شفتيها =
سلامة قلبك يا عيون عاصم
ارتفعت حمرة الخجل تلون وجنتها لتطوح بقدميها فى الهوا تطالب بالنزول ليستجيب لطلبها ينزلها على قدميها ببطء ينظر الى عينيها بشغف لتنحنح بقوة قائلة بجدية مزيفة=
انا هروح انام اصل انا تعبانة من ال.....
لتقطع كلماتها صارخة مرة اخرى وهى تراه يحملها بين ذراعيه مرة اخرى ليعود بها باتجاه السرير بعد ان كانت تتجة دون انتباه الى الاريكة لتنام فوقها مرة اخرى ليضعها فوق بحنان قالا بتنبيه حازم =
احنا قلنا ايه مفيش نوم على كنب مرة تانية عاوزة تنامى يبقى هنا جنبى وفى حضنى واضح كلامى
هزت راسها بخجل بالموافقة ليبتسم لها قائلا برقة= طيب يلا نامى وانا هحصلك اخد بس دوش على السريع
ثم يتجه الى الحزانة يخرج منها ملابس للنوم ثم يتجه الى الحمام يغلقه خلفه بهدوء
وضعت فجر راسها فوق الوسادة بتعب تحاول البقاء مستيقظة حتى حضوره لكن سلطان النوم كان له رائ اخر ليسحبها الى سبات عميقة لاتشعر بشيئ ابدا
بعد عدة دقائق لاحقة خرج عاصم من الحمام يجفف شعره بقوة بالمنشفة يرتدى بنطال اسود اللون ومعه فانلة ذات حمالات من نفس اللون يتجه الى الفراش يحدثها بجدية=
فجر ايه رايك.....
رفع راسه ينظر باتجاهها ليفاجىء بها تنام كما الاطفال تضع كفيها الاثنين تحت وجنتها وشفتيها منفرجة برقة تجعله يتمنى قضاء الليل كله يقوم بتقبيلها فقط
ابتسم بحنان ورقة يقف مكانه عدة دقائق مراقبا لها ثم نزع المنشفة من حول رقبته يرمى بها فوق المقعد المجاور للفراش يصعد ببطء وهدوء فوقه مقتربا منها ليقوم بسحب جسدها اليه يحتضنه بين زراعيه لتتوائم منحنيات جسدها مع جسده كما لو كانت خلقت لتكون بين احضانه هو فقط
تنهد بشوق ينحنى يقبلها برقة لعدة لحظات ثم يضع راسه ليستريح فوق راسها يغمض عينيه بهدوء ليغرق هو الاخر فى نوم هانئ عميق يضمها بحماية الى صدره