رواية أسيرة ظنونه الفصل العشرون 20 والواحد والعشرون 21 بقلم إيمي نور


 رواية أسيرة ظنونه

الفصل العشرون 20 والواحد والعشرون 21

بقلم إيمي نور

بعد انتهاء الحفل و فى غرفة االمكتب ساد التجهم والصمت بين عبدالحميد الجالس فوق مقعده يستند براسه فوق عصاه يجاوره عاصم واضعا ساقا فوق الاخرى ينظر امامه بجمود

ليقطع صلاح الواقف بتوتر الصمت السائ قائلا

=اكيد حصله حاجه تخليه يعمل كده سيف ابنى طول عمره عاقل ومش....

صرخ عبد الحميد بعنف يقف هو الاخر يستند على عصاه

=عاقل وايه وبتاع ايه ابنك يا صلاح جاى الحفلة سكران اهم صفقة فى تاريخ المجموعة والبيه جايلى سكران يرقصلى على الترابيزات

اخفض صلاح وجهه ارضا بخجل لايجد مايستطيع به الدفاع عن ولده ليكمل عبدالحميد بجمود

= لولا ان عاصم قدر يسيطر على الموقف محدش كان عارف هيحصل ايه تانى

ثم التفت الى عاصم قائلا بحزم

= عاصم الولد ده يتمنع يدخل اى شركة من الشركات مرة تانية خليه يقعد فى البيت زيه زاى البنات لحد مايعرف يتحمل المسئوليه صح

اتسعت عين صلاح بذهول ليفتح فمه محاولا الدفاع مرة اخرى عن ولده الملقى بالاعلى كجثة هامدة من شدة حالة السكر التى وصل لها لكنه لم يجد مايستطيع قوله ليغلق فمه مرة اخرى يتنهد بقلة حيلة

لينهض عاصم على قدمه يقترب من جده قائلا بهدوء

= اهدى ياجدى واحنا هنتكلم معاه واكيد مش هتحصل تانى والحمد لله الامور عدت على خير

دق عبد الحميد عصاه ارضا بغضب قائلا

= اللى قلت عليه يتنفذ يا عاصم ومش عاوز كلام تانى فى الموضوع ده وتعال وصلنى لجناحى انامابقاتش طايق اشوف حد

ثم التفت الى الباب مغادرا الغرفة بخطوات بطيئة يستند الى عاصم بضعف

لتشتعل عيني صلاح بغضب فور مغادرتهم يجز على اسنانه بحنق

= كله منك ياسيف الكلب انت كل مرة تهد اللى بعمله بغباءك والله شكل ماحد هيخلص عليا غيرك انت

*********************

بينمااجتمعت نساء عائلة السيوفى يسود الصمت ارجاء الغرفة معهم صوفيا تجلس بجوار شهيرة التى اخذت تهز قدميها بتوتر وعصبية تتابع بعينيها باب الغرفة فى انتظار انتهاء اجتماع والدها بعاصم وصلاح لمعرفة ما تم تقريره بشأن سيف ومافعله لاتستطيع التصديق حتى الان ما راته بعينها وهو يقف فوق احدى الطاولات يرقص بتلك الطريقة المجنونة لاتعلم لما يحالفها سوء الحظ دائما فقد ارات بأبنة عواطف الفضيحة لتكون من نصيبها هى وولدها

التفتت براسها تتابع عينيهابغل فجر ا لجالسة بجوار والدتها تمسك بيدها كما لو كانت طفلة صغيرة تستمد القوة منها لتظل تتابعها بعينيها تعصف براسها افكارها الحقودة فلم نتبه الى دخول والدها الى الغرفة مستندا على عاصم حتى هتف بصوت قوى رغم ارتعاشه مناديا لصوفيا التى هبت واقفة على قدميها سريعا تلبية لنداءه

= صوفيا من بكرة هتروحى الشركة مع عاصم مش كضيفة لااا انتى هتمسكى كل شغل سيف من هنا ورايح وسفرية اليونان انتى اللى هتطلعيها مكانه

وقفت صوفيا تشع من عينيها بريق السعادة والفرحة قائلة بهدوء قدر استطاعتها

=اللى تشوفه يا عمى واوامرك تتنفذ

هبت شهيرة تهتف بعصبية

ليه يابابا وسيف ابنى هيروح فين

عبدالحميد بجمود دون ان يلتفت لها

=جوزك عارف بقرارى تقدرى تروحى تساليه انا مبقتش عاوز اتكلم تانى فى الموضوع ده

ضغطت شهيرة فوق شفتيها بعنف تمنع نفسها من رد عنيف تعلم جيدا اذ ما قالته هدمت كل شيئ لذلك اسرعت بمغادرة الغرفة سريعا تدب الارض بقدميها بغضب

بينما جلست فجر فوق مقعدها تنظر الى عاصم تحاول معرفة ردة فعله على هذا القرار لتجده يقف بكل هدوء لتعلم بموافقته عليه الا لم يكن هو صاحبه لتشعر بينران الغضب ترتفع فى جسدها تجعله كالبركان هائج تود لو تهب صارخة برفضها لهذا القرار فهى تحتمل وجودها على امل اليوم الذى ستعود الى فيه الى حياتها بعيدا عنهم مرة اخرى ولكن الان اصبح الامر من المستحيل ومازاد الطين بله هو ان يصبح وجودها امر واقع فى حياتهم

لم تدرى بنفسها وهى تضغط بعضب فوق يد والدتها الممسكة بها بين يديها الا حين انت والدتها بألم قائلة

=فجر حاسبى يا بنتى ايدى؟

لتنتبه الى وجه ابنتها شديد الاحمرار لتهتف بقلق

= مالك يا حبيبتى انتى تعبانة ولا ايه

التفت عاصم اليهم على اثر صوت والدتها القلق ينظر اليها باهتمام ولكن عند رؤيته لشرارات الغضب بعينيها ادرك مابها ليلتفت مرة اخرى يعطى اهتمامه للحديث الدائرة بين الجد وصوفيا لتزداد حدة تلك الشرارات بتجاهله لها تتابع بعينيها الحوار الدائر بين ثلاثتهم

لتميل ثريافوق نادين تهمس

=نادين تابعى فجر بعنيكى كده دى هتموت من الغيرة من صوفيا وبصراحة ليها حق البنت جمالهاخيال

التفتت نادين الى والدتها تهمس بحدة

= انا ساعات بحس انك بتقصدى تشلينى بكلامك

نكزتها ثريا قائلة بأبتسامة خبيثة

= لسه موصلتيش للى فى دماغى داحنا هنتسلى بشكل

اتسعت عين نادين بسعادة

= تقصدى اننا.........

هزت ثريا براسها ببطء قائلة

= واتفرجى بقى على فجر وهى بتتقلب على نار هادية ادام عنينا اهو نتسلى نفرح فيها شوية

اتسعت ابتسامة نادين تلتفت الى مكان جلوس فجر الغاضبة تشعر براحة تدب فى قلبها لمجرد تخيل ما سوف تفعله نار الغيرة امام عينيها بتلك الحمقاء

************

بعد صعود الكل الى غرفته تقدمت صوفيا بخطواتها الرشيقة تتقدم الى غرفة المكتب تعلم بوجود صلاح وزوجته حتى الان بداخله لتتطرق الباب بقوة ودون انتظار للرد فتحت الباب لترى صلاح يجلس خلف المكتب يسند راسه بأرهاق فوق المقعد خلفه اما شهيرة فقد كانت تبكى بحرقة ولكن فور ان لمحتها حتى هبت فوق قدمها بغضب صارخة

= انتى ايه اللى جايبك وعاوزة ايه مش وصلتى للعوزاه وانا اقول اكيد وراكى حاجة

نهرها صلاح بقوة حتى يستطيع اصماتها لكنها ظلت تفور بنيران غضبها امام صوفيا الواقفة بهدوء ترتسم فوق شفتيها ابتسامة صغيرة لاتعير اى من انفعالاتها ادنى اهتمام حتى ارهقت شهيرة تماما لتجلس بارهاق فوق مقعدها مرة اخرى لتحدثها صوفيا ببرود

= خلصتى كل اللى عندك

تنهدت بطريقة تمثيلية تكمل حديثها ببرود

= طيب اقول انا بقى اللى عندى شوفى يا شهيرة هانم انتى وصلاح بيه انا استحالة اكون بالغباء ده علشان احط عينى على مكان سيف وانتم عارفين كويس انى اللى انا بديره فى امريكا اكبر من بكتييير

شهيرة بحدة

اومال ليه وافقتى اول ما با....

قاطعها صلاح باهتمام يضيق مابين عينيه ينظر ناحية صوفيا قائلا

= استنى بس يا شهيرة سبيها تكمل

زفرت شهيرة بحنق تكتف ذراعيها امامها ترى صوفيا تكمل بنفس الثقة والبرود

= اللى عوزاه حاجة تانية خالص اظن صلاح بيه عارف كويس هى ايه

التفتت شهيرة ناحية صلاح بحدة ليسرع هو قائلا بارتباك

= عاصم يا شهيرة عنيها من عاصم

تراجعت شهيرة فوق مقعدها ببطء قائلة

= قولتيلى بقى وطيب احنا المفروض نعملك ايه

نهضت صوفيا تلتف حول كرسيها ببطء تتابعها عين صلاح باعجاب ليس بخفى وهو يراها تكمل بخبث

= تساعدونى واساعدكم يعنى اخد اللى انا عوزاه وانتم تاخدوا اللى عوزينه

صلاح بصوت متحجرش

= وده هيبقى ازاى

اخذت صوفيا تتقدم منه ببطء مغرى تنحنى فوق المكتب امامه كتفها يلامسه قائلة برقة

= يعنى انا اتجوز عاصم واخده ونرجع امريكا وانتم ليكم الشركة هنا بكل فروعها تديروها زاى مانتم عايزين

اخذت عين صلاح تمر فوقها بشغف لايخفى على احد لتهب شهيرة تهتف بغيظ

= صلااااح

اعتدل صلاح فورا مبتعدا عن صوفيا التى نهضت واقفة تكمل بكل ثقة وهى ترجع لمقعدها مرة اخرى

= بس ده طبعا بعد ما تساعدونى نخلص من جوازته دى الاول

وضعت شهيرة قدما فوق الاخرى تحاول رسم الثقة والترفع امامها

= وانتى بقى واثقة اننا بعد ما نساعدك نخلص من جوازته عاصم يرجع ليكى لا وكمان يتجوزك وينفذ ليكى طلبك بانه يسافر تانى امريكا

وضعت صوفيا قدميها هى الاخرى بثقة امرأة تعلم مابيدها من اسلحة انوثية

= من الناحية دى متقلقيش يا مدام شهيرة ومتخافيش عليا

شهيرة بغيظ بصوت هامس

= لا ماهو واضح اووى ياختى انك خبرة

لتكمل بصوت اعلى

= وانا موافقة بس عاوزة اقولك الموضوع مش سهل عاصم متعلق بيها جدا والبنت كمان طبعا ماهى ماصدقت تتجوزه

صلاح وهو يهز راسه بأسف

= واحنا بصراحة حاولنا كتير بس كل مرة تيجى معانا بالعكس ويتعلقوا ببعض اكتر

ضحكت صوفيا ضحكة صفراء تلتمع عينيها بخبث

= لااا متقلقوش من الناحية دى انا عارفة هعمل ايه كويس

صلاح وشهيرة فى نفس واحد بلهفة وفضول

= هتعملى ايه بالظبط

اتسعت الابتسامة فوق شفتيها قائلة ببطء خبيث

= هتعرفوا بعدين بس كل اللى عوزاه اننا نلعب لصالح بعض يعنى محدش يلعب لواحده واول حاجة هطلبها منكم تساعدونى ان انا وعاصم بس اللى نطلع سفرية اليونان لوحدنا

اسرع صلاح يهتف=

بس كان المفروض انا وسيف اللى نط...

قاطعته صوفيا تبتسم بخبث ودهاء اكثر

= عارفة يا صلاح بيه علشان كده طلبت مساعدتكم انا عوزاه يسافر معاياولوحده

لتشدد على كلمتها الاخيرة بقوة تكمل

= وسيبوا انتم الباقى عليا

تبادل صلاح وشهيرة النظرات بقلق وهم يراه امامهم امرأة من الواضح انها لا تتوانى عن فعل اى شيئ فى سبيل وصولها لغايتها لكن كما لو كان تفكيرهم واحد فى نفس اللحظة قفزت الى ذهنهم فكرة واحدة

ومادخلنا بالطريقة المهم ان يكون الفوز حليفنا فى النهاية ليلتفتا هما الاثنين بصوت واحدة فى نفس اللحظة قائلين بحزم

= واحنا موافقين شوفى عوزانا نعمل ايه بالظبط

***********

جلست فجر فوق الاريكة تهز قدميها بغيظ وحنق ترتدى احدى البيجامات ذات المظهر المحتشم عاقدة لشعرها فوق راسها تتناثر منه خصلات ثائرة لم تعيرها انتباها وهى تنتظر خروجه من الحمام حتى تستطيع التحدث اليه فهو منذ وقت دخوله الى الجناح وهو يتجاهلها تماما يتحرك فى ارجاء الغرفة براحة كما لو كان ليس هناك احد اخر غيره بها فاخذت تتصنع الضوضاء من حوله لعلها تحصل على اى ردة فعل منه سوى هذا البرود لتفشل كل محاولاتها بعد ان كادت تصل الى مرحلة تحطيم شيئ تحت قدميه لتحصل حتى ردة فعل منه حتى ولو كانت غضبه لكن ما انقذها من تلك الحماقة هو اخذه لملابس نومه والتوجه الى الحمام يختفى خلفه تاركة لها فى قمة غضبها تنتظر خروجه بفارغ الصبر

استمرت على هذا الحال عدة دقائق حتى سمعت خطواته خلف الباب لتسرع بالاستلقاء فوق الاريكة تتصنع النوم لترى ماهى ردة فعله على فعلتها تلك بفارغ الصبر

لكن اتسعت عينيها بصدمة وهى تراه يخرج من الحمام يرتدى ملابس خفيفة عبارة عن شورت وقميص من القطن ذو لون اسود متجها الى الفراش فورا لايعيرها ادنى اهتمام ليستلقى فوقه براحة يغلق النور المجاور له ثم يستلقى على جنبه نائما على الفور دون اى كلمة منه لها

انتظرت فجر عدة لحظات بصمت لكن لم يجد جديد تعلم من انفاسه المتصاعدة بانتظام بانه قد استغرق فورا فى النوم تاركا لها تتلظى بنيران غيرتها وغضبها فلم تشعر سوى باندفاع الدموع من عينيها دون ارادة منها تحاول مسحها سريعا بحركات غاضبة لكنها اخذت بالتزايد لتصبح شهقات مكتومة اخذت تفرغ فيها كل ما تشعر به من احباط وغضب تغرق فى بؤسها فلم تشعر سوى بذراعين تلتفان حول كتفيها ترفعها عن الاريكة لتتوقف شهقاتها فور علمها بصاحبهم الذى اخذها بين احضانه يهمس برقة

= بتعيطى ليه دلوقت؟ وانتى اللى غلطانة بعد اللى عملتيه فى الحفلة الليلة

انفجرت فجر بالبكاء بشدة فور نطقه لكلماته تلك ليزفر عاصم بقوة يضيف بحزم وقوة

= فجر انتى عارفة انى مبحبش شغل العياط ده خلينا نتكلم بعقل احسن

نزعت نفسها من بين احضانه تهتف بغضب من بين دموعها

= عقل! عاوزنا نتكلم بعقل وانت بتتعامل معايا من قبل الحفلة ماتخلص ولا كأنى مش موجودة وكل ده ليه علشان وقعت غصب العصير على فستان الست صوفيا بتاعتك

شدها عاصم من ذراعها بقوة لترتمى فوق صدره بعنف قائلا بحنق

= عارفة لو سمعتك تقولى كلمة صوفيا بتاعتك دى تانى هعمل فيكى ايه

رفعت عينيها اليه بخوف والم من شدة قبضته فوق ذراعيها لكنه فور رؤيته لمنظرها هذا زفر بقوة تاركا ذراعيها مبتعدا عنها قائلا بجمود

= وبعدين انتى عارفة ان الموضوع مش موضوع العصير انتى عارفة كويس اوووى انتى عملتى ايه

عقدت فجر حاجبيها بتركيز تحول تذكر ماحدث منها غير ذلك يشحب وجهها فجاءةتهمس

= تقصد سيف

نهض عاصم سريعا من جوارها يتحرك بغضب يضم قبضته بعنف قائلا

= ايوه بالظبط عرفتى بقى ان الموضوع اكبر من اللى فى دماغك

وقفت فجر هى الاخرى تتنظر فى عينيه قائلةبهمس

= طيب لو قلتك ان الموضوع غير مانت متخيل خالص هتصدقنى

ابتسم عاصم بسخرية يسالها بتعجب

= الجملة دى سمعتها قبل كده فين اااه لما قلتهالك بخصوص صوفيا واعتقد انك وقتها ولحد دلوقت مصدقتنيش ليه طالبة منى اللى انتى معملتهوش معايا

هتفت فجر برجاء

= لان دى حاجة ودى حاجة

صرخ عاصم بغضب وحدة

= لا واحد يا فجر هانم انتى متعرفيش انا حسيت بايه وانا بتخيل ان ممكن الحيوان ده يكون ضايقك او مد ايده عليكى تانى كنت عاوز اقتله فى لحظتها

اسرعت فجر بهز راسها بالنفى قائلة بلهفة

= ابدا.. ابدا ده كان لاول مرة كويس معايا وكان تعبان جدا انا بس اديته عصير علشان يفوق

اكملت برجاء وامل = صدقنى يا عاصم هو ده اللى حصل

اخذ عاصم ينظر الى ذلك الرجاء بعينيها الرائعة بلونهم الصافى يهمس دون ارادة منه بصوت اجش

= عارفة لولا انه كان سكران طينة انا كنت موته فى يده بس برضه اخد نصيبه منى

لتتذكر هى ذلك المنظر وسيف يقف فوق الطاولة يرقص بتلك الطريقة وعاصم يحاول انزاله وعند فشله ضربه بقبضته ليسقط مغشى عليه لتفلت منها ضحكة خافتة وهى تتذكر ذلك المشهد مرة اخرى

لتشتعل عينى عاصم بشراسة يسألها بخشونة

= بتضحكى عاجبك اووى اللى حصل

لم تستطع السيطرة اكثر لتفلت منها صاخبه تهز راسها بسعادة

=اسفة والله بس شكله يضحك اوووى

احس عاصم بنيران تشتعل بصدره من رؤيتها بذلك المشهد الرائع امامه عينيها تلتمع بسعادة وجهها مشرق شفتيها وردية فلم يدرك سوى وهو يشدها من خصرها بقوة الى صدره يطبق بشفتيه فوق شفتيها يقبلها بجنون وشغف يتصاعد كلما استمر احساسه بها بين ذراعيه يشعر بها تتسمر بين يديه بدهشة سرعان ما ذابت لتبادله قبلته تلك بشغف مماثل سرق منهم انفاسهم بعيد ليغيبا عن الزمان فى شغفهم هذا

حتى ابتعد عنها بعد حين بصعوبة يضع جبهته فوق جبهتها بتنفس بقوة يهمس

= متعرفيش انا كان نفسى اعمل كده ازاى طول الليلة كنت هتجنن واحس بيكى بين اديه وفى حضنى

لينتهد بقوة يكمل بهمس شغوف و يديه تتحرك فوق وجهها برقةوحنان لتغمض عينيها فور شعورها بلامساته الرقيقة تلك

= بس لازم ابعدك عنى دلوقت والا مش هقدر اوفى بوعدى ليكى

ليبتعد عنها بصعوبة يتجه ناحية الفراش بخطوات سريعة لتقف فجر مغمضة العينين تشعر بالبرودة فور ابتعاده عنها بعد دفء ذراعيه لتهمس باسمه بتلعثم جعله يتوقف فورا يلتفت اليها فلم تشعر سوى وهى تجرى اليه تحتضنه بقوة تقف على اطراف اصابعها تضم وجهه بين يديها تنظر الي عينيه بنظراتهم المتسائلة لتقترب منه تقبله برقة لثوانى ثم تبتعد عنه تهمس بخجل وارتباك

ده توقيعى انا كمان على اتفاقنا اللى كان قبل كده

تسمر عاصم مكانه لدقائق لا يصدق انه سمع منها هذا الكلام ثم انتفض يشدها اليه بقوة هامسا

= تقصدى اللى انا فهمته ولا عقلى اللى بيصورلى ده من شوقى ليكى

اقتربت منه تخبىء وجهها منه دافنة اياه فى صدره بخجل ليضحك عاصم بسعادة ينحنى ليرفعها بين يديه يتجه بها ناحيه الفراش بخطوات سريعة يضعها فوقه برقة كما لو كانت من الخزف الرقيق اصابعه تعبث بازرار قميصها تحله واحد تلو الاخر ينحنى امام شفتيها يهمس

= لو اقولك اد ايه حلمت واتمنيت اللحظة دى مش هتصدقينى وان احس بيكى بين اديه كانى في فعلا فى حلم جميل مش عاوز افوق منه اابدا

ابتسمت فجر بخجل تخفض وجهها ليمد يده يرفعه اليه برقة يتأملها لعدة لحظات بحنان ثم ينحنى يقبلها بشغف وجنون يمضى الليلة كلها يروى شوقه اليها تاركين اى حديث اخر خلفهم ماعدا شغفهم وجنونهم هذا...... تبع 


الفصل الحادى والعشرون


تمللت فجر بقلق وصوت هامس اجش فى اذنيها يدعوها للاستيقاظ لتتقلب فوق الفراش تننهد بخفوت وهى تحتضن الوسادة بين ذراعيها قائلة برقة

= سبينى شوية كمان وحياتك ياماما

وصل الى مسامعها ضحكة رجولية خافتة تدغدغ اذنيها بانفاس ساخنة لتسرع بفتح عينيها سريعا تدرك مكان وجودهاوصاحب ذلك الهمس لتجد انها لا تحتضن وسادتها بل تلف ذراعيها حول خصر عاصم المستلقى بجوارها تستند براسه فوق صدره العارى لترفع راسها سريعا وبارتباك تراه يستند براسه فوق مرفقه يبتسم لها بحنان ترى شغفا مماثل لما راته لليلة امس يرتسم فيه عينيه لتشعر بالخجل يلون جميع جسدها بالحمرةفاسرعت بالابتعاد عنه تلف الاغطية حولها بارتباك وخجل لكنه لم يعطيها تلك الفرصة لتحرك بعيدا عنه يجذبها اليها لترجع الى الفراش تستلقى مرة اخرى فوقه يحيطها هو بذراعيه يستند بمرفقيه فوق الوسادة بجوارهايخفض راسه الى وجهها يهمس بشغف امام شفتيها انفاسه تختلط بانفاسها

= رايحة فين هو انا كنت بصحيكى علشان تجرى تقومى من جنبى

همهمت فجر بخجل تحاول النظر الى اى شيئ غيره لكنه كان يحيط بها بجسده الضخم حاجبا عنها اى شيئ اخر سواه لتحاول التحدث تلهى نفسها عن قربه الشديد منها قائلة بتلعثم

= انا .... يعنى ..... و

انقطع حديثها تشهق حين انخفض بشفتيه يقبلها فى حنايا عنقها يهمس

= انتى ايه ؟ اناسامعك كملى

لم تستطيع فجر التركيز على كلمة واحدة تستطيع ان تكمل حديثها بها وهو يصعد بشفتيه بقبلات رقيقة ناعمة يقبل عنقها ببطء ورقة حتى صعد الى وجهها يقبله هو الاخر بشغف وحنان لتحاول فجر الحديث بصوت لاهث متلعثم

= عاصم..استنى .. انامش عارفة اركز كده

توقف عاصم عن تقبيلها ينظر فى عينيها بعينين تلتمع بشغف ورغبة قائلا بانفاس لاهثة

= وانا مش عاوزك تركزى فى اى حاجة غير فى اللى هقوله ليكى حالا

طلت من عينيها نظرة تساؤل تسأله بقلق=

=وايه هو انا سمعاك؟

لم يمهلها عاصم سوى ثانية لتلتقط فيها انفاسها قبل ان يكتسح شفتيها بقبلة عاصفة اذابتها واذابت كل الحواجز بينهم جعلتها تنسى اى حديث قد يقال بينهم فى تلك اللحظة ليغيا سويا فى عالم ليس به احد اخر سواهم وحديثهم الذى قيل بينهم دون النطق حرف واحد

***********★★★★★***********

هو عاصم اتاخر كده ليه فى النزول

نطق عبد الحميد بتلك الكلمات الى صفية الجالسة فقط معه فوق مائدة الافطار لتقول وهى تضع بعض الطعام فى طبقه امامه = اكيد مرهق من سهرة امبارح وخصوصا اننا كلنا نمنا وش الصبح

هز عبد الحميد راسه بتفهم قائلا

= عندك حق كانت ليلة من اولها لاخرها غريبة

بس كنت عاوز اتكلم معاه ومع صلاح على سفرية اليونان واشوف ناوى على ايه

لم يكد يكمل جملته حتى دخل صلاح الى الغرفة يرتسم االتجهم والارهاق على وجهه يلقى بتحية الصباح بجمود ثم يجلس فوق مقعده يتناول طعامه بصمت

اخذ عبد الحميد يراقبه لعدة دقائق ثم قال بصوت هادئ

= ايه يا صلاح مالك شكلك تعبان

صلاح بجمود

= ماهو ده الموضوع اللى عاوزك فيه يا عمى انا بصراحة مرهق جدا اليومين دول ومش قادر اركز فى حاجة فانا كنت بستاذن حضرتك اخد شهيرة ونروح فيلا الساحل كام يوم لانها هى كمان اعصابها تعبانة من بعد موضوع سيف واللى حصل

عقد عبد الحميد حاجبيه بغضب

= بتعاقبنى انت ومراتك يا صلاح

اسرع صلاح ينحنى فوق يديه يقبلها قائلا بلهفة = ابدا والله يا عمى انت عارف انا مش ممكن اعمل كده ابدا انت عارف انا بعتبرك والدى بالظبط

زفر عبد الحميد يحاول الهدوء يسأله

= طب وسفرية اليونان مين هيطلعها مع صوفيا لما انت تااخد اجازة

اسرع صلاح قائلا = عاصم يقدر يطلع هو السفرية دى وان كان على شغل الشركة فى غيابه انا هتابعه ولو جد اى شيئ يحتاج وجودى لحظات واكون موجود بس اهو اكون موجود جنب شهيرة لحد ما الازمة دى تعدى

لم يجد عبد الحميد ما يستطيع به الحديث فهو يعلم يقينا ان من المؤكد سوء حالة ابنته بعد قراره المتعلق بابنها امس فلم يجد فى نفسه ان يرفض ايضا وجود زوجها معها فى تلك اللحظة ايضا لينتهد قائلا =

خلاص يا صلاح لما ينزل عاصم نبقى نشوف هنعمل ايه فى الحكاية دى

هز صلاح راسه بالموافقة يتمنى موافقة عاصم حتى تنال صوفيا ما ارادت ويتخلصوا سريعا من تلك المعضلة المسماة زوجةعاصم

💀💀💀💀💀

فجر مش هتقوم تجهزى علشان تنزلى معايا

همس عاصم بتلك الكلمات الى فجر المستلقية فوق الفراش تهز راسهابضعف دافنة لوجهها اكثرفى الوسادة هامسة بأرهاق

= لااا انا عاوزةانام كمان شوية جسمى كله بيوجعنى

ضحك عاصم بمرح يجلس بجوارها فوق الفراش تعبث انامله بشعرها المتناثر بجنون حول وجهها وفوق الوسادة ليبعدا اياه خلف اذنيها لينحنى يقبل كتفيها الظاهر من الاغطية الملتفة بها قائلا بحنان

= طيب خليكى براحتك وانا هنزل اروح الشركةومش هتاخر علشان نخرج نتغدى سوا بره

ما ان ان نطق بكلماته حتى هبت جالسة تركع بركبتيها فوق الفراش هاتفة بلهفة وفرح

= بجد يا عاصم كلامك هنخرج سوا

لم ينطق عاصم بحرف تتسمر عينيه فوق جسدها المكشوف امامه بعد ان سقطت الاغطية عنه اثر نهوضها السريع لتلاحظ فجر نظراته تلك لتسرع بجذب الاغطية حولها مرة اخرى وهى تتراجع الى الخلف بخجل وارتباك

ليبتلع عاصم لعابه بصعوبة قائلا بتلهف

= شكلنا كده مش هنتحرك من الاوضة دى النهاردة خالص

لتقدم منها يلتهم شفتيها يقبلها بجنون فلم تجد فى استطاعتها سوى مبادلته جنونه هذا خاطفا منهم انفاسهم حتى ابتعد عنها لكنه استمر فى تقبيلها فوق وجهها تتنقل شفتيه برغبة عاصفة حتى وصل الى حنايا عنقها فاخذ يقبلها برقة وتمهل كما لو كانوا يمتلكون كل وقت العالم لهم تاخذهم عاطفتهم بعيدا عن كل ما حولهم حتى اتت المقاطعة فجاءة من خارج عالمهم على هيئة دقات متتالية لم يعيرها عاصم ادنى اهتمام فى البداية وهو مغيب عما حوله تماما لتتعالى الدقات هذة المرة بقوة تتبعها صوت والدته قائلة باهتمام = عاصم فجر انتوا لسه مصحتوش يا ولاد

انتبهت فجر لصوت زوجة عمها الاتى من الخارج فاخذت تنبه عاصم تهتف باسمه بضعف لكنه تجاهل محاولاتها تلك غارقا فى عالمه اخر لتتعال الدقات ولكن بقوة وشدة هذة المرة فلم تجد فجر حلا اخر سوى ان تحاول ابعاده عنها قائلة بخجل

= عاصم طنط صفية وافقة بره رد عليها علشان خطرى

لم يعير عاصم حديثها انتباه لعدة لحظات لم تجد فجر خلالهم القدرة على الطلب مرة اخرى لكن ما ان همت بالحديث مرة اخرى حتى وجدته يريح راسه فوق صدرها يتنفس بسرعة وخشونة محاولا التقاط انفاسه لعدة لحظات قبل ان ينهض فوق قدمه يعدل من وضع ربطةعنقه و ملابسه يرجع خصلات شعره الى الخلف بعد ان عبثت بها اصابعها يغمض عينيه لعدة لحظات ثم يتوجه الى الباب بخطوات بطيئة يفتحه مواربا له حتى لاتصل الى انظارها الى فجر المستلقية فوق الفراش يحيى والدته بهدوء التى تقف بارتباك خلف الباب يلقى لهابتحية الصباح بصوت متحجرش لتسرع صفية باعتذار مرتبك

= معلش يا حبيبى بس جدك مستنيك من بدرى عاوزك حالا فى اوضة المكتب وطلب انى اطلع بنفسى اصحيك

انحنى عاصم مقبلا وجنتها بحنان قائلا

= ولا يهمك يا حبيبتى انا صاحى من بدرى اسبقينى انتى وثوانى وهنزل وراكى احصلك

هزت صفية راسها ترتب فوق وجنته بحنان ثم تتجه للنزول سريعا بينما عاصم يغلق الباب بهدوء يلتفت الى تلك الجالسة فوق الفراش تشتعل وجنتها بخجل ليتقدم منها مرة اخرى فتتراجع هى تهز سبابتها بخوف

= عاصم علشان خطرى كفاية اللى حصل انا اصلا مش عارفة هوريها وشى تانى ازاى

اخذ عاصم يتقدم اليها دون ان يعير حديثها ادنى اهتمام ليقترب منها يهمس فى اذنيها

=لو حضرتك مش واخدة بالك فانتى مراتى يا مجنونة ودى اوضتنا لوناسية انا عندى استعداد حالا افكرك

فجر برعب تهتف = لااا خلااص عارفة بس علشان خاطر ى ياعاصم انزلهم بسرعة ليبعتوا حد تانى وكفاية اوووى اللى حصل

غمز عاصم لها بعينيه بخبث قائلا

=خلاص موافق بس على شرط

فجر بتوجس وخوف = وايه هو ؟

اقترب عاصم منها اكثر ينظرالي شفتيها بشوق

لتبتلع فجر ريقها بصعوبة تعلم ماهو ات لكنها فوجئت به يتراجع عنها قائلا بمرح

= انا هنزل حالا بس مش فاطر اللى لما تنزلى ونفطر سوا اتفقنا

تنهدت فجر براحة تسرع فى هز رأسها بالموافقة ليبتسم هو بحنان قائلا برقة

= متتاخريش عليا

ثم تحرك بخطوات سريعا مغادرا يفتح الباب وقبلةخروجه التفت اليها مرةاخرى يلقى لها بقبلة فى الهوا ثم يغلق الباب خلفه بهدوء

لتسرع فجر بالقاء نفسها فوق الفراش تهتف بسعادة

= بحبه ااااوى يااااناس

لتتسع عينيها تضع يدهافوق شفتيها بذهول وصدمة سرعان ما تحولت الى ضحكة فرحة وسعيدة تهمس

= ايوه بحبه ومن اول يوم عنيا شافته فيه علشان يبقى كل دنيتى من بعدها

لتنهض سريعا بعد ان جعلها اعترافها هذا تتحرك بخفة كما لو كانت فراشة لتستعد حتى تنزل اليه سريعا

💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕

جلست فجر بجوار والدتها وزوجة عمها امام مائدة الافطار فى انتظار خروج عاصم لتناول كما طلب منها ليطول انتظارها له كثيرا لتزفر بقلق جعل صفية تلتفت اليها قائلة بحنان

=شكلهم هتأخروا جوه افطرى انتى يا حبيتى وهو يبقى يجى يفطر براحته

هزت فجر راسها بالرفض تضع كفها اسفل وجنتها تستند عليها ليظلا على هذا الحال يسود الصمت الغرفة حتى تعالت فجاءة اصوات غاضبة استطاعت تميزها بانها تخص عاصم وجدها تقترب منهم ليدخل عاصم فجاءة الغرفة قائلا

= استحالة اللى بتقولوه ده يحصل ولو لازم يبقى سيف هو اللى هيجى معايا

تبادلت فجر النظرات بينها وبين والدتها وزوجة عمها بحيرة وهم يستمعون لحديث الجد قائلا لحدة

= جرى ايه ياعاصم مانت عارف ان سيف ساب القصر من امبارح بليل وقرارى انه يسيب الشركة مش هرجع فيه

التفت اليه عاصم بغضب صارخا

= وانا محدش يقدر يجبرنى اعمل حاجة مش داخلة دماغى حتى لو كان التمن نلغى الصفقة دى خالص

شحبت ملامح عبد الحميد يترنح حتى كاد ان يسقط ارضا قائلا بألم وضعف

= كده يا عاصم دى اخرتها بتزعق لجدك اللى رباك وخلاك راجل واخرتها تزعق فى وشه

اسرع عاصم بالامساك به يقوم باسناده حتى احد المقاعد يجلسه عليه ثم يجلس على عقبيه امامه قائلا بأسف

=سامحنى يا جدى ليكمل بحزم بس لازم تفهم ان اللى بتطلبه ده انا......

قاطع عبد الحميد حديثه بلهفة

= ده شغل ياعاصم مفيش حاجة اسمها مينفعش وانت عارف ان الصفقة دى اد ايه مهمة و صلاح فاهم ده و فاكر انى مش عارف هوبيعمل كده ليه بيضغط علياويلوى دراعى علشان خاطر ابنه فاكر انى هرجع فى كلامى

زفر عاصم بقوة بقلة حيلة ثم قال هو يلتفت ناحية فجر الجالسة تنظر اليهم بحيرة

= خلاص فجر هتيجى معانا

عبد الحميد بغضب

= جرى ايه ياعاصم هتاخد مراتك رحلة شغل وبعدين انت عارفة انها معندهاش جواز سفر وانكم لازم تكونوا فى اليونان بكرة بالكتير

انتبهت فجر لصيغة الجمع التى استخدمها جدها لتدرك فجاءة سبب كل هذة الجلبة ولتتأكد شكوكها حين قال جدها بلطف لتنزل كلماته فوقها كما لو كانت سكين يقطع احشائها بقوة

صوفيا هتفيدك هناك اكتر حتى من لو كان عمك صلاح معاك والموضوع كله اسبوع بالكتير يا عاصم

اخفض عاصم راسه يزفر بقوة ثم نهض على على قدميه قائلا باستسلام

= خلاص يا جدى تمام انا موافق

ما ان نطق عاصم حتى شعرت برغبة شديدة فى الصراخ لترفض هى هذا وبالفعل كادت ان تقف يشتعل وجهها بغصب لكن امدت ايدى امها خفية تضغط فوق ذراعيها لتتلتفت لها فجر بعنف لتهز عواطف راسها تهمس

=اياكى تعملى اللى فى دماغك

اتسعت عين فجر تمتلأ عينيها بالدموع لتنظر لها والدتها بعطف يستمعوا الى الجد قائلا بهدوء

= تعال معايا علشان نجهز الورق ونشوف هتعمل ايه قبل ماتسافر

وماان انهى كلماته حتى دخلت صوفيا تلقى بتحية الصباح بمرح ليقابلها عبد الحميد ناهضا من مكان قائلا دون مقدمات

يلا يا صوفيا تعالى معانا على المكتب نشوف هنعمل ايه

ليغادر مسرعا تتبعه صوفيا بأبتسامة سعيدة بينما وقف عاصم مكانه ينظر الى فجر الجالسة تخفض راسها خوفا من رؤيته لدموعها ليقف عاصم لعدة لحظات بحيرة لايدرى كيفة التصرف ليزفر بقوة ثم يغادر الغرفة هو الاخر بخطوات سريعة تاركا الصمت والوجوم خلفه سيدا للموقف

💔💔💔💔💔💔💔

جلس عاصم خلف المكتب يقلب فى الاوراق الصفقة امامه تقف صوفيا بجواره بدعوة مساعدته تستغل الامر من حين الى اخر لتتلمس يد او كتف عاصم لتظهر كانها لمسات عرضية لكنها ادركت من نظرات عاصم العاصفة لها بانه ادرك نيتها لتقف بعدها بثبات وتكمل الحديث بعملية لاتريد المخاطرة الان بادراكه لنويها فيرفض الذهاب معها بينما عبد الحميد جلس فى مقعده امام المكتب بتعب لينهض بعد حين يقف بضعف قائلا

= انا هقول انا ارتاح فى اوضتى ولما تخلصوا ابقى اطلع يا عاصم عرفنى هتعمل ايه

نهض عاصم سريعا من خلف مكتبه يتقدم منه يسنده من مرفقه قائلا بحنان

= تحب اطلع اوصلك لجناحك ؟

هز عبد الحميد راسه يرتب فوق وجنته بحب قائلا

= لا خليك انت انا هطلع لوحدى مش عاوز اعطلك

لتتقدم بخطوات مرتعشة يغادر الغرفة تتابعه عين عاصم بقلق حتى غادر مغلقا الباب خلفه

لتقول صوفيا بحنان تحاول تهدئة الاجواء بينهم

= شكلك بتحبه اووى يا بخته بجد ان عاصم الحديدى بنفسه بيحبه بالشكل ده

التفت اليها عاصم ببطء قائلا ببرود وصرامة

= مش نشوف شغلنا احسن من الكلام الفاضى ده

لتتحرك باتجاه مكتبه تاركا ايها تنظر فى اثره تصغط شفتيها بغيظ ثم تغمض عينيها لثوانى لتفتحهم بعدها ترسم ابتسامة فوق شفتيها وتعود لمكانها بجواره ما ان اقتربت حتى قال لها دون ان يرفع راسه عن اوراقه بجمود

= اقعدى على الكرسى هناك

تجمدت مكانها لثوانى تشتعل عينيها بغضب ثم تحركت الى المقعد تلقى بنفسها فوقه بعنف تزفر بخشونة

لم يمر وقت كثير حتى اندمجوا خلاله فى ترتيب اوراق الصفقة حتى صوفيا اصبحت لا يشغل عقلها سوى امور العمل ليقاطع اندماجهم طرق رقيق فوق الباب ليجيب عاصم الطارق بالدخول دون ان يعرف عينيه عن اوراقه

لتدخل فجر بخطوات مترددة تهمس باسمه بخجل ليلتف هو وصوفيا اليها ينهض سريعا يتجه اليها بلهفة يسألها بقلق

= فى حاجة يا فجر ؟ محتاجة حاجة ؟

هزت فحر راسها بالنفى تهمس برقة

= لااا ابدا بس انت لسه مفطرتش وانا كنت مستنياك نفطر سوا زاى ما اتفقنا

اقترب منها عاصم يحتضنها برقة بين ذراعيه يبتسم لهت بحنان

= انتى لسه مستنيانى كل ده طيب مفطرتيش انتى ليه

فجر بخجل تهز كتفهاقائلة = احنا اتفقنا نفطر سوا

لم يشعر عاصم الا وهو يشدد من احتصانه لها ينحنى فوق اذنيها هامسا

= بس انا فى دماغى حاجة تانية احلى من الفطار بكتير

شهقت فجر بذهول تبتعد عنه قائلة هامسة

= عاصم اعقل

ثم تشير بعينها باتجاه صوفيا التى وقفت تتابع ما بحدث بقلب يشتعل بالغيرة والحقد

ليلتفت لها عاصم قائلا بصوت اجش

= صوفيا احنا هنروح نفطر تحبى تيحى معانا

هزت راسها بالرفض ببطء ليلتفت عاصم بجذب فجر لين ذراعيه يخرج من الغرفة وهو يهمس مرة اخرى لها بكلمات جعلت من وجنتيها تشتعل بالخجل مرة اخرى لتراقبهم صوفيا وهى تصغط فوق القلم بين يديها حتى تهشم متحطما من قسوة قبضتها تهمس بعد خروجهم بغل وغضب

= ماشى يا عاصم اما نشوف انا ولا حتة اللعبة بتاعتك دى


الفصل الثاني والعشرون والثالث والعشرون من هنا 

 لقراءة جميع حلقات القصه من هنا

تعليقات