رواية أسير عينيها
الفصل الخامس والثلاثون 35 والسادس والثلاثون 36 الجزء الرابع
بقلم دينا جمال
صفعة، لم يكسر ذلك الصمت العاشق سوي صوت صفعة قوية نزلت من يد لينا على وجه زيدان حين احست به يقترب اكثر واكثر يرغب في تقليبها، إن ندمت حقا على شئ فهو انها كانت على وشك تسليم نفسها له قبلا في لحظة ضعف مخزية، توسعت عيني زيدان في ذهول اثر ما حدث وضع يده على خده ينظر له عينيه اشتعلت كلهيب نار غاضب يكفي حقا يكفي ويزيد، تحمل منها ما يكفي ويفيض به الكيل، أحمر وجهه من شدة ما به من غضب، لتشعر بالدماء تكاد تفر خوفا من جسدها نظرت له بهلع تحاول الحديث، لتشعر به يقبض على رسغ يدها يصيح غاضبا:.
- بتضربيني بالقلم عشان حاولت ابوسك، حاولت ابوس مراتي، كفاية بقي يا لينا كفاية اوي، انتي ايه يا شيخة ما عندكيش مشاعر، اعمل ايه اكتر من كدة عشان تحبيني، مستحمل كل اللي بتعمليه وساكت بس ما توصلش لدرجة أنك تضربيني بالقلم...
اغرقت الدموع وجهها تنظر له بذعر لأول مرة ترى زيدان ينفجر بتلك الطريقة رفعت وجهها تنظر لعينيه الحادة الغاضبة تهمس بتعلثم خائفة:.
- أنت وعدتني، قولتلي انك مش هتقرب مني غصب عني وحاولت تبوسني دلوقتي
لم تهدئ موجة غضبه ولكن عذرا فارت بعنف ينظر لها حانقا قلبه يغلي ألما وعشقا ابتسم يردف متهكما:
- كنتي ارفضي ابعدي مش تضربيني بالقلم ولا انتي اتعودتي بقئ زيدان بيسامح بيعدي ما بيزعلش، غريبة اوي أنك رافضة اوي اني حتى ابوسك ويوم كتب كتابنا كنتي موافقة وانتي بنفسك اترميتي في حضني، والا تكوني تخيلتيني واحد تاني.
صعقتها الجملة توسعت عينيها تنظر له في ذهول لا تصدق ما خرج من فمه توا، غضب زيدان نصله تماما عن عقله، سحبت يدها من يده وقفت تعاتبه بنظراتها لتردف معاتبة:
- يوم كتب كتابنا في لحظة ما كنت برمي نفسي فئ حضنك كنت برمي معاذ برة قلبي، حتى لو كنت ما بحبكش يا زيدان كان لازم اثبت لنفسي اني ما ينفعش حتى افكر في معاذ تاني، بس أنت استغليت ضغفي وحيرتي في اللحظة دي.
ابتلع لعابه مرتبكا يتحاشي النظر اليها نعم، هو حقا استغل لحظة تشتتها وحيرتها ليقترب منها كان في أشد شوقه لها لا يصدق أنها اخيرا أصبحت زوجته، كانت تحاول إبعاده عنها بضعف، ربما دخول زوجة خاله انقذه من أن يجبرها على ما كان يفعل، زفر حانقا يخلل أصابعه في شعره بعنف اولاها ظهره يمسح وجهه بكف يده بعنف ليسمع تهمس من خلفه بصوت خفيض حزين:
- أنا آسفة عشان ضربتك بالقلم تصبح على خير.
و بعدها سمع صوت خطواتها تبتعد عنه دخلت إلى الغرفة تغلق الباب عليها، تنهد يزفر حانقا
ليخرج من الباب الزجاجي جلس على أحد المقاعد في الحديقة الصغيرة يدخن سيجارة بعنف، ابتسم ساخرا ينظر للسيجارة في يده متهكما، ورث من خاله كل شئ حتى السجائر امتصها بعنف ليخرج من بين شفتيه دخان ابيض مسمم يخفي الصورة من حوله.
عثمان ليس في المستشفى بل عاد إلى بيته عرف تلك المعلومة من على حين اتصل به، وقف بسيارته أسفل منزل على، لينزل منها متجها إلى اعلي، دق الباب لحظات وفتح على، احزنه حقا مشهد أخيه عينيه الحمراء وجهه الشاحب ثباته الزائف الذي انهار ما أن رآه يقف أمامه انهار يلقي بنفسه على صدره كطفل صغير رأي والده انسابت دموعه بعنف يهمس من بين شهقاته العنيفة:.
- عثمان اتشل يا خالد، ابني، ابني، ابني بقي عاجز، حالته وحشة اوي...
شد على جسد اخيه يحاول مواساته، ربت على رأسه يبعده عنه يمسك ذراعيه بين كفيه يشد من ازره قائلا في حزم:
- اجمد يا على ما ينفعش حالك دا، عثمان هيرجع زي الأول واحسن بإذن الله، اجمد ما تعملش في نفسك كدا.
حرك على رأسه إيجابا يمسح دموعه بعنف ليتجه إلى الداخل بصحبة اخيه البيت من الداخل حزين كئيب، لبني تجلس هناك في أحد الاركان تبكي لا يعرف كيف منع ابتسامته الساخرة من الخروج الآن تبكي ألم يخبرها مرارا وتكرارا انها تجرم في حق ابنها باهتمامها الزائد بعملها واهمالها له، طلب من على أن يقابل عثمان بمفرده ليوافق الأخير على الفور، دخل إلى غرفة عثمان فتح بابها يقطب جبينه الغرفة مظلمة يري من ضوء الشرفة القادم من الخارج عثمان يجلس على مقعد متحرك في أحد أركان الغرفة ينظر للاشئ، دخل إلى الغرفة يغلق الباب خلفه، اتجه إلى زر الانارة يفتحه ليقطب عثمان جبينه غاضبا نظر للفاعل ليبتسم ساخرا عمه العزيز لما جاء الآن، تقدم خالد ناحية عثمان حمل أحد المقاعد يضعه امامه جلس عليه يقول مبتسما: اهلا بعم العفريت، قاعد في ركن بعيد في الضلمة ايه بتحضر عفاريت يا حبيبي.
ابتسم عثمان متهكما يشيح بوجهه بعيدا عن خالد يتمتم ساخرا:
- أنت جاي ليه إنت كمان مش هنخلص بقي كل شوية الاقي واحد من العيلة الكريمة جاي ايه جايين كلكوا تتفرجوا على عثمان بعد ما اتشل
التوي جانب فم خالد بابتسامة صغيرة متهكمة كتف ذراعيه امام صدره يقول ساخرا:
- حلو فيلم البؤساء دا، ادائك لذيذ مبالغ فيه كتير الحقيقة بس كويس مش بطال، لو كنت فاكر اننا جايين نشمت فيك، تبقي حمار وأنت اساسا حمار من زمان.
احتدت عيني عثمان غضبا التف برأسه لخالد أحمر وجهه ينظر له لينفجر صائحا:
- أنت جاااي ليه عايز مني اييه، امشي اطلع برة خلاص ما بقاش عندي حاجة اخسرها خسرت كل حاجة، أنا عملت ايه وحش في حياتي عشان ابقي مشلول عاجز مش عارف حتى اروح الحمام لوحدي، عارف يعني ايه تبقي عاجز
حرك خالد رأسه إيجابا تنهد يبتسم بلا حياة:.
- اقولك يعني ايه تبقي عاجز، ولا اقولك أنت عملت ايه وحش في حياتك، ولا اقولك أنك ما خسرتش اي حاجة غير شيطانك وبس ودا خسارته مكسب
قطب عثمان جبينه متعجبا من كلام خالد ينظر له بحدة مستفهما ليعلو ثغر خالد ابتسامة ماكرة يردف في هدوء:
- أنت مش ملاك يا عثمان أن كان على الوحش فأنت عملت وحش كتير اوي، لعبت ببنات بعدد شعر راسك، كام واحدة فيهم عملت معاها علاقة في الحرام وسيبتها.
شد عثمان بيده على طرفي المقعد بلع لعابه يصيح حانقا:
- أنا ما ضربتش حد على ايده كل واحدة فيهم كانت عارفة الصياد وأنه ما بيكملش في علاقة ومع ذلك كانوا بيتسابقوا عليا
ارتسمت ضحكة ساخرة على شفتي خالد يغمغم متهكما:
- حلوة يتسابقوا عليا دي، ما هو بردوا في بنات ساذجة وأنت كنت بتضحك عليهم ما تنكرش دا وحتى اللي كانوا عارفين البيه كان بيزني ولا عامل مش واخد بالك..
اضطربت حدقتي عثمان بلع لعابه يشيح بوجهه بعيدا عن خالد اختنقت نبرته يردف:
- مش أنا لوحدي في شباب كتير بيعملوا اكتر من كدة اشمعني أنا بس اللي يحصل فيا كدة...
قام خالد من مكانه اتجه ناحية عثمان ليميل برأسه يحادثه برفق:.
- وليه ما تقولش أنها اشارة ودرس ليك عشان تفوق يا عثمان قبل ما الأوان يفوت، اقولك أنا يعني إيه عجز، يعني راجل بيجري على سبع عيال وبينام كل ليلة ومش عارف بكرة هيلاقي يأكلهم، اقولك يعني عجز يعني أرملة ما حيلتهاش في الدنيا غير معاش جوزها الميت بتصرف بيه على عيالها، شايلة هم لو واحد منه تعب هتجيب فلوس تكشف عليه ولا لاء، العجز كتير اوي يا عثمان، اللي في رجلك دا مش عجز، احنا نقدر نجبلك اكبر دكاترة في العالم هترجع تمشي تاني ما تخافش، أنت ما خسرتش يا عثمان، شيطانك هو اللي خسر، لأنك المفروض بعد اللي حصلك دا، تبعد عن كل القرف اللي كنت فيه وتنضف بقي، قاعد في ركن في الأوضة وعمالة تعيط ومضلمها اللي هيجي يواسيك النهاردة هتشغله الدنيا بكرة، أنت مش مهندس برمجيات بردوا، شوف شغلك كمل علاجك، بدل ما تقعد تندب، الست الارملة اللي عندها خمس عيال بتقوم من الفجر تشتغل ما بتقعدش تبكي وتقول ليه يا رب أنا عملت ايه، فوق الفرصة لما بتيجي ما بتكررش.
انهي خالد كلامه ليمد يده يربت على كتف عثمان ومن ثم التف وغادر في هدوء تاركا خلفه عاصفة حائرة من التفكير في كل حرف قيل.
أنت بتقول ايه، جاسر اتجوز وكمان جايب المحروسة هنا دا أنا هروح اطربقها فوق دماغهم، هتفت بها شاهي بحقد بعد أن أخبرها مراد على الهاتف ما حدث في المطعم...
ليهتف مراد سريعا يثنيها عما تنوي:.
- انتي عبيطة يا بت، بقولك ايه يا شاهي ركزي ورحمة ابوكي مش ناقصين جنان، لو روحتي لجاسر او عملتي اي حاجة هيعرف إن أنا اللي قايلك ما انتي اكيد ما بتشميش على ضهر ايدك والدنيا كلها هتبوظ، اعقلي كدة ونفذي اللي اتفقنا عليه...
كادت شاهي أن ترد حين سمعت صوت جرس الباب يدق، قطبت جبينها مستفهمة تحادث مراد:.
- مراد خليك معايا هشوف مين على الباب، اتجهت إلى الباب تفتحه ليصفر وجهها حين وجدت جاسر يقف امامه يبتسم ابتسامة واسعة هادئة، ابتلعت لعابها تغمغم مرتبكة:
- طب يا سوزي يا حبيبتي هكلمك بعدين اصل جاسر جه
اغلقت الخط سريعا تبعد الهاتف عن اذنها تداركا سريعا وجوده لترتمي عليه تلف ذراعيها حول عنقه تغمغم بسعادة:
- جاسر حبيبي وحشتني اوي، كل دي غيبة قلقت عليك اوي، تعالا تعالا ادخل واقف ليه.
دخل جاسر خلفها يغلق الباب خلفه لتشد هي يده تجلس على أحد الارائك جلست جواره تلتصق به تغمغم بخفوت ناعم حزين:
- وحشتني اوي يا جاسر، كل دا ما تسأليش عني، خلاص العروسة الجديدة خلتك نستني
ما لم تتوقعه تماما أن جاسر يرفع ذراعه ليسقط رأسها على صدره حاوطها بذراعه يغمغم ساخرا:.
- عروسة ايه بس يا شاهي دي عيلة نكد، أنا متجوزها بس عشان أرضي ابويا انتي عارفة، أنا بجد ما عرفتش قيمتك غير لما اتجوزت البت دي، وحشني دلعك وحنيتك، مش لوح التلج اللي متجوزه
رفعت شاهي عينيها تنظر لجاسر تسبل عينيها ببراءة قطة بريئة وابتسامة واسعة تشق شفتيها، ليرفع كف يدها يقبله بنعومة يهمس بنعومة:
- قومي معلش اعمليلي لقمة من أيديكي الحلوين دول وهنسهر للصبح أنا عايز انسي النكد اللي شوفته الفترة اللي فاتت.
توسعت ابتسامة شاهي لتهب جالسة قبلت جاسر على وجنته تغمغم سريعا بتلهف:
- دقايق يا حبيبى والاكل هيبقي جاهز عشان محضرالك مفاجأة اتمني تعجبك
قالتها لتهرول إلى المطبخ بتلهف، لتختفي ابتسامته هو، يبثق مكانها، سمعها وهي تحادث مراد وتخبره بكل هدوء ( مراد خليك معايا هشوف مين على الباب).
هو المغفل هنا إذا سيريهم كيف يخدعانه، التقط هاتفها سريعا ليجد المكالمة الاخيرة باسم ( سوزي ) هل تظن انها هكذا ذكية، دون الهاتف على هاتفه الخاص سريعا ليخرج شريحة تجسس من جيبه صديقه الخبير في هذه الامور علمه جيدا كيف يستخدمها وضعها في هاتفها يعيده مكانه ليلتقط جهاز التحكم الخاص بالتلفاز، يتحرك بين القنوات بملل، دقائق ووجدها تخرج من المطبخ، تحمل صينية طعام صغيرة بين يديها ابتسامتها الواسعة تشق شفتيها، جلست جواره على الأريكة تضع الطعام على الطاولة امامه تهمس بصوت ناعم مغوي:.
- العشا يا حبيبي
اعتدل في جلسته يلتقط بضع لقيمات من الطعام امامه دون أن ينطق بحرف لحظات وسمعها تحمحم بصوت متوتر تردف متلعثمة:
- احم جاسر في حاجة حصلت وأنا عايزة اقولك عليها، اصلك لازم تعرف
التفت جاسر لها يبتسم شبح ابتسامة عاشقة حرك رأسه ايجابا يردف:
- حاجة ايه يا شاهي
قامت من مكانها بسهولة شديدة تصنعت الارتباك والخوف وقفت امامه تبلع لعابها ابتسمت بارتعاش، وضعت يدها على بطنها تهمس بصوت خفيض:.
- جاسر، أنا، أنا، أنا حامل.
على صعيد آخر انهي زيدان سيجارته الثالثة تقريبا ليأخذ طريقه إلى غرفة النوم قبل أن يصل إليها وجد هاتفه يدق برقم خالد ابتسم يلتقط الهاتف يفتح الخط تنهد يقول:
- ايوة يا خالي
سمع صوت خالد يهتف متعجبا:
- ايوة يا خالي، مالك ياض في ايه، لينا حصلها حاجة
ابتسم يآسا يحرك رأسه نفيا ليهتف في هدوء يطمئنه:
- والله لينا كويسة يا خالي ونايمة كمان تحب اصحيهالك
سمع صوت تنهيدة خاله المرتاحة ليردف بعدها مستفهما:.
- لا ما تصحيهاش سيبها نايمة، بس أنت مالك صوتك مخنوق كدة ليه، حصل حاجة
ابتسم زيدان ساخرا لا يجد ما يقوله ليردف سريعا:
- ما فيش يا خالي صدقني، أنا بس تعبان من اللي حصل النهاردة، هدخل اريح شوية.
ودع خاله ليكمل طريقه إلى الغرفة، فتح بابها، ليجد لينا تنام على احد اطراف الفراش ظهرها مواجها للباب، تنهد حزينا مما حدث وقال هو، ليتقدم ناحية الفراش تسطح بجسده عليه، لتفتح لينا عينيها على اتساعهما، حين شعرت بحركة خلفها على الفراش التفت بجسدها سريعا تنظر له قطبت جبينها تسأله في ضيق:
- أنت ايه اللي جابك هنا...
أولاها ظهره يتسطح عند طرف الفراش الآخر يغمغم في هدوء:.
- لينا أنا تعبان وعايز انام مش عايزة تنامي جنبي روحي نامي برة
قطبت جبينها تحتقن عينيها غضبا ماذا يقول هذا الأحمق، تنهدت تهتف حانقة:
- لاء طبعا دا سريري وبعدين إنت قولتلي انك هتنام في الحمام
التفت لها بجسده ينظر لها غاضبا ليصيح متهكما:
- ليه يعني حد قالك أن أنا خروف العيد.
نظرت له بذهول للحظات لتنفجر ضاحكة على طريقته وهو يقول تلك الجملة، تعالت ضحكاتها تضع يديها على بطنها من شدة الضحك لترتسم تلقائيا ابتسامة صغيرة على شفتيه ينظر لها بعشق يفتك بقلبه، قطعت ضحكاتها جملتها وهي تقول من بين ضحكاتها:
- خروف العيد أنت مسخرة.
ظل ينظر لها يبتسم في عشق دون أن ينطق تلاقت عينيها بعينيه مصادفة لتختفي ضحكاتها شئ فشئ ابتلعت لعابها متوترة وهي تنظر لذلك البريق اللامع في عينيه الزرقاء لتجده يمد يده يشبك كفه بكفها يهمس بشغف:.
- تعرفي كل مرة بشوفك بتضحكي فيها، بحس وكأن الدنيا كلها بتضحكلي، وكأني ما عشتش ولا لحظة وحشة في حياتي، تعرفي تاني، أنا نفسي اوي انام في حضنك، أنا آخر حطيت راسي فيها في حضن الست اللي كانت امي كان عندي 8 سنين ومن بعدها ما اتكررتش، ما تزعليش من الكلام اللي قولته برة كانت لحظة غضب
ادمعت عينيها تحرك رأسها إيجابا مسكين زيدان، حياته كانت بائسة بشكل موحش منذ أن كان طفلا همست هي الاخري بتوتر:.
- أنا آسفة عشان ضربتك بالقلم، مش عارفة ازاي عملت كدة
ابتسم يحرك رأسه إيجابا دون كلام ليغمض عينيه بعدها يغط في النوم بينما هي ظلت مستيقظة تنظر له وهو نائم بسكون كطفل صغير، ابتلعت لعابها تسحب يدها من يده برفق، تهمس بصوت خفيض:
- زيدان أنت نمت خلاص ولا لسه صاحي
لم تحصل على اجابة لتقترب منه تشد رأسه برفق تحاول ضمه بين ذراعيه برفق حتى لا يستقظ كطفل صغير بين أحضان والدته توسعت عينيها حين سمعته يهمس ممتنا:.
- شكرا
ابتسمت ابتسامة صغيرة تحرك يدها على رأسه لتغفو هي الاخرب بعد دقائق قليله.
في منزل خالد السويسي في الصالة الكبيرة بالأسفل تجلس لينا تحاول الاتصال بخالد مرارا وتكرارا بينما تجلس بدور تطعم خالد الصغير وسيلا كعادتها تجلس على قدمي حمزة، مايا تجلس على الأريكة أمام أدهم تنظر للهاتف تختلس النظر لادهم بين حين وآخر منذ ليلة أمس وهو يتحاشي الحديث معها، يتحدث في الهاتف بكثرة بطريقة غريبة، حمزة يجلس شاردا يتذكر حديثه الأخير مع أخيه بالأمس:
- انهي مايا.
أصفر وجه حمزة حين ادرك أن أخيه اوقعه بين المطرقة والسندان والآن فقط عليه البوح بكل ما يجول في خاطره، تنهد يشيح بوجهه في الاتجاه الآخر لا يعرف ماذا يقول ليسمع صوت خالد يعنفه بحدة:
- أنت اتجننت يا حمزة بتحب بدور دي قد بنتك
التفت برأسه ناحية اخيه سريعا ظل صامتا للحظات تنهد يقول في حيرة:.
- مش حب بالمعني اللي أنت عارفه يا خالد اللي حاسس بيه ناحية بدور، مشاعر شبه الحب احتياج أكتر، أنا محتاجها زي ما هي محتاجاني، محتاجة سند يعوضها عن اللي شافته مع الحيوان جوزها، أب لولادها، وأنا محتاج اعوضها عن الظلم اللي شافته محتاج حد يشاركني اللي باقي من عمري، عارف أنها أنانية مني فرق السن بينا كبير، حاولت صدقني أبعد وما اعلقش نفسي بيها بس ما عرفتش.
توسعت عيني خالد في صدمة اخيه يفكر جيدا في الزواج من بدور كان فقط يظنها مشاعر مبعثرة، رفع حاجبيه يهتف مدهوشا:
- يا حمزة دي بتقولي يا بابا، وأنا وأنت قد بعض في السن، فكر تاني، فرق السن اللي بينكوا هتقول ايه لمايا وادهم والأهم من دا كله بدور مستحيل توافق، الموضوع معقد يا حمزة
تنهد الأخير يحرك رأسه إيجابا ليستند بظهره إلى ظهر المقعد يغمغم في ضيق:.
- من غير زعل يا خالد أنت مش ابوها، وبعدين في ناس بيبقئ فرق السن بينهم اكبر وحياتهم ماشية عادي، بدور أنا هسألها وافقت وافقت ما وافقتش خلاص
ابتسم خالد متهكما ينظر لأخيه يآسا ليقم من مكانه يشرع في الرحيل:
- اعمل اللي أنت عايزه يا حمزة أنا طالع أنام، بس يكون في علمك أنا مش موافق على الجوازة دي.
خرج حمزة من شروده ينظر ناحية بدور، لا يعرف كيف حتى يحدثها في الأمر، دخل خالد إلى المنزل لتهب لينا واقفة هرولت ناحيته وقفت امامه تسأله قلقة:
- كل دا يا خالد الوقت عدي نص الليل وأنت طول النهار برة، كنت فين قلقتني
ابتسم لها يربط على وجهها برفق ليلف ذراعه حول كتفها يتحرك بها ناحية الجمع يحادثها مبتسما:
- شغل شغل شغل، وبعدين روحت عند على اطمن على عثمان، وطلعت على الحاجة زينب وبعدين جيت...
تهاوي على الأريكة جوار بين مايا ولينا، نظر لمايا التي توجه اهتمامها الكامل بهاتفها ليبتسم مشاكسا، جذب الهاتف من يدها يردف متسليا:
- الموبايل دا، جيبي اولي بيه
صرخت مايا كطفلة غاضبة تتصارع مع خالد بشكل مضحك كي تحصل على هاتفها، بينما تنظر لينا لهم تبتسم في سعادة، قاطعهم صوت رنين هاتف لينا، لتلتقطه ابتعدت عنهم قليلا ما أن رأت الاسم، اعطي خالد الهاتف لمايا، لتنظر له تضيق عينيها تسأله بغيظ:.
- فين الشوكولاتة حجي
ضحك خالد بخفة يصدم رأسه برأسها يردف ضاحكا:
- عند ابوكي يا حبيبتي يلا يا بت قومي من جنبي واخدة الكنبة كلها
كان الجميع يضحك على ما يحدث بين مايا وخالد، إلى ان جاءت لينا جلست جوار مايا من الناحية الأخرى تقول مبتسمة:
- عندي ليكوا حتة مفاجاءة، خالد أنت طبعا عارف جاسر مهران
قطب خالد جبينه يحرك رأسه إيجابا، لتكمل لينا مبتسمة:.
- ابنه رعد بقي انتي شوفتيه يا مايا في فرح لينا امبارح، مامته لسه مكلماني وبتقولي أن رعد معجب جدا بشخصية مايا وعايز يجي يتقدملها...
ما إن انهت لينا حديثها هب ادهم ينظر لهم في صدمة، بينما توجهت انظار خالد إليه للحظات شعر بالشفقة والحزن عليه، ولكن الأمر ليس بيده من الأساس حمزة هو المسؤول عن ابنته، وجه انظاره لحمزة ليبتسم الأخير ابتسامة صغيرة يردف بهدوء:.
- والله أنا ما عنديش مانع، جاسر مهران رجل أعمال معروف وسمعته الطيبة سبقاه، انتي ايه رأيك يا مايا
وجهت مايا انظارها ناحية أدهم تتوسله بعينيها فقط انطق وقل لا، اخبرهم بالحقيقة لما أنت صامت، ارجوك انطق، ولكن لا شئ هو فقط يقف يكور قبضته يشد عليها ليترك المكان بأكمله ويغادر، تفتت قلب مايا على ما حدث بلعت غصتها تكبح دموعها بصعوبة تهمس بصوت خفيض منخفض:
- اللي تشوفه يا بابا، عن إذنكوا.
قالتلها لتتركهم متجهه إلى غرفتها تسمع صوت والدها يهتف خلفها:
- على خيره الله، شوف مناسب معاهم امتي قبل ميعاد الطيارة
دخلت إلى غرفتها توصد الباب عليها بالمفتاح لتجلس على فراشها تبكي في صمت لما لم تتحدث يا أدهم لما...
في الأسفل، جذب خالد لينا متوجها معها إلى غرفتهم، بينما توجه حمزة لبدور يغمغم في هدوء:
- احم، در، بدور ممكن اتكلم معاكي كلمتين لوحدنا.
اشارت لنفسها متفاجئة لتحرك رأسها إيجابا ابتلعت لعابها تهمس بارتباك:
- هطلع الاولاد يناموا وانزل لحضرتك
بينما في غرفة خالد تهاوي على فراشه جالسا خلع ستره حلته يلقيها بعيدا ينظر امامه يفكر شاردا في تلك الكلمات التي قالتها امه عن شهد
« والله دا حقها أبسط حقوقها كمان بعد اللي عملناه فيها، ما تشلش ذنب مش هتقدر عليه يا ابني ».
تنهد يمسح وجهه بكف يده حتى محاولة محمد مع شهد لم تفلح، سيذهب لها غدا، عليه أن يصل لحل نهائي يتمني فقط الا يكن ذلك الحل هو الزواج منها، التوي جانب فمه بابتسامة لئيمة على ما سيفعل غدا...
حركة جواره جعلته يخرج من شروده ينظر لها رفع رأسه لتتوقف انفاسه هناك لينا تقف أمامه ترتدي فستان اسود لامع ناعم تسدل شعرها الاشقر على أحد كتفيها، تمسك في يدها علبة هدايا صغيرة، تحرك ناحيتها مسلوب الإرادة نداهته الخاصة تسحره كل مرة، وقف امامها يحاول التقاط انفاسه ليجدها تفتح علبة الهدايا تخرج منها كرة سوداء صغيرة مطاطية نقش عليها اسمه، نظر لها متعجبا من تلك الهدية الغريبة لتمسكها تضعها في كف يده، تبتسم تقول في مرح:.
- دورت كتير اجبلك هدية ايه تقريبا أنت عندك كل حاجة وبما انك شخص عصبي جدا قولت اجبلك الكورة دي كل ما تتعصب تجز عليها، أما مناسبة الهدية فزي النهاردة من سنين كتير، جيت خطبتني وأنت عندك 18 سنة..
لم يجد سوي أن يضمها بين ذراعيه يخفيها بين ذراعيه تنهد بحرارة يشبع روحها بها، ليردف قائلا في مرح:
- جيبالي كورة اجز عليها يا جزمة، أنا بصراحة دورت على هدايا بس مالقتش اغلي مني اجيبه هدية فكفاية عليكي أنا.
ضحكت بخفة تغرق رأسها في صدره تهمس بشغف:
- انت فعلا أغلي من اغلي حاجة عندي في الدنيا ربنا يخيلك ليا وما يحرمني منك ابدا
تنهد يشد على عناقها يغمغم بعشق:
- ويخليكي ليا يا احلي بسبوسة في الدنيا، بالمناسبة دي بقي اقولك مقطوعة شعرية تأليف خالد السويسي
يا نجم الليل احفظ كلماتي...
فالجنية تسكن بين قلبي وخلجاتي
ساحرة جذبتني عيناها
اضرمت النار في قلبي
اجتت جوا خلجاتي
قالوا مجنون يعشقها
قلت بل بعشقها جُنت كلماتي.
بحبك يا اغلي من قلبي وروحي وحياتي.
في صباح اليوم التالي باكرا تحديدا في مكتب حسام في مستشفي الحياة ما كاد يدخل مكتبه يجلس عليه، وجد الكثير من العساكر يقتحمون المكتب تقدمهم ضابط يقول في هدوء:
- دكتور حسام مختار مطلوب القبض عليك.تبع
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السادس والثلاثون
لم يعي اي شئ صدمة حلت والظابط يخبره بأن هنا ليلقي القبض عليه توسعت عينيه في صدمة الجمت لسانه يناظر للواقف امامه في ذهول، حمحم يردف اخيرا:
- مطلوب القبض عليا أنا، ليه أنا عملت ايه
حمحم الضابط بحدة يشير للعساكر ليضعوا الاصفاد في يد حسام يغمغم في هدوء:
- اشتباه في جريمة، هتعرف باقي التفاصيل في القسم، هاتوه.
غمغم بها بحدة للعساكر، ليتحركوا بحسام وضعوه في سيارة الشرطة من الخلف وركب الضابط جوار السائق، تحركت سيارة الشرطة ليخرج الضابط هاتفه يطلب ذلك الرقم:
- أيوة يا باشا، اللي امرت بيه تم
ارتسمت ابتسامة خبيثة صغيرة على شفتي الجانب الآخر ليتمتم في مكر:
- حلو اوي، حطوه في الحجز على ما اجي، وخلي كام عيل من اللي في الحجز يرازوه من غير ما يمدوا ايدهم عليه، مفهوم يا شريف
حرك الضابط رأسه إيجابا يقول متعجبا:.
- حاضر يا باشا اللي تشوفه.
أما حسام كان في عالم آخر يجلس ذاهلا كأن صاعقة حلت به، متشبه به في قضية قتل، سيتصل بزيدان هو الوحيد الذي يقدر على مساعدته من ذلك المأزق، ليعاود تحريك رأسه نفيا زيدان تزوج قبل يومين فقط، وبشق الأنفس تم ذلك الزفاف لن يشغل صديقه الآن، اخيرا بعد وقت طويل حصل على السعادة التي تمناها، لم يبقي له سوي والده! احمرت عينيه غضبا ما أن طرقت الكلمة رأسه ليحرك رأسه نفيا بعنف لن يطلب مساعدته ابدا، حين خرج من دوامة كانت سيارة الشرطة توقفت امام أحد الأقسام جذبه العساكر لينزل، سار خلف الضابط ينظر حوله متوترا قلقا، وصل الضابط امام غرفة الحجز، ليدخل اولا غاب لدقيقتين على الأكثر حين خرج فك له العساكر الاصفاد ليدفعه الضابط لداخل الحجرة مردفا:.
- ادخل على ما الباشا يجي.
دفعه إلى الداخل يغلقون الباب عليه من الخارج، وقف ينظر لغرفة الحجز بلع لعابه يحاول الا يظهر خوفه ليتجه ناحية ركن بعيد للغاية من الغرفة يجلس بعيدا الجميع، لا يعرف لما هو هنا حتى واي قضية تلك التي هو متهم فيها، اغمض عينيه يحاول أن يهدئ حتى يفكر كيف سيتصرف ليشعر بحركة بالقرب منه فتح عينيه ليجد ثلاث رجال يقتربون منه الإجرام واضح كالشمس على قسمات وجوههم الشرسة، التقط انفاسه يحاول أن يخفي خوفه، لن يكن لقمة سائغة لهم، اقترب منه الثلاثة ليغمغم احدهم ساخرا:.
- الله الله دا احنا عندنا عريس جديد في الحجز، يا ترى بقي تحرش ولا اغتصاب ولا مخدرات ولا سرقة
لكزه زميله الواقف جواره يتمتم متهكما:
- سرقة ايه يا حمار بقي الايافة دي كلها تقول حرامي، البيه اكيد اكيد خطف أطفال او بيع اعضاء
نظر الرجل الاول لحسام باشمئزاز يتمتم حانقا:
- اخس، كاتكوا الارف ماليتوا البلد.
توسعت عيني حسام في حدة بلغ منه الغضب مبلغه اشتعلت أنفاسه ليجد يده تتحرك تلقائيا بعنف قبض على تلابيب اقربهم إليه يصيح فيه مزمجرا:
- اوعي تكون فاكرني بيه هتتسلوا عليه لا يا حلو دا أنا جايبها من تحت أوي وشوفت امثالك كتير أوي، فتتلم للعريس يقلب الفرح جنازة ويزفر بدمكوا بلاط الزنزانة.
نظر الرجال لبعضهم البعض في قلق دون إنكار شعروا بالقلق من لهجة الفتى الحادة ولكن الكثرة تغلب الشجاعة كانوا على وشك التهجم عليه حين انفتح باب غرفة الحجز بعنف ليدخل العسكري يهتف بصوت عالي:
- حسام مختار عادل
نفض حسام الرجل من قبضته، وقف ينفض الغبار عن ملابسه يقترب سريعا ناحية العكسري يغمغم بتلهف:
- أنا ايوة.
امسك العسكري بذراعه يسحبه لخارج الغرفة يغلقها من الخارج، يتجه معه إلى غرفة المكتب، دق الباب يفتحه ليجذب حسام للداخل رفع يده يؤدي التحية:
- المتهم يا باشا
اشار له ذلك الذي يوليهم ظهره بكف يده فخرج العسكري من الغرفة مغلقا الباب خلفه، بينما وقف حسام مكانه يقطب جبينه متعجبا حمحم يهتف مستفهما:
- ممكن اعرف أنا هنا ليه وجريمة ايه اللي أنا متهم فيها.
لحظات والتف الكرسي ليظهر الجالس عليه توسعت عيني حسام في ذهول بينما اكتسحت ابتسامة خبيثة شفتي خالد يغمغم في مكر:
- حركة افلام كان نفسي اعملها من زمان، ازيك يا حس وحشاني يا حبيب بابا.
حين بدأت تفتح عينيها صباحا كان وجهه اول ما قابلت قطبت جبينها تحاول تذكر ما حدث بالأمس، آخر ما تذكرته انها ضمت زيدان بين ذراعيها ونامت اذا لما هي الآن على صدره تريح رأسها عليه كأنه مهدها الواسع، رفعت وجهها تنظر لملامحه الهادئة وهو نائم لتبتسم شاردة رفعت يدها تبسطها على وجنته برفق تغمغم متنهدة:.
- ليه بتحبني اوي كدة، أنا شخصية معقدة مش عارفة هي عايزة ايه، أنا بخاف من الناس يا زيدان، حتى أنت أوقات كتير بخاف منك، اللي حصل زمان هيفضل حاجز بيني وبينك، عارف لما اترميت في حضنك بعد الجواز، وأنت حاولت تلمسني ما كنتش نفس الايد يا زيدان، مش نفس الايد اللي حاولت تغتصب برائتي زمان أنا عمري ما انسي لمستها ابداا ما كنتش هي نفس اللمسة، أنا حقيقي مش فاهمة حاجة ودا دايما مخليني متلغبطة...
مدت يدها تتلمس وجنته الاخري برفق لتنساب دمعات بسيطة من عينيها تهمس بتألم:
- أنا آسفة حقك عليا، أنت مستحمل مني كتير اوي.
ابعدت يديها سريعا عن وجهه تمسح دموعها تغلق عينيها حين شعرت به يقطب جبينه يحاول فتح عينيه، اغمضت عينيها تتصنع انها لا تزال نائمة لحظات وفتح هو عينيه ابتسم فقط ابتسامة صغيرة ما أن رآها نائمة او تدعي النوم، مسح على رأسها حمقاء أن ظنت أنه كان نائما ولم يسمع ما قالت، تنهد يعتدل في جلسته يضع رأسها على الوسادة ليجدها تحرك جفنيها كأنها تستيقظ الآن، ابتسم ما أن التقت عينيه بعينيها قرص مقدمة انفها برفق يغمغم وهو يبتسم:.
- صباح الخير
ابتسمت ابتسامة صغيرة ناعمة، انتصفت جالسة تعيد خصلاتها خلف أذنيها تهمس بخفوت:
- صباح النور
تحرك من الفراش متجها ناحية المرحاض بعد أن التقط بعضا من ثيابه التفت لها يقول مبتسما:
- أنا هروح الحمام اللي برة، البسي عشان نخرج.
وجهت له نظرة خاطفة تحرك رأسها إيجابا لتخرج حقيبة ملابسها تبحث بينها وقعت عينيها على ذلك الشئ لتلتقطه تبتسم في توسع، والدها لم يكن يسمح ربما زيدان سيسمح، التقطته سريعا تتجه إلى مرحاض الغرفة...
وقف زيدان في الخارج بعد أن انهي اغتساله يغلق ازارار قميصه الابيض يمشط شعره ابتسم ساخرا على حاله ينظر لسروال الجينز الذي أصر حسام أن يشتريه له، حسام وذوقه الغريب في الملابس، اتجه لغرفته ليري ان كانت انتهت أم لاء ليجد الباب يُفتح من الداخل وظهرت هي.
اطال النظر لما ترتدي تفحصت عينيه تلك الملابس الغريبة التي ترتديها لتشتعل اوردته غضبا، من تظنه لترتدي مثل تلك الملابس، تنهد يأخذ نفسا قويا يطفئ به حمحم غضبه، اقترب منها يعقد ذراعيه أمام صدره يغمغم في هدوء:
- ايه اللي انتي لابساه دا
رفعت عينيها إليه تقطب جبينها متعجبة من سؤاله الغريب الا يري انها ترتدي ملابس رفعت كتفيها تكمل بتلقائية:
- سلوبتة.
رفع حاجبه الأيسر مستهجنا ما تقول ليرتفع جانب فمه بابتسامة صغيرة ساخرة يعلق متهكما:
حقيقي، سلوبتة فوق الركبة بحملات، معلش سؤال هو لو خالي اللي كان واقف قدامك دلوقتي كان هيسمحلك تخرجي بالمنظر دا
اخفضت رأسها خزيا تحرك رأسها تبلع لعابها الجاف، ليقترب منها خطوة اخري بسط كفه اسفل ذقنها يرفع وجهها لها يكمل في مرح باهت:
- وايه الفرق بقي خالي راجل وأنا كيس جوافة مثلا.
اخفت ضحكة صغيرة حاولت التسلل لشفتيها تحرك رأسها نفيا لتجده يبتسم في حنو يردف برفق:
- ممكن يتغير
ابتسمت بتوسع تحرك رأسها إيجابا ابتعد يتحرك خطوة للخلف يفسح لها المجال لتعود للغرفة حين سمعها تهمس باسمه التفت لها لتتوسع عينيه في دهشة حين شبت قليلا تقبله على وجنته تهمس بصوت خجول:
- شكرا يا زيدان.
قالتها لترحل كالفراشة إلى غرفتهم بينما اتسعت ابتسامته المذهولة يضع يده على خده ينظر في اثرها مصدوما بلع لعابه يتمتم مع نفسه:
- هو أنا لو اغتصبتها هتزعل مني!
فتحت عينيها فجاءة تنظر حولها متعجبة آخر ما تتذكره انها نامت وهي جالسة على الأريكة في انتظاره كيف وصلت إلى غرفة النوم، قطبت جبينها تنزل من الفراش خرجت من الغرفة لتجده يجلس على مقعد في الشرفة امامه كوب قهوة يتصفح هاتفه، دخلت إلى الشرفة تحمحم بصوت خفيض ليرفع رأسه لها يبتسم في مرح:
- صباح الخير يا قلقاسة، صاحية متأخر نموسيتك بتنجاني.
ضحكت بخفة لتجلس على المقعد الخشب المقابل له، التقطت كوب قهوته ترتشف منه ليغزو شفتيه ابتسامة يآسه، لتسأله هي متعجبة:
- اتأخرت ليه إمبارح، أنا كنت مستنياك بس نمت
مال بجسده يلتقط كوب قهوته منها يرتشف الباقي منه وضعه على الطاولة يستند بمرفقه على فخذه يغمغم مبتسما:.
- ابدا يا ستي كان في مشكلة في حسابات المطعم الايردات والمرتبات بتاعت العمال، اتأخرت على ما حلتها، رجعت لقيتك نايمة شيليتك على ايديا الحونين دول ودخلتك أوضتك، قوليلي مش جعانة أنا واقع من الجوع
حركت رأسها إيجابا تبتسم بخفة ليمد يده يجذب كفها خلفه إلى المطبخ، وقف في منتصف المطبخ ترك كفها يعقد ذراعيه امام صدره يسألها مبتسما:
- ها يا ستي هتفطرينا ايه، شوفي انتي شاطرة في ايه واعمليه.
توسعت عينيها تبتسم ابتسامة واسعة بلهاء رفعت سبابتها أمام وجهها تقول في حماس:
- لاء مش عايزة اقولك أنا شاطرة جدااا، في الأكل، وانما والله ما بعرف اسلق بيضة حتى
تعالت ضحكاته يدوي صداها لتبتسم هي ببلاهة، شهقت تنفجر وجنتيها بركان من الدماء حين شعرت به يحملها يجلسها على
« رخامة » المطبخ، توسعت عينيها تنظر له خجلة، ليستند بذراعيه على الرخامة بجانبها يغمز لها بطرف عينيه مشاكسا:.
- ايه يا سوسو مكسوفة من اخوكي تؤتؤ دا ينفع بردوا
نظرت له متجهمة غاضبة تهمس في نفسها بغيظ:
- ابو شكلك غبي!
بينما اتجه هو إلى البراد اخرج ما فيها من طعام والكثير من حبات الطماطم والفلفل والبيض، التقط حبة بصل يقشرها يقطعها بسرعة واحترافية، بينما هي كالعادة تفغر فاهها مما يفعل تحدثت بذهول تسأله:
- انت بتقطعها بسرعة كدة ازاي مش خايف لتتعور.
التف لها يبتسم في خفة يكمل ما يفعل قبل أن ينطق بحرف عقد جبينه متألما حين جرحت السكين إصبعه، لتشهق سهيلة مذعورة تصيح باسمه، قفزت من مكانها تهرول ناحيته امسكت بيده تصيح متلعثمة مذعورة:
- جاسر أنت كويس، ايدك بتجيب دم
جذبته خلفها بعنف ناحيته صنبور المياة تفتحه بتلهف تضع يده تحت الصنبور تتمتم، تبكي تحاول ايقاف قطرات الدماء البسيطة التي تراها هي شلالا:.
- أنا آسفة، أنا آسفة، يا ريتني ما كلمتك، أنت اتعورت بسببي
امسك بذراعها لترفع وجهها الباكي له رفع حاجييه متعجبا من حالتها يتمتم في ذهول:
- ايه في ايه يا سهيلة اهدي يا ماما دا جرح بسيط أنا يا اما اتعورت من السكينة، ليه الفزع دا كله
رفعت وجهها تنظر لعينيه تغرف فيهما تنساب دموعها دون توقف تنظر له عاشقة لتجد لسانها يتحرك دون إرادة منها تهمس في هيام:
- جاسر أنا بحبك، بحبك أوي اوي.
لحظات طويلة من الصدمة ينظر للجالس أمامه في ذهول، لا يصدق أن صاحب الأمر بالقبض عليه هو والده!
توسعت عينيه اكثر يقترب من المكتب يصيح محتدا:
- أنت، أنت اللي خليتهم يقبضوا عليا، ليه، ولا هو عشان تثبت أنك جبروت
تجهم وجه خالد من تلك الكلمات الغبية التي نطقها حسام، أراد ان يذهب ويصفعه على ما قاله ولكن بالعكس احتفظ بابتسامة ساخرة أعلي شفتيه يغمغم في تهكم:.
- عشان اوريك اللعب على أصوله، ميزة او عيب في عيلة السويسي بيأجلوا حقهم ما ينسهوش، بردلك لعبة سارة، أنت دلوقتي مشتبه وأنا بحقق معاك فتقف عدل وتتكلم باحترام احسنلك
اقترب حسام من مكتب خالد يصفع كفيه على سطح المكتب بعنف يصيح غاضبا:
- لااااااا دا أنت باينلك كبرت وخرفت، أنا همشي من هنا برضاك او غصب عنك، وسارة هانم بنت أخوك، أنا مش هسيبها دخلت دماغي هخليك جدو قريب.
عند ذلك الحد بلغ الغضب بخالد مبلغه قام من مكانه وقف بالقرب من حسام يدس يديه في جيبي سرواله لحظة اثنتان ثلاثة، وكانت قبضة يده تعرف طريقها لوجه حسام في عنف، جعله يرتد للخلف خطوتين يمسك بفكه متألما يمسح الدماء السائلة من جانب فمه، ليزمجر في حدة كور قبضته يود أن يرد تلك اللكمة لتتوقف يده في الهواء شد على أسنانه يهمس مغتاظا:
- أنا مش عايز امد ايدي عليك أنت راجل كبير مش حمل بوكسين.
ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتي خالد ليخلع سترة حلته يلقيها أرضا تليها رابطة عنقه، فك ازرار قميصه الاولي يشمر عن ساعديه، لتتوسع عيني حسام ينظر لعضلات خالد في دهشة يتمتم في نفسه:
- هار احوس، هو عامل زي the rock كدة ليه
أخرجه من شروده لكمة اخري عرفت طريقها لوجهه مرة أخري يليها صوت خالد الساخر:
- لاء اضرب يا حبيب ابوك ما تخافش على الراجل الكبير العجوز، لسه بيعرف يدافع عن نفسه.
ابتلع حسام لعابه مرتبكا هو لم يكن ليمد يده على والده حتى لو لم يسامحه، نظر له بلامبلاة ليآخذ طريقه إلى باب الغرفة يتمتم ساخرا:
- أنا ماشي عايز تلبسني قضية تلبسني مصيبة اعمل اللي تعمله
ما كاد يمسك باب الغرفة يفتحه سمع صوت خالد يأتي من خلفه يقول في هدوء:
- كنت فاكر أن بعد آخر كلام بينا، أنك هتصفي شوية
ابتسم حسام متهكما يتذكر آخر حوار دار بينه وبين والده في غرفة التدريبات يوم زفاف لينا وزيدان
Flash back.
قام خالد من مكانه ينظر لابنه حزينا يآسا، ابتسم يتمتم متهكما:
- لأني كنت مريض نفسي يا دكتور، انا هحكيلك كل حاجة.
قطب حسام جبينه في دهشة التف ينظر لخالد في صدمة ليحرك الاخير رأسه إيجابا يبتسم في سخرية، يقص عليه ما حدث منذ أن وقعت عينيه على لينا حتى مرحلة علاجه من مرضه النفسي الذي كان ينهش فيه كوحش قاتل وحسام يستمع بانصات، للحظات شعر بأنه رأي دموع في عيني حسام مسحها بعنف حتى لا تنزل، ليتهاوي على المقعد المجاور له يخفي وجهه بين كفيه للحظات طويلة سمع خلالها صوت خالد يقول بتنهيدة حارة مثقلة:.
- أنا كنت إنسان وحش اوي واتعاقبت على كل غلطة عملتها، دفعت التمن غالي اوي، أختك اللي يوم ما عيني عليها اول مرة كانت جثة، فلوسي اللي راحت واشتغلت ميكانيكي، حتى لينا اذيتها بابشع مما تتخيل، وشالت الرحم، ما بقاش عندي غير لينا وأنت يا حسام، أنت مش عارف أنا فرحان قد ايه إن عندي ابن، هيشيل اسمي هيفضل ورا اسم ولاده، هيكون سند لاخته بعد ما أموت، هيحافظ على امبراطورية السويسي ويكبرها.
ابعد حسام كفيه عن وجهه ينظر لخالد للحظات متألما عاني والده كثيرا ولكنه لن ينسي ابدا ما فعله بوالده، وأنه حاول قتله وهو جنين في رحم والدته، تنهد بحرقة يحرك رأسه نفيا قام متجها لخارج الغرفة يتمتم في عتب:
- مش قادر اسامحك، رغم كل اللي قولته بس اللي شافته والدته عذاب لطفلة صغيرة عمرها 17 سنة، عن إذنك
قالها ليغادر بينما تنهد خالج يآسا ولده ورث كل شئ منه حتى عناده ومكابرته
Back.
التفت حسام لوالده يدس يديه في جيبي بنطاله يغمغم متهكما:
- عايزني اسامحك فقررت تحبسني، لا حقيقي تفكير جبار
حسنا إلى هنا ويكفي ذلك الوقح نسخة مصغرة منه قديما، اقترب خالد منه يقبض على تلابيب ملابسه يصيح غاضبا:
- لحد امتي يا حسام لحد امتي، انتي ابني برضاك او غصب عنك...
اشاح حسام بوجهه بعيدا غاضبا نافرا كاد أن يرد، ليصدح أصوات عراك عالية قادمة من خارج غرفة المكتب، بفضول أراد حسام أن يخرج من الغرفة ليري ما يحدث، ليجد خالد يشده بعنف يبعده عن الباب يصيح فيه:
- ابعد عن الباب لو في خناقة برة أنت هتتأذي.
دفعه حرفيا دفعه بعنف بعيدا عن الباب ليفتح هو الباب يندفع لخارج الغرفة فوجد مجموعة من البلطجية قادمون في عراك حاد يتنشابون فيما بينهم، اندفع هو وبعض العساكر يفضون العراك يجذبونهم لغرفة الحجز، احد فتح نصل مادية ( مطوة ) يرد طعن آخر ليقبض خالد على نصل المادية بعنف لتجرح يده صدم الواقف برأسه بعنف ليتهاوي، انفض الموضوع سريعا في لحظات ليعود خالد إلى الغرفة يقبض على قطعة قماش صغيرة يوقف بها الدماء وجد حسام ينظر له قلقلا خاصة لقطعة القماش التي استحال لونها أحمر في يده في لهفة هرع إليه دون أدني تفكير، أسند يجلسه إلى أحد المقاعد ليتمتم خالد ساخرا:.
- ما تقلقش يا دكتور دا جرح سطحي، لسه مش هموت دلوقتي، اتفضل امشي يا دكتور ضيعنا وقتك معانا
حرك حسام رأسه ايجابا التفت ليغادر وصل إلى منتصف الغرفة ومن ثم التفت ينظر لخالد يرفض المغادرة، قدميه تعجزان عن اطاعة اوامر عقله العاصي، ابتسم خالد يتمتم ساخرا:
- ايه يا دكتور عايزني اوصلك بنفسي للباب حاضر.
قام من مكانه متجها اليه وقف حسام يبلع لعابه للحظات ينظر لخالد يشعر بحرارة تحرق عينيه انسابت دموعه، رغما عنه ليندفع ناحية أبيه يعانقه بقوة يبكي بين ذراعيه كطفل صغير خائف من فقدان كل ما يملك، ابتسم خالد يشعر بقلبه ينفجر فرحا طوق صغيره بذراعيه يشدد على احتضانه يغمغم في سعادة:
- اخيرا يا أخي، يا ابني انت تطول تبقي ابن خالد السويسي اصلا...
ضحك حسام بخفوت يمسح دموعه ابتعد عن والده ليمسح خالد بكفه النازل من دموع حسام يغمغم في مرح:
- يعني دكتور وحليوة ولابس ليسنز وبتعيط، عرتنا كاتك الارف
مسح حسام الباقي من دموعه بعنف نظر لوالده يغمغم بصوت حزين باهت:.
- أنا لسه زعلان اوي، زعلان على حياتي اللي كانت كلها كدبة، كدبة كنت حاسس بيها أنا مش شبه ابويا ولا امي، شبه حد تالت مش بس في الشكل في الطباع والدي اللي رباني الله يرحمه كان شخص مسالم سلبي في حقه جدا، أنا لاء كان جوايا طاقة غضب رهيبة لأي حد يحاول يجي على حقي، طول عمري حاسس أني عايش في غربة جوايا، شخص اتولدت بيه وشخص تاني بيحاولوا يزرعوه فيا، الغربة دي ما بدأتش اخرج منها غير لما شوفتك وعرفت أنا كدة ليه، مش قادر اسامحك، قلبي لسه شايل زعلان، بس مش قادر غير اني ارمي نفسي فئ حضنك زي عيل صغير بيشوف ابوه بعد غياب طويل.
هو حقا لا يريد أكثر، حتى لو لم ينل سماحه الآن سيحصل عليه يوما، ابتسم يحرك رأسه ايجابا ليصدح صوت هاتفه، التقطته ليقطب جبينه متعجبا لبني زوجة على لم تتصل به يوما لما الآن، فتح الخط سريعا ليسمع صوتها تصيح مذعورة:
- الحقني يا خالد، مصيبة الحقني
توسعت عينيه في ذعر يفكر في اسوء ما يكون، صاح سريعا بتلهف:
- أنا جايلك حالا
اغلق الخط ينظر لحسام يهتف سريعا:
- حسام أنا لازم امشي في مصيبة عند عمك على.
هرول للخارج لترتسم ابتسامة صغيرة على شفتيه حين راي حسام يلحق به يغمغم في تلهف هو الآخر:
- أنا جاي معاك.
عند جاسر وسهيلة، ظلت ينظر لها وهي تبكي تنظر لعينيه بلا حراك، ابتسم يبسط يده على وجنتها يتمتم مشاكسا:
- طب ما أنا عارف
توسعت عينيها تنظر له ذاهلة يعلم منذ متئ وهو يعلم ومن اخبره هل يمكن أن تكن لينا هي من فعلت هي الوحيدة اللي تعلم علاقتهم، او اسوء سمعها وهي تتحدث إليه حين ظنته نائما في اليوم التالي لزفافهم، شهقت تتمتم في ذهول:
- عارف ازاي، سمعتني وانا بكلمك كنت عامل نايم صح.
ابتسم في خبث يحرك رأسه نفيا قرص مقدمة انفها بخفة يغمغم ضاحكا:
- هو أنا آه سمعتك وانتي بتتكلمي بس أنت عارف من قبلها بكتير ومش لينا اللي قالتلي على فكرة، سهيلة انتي بتحبيني ومن انتي في ثانوية عامة، عينيكي بتطلع قلوب اول ما بتشوفني من زمان وأنا واخد بالي قولت يمكن عيلة صغيرة وحب مراهقة بس هي هي نفس النظرة، كل مرة بتشوفيني فيها، زي الغريق اللي لقي طوق نجاته ولا ايه.
اخفضت رأسها ارضا تبلع لعابها متوترة خجلة، لتشعر به يرفع وجهه برفق قابلت عينيها عينيه لتحرك رأسها إيجابا تلقائيا تؤكد ما قال، تتمتم بصوت خفيض خجول:
- طب وأنت بتحبني ولا بردوا شايفني زي لينا
ابتسم في عبث ليعاود حملها مرة اخري يتمتم ضاحكا:
- شايل لعبة يا ناس، بصي يا ست الكل ورقة و قلم واكتبي ورايا
وضعها على طاولة المطبخ من جديد يشير لقلبه يتمتم بابتسامة حانية:.
أنا قلبي عمره ما حب عمره ما عرف يعني ايه حب عمري ما حسيت اني بحب واحدة ولا بكراش عليها ولا كل الكلام دا، فما اقدرش اقولك أنا آه بحبك ولا لاء، بس أنا بحس إن أنا مبسوط اوي وأنا معاكي أنك مسؤولة مني، بفرح بابتسامتك، لو هو دا الحب فاعتقد أن أنا بحبك لو مش هو، فاتمني نوصل ليه سوا.
ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتي سهيلة تنظر له بهيام كعادتها عينيها على وشك ان تخرج قلوب، ليبتسم هو رفع حاجبيه متعجبا حين وجدها تلف ذراعيها حول عنقه تتمتم في مرح:
- طب إيه، اقول لابويا ايه يا خضر
تعالت ضحكات جاسر الصاخبة مجنونة تزوج بها قرص خدها برفق يغمغم وهو يضحك:
- قوليله الصبر يا سعدية، الفرنجة دخلوا على التتار بعد 14 يوم، اوعي سيبني يا متحرشة الواحد يقعد بعد كدة بطويل ومقفل...
ابعد ذراعيها عن رقبته يعود ليكمل ما كان يفعل وهي تراقبه تبتسم في هيام تتنهد مع نفسها بحالمية:
- هييييح مز اوي، هيبقي شبهي وشبهك، لا يا رب يبقي شبهك انت بس.
ذراعه اصاب بالخدر من شدة تعلقها به وضغطها عليه منذ أن خرجا من الغرفة وهي تتعلق به كسلطعون امسك فريسته يرفض تركها تنظر للجميع حولها في هلع، منذ نصف ساعة وهما في الطريق الذي لا يستغرق سوي خمس دقائق فقط، تنهد يقول تعبا:
- يا لينا فرهدتيني بقي، بقالنا نص ساعة بنتحرك، دراعي وقف.
نظرت له متوترة تبلع لعابها تحرك رأسها إيجابا في خوف ليتنهد يآسا سحب ذراعه من يدها بمعجزة يلفه حول كتفيها يدفعها للسير إلى ان وصلا إلى أحدي الطاولات جلست منكمشة كعادتها تنظر للجميع على انهم اشباح تقريبا، لا يعرف كيف سيفعل ذلك ولكنها تعليمات الطبيب ويتمني الا يصل الامر لفيضحة، هب فجاءة يلتقط هاتفه يغمغم في عجل وهو يرحل:
- لينا أنا عندي تليفون مهم جدا كنت ناسيه اطلبلنا الفطار على ما أجي.
توسعت عينيها ذعرا لم يعطيها الفرصة حتى لترد بل غادر للخارج اختفي من امام عينيها تسارعت انفاسها علت دقاتها، جسدها بارد كالثلج يتفصد عرقا كأنه يغلي على مرجل خوفها، نظرت هنا وهناك تبحث عنه بعينيها تحاول إيجاده بين جموع الناس، لتتسمر عينيه عند فتحت عينيها واغلقتها عدة مرات لتتأكد انها لا تحلم وهو حقا لم يكن حلما هناك بالقرب منها يقف ينظر ناحيتها مباشرة، معاذ! ..