قصة تزوجته رغما عنه البارت السابع والثلاثون 37 والثاني والثامن والثلاثون 38 بقلم حورية


قصة تزوجته رغما عنه

البارت السابع والثلاثون 37 والثاني والثامن والثلاثون 38
بقلم حورية


 البارت السابع والثلاثون 
الدنــيا قاتمه ...حالكة السواد....تتغير بسرعه..وقليل فيها من يستطيع ان ينجح فى الوصول للحياه السعيده ...
كلنا مذنبون ولا احد معفى تماما ...
وكلنا ندفع ثمن اخطانا ....ومن لايستطيع سداد هذا الثمن يبقى ميتا فى هذه الارض....
سار بخطوات متثاقله خائفه ناحية غرفتها ...فتح الباب..شعرت بقدومه ...اعتدلت فى جلستها برغم الالم الذى تشعر به ...
وقالت للطبيب الذى دخل للتو الى الغرفه :-دكتور انا لازم اخرج النهارده 
الطبيب ببرود :-مش هينفع يا مدام ..لازم تفضلى تحت المراقبه...
ردّت بتوسل:-معلش ضرورى يا دكتور..على مسئوليتى انا ..
تدّخل حسن وبتلقائيه قال لها:-لاء يا مها مينفعش ..
نظرت له بازدراء ثم التفتت مره اخرى للطبيب :-انا هخرج يا دكتور 
زفر الطبيب وردّ:-براحتك يا مدام بس تمضيلى على ورقة اخلاء مسئوليتى انا بقى 
ثمّ خرج وتركهم ...
أما هى لم تلتفت اليه و بدأت تنادى الممرضه ...خرج هو ليستدعيها ..فأوقفته قائله بلهجه امره:-انت ايه اللى موقفك ؟! 
ارتبك قائلا:-مها ..متضيعيش كل حاجه 
قاطعته بعصبيه :-انت اللى ضيعت كل حاجه ..فاهم يعنى ايه ...والله يا حسن لتندم على كل حاجه عملتها فيا من اول ما عرفتك لحد دلوقتى ..بدأ صوتها يعلو اكثر وتابعت وقد بدأت ترتجف بعدما تأوهت قليلا :-اطلع بره انا هروح لوحدى 
جاءت الممرضه اثر ذلك الصراخ و علا صوتها وهى تقول:-ييا مدام مينفعش احنا فى مستشفى 
نظر لها حسن وهو متجه الى الخارج وقال:-انا هستناكى بره 
وخرج وكأنه يريد الهرب منها ....لم يتوقع منها ذلك قط ....كان فى مخيلته انها ستصرخ ثم تكتئب ثم بدبلوماسيته المعتاده سوف يحل المشكله ...ويصبح "الحج متــولى"
الواقع كسر كل توقعاتك يا حسن ...
بعد ربع ساعه كانت تخرج مستنده الى كتف الممرضه ...
قالت الممرضه لحسن:-تعالى يا استاذ ..اسند المدام ...
اتجه مسرعا ..ابتعدت الممرضه وهمّ لأن يمسك يدها ابتعدت ببطئ وهمست بحزم:-امشى وسيبنى فى حالى يا اخى بقى ...
نظر لها بحزم اكثر وقال بصوت جهورى:-بطلى عند ...لو سيبتك هتقعى 
وضع يده على كتفها واليد الاخرى ادارها على ظهرها ...
ولأول مره تكره لمسته,رائحته,حتى نفسه أصبح يخنقها...
سارت على مضض حتى وصلا الى السياره ..وبعد حوالى نصف ساعه كانا قد وصلا الى ساحة العماره...
نادت الى البواب وقالت له بوهن:-نادى مراتك يا عم محمد عشان تسندنى ..
صاح الرجل فزعا:-مالك يا مدام مها ؟!..الف لا بأس علي حضرتك 
نطقت بعدما تأوهت :-خير متقلقش ..نادى مراتك بس
الرجل بحرج:-راحة تشترى طلب وجايه طوالى 
زفرت بضيق ..وفجأه جائها صوت اميره التى نزلت مهروله ..حتى راتها ..فقالت لها بقلق:-مالك يا مها انتى تعبانه 
اقتربت مها منها بصعوبه ..ثم احتضنتها ...واخذت تبكى وتتحدث قائله:-اميره عشان خاطرى خليكى جمبى عشان خاطرى متسافريش ..انا ضيعت كتير اوى عشان ناس متستهلش 
أخذت تربت اميره على رأسها ثم قالت لها وقد بدأت هيا الاخرى بالبكاء:-معلش يا مها انا معاكى علطول عالنت ..وشهرولا حاجه وهقول لايمن ننزل ..
ابتعدت مها وقالت لها :-معلش اسندينى لحد فوق ...
اسرعت اميره لتسندها الى منزلها ...
أما هو كان يقف كضيف شرف فى هذا المشهد ..سرح قليلا فى كل ماحدث..حتى فاق على صوتها العالى :-اطلع هات الاولاد من فوق وطلعهوملى 
نظر لها بغيظ وتركها الى حيث امرته ....
************************************************** **********
اذا فملوك تحمل ذلك الجنين الذى تلهف عليه كثيرا ...شعر بمشاعر كثيره متضاربه ..
أما والدتها سيطر عليها الوجوم والحزن ..جلست وهى تنظر ارضا وتستغفر الله خشيه ان تكون معترضه على قضاؤه ...
فتحت ملوك عيناها ببطئ بعدما ساعدها الجلوكوز الذى سار عبر انانبيب الى جسدها فالى دمها الى العوده مره اخرى للحياه....
نظر لها كريم بفرحه قائلا:-ملوك انتى حامل ..مبروك علينا 
هبّت مفزوعه ونظرت للطبيب قائله:-انت متاكد يا دكتور ..
هزّ رأسه بالايجاب..بأت فى البكاء مره اخرى وهى تردد "رب انى لا اسالك رد القضاء ولكنى اسالك اللطف فيه"
جلس ارضا على ركبتيه ..وامسك يدها فى حنان قائلا بتوسل:-انا اسف ادينى فرصه اخيره يا ملوك ....
نطقت والدتها بهدوء غلفه الحزن :-اكيد هتديك فرصه تانيه ..قوم جهزّ اعربيتك وانا هجبها عشان تروحو ا على بيتكوا ...
هبّ فرحا ..أما ملوك لم تتوقف عن البكاء بعد ..اقتربت منها والدتها وقالت لها بحزم:-هتروحى يا ملوك ...انتى مراته واللى حصل غلط بس حصل وخلاص ..اوعدينى انك هتحاولى تعيشى يا بنتى ثم ضمتها بقوه ...
والان تجلس بجانبه فى طريقهم الى المنزل ...
************************************************** ***********************
وفى مكان اخر ...
كانت سهى تتحدث امام العشرات من النساء والرجال امامها ..
وكلّها حماس ويقظه "من إسبوع تقريبا و أنا في موضوع شاغل بالي جدا ، حاجه متخوفه إنها تحصل و كل دقيقة منتظره خبر إن الأمر ده مش هيحصل ولكن الخبر ده مش بيجي
مش عايزه الحاجه دي تحصل و خلاص حتي لم أعطي لنفسي فرصه إني أفكر كويس في الموضوع و أحلله و أتأكد فعلا إنه هيأثر سلبي
كل يوم كان توتري بيزيد و بحثي بيزيد علي طريقة تعرفني تأكيد سريع إن الأمر ده مش هيحصل

لغاية إنهارده الصبح من كثرة التفكير لقيت حاجة جوايا كأنها بتزعقلي بقوة بتقولي إيه في إيه كفاية بقي ، هيجري إيه يعني لو حصل ، لقيت جوايا حاجه بتفكر في السيناريو كامل بتحطلي استفادات إيجابية و حلول لكل الأمور السلبية حاجة بتقنعني إنه عادي، حاجه بتزعلي و تقولي فوقي سبيها علي الله و لقيتني بهدا و بقول جوايا خلاص هسيبها علي الله و انا راضية يا رب مهما حصل و إستغفرت ربنا و كأني كنت في غيبوبة بقالي إسبوع و لسه فايقة منها عمالة أقول لنفسي إيه الغباء ده و فين كلامك عن التوكل و التسليم ، كأني إتصدمت إن أحيانا كثير الواحد بيكون فاكر نفسه مسلم أموره لله و متوكل عليه لكنه بتكون مش دي الحقيقة ، أعدت أستغفر و أشكر ربنا إني فوقت بسرعه و معشتش في الدور زيادة

أقسم بالله بعدها بأقل من ١٠ دقايق عرفت و تأكدت إن اللي كنت خايفة منه مش هيحصل ، المفروض إني أفرح و أتبسط لكن مش ده إللي حصل و لقتني اتلخبطت و إتكسفت من نفسي جدا كأن دوش ساقع فجأه نزل فوق دماغي ، جمله واحده بتتكرر جوايا ( بالسرعه دي يا رب ،معقوله يا رب مش عايز مننا غير إننا نسلم إمورنا لك )
وختمتها"مساءكم توكل"....
امتلأت القاعه بالتصفيق الحاد ...وامتلأت هى الاخرى بالفرح...
************************************************** **************************
اغلقت مها الباب ...لاحظت اميره الحقيبه الموجوده فنظرت لمها قائله بقلق:-انتى اتخانقتى معاه ولا ايه ثم استطردت متسائله :-انتى كنتى فين ..
نظرت اليها بأسى:-كنت بعمل عملية تنضيف للرحم ثم تابعت بحزن وقد جسّت بطنها:- كنت حامل ...
شهقت اميره فزعا وردّت بقلق:-مقولتيش ليه يا مها 
مها بحزن:-معلش هحكيلك كل حاجه ..بس مش قادره دلوقتى ..ادعيلى يا اميره اوى ..انا محتاجه ربنا جدا 
اعادت اميره سؤالها مشيره الى الحقيبه:-ديه هدومك ؟
ردّت مها ببرود:-هدومه هوا ..ثم تابعت:- طردته 
بحلقت اميره وردّت:-انتى اتجننتى يا مها ولا ايه 
هنا رنّ هاتف اميره..كان ايمن يلح عليها فى النزول ..اغلقت معه واعتدلت قائله لمها :-انا مش فاهمه حاجه منك ..انا مش هقول لامك وابوكى عاللى حصل ده بس لازم هكلمك بكره ان شاء الله ثم ضمتها بقوه قائله :-خلى بالى من نفسك وماما وبابا
هزّت مها رأسها بالايجاب وردّت:-وانتى كمان وسلميلى على علىّ 
هنا سمعوا دقات الباب وكان حسن ومعه الصغار ...
نظرت له اميره بازدراء قائله:-انا ماشيه يا حسن ..خلى بالك من مها 
تنحنح وهو ينظر لمها:-ديه فى عينيا ..
جزّت مها اسنانها ... 
وخرجت اميره اخيرا فأغلق الباب ورائها ...
نظرت مها له ببرود:-يلا اتفضل وراها ...
نظر لها ببرود مماثل:-مها احترمى نفسك ده بيتى انا كمان 
اعتدلت وتابعت بعصبيه:-ده بيتى انا و بيت ولادى تأوهت و وضعت يدها على بطنها قائله بنفس العصبيه:-يلا اتفضل 
حسن وقد ظهرت على شفتيه ابتسامه جانبيه:-اهدى عشان ميطقلكيش عرق 
اشتعلت اكثر وردّت بعنف:-انت فاكرنى بهزر؟
اقترب منها حتى أصبح يحاصر خصرها تماما قائلا بهمس:-انا حسن يا مها ..نسيتى كل حاجه 
كادت تستسلم تماما وهى تراه يضع كفه على وجنتها ولكنّها فاقت سريعا وابتعدت عنه فتّأوهت اثر ذلك وهى تصيح به:-مش طايقاك مش طايقاك 
بكت كارما اثر صياحها وبالتالى بكت ورائها كنزى فمعز ...أصبح الصراخ هو سيد الموقف الان ...
صرخت بالصغار وهى تضع يدها على رأسها :-اخرسوا بقى كفايا حرام عليكوا 
نظر حسن للصغار وابتسم وقال لهم:-مين هيلعب مع بابا فتحى يا ورده ؟
ابتسم الصغار كلهم وصاحت كارما :-حسن ..حسن 
وتلاها ترديد كنزى ومعز لاسمه ...وقفت تنظر له بغيـــظ ...بينما بدأ هو باللعب مع الاطفال بانسجام تام ...
نطقت بصياح قائله:-انا هديك فرصه انك تعد النهارده بس اصحى ملقش هنا ..انت فاهم 
لم يرد عليها متجاهلا...
فصاحت مره اخرى:-انا بتكلم 
نظر لها بنفس الابتسامه المستفزه وهزّ رأسه بالايجاب....
************************************************** ********
وفى بيت علياء كان الصراخ ايضا قد علا عن اخره ...وقطعه صوت هاتف علياء الذى اصدر رنينا معلنا عن وصول رساله جديده...
فتحتها فاذا هى من حسن "هجيلكوا بكره ان شاء الله المغرب انا وماما "...
ابتسمت فى فرح ونظرت لوالدتها بانتصار واشارت اليها بالهاتف قائله فى تحدى :-مبيلعبش بيا اهو يا ماما ..اتاكدتى 
************************************************** *****************

البارت الجديد الثامن والثلاثون 

خلقنا الله اقوياء ولكن نحن من جعلنا انفسنا ضعاف جـــدا...
تسللت اشعة الشمس الملتهبه الى عينى مها التى لم تغفل الا وقت قصير جدا .....
فركت عيناها وهمّت لتقوم..صاحبها الم طفيف...نهضت اخيرا ....حتى خرجت من الغرفه ..وجدته ينام ارضا وحوله ابناؤه الثلاثه ...
ابتسمت ولكنّها سرعان ما تذكرت كل شئ فتلاشت تلك الابتسامه ...ثم اتكأت و وكزت كتفه فى عنف وقالت له باشمئزاز:-قوم اخلص براحه..واضح انك مفهمتش كلامى امبارح 
هنا خرج صوت من المطبخ فزعت له..ولكن سرعان ما تبينته هى "فتحيه" ...
نظرت لها ببرود قائله:-ازيك يا طنط 
ردّت بتذمر:-انتى بتكلمى ابنى كده ليه ؟..فاكره نفسك مين ...
ردّت ببرود:-مش فاكره نفسى حد خلاص..كل واحد هيروح لحاله 
هنا نهض هو ونظر لها قائلا بحنان:-مها عشان خاطرى ارجعى عن اللى فى دماغك 
نظرت له بتحدى:-فى حاله واحده لو قولتلى انك رجعت عن اللى قولتهولى 
ردّت فتحيه بدلا منه وقد علا صوتها حتى استيقظ الصغار:-انتى فاكره نفسك مين يا حلوه ..لاء هيجوز وغصب عنك كمان 
نظرت له مها وقد امتلأت عيناه بالدموع :-انت كمان قولت لممتك 
وجهت فتحيه بصرها للصغار:-ادخلوا جوا يا ولاد جبتلكوا حاجه حلوه 
دخل الصغار بعيون حائره واغلقت باب الغرفه ورائهم بعدما فتحت التلفاز لهم ...
ثم اقتربت من مها وتابعت فى عنف:-هيتجوز ..فاهمه 
هنا تدخل حسن وقد وقف بجانبها من الناحيه الاخرى :-اوعدك ان مفيش اى حاجه هتتغير ومش هتحسى بحاجه 
شعرت بأنها محاصره ...حان الان موعد الهجوم ..افلتت نفسها من حصارهما ...ونظرت له وصاحت قائله:-لاء هتتغير ..حسبى الله ونعم الوكيل فيك يا اخى ..انا اللى استحملت قرفك وذلك ليا بقالى سنين وعيشت راضيه ومفيش فى بالى غير انى اخليك مبسوط سقطت دموعها اخيرا فتابعت فى عنف :-اشتغلت لامك خدامه واقل كمان من الخدامه..عشان بس ارضيك... انت ايه يا اخى ؟! معندكش دم ..بكرهك بكرهك ارتعشت سبابتها وهي تهتز بوعيد له:-هتطلقنى وتخرج من حياتى للابد ومش عايزه اشوف وشك تانى انت فاهم مش عايزه اسمع صوتك اقتربت منه وهزتّ اكتافه فى عنف قائله له:-اخرج بره بقى اخرج 
هنا ضحكت فتحيه ضحكه مدويه وقالت لها بسخريه:-حلو الفيلم العربى ده ..مش عاجبك انتى اللى هتخرجى من هنا ..وابنى مش هيطلقك وهيسيبك كده زى البيت الوقف 
استفزتها لابعد حد فصرخت بها :-هيطلقنى وان مطلقنيش هخلعه..علا صوتها اكثر وتابعت وهى تدفعه الى خارج الشقه:-اقسم بالله لخلعه ...اطلعوا بره ..اطلعوا بره بيتى يا زباااااااله
تدخل حسن اخيرا وقال لها بخوف حقيقى :-اهدى يا مها اهدى ...حاضر انا همشى ..
انزوت الى احد الجدران ...وانكمشت فى مكانها واخذت تبكى ..تبكى وفقط ...
هربت من عينه دمعه ..وكاد ان يقترب منها قبل ان تجذبه فتحيه قائله:-تعالى يا حبيبى ...عشان تلحق تجهز للمعاد بليل 
ترجمت مها ما قالته سريعا فبحلقت به بدهشه حقيقيه ..كيف تحول هكذا ؟!
ارتبك هو والتفت ليأخذ حقيبته ....صرخت فتحيه به:-سيب يا واد البدله اللى جبتها فى بيتى تعالى البسها...ده بيتك يا بن الهبله 
ولم تنتظر اكثر وجذبته واغلقت الباب فى عنف ...
تذكرت مها فجأه اولادها ...فتحت لهم مازالو منهمكين فى اللعب برغم كل هذه الاصوات والتلفاز قد علا عن اخره ....
جروا ناحيتها ..ارتدت اسدالها سريعا وأخذتهم بسرعه...تعلم ان الشقه التى تقابلهم قد تم تأجيرها ...
خرجت وطرقت الباب ببطئ وهم معها ...
ثوانى حتى فتحت لها امرأه كبيره فى السن ...بشوشة الوجه استقبلتها بحفاوه قائله بحرج:-انا سامعه الصوت من بدرى بس خوفت اتدخل ..
ردّت مها بعيناها الممتلئه بالدموع قائله:-معلش يا طنط ممكن بس تاخدى الاولاد معاكى ربع ساعه بالظبط وهاجى اخدهم منك ...
رحبّت المرأه وأخذت الصغار الذين دخلوا بوجل الى الداخل ناظرين لمها التى نظرت لهم بحده قائله:-تعدوا ساكتين ومتعملوش دوشه لطنط وانا هاجى اخدكوا 
هزوا رأسهم ...وسارت هى حتى خرجت الى الشارع ...
اتجهت لاقرب ورشة نجاره واتت بنجار بعد ان جلست عنده قليلا حتى ابتاع لها "كالون"...
دخلت الى الشقه بعد حوالى نصف ساعه وتنهدت فى راحه مؤقته ...
ثم نظرت الى حقيبته باشمئزاز واضح ثم اخذتها واتجهت الى جارتها ...
وطرقت الباب ...فتحت لها بوجهها البشوش المعتاد :-اتفضلى يا بنتى طيب اشربى حاجه 
ردّت بحرج:-معلش يا طنط انتى كتر خيرك لحد كده ممكن بس تاخدى الشنطه ديه ولما جوزى يجى يخبط على الباب عندى ويعلى صوته اطلعى اديله الشنطه ديه ...انا اسفه بجد بس انا مش عايزه ادخل مامتى فى الموضوع 
السيده باستعطاف:-طبعا يا بنتى هاتيها ..طب ما تحاولى تكلمى باباكى يوقفله ...
ردّت بسخريه:-بابا !...لاء انا كده هرتاح اكتر...
************************************************** ***************************
انّه القدر الذى جعلها تجتمع به مره اخرى ..كان ذلك هو منطقها ...اتجهت الى والدتها المنزويه فى غرفتها منذ الصباح ...
ابتسمت ملئ فمها ...وقالت لها بفرحه وهى تشير لملابسها :-ايه رئيك يا ماما ..ده احلى ولا البس الفستان الرمادى 
نظرت لها والدتها بتحدى :-البسى اسود عشان نطينها على دماغه ودماغ امه 
ضحكت بشده وقالت لها:-يا ماما ادعيلى بس ..ادعيلى بالله عليكى وكله هيبقى حلو 
ثم اقتربت وطبعت قبله على جبهتها ....
نطقت والدتها بابتسامه :-ربنا يقدم اللى فيه الخير 
************************************************** ****
مضـــى الوقت سريعا قضته هى وصغارها غارقين فى النوم ....أما هو قضاه مع والدته التى كانت تنهره منذ ان تركوا مها :-انا عايزاك تعرف انى زعقت للبت مراتك مش عشان هيا غلطانه ده انا لو منها كنت جبت كرشك لكن عشان متتنمردش علينا ثم استطردت قائله :-البت علياء ديه مبتنزليش من زور وعمرها ما هتكون بتحبك زى مراتك يا غبى ..
حسن بملل:-انتى متعبتيش يا ماما ..مش عايزانى اختار مره واحده فى حياتى ...
اقتربت منه و وضعت يدها على كتفه قائله :-يا عبيط ..مش يوم ما تختار تودى نفسك فى داهيه ..مها بتحبك وبتتمنالك الرضا ترضا ..والبت مبيطلعش من بؤها العيبه 
قاطعها بشكل حاسم :-انا هتجوز علياء يعنى هتجوزها .....ويلا قومى عشان نجهز بقى
************************************************** ****
ارتدت حجابا ابيض اللون وفستانا من اللونين الابيض والقرمزى....خلى وجهها من مساحيق التجميل عدا احمر شفاه ابرز دقة شفتيها ...كانت جميله بحق ...
سمعت طرقات الباب..علمت انه هو ..جرت بلهفه لوالدتها قائله:-حسن جيه يا ماما ..تعالى افتحى الباب 
سارت ناديه على مضض ...فتحته وخلفها علياء ...
نطق حسن بابتسامه حلوه:-ازى حضرتك يا طنط واتجه ببصره لعلياء وقال لها فى اعجاب واضح:-ازيك يا عليا...
ردت برقه :-الحمد لله ثم وجهت بصرها لوالدته التى لم تنطق بأى كلمة ترحاب قائله:-نورتينا يا طنط 
مصت فتحيه شفتيها قائله لحسن بهمس:-هيا لابسه ابيض فابيض كده ليه ..هيا راحه تحج ...
ضغط على يدها الممسكه بيدها ونظر لهم وقال:-مش هندخل يا جماعه ولا ايه 
ردّت والدتها التى سمعتها قائله وهى تجز على اسنانها بابتسامه مزيفه :- اتفضلوا......





تعليقات