قصة تزوجته رغما عنه البارت السابع والعشرون 27 و الثامن والعشرون 28 بقلم حورية


قصة تزوجته رغما عنه

البارت السابع والعشرون 27 و الثامن والعشرون 28 
بقلم حورية


البارت السابعه والعشر ون
صــراع بين المنطق والحــب سيطر عليــك يا كريـــم ...فلأيهما ستميل الى المنطق الذى يملى عليك بأنه تتزوج من اخـرى ...تنجب لك ...من يحمل اسمك ويرث تلك الثروه التى تركها والدك لك...أم ستميل لذاك الحب الذى ملأ قلبــك اتجاه زوجتــك...كان يعرف موقف والدته من قبل ان يذهب اليها ...
كان يقود السياره فى تلك الاثناء ..نفض رأسه من تلك الافكار..ها قد وصلت الى منزل والدتك ...
طرق الباب بخفه...فتحت له امرأه عجوز ..ترتدى جلبابا رث اسود اللون ..شعرها الابيض مشدود للخلف ..لها ابتسامه ابرزت تجاعيد وجهها المنهــك..قالت له:-ادخل يابنى والدتك مستنياك جوه 
دخــل اليها ...ضمته كعادتها ..بكى بشده وكأنه كان ينتظر تلك اللحظه ليخرج اى طاقه سلبيه تجمعت بداخله ...اندهشت من بكائه وقالت له بريبه وقلق:-انت طلع فيك حاجه يا كريم ...
كريم وقد نظر ارضا وتابع فى اسى:-مش أنا 
نهله وقد فهمت قصده:-الطب اتطور وممكن تسافر بره وممكن تروح هنا لاستشارى كبير وكما...قاطعها وقال بيأس:-مفيش فايده ..للاسف النسبه ضعيف جدا جدا لو حصل هيبقى معجزه 
نهله بهدوء:-معلش ده نصيب يابنى وده نصيبها هيا ..
كريم بتساؤل:-قصدك ايه؟
نهله بحزم:-يعنى انت هتتجوز انت متقدرش تعيش فى الدنيا لوحدك واللى عندنا كله هيروح لمين ....قاطعها وقال بقوه وانفعال:-ايه اللى بتقوليه ده 
نهله بثقه وثبات:-بقول اللى انت عايز تقوله 
كريـــم وقد دمعت عيناه:-انا مش عايزه اتجوز ..مين اللى قالك كده
نهله بسخريه وابتسامة نصر:-لاء عايز يا كريم انا عارفاك اكتر من نفسك ..لو مكنتش عايز كنت قولت العيب منك انت تقول ان فيه علاج... تكدب عشانها..اوعى تخدع نفسك 
كريم بانفعال وقد نهض من محله واتجه للباب :-انا قايم يا ماما انا غلطان انى حكيتلك حاجه ...اغلق الباب و وقف ورائه برهه لايصـــدق ما يحدث له..
رن هاتفه فى تلك الاثناء وكانت هـــى "نهـــال"...
اجابها ومسح دموعه وقال بهدوء:-ايوه يا نهال ..
نهال بهدوء مماثل:-انت عند طنط ...
كريم باسى:-خرجت دلوقتى 
نهال وقد دمعت عيناها :-عملت ايه ؟؟
كريم :-نهال مش عارف اسمعك كويس مفيش شبكه اقفلى هكلمك لما اركب فى العربيه 
نهال بلهفه:-اوعى تنسى تكلمنى 
كريم بتظاهر:-مش سامع مش سامع ....سلام 
اغلقت معه و وضعت رأسها فى وسادتها كى تكتم صوت صراخها ونحيبها ...
رن هاتفها فى تلك الاثناء ..
نظرت لشاشة الهاتف بارتباك ...امسكته ثم القته جانبا ..جمعت قواها وقررت ان تجيب...
كانت والدته ..
نهله مرحبه:-ازيك يا حبيبتى 
نهال بتعجب:-ازيك يا طنط ...وحشانى 
نهله بمرح:-يا بكاشه ولا بتعبرينى 
نهال بفرحه لتقبلها الوضع:-ابدا يا طنط طب ما تيجى تتعشى معانا 
نهله بجديه:-انا عرفت نتيجة التحاليل..بس ايه ولا يهمك ...الحجات ديه نصيب وربنا هيرزقكوا ان شاء الله ...
نهال بفرحه:-يارب يا طنط ..ربنا يخليكى 
انتهت المكالمه ..ابتسمت نهال برضا ..وابتسمت نهله نفس الابتسامه ولكن بانتصــار...
*************************************************
كان يمشى خطوات سريعه اتجاه منزل والد مها ...الورد البنفسجية اللون تتناثر منه بشكل عشوائى على ارضية الشارع ..صعد اخيرا الى البيت ..طرقه بلهفه ..فتحت له مها ..
نظرت الى باقة الورد التى كان يمسك بها ...ابتسمت له وقالت :-الورد ده ليا 
حسن بلهفه:-انتى مسبتيش البيت ..صح 
مها بابتسامه :-لاء مسبتهوش ....
حسن باطمئنان:-امال انتى هنا ليه ...وقعتى قلبى 
مها وهى تشير له بالدخول:-طب ادخل ادخل الاول 
شـــرحت له ما بأبيها..دخـــل يطمئن عليــه ومن ثـــم ذهبوا الاثنان بأطفالهما الى منزلهما...
ادارت هى المفتاح ودخــلت الى غرفتها وضعت حقيبتها وانتقلت وهى تحمــل كارما النائمه وتضعها فى فراشها ...ومعز وكنزى يحبون على الارض ورائها...
نظــرت له برقــه وقالت:-ثوانى يا حسن والاكل هيكون جاهز ..ادخل غير هدومك 
اقترب منها وقبلها وتابع برقه وانكسار:-مها...انا اسف 
مها بابتسامه صادقه :-مش زعلانه وبلاش نتكلم فى الموضوع ده تانى يا حسن 
حسن :-طب خلاص ..بس انا كنت عايزه اقولك ان علياء كانت مجرد...
قاطعته مها بحزم:-بص بلاش تقول اسمها تانى ..ثم تابعت بسخريه وقد التفتت الى الجهه الاخرى:-انا عارفه طبعا انها مجرد واحده كانت ...كانت ..لمعت عيناها بالدموع وهى تكمل:-خطيبتك أو حبي...
قاطعها فى قوه:-مها خلاص كفايه ...اوعدك ان تصرفى ده مش هيتكرر تانى والله العظيم 
مها وقد مسحت دموعها والتفتت له:-وانا كمان نفسى فى ده اوى ...يلا بقى عشان ناكل انا جعانه جدا واتجهت الى المطبخ ...
أما هو وقف ينظر اليها ثم دخل الى غرفته وهم بخلع ملابسه .
**********************************
مش رايحه يا بابا ...ريح نفسك ...
قالتها ساره وهى فى قمة الغضب ...
والدها بقوه:-هتروحى يا ساره يعنى هتروحى انا مش هقعدك هنا وانتى غلطانه 
ساره وهى تبكى :-انت بتطردنى يا بابا 
هنا تدخلت والدتها وقالت لزوجها:-فيه ايه يا سمير مش معقول كده ..البنت منهاره سيبها تعد هنا شويه حتى 
والدها بحزم:-كونها هتعد هنا ...ده معناه ان هوا اللى غلطان ..والراجل من ساعة ما اتجوزها مشوفتش منه حاجه وحشه ابدا ..بنتك هيا اللى مدرلعه الواد كلمنى وحكالى كل حاجه ...طول النهار اعدالى مع جارتها وكل حاجه بتحكيهلها حتى البت رمياها و وزنها اقل من الطبيعى ..وجه نظره لساره التى وقفت تنظر ارضا وتابع :-طالما مش قد الجواز و المسئوليه ...كنتى بتجوزى ليه ..ولا هوا قرف وخلاص ...يلا عشان هتنزلى حالا ..
ساره وهى تبكى :-يا بابا لاء ..هروح ازاى انا مش هعتذر ..مهما حصل انا مغلطش فيها ايه لما افك نفسى بكلمتين مع جارتى يعنى ...بالله عليك يا بابا مش عايزه اروح 
هنا فتح والدها الباب ونزل وقال لها بلهجه امره:-انا مستنيكى تحـــت ..
انصاعت له ونزلت وراءه.....
مرت نصف ساعه تقريبا..دقت ساره الباب بمفردها وهى تحمل حقيبتها ..و والدها رحل الى منزله وتركها ...تواجهه بمفردها ...
فتح لها الباب ونظر لها ببرود ثم لفت نظره الحقيبه الكبيره التى تحملها ...حملها منها وقال:-طالعه بيها لوحدك ؟
ساره ببرود وقد دخلت :-لاء بابا طلعهالى ثم تابعت بقوه:-على فكره اوعى تفتكر انى جيت بمزاجى انا جيت عشان بس بابا صمم ...اه وعلى فكره كمان ..وانا طالبه الطلاق ..طلقنى ..انا مش عايزاك 
احمد بسخريه وهو يبتسم ويلاعب صغيرته :-امشى يا بت انتى من هنا بدل ما ارزعك كف على وشك 
ساره بانفعال:-ايه البرود اللى انت فيه ده بقولك مش عايزاك 
احمد ببرود:-ومين قالك انى عايزك ..اصلا انا بدور على عروسه 
ساره بغضب :-عروسة ايه ؟
احمد بابتسامه:-وانتى مالك ..واتجه بعدما وضع صغيرته فى فراشها ...الى غرفتهم واخذ غطاءا و وساده و أوضعهم فى غرفه اخرى ..
خرج الى الصاله وقال لها بنفس الابتسامه :-شوفتى يا سوسو..اهو انتى هتنامى فى حته لوحدك وانا فى حته لوحدى اهو ....
نظرت له بغيظ وقالت بغضب طفولى :-احسن بردوا .....
****************************************** 
"احنا هنا النهارده عشان كل واحده فيكوا تسأل نفسها بصراحه ...هيا فعلا صدقت وامنت" بالايه اللى ربنا قال فيها [مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ] ...صدق الله العظيم....صدقتى بيها ...طيب كام مره فى اليوم لسانك بيغتاب وبيشتم وبيهتك اعراض وبيرمى تهم وبيظلم ؟!...فى اعده مع حماتك ولا اخواتك ..انتى عدادك على فكره بيعد وكل كلمه بتقوليها بتتحسبلك ...كام مره كل واحده فينا نكدت على جوزها ونامت وهيا مزعلاه؟ ...طب كام مره زعقتى لامك؟.اخر مره اتصلتى بيها ؟ بتصلى رحمك ؟ ...كنتى قدوه لاولادك ؟ طب بلاش كل ده ...كلنا طبعا عارفين ان ربنا نزل القران علينا ...كلنا مؤمنين بيه ...طب كام فى الميه من اوامره انتى بتحققيها ؟ طب ونواهيه مبتعمليهاش ؟ ...
نظرت الى الورق الملقى على الطاوله الموجوده امامها ....وتابعت ..رمضان اللى فات انا عملت ايه وانا بختم ...استخدمت التفسير وانا بقرء وحاولت افهم كل كلمه بقرأها وجمعت فى الورق ده اوامر القران ونواهيه ...الورق ده هيتوزع على كل واحده فيكوا ...وكل واحده تراجع حسابتها بجد ...
كانت تلك جزئيه من الخطبه التى القتها دكتور سهى فى ندوه نسائيه فى النادى المشتركه بــه ...
بينما كان يتدرب حمزه وسيف سباحه على مسافة امتار من القاعه ....
************************************************** ****
عادت اميره وايمن من رحلتهم ...دخلوا منزلهم وهى تضم على ...وتقبله ..
ايمن بضحك:-هارتيه بوس..طب شوفيه ابوه شويه 
اميره وهى توكزه بخفه :-وابوه مشبعش 
ايمن بضحك:-هوا الحقيقه ابوه جعان 
اميره بحب:-من عونيا الجوز يا حبيبى ..تابعت وهى تناوله على :-خد الواد بس عقبال ما اغير 
ذهبت الى المطبخ وهى لم تبدل ملابسها بعـــد ...اعدت قليل من المكرونه وقطع الدجاج المقليه بالصوص الفرنسى ..اتجهت الى الطاوله وهى تحمـــل علىّ على يديها وتاكل هى باليد الاخرى ...
قالت بهـــدوء:-ايمن انا الحمل تعبنى اوى ومش قادره على علىّ وشغل البيت سوا فلو تجيبلى واحده تنضفلى الشقه كل اسبوع مثلا 
قاطعها فى حزم:-انسى 
اميره بيأس:-ايمن احنا صحيح جايين هنا عشان نحوش مبلغ لولادنا بس بردوا احنا عايزين نعيش هنا مرتاحين 
ايمن ببرود:-وانتى مش مرتاحه ما انتى زى الفل اهو بتاكلى وبتشربى وبتتفسحى ما كل الستات معاها عيل واتنين وعايشه وحامده ربنا 
اميره بانفعال:-وانا حمداه بس انا حملى متعب وجه وعلى صغير وانا هنا نفسى اتجه بقى بردوا لحياتى انا مبشوفش حد وشلت النت وبكلم اهلى موب 
ايمن وقد هم بالقيام:-انسى يا اميره انا داخل انام عشان تعبان ..اهلك لما بتحبى تشوفيهم بنروح السيبر ...ركزى فى بيتك وبطلى دلع 
اميره بخيبة امل وقد القت الملعقه على الطبق الموضوع امامها :-اووف بقى ....
اخذت تتذكر تلك الحياه المرفهه التى كانت تحياها قبل شهور قليله ..وكيف انها استغلت تلك النعمه بشكل خاطئ ...فزالت عنها تماما ....
**************************************
ننتقل الى علياء ...عندما ذهبت الى منزلها كانت فى عالم اخــر تفكر فى ذاك الموقف ...
ماذا يقول الان عنها؟! ...كيف تجلس على المقعد بتلك الطريقه الهوجاء؟! ....
دخلت والدتها عليها ...نظرت الى تلك التنوره الملقاه على الفراش ...
ناديه بتساؤل:-ديه جيبه جديده يا عاليه 
علياء ببلاهه :-ها ...لاء ...ديه بتاعت واحده زميلتى 
ناديه بحيره :-مالك يا بت مسهمه كده ليه ..وايه اللى جبها هنا ؟ 
شرحت لهـــا ما حـــدث ...
اطلقت ناديه ضحكه مدويه ...
علياء بانفعال :-يا ماما انتى بتضحكى 
ناديه وهى تمسح دموعها من اثر الضحك:-امال اعمل ايه طيب ...طب يلا عشان الاكل جاهز ...
**************************************
كانت الساعه قد قاربت التاسعه مساءا عندما قالت مها لحسن بهدوء:-حبيبى انا هنزل اروح اطمن على بابا واشترى من السوبر ماركت بامبرز واكل للعيال 
حسن وقد امسك بساعته :-يا مها الوقت اتاخر جامد 
مها وهى تضحك :-يا عم بقولك ماما والسوبر ماركت كلهم فى نفس المربع يعنى ...قدامنا 
حسن بقلق:/-طيب نص ساعه ..ولا اقولك انا هنزل معاكى ...
مها برفض:-بالله عليك اعد مع العيال شويه..ارتاح انا 
حسن بضحك :-بقى كده بقى ..طيب انا هقول لكارما واخليها توريكى شغلك بقى 
ارتدت ملابسها وذهبت ...
مرت ساعه تقريبا ...اتصل بهاتفها المحمول ...وجده فى المنزل ...لكم الكرسى بكفيه ...
قرر الاتصال بوالدتها ...
حسن مرحب:-ازى حضرتك يا طنط عمو عامل ايه ؟ 
مايسه :-الحمد لله يابنى 
حسن بقلق:-مها ايه لسه عندكوا ؟
مايسه بتعجب:-عندنا ايه يابنى ..ديه اعدت عشر دقايق وقالت رايحه سوبر ماركت ..تابعت بقلق:-مجتش لسه ؟
حسن كاذبا:-لاء يا طنط جت اهيه وصلت ..بس دخلت الحمام ..
مايسه باطمئنان :-ماشى يابنى حمد الله على سلامتها ...تصبحوا على خير 
حسن بقلق :-وانتى من اهله ...
احمر وجهه بشده ..دقات قلبه استطع ان اسمعها الان ...كارما وكنزى يبكون ...ومعز القى بزجاجة المياه على ملابسه ...وضع يده على رأسه ...امسك بهاتفه واتصل بفتحيه ...
حسن بقلق:-ماما ..مها جتلك ؟
فتحيه بتعجب :-لاء ..مجتش ..فيه ايه ؟!
حسن برجاء:-بالله عليكى تعالى بسرعه اعدى مع العيال هنزل ادور عليها بقالها ساعه ونص بره 
فتحيه بعتاب:-وانت لو راجل كنت سبتها تنزل دلوقتى ...خليها كده تمشى كلمتها عليك 
حسن بانفعال :-احنا فى ايه ولا فى ايه 
اغلق معها وجلس ينتظر قدومها قبل قدوم فتحيـــه ..وهو يتمتم :-راحت فين ديه ؟ ربنا يستر 
*************************************
الساعه العاشره والنص الان ..ومعظم ابطالنا قد استغرقوا فى النوم ...ولكن "اين انتى يا مها ؟!"

البــــارت الثامن العشرون
**************
اصبحت الساعه الواحده مساءا ..يا الهى ..أين انتى يا مهـــا؟!..القلق يجتاح وجوه الجميــع ..الى الان لم يصل أى خبر عن اختفائها الى مايسه ...كست الحمره وجه حسن ..اصبح يشعر بوجع يسرى فى انحاء معدته كلما يتخيل ان مكروها ما حدث لها ....
قالت فتحيه وهى تحمل معز النائم بين يديها بقلق :-هيا كانت لابسه دهب فى ايديها ولا حاجه ؟ 
حسن بقلق :-للاسف اه كانت لابسه الانسيال والسلسله وطبعا الدبله والمحبس ثم تابع بعصبيه:-ميت مره قولتلها متلبسش الكلام ده بره ..استغفر الله العظيم يارب هم بالقيام وهو يضع كارما وكنزى فى فراشهما ..ثم تابع :-انا هحطهم وانزل الف عليها تانى 
ما ان وضعهم حتى صرخت كارما وايقظت كنزى التى نامت بصعوبه ..زفر بشده وصرخ بهما :-يووووووووووووه ايه الارف ده بقى 
هنا نهضت فتحيه وقالت بعصبيه:-اهدا يابنى بقى ..روحت بلغت وقالوا لازم يعدى 24 ساعه يمكن هيا تيجى دلوقتى وبتصرخ فى عيالك ليه ديه عيال لسه صغير 
لم يجيبها واتجه الى باب المنزل ورحل.... 
كان يعلم انه ما من شئ فعلي يجب ان يفعله ..اخذ يتفحص الطرق الجانبيه المحيطه بمنزلهما مره اخرى وصناديق القمامه ...الهدوء هو سيد الموقف والظلام ايضا لا شئ غير هذا ...نظر فى ساعته مره اخرى ..اصبحت الواحده والنصف ..
تهيأ له على بعد انه يرى تجمع من الناس ...سار نحوه وهو يجرى بسرعه ...وصل اخيرا حتى اصطدم باحدهم ..
قال له وهو يصرخ :-الناس ديه متجمعه ليه كده ؟
الرجل :-بيقولوا فيه واحده ست مخبوطه بالعربيه ومرميه ....
لم ينتظر اكثر اقتحم تلك الدائره المجتمعين حولها ..حتى وصل اخيرا الى احدهم الذى كان يحمل المرأه ...دقق بها ..ثم تنفس الصعداء ومسح دموعه وخرج تائها لا يعرف ما الذى يحدث له؟!
*********************************************
أما هى قبل ساعات قليله ..كانت قد انهيت عملية شرائها من السوبر ماركت المجاور تقريبا لمنزل والدتها ...حتى اوقفتها سيده عجوز ترتدى عباءه سوداء وتمسك بيدها عصا تتوكأ عليها ...
قالت لها مها بصدق:-محتاجه حاجه يا امـــى ؟
العجوز بوهن:-معلش يا بنتى بيتى ار كب مواصله من هنا ربع ساعه ومش عارفه اوقف مكروباص ولا معايا ولا مليم ...
مها باحراج:-معلش والله مش هعرف اساعدك معيش موبيلى حتى اقول لجوزى 
العجوز وقد همت بأن تمشى بمفردها :-ماشى يا بنتى ...
سارت مها خطوات قليله ....ألح عليها ضميرها بالرجوع الى تلك العجوز ..
رجعت اليها وقالت لها بحماسه :-انا هوصلك يا امى ..
العجوز بفرحه :-الله يكرمك يارب 
وصلوا للشارع الرئيسى سويا ...اوقفوا توكتوك...أسندت العجوز لتــــركب باريحيه وما ان همت العجوز بالركوب ...حتى ظهر ثلاث شباب مفتولين العضلات واحدا منهم ركب بجانب العجوز والاخر دفع مها بقوه الى الداخل كادت ان تصرخ بقوه لولا ان اّّّّّخرهم كمم فاها ..ما ان استقرت حتى قام السائق بضربها برأسه فى جبهتها مباشرة ...الى ان فقدت الوعى ...
ساروا بها قرابة الساعتين والنصف...حتى انزلوها بمنزل صغير فى طريق صحراوى ...
جاء وقت نزولها من التوكتوك ..ولسوء حظهم كانت قد عادت الى الوعى ..وصرخت بهم فى ضعف:-انتوا مين ..انا هوديكوا فى داهيه 
صرخ احدهم بالاخر :-اجرى يلا هاتلى الشومه من جوه 
حاولت ان تتملص من بين ايديهم ...نجحن فى ذلك واخذت تجرى مسافة متر تقريبا لحقها احدهم وهو يمسك بتلك العصا حتى استقرت على رأسها بقوه ونزفت بعض الدماء ...
فحملها بيده وجرى بها نحو بقية زملائه ...
صرخ به احدهم وقال له :-يخربيتك يلا الضربه جتلها بقوه ....لتكون ماتت 
رد عليها باستهزاء:-ما تموت ولا تغور فى داهيه يا عم ...هيا ديتها نقلب اللى معاها وهتترمى عالطريق بره ...يلا بس اسرع ودخلها ...
دخلوا بها ...اخذوا ما معها من قطع ذهبيه حلقها وذاك الانسيال ....الخ ...وبعض النقود التى كانت تحملها فى حقيبتها ...
انتهت تلك العمليه فى غضون ربع الساعه ...وفى النهايه حملها احدهم بين يديه ونظر لها بخبث وقال لاّخر وهو يضحك :-تصدق انا مستخسر ارميها .....
************************** 
وفى الناحيه الاخــــرى قضى حسن الليل كله يسير فى الطرقات بعد عن منزلهم كثيرا ...لا اثر لها ...وكأن الارض انشقت وابتلعتها ...الى ان حان موعد اذان الفجر...كان قريبا من مسجد ما ...دخله وارتمى على ارضه واخذ يبكى ويدعو الله ان يحفظ له زوجته ..
كيف تحول كل ذاك البرود الذى كان يجتاحه اتجاهها الى ذلك الحب والغيره والقلق ؟! 
بعدما انتهى من الصلاه فكر فى ذلك كثيرا ...توصل الى اجابه قاطعه وهى الصبـــر...
تذكر كم صبرت مها من اجله ؟ كم كانت تنتظره طوال الليل لتتناول معه العشاء فيقابلها بجفاء ليقول انه لا يريد ..فتقابله بابتسامه وقبله دافئه تضعها على وجنتيه ..كيف انها كانت ومازالت تحاول ارضاء والدته بكل الطرق ارضاءا له فقط ...تذكر ايضا خوفها عليه عندما كان يمرض او يتأخر قليلا عن موعده ...تذكر غيرتها عليه فى وقت كان هو يعرضها بنفسه لمن يؤذيها بنظراته ولا يوجه لها ادنى اهتمام...هنـــا تذكر تلك الصيدليه و وقت ان كان يوهمها بأنه يرسلها للعمل فقط لاحتياجه لمرتبها وكان غرضه من ذلك ازعاجها فقط بشتى الطرق ..هنــــا جاء بقبضة يده ليوجهها الى زجاج سيارته التى كان يستند عليـــها ...
تحطم الزجاج اثر الطاقه المندفعه من يديه ....تألم قليلا ...ولكن مقدار راحته كان اكبر من المه ...اخذ بعض المناديل الموجوده داخل السياره وحاول ان يلفها على راحة يده ....
وجد ضوء الصباح قد بدأ فى الظهور ...فلم يجد بدا من الذهاب الى بيته حتى يعالج جرحه ويرتدى ملابس اخرى للذهاب الى الشرطه لتفعيل البلاغ .....
قبل ذلك بساعتين او اقل كانت مهـــا ملقاه على جانبى طريق سريع ...قد القاها هؤلاء المجرمون ..
مهلا مهلا اعلم انكم تريدون ان تعلموا منى هل حدث لها اعتداء او ما شابه ؟! ...
ذلك الشهوانى الذى كان يحملها عندما قال"مستخسر ارميها" ...
هنا رد عليه صديقه باستهزاء :-البت عاديه يلا ..البرشامه اللى انت واخدها مالها 
الاخر وهو ينظر الى وجهها الابيض ورموشها الكثيفه وشفتيها الحمروتان :-لا ياعم انا مش هرميها ..
القاها مره اخرى على ذلك الفراش الموجود بالغرفه ..قم بنزع المعطف الحرير الذى كانت ترتديه فوق ملابسها ...والتنوره الطويله ..التى كانت ترتدى تحتها بنطالا قصيرا ..همّ بتقريب وجهه من وجهها ..الى ان دخل عليه كبيرهم ..
نهره بشده وقال:-ايه اللى انت بتهببه ده يابنى...الصبح هيطلع والبت لسه هنا ..وشكلها ميت اساسا من ضربتك يا غبى 
وحملها ذلك الشخص بقوه الى الخارج وركب السياره ومعه شخصان اخران والقوها لتستقر مكانها بلا حراك .....
كان حسن قد ذهب الى منزله عالساعه الخامسه تقريبا ..بدل ملابسه بسرعه واخبر فتحيه بعدم وجود اى تطورات جديده ...
ساعات اخرى تمر ...لتصبح الساعه العاشره صباحا ليرن هاتف حسن ...
اجابه بسرعه ...
الضابط:-لقينا واحده بمواصفات مراتك فى مستشفى على طريق الاسكندريه الصحراوى وبقالها هناك بقالها ساعات 
حسن بهلع :-ايه ...حصلها حاجه ؟ 
الضابط:-منعرفش لسه هيا اصلا مراتك ولا لاء ...عموما صورتها عندنا لو تيجى حالا عشان تشوف ولو طلعت هيا نطلع على المستشفى ..
اغلق وهو يكاد لا يرى امامه ...حتى وصل الى قسم الشرطه ...القى بصره على الصوره...
ها هى انها مها ...
ذرفت عيونه الكثير من الدموع ...وقال للضابط بهلع :-هيا مها ..هيا ديه يلا بينا هناك........



تعليقات