قصة عشقت امرأة خطرة البارت الواحد والعشرون 21 بقلم ياسمينا احمد

    

قصة عشقت امرأة خطرة

البارت الواحد والعشرون 21

بقلم ياسمينا احمد


قضي عليها أن تكون حياتها بهذا الشكل المأساوي إبنة يتيمه ، شابة منبوذة من الجميع،زوجه بالاجبار .


دخل إليها "زيد " بهيئته الغريبه على عنقة وشاح أبيض لم تراه إلا على صدر جدها من قبل ،إنكمشت أكثر على نفسها 

وهى فى زوية الغرفه خصلاتها متبعثره تنزف من أنفها وجانب فمها وما يظهر من جسدها كله كدمات ،رؤيتها بهذا الشكل مزق قلب" زيد" تمزيقا ما يُطلب منه وهى فى هذه الحالة أمر إنتحارى ،زاد رعبها أكثر عندما أغلق الباب من خلفه فلم تجد مأوى للهرب أكثر من الحائط تعالت نبضتها أكثر حتى أصبح صوته يصل الى مسامعها دموعها تجرى كالسيل على وجنتيها هتفت وهى تحتضن نفسها بهلع:

- عايز إي جاى ليه ؟هتموتنى ؟ 


نزل على ركبتيه أمامها ودون أى اجابه جذبها إلى أحضانه 

الالم الذي نهش صدرة عندما رأها بهذه الحالة وهذا الضعف قسم قلبه نصفين ضمها بقوة وتشبثت هى به بقوة 

وانهالت فى بكاء مرير مع شهقات متواليه تقطع نياط القلب وصراخات للاسف خرجت بصوت مبحوح ،أجفل من حالتها التى أثرت بشكل قوى فيه وجعلته رغما عنه يدمع 


دقائق طويلة قضتها فى هذا الانهيار حتى هدئت الدفي الذي حصلت عليه  بين احضانه لم تشعر به حتى بين احضان والدها الأمان الذي منحها اياه وجعلها تسكن وتطمئن بهذا الشكل لم تجربه من قبل، كالمعجزه أتى لها "زيد" ،لطف الله لها فى الأرض كان هو ،زفرت بإرتياح أن مطمئنه أن كل شئ سيكون بخير معه 


أما بالنسبة له كان يستشعر كل هذه الثقة التى وضعته فيه 

وما بين قلبه وعقله انشطر قلبه كل نصف بهم بحالة مختلفه  وشعور نقيض، نصف لا يقوى على ألمها ونصف آخر يرفض وجودها تشتت بينهم لكنه كان يعلم أنه هالك لا محالة وبرغم انه 

 "كان متيقن من خسارته فى الحالتين " إستمر 

 ‏إبتعد عنها قليلا بالقدر الذي يسمح له برؤية وجهها المكدوم رتب خصلاتها بعنايه ومنحها إبتسامه خفيفه ليطمئنها ثم نهض من جوارها ليبحث بين أغراضها الموضوعه على طاولة المرآه عن قطن أو مناديل ليضمد جروحها مؤقتا ،التقط أيضا قنية عطر وعاد من جديد يتربع  بجوارها بالأرض ،أمسك بيدها أولا ليمسح على نوابضها بالعطر حتى تستعيد نشاطها ثم انتقل إلى وجهها وضع المنديل فتأوهت وتراجعت للخلف اؤمأ لها وعاد يطمئنها أنه لن يقسي عليها، وبرفق شديد بدأ بتضميد  جروحها محاولا إيقاف النزيف ،مر كثيرا من الوقت وهو يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه وترميم ما أفسده والدها 

 ‏الوقت لم يكن بصالحه فهم بالخارج فى الإنتظار  لذا توقف ليبدأ من أول وجديد سحب أنفاسه ليستعد من بعدها قائلاً :

 ‏- انتى عارفه أنا هنا لي؟

نفضت رأسها وعينها معلقه بعينه ،فزفر ليهتف بصوت منخفض:

- عشان جوزنا هيتم دلوقتى 


إرتعبت من جملته ولأول مرة من وقت حضوره تشعر بأنها شبه عاريه ،الضغط الذي عاشته من أمس لليوم كان فوق طاقتها وأكبر من تحملها ،اترجف صوتها وهى تسأله بمراره :

- عشان كدا انت بتحاول تهدينى  ؟

أشاح بوجهه عنها دون أن يرد عليها لم يصرح لها أنه بالفعل أشفق عليها وليس لغرض معين فعل هذا ،الوقت  ليس مناسب لقول ذلك بل الأهم الخروج من هذا 

لذا عاد يهتف متسائلا بضيق:

-إي اللى خلاكى هربتى ؟!


أجابته بسؤال آخر وعينها بعينه تبحث عن شيئاً ما:

- لو قولتلك هتصدقنى ؟

هتف متعصبا بعض الشئ  :

-لو قولتى الحقيقة هصدقها أيان كانت 

رفع سبابته ولوح مؤكدا:

- إوعى تكذبى لو كذبتى هعرف وساعتها كل شئ هيتغير للابد 


إعتدلت فى جلستها وثنت ركبتيها أسفلها حتى تستطيع اخفاء ما يظهر من ساقيها أمامه ،إستعدت لقول الحقيقة ولا شئ غير الحقيقة مدام هناك فرصه للإحتمال تصديقها ستستغلها، لعلها تجد من يصدق صدقها هتفت مجيبه سؤاله الأول:

-هربت عشان خوفت منكم ،كلكم كنتوا مخوفنى مامتك وعمتك ومرات أبويا وحتى جدوا نفسه قالى زيد هيأدبك 

وانت كمان ضيقتنى لما ما صدقتنيش إنى ما أذتش مريم 


أنصت لها مصدقا إياه ومتعاطف معها تماما ،إذدراء ريقه وسأل بحنق واضح:

-اشمعنا رياض اللى روحتيلوا 

اجابت بتردد بعدما رأت وجهه الآخر :

- لأنه هو الوحيد اللى عرض عليا المساعدة والوحيد اللى كان بيعاملنى كويس.


هنا ظهر  تفاعل على وجهه  هذا السؤال الذى يريد طرحه صعب عليه نطقه لذا بدله بغيره مزمجرا:

-حصل اي هناك ؟!


إرتعشت من غضبه وهرب الكلام من لسانها ظلت تحملق به فى صمت ،صمت استفزه فصاح بها من بين اسنانه بحده:

- انجزى بسرعه عشان اللى برا ما يقلقوش من الغيبه دى

 ‏حصل إي هناك جاوبى ؟!


اذدرئت  ريقها وأمسكت بأطراف يدها ما ترتدى وهى تجيبه بخجل :

-عرفت غلطتى والله والله عرفت غلطتى هو كان معشمنى  بالحرية ولما لاقيته مجنون و.... و.....

تقطعت كلماتها رغما عنها  وإنخرطت فى البكاء فأمسك بكتفيها ليسألها برعب جلى وضيق وكأن روحه متعلقه بهذا عينه متسعه ومثبته عليها بقلق:

-قولى بسرعه عملك إى ؟! قولى اللى الكل  خايف منه حصل ولا ماحصلش ؟ 

اجابتة مفزوعه من فكرة عدم تصديقها:

-ما حصلش قاومت والله العظيم قاومته  قاومته لحد ما أنت جيت 


تركها ليلتقط انفاسه المحبوسه ،أمسكت بمنكبيه وضاعفت من حديثها متسائله بقلق :

- انت مصدقنى مصدق اللى قولته هو خلى الست اللى معاه تلبسنى كدا هو اللى قالها أنا ما عملتش حاجه بمزاجى أنا كنت مجبورة وعرفت غلطى  والله عرفت غلطى أنا ما عملتش حاجه أنت مصدقنى؟


كان بحاجه لتصديقها للحفاظ على حياتها لا سبيل سوى تصديقها خاصتا أنه لا يمكن أن يكتشف الأمر وهى بهذه الحالة المزريه ولا بحالته النفسية هذه  أمسك بقنية العطر وكسرها فصرخت رغما عنها بصوت عال وصل إلى مسامع الجميع انتفض الجد من داخله لكنه حاول الثبات وانتظر بجلد عودة زيد .


امسك" زيد" قطعة زجاج من المتناثره وشمر عن ساعده ليجرح  نفسه بالمنتصف  ظهر على وجهه علامات الألم وكذالك صبا والتى سألته وهى تضع يدها على فمها بفزع:


-بتعمل كدا ليه؟

 امسك بالشال الذى وضعه "جده" على عنقه ضغط على جرحه ليجفف دمائه به بقدر معقول  عندما انتهى طهر جرحه بالعطر وأجابها متأثرا:

 ‏- عــشــانــك إنــتى هكذب أول كذبه فى حياتى 


فهمت" صبا" على الفور مقصده ،أخجلها بشده تعاطفه معها ومحاولته الوقوف بجوارها بينما هى لم تقدم له سوى الألم سحب الجاكت الخاص من عليها وارتداه كى لا يظهر ساعده المجروح أسفل قميصه الأبيض ،أمرها قائلا :

- قومى أساعدك تغيرى هدومك دى وتاخدى دوش دافئ 

امسك بيدها فلم تقوى على الوقوف فمال بجذعه ليضع يده أسفل ركبتيها ورفعها بين يديه شهقت بصدمه من فعلته، لأول مرة تشعر به وتحفظ ملامحه الجامده والمتأثره دون النظر نحوها تعلقت بعنقه وتحرك بها حتى  وضعها بلطف على الفراش تمددت بإسترخاء ودثرها بالأغطيه  وقبل أن تترك يده الغطاء تشبثت  بيده ومنعته من الإبتعاد انتفض قلبه من أثر قبضتها المباغته  حدق لهابصمت يأسا من قلبه الذي يضعف امامها فأخبرته متوسله بضعف:

- ما تسبنيش 


حرك رأسه بايماء قصير وقال :

- هرجعلك ،أنا هبات هنا انهارده


إتسعت عيناه غير مصدقة  تسارع نبضها بسرعه غير عاديه وظلت تنظر بإتجاهه حيث غادر بقلق من الآتى وإن تخلصت من الجميع كيف ستتخلص من زيد .


دخل" زيد "اليهم كالعاصفه غاضب وتعبيره متهجمه عمد "جده "دونا عن الموجودين وقدم إليه الوشاح فنظر اليه ثوان ثم أشاح بوجهه عنه ليدفعه بإتجاه والدها الذي شعر بالتحسن قليلا دفعت "ونيسه"والديها بلال ويحيى وصاحت بغضب :

-اطلعوا برا انتوا الاتنين 

انهمرت فى البكاء وكررت جملتها بعصبيه عندما إستمر وقوفهما :

-مش قولت اطلعوا يلا 

خرج الولدان وأمسكت "ونيسه" بتلابيب زيد تلومه غاضبا وحزنا:

-انت إزاى تعمل كدا حلفتك برحمه أبوك ،إعمل ما تعمل يا زيد مش هخليها على ذمتك 

إلتفت إلى جده وأردفت:

- خلاص عملتوا اللى إنتوا عايزينوا أنا عايزه إبنى رجعلى إبنى ابنى مش هيتجوز الفاجره دى اللى هربت وشحطتنا 

من اول يوم .


ظل "فايز"ثابتا أمام إنهيار ونيسه ،حتى تدخلت" بثينه" مستنكره صمته :

-انت ساكت ليه هو انت لسه ناوى تسيبها وسطينا بعد ما هربت ؟!


أجاب" فايز "بهدوء:

-والله عندك جوزها أهو إسأليه عايزها تمشي ولا تقعد هى غلطت فى حقه  أظنى هو اكتر واحد حقه يحكم 


هتفت " ونيسه "غاضبه والبكاء ينحر قلبها :


- طلقها يا زيد إرمى عليها اليمين ما تعيش مع واحده فاجره 

بدى" زيد" وكأنه إكتفي فرفع يده ليوقفها هاتفا بحزم شديد:

-ما حدش يغلط فى مراتى ،صبا بقت مراتى شرعا وقانونا 

أى إهانه هتوجه ليها كأنها إتوجهت ليا أنا وأى حد هيأذيها هيبقى أذانى أنا  وانتوا عارفين عقاب اللى بيهين الكبير واللى عنده إعتراض يخليه لنفسه  صبا تـخـصـنى انـا  مـا تـخـصـش أى حـد تـانـى  


انهى جملته والتف الى جده ليستأذنه :

- عن  اذنك يا جدى 


ظل "فايز"ينظر له يتفحصه حتى تعمد" زيد" اخفاء وجهه عنه بالنظر فى إتجاه آخر  لم يجرأ على رفع عينه بعينه ،من المؤسف أن الإثنان يفهمان بعض ،ضيق الجد عينه بغضب  وهتف بصوت عال:

-خلصنا كل واحد على أوضته سبونى مع زيد لوحدينا

انصاعوا جميعهم وخروا معا ليتركوا الذئب الهرم مع شبيه 

الصبى  ،وما إن اغلق الباب من خلفهم حتى وثب "فايز" ليقف بوجهه صارخا به:

-إنت جاى تضحك عليا يا زيد من أمته وأنت بتكدب 


حاول "زيد"الثبات على كذبه حتى لا يزيد من إنزعاجه وخشية على حياة "صبا" هتف بهدوء :


- أنا عمرى ما كدبت عليك 


إستأنف جده مكانه:

- تقصد قبل انهارده صح 

أمسك بيده ورفعها أمام عينه ليريه قطرات الدماء التى سالت من يده على أطراف أحد أكمامه التى فضحته وحتى دون ذلك كان" جده" سيكتشف فهو من رباه 


إستانف "فايز "ساخرا:

-عيب يا زيد دا اللى رباه خير م إللى أشترى 


أحرجه بشده وتحاشى النظر بعينه ليخبره بخجل:

- رياض لعب بعقلها وأنت عارفوا هى تروح فين قصاده...


إنقطع حديثه عندما شك فى أن  تبريره لن يرضى جده وبتر جملته ليقول أخرى:

-انا صدقتها 


غضب "فايز" كان واضحا لا يحتاج لتعبيرا منه ،هتف بحده محاولا خفض صوته :

- أنت حطيت الثقه إللى إديتهالك فى  حتة عيله زى دى ما أكيد هتكذب 


نفي "زيد "مؤكدا:

- مش بتكذب أنا متاكد 


سأله بضيق وهو يشكك فى ذكائه:

- مين قالك أى حد هتخيروا بين الموت والكدب هيكذب 


أسرع بالرد موضحا  :

-إلا هى لأنها أصلا كانت عايزه تنتحر أنا شوفتها وهى بتحاول تنط من سور البلكونه لما غصبتوها على عامر 

وبعدين واحده بكل اللى عاشتوا واللى عايشاه دا هتمسك بالحياه على ايه ؟ولا حضرتك شايف ايه؟


ضيق جده عينه وهتف بحنق:

-انا شايف إن أنت إبتديت تبقى عاطفى شويه انا أمرتك بمهمه لي ما اتنفذتش ؟!


أجابه بتوتر وحرج:

- حالتها صعبه جدا ،،وأنا مش حابب الطريقة  ‏القديمه دى وانا حبدأ حياه جديده فحبيت تكون بداية طبيعية 


إستاء فايز من عاطفته التى جعلته ينسي الحق والعقل واستدار عنه ليهتف:

- كنت تنفذ كلامى بما إنك حابب تبدأ جديده ما تسيبش حاجه للشك لو ما اتأكدتش بسرعه عمرك ما هترتاح .


الجمل الأقصر هى الاصدق دائما لاحياه هانئه دون ثقه.

وجده يعرف جيدا انه عاجلا أم آجلا سيشك بها إن لم يتأكد وان الشك هو بداية الانهيار.


أضاف دون أن يلتف له وجلس على كرسية متمسكا بعصاه:

-انا هسيب كل حاجه في إيدك الفترة الجاية وهرقبك من بعيد لبعيد عايز أطمن على مستقبل عيلة الواصل على حياة عينى 

أثقل كاهله بحمل جديد وفى أشد الأوقات صعوبه.


"زيد"

عاد الى غرفتها  وكأنها المهرب الوحيد من ضجيج رأسه 

والمسكن القوى لكل آلامه نتيجه اختياره وهدية القدر اليه


كانت تنتدثر أسفل الأغطيه وتنام بعمق ممغمضة العينين لكن دموعها سائله وتشهق كطفل صغير نام بعد مده من البكاء ترتجف مثل العصفور وتهتز وكأنها  تحت عاصفه من الرياح عنيفه تحركها دون هواده ،دخل إلى فراشها وضمها اليه مواسياً ومعتذراً عن كل ما تركها تعانيه دون وجوده كان يشعر بها كأنها "مريم "صغيرته  ليس فى طيشها وعصبيتها ولسانها السليط لكن فى طفولتها وحزنها 

بدء يمسح دموعها المتساقطه ولكنها لم تكف استمرت بالبكاء حتى وهى نائمه حركها بلطف مناديا:

-صبا ..صبا انتى كويسه؟

لم تبدو على ما يرام ابتعد عنها قليلا ليسمح برؤيتها بشكل جيد لكنها كانت فى حالة تورم رهيبه من وجهها شعرها المبلل الملتصق على وجنتيها حجب عنه الرؤيا بأطراف أصابعه ازاحه عنها وهو يناديها :

-يا صبا ..قومى انتى صاحيه ولا نايمه 

لم يجد منها إستجابه فأزاح الغطاء عنها وازداد فزعا عندما 


لاحظ علامات واضحة فوق يدها وقرر كشف  ساعدها لرؤية  حجم الكدمات جلس على ركبتيه امامها  كلما شمر عن ساعدها إزداد صدمه وإنزعاج  هم بفك وثاق أزرار منامتها لكنه كان متردد  وفى حالتها المرعبه كان مجبر 

ثوان وإكتشف الطامه الكبرى والدها لم يترك بجسدها شبرا إلا وترك به علامه خطوط طوليه تبدوا أثر حزام 

جلدي .

اتسعت عيناها وهو يرأى كل هذه الكدمات والعلامات الزرقاء البارزه  والتى يتخللها بعض الاحمرار منظر يدمى القلب ويحبس الانفاس ،رمى الغطاء من  على جسدها وامسك هاتفه ليحادث الحارس الخارجى عبر الهاتف طلب منه بعض المراهم والمسكنات وكذالك مضاد حيوي وشدد من سرعة التنفيذ ،دخل الى الحمام الملحق ،وملاء الحوض الاستحمام بالماء الدافئ  وعاد من جديد لها 

ليحملها بين يديه ويضعها بالحوض كان يجب إتخاذ هذه الخطوه مهما كانت صعبه على نفسها أو نفسه هى كالخارجه من معركه  والأسرع نتيجه فى تسكين هذه الآلام الماء الدافئ ،لم يخلع عنها كامل ملابسها واستيقظت هى شاهقه من كل هذا،نظرت بإتجاه وانفجرت فى البكاء فمسح على رأسها بلطف وهو يقول:

-إهدى ،،ماتخافيش 

كانت محرجه من وضعها أمامه لكن رغم ذلك حاولت الهدوء وإعطائه الثقه التى لم تعطيها لأحد قبله.

  تغيب عن الوعى رغماً عنها بسبب تلك الضربه العنيفه التى سببها لها والدها عندما لكم رأسها بالحائط .

انتهى من ذلك وحملها ليعود بها للفراش ويجفف جسدها

كل تفكير "زيد "كان فى سلامتها ومساعدتها للنجاه أهم من أى رغبه  

لم ينسي أنه عاش وقتا كهذا سابقا ولم يجد من يقف بجواره تذكر إن كان تركها الليله وحدها ماذا قد يحدث لها تبدوا إصابه  رأسها بالغه  وقد تسبب لها مضاعفات.


بعد مده قليله 


نزل ليتناول الأدويه من الحارس وصعد عائدا لغرفتها وأثناء عودته أوقفه "جده "الذي شعر بحركه غريبه فى غرفة صبا وكذالك فتح الباب وغلقه أقلقه سأل زيد وهو يتفحصه:

-فى ايه داخل وخارج من أوضة صبا ليه؟!

أجابه زيد مشيرا لما بيده من أدوية:

-تعبانه وجايب لها علاج 


سكت جده قليلا وأبدى إستياءه ،فأردف زيد بقلق:

-شكلها صعب ومورمه وجسمها كلوا علامات ويظهر محتاجه دكتور اسمحلى أبعت أجيـ..


قاطعته محتدا:

-لاء دخول دكتور هنا هيوسع الموضوع ولو زى ما انت بتقول كدا هتكتر الكلام وهتنفضح 


زفر بيأس من اقناعه وتحرك ليتجاوزه أمسك جده بساعده قائلا:

- المفروض أنت ما تدخلش قولنا الفرح بعد اسبوع خليك وهبعت لمرات ابوها تشوفها 


قضب حاجبيه وهتف مستنكرا:

-مرات ابوها ،إنت مش واخد بالك إن صبا ما تهمش حد هنا فى قلب البيت غيري ،فرحى الاسبوع الجاى السنه الجايه الست دى تخصنى وحرام عليا أسيبها بالحالة دى 

وكفايه أوى لحد كدا اللى اتعمل معاها .


لم ينتظر منه اجابه يعرف أنه كان منفعلا أثناء حديثه وجده لا يحب هذا خاصتا منه،فقط أشار له بالمرور ،فتركه ليعود الى صبا التى لا تزال فى حالة سيئه.

،،،،،،،،،،،،،

عندما يتعرض الانسان الى القهر والظلم يكون أمام عملية تحويل جديده إما أن يصبح ضعيف جداً يتلاشى الناس،إما أن يصبح قوي جداً لدرجه مخيفه لكنه لا يعود أبداً كما كان.


استمرت حالتها السيئه وقضت اغلب أيامها طريحة الفراش تستيقظ قليلا لتبكى ثم تنام من جديد لم يتركها زيد وظل حبيس الغرفه معها يعتنى بها ويقدم لها الطعام مجبرا إياها على التناول لكنها كانت لا تأخذسوى قدر قليل جدا ،لم تشعر بالخوف من وجودها معه ولم ترفض بقاؤه معها بنفس الغرفه بل كانت تشعر بالأمان والإطمئنان فى حضوره كلما فتحت عينها لدقائق وجدته يقف أمامها وأعينه مترقبه وكأنه ملاك حارس يلازمها .


خرج من  الغرفه لينادى أخيه "بلال" الذي أتي فور ندائه

وقف أمامه وهو يشعر بالخزى مما فعله لم يتوقع أن زيد سيحادثه من جديد بعدما اتهمه فى لحظه غضب بالخيانه


تحدث زيد برسميه شديدة وتحفظ:

- روح المعرض وباشر العمال والشغل ،اظهر بس عشان ماحدش يكسل عندنا معرض تانى والشغل هنا لازم يمشي مظبوط مش عايز أرجع ألاقى كل حاجه متكركبه 


ظل "بلال"واقفا أمامه دون أن يتحرك إنتظر أن يوجه له زيد عتاب أخوى على ما فعل لكنه لم يفعل بل أنهى حديثه 

والتف عنه عائدا لغرفة "صبا " فناداه بخوف:

-زيد

توقف فى مكانه وإنتظر ما سيقوله دون التفات،هذا كان مريح بعض الشئ لبلال الذي يخشي مواجهته فقال بندم:

-أنا آسف يا زيد إنى اتسببتلك فى مشكلة وكنت سبب فى أن جدو يجوزك صبا 

عند ذكر اسمها التف "زيد"بدى عاديا وهو يقبل نحوه من جديد لم يتغير حزنه لازال واضحا على سائر ملامح وجهه

وعيناه يغشاها الإرهاق ،هتف دون اهتمام:

-ما تعتذرش يا بلال انت اخويا الصغير ومهما صدر منك هفضل أحبك مش أى غلط هتغلطوا هعلقلك المشنقه عليه أومال إحنا أخوات إزاى ؟!


احضنه بلال على الفور لم يتوقع منه هذا الكرم لقد إعتاد

من زيد العقل واللين والتسامح لكنه إنبهر فعلا بمعاملته مع أخطائه تجاه لأول مرة يعاديه بهذه الصراحه وندم على ذالك بعدما رأى كم ظلمه بإفتراه عليه ،ربت زيد على كتفه بمحبه ،فبلال لا يعرف أنه بإجباره على الزواج من صبا انقذ صبا من أشياء كثيرة وأحيي قلبه من جديد.

تنحى عنه "بلال " ليقضى ما أمره وقبل أن يلتف عائدا لغرفة "صبا"نادته أمه:

-زيد

قضى ثوان معدودة حتى يستعد لمواجهتها إلتف وتفاجئ بتورم عينها وذبولها التام وكأنها انطفأت وكبرت ألف عام وقفت بوجهه وصاحت بغضب:

-عملتوا اللى انتوا عايزينه وأنا فين أنا هفضل طول عمرى  مجبوره على كل شئ 

اجفل من غضبها وحديثها المزعج الذى يشعره بالعجز وهتف مهدئا إياها:

-امى الله يكرمك بلاش صوت عشان إحنا جنب جدوا مش ناقصين مشاكل 

ردت دون اهتمام:

-لاء يسمع ،انا هخاف من إيه تانى ابنى اللى جبروتى اتجوز عشانه جوزه غصب عنه بنت عدوتى هيعملوا فيا إيه اكتر من كدا 

حاول ضمها إليه حتى تهدأ:


-امى بالله عليكى خلاص

لكنها صاحت بانزعاج اكبر :


-  خلاص يعنى إيه خلاص انتوا بتجبرونى على الوضع دا يعنى  عايزين ابنى اللى كنت بحلم اجوزه من سنين وافرح بيه يجوزه واحده زى دى واحده *****

هتف وهو يحاول ضبط نفسه :

- يا أمى إنتى كدا بتظلمينى أنا ما تحطنيش فى الخانه دى وتورطينى أكتر بين أمى ومراتى 


ضمت حاجبيها بإستنكار حزنها على رفض طلباتها واجبارها على التعايش مع أى وضع حتى ولم يناسبها لم يترك لها المساحه بالتفكير فى زيد هى أرادت أن يكون لها ملجأ وظهر وحمايه ،سألته بحزن عميق:

-امك ولا مراتك يا زيد؟!

المعركه الازليه والمعضله الصعبه التى لم يستطع أحد حلها وقع بها الآن ومن بدايتها الآ يكفى ما يعانيه ،ثقل جفنيه وزفر بهدوء ثم هتف برضاء تام:

-إنتى مكانتك عندى يستحيل تتقارن بأى شخص فى الدنيا يا أمى ارجوكى بلاش تحطى نفسك فى الكفة دى عشان إنتى مش محتاجه ميزان .


كلماته ربتت على قلبها المكسور ،هى من عانت مع هذه العائلةوأجبرت على كل شئ الزواج،الخلفه،معايشة بشري ،التى اذاقتهاالامرين وحرمتها من طفلها الاول وكانت سبب رئيسي فى اجهاضها ،نارها تشتعل اكثر عندما تتذكر انهم اجبروها على تقبل صبا ابنة عدوتها للزواج بإبنها البكرى زينة الشباب وكبير العائلة المستقبلى ،هتفت بانزعاج:

-إوعى تخلف منها انا بقولك أهو ،لو بقت مراتك رسمى اقسم بالله لا أنا امك ولا أنا اعرفك

انهت جملتها واستدارت عنه مبتعده،وقبل أن يفكر فيما تقول، نادته "مريم":

-بابا ،،حبيبى 

ابتسامتها ولطافتها التى اذدات عندما غدت ذهبا وإيابا بالقطه أنسته كل شئ أبتسم لها ومد يده ليصافحه مرحبا:


-روح بابا ،تعالى 


حركها معه وهو يقول:

-تعالى نطمن على صبا 

دخلا معا الى غرفته وجلست مريم على الفراش تعتنى بقطتها وتمسد على شعرها الابيض الناعم وتغنى لها بصوت خفيض:

- هنا مقص هنا مقص هنا عرايس بتترص 


فاقت "صبا"على  ترتيلها الهادئه وفور رؤيتها ابتسمت فرحا بحضورها أسندت يدها للفراش ونهضت وهى تهتف بسعاده:

-مريم ..حبيبتى 

انتبه زيد لاستيقظها بعدما كان مشغول فى هاتفه التف اليها وعاينها بدقه لقد بدت أفضل من السابق ابتسامتها ووجهها الرائق الذي اختفت منه قوة الكدمات للنصف ليعود لجماله الآخاذ، هذا لم يمنعه من السؤال حتى يطمئن  بتلهف:

-انتى بقيتى كويسه؟


نظرت له بعمق وهى ممتنه لكل ما فعله معها أجابته :

- الفضل ليك 


أطاح برأسه للأمام دون إهتمام وقال:

- مافيش فضل بينا


سكت قليلا قبل أن يضيف:

- ‏ خلاص الفرح الاسبوع الجاى 


ضمت "صبا "مريم إلى أحضانها وقد شعرت بتأنيب الضمير تجاه "زيد ومريم"التى لا ذنب لها فى أن تفرض عليها كزوجه أب خاصتا بعد ما سمعته منها فى آخر مره


هتفت متأثره:

-انا اسفه يا زيد إنى ورطتك فى الجوازه دى وخليتهم يجبروك إنك تتجوزنى .


ساد صمت طويل من جانبه حتى أنها توقعت أنه لن يرد لكنه خيب ظنها وهتف بغموض وقوة لم تراه من قبل وعينه معلقه بعيناها مشددا على كل حرف يقوله:


- أنا ماحدش يقدر يجبرنى على حاجه ،انا زيد الواصل 

الكبير من بعد جدى إن انا مش عايز ما حدش  يقدر يفرض عليا حاجه .


حديثه بهذا الشكل هز كيانها بالكامل ما يعنيه أنه أرادها وأنها مرغوبه من جانبه ليست ابدا حكم عليه، مضى وقتا وعيناها متسعه تحاول الإستيعاب لكن عقلها الثمين يأبى تصديق إرادته فى إمتلاكها ظل على نفس حالته وهو يكمل بجديه :

- اللى فات كلو إنسيه لازم تخرجى من هنا واحده تانيه غير اللى دخلتها أول مرة أنا متأكد إنك تقدرى تعمليها 


كانت متشتته  لكن شي بداخلها منصاع تماما له 

ومستعد لتنفيذ كل ما يقول وكأنها دقت ساعه الصفر حركت رأسها بإيماء قصير ينم عن القبول والقدرة 


لم تخيب ظنه إيمانه بقدراها على التحول  والتخطي ،بدأ يزداد ثقه بها " صبا" ليست بإمرأة عاديه صبا إمرأة خطيرة تغير جلدها أنا تشاء ،أضاف بنصف ابتسامه راضيه:


- لو قادره تمشي إجهزى عشان نروح نجيب الشبكه ونجهز للفرح  


انتظر إجابتها وحسها عليها بحاجبيه المرفوعين ،فأجابت وهى تستعد للنهوض:

-حاضر هقوم 


كانت مسالمه للغايه وهى  تبتسم داخليا لأول مره ترضى عن قرار تمام الرضى وكيف لا ترضى وهى ستتزوج" زيد "

احن شخص وانبل رجل عرفته من يوم ما طلعت عليها الشمس.


إجتماع طارئ عقده "زيد" لافراد أسرته دون جده الذى إتفق معه أن يبدا بشق رحلته تحت رعايته وعينه عليه فى كل خطوه بما أنه سيملك مقاليد الأمور من بعده وسيرث


 ثروة العائله بالكامل جمع كلا من "أعمامه حسين وعماد،والدته،مها،يحيي،بلال"الكل جلس متأهبا لما

 ‏ سيقوله زيد والفضول يتمالكهم لمعرفة سبب هذا الاجتماع 

نظر اليهم جميعا بتمعن  قبل أن يلقى ما فى جعبته ثم جلس على رأس الطاولة بظهر مشدود وكتفان مبسوطتان 

لافتا أنظار الكل ،إن عهد" زيد" السابق ولي وأتى مكانه زيد آخر أكثر ثقه بنفسه وأكثر قوة وصلابة من ذي قبل


 اخيرا تحدث" زيد " دون مراواغه :


- الاسبوع الجاي هيكون فرحى على صبا 


تجاهل شهقت أمه المتألمه وإسترسل مانعا اياها من الاعتراض:


-صبا خلاص بقت مراتى ولازم الكل يحترمها سواء حبتوها أو لأ إنتوا مجبرين على إحترامها ممنوع حد يقلل منها أو يضايقها بأى شكل من الأشكال انا جمعتكم عشان أكد إن أى تقليل منها هعتبره موجه ليا انا شخصيا وأى حد هيفكر يفتح مواضيع سابقه هيلاقينى فى وشه وساعتها ما يلومش إلا نفسه 


اكتفى بهذا ودحج الجميع بنظرات صارمه حتى لا يسمح لهم بالتفكير فى مخالفته،رفعت "مها" أحد حاجبيها


 مستنكره جديه زيد فى الدفاع عنها وحصول "صبا" على ظهر قوى فى هذا المنزل وإمتيازات أكبر ،وسمحت لنفسها بالاعتراض أمام صمت زوجها "حسين"الذي يبدوا من مظهره الرضاء عما يحدث:

- يعنى صبا هتبقى مراتك وإحنا كلنا هنتلغى من حياتها خلاص بقى ابقى سد لوحدك على المشاكل اللى هتجيلك من وراها .


لم ينسي "زيد" الصفعه التى اعطتها لصبا فى يوما من الأيام وقد حان الآن وقت ردها بقوة والقوة دائما ليست باللطم أو باللسان لكن بالعقل والعمل ،نظر لها بشراسه معاديا إياها :

- قولت تخصنى،مشاكلها ما تخصكيش ماحدش ليه يحاسبها أو يرفع إيدوا عليها وبما إنك معترضه فوقت حساب جه ،سبق ومديت إيدك عليها ومطلوب منك تعتذريلها .

إلتفت حولها بإعتراض على ما يقوله وسألت مستنكره:

-اعتذر من مين ؟! 


نظرت بإتجاه زوجها "حسين" وسألته بضيق لتحثه على التدخل لوقف هذه المهزله:

- إيه يا حسين ؟! مين دا عشان يجبرنى اعتذر 


كان "حسين "مندهشا مما طرحه زيد ويريد أجابه واضحه منها فسألها بصدمه :

- إنتى ضربتى صبا ؟!

شعرت وكأنه سقط على رأسها حجر ثقيل تبدل لون وجهها وهتفت مكذبه:

-ما حصلش ،عمرى ما مديت إيدى عليها 

قاطعها زيد بحده:

-‏حصل ،ولما اقول حصل يبقى حصل 


نهضت من مكانها وقد شعرت ان الدائرة تضيق عليها :

-أنا شكلى غلط لما جيت هنا


وقبل أن تغادر الطاولة هتف" زيد "ببرود يبث مدى قدرته على التحكم والتنفيذ:

- ما سمحتلكيش تمشي

تدخل "حسين "عندما إحتدت الأجواء خشية من غضب مها الحتمى:

-زيد براحه شويه مها ما تعرفش عاداتنا 


لم يهتم "زيد"برجاء عمه وأجاب بهدوء خطر:

- يبقى تسمع الكلام من سكات ،تعتذر لصبا 

سألته مها بتحدى:

-وإلا،، 


لم يبخل "زيد"بالإجابة القاطعه والناهيه:

- وإلاء هتخرجى من هنا لوحدك لا إبنك ولا حتى جوزك 

الشي الوحيد اللى هتاخديه هو ورقة طلاقك لأن رفعت الايد على مرات الكبير مالهاش غير الإعتذار أو الطرد 


ضمت حاجبيها وهى لا تصدق ما تسمع كيف لأ حد التحكم بمصيرها وزوجها  يجلس بصمت مخزى  ،سألته بعجرفه شديده:

-إنت مين عشان تحكم حكم زى دا ؟!

كان "عماد"يجلس على حافة الغضب  مختنق مما يفعله زيد وغاضب بشده من تغيره المفاجئ فتبعها بالقول :

- ايوا قول صفتك إيه عشان تتحكم فينا ؟!


إكتفى برفع عيناه للاعلى ليعطى إشارة واضحة للكل أن جده "فايز "يستمع للجلسه وهو الآن يشاهدهم من فوق الدرج التفت الأعين نحو نظراته،فتعالت همساتهم "فايز"ترك الأمر بيد" زيد"و نظراته الشرسه والمتأهبه لأي خطأ يصدر من أى شخص أخافتهم، الخضوع لزيد كان شئ لابد منه، من منهم يستطيع الإنقلاب على حكم" فايز" وقرار أقره سواء قيل بلسانه أو على لسان زيد زعق"الجد" بصوته الحاد العميق منذارا:

- اللى مش ناوى يحترم القوانين  البوابه مفتوحه على أخرها 


إنخفضت الرؤس كما قيل فى السلف"الفلوس تغير النفوس"

لاشئ أقدر من المال على نفس إنسان عاشقه للتمرد وفايز من عقود انتهج هذا النهج لم يترك لأي شخص ذرة من أملاكه حتى لا يخرج عن عائلته ويظل الحاكم شخص واحد فكما هو معروف العائلة المتماسكه هى من تملك الحكم الجميع يملك عمل لكن للعائلة العائد ولالحاكم  حق التصرف كيف يشاء .

نظر "زيد" بإتجاه "مها" وهتف :

-هاا هتيجى تنقى معانا الشبكه ولاا هتمشي قبل ما نبدأ 


صرت على أسنانها بغيظ من هذا الفخ الذى أوقعها به زيد لقد كان أشبه بالصقر الذى تتبع فريسته وإنتظر وقت مثالى للإنقضاض عليها 

تحدث إلى والدته مضيفا:

-وانتى كمان يا أمى اجهزى عشان نروح نجيب الشبكه 


الإعتراض كان واضحا فى عين "ونيسه "لكن" زيد "منعها منه بنظره محذره فتراجعت عنه لتقول بخضوع:

- حاضر 

نهض من كرسيه ليغلق أزار بدلته لقد كان أداء رائع إستحق عليه لقب كبير العائلة،الأعين لم تسقط عنه والنظرات تمتلئ بالإنبهار ، تغير "زيد" وأصبح أكثر قوة وأكثر شعورا بقيمته لابد أن دعم فايز كان له دور كبير فى في هذه الصلابه وقصة حب حب جديده وراء عودته للحياه . 


تجهزت "صبا" وجهزت معها "مريم"نوت أن لا تتركها وأن


 تشاركها كل شئ فى القادم الذى تحلم أن يكون بداية جديدة ستمنح بزواجها من" زيد" القوة والحمايه التى

 ‏ تتمناها طوال حياتها إستعدت للمواجهة عائلة الواصل من جديد ،رمت خلف ظهرها الماضى وكل ما حدث ، ستعيش وفق ما قدر لها لن تترك أذنها لزوجة أبيها لتسمم حياتها بحديثها السام ولن تستلم لرغبة الآخرين بالتفريق بينها وبين زيد،ووضعت أيامها السوداء كالكحل بعينيها لتتزين بها ستعود بقوة قوة لن يقدرها أحد  ستستغل مكانتها بينهم وبقدر ما تتمتع بسلطه  لن تسمح بعودتها الطفلة الباكيه الخائفه ستصبح هى المخيفه الخطره  .........


          البارت الثاني والعشرون من هنا 

لقراءة جميع حلقات القصه من هنا

تعليقات