قصة تزوجته رغما عنه البارت الثالث والاربعون 43 والرابع والاربعون 44 بقلم حورية


قصة تزوجته رغما عنه

البارت الثالث والاربعون 43 والرابع والاربعون 44
بقلم حورية



البارت الثالث والاربعون
اذا ارادت "مها"يوما الحياه...فلابد للقدر ان يستجيب ...
نعم ستستجيب الظروف والناس والمجتمع وكل شئ من اجلك فقط ...
كانت تقف تطهو الطعام ...وتتذكر كيف كانت تعد كل يوم صنوفا مختلفه من الطعام من اجله ...حتى لاحظ الجميع زيادة وزنه بشكل ملحوظ...
قررت ان تطهو اليوم طعاما شهيا ايضا ولكن من اجلها ومن اجل صغارها وحسب ....
بعد حوالى ساعة ونص كانت قد انتهت من اعداد طاوله جميله شهيه بحق ...اجلست كل صغير على كرسى...
ثم جلست فى مكانها المعتاد من هذه الطاوله ...وهو اقرب مكان للمطبخ ....حتى اذا احتاج شيئا قد غفلت عنه تسرع لاحضاره...
لا تنكر انها نظرت الى مكانه الفارغ وشعرت بافتقاده ...
تذكرت كيف كانا يضحكان سويا على طريقة "كارما"فى تناول الطعام ويصفاها بالعشوائيه ...
فتتهمه بأن جينات تلك العشوائيه قد ورثتها منه ...فيغضب غضب طفولى ...يصاحبه ابتسامتها الجذابه ...
ثم تذكرت كيف انه يتناول طعامه الان مع زوجته ... فاشمئزت ملامحها ...
لكنّ الصوره التى رسمتها فى مخيلتها لم تكن كما تصورتها ...
صحيح انه كان يجلس امامها ...ولكنّه فى عالم اخر ...فقد ازداد الضغط عليه ...
مضطر لان يحضر لمها مؤخرها ليلا ...وايضا محل اقامة اولالاده فى غياب مها...
والدته تطالبه كل يوم بالمال...شعر وكأن سحابه سوداء تقف فوق رأسه ...
قطعته علياء من شرودها قائله بابتسامه حلوه :-مالك يا حبيبى بتفكر فى ايه ؟
ابتسم بوهن قائلا:-مفيش ..بس مضطر اسحب فلوس عشان مؤخر مها 
ارتسمت ملامح الجديه على وجهها وردّت قائله:-اديها حقها وخلاص عشان تسيبنا فى حالنا ..
هزّ رأسه قائلا بهدوء:-خايف من اللى جى ّ
ؤدّت متسائله:-ليه يعنى ؟!
ردّ بكابه:-دلوقتى مها تقريبا متنازله عن الاولاد مش متمسكه بيهم زى ما كنت متخيل ثم نظر لها نظره ذات مغزى قائلا :-وتقريبا هيا عايزه
قاطعته :-يعيشوا هنا ؟
ردّ حسن وقد أمسك يدها وربت عليها بحنان :-اه ممكن يا حبيبى 
افلتت يدها بلطف قائله بخوف:-بس انا مش هقدر على مسئولية تلت اطفال يا حسن 
قاطعها مسرعا :-متقلقيش ..انا هكون معاكى 
هزّت رأسها فى خوف من القادم ....
مازالت تلك العين تترصد مها ومنزلها فى هدوء ...
لا لم تحن الفرصه حتى الان ... 
انتهت لتوها من الطعام فقامت الى صلاتها فأدتها ...
ثم انتهزت تلك اللحظه التى تشعر فيها بمدى قربها من الله ...السجود ..
كان يمثل لها الحياه فوقت تمنت فيه ان ترحل من هذا الكوكب ...
أخذت تدعو الله"يارب قوينى بيك...يارب الهمنى الصح فكل حاجه "...قامت من سجودها وهى تشعر كما تشعر عقب كل صلاه ...بالهدوء 
نظرت الى الصغار الذين كانوا يلعبون سويا ويتلهون بتلك الحلوى التى ابتعتها لهم برضا...
ثم الى الشقه...انها نظيفه بالقدر الكافى ...لا توجد فتحيه لكى تراقبنى ...
فاتجهت الى هاتفها النقال اختارت اغنيه لطالما احبتها لمعشوقتها فيروز...
كان لها تأثيرا قويا عليها ...
ابتدت تلك الكلمات تكسبها المزيد من الراحه والاستمتاع ...
سألتك حبيبى ...لوين رايحين..خلينا خلينا..وتسبقنا سنين...اذا كنا عطول...التقينا عطول...ليش منتلفت خايفين
قاطع ذلك الاستمتاع رنّة هاتفها ...كانت نهال ...
فصلتينى يا نهال "
ردّت نهال وهى تضحك بملل:-مها انا زهقانه اوى 
ردّت مها قائله :-انا بردوا كنت زهقانه ...ما تيجى تعدى معانا انا و الولاد 
صاحت بها نهال فى سأم:-يا مها زهقانه ...عايزه اخرج 
ضحكت مها متسائله:-جوزك فين امال ؟
ردّت نهال بتلقائيه :-فى الشغل 
ردّت مها مقترحه:-طب ما تروحيله وتستنيه لما يخلص وتخرجوا 
صمتت برهه تفكر ...ثم قالت لها مؤيده:-تصدقى فكره ..بس انا مش عارفه هوا فى الصيدليه ولا فى الشركه ولا ايه 
نهرتها مها:-يا بت بطلى غباء ...ما تتصلى اكنك بتطمنى 
ما الذى تفعليه يا مها ؟! ...
قررت نهال فعل هذا ...اتصلت به ...كان جالسا بجانب ملوك محتضنها ....وخصلات شعرها تتطاير على وجهه...
اعتدل اثر رنّة هاتفه ...ردّ بعدما غيّر نبرة صوته :-ايوه يا نهال
ردّت متسائله:-ايه يا حبيبى ..فينك؟!
ردّ بتلقائيه :-فى الطريق اهو 
زفرت نهال فقد حبطت خطتها ...قالت له بسأم:-تعالى نخرج 
ردّ عليها بملل:-طب استنى اجى يا نهال ونشوف 
أغلق الهاتف وقد اعتدلت ملوك بجانبه ومازالت تسند رأسها على صدره ...
قال لها هامسا:-انا لازم امشى بقى 
رفعت رأسها له قائله بابتسامه حلوه :-طب قوم يلا عشان متتأخرش 
طبع قبله رقيقه على جبهتها واتجه راضيا عن كل شئ الى نهال ...
ظنّ ان هذا الكذب الا نهائى سوف يحميه دائما وابدا ...
كل شئ له نهايه ...ولكن أى نهايه ستكون من نصيبك يا كريم ؟!...
وصل الى نهال ...فتحت له الباب ...وعلى ملامحها استياء واضح ...
ابتسم كريم واقترب منها متسائلا :-زعلانه ؟
ردّت وهى تنظر له بحزن طفولى :-اه جدا 
اخرج لها لسانه وقال لها وهو يغيظها :-اتفلقى 
زفرت فى ضيق ...فلم ينتظر اكثر بل حملها ..فقالت له بتذمر :-يا كريم مبهزرش بقى 
ابتسم ملئ فمه وقال لها بخبث:-ولا انا بهزر 
************************************************** *********************
يوم جديد مرّ ...استيقظت فيه مها ....وقد قررت اين ستترك الاولاد ...وتذهب الى عملها ...
جهّزت الصغار ...وارتدت ملابس رسميه حلوه ...
واستقلت سياره اجره حتى وصلت الى العمارة التى تقطن بها "فتحيه"...
صعدت بهم وهى تلهث ...طرقت الباب طرقات خفيفه ..حتى فتح لها زوج فتحيه "محمود"
ابتسمت له بحب قائله:-ازى حضرتك يا عمو 
ردّ بابتسامه مماثله مرحبا :-اتفضلى يا مها وحشانى والله ثم تابع بحزن :-قلبى عندك يا بنتى ثم اقترب منها هامسا يحركه خوفه من فتحيه :-انا والله مكنت راضى عن أى حاجه من ...
قاطعته قائله وقد اتقنت ان ترسم دور الفرحه :-انا مبسوطه كده اكتر يا عمو ...
هنا جاءت فتحيه تبتسم مرحبه :-اهلا يا مها يا حبيبة قلبى ..اشارت بسببابتها:-كنت عارفه انك مش هتقطعى بيا ابدا ثم هجمت عليها لتحتضنها بقوه 
أكاد اجزم ان ضلوعها كادت تنكسر اثر ضمتها ...
قالت مها ببرود:-الاولاد هيفضلوا عندك يا طنط وهاجى اخدهم عالساعه خمسه ان شاء الله 
ثم اشارت الى الاولاد قائله:-يلا يا حبايبى تيته فتحيه اهيه جايبالكوا شكولاته دوروا عليها 
ثم تركتها وهرولت ناحية الصيدليه ....
نظرت فتحيه الى الصغار الذين حاولوا جاهدين البحث عن قطع الشكولاته جاهدين فقد كانت تلك اخدى اللعب التى تمارسها مها معهم فتضعها فى مكان قريب ...
فيجدوه فيتعلم كلا منهم ان الحصول على الاشياء المفرحه يأتى بالسعى ....
بدأت تصرخ فتحيه "معز تعالى هنا "
ومحمود الى كنزى "يا حبيبتى سيبى ام الدرج فى حاله "
وفجأه نظرت فتحيه له قائله بقلق:-ايه ده فين كارما ؟!
بدأت تسرع ناحية المطبخ ...غير موجوده ...
محمود ناحية الشرفه ...ليس لها اى اثر ...
اخيرا صرخت فتحيه قائله وهى تنادى من غرفة حسن :-لقتها اهيه ...
كانت تجلس داخل خزانته تعبث بالملابس لعلها تجد قطع الشكولاته بها ...
حملتها فتحيه بعنف فأخذت تصرخ ...فخرجت فتحيه الى مدخل الشقه لتجد معز قد أفرغ محتويات حقيبة "محمود" ..
علا صراخ محمود ...فبدأت كنزى بالبكاء هى الاخرى ...
وأخيرا وقفا الثلاثه بجانب بعضهما البعض وفى صوت واحد:-ماما ...ايزين ماما ...
اخرجت فتحيه هاتفها بسرعه تتصل بها...
وجدت مها اسمها فابتسمت وهى تجيبها :-فيه حاجه يا طنط 
ردّت فتحيه وهى تصرخ:-تعالى خدى عيالك 
ضحكت مها باستفزاز:-سورى يا طنط مش هعرف ثم صمتت برهه تسمع فيها انفاس فتحيه المحترقه ...ثم قالت :-طب افتحى الاسبيكر يا طنط 
نطقت فتحيه بحده:-وده هيعملهم ايه 
صمتت مها ففعلت فتحيه ما تأمرها به مها على مضض ...
ثم نطقت:-فتحت الزفت 
هنا هللت مها قائله :-هييييييييييييه ...كارما ...كنزى...معز ...الشوكولاته قدام باب الشقه يلا روحوا افتحوا وخدوها 
زفرت فتحيه فى ضيق ...فتح "محمود"الباب ..هجم الصغار يبحثون عنها ...فوجدوها واستطاعت ان تسمع ضحكاتهم ...
بدأت فتحيه تصرخ بها ولكن مها انهت كل شئ باغلاقها للهاتف فى هدوء مستفز ...
ووجهت حديثها للسائق قائله:-ياسطى سرع الله يكرمك ..ده اول يوم 
وابتسمت بفرح ...
دلفت الى الصيدليه و وجهها البشوش هو سيد الموقف :-السلام عليكم 
ردّت فتاه شابه ...قائله بترحاب:-حضرتك دكتور مها ؟
مدّت مها يدها لترحب بها قائله:-ايوه انا 
ضحكت برقه قائله:-انا دكتور هدير ...تعالى وانا هفهمك على كل حاجه 
كانت الفتره التى جلستها دون اطلاع او ممارسه للمهنه ...كانت كفيله بأن تجعلها حاصله على الثانويه العامه وحسب ...
بمجرد ان بدأت تلك الشابه بتعليمها مهام العمل واسماء العقاقير ...
شعرت وكأنما فكت اخر قيد تقيدت به من قيود هذا الحسن ...
شعرت بتوفيق الله يلاحقها كل لحظه ....
هاتفها لم يخل من اتصالات حسن وفتحيه وضعته على وضع الصامت ...وانهمكت تباشر ذلك العمل الممتع الذى وجدت فيه حياتها ....
************************************************** *******
"يا بنت الذينا يا مها ....اوف بجد "قالها بضيق شديد ...
سمعه هانى الذى كان يجلس فى مقابله ويرشف كوب من القهوه ...وقد بدا عليه الاستمتاع 
قال وهو يبتسم:-ايه اللى حصل 
رد حسن وهو يزفر بضيق:-مها يا اخى معرفش راحت فين وسايبه العيال عند امى بدا الفضول فى عينيه وهو يقول:-لحقت تلاقى شغل ازاى كده مش عارف
ردّهانى بسخريه:-تلاقيك هتموت وتعرف هيا فين اكتر من مضايقاتك لطنط 
مسح حسن على شعره وهو يرد بابتسامه :-يمكن صمت برهه وتابع بهدوء حزين:-انا ندمان اوى يا هانى على كل اللى عملته ...يمكن الواحد مش بيعرف قيمة الحاجه الا لما بتروح منه فعلا 
هزّ هانى رأسه مؤيدا وقال:-حاول ترجعلها 
ردّ حسن بثقه:-استحاله هتوافق 
ضحك هانى بسخريه:-مفيش ست بتقسى اوى على راجل كانت بتحبه
استحسن الفكره ...
رنّ هاتفه فردّ مسرعا :-ايوه يا مها 
ردّت نهال بصرامه:-انت البعيد معندكش دم 
ردّ بهدوء:-فيه ايه انتى كمان 
ردّت بتحدى:-احسن ...خليك كده عشان اللى بيتبطر عالنعمه ده مصيره 
ردّ حسن بتحدى أكبر:-هرجعها يا نهال ...وهتشوفى 
علا صوت ضحكتها وهى تقول:-مستحيل ...ثم تابعت بجديه:-انسى بجد 
ردّ عليها مبتسما متشبعا بالامل ناظرا الى صديقه:-مفيش ست بتقسى على راجل كانت بتحبه
ردّت نهال بهدوء:-اديك قولت ...كانت 
************************************************** *************
الساعه الان الرابعه عصرا ...عليها ان تذهب لتحضر الصغار ...
ولكن قبل هذا كان لابد من ان تضع حل جذرى لهذه المشكله ...
ضغطت ازرار هاتفها لتتصل به ...
اجابها بسرعه قائلا :-عامله ايه ؟!
ردّت متسائله بهدوء مزيف:-كنت بتتصل فيه حاجه ؟
ردّ عليها بابتسامه حلوه وصوت عذب:-كنت بقول انه مينفعش يعنى انك تسيبى الاولاد عند ماما 
صمتت برهه تفكر فى كيف تغيرت لهجته هكذا؟! ...ثم ردّت بحده:-واسيبهم فين يعنى ؟!ثم تابعت مقترحه:-عموما لو ممتك مش عايزاهم ادينى تلت تلاف جنيه كل شهر وانا هتصرف واوديهم حضانه نضيفه
كان وقع الرقم على اذنه شاقا جدا عليه...
فردّ منفعلا:-مها انا تعبت من الضغط متنسيش انى هحولك على حسابك النهارده موخرك 
قاطعته بغضب:-ده حقى 
ردّّ بهدوء بعد ان زفر فى ضيق:-وانا مقولتش حاجه بس بردوا...
قاطعته ثانية قائله بحزم:-انا مش متصله ارغى انا مقداميش حل تانى اساسا ...شغلى مش هعرف اروح بيه بيهم ..كمان مش هخلى ممتى تاخدهم ...عشان انا مش انانيه ومش بفكر غير فى نفسى وبس 
صاح بها قائلا :-وانتى كده مش انانيه لما تستنزفى جوزك بالطريقه ديه
تلك الكلمه "جوزك"اصبحت تضيف لها شعورا بالاشمئزاز ...بحلقت ثم صاحت قائله :-انا مش مراتك ثم تابعت وقد فرت دمعه هاربه من عينيها :-وانت مستنزفتنيش كل الفتره اللى فاتت ديه ...انا اللى اشتغلت خدامه لامك وليك ولولادك وكنت عايشه عشانك وبس ...انت انانى ولازم تدفع تمن اللى عملته فيا يا حسن ...والكام سنه اللى ضاعوا من عمرى دول مش سهلين ..هطلت دموعها وهى تستطرد بصرامه:-لو وافقت على فلوس الحضانه براحتك موافقتش هيروحوا عند ممتك مراتك عادى 
انتهزها فرصه فقال لها مهددا:-طب وليه انا انقل الحضانه ليا خالص عشان ترتاحى منهم 
ضحكت كثيرا وهطلت معها دموعا غزيره ثم نطقت بصعوبه من اثر الضحك:-انت فاكر انك بتضغط على نقطة ضعفى ؟انت طيب اوى والله ...ماشى خدهم نطقتها بتحدى:- براحتك 
ثم اغلقت الهاتف ...
تلك القوه التى تظاهرت بها تلاشت كالعاده عندما انتهى الحديث ...
تحولت الى مياه غزيره اندفعت من عيونها حتى ابتلت ملابسها ...
نظرت حولها ...ما الذى تفعلينه يا مها ؟! ...انتى فى الشارع ...بدأ بعض الافراد يبحلقون بها ....
هندمت مظهرها...جففت دموعها ...لن استسلم مره اخرى ...
وقفت تنتظر سياره اجره ...
بعد عشر دقائق كانت مازالت واقفه...تلك الطاقه السلبيه كان لا مفر ان تتخلص منها ...
سارت على قدميها مسافة كبيره ...حتى انهكها التعب ...فاستقلت سيارة ما واتجهت نحو فتحيه ...
صعدت مسرعه ...
دقائق وكان الصغار قد جروا عليها فى لهفه ...فأدخلت عيناها داخل منزل فتحيه ...]بدو ان الصغار فعلوا مهمتهم ...
نظرت لها قائله بتشفى :-متشكره يا طنط 
صاحت فتحيه بها محذره:-ولو جيتى بيهم مش هفتحلك تانى 
ضحكت مها بسخريه واتجهت بهم نحو منزلها ....
************************************************** ***********
فى مكان اخر ...بالتحديد فى بيت ملوك ...كانت تجلس تشغل فستانا رقيقا من الكروشيه ...
وسليم بجانبها يتناول بعض الطعام ...
دخل كريم ...
تفاجات فلم يخبرها بحضوره ...كلتا يديه خلف ظهره ...
اعتدلت فى جلستها وابتسمت بجاذبيه قائله بمرح:-مخبى حاجه ؟
أظهر كلتا يديه فظهرت باقه رائعه من الزهور الحمراء ...أطلقت صيحه مهلله ...ثم وقفت تمسك بها قائله له بحب:-هقولهالك تانى ..انت ازاى حلو كده 
اقترب منها و وضع كفيه على وجنتيها وقد زادته ابتسامته وسمه قائلا:-انتى اللى ازاى ضحكتك حلوه كده 
ثم نظر الى ما تصنعه قائلا لها بغضب طفولى :-انا عايز واد بت مين اللى بتعمليلها الفستان 
ردّت بثقه:-انا حاسه ان هيا بنت 
رفع سليم فجأه وقال له بمرح:-يعنى انت يلا هيبقى عندك اخت تشخط وتنطر فيها كده ؟
أما نهال تجلس كعادتها أمام التلفاز تتابعه فى ملل...
تنتظره...
فى الفتره الاخيره اصبحت تمل من تاخيره ...
تشعر بالوحده ...فكرت بشكل جدى فى كفالة طفل ...وحسمت قرارها بان تخبره به 
************************************************** *****************************
كانت سهى فى منزلها فقد وصلت لتوها مع اطفالها ...دلف كل صغير على غرفته بينما بقت هى شارده فى كل شئ يحدث لها ...
توفيق من الله يلاحقها متى واينما ذهبت....
حققت الايه الكريمه(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب ) 
اصبحت كل يوم ترى كل شئ افضل بالنسبة لها ...
قطع شرودها رنّة هاتفها ...
اخيرا رديتى يا سهى ...حرام عليكى بجد"
قالتها مها بلهفه مغلفه بالحزن ...
ردّت سهى بقلق:-فيه حاجه يا بنتى حصلت ولا ايه 
قصّت عليها كل ما حدث تقريبا ...كل شئ بدا واضحا جدا لها وكأنه لم يمر أو لم يحدث أصلا...
ردّت سهى مشجعه :-انتى قويه جدا يا مها ...بجد قويه ...اللى تفكر فى عزّ المحنه وتاخد قرارات مهمه زى ديه تبقى قويه بجد 
جففت مها دموعها وهى تتابع:-ساعات بندم اوى يا سهى ...[قول كنت فضلت معاه حتى لو زوجه تانيه ...وبفكر اقوله كده ...بس لما بكلمه بتشقلب وكل حاجه ببقى مفكره فيها برجع عنها ...زى خناقة النهارده ديه
اقترحت سهى :-ايه رأيك تسيبى الاولاد عند طنط شويه وتسافرى كام يوم فى اى حته تغيرى جو ...
ردّت مها بعد برهه:-بس انا كده بهرب يا سهى 
عارضتها قائله:-وليه تسميه هروب ما تسميه راحه من كل حاجه 
ردّت مها بعد تفكير :-مش هينفع انا لسه بادئه شغل النهارده مش معقول هاخد اجازه 
اردفت سهى :-انتى تقدرى تاخدى اجازه من غير ما تسافرى ثم تابعت :-ايه رئيك تشتركى فى جيم وتروحى مثلا بيوتى سنتر توضبى نفسك كده
استحسنت الفكره ثم ردّت بابتسامه:-حلو ده...
************************************************** *******************
الساعه السادسه مساءا ...كريم عاد الان الى منزله ...
احتضنته بحب قائله :-ازيك يا حبيبى 
طبع قبله على وجنتها وهمس :-وانا بموت فيكى ثم اخرج من بنطاله علبه من القطيفه الاحمر ...
نزعتها منه بمرح ثم فتحتها ...فصاحت قائله:-الله ..السلسله الفضه اللى كانت عجبانى ...ميرسى يا حبيبى ربنا يخليك ليا يارب ثم طبعت قبله على وجنته واردفت:-ادخل بقى غير عشان احضر الغدا
وعلى الطاوله ...
استجمعت شجاعتها وقالت:-كريم ...عايزهه اكلمك فى موضوع مهم
ردّ بمرح:-اشجينى 
ردّت قائله بارتباك:-انا عايزه اكفل طفل 
ترك الملعقه من يده وردّ بعصبيه:-نهال احنا مش قولنا الموضوع ده خلص 
ردّت بحزن:-خلص ازاى يعنى واحنا اعدين لوحدنا كده ...مش شايف حياتنا ممله ازاى ...ثم تابعت وقد ذرفت من الدمع ما شاء الله فى هدوء:-انا مش هعرف اعيش باقى حياتى من غير طفل 
تحركت مشاعره ...فأمسك بكفها الرقيق فى حنان وقال:-انتى مكفيانى عن الدنيا كلها ...انا مش مكفيكى ؟
تركت يده وقالت بعصبيه:-كريم اانا مبهزرش ...انت مشغول بشغلك وبتيجى تنام وشكرا انا بقى مبتفكرش فيا 
ردّ بهدوء:-ينفع نتكلم بعدين 
زفرت بضيق وردّت بغضب:-طيب يا كريم ...براحتك 
************************************************** ******
يدق باب منزلها ...سارت متثاقله لتفتحه ...
كانت ســـاره ...ارتمت مها فى احضانها ....واختلطت دموعهم معا ...
نطقت مها بلهفه :-وحشتينى اوى يا ساره 
لم تجيبها بل اجابتها تلك الضمه القويه ....
بعد دقائق كان يجلسا معا وساره تداعب الصغار ...
ثم نظرت لمها قائله بابتسامه:-انا جايه عشان اسلم عليكى 
ردّت متسائله:-انتى مسافره مصيف ولا ايه 
ردّت ساره بهدوء:-لاء احمد لقى سفر للكويت واقترح اننا نسافر عشان ليلى وكده وعشان اللى جاى فى السكه كمان 
نطقت مها بحزن:-مش هترجعوا غير كل فين وفين زى اميره 
هزّت رأسها بالايجاب ...
جلسا معا لوقت متاخر من الليل حتى جاء احمد ليأخذها ...تاركين كل ما حدث لهم فى هذى البلد وسيتركونا نحن ايضا فى هذه الروايه...
كان احمد كغيره من ابناء البلدان الناميه ...مستواه المادى يكفيه هو و زوجته فحسب ...قرر ان يسعى نحو الافضل ...
فالفرصه تأتى مره واحده وحسب ...
************************************************** *******
أما اميره كانت الان بصحبة ايمن وعلىّ ...يتناولون طعامهم فى احدى المطاعم ...
******************************************
مازالت تلك العين تترصد مها ...
عندما نطق صاحبها لصاحبه الواقف بجانبه :-هيا ام الشقه ديه مين قالكوا انها مش فاضيه يلا 
نطق الاخر وكان فتى لا يتجاوز العشرون :-والله يا معلم الواد شرنوب كان مأكدلى انها فاضيه ...
لحظات حتى رأو مها تمشى بصحبة الصغار ومعها ثلاث حقائب صغيره باتجاه بيت والدتها ...
ابتسم ذلك الضخم قائلا:-جدع الولا شرنوب ده ....
مر جزء من الوقت كانت تقف فيه مها امام منزل والدتها قائله بوجه بشوش:-هأنسكوا كام يوم بقى انا والعيال 
************************************************

البارت الجديد الرابع والاربعون

رحبّت بها والدتها و والدها ..
دخلت ومعها الصغار الذين التفو حول "الجده مهللين بفرحه ....
ما ان جلست حتى هبّت واقفه قائله بملل:-يوووووه نسيت الموبيل 
ردّت والدتها بنره عاديه لا تنم عن أى تأثر :-وايه المشكله مش مهم 
ردّت مها وهى تسير باتجاه الباب :-طب هاخد توكتوك بسرعه واجى 
عارضتها :-يا بنتى استهدى بالله و بكره ابقى روحى جيبيه 
لم تعبأ لحديثها ...
بعد نصف ساعه تقريبا كانت تصعد السلم الضيق الى منزلها ....
وقبلها بدقائق رنّ هاتف الفتى الذى كان يمسك بعلبه حمراء من القطيفه تحتوى على بعض القطع الذهبيه الخاصه بها ...
"ايوه يا معلم خلاص انا كده كده خلصت ....هستخبى ماشى "
أدارت المفتاح فى مقبض المنزل حتى دخلت ...
كل شئ كما كان ولم يلفت انتبهاها ذلك الباب المفتوح بعد ما انارت الشقه...
دخلت غرفة النوم ...وجدت الهاتف ملقى على السرير ...همّت لتأخذه ..والتفتت لتخرج ..
حتى رأته ..كان يختبئ خلف الباب الخشبى الخاص بالحجره ...
أطلقت صرخه قويه ...سمعها الرجل الضخم الذى كان يقف بساحة العماره ...عقد حاجبيه وهو ينتظر صبيه فى قلق....
كان قد أحسن قبضته على فمها بيد والاخرى كان قد أمسك بها ذراعيها وهو يهمس فى اذنها :-متخافيش ...اهدى كده ...انا خلاص خلصت وماشى 
ركلته بقدميها الصغيرتين بقوه ...تأوه على اثرها ..فردّ لها الصاع صاعين ...حيث شدد قبضته على فمها ..بينما دفع خصرها بقوه على الفراش والصق جسده بها ...
فأصبح قريب منها بشده ...أنفاسها اصبحت سريعه جدا...ماذا سيفعل ؟!...توسلت اليه يعينيها ...
فهمس لها وهو ينظر لها بشهوه :-انا هسيبك يا قطه بس بلاش صوت ..اتفقنا ؟
هزّت رأسها بالايجاب بسرعه ...طبع قبله على وجنتها ...فصرخت صرخه كتم صوتها يده الكبيره التى احاطت بفمها بعنايه... ركلته بقدمها بغيظ وعنف ...
ضحك بسخريه ثم قال لها بحده محذرا:-خلاص ولا ؟؟
دقات قلبها اصبحت عاليه جدا ...عقلها قد توقف عن التفكير ...فهزّت رأسها مره اخرى بتوسل ...
أخيرا حررها ..فاعتدلت فى جلستها وهى ترى العلبه التى يمسكها بيده ويحيطها بكيسا اسود ...
نظرت حولها وسريعا التقطت عيناها زجاجه عطر ...اذا هي سلاحها ...
فتلك القطع التى يمسك بها بغير حق ليست حقها هى فقط بل حق هؤلاء الصغار ...
امسكت بها بسرعه ثم ضربت بها خشب الفراش ...واتجهت ناحيته وهى تصرخ بشده ...
فاندفع ناحية الباب ليتركها ...مازالت تصرخ حتى أمسكت يدها الصغيره كتفه..وباليد الاخرى كانت تمسك السلاح ...
لم يجد مفرا من ان يؤذيها ...فأخرج سكينا صغيرا بسرعه كان بحوزته والتقطت عيناه سريعا منطقه لا تشكل خطرا على حياتها...فجرح عضدها...
ففلتت قطعة الزجاج من يدها و كتمت جرحها وهى تصرخ :-حيوان 
أخيرا وصل صوتها الى جارا يسكن اعلاها ...وهو رجل مسن نزل بطيئا...
قبل ان ترى ان هذا اللؤى ...قد امسك به فى ساحة العماره بعدما لاحظ شكله المريب ...فنظرت وهى تطلب الاغاثه بعينيها قبل شفتيها ومازالت تمسك جرحها ....
"ده حرامى يا استاذ لؤى ...امسكه "
وصل صوتها الى اذنه فأمسك به بقوه ...
فلم يتردد الصبى فى اصابته هو الاخر فى ذراعه...لكنّها كانت أخف...ثمّ فرّ سريعا الى الخارج فقد كان ينتظره ذلك الضخم فى سياره حمراء ...
واخيرا كانت قد هرولت "مها" اليه ....وهى تمسك جرحها الذى نزف بشده فى هذه الدقائق فأصبحت تلك القطعه التى كانت ترتديها ملطخه بدماء شوهت بياضها ...
بينما هو كان يهرول للخارج يلتقط رقم السياره فلم يجد لها رقما!
اوقفته قائله بصوت مهموم:- خلاص يا استاذ ..قاطعت تأوهتها صوتها وهى تنطق اسمه:-لؤى 
تقدم ناحيتها وقد لفت انتباهه منظر الدماء ...فقال لها بفزع حقيقى :-ايه ده ...حضرتك لازم تروحى المستشفى
كانت قد بدأت تغيب عن الوعى وهى تسند جسدها الهزيل على الحائط ..تقريبا ليس بسبب جرحها بل بسبب ذلك التفكير الذى سيطر عليها ...
هذا هو المال الوحيد الذى كنت ادخره لهم ولى ايضا ...رددت بهمس :-هقول ايه ...يارب
رأته يخلع قميصه الاسود بسرعه ليكشف عن تلك العضلات البارزه ...قص بيده جزءا منه... ثم اتجه ناحيتها ...فأمسك بذراعها ولف القماش عليه ثم ربطه بقوه ...
كانت مستسلمه لا تفكر بأى شئ غير ما حدث لها ...
قال لها وهو يرتدى ما تبقى من القميص :-يا مدام يلا بينا نروح للمستشفى اللى جمبنا بسرعه ...
نظرت له قائله وهى تهزى:-حسن ..هوا السبب...
اساء الفهم ورد قائلا :-اتصلك بيه ...
ردّت بهزيان اكبر:-لاء ...لاء....ثم تابعت وهى تتجه ناحيه السلم :-ماما 
اتجه ناحيتها مسرعا :-طب حضرتك مينفعش كده لازم نروح المستشفى ...انتى بتنزفى جامد 
استسلم جسدها الان لذلك الخمول الذى احاط بها ...وسقطت ارضا...
من الواضح أنّ قميصه لم يمنع توقف سريان الدماء ...
أصبح يحملها الان ويهرول بها ...
ظل يمسك بالجرح ويشد الرباط عليه...
وصلوا اخيرا ...فغرفة الطوارئ ....
مرت ربع ساعه تقريبا ....عادت بعدها الى وعيها مره اخرى ...
نظرت فوجدت وجهه الابيض امامها ...وملامحه بدت قلقه جدا...
قال لها متسائلا بقلق:-انتى كويسه ؟!
اعتدلت فى جلستها وقد التفتت اخيرا الى حجابها ...فقد سبحت خصلات شعرها الى خارجه..
ودموعها المتحجره فى عينيها اعطتها شكلا يستحق الاشفاق ....
هندمت حجابها بسرعه فى خجل ...
ثمّ ردّت قائله بوهن:-الحمد لله ...
مدّ لها علبه من العصير ...وقال لها بابتسامه خلابه :-حمد لله عالسلامه ثم تابع متسائلا:-عايزه تتصلى بحد 
ردّت قائله بسرعه:-بماما ...ثمّ أملته رقمها ...وأعطاها الهاتف
طمأنت قلبها المفزوع ..
"يا ماما متجيش انا هروح عليكوا متقلقيش"
ردّت والدتها بفزع وقد اختلط البكاء بصوتها :-لاء هاجى اخدك ...متمشيش لوحدك 
قاطعتها وقد هطلت دموعها:-يا ماما متقلقيش انا مش صغيره ...
كان يراقبها...دموعها التى تنساب على وجنتها الحمراوتين ...الحزن الدفين الذى ظهر على صوتها ...
فجأه التقط الهاتف منها ....فلامست يده اطراف اصابعها...وتحدث بصوت رجولى بحت:-السلام عليكم يا فندم 
ردّت بدهشه :-مين حضرتك !
شرح لها الموقف كله ثمّ قال لها :-متقلقيش حضرتك ...انا هوصلها 
قاطعته قائله باعتراض:-لاء متشكرين اوى يابنى ...انا هاجى اخدها 
اغلق الهاتف ونظر لها قائلا بنفس الابتسامه:-والدتك بتخاف عليكى 
نظرت ارضا وهى ترد وكأنها فى عالم اخر:-منك لله يا اخى منك لله 
امتعض وجهه وتنحنح قائلا:-نعم !
عادت الى الواقع وهى تنظر له قائله ببلاهه:-مش ليك ثم تابعت بحزن وهى تنظر ارضا :-للحيوان اللى دخل الشقه ده ثم نظرت له وهى تتسائل بجديه:-هوا انا ليه ديما بيحصلى كده !
ردّ عليها قائلا بصدق:-ربنا هيجبلك حقك ثم طمأنها قائلا:-متقلقيش 
تمتمت قائله:-يارب 
قطع الصمت صوته وهو يقول متسائلا:-هوا استاذ حسن فين ؟!
نظرت الى الخاتم الموضوع بيدها..وترددت ...هل تخبره؟!...الى متى ستظلين مقتنعه ان حمايتك معه وحسب ؟!...
خلعت الخاتم من اصبعها بعنف وهى تنظر له بتحدى قائله:-اتطلقنا 
لم يندهش كثيرا وكأنها حققت ظنا كان يساوره ..
فردّ قائلا بصدق:-ربنا يعوض عليكى 
تمتمت :-يارب...
قطع الصمت الذى غطى ارجاء المكان بعدما خرجوا فى صالة الانتظار قائلا بمرح وهو يشير الى ملابسه :-شوفتى حضرة الحرامى خلى منظرى عامل ازاى ؟!
نظرت الى ملابسه ثم ضحكت برقه وردّت فجأه:-ايه ده !فلوس المستشفى ثم تابعت متسائله :-حضرتك دفعتها ؟!
هزّ رأسه بالايجاب ...فردّت بعصبيه:-بس كده مينفعش و...
ردّ مقاطعا اياها:-طب ممكن بس حضرتك تهدى دلوقتى ...احنا جيران يعنى عادى 
نهضت قائله بنفس العصبيه :-مش عارفه اتاخرت ماما كده ليه 
وعندها جاءت والدتها والقلق مرتسم على ملامحها ....
فارتمت مها فى احضانها وبدأت بالبكاء ...
شكرته والدتها كثيرا وحاولت ان تعيد له ما دفعه دون جدوى ...
هنا أخذت منها مها المبلغ الذى توقعته والدتها ونظرت له بصرامه ودموعها تبلل وجهها وردّت قائله بحده وعنف واضحين :-هوا ايه يعنى ...حضرتك مش عايز تاخدهم ليه ...احنا مش بنشحت يعنى ...خلاص عملت خدمه وقولنا شكرا مش صوره هيا 
بهت تماما امام تصرفها وحاول ان يتحدث ...بينما ردت والدتها:-عيب كده يا مها ميصحش
قاطعتهم جميعا و وجهت بصرها له وهى تقول بنفس الحده:-اتفضل الفلوس اهيه وتركتها على المقعد الذى كان يجلس عليه ثم التفتت الى والدتها قائله لها بلهجه امره:-يلا يا ماما من هنا 
ذهبت الى منزلها ..دخلت غرفتها وهى تتجاهل معاتبة والدتها لها ....
"مش ده ابن الست اللى بردوا ساعدتك ...كل ده نكرتيه ...ده ايه قلة الاصل ديه...بهدلتى الراجل يا شيخه ..الله يخربيتك يا حسن "
التفتت لها وقالت بصرامه وهى تشير بسبابتها فى تحذير :-ماما متنطقيش اسم البنى ادم ده قدامى تانى ..
ثمّ ارتمت على فراشها ..لتغط فى نوم عميق
************************************************** ***************
استيقظ فجرا يؤدى صلاته ...نظر اليها وهى نائمه ....
واتخذت المقارنه محلها كالعاده ...كيف كانت "مها"توقظه كل يوم ...
مره بقبله رقيقه...وتاره بحيله ذكيه...ارتسمت ابتسامه حلوه على جبينه ...
وقرر ان يقوم هو بهذا الدور مع علياء ...
فانجه ناحيتها وهو يوكزها بخفه قائلا بدفء:-عليا قومى يلا نصلى الفجر 
التفت تنام على الجانب الاخر وهى تقول بصوت يملؤه النعاس:-مش قادره يا حبيبى والله ...هصلى العصر الصبح 
تمتم:-عصر ايه بس 
وتركها وذهب الى صلاته فى يأس ...
*************************************************
أما مها كانت قد استيقظت فى السابعه واستعدت لكى تذهب الى عملها ....
استخدمت بعض مساحيق التجميل لتخفى ملامح هذا الوجه الهزيل...
خرجت من غرفتها فوجدت والدتها قد أعدت طعام الافطار وقد جلس الصغار يتناولون الطعام ...
اتجهت الى والدتها وربتت على كتفها وهى تقول بأسف:-ماما متزعليش ...نا عارفه انى بقيت عصبيه اليومين اللى فاتو دول بس اديكى شايفه اللى بيحصل 
ضمتها والدتها فى حنان وردّت :-يا حبيبتى خلاص انا متاكده ان ربنا هيعوض عليكى 
ردّت بشك وقد اعتدلت فى وقفتها :-تفتكرى حسن اللى عملها ؟
وضعت والدتها يدها على وجنتا مها وقالت لها:-يا حبيبتى متبقيش كده ...متفقديش الثقه فى كل اللى حواليكى عشان واحد بس 
صمتت والدتها ثمّ تابعت بخوف:-انا اتصلت اعتذرت لاستاذ لؤى 
توقعت ان تصرخ بها او تنهرها ولكنّها وجدت ردة فعلها مختلفه تماما...
ردّت بأسف:-انا كمان كنت هعتذرله فى التليفون بس خلاص طالما انتى اعتذرتى 
قاطعتها والدتها بخبث لم تلحظه مها التى قد انتهت من تقبيل الصغار واتجهت ناحية الباب:-لاء لازم انتى كمان تتصلى 
ردّت مها بلا مبالاه :-طيب يا ماما هبقى اشوف 
لا تنكر انها اصبحت تسير بخوف ..خرجت من بوابة العماره متشبثه بحقيبتها ...سارت بخطوات بطيئه ...
واخيرا وصلت الى وجههتا فاستقبلتها تلك الطبيبه الشابه بنفس الوجه البشوش وبدأت تباشر عملها 
************************************************** ******
وفى الثانية ظهرا...
كانت ملوك فى طريقها هى الاخرى الى احدى النوادى الرياضيه ...بصحبة "سليم"...قررت ان تفرغ الطاقه التى يمتلئ بها فى رياضة ما ..
سارت داخل النادى وأخيرا وجدت ضالتها فى شابا فى عمرها تقريبا علمت انه المسئول عن تدريب الاطفال ومن هم فى عمر سليم السباحه....
أنهت اجراءات التحاق سليم وتركته هناك على ان تنتظره فى احدى المقاعد مستمتعه بهذا الهواء العليل الذى كان يداعبها ...
لمحت من بعيد رجل طويل القامه ...حسن المظهر...يبدو انه فى منتصف العقد الثالث من عمره ...
ابتسمت ابتسامه تذكرت بها كل ما مضى من حياتها ..
وجدت نفسها تتجه ناحيته وهى تقول بدهشه حقيقيه:-مهند! انتوا رجعتوا امتى ؟
ردّ عليها وقد ابتسم بفرحه:-انتى ملوك! 
ردّت مؤكده:-ايوه انا ...ثم تابعت متسائله:- شروق فين ؟!
ردّ بمرح:-قارفانى بردوا زى ما هيا 
تنهدت وهى تتذكر كل شئ ...كان صديق زوجها واصبحت هى بالتبعيه صديقة زوجته ايضا ...
كيف كانوا يسافرون معا....كانوا يقضون اوقاتهم كلها معا ....تذكرت كيف كانوا قد كتبو سليم زوجا لابنتهم ياره ...وبعد وفاة زوجها سافروا لخارج البلاد...
للحظه تمنت عودة كل هذا ...
قطعها من شرودها ...وهو يقول لها متسائلا:-وانتى عامله ايه ؟!
وضعت يسراها امامه وهى تشير على الخاتم الذى يزينها ...
فقال مندهشا:-اتجوزتى!
ردّت بهدوء:-اه اتجوزت ثم تابعت محاوله تغير مجرى الحديث :-عايزه اجى ازوركوا بجد ممكن تدينى نمرة شروق 
ردّ مرحبا:-اكيد طبعا 
اخرجوا هواتفهم وبدأت تسجل رقمها ...
انتهت من ذلك و استأذن بالرحيل فتركته وعادت الى مجلسها ...
لترى ان هناك من يتابع الموقف ...انه كريم ...ليس وحده فنهال تتأبط يده وعلى وجهها ابتسامه كبيره وهما يسيرا باتجاهها ...
لأول مره شعرت وكأن طاقتها اوشكت على النفاذ ..
وأنّ غيرتها الان تملكت منها كثيرا ...
بدت وكأنها لا تراهم ...وارتفعت دقات قلبها هى تراهم قادمين ناحيتها ...
ابتسمت نهال ملئ فمها وهى تقول لها بفرحه طفوليه :-فرحانه انى شوفتك تانى..ثم تابعت بنفس الابتسامه الحلوه:-بس شوفتى انا عرفتك من عينيكى على فكره 
تأملت برأتها وشعرت ولأول مره باحساسين مختلطين...هى حقا حزينه من أجلها ...شعرت وأنها قد سلبت منها حقا ليس لها فيه شيئا ...
نظر لها كريم بعنين حادتين قد تأذت لرؤيتها مع ذلك الرجل:-ازى حضرتك عامله ايه ؟!
ما الذى اتى بكم فى طريقى الان...اذهبا ولا تقطعا علىّ ذكرياتى التى اعيش بها حتى اليوم ....
ردّت محاوله جاهده رسم الابتسامه :-الحمد لله ..انتوا عاملين ايه ؟!
ردّ ننهال بمرح:-زى ما انتى شايفه كده...ثم وكزت كريم بخفه وهى تردف:-الاخ ده سايبنى طول النهار ...والنهارده بس عرفت اطب عليه فى شغله واجبره اننا نتغدى فى النادى 
حاول هو ايضا رسم الابتسامه جاهدا وهو يوجه كلامه لنهال:-انا استاهل انى جيت يعنى 
هنا اقتربت نهال منه وطبعت قبله على وجنتها وتشبثت به اكثر وهى ترد بمرحها الطفولى المعتاد:-لاء ..انت حد جميل ثم التفتت الى ملوك قائله:-زوج حضرتك اللى كان واقف معاكى ؟
ردت ملوك وهى تنظر له بتحدى :-اه جوزى 
عادت الى الواقع مره اخرى ...ما الذى تفعلينه ...
لم يرتبك بل ازدادت الحده فى عينيه وأصبح يخفى غيرته ما استطاع ...
أما هى نظرت الى نهال قائله بابتسامه مزيفه:-اصل هوا زى دكتور كريم كده ...بحاول اعد معاه بالعافيه بردوا 
ضحكت نهال وقالت لها مرحبه:-طب ايه رئيك هخلى كريم يتصل بيه ويعزمكوا عالغدا ...
وجدت ان الخناق يضيق عليها فأمسكت بحقيبتها ونظرت لهم مبتسمه وقالت:-معلش هضطر استأذن عشان زوجى وسليم زمان الكابتن قرب يخلص 
وتركتهم وعيناه تتبعها بغيره واضحه .....



تعليقات