رواية الأميرة والمغترب الفصل الثاني والثامنون 82 بقلم آلاء اسماعيل

       

رواية الأميرة والمغترب

الفصل الثاني والثامنون 82

بقلم آلاء اسماعيل 

غلت الدماء في عروق صالح لوهلة لكنه تمالك أعصابه و ارسل الى هاتفه رقم الرجل و صورة عن الرسالة ثم حذفها من هاتفها و اعاده الى الحقيبة   متوجها الى غرفته كأن شيئا لم يحدث


في اليوم الموالي 

كانت مفيدة تستلقي كعادتها في غرفة الجلوس و فردوس في المطبخ تحضر لها طعام الفطور ثم ما لبثت ان احضرت الصينية و عادت مسرعة 

-الفطار يا خالتي 

-متشكرة يا بنتي ...و الله مش عارفة كنت اعمل ايه من غيركم انتي و ممدوح 

-ما تقوليش كدة يا خالتي ...احنا ف خدمتك دايما

مفيدة بحزن: أصلا ما بقاش ليا حد غيركم 😔


-بقولك اي يا خالتي ...تعالي تاكلي عشان تشربي الدوا في معاده الدكتور قال الدوا ده لازم يتاخذ الساعة 8 بالضبط 

-و الله مليش نفس يا بنتي ليه كلفتي نفسك و حضرتي كل ده !!

-اللي يسمع يقول حضرت سفرة غدا .. هوما كلهم بيضتين و شوية جبنة و زيتون و سلطة فواكه 


مفيدة بتذكر -ألا قوليلي يا فردوس؟

-ايوة يا خالتي 

-هو مفيش خبر عن ايهاب و مراته؟؟

-و الله اللي أعرفه انهم سافروا كندا بس مفيش اي خبر تاني 

مفيدة : يا عالم دلوقت البنت الغلبانة تكون عاملة اي !


تذكرت ياسين فتجهمت و قالت : مالحقتش تفرح بشبابك و بعروستك يا حبيبي ...و لا لحقت تعرفني بيها ...اتخطفت من قدام عينينا في رمشة عين 😭

سرعان ما  بدأت بالبكاء

فردوس بحزن: تااااني يا خالتي .. هترجعي للعياط تاني !! 

مفيدة ببكاء: تاني و ثالث يا فردوس ...اللي راح ده كان كل حياتي ...لو كان ابني حنين زيه مكنتش بقى ده حالي 😭


-ادعيله بالرحمة بدل العياط...أنا مش صعبان علي غير البنت مراته دي .. يا عالم يكون ايهاب و مراته عملوا فيها اي

مفيدة بقلق: معاكي حق يا بنتي ... ايهاب الحق"د و الكره عموا على قلبه مبقاش فيه رحمة ولا خير في حد مش بعيد يطردوها من بيتها ابني و عارفاه ...


امسكت قلبها فجأة و قالت بضيق 

-بس مش عارفة ليه قلبي واكلني كدة !! 😫


كانت فردوس ستقترب منها و هي تقول : خير يا حاجة مالك حاسة بحاجة انادي لل...


لكن جرس الباب رن فقالت مفيدة بتوجس

-خير!! اللهم اجعله خير ! شوفي مين! 


توجهت فردوس نحو الباب 

-افندم !

-ده بيت الست مفيدة المنشاوي ؟

-أيوة يا افندم نقولها مين؟

-قرايبها .. لسة جايين من كندا


دخلت فردوس  و قالت بتوجس: خالتي مفيدة فيه اثنين رجالة واقفين برة بيقولوا قرايبك و لسة واصلين من كندا

مفيدة بتعجب: قرايبي !! خليهم يتفضلوا !

فردوس بقلق: انا بقول لو نستنى ممدوح مش احسن!!

فكرت مفيدة ثم قالت : لا يا بنتي عيب مش هنسيبهم واقفين عالباب 

فردوس : بس احنا نعرفهم منين ؟؟

مفيدة بتفكير: مادام بيقولوا جايين  من  كندا يبقوا أكيد طرف الغالي خليهم يتفضلوا و روحي انتي اعمليلهم قهوة و هاتيها

-حاضر يا خالتي 


فتحت فردوس الباب  بقلق و ادخلتهم و هي تشير ناحية الصالة ثم  توجهت نحو المطبخ لتتصل بممدوح بينما تحضر لهما القهوة 


اقترب الاثنان منها و سلما عليها بتحفظ

حسام بإبتسامة لطيفة -صباح الخير يا حاجة ☺️

مفيدة بترقب: صباح الخير يا ابني 

قالتها و هي تنظر اليهما بتعجب و خاصة ذلك الواقف بجانبه و الذي ينظر إليها بطريقة غريبة و عيناه تلتمعان بحب و شوق واضحين 

لكن الشيء الذي أثار دهشتها اكثر هو الشبه الغريب بينهما وتلك التقاسيم التي بدت مألوفة لها جدا 


فأكمل حسام؛ آسفين لو جينا من غير معاد ☺️

مفيدة بتوجس : لا العفو يا ابني اتفضلوا اقعدوا

جلس حسام في الاريكة التي تقابلها و قال يوسف 

-تسمحيلي اقعد جنبك يا حاجة؟

-ااه ..اتفضل 


كانت تشعر تجاهه بشيء غريب لا تدري ما هو 

ظلت تتأمله للحظات و فجأة ابتسمت بإبتسامة حزينة 

فبادلها الابتسامة قائلا : مالك يا حاجة ؟


ذرفت تلك الدموع التي تجمعت آنيا فور تذكره و قالت و هي تمسحها : ولا حاجة ...انا بس افتكرت حد عزيز عليا  ...غريبة اوي 

يوسف -اي الغريب ؟

مفيدة بتعحب :غريبة  قد ايه بتشبهه!! 


في القصر

طرقت ام أحمد الباب مرارا و أخيرا استيقظت  أميرة و قالت بتثاقل  اتفضلي يا ماما 

دخلت أم أحمد و هي تقول : صباح الخير يا بنتي الفطور اه.و مش هتقومي تغسلي عشان تاكلي لك لقمة؟


أميرة: هي الساعة كام 

-الساعة اثنين بعد الظهر 

فركت أميرة شعرها بتفكر ثم قالت : بابا زمانهم وصلوا ..انا لازم ات...

قاطعتها أم أحمد :و انا جيت ابلغك ان اهلك  اتصلوا بيا

أميرة : غريبة! ما اتصلوش بيا ؟

ام أحمد و هي تفتح الستائر : يمكن لانك عاملاه صامت من يوميها! 

أميرة بتذكر: صح ...نسيت 😮‍💨...طب قالوا ايه ؟

أم أحمد : ما تقلقيش... أولا وصلوا بخير و سلامة و ثانيا  لقوا ان خالد عمل اللازم و حجزلها أصلا في احسن مستشفى و بعث لعمها اخذها هناك على ما يوصلوا و يحصلوهم

أميرة : كثر خيره... فيه الخير و الله 😌


-الناس لبعضها يا بنتي ...يالا يا بنتي قومي عشان تلحقي تاكلي لقمة قبل ما البيض يبرد

نظرت الى الاكل و قالت : تعبتي نفسك... مش قادرة اكل حاجة 

-اي الكلام العب"يط ؟ 

-ارجوكي يا ماما ..ما تغصبيش عليا

أم أحمد بإستسلام: طب براحتك يالا اغسلي عشان تنزلي 

-لا يا ماما سيبيني هنا مش عايزة اطلع ولا انزل


نظرت أم أحمد الى تلك المذكرات و فهمت انها تريد بعض العزلة 

-طيب يا بنتي اللي تشوفيه..انا هسيبلك الاكل هنا يمكن تجوعي

أميرة : تمام 😔


في بيت مفيدة

ابتسم يوسف فقالت مفيدة بتحفظ : قلتو انكم قرايبي و جايين من كندا !

حسام -ايوة يا حاجة لسة واصلين من ساعات  بس

مفيدة بتساؤل: بس انا معنديش حد غير ابني و ابن اخوي اللي كان عايش هناك فعلا  بس العمر ليكم اتوفى من ايام ..انتو بقى مين و تعرفوني منين ؟

حسام :ماهو احنا جايين لك النهاردة عشان الموضوع ده 

نظر الى والده ثم قال : احنا جايبين لك ثلاث أخبار واحد وحش و الإثنين الباقيين حلوة عايزاني ابتدي بأي فيهم الوحش ولا الحلو؟

اطرقت برأسها بحزن و هي تقول : بعد ما راح الغالي ابن الغالي مابقاش فيه حلو في عيني يا ابني ...كله زي بعضه 

مستنية رحمة ربنا بيا عشان احصلهم هو و ابوه 😓😭

يوسف بلهفة: بعد الشر عنك 


نظرت إليه مفيدة بدهشة و أكملت و هي تحاول الوصول الى قارورة المياه : بس انت ما جاوبتنيش يا ابني .. انتو مين !؟


اعطاها يوسف القارورة الموضوعة بجانبه و اكمل حسام : قبل ما اقولك احنا مين هأبشرك بالخبر الحلو الاول 


نظر لوالده و قال بفرحة: ياسين ما ماتش ...ياسين عايش يا حاجة 

كانت ستفتح القارورة لكنها وقعت منها من هول المفاجأة 

و ارتعش جسمها بالكامل و هي تقول بصدمة: بت.. بتتتتقوووول  عاااايش !!! ياااسيييين ..ع ...عااا ..يش


عادت عيناها لذرع الدموع ثانية لكن هذه المرة بفرحة ممتزجة بصدمة شديدة : ازااااي !! مش فاهمة....بس... ايهاب ....ايهاب قال !!! أنه ...


لم تسعفها الكلمات  من شدة المفاجأة  فأخذ نفسها بالانقطاع و هربت منها الحروف 

أخذ يوسف القارورة و اعطاها اياها و هو يساعدها كي تشرب

-اهدي ...اهدي يا حاجة و خذي اشربي ...اشربي و خذي نفس جامد ...ايوة كدة ..


شربت قليلا من المياه و حاولت أن تاخذ نفسا عميقا و تهدأ بينما يمسك يوسف بيديها: 

حسام :ها حاسة نفسك احسن!!

-أيوة يا ابني ... الحمد لله ...بس اللي انت قلته ده ..يعني حبيبي...!!

نظرت إليه بتساؤل خوفا من ان تكون مزحة فقط فقال بإبتسامة : ايوة يا حاجة زي ما سمعتي ☺️ ياسين عايش 


فجأة سمعا صوت وقع زجاج خلفهما

و كانت تلك فردوس التي لم تتحمل الصدمة كذلك !

-بتقول البيه عايش ما ماتش !! 😍


نظرا اليها و قال حسام: ايوة يا فردوس لسة عايش 

فردوس بفرحة: يا ما انت كريم يا رب🥰 !! ده ممدوح هيفرح اوي لما يعرف الخبر ! ☺️

نظرت حولها الى قطع الزجاج المتناثرة و القهوة المنسكبة و قالت : آسفة  يا خالتي ... غصب عني .. حالا هاعملكم غيرها و انظف المكان


توجهت الى المطبخ بفرحة كي تتصل بممدوح 

كانت ستمسك الهاتف و لكنها توقفت فجأة و هي تقول : هو عرف اسمي ازاي !! 

اتصلت سريعا و ما أن فتح حتى اجابته بلهفة

-الو الحق يا ممدوح ! فيه اثنين جوم للست مفيدة من كندا بيقولوا ان ياسين عايش !

-بتقولي عايش؟ عرفتي هوما مين طيب ؟ 

-لا بس الظاهر انهم يعرفونا كلنا ده حتى  الراجل الصغير ناداني لاسمي!

-طب انا مش بعيد وصلت الشارع اقفلي خمس دقائق و هأوصل 


مفيدة: هات يا ابني قل لي ازاي ده حصل !!

حسام : لا يا حاجة دي حكاية يطول شرحها ! هبقى احكيهالك بعدين ...لما نخلص كل الاخبار اللي عندنا 

نظر لوالده و قال : جاهزة للخبر الحلو التاني ؟؟


نظرت إليهما بفرحة و قالت : هو فيه احلى من ان حبيبي ياسين عايش !!☺️

في تلك اللحظة فتح ممدوح الباب بالمفتاح الذي معه و دخل و هو ينظر إليهما بتوجس 

-سلام عليكم 

رد الجميع السلام و اجابه حسام : و عليكم السلام أهلا يا ممدوح ☺️

قالت مفيدة بفرحة ممتزجة بدموع 

-تعال يا ممدوح تسمع الخبر ده ! بيقولوا ان ياسين عايش!! حبيبي ما ماتش يا  ممدوح 🥰

ممدوح بتوجس : مش لما نعرف هوما مين الاول يا خالتي 😕؟ و يعرفونا منين !! 🤔🤨


نظرت مفيدة الى الرجل الذي بدأت عيناه في ذرف الدموع تلقائيا و قالت : من غير ما يعرف بنفسه  ..العينين دي مش غريبة عني يا ممدوح .. قلبي بيقولي أنه من د"مي 


وضعت فردوس صينية القهوة امامهم و راحت تنظف القطع المتناثرة بينما تستمع لكلامه بفضول


ابتسم حسام و قال لمفيدة :حدسك في محله يا حاجة... ده الخبر الحلو الثاني 

و قال لممدوح : لو استنيت دقيقة بس كنت عرفته ☺️

اقدم لكم نفسي :حسام يوسف  المنشاوي ☺️

و نظر لوالده و قال : و ده والدي :يوسف توفيق المنشاوي 


نظر الى مفيدة بحب و اكمل : اخوكي الصغير يا عمتي ☺️

ممدوح بتعجب: اخوها!!

كانت فردوس ستمسك بقطعة الزجاج فجرحتها بينما وقفت الى جانب ممدوح و هي تقول بصدمة: عندها أخ ثاني !! 


نظرت مفيدة الى الرجل بعينين مغرورقتين بالدموع و قالت بفرحة :ايوة طبعا ...كنت حاسة أنه قريب مني اول ما شفت عينيه ....دي نفس عينين المرحوم ابوي  يا ممدوح 🥺


لم يستطع يوسف تمالك نفسه اكثر و فجأة و  بدون سابق انذار احتضنها و هو يبكي بحرقة قائلا : ما تتخيليش استنيت اللحظة دي قد ايه ! مستني الحضن ده من خمس و ثلاثين سنة ...من لما عرفت أن عندي اخت كبيرة 😭


في منزل صالح 

استيقظت فاتن و كانت الساعة قد تعدت الحادية عشرة و لم تجده بجانبها و كأنه لم يقض الليلة هنا أصلا !


نظرت حولها بتعجب و هي تتذكر أنه دخل الغرفة و بدل ملابسه ثم خرج ثانية دون ان يكلمها ...كما انها نامت قبل أن يعود !

خرجت تنظر هنا و هناك و لم تجده 

كانت  سحر تهم بالخروج حين اوقفها صوت فاتن :سحر !


توقفت سحر قائلة : انتي صحيتي!؟ صباح الخير 

فاتن : صباح النور. . هو ابوكي فين ؟

-مش عارفة ! صحيت لقيت باب اوضتك مفتوح و لقبتك نايمة محبتش اصحيكي...حاسة نفسك احسن النهاردة ؟

فاتن : ايه ! اااه...ايوة احسن بكثير 🙄

سحر بقلق: و ابوي كمان كان متغير لما رجعت من الصيدلية ...أكيد هوا الطيارة السبب 

فاتن بتوجس: يمكن ! 🤨


كانت سحر ستخرج و هي تقول : طب انا طالعة اشتري شوية حاجات ناقصاني ...على فكرة الثلاجة فاضية لو تتصلي ببابا يجيب بقالة 

فاتن بتذكر: اه من حق  هو انتي ما  شفتيش شنطتي !!

-ايوة ..كانت مرمية عالارض علقتهالك هناك مع هدومك


خرجت سحر و توجهت فاتن مسرعة الى حقيبتها و تفقدت هاتفها فلم تجد اي اتصالات او رسائل 


تنفست براحة و دخلت إلى المطبخ و هي تقول : رجعنا للشقا و قر"ف المطبخ.اوووففف امتى ربنا يتوب عليا من العيشة الز"بالة دي !😏

اتصلت به كثيرا لكنه لا يرد 

-هو ايه اللي بيحصل ! مش عوايده يعني ؟؟ 😕🤔


عند مفيدة 

ممدوح بدهشة: استني نفهم  يا خالتي ! اخوكي ازاي مش نتأكد الاول !!

خرجت من حضنه و راحت تمسك بوجهه بين راحتي يديها المرتعشتين و هي تقول  بإنفعال بينما تبكي بشدة 

-نتأكد ايه يا ممدوح  انا معنديش شك ف كلامه

 ده شبه الغالي محمود !! و شبه ياسين... عينيه..مناخيره شعره ...كل حاجة فيه تشبه ابوي الله يرحمه😭


أكملت و هي تمسح على وجهه بحب و تمسح دموعه

- كل حاجة فيه بتقول أنه اخوي 😭

ممدوح بضياع : طب ازاي ! مش كان عندك المرحوم محمود بس! 

 

مفيدة بتذكر :ايوة افتكرت ...انا عندي  آخر صورة لأبوي اتصورناها سوا قبل ما يروح الحرب

نظرت الى فردوس و قالت : ادخلي اوضتي و هاتي الصندوق اللي تحت جوة الدولاب يا فردوس


دخلت فردوس مسرعة. احضرت لها ما طلبت

فامسكته مفيدة برعشة و راحت تفتش في الصور القديمة  الى ان وجدتها اخرجتها و هي تبكي و وضعتها أمام وجهه و هي تقول لممدوح: بص يا ممدوح ! بص الشبه !!


كانت صورة لتوفيق رفقة زوجته و ولديه محمود و مفيدة 

في تلك اللحظة اخرج حسام صورة اخرى و اعطاها لها 

صدم ممدوح و  هو  يراها و يقلب نظره بين الصورتين !!


كانت صورة لتوفيق بنفس الملابس لكن مع إمرأة اخرى بينما يحمل طفلا في الثالثة من العمر 

فقال حسام و دي صورة جدي مع جدتي و ابوي بردو قبل ما يسافر للحرب و لو شفت تاريخ الصورتين هتلاقيه نفسه


ممدوح بدنشة : يعني ودع العيلتين في نفس اليوم و سافر الحرب و ما رجعش تاني !


صدم ممدوح من الشبه بين الرجل الموجود في الصورة و ذلك الواقف امامه فأكمل حسام 

: احنا عندنا كل الوثائق اللي تثبت انه اخوها يا ممدوح و على فكرة  الظرف الي وصلك هو اللي بعثه


فردوس بدهشة: سبحان الله !! مش كنتي بتقولي انك وحيدة من بعد ياسين و ابوه و ملكيش حد؟؟  ...بصي عوض ربنا !! اهو عوضك بأخ و أبن أخ تاني كمان ؟

ممدوح بتعجب: انا مش فاهم حاجة !! مادام عارف إنها اختك طول السنين دي اومال ما ظهرتش ليه قبل دلوقت  ؟؟

يوسف بحزن: حكاية طويلة ...محتاجة قعدة اطول 


نظر الى حسام فقال و هو ينظر الى عمته بحزن: ماهو ده الخبر الوحش 

امسكت قلبها بتوجس و قالت : ايهاب جراله حاجة مش كدة !! 😥

اطرق رأسه و قال : البقية ف حياتك يا عمتي 😔


كان خالد في طريقه الى بيت الجبل حين رن هاتفه

-الو .. أيوة يا كرم !!لا و الله لسة شوية ...انت عارف مرات المرحوم لوحدها و مفيش معاها حد ...و كمان الشغل هنا كله جيه على رأس منذر ...طيب طيب هابقى ابعثلك حد يساعدك هناك حاضر ....طب هابقى اكلمك بعدين انا في مكان مفيهش إرسال 


اقفل الخط و هو يقول : هو انت على طول كدة بتتذمر! 

أتصل ثانية : الو يا شكري ...و النبي تروح تساعد كرم احسن هيطهقني من كثر ما بيرن يسأل راجع امتى 

حتى انت كمان بتسأل !! مش راجع خلاص !! حلو كدة!! 😤


اقفل الخط و هو يقول بضيق : و الله عال يا ياسين ! انت تأخذ اجازة و انا اتدبس بدالك ! بس الحق مش عليك الحق على ام أحمد ام الافكار الطين 😤


في القصر 

كانت ممددة في سريرها ما بين النوم و اليقظة حين طرقت ام أحمد الباب 

-اميرة حبيبتي انتي صاحية ؟

-ايوة يا ماما ...اتفضلي 


دخلت أم أحمد.  هي تنظر الى الصينية التي لا تزال كما هي ..اعطتها الهاتف و قالت : امك عايزة تكلمك 


امسكت الهاتف و هي تشير إليها بأخذ الصينية

نظرت إليها ام أحمد بيأس و انصرفت و هي تأخذ  الطعام


أميرة : الو ايوة يا ماما ازيكم !! و ازاي ندى طمنيني عليها 

فاطمة: الحمد لله يا بنتي قدر و لطف .. الدكتور بيقول مش محتاجة عملية و لا حاجة الحرق سطحي هيخف و مش هيسيب أثر بإذن الله

تنهدت أميرة براحة و قالت : الحمد لله ..طب هتقدر تطلع  من المستشفى امتى 

-بيقول اسبوع بالكثير ...كثر خير البشمهندس خالد حجزلها في مستشفى على أعلى مستوى مكناش نحلم ندخله حتى 

أميرة :الحمد لله .. اهم حاجة انها تخف هبقى ادفعله كل التكاليف 

فاطمة: طمنيني انتي عنك يا روحي .. أكلتي كويس ؟

أميرة بحزن تحاول أن تخفيه: ايوة الحمد لله ما تقلقيش عليا انا ..اهتمي بندى  دلوقت و عايزة اكلمها

فاطمة: حاضر يا بنتي ..دلوقت ندى نايمة اول ما تصحى هاخليها تكلمك

أميرة : طيب يالا هأقفل انا عشان اصلي العصر

-ماشي يا بنتي ربنا يتقبل 


اقفلت الخط و توجهت الى الحمام لتتوضأ 

ما إن فرغت من صلاتها حتى جلست تدعو له بالرحمة و هي تبكي طويلا 

أخيرا مسحت دموعها و  اخذت تلك المفكرة و نزلت 

كانت أم أحمد تهم بالصعود و هي تحمل صينية اخرى 

-الله انتي نزلتي ! كنت جايبالك الغدا فوق 


اجابتها أميرة دون ان تلتفت

-لا انا طالعة الجنينة اقعد لوحدي شوية لما ابقى عايزة أكل هقولك

-ده اللي هو امتى !! لما تقعي من طولك !! يا بنتي حرام عليكي نفسك ! ده انا مش شوية منزلة صينية الفطار زي ماهي !!

أميرة بحزن: معلش يا ماما ...سيبيني براحتي 😔


في بيت الجبل :

دخل خالد بتذمر و كان ياسين يقوم ببعض التمارين الرياضية على آلة الركض خاصته


ادخل الأكياس بتذمر و جلس 

-الحاجات اللي انت طلبتها اهي!! 😤


اخذ ياسين منشفته و مسح وجهه ثم تناول قارورة المياه و هو يقول : و مالك بتقولها من غير نفس يا لودة! ده انت حتى ما سلمتش !

خالد بضيق : يعني. معقولة سايب مراتك لوحدها و قاعد هنا و لا على بالك !! لا و عايش حياتك عادي ولا كإنك مهبب حاجة !!! 😤

ياسين : عايزني اعمل ايه ؟ امو"ت بجد مثلا !!


خالد بغضب: يا أمي انت ايه !! البت يا حرام قاطعة الزاد و انت بتاكل و تشرب و بتعمل تمارين كمان !!! ناوي تظهر امتى بس !!! لما تختفي البت من بين ايديك؟؟

ياسين : قلتلك مستني الوقت المناسب .  

خالد : ايوة اللي هو امتى يعني  !! 😤


-مستنيها تعرف حياتي كلها ....انا متأكد من رد فعلها و انها  في كل الاحوال  هتتصدم ...بس انها تتصدم و هي مش عارفة حاجة مسبقا عن حياتي و انها تتصدم و هي عارفة كل اللي انا مريت بيه ف دي من دي تفرق 


خالد بتذمر: يا شيخ اتلهي!! اهي كدة ولا كدة هتاخذلها صدمة عمرها !!! ايه اللي تفرق و تتهبب دي !! 😒😤

مش كفاية انك معيشها في عذاب طول لمدة دي!! ده انا لو ظهرتلي و قلتلي انا عايش ما موت"تش كنت بهزر بس مش بعيد كنت انا اللي هأخلص عليك بايديا الإثنين دول 😡


ضحك ياسين و قال 

-طب هات وريني جبتلي ايه احسن واقع من الجوع 

-و ليك قلب ياكل كمان !! يا بختك 😮‍💨...يالا انا همشي عشان الحق مشاويري 😤

خرج و هو يغمغم:  منك لله انت تمو"ت و انا اتدبس 😒😤

ولا كرم !! اللي عاصر على نفسه شوال لمون و بيشتغل زي الطور في الساقية عشان المسكين فاكر بجد ان المصنع بقى بتاعي و خايف لو اشتكى اطرده 🙄! 


خرج  خالد و أردف ياسين بنبرة حزينة: فاكر بجد اني قادر أعيش حياتي عادي و هي بتتعذب ! اذا كنت انت  اللي اسمك صديقي حزين عليها اومال انا أعمل ايه ؟؟😣


أنا بمو"ت في اليوم مليون مرة يا خالد 😓  و قلبي بيتقطع حرفيا في كل ثانية على كل دمعة بتنزل من عينيها بسببي

و بأتمنى المو"ت في كل لحظة بس عشان ما اضطرش اواجهها و أقولها اني كذبت عليها ...و وعدتها افضل جنبها بس اخلفت وعدي 😭


تسريع للأحداث


يمر يوم بعد يوم الى مضت عشر ايام بدون احداث  كثيرة على أبطالنا 

صالح يتعامل مع فاتن ببرود و في حدود ضيقة جدا تخص واجبات البيت فقط

فعلت كل ما تستطيع لتعرف سبب تغيره بدون فائدة فهو لا يتكلم الا نادرا 

-بنت يا سحر !

-ايوة يا ماما ؟

-هو انتي ما تعرفيش ابوكي متغير ليه  من لما رجعنا؟؟ 

-و انا ايش عرفني ما تسأليه؟

فاتن بضياع : ما انا كل ما اسأله يقولي مفيش !! و ده اللي مخليني هأتجنن

سحر: انا معاي بيتعامل عادي ..شوفي انتي عملتي معاه ايه


دخلت غرفتها و تركتها تفكر بضياع ؛ يكونش شاف اللوحات اللي انا اخذتها! لا ما اعتقدش ! انا مخبياها في مكان محدش يوصل ليه؟؟ هيكون ايه اللي جراله بس ؟؟🤨😥


تجااوزت مفيدة حزنها  على ولدها  نسبيا 

و ساعدها في ذلك عائلتها الجديدة التي كانت معها طول الوقت بعد ان انتقلت الى فيلا ايهاب 


كانت عائلة يوسف  محبة و حنونة بدءا من والدته العجوز الطيبة السيدة امينة البالغة من العمر ثلاث و ثمانون سنة 

و زوجته السيدة صفاء ذات الروح المرحة و بناته التوأم الشقيات رندة و تالا البالغات من العمر ثلاث و عشرون سنة 


شعرت مفيدة أخيرا بدفء العائلة الذي كانت قد حرمت منه لسنين خصوصا وأن  زوجة ابنها كانت ترفض عيشها معهم و كذا  الانجاب حفاظا على جمالها حارمة اياها من حفيد يحمل اسمه


لكنها كانت  تفكر مليا ثم تتذكر ما قص عليها يوسف و ولده و ما تسبب به ولدها من ضرر سواء لياسين او لها أو للبلد فتقول : الحمد لله انهم ما خلفوش لأنهم كانوا هيورثوه الشر و الغرور مش الشبه و بس 😔 ربنا يرحمك و يسامحك يا ابني


سما اتحاكمت  بعد ان اعترفت بمن ساعدها و نفذ الجر"ائم  بدلا عنها لتخفف عقوبتها الى مئة و عشرون سنة سجنا نافذة في أقسى سجن للنساء بكندا و هو معروف بمدى قذ"ارته و عنف كل المسجو"نات به

 فهو خاص بالمحكومات  في جرائم الق"تل فقط و اللواتي تقضين محكوميات تفوق الخمسين سنة 


لا تزال أميرة على ذات الحال تقضي وقتها ما بين النوم او التظاهر بالنوم ان صح التعبير و بين قراءة مذكراته 


نحل عودها كثيرا و من عزلتها اصبحت كالمجنونة تقريبا 

لا تريد أن تكلم احد و لا حتى ام أحمد ..تتصل سحر و تتصل فاطمة و يتصل خالد .. و لا ترد على هاتفها 


بل لم تحمله منذ ان غادر الجميع ... و كأنها لم يعد يهمها من هذه الحياة شيء 

كل من يريد الاطمئنان عليها يكلم ام أحمد 


مرات كثيرة تسمع ام أحمد و هي تكلم احدهم في الهاتف لكنها لا تأبه.. تواصل مسيرها و كأن الأمر لا يعنيها


كانت في الحديقة بعد ان قضت فترة ما بعد العصر هناك 

ثم صعدت كعادتها الى غرفتها 

-اميرة ! حبيبتي امك كانت عايزة تكلمك 


لم تلتفت إليها و واصلت سيرها للاعلى 

-يا حبيبتي مامتك قلقانة علييك  بقالك كام يوم. مش بتكلميها و لا بتطمنيها عليكي ...أميرة !! امييييرة !! 


هزت راسها بيأس و ردت على الهاتف

-مش عايزة تكلم حد يا ست فاطمة...حاضر هأبقى أطمنك 


اقفلت الخط و هي تنظر الى الأعلى بقلق ثم اتصلت و هي تهمس 

-وضعها بقى محزن بجد يا ريت تظهر قبل ما نخسرها

ياسين بحزن  : حاضر يا خالتي ...خلي بالك منها 


اقفل الخط و ما كاد ان يفعل حتى فُتح الباب بقوة و دخل منه خالد الغاضب 

-جرى ايه يا استاذ !! كنت بتقول مستني الوقت المناسب و اسبوع و مش عارف ايه  ..و اهي عدت عشر ايام !! ولا تكونش حضرتك اتعودت على حياة الأكل و مرعى و قلة صنعة ؛!!! 

طبعا !! ماهو انت مش  عايش هناك و لا شايف حالة البنت بقت عاملة ازاي !!! بقت شبه الخيال و هي داخلة طالعة مع مذكراتك الغبية لا اكل و لا نوم و ماشية تكلم في نفسها طول الوقت  !! 😤 دي فاضل لها تكة و تتجنن يا اخي!  😡


كان صامتا بحزن لا يجرؤ على قول حرف حتى....  بينما استرسل خالد بغضب

-لا ولا موقفي وسط الناس !! و انا كل اللي يشوفني يعزيني ! لا يأبقى عارف احزن و أقوله حياتك الباقية ولا اقوله لا ماهو انت مش فاهم حاجة !    كانت تمثيلية بس و البئف لسة عايش !!😤😤 هو انت ايه !؟ هااا...انت بتفكر ازاا...


قاطعه ياسين بهدوء : انا جاي معاك يا خالد .


فقال خالد بدهشة : انت قلت ايه ؟؟

ياسين بهدوء: ثواني بس  ألبس هدومي واحصلك 


نفخ خالد براحة: اوووف الحمد لله.. يا رب بس ما يكونش الوقت أتأخر و تعرف تلحق البنت قبل ما تتجنن بجد ! 


غادرا سويا و ما هي إلا ساعة و نصف حتى وصلا الى القصر وسط ذهول  و صدمة  كل أفراد الأمن !!

بيتر بصدمة: س.. س...سيد ..يااا...ياااسين !!😳

وزير : هو البيه عايش ي خالد !!! 😱😳


اومأ اليهما ياسين بإشارة نعم بينما قال خالد  لوزير : سيبوه يدخل يرتاح انا هافهمكم كل حاجة  بعدين 


دخل ياسين و كانت أم أحمد بإنتظاره

-هي فين يا ماما 

أم أحمد بحزن : نايمة في اوضتها يا ابني ...ربنا يعينها بس  وتقدر تتحمل الصدمة 


دخل غرفتها بينما تتمدد ما بين الصحوة و المنام و هي تحتضن مذكرته  و ترتدي قميصه الذي لم تغسله أبدا منذ تلك الصبحية المشؤومة 

ترتديه كل ليلة عسى ان تهدأ رائحته شوقها البغي"ض الذي لا يبارحها أبدا 


خلع حذاءه بهدوء و تمدد بجانبها و هو يزيح تلك الخصلات التي غطت ملامحها الجميلة و راح يتأملها بحب و شوق 


مضى بعض الوقت قبل أن تتململ في مكانها و هي تفتح عينيها بنعاس و تتفرس في وجهه قليلا و فجأة ظهرت إبتسامة عذبة على شفتيها و مدت راحة يدها لتمررها على وجهه مرسلة شعورا بالراحة إلى جسده المتعب و التواق للمسة منها ...كأنها ترياق الحياة لرفات جسد عاد من بين الامو"ات ...ليستقر أخيرا بين احضانها 


كانت تشعر برائحته التي لا يمكن أن تخطئها أبدا ... تشعر بحضوره القوي يملأ المكان ...بالتأكيد : فهي ترتدي قميصه ! هذا يفسر الرائحة 

 هذا ما همست به لنفسها 

فجأة توقفت عن لمس وجهه و هي تقول بنبرة حالمة


ياسين ...حبيبي 🥰 !انت رجعت أخيرا 😍!! كنت متأكدة انك هترجعلي ☺️...كنت عارفة اننا هنتجمع مع بعض من تاني 😍


ابتسم ياسين بحب لكن ما لبث ان أصابته جملتها التالية بالذهول و الخيبة بعد ان إختفت ابتسامتها و ظهرت مكانها سحابة حزن 

-بس يا ترى ده معناه إن أنا كمان متت ؟؟ 😥


واخفضت عينيها بحزن : لا... ده أكيد   مجرد حلم تاني ....


         الفصل الثالث والثامنون من هنا 

   لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات