قصة تزوجته رغما عنه
البارت الرابع والعشرون 24 و الخامس والعشرون 25 جزء أول
بقلم حورية
البــــارت الرابع والعشرون
فـــرحت كثيرا عندما رأت اجنتها بعينها..دخـــل عليــها شكرى وهو يتأفف ...قال لها بملل:-تليفونك عمال يرن ..زن زن زن ...
مها بفرحه:-مين رن يا بابا
شكرى :-واحده اسمها سهى والتانيه اسمها ساره وحماتك وجوزها وحاجه تقرف
مها بفرحه وهى تنظر لاولادها:-ايه رئيك فيهم يابابا..زى العسل مش كده
شكرى وقد بدأت الابتسامه ترتسم على شفتاه:-حلوين اوى اوى وخصوصا مايسه
مها بتعجب:-مايسه مين
شكرى:-نفس اسئلة جوزك الذكيه..هسميها كده ثم اشار ناحية الذكر وناداه بشكرى والاخرى بابتسام
مها وهى تضحك بشده:-ايه الاسامى ديه ...انا اسمى ولادى كده
شكرى بجديه:-مالهم الاسامى ديه يعنى
مها وهى تحاول التوقف عن الضحك :-حلوين يا بابا بس انا عايزه اسامى تانيه محدداها انا وحسن ..تذكرت انه ليس معها ..فتابعت بحزن:-كان نفسى يكون معايا دلوقتى ..
هنا دفع باب الغرفه ...ارتسمت الابتسامه على شفتيها عندما وجدت حسن يدخل اليها ويضمها بشده الى ان شعرت بالوجع اثر ضمته تلك ..فضحكت وقالت له بفرحه:-يابنى وجعتنى ...الحمد لله انك جيت كنت محتاجاك جمبى اوى
حسن بفرحه مماثله :-الف مبروك يا احلى ماما فى الدنيا فى كلها ..ثم اتجه الى ذلك السرير المقسم الى ثلاثة اقسام كل رضيع فى قسم..نظر اليهم بتأمل ..
بادرته مها :-مش هتشيلهم ولا ايه
حسن :-اشيل ايه يا حاجه انا مابشيلش غير وهما اربع شهور كده ولا حاجه
مها وهى تتظاهر بالحزن:-وانا مين هيساعدنى كده ان شاء الله بقى
اتجه اليها وقبلها قبله رقيقه وتابع:-انا اساعدك فى اى حاجه يا سعادة البيه الا انى اشيلهم
مها وهى تضحك:-طيب يا اخويا
طرق الباب مره اخرى ...اذن شكرى بالدخول...كانت سهى...
دخلت سهى بفرحه واتجهت الى مها واحتضنتها هى الاخرى وقالت:-الف مبروك يا حبيبتى ربنا يباركلك فيهم يارب
مها بفرحه :-الله يخليكى يا سهى
سهى بمرح:-الولاده سهله ولا صعبه يا مها
مها وهى تضحك:-صعبه جدا يا ساره..
هنا لاحظت سهى انها لم تلقى السلام على احد سوى مها..فنظرت الى حسن ..تفاجأت بلحيته وعلامة الصلاه فى جبينه ...غضت بصرها مسرعه ومن ثم القت الســلام على شكـــرى ايضــا.....
رن هاتف مها ...اجابته كانت ساره...
مها :-السلام عليكم
ساره بفرحه:-عليكم السلام يا مامى مها
مها :-بقيت مامايا ساره اخيرا عقبالك يارب ما تقومى بالسلامه
ساره معتذره:-معلش يا مها مش هعرف اجى المستشفى والله بس اكيد هجيلك فى البيت ان شاء الله لما ارجع من السفر
مها:-بطلى هبل ياساره انتى زى اميره بالظبط والله ...ثم تذكرت انهم لم يخبروا اميره بعد...
************************************
أما اميره كانت قد خرجت من غرفتها عندما سمعت باب المنزل قد اغلق ...توقف عقلها عن التفكير..كيف يجرؤ ويتطاول عليها بهذا الشــكل ؟!...ولكن اين تذهب؟..لا تعرف احد فى هذا البــلد قــط...رأت ان افضل حل ان تتصل به وتأمره بأن ينزلها الى مصر كما قال لـــها...فهذا افضل حل من وجهة نظرها للحفـــاظ على ما تبقى من كـــرامتها...
قبل ان تتجه الى الهاتف نظرت الى وجهها فى المراه ...تحسست وجنتها..دمعت عيناها مره اخرى...ولكن استجمعت قواها واتصـــلت به...
اجابها هو بسرعه وقال بلهفه:-اميره
اميره بحزم:-تعالى دلوقتى ...
مرت نصف ساعه تقريبا حتى دق الباب..فتحت له ..دون ان تنظر اليه...
دخل واغلق الباب وراءه...
اميره بحزم:-انا عايزه انزل مصر زى ما انت قولت الصبح
ايمن معتذرا:-اميره انا فعلا مكنش قصدى اضربك ..بس انتى اللى ..
قاطعته بقسوه لم تعرف من اين اوتيت بها:-انا ايه ؟انا ايه ما تكلم انا اللى روحت عرفت عليك واحد وبفكر فيه لحد دلوقتى؟!انا اللى مديت ايديا عليك ؟انفجرت الدموع من عيناها وتابعت وهى تشير باصبع يدها المرتجف فى حزم:-انت هطلقنى ..فاهم يعنى ايه..وهتحجزلى وهنزل مصر يا ايمن..مش لوحدى انا وعلى ..وابقى روحلها ..روحلها يا اخى ..انا حاولت معاك بس من الواضح انى فشلت
ايمن بتعجب:-واحدة مين؟!ثم تابع بارتباك:-انتى بتألفى قصص وتصدقيها...
اميره وقد استدارات حتى لا تنظر اليه:-وكمان بتكدب..يا برودك يا اخى ..
تحرك و وقف امامها:-اميره الكلام اللى فى دماغ ده والله اوهام ..
اميره بقوه وحزم:-ماشى انا موافقه ان ديه اوهام ثم التقطت هاتفها من على المنضده ونظرت له فى ام عينه:-شايف النمره ديه ..شايفاها كويس مش بتفكرك بحد؟!تحب اقولك مين ..ديه نمره لواحده اسمها سمر مش متجوزه ..هيا ديه اللى خليتك متحضرش ولاد ابنك لانك كنت عندها.. تابعت وقد تحركت الدموع فى عيناها:-كنت فى شقتها ..طب تحب اقولك العنوان ...
ايمن بارتباك وهو ينظر ارضا:-انتى عرفتى الكلام ده منين؟
اميره بقوه :-مش مشكلتك عرفته منين ..ولا عايزه منك تبرير ..عارف ليه ..عشان خيانتك ليا ديه ملهاش اى مبرر
قاطعها فى قوه واكمل:-لاء ليها..وانتى لما كان شعرك مبيتسرحش باليومين والتلاته وهدومك اللى مبتتغيرش والشقه اللى الشارع كان انضف منها وابننا اللى مكنتيش مهتمه بيه ..طب والنت والكمبيوتر ..كل ده كان لازم يخلينى اضعف
اميره فى غضب:-وانا كمان كانت قدامى حجات كتير اوى ممكن تخلينى اضعف بس مضعفتش يا ايمن لانى اولا بخاف من ربنا ثانيا كنت بحبك..حاولت كتير انسى اللى عملته وانا فى مصر بس لما عرفت انك بتحاول تتصل بيها تانى ..حسيت ان كل حاجه ضاعت منى تانى تابعت وهى تبكى:-حاولت اتغير تانى ونضفت الشقه ونيمت على وكنت عايزه احتفل معاك بعيد جوازنا بس فوجئت انك مع كل ده بتمد ايدك عليــا
هنا اتجه اليها وقبلها ..ابعدته عنها ..قال لها بتوسل:-يا اميره افتكرى اى حاجه حلوه بينا ..بالله عليكى بقى خلاص..والله ما هعمل حاجه تزعلك تانى
قاطعته فى قوه:-طب جرب كده ترمى الفاظه اللى جمبك ديه ...هتلاقيها اكسرت ..صح؟!..حاول كده تلمها تانى ؟!مش هترجع زى الاول يا ايمن..تابعت بهدوء:-انا محتاجه اخد فتره واهدى
ايمن :-طب خلاص اعدى هنا وانا هعد فى اى فندق بس متنزليش يا اميره
اميره بحزم:-انا هنزل يا ايمن متحاولش بقى كفايه انا تعبانه بجد ...
ايمن بحزم:-وانا مش هنزلك
اميره :-يعنى ايه؟!
ايمن بحزم:-يعنى مش هحجزلك يا اميره ومش هتنزلى
اميره بقوه وقد التقطت هاتفها:-لاء وفر فلوسك انت انا هكلم ماما وهخليها تحجزلى هيا وهنزل ان شاء الله
شعر بالارتباك قليلا وهو يراها تتصل فعلا بوالدتها...
اميره:-ازيك يا ماما
مايسه بفرحه:-باركى لاختك يا اميره ولدت النهارده العصر
اميره بدهشه:-معقوله؟!ده انا كنت بكلمها بعد الضهر كده ..بس الف مبروك يا ماما
مايسه:-وانتى يا حبيبتى عامله ايه؟مش محتاجه حاجه
اميره بارتباك:-انا..انا ..لاء كنت بتصل اطن عليكوا بس يا ماما هتصل بمها وهباركلها ان شاء الله
اغلقت معها الهاتف...نظر لها بانتصار والابتسامه العريضه مرتسمه على شفتاه...
اما هى كانت شتعل غيظا..لم تريد ان تعكر فرحة والدتها ..ومع ذلك فهى مضطره ان تبقى معه وتعطيه حقوقه كامله حتى تستطيع ان تعود مره اخـــرى الى مصــر...
*************************************************
فى اليـــوم التالى سافرت ساره واحمد الى الغـــردقه...وقررت سهى ان تأخذ سيف وحمزه لقضاء نزهه ايضا الى نفس المدينه ...
***************************************
مر يومان ..كانت تجلس نهال بمفردها ..تتحدث مع ثريا فى الهاتف...علمت بولادة مها ..فرحت كثيرا...حددت موعد مع كــريم لزيارتهم فى المساء مع ثريا وفتحيه ومحمود...بدأت تشعر بالروتين فى حياتها الزوجيه بعد استئناف كريم عمله مره اخرى..كانت تستيقظ فى الصباح ترتب شقتها وتطهو طعام الغداء ...الخ..اصبحت حياتها ممله ...بدأت فكرة النزول والعمل تراودها كثيرا ...
فى المســـاء ..انتظرت حضور كريم ...سلمت عليه واثناء تناولهم الغداء ..
قالت له بدلال:-حبيبى انا وانا بقلب كده النهارده فى النت لقيت شركه محتاجه محاسبين جداد ..عايزه اقدم..ايه رئيك؟!
كريم بحزم:-لاء طبعا
نهال بتعجب:-ليه يعنى
كريم بهدوء:-عشان انا مراتى متنزلش وتحتك برجاله وموصلات وقرف انتى مش عارفه الشارع فيه ايه
نهال بغضب:-ما تحبسنى فى قفص احسن
كريم موضحا:-مش قصدى يا نهال كده لكن انا خايف عليكى ومش راضيلك البهدله ثم تابع بمرح:-غلطان انا كده يا باشا يعنى عشان محبلكش البهدله
نهال:-انا مبهزرش يا كريم انا ملانه جدا وانت مش حاسس بيا
رن هاتف نهال..كانت ثريا تستعجلها بالاستعداد للنزول للذهاب لمها وحسن...
كريم بمرح:-الحمد لله انقذتنى ..
نهال بجديه:-على فكره الموضوع لسه مخلصش يا استاذ ...
************************************************** *
قرر ايمن ان يحجز غرفه له فى فندق مجاور لمنزله هو واميره...بعد مرور اليومان..لم يجد تحسن منها ...
اميره :-متحجزش حاجه
ايمن بحزن:-وانا مش قارد اعد كده وانتى مش عايزه تعدى معايا
اميره ببساطه:-ما تنزلنى احسن طالما مضايق اوى كده
اتجه اليها واقترب منها وتابع:-انا مقدرش ابعد عندك..انتى ليه مش قادره تصدقى ده
قاومته بصعوبه واستدارت وفضلت الصمت ..
انتهز هو الفرصه و وقف امامها مره اخرى واقترب منها اكثر فاكثر ...همس لها برقه:-نسيتى كل حاجه حلوه ما بينا فى لحظه كده ..حرام عليكى يا اميره بقى خـــلاص ..
دمعت عيناها وقالت برقه وهدوء:-توعدنى ان ديه تبقى اخر مره يا ايمن تمد ايدك عليا
ايمن بلطف:-اوعدك انى عمرى ما هزعلك تانى ...
وسكتت شهرزاد عن الكـــلام المباح....
************************************************
كانت مها ترتدى عباءه فضفاضه زهرية اللون وطرحه بنيه طويــله...استقبل حسن الضيوف ...جلسوا فى الصالون ...فتحيه بجانب زوجها محمود ...ونهال وكريم وثريا فى جانب اخر....
مصت فتحيه شفتاها وقالت موجهه كلامها لمها:-هى ديه الاسماء بقى
مها بابتسامه:-مالهم يا طنط ..
فتحيه باقتضاب:-ملهمش ياختى ربنا يخليهملك ..بس لفت نظرى ان البنتين طالعين سمر زيك
مها بحرج وارتباك:-ماما قالتلى ان الاولاد كلهم وهما صغيرين بيبقوا كده
حسن بمرح:-هيا مها سمره يا ماما ...ديه زى القمر ثم طبع قبله على جبينها
فتحيه لمها :-يعنى انا مبفهمش
نهال محاوله معالجة الموقف:-يا خالتو ده العيال زى القمر وخصوصا الواد معز ده ..هخطبه لبنتى ان شاء الله
ضحك الجميع وتابعت ثريا بمرح:-البت كارما وكنزى دول يتاكلوا اكل والله ..ربنا يخليهملكوا يارب
انقضت السهره ..لم تخلوا من سخافات فتحيه..ولكن كل العيون الفرحه الاخرى بالصغار وفرحة حسن بهم ..انست مها كــــل شئ...
*************************************************
مــــر عام كامل ..على ولادة مها ...
كــانت تسير هى وحسن واطفالهم الثـــلاث فى احدى شوارع القاهره المزدحمه بالناس ..ينتقون ملابس والعاب للصغار...
كانت تحمل كارما بيد وتمسك حقيبة الصغار باليد الاخر ..وحسن يحمل معز وكنزى ..
مها بمرح:-احنا ايه اللى خلينا نتلحس فى مخنا وناخدهم يا حسن معانا ...
حسن وهو يضحك:-افكارك يا ام العريف ثم قلد نبرة صوتها:-ناخدهم يا حسن فيها ايه ما كل الناس ماشيه بالعيال ثم تابع وهو يضحك:-مشيتى بالعيال ياختى
مها وهى توكزه بيدها برفق:-طب خلى بالك منهم بقى
سقطت منها الحقيبه ..قال لها:-استنى هجيبها اعطاها كنزى ..ومن ثم التقط الحقيبه واعتدل مره اخرى ليصطدم بشابه ..قال مبادرا:-انا اسف معلش
الشابه :-ولا يهم حضرتك ..وفجأه نظرت اليه وقالت بدهشه:-حســـن
حسن وكأن الزمن قد عاد به للوراء:-علــــياء !!
***********************************************
البــارت الخامس و العشرون جزء اول
***********************
تجمـــدت العيون...عاد حسن وتلك العلياء الى الزمن بالوراء..مرت بضع ثوانــى..ومازالو ينظران لبعضهم البعض ..أما مها بالطبع لاحظت انها ليست مجرد شابه اصطدمت به ..
قالت عليـــاء متلعثمه لحسن :-دول ولادك يا حسن!
حسن بتلعثم وارتباك واخيرا لاحظ ان مها تقف بجانبه:-اه ولادى ..تابع موضحا بارتباك:-توأم...
اشار الى مها وقال لعلياء :-مها ...مراتى
مـــدت علياء يدها لمهــا وقالــت لها بهدوء :-تشرفنا
حتى مها اصابتها الدهشه وردت:-شكرا وانا كمان...اتشرفت بيكى
استأذنت عليــاء وقالت بأدب موجهه كلامها لحسن:-انا ماشيه ..مع الســلامه
كـــانت رشيقه ..ترتدى بنطالا فضفاضا اسود اللون ..ومعطف طويل اسود ايضا..وطرحه بيضاء صغيره...وجهها كان يخلو من مساحيق التجميل ...عيونها السوداء تبدى حزنـــا مهما حاولـــت اخفاءه....يظهر بوضوح ....
نظرت مها لحسن بتساؤل بعدما رحلت ..قائله:-مين علياء ديه يا حسن
لم يجيبها ...كررت السؤال مره اخرى..مره اخرى لا يجيبها وكأنه رحل فى عالم اخر
مها بعصبيه:-حسن..مين ديه
حسن وقد عاد لوعيه قائلا بارتباك:-ديه..ديه ...كانت زميلتى فى الكليه ثم نظر الى الارض وانتفض وقال :-ايه ده موبيلها وقع
مها بعصبيه :-مين قالك انه تليفونها
التقطه مسرعا متجاهلا مها ..وهرول وهو يحمل الصغيرين اليـــها يعطيــها الهـــاتف...
أما مها فبقت بمفردها تقف تنتظره ولا تعلم ما الذى يحدث....
***************************************
وفى اليـــوم التالى....
كانت نهـــال تمسك بهاتفها المحمول فرحه ..اتصلت بكريم ..
مرت لحظات قليله حتى اجابها ...
نهال بفرحه:-حبيبى ازيك
كريم بتعجب:-غريبه ديه..مالك يا نهال انتى سخنه ولا ايه
نهال بمرح:-انا قولت اتواضع واقولك حبيبى ..
كريم بمرح:-الله يكرم اصلك ..عايزه ايه عشان مش فاضى الصيدليه زحمة
نهال بفرحه:-انا حاسه انى حامل
كريم وقد نهض من مقعده وتابع بفرحه:-بجد
نهال :-قول بس يارب..وهاتلى اختبار حمل وانت جاي بقى
كريم :-انا جاى حالا ...
ساعه تقريبا مرت حتى وصل كريم اليها..احتضنها وقال لها بفرحه وهو يعطيها الاختبار..:-ادخلى يلا بقى ..لحد ما اغير هدومى ...ثم رفع يده للسماء:-يارب سمعنى خبر حلو
بدل ملابسه ..بينما دخلت هى الى الحمام ...
مر وقت ليس بالقليل ..خرجت من الحمام وقالت بخيبة امل وعيناها ممتلئه بالدموع :-سلبى..مفيش حمل ولا حاجه
لم يستطيع هو ايضا ان يخفى خيبة امله وقال لها وهو يواسيها بصعوبه :-خلاص يا نهال مفيش نصيب يا بنتى
نهال وهى تبكى:-احنا بقالنا سنه متجوزين ..ومحصلش حمل من اول الجواز ..احنا لازم نروح النهارده ونكشف
كريم مطمئنا:-خلاص زى ما انتى عايزه ...
*****************************************
مـــرت تلك السنه هادئه نوعا ما على اميره وايمن ...اصبح على عمره عامين تقريبا ...
كانت اميره تقف فى المطبخ..تطهو الطعام ..بطنها منتفخ قليلا ..كانت حامل فى شهرها الثانى..نزلت هى وايمن الى مصر مره فى تلك السنه وقاموا فيها بزيارة مها وحسن وتهنئتها بصغارها....ايمن فى عمله ...على يجلس فى غرفة المعيشه تحيط به العابه .
رن هاتفها المحمول ...
اميره:-سلام عليكم
المتصل وكانت سهى :-عليكم السلام
اميره :-عامله ايه ..معرفتش اكلمك امبارح زى ما اتفقنا ..اتشغلت جامد والله
سهى بحزن:-الحقينى يا اميره
اميره بقلق:-مالك يا سهى انا اول مره اشوفك كده
سهى :-فاكره مصطفى زميلى فى المستشفى اللى كلمتك عنه ده
اميره:-اللى كان عايز يتقدملك ده ؟!
سهى :-ايوه ..راح قابل خالو واتفقوا سوا وكده عالحاجات الاساسيه واكتر حاجه كانت مفرحانى ان حمزه وسيف كانوا مرحبين بالموضوع جدا ...دلوقتى بقى وليد ده عرف من امه ..وبعد ما كانت حماتى موافقه ..زن على ودانها ..والعيال ومش العيال ..لحد ما اتصلت بيا قالتلى انها مش موافقه وانى لو مصممه اكمل فى الجوازه ديه يبقى اسيبلهم العيال
اميره متأثره لصديقتها:-حسبى الله ونعم الوكيل بيمسكوكى من ايدك اللى بتوجعك ..عارفين انك لا يمكن طبعا تستغنى عن الولاد
سهى بحزن :-انا فوضت امرى لربنا ..ده الانسان الوحيد اللى فكرت فيه بعد لؤى الله يرحمه ..يلا مفيش نصيب
اميره بغضب:-يا سلام وهتستسلمى بسهوله كده ..انتى عمرك ما كنتى باليأس ده يا سهى ..افتكرى كلامك ليا لازم تروحى واعدى ما حماتك وتقنعيها ...
سهى :-ربنا يسهل يا اميره....
********************************************
لم تنم مها تلك الليله بالطبع ...كانت تفكر فى كل شئ....كل شــئ حدث..بالامس
"فلاش باك "
وصل اليـــها ..كانت تمرقه بنظرات ناريه ...قالت له بغيره واضحه:-مين بقى الهانم..ومالها استغربت انهم ولادك كده
حسن بارتباك:-يا مها .. ديه زميلتى فى الكليه
مها :-يا سلام ..ومالها ازبهلت كده ليه يعنى
حسن بحده:-يا مها العيال معانا نبقى نلكم بعدين ..هتقفى تتخانقى فى الشارع كده يعنى ..
مها وهى ترفع معز كارما اكثر على كتفها :-ماشى يا حسن
بالطبع لم يتسوقوا كثيرا ..كان صامتا طوال الوقت وكأنه عاد لزمن اخر ..وهى ايضا كانت فى حيره شديده من امرها ..
استقلوا السياره وعادوا الى البيت ..وكعادة كل الاطفال ..بمجرد ان تتحرك السيارات يستغرقون فى نوم عميق ...
اغتسلوا وصلوا العشاء سويا ..وجلست معه وقالت له بهدوء:-يلا انا هقوم احضر العشا عشان ناكل
حسن بهدوء:-لاء مش جعان اوى
حاولت ان تخرجه من الموقف وتابعت وهى تضحك :-طب يعنى جعان يعنى ..هناكل سوا بقى
حسن بملل:-يوه يا مها مش جعان بقى ..انا عايز انام
مها بملل:-على راحتك ..
دخل الى الغرفه واول ما فعله امسك بهاتفه ..كانت فى طريقها الى الغرفه من الحمام...سمعته يتحدث مع صديقه هـــانى...تعرفه جيدا ..جاء يبارك لهما قدوم الصغار وايضا جاء لهم فى اول زواجهما...
حسن:-مش هتصدق يابنى شوفت مين النهارده
هانى بمرح:-نانسى عجرم؟!
حسن بجديه وبصوت منخفض :-علياء
هانى متعجبا:-يا سلام ..علياء وديه رجعت مالسفر امتى ديه ...
حسن هائما:-انا اول ما شفتها مش عارف ايه اللى حصلى ..
هانى مقلدا نبرة صوته:-يا حلاوه يا ولاد ..امسك نفسك ياض عشان مراتك
حسن بجديه:-انت اهبل يابنى ..انا بحب مها ..بس عارف كده
لم تنتظر هى اكثر واقتحمت الغرفه ..بدا طبيعيا تماما واكمل مع صديقه:-اول لما اجى بكره الصبح ان شاء الله هجبلكوا اوراق الميزانيه ..
اغلق مع صديقه..ونظر اليها قائلا:-انتى مش هتاكلى
مها ببرود:-ماليش نفس ...
عادت الى الواقع مره اخرى ..كانت تجهز الغرفه لكارما ومعز وكنزى ليلعبوا بها ...
لم تكن تريد ان تلح عليه فى معرفة من تكون علياء تلك ..فعرفت من من ستصل الى المعلومات الاكيده...
امسكت بالهاتف وهى تقف فى المطبخ تقلى بيضتين ..وهى تتصل بفتحيه..
فتحيه :-ازيك يا مها
مها بهدوء:-الحمد لله ..نزلنا امبارح انا وحسن عشان نشترى لبس للعيال
فتحيه بامتعاض:-وطبعا كلفتيه دم قلبه
مها وكأنها تعودت على اسلوب فتحيه:-لاء يا طنط والله ما اشتريناش اصلا بس ايه حسن امبارح اتبسطت اوى
فتحيه بفضول:-ليه
مها وتبدو طبيعيه تماما:-قابل واحده زميلته فى الجامعه امبارح ..اسمها اسمها علياء تقريبا
فتحيه بدهشه:-علياء
مها بقلق:ايه فيه ايه
فتحيه بتلقائيه:-اصل علياء ديه خطيبته قبلك وكان هيموت ويجوزها
مها بغضب لعدم مراعاة فتحية لشعورها:-هيموت؟!..ومجوزهاش ليه يعنى ..وبعدين انا اول مره اعرف ان حسن كان خاطب
فتحيه وقد تلذذت بتلك النبره الغاضبه منها:-انا موافقتش على الخطوبه اصلا ..كان مشروع خطوبه اقصد
مها بتساؤل وغضب:-ليه موافقتيش
فتحيه ببرود:-عليا انا ما انا كنت عارفه انك معجبه بيه من وانتوا عيال قد كده ..وكمان اهلها عدمانين ومعهمش حاجه وكانوا هيدبسونا فى الجوازه كلها
مها بحزن:-لكن انا طبعا مش كده
فتحيه وهى تضحك:-عفارم عليكى بتفهمى والله...
اغلقت معها ...لكوا ان تتخيلوا شعورها فى تلك اللحظه ..ودت ان يكون معها الان كى تنفجر فيه ..راودتها افكار عديده..لماذا لم اسأله يوما"لما تزوجتنى؟!"......
وفى جانب اخر...
كان يجلس هو فى مكتبه بصحبة بعض زمايله...كان يجلس امامه هانى ...
حسن بجديه :-انا مش عاربف انا حصلى ايه..عارف اول لما شوفتها حسيت كان الزمن رجع بيا تانى ..ايام الورد بقى والشقاوه ..هيا زى ما هيا اول حاجه قالتهالى لما روحت اديها تليفونها انت اتغيرت اوى ..كان مستغربه زبيبة الصلاه والدقن والولاد ومها كمان ..انا كمان لقيتها لابسها اتغير خالص مفيش نقطة مكياج فوشها على حسب ما شوفت يعنى
هانى بمرح:-حيلك حيلك ...انت كمان مركزتش
حسن :-يا بنى انا طبعا مبصتش عليها وركزت اولا خوف من ربنا ثانيا ..
قاطعه هانى بمرح:-من مراتك ..ثم اطلق ضحكه
ضحك حسن ايضا ...من داخله تمنى ان ينسى انه شاهدها..ولكن جانب اخر فى قلبه يتمنى لو يراها مره اخرى صدفه ايــضا....
****************************************
كانـــت نهله والدة كريم تتحدث مع صديقتها التى كانت تجلس معها...
نهله بحزن:-الواد الحيله بقاله سنه متجوز ..ولا عيل ولا تيل وكمان مكنوش عايزين يروحوا يكشفوا
صديقتها :-لحد دلوقتى ..اتاخروا كده ليه ...
نهله :-مش عارفه ..بس رايحين النهارده ..زمانهم هناك ..ثم تابعت بشوق :-نفسى افرح بولاده اوى وكريم كمان ده بيموت فى الاطفــال ده انا سمعت ان ابن خالة مراته خلف تلاته توأم بسم الله ما شاء الله ..
صديقتها :-ماشاء الله
**************************************
خرجت من عنــــد الدكتور وهى قلقه بشـــده ..وهو ايضـــا..طلب منهم بعض التحاليل ..اقترح ان يجروها فى معمل التحاليل المجاور..فعلوا هذا ..واخبروا بأن النتيجه سوف تكون غدا ..دعونا ندعو لهم بأن يرزقهم الله الذريه الصالحه...
*******************************
وصـــل حسن الى المنزل ..استقبلته ببرود..كانت كارما تحبو حتى وصلت الى قدم ابيها ..ابتسم لها وحملها بين يديه ..وقال لها وهو يداعبها:-انتى يا بت بتحلوى كده كل يوم عن اللى قبله ...
ما ان وجدتها كنزى على يد ابيها حتى ظلت تحبو هى ايضا وتبكى لكى يحملها هى الاخرى ...حملها ايضا ..واخيرا جاء دور معز ..فضحك حسن وهو ينظر لمها :-لاء كده انا هاخدهم واقع ...لاحظ انها لا تضحك ولا تشاركه اى شئ ..
انزل كارما وكنزى و وضعهم بجانب معز ...
وضعت لهم طعام الغداء..والصغار يلعبون من حولهم ...
مها بصعوبه وحزن:-حسن..مقولتليش يعنى ان علياء ديه كانت خطيبتك ...
اندهش وارتبك فى نفس الوقت وقال لها:-مين قالك؟!
مها بحزن:-طنط فتحيه ..كنت بكلمها وبحكيلها نك شوفت زميلتك قالتلى انك كنت هتموت وتجوزها بس هيا اللى موافقتش
حسن بانفعال:--هيا قالتلك كده
مها ببرود:-لاء مش كده بس قالتلى انك تقريبا اتجوزتنى عشان كنت عارف انى بالعربى مدلوقه عليك من زمان ....دمعت عيناها وتابعت:-وكمان ان اهل البنت مكانوش جاهزين عشان يجوزوها وكده
شعر بالحرج امامها ...تألم كثيرا وهو يراها تبكى وتسرد له ما قالته فتحيه ...اقترب منها وضمها وقال لها برقه:-يا عبيطه انا بحبك ..علياء كانت اه قصه فى حياتى بس انتهت ومن فتره كبيره كمان ..اعذرينى انى اتبدلت لما شوفتها بس ده كان طبيعى ....
قاطعته قائله وهى مازالت تبكى:-يعنى ..يعنى ..انت مش ندمان انك اتجوزتنى ؟!
ضحك حسن وقبلها وقال لها:-وانا اقدر يا سعادة البيه ...
ضمته بقوه ...و وكزته برقه وهى تهمس له فى اذنه"انا مقدرش اعيش من غيرك يا حسن"...
******************************************
أمــا عليـــاء عادت الى منزلها ..فى ذلك الشارع الضيق ..كانت تسير مبتسمه رغم علمــها بأنه تزوج ...تذكرت ابتسامته ..وشكله الجذاب بعد اللحيه..استغفرت ربها على انها دققت به النظر الى ذلك الحـــد...
دخـــلت الى المنزل استقبلتها والدتها ..امرأه فى اواخر الاربعينات ..."نـــاديه"
ناديه لابنتها بتعجب:-مالك مبتسمه كده ليه
علياء بفرحه:-مش هتصدقى شوفت مين النهارده يا ماما
ناديه بفضول :-مين؟
علياء :-حسن .
ناديه بغضب:-بتاع الجامعه؟
علياء موضحه:-اه ..قابلته فى شارع-----------ثم تابعت بحزن:-كان ماشى هوا ومراته وولاده
ناديه بعصبيه:-هوا ده اللى انتى عايشه على ذكراه ياختى لحد دلوقتى ..عندك 27 سنه وبترفضى اى حد يتقدملك عشانه ..هوا بقى شاف حياته وعاش واتجوز وخلف ..وكمان ولاده ليه هوا اجوز من قد ايه ده
علياء موضحه :-تلاته توأم
ناديه باقتضاب:-انسى الموضوع ده يا علياء ده واحد متجوز
علياء بصدق:-لا يمكن طبعا الموضوع يتطور معايا لاكتر من تفكير..وهينتهى
ناديه :-الشركه اتصلت بيكى
علياء بفرحه:-بجد؟!
ناديه بفرحه:-اه والله ..واونى العنوان ده اعطتها ورقه ..:-فرع الشركه اللى هتقابلى فيه المدير بتاعك ...
تمتمت علياء"الحمــــد لله"
**********************************************
أما ســـاره واحمد ...وضعت ساره مولودتها "ليـــلى"..وسط فرحه من المحيطين بها كلهم حتــى نبيله فرحت لها ...لم تخلوا حياتهم من تدخلات نبيله بالطبع ..ولكنها قلت عن الاول ولكن ليس بكثير...
كانت تجلس ساره فى غرفة المعيشه ونبيله امامها تحمل ليلى..يشاهدوا احدى المسرحيات..واحمد فى عمـــله...
نبيله وهى تتحس شعر ليلى:-بت يا ساره قومى هاتيلى مكنة الحلاقه بتاعت جوزك
ساره بتساؤل:-ليه
نبيله:-بنتك شعرها خفيف اوى وناحل نحلقه من دلوقتى عشان يتقل شويه
ساره بقلق:-لاء احمد ممكن يزعق بقى وانا مش ناقصه
نبيله بعصبيه:-انتى هتفضلى طول عمرك خايبه كده ..البت هتطلع قرعه ..قرب السنه وشعرها خفيف اوى ..قومى قومى
نهضت ساره على مضض ..واعطتها المكنه بخوف قائله:-بس براحه يا نبيله عليها انا خايفه شعرها يطلع خشن
نبيله وهى تضحك :-بس يا هبله خشن ايه وبتاع ايه ده انا عملاها فى ولاد بنتى كلهم
بدأت بالفعل تحرك المكينه على رأس الصغيره ..واثناء ذلك بكت ليلى وحركت رأسها ببلاهه فأخذت الماكينه جزءا صغيرا من شعر حاجبها الايمن....
ساره بخوف وهى تفصل الكهرباء عن الماكينه .:-يا نبيله البت حاجبها كان هيطير
نبيله باطمئنان:-متقلقيش ..هيطلع تانى هيروح فين يعنى
هنـــا طرق الباب..ومن ثم دخــل احمد ..ليتفاجئ بمـــنظر ابنته .......