قصة ليس العمر حاجز
البارت الرابع 4 جزءالثاني
بقلم جنات بدر
لسه هيمشي، وقف لما سمع صوت الفرامل يعلن عن توقف السيارة. بص لوراء، شاف سمر وأهلها نزلوا من السيارة. ابتسم أول ما شاف سمر. قرب رضوان وسلم عليهم، وكمان الشباب.
فهد: تفضلوا جوّا.
مهدي: لا، الوقت متأخر. إحنا هندخل ننام وبكرة نقابل الكل.
ابتسم فهد وقال: على راحتكم. رضوان وصل الجماعة.
بص يونس على أنس وابتسم لما عرف عايز يتجوز مين.
يونس: همس، خلاص هتكل البت بعينك.
أنس: أحم، قصدك إيه؟
يونس: ابتسم يا بني، خلاص أنت اتكشف.
أنس: ضحك، يعني مكشوف... يونس، طبعا بس يازين ما اخترت البت حلوة وربنا يجعلها من نصيبك.
قرب وليد منهم وقال: بتقولوا إيه؟
ضحك يونس وقال: سر، يلا تصبحوا على خير، وسابهم وطلع. كل واحد راح لغرفته.
يونس دخل شاف جنه لابسة ومتشيكة. بص ليها بطرف عينه ودخل الحمام.
عند رضوان دخل لقى نواره نايمة غير هدومها، وقرب منها وقال بهمس: نور إيه يا قلبي، أنت نمتي؟
اتململت نواره في نومها وحركة إيدها بضيق. رضوان طبع قبلة على خدها وقال بعشق: يلا اصحي يا بت قلبي.
نواره حضنته بنوم وقالت: اتخارت قوي، أنا بصحى بدري عشان البيت.
قبل جبينها وعيونها وقال: عارف يا عمري إنك بتتعبي. وبعدين قال بمشاكسة: مش عايزة حتة شبهي تكون مني ومنك.
خجلت نواره منه وقالت: إنت قليل الأدب.
شدد من حضنها وقال: معاكي أنت وبس، وبعدين...
عند يونس خرج من الحمام واتجه إلى السرير بدون ما ينظر لجنه، وبعدها تمدد.
جنه: هتنام؟
رد يونس بجمود: شايفة إيه؟
جنه: يونس، أنت زعلان مني؟
رد بنفس الجمود: لا، هزعل ليه؟ نامي يا جنه، ولا أنت عايزة حاجة؟
جنه حست بالإهانة وقالت: ماعيزش ونامت وعطته ظهرها.
يونس انرفز من تصرفها وجاب نشوى وضر...بها على ظهرها بقوة.
جنه قامت مفزوعة وحطت إيدها على بوقها عشان الصوت والوقت متأخر، ودموعها نزلت لا إراديا من الألم عشان هدومها خفيفة. قال يونس بغضب وعيون حمراء: مش راجل اللي نايم جنبك عشان تعطيني ظهرك، ولا أنا مش مالي عينك؟ أظهر دلعتك كتير عشان لسانك طول وتصرفاتك غير المقبولة بقت كتير. حسك عينك تعملي الحركة دي تاني، فاهمة؟
هزت راسها جنه ونامت بدون كلام. زفر يونس بضيق وقعد على السرير وبص عليها مغمض عيونها وأثر الدموع فيها. شدها إلى حضنه ومسّد على شعرها بحنان وقال بنبرة حزينة: جنه، أنت اللي بتطلعيني عن طوري، وبعدين بتصعبي عليا، أعمل إيه معاكي؟ تعبتيني نفسي، بس تريحيني مرة.
زادت دموع جنه أكتر وقالت: أنت إيدك خدت على ضر،،بي، يا يونس، الضر،،ب بطل.
تنهد يونس بتعب وقال: طيب، واللي بتعمليه صح يا جنه؟
جنه: يونس، ردي عليا. لما كل شويه تطلبي الطلاق وكل شيء نكد، ده شيء حلو برأيك؟ يعني كده أنا هحبك؟ ماتخليش حد ينكد علينا، وألف مرة قولتلك طنشي كلام الناس.
تنهدت جنه وقالت: يا يونس، بس أنا...
قال يونس بمقاطعة: جنه، يا قلبي، الخلفة دي في يد ربنا مش في إيدك ولا إيدي، عشان كده سيبي الموضوع على الله، وهو هيكرمنا. ومسك خدودها بمشاكسة وقال: اسمعي كلامي وبلاش تزعلي يونس، عشان يونس زعله وحش قوي.
ابتسمت جنه وقالت: بحب حقك عليا، متزعلش مني. وبعدين قبّلت عيونه برقة وقالت: جنه مش هتزعلك تاني.
أشرقت الشمس في الصباح بيوم جديد. كان الكل مشغول بتحضير العقيقة للمولود الجديد. الرجال كانوا واقفين على الذبح، والستات بتهتم بالأكل والضيافة. كانوا الكل متجمعين من الرجال.
قال أنس: جدي، أنا عايز أتجوز.
قال حسن بهدوء: بس إنت لسه في الجيش، يا أنس، ولسه شغلك وترتيبات كتير.
قال أنس: أنا بس هخطب وأكتب الكتاب بس، وبعد كده لما أخلص جيش أعمل فرح، وهم كلهم كام شهر بس.
قال حسن: خلاص، قول لي أمك تشوف لك عروسة.
بص أنس على مهدي وقال: ماهي العروسة موجودة، يا جدي.
وبعدين مال على حسن وهمس في أذنه ببعض الكلام. ابتسم حسن وقال: بحب مهدي، أنت بقيت واحد من ولدي، والعالم الله إنك زي أحمد وعز. وعشان نزيد القرابة والحب بيناتنا، أنا طلب القرب منك في سمر لي أنس.
ابتسم الكل وكمان مهدي وقال: وأنا مش هلاقي أحسن من أنس ومنكم عيلة لبنتي، وأنا معنديش مانع، بس الرأي رأي العروسة.
قال حسن: روح اسأل العروسة عشان هتكون مناسبة حلوة بالمرة، ولو وافقت كتب الكتاب النهاردة.
مهدي: تمام، عن إذنكم.
قال فهد بضحك: داخل حامي الواد كتب الكتاب كده على طول.
ضحك يونس وقال: ده وقع لي شوشته.
قال عز بحب: سبوه، أنتوا ما أكتر منه، ربنا يتمم لك بخير يا ولدي.
ابتسم أنس بحب وقال: ربنا يخليك لنا يا أبوي.
عند مهدي، بعد ما اتصل بعليا، وصلوا البيت هي وسمر.
قالت علياء: خير يا مهدي، في حاجة؟
قال مهدي: سمر متقدملها عريس، وأنا موافق، بس الرأي رأي سمر.
قالت علياء: مين العريس؟
ابتسم مهدي وقال: أنس هو العريس. ها، ياسمر، قولت إيه؟
ابتسمت سمر بخجل وقالت: اللي تشوفه يا بابا.
قال مهدي: أنا شايف كل خير.
قالت علياء: طيب، على خيرة الله.
قال مهدي: يعني موافقة، ياسمر، عشان النهاردة هيكون كتب الكتاب.
هزت رأسها بخجل وسكتت.
ضحك مهدي وحضنها وقال: بقيتي عروسة يا سمر. وبعدين قال: هروح أبلغ الرجال بالموافقة.
وصل مهدي وبلغهم بالموافقة، وبلغوا الحريم. واعتلت أصوات الزغاريط، وبقيت الفرحة فرحتين.........