قصة تزوجته رغما عنه
البارت الخامس والثلاثون 35 والثاني والسادس والثلاثون 36
بقلم حورية
البارت الخامس والثلاثون
اشتد غضب "ناديه"والدة علياء وهى تنهرها فى قسوه"بقى انتى تسيبى فارس عشان واحد متجوز وكمان عنده تلت عيال وتابعت لاء وافتكر انه مش عايز مراته بعد تلت عيال "
علياء فى محاوله بائسه وبلطف:-يا ماما دول توأم يعنى مش بقاله عشر سنين متجوز وانا مش هعرف اكمل حياتى مع حد غيره
هنا اقتر بت والدتها حتى اصبحت تقف امامها وتنظر لها فى أم عينيها :-انتى يا علياء ..انتى مش فاكره ازاى سابك لما امه بس رفضتك ومن غير سبب ..كل ده نستيه ..ده شخص عديم المسئوليه وانا عمرى ما هوافق انك تغلطى غلطه زى ديه ..ده جواز انتى فاهمه يعنى ايه زوجه تانيه
ردّت بارتباك:-انا عمرى ما كنت هقبل بده ..بس انا وحسن من زمان لبعض ..من زمان اوى ثم تابعت بثقه:-..انتى مشوفتيهوش كان عامل ازاى لما عرف انى كنت هتخطب لفارس
هنا اشتّد غضب ناديه:-انتى اتجننتى ولا ايه ..انتى مغيبه يا عليا
ردّت فى محاوله لانهاء الموقف:-ماما خلاص يا ماما ..عايزه انام سبينى لوحدى بقى عندى شغل بدرى والساعه بقت 11 ونص
تركتها وهى تزفــر وقلبها يعتصر الما على ابنتها....
************************************************** *******************************
كانت تلهث وانفاسها اصبحت متقطعة ..مذعوره ..كادت ان تمسك بالمفتاح المطروح ارضا قبل ان يصل ويحكم قبضته عليها ..
صرخت به وهى تلهث:-سبينى بقى ..كفايا كده
وكأنه لا يسمعها ..كان فى عالم اخر ..هو فى مهمة وعليه ان يقضيها مهما كلفه ذلك ...
كان جسدها مقيدا بكلتا يديها فى محاوله منه لان يحملها الى الداخل ...انتهزتها فرصه وعضته بقوه ...تأوه وافلت يده ..وفى لحظه سحبت مزهريه موضوعه على تلك الطاوله وجاءت بها على رأسه ..وضع يده على مقدمة رأسه التى نزفت دما وسقط ارضا فهل خارت قواه؟!..
فزعت بشده لذلك المشهد وقالت وهى تبكى :-كريم ..هزت كتفه عن بعد وكررّت:-كريم رد عليا انا اسفه ...
ولكنّها لم تسمع له ردّا ولكنّه فتح عيناه قليلا ...قالت له فى فزع وارتباك وحروف متقطع:-هجيب الميكركروم وقطن ثانيه واحده ...
أسرعت الى غرفتها بالفعل ولكنه لم ينتظرها ولم تكن قواه قد خارت بعد...هرول مسرعا ناحية الغرفه وأغلق وراءه الباب ...
وأصبحت الان اسمع بوضوح توسلاتها ونحيبها...ثم صفعه قويه..فقدت على اثرها الوعى ..وتمكن هو منها تماما....
************************************************** *********
يوم جديـــد مر على ابطالنا ...استيقظت فيه مها فى نشاط وادّت صلاتها ..ثم اقتربت من اذن حسن وبدون مقدمات صرخت قائله:-حســـــن
فزع و نهض قائلا:-فيه ايه؟..حد حصله حاجه ولا ايه
ضحكت واخرجت لسانها له قائله بمرح:-لاء مفيش حاجه خالص ..كنت بصحيك
تنفس الصعداء وقال لها بغيظ:-حد يصحى حد كده يخربيتك
ضحكت وهى ترتدى عباءه سوداء قائله له:-طب انا نازله اجيب العيال من عند ماما بقى عشان زمانها بتعيط دلوقتى
قال لها بمرح :-فى ستين ثم صمت ثوانى سلامه
جاءت بالغطاء واطاحته حتى استقر على رأسه وهي تقول:-انا غلطانه ..مبيتمرش فيك اصلك ..كانت بالطبع تنطقها بعفويه ولكنّ تلك الجمله لمست فيه وترا حساسا ولكنّه سرعان ما أسكت ضميره ...فلا داعى له الان ...
اتجهت ناحيه باب الشقه لتتركها حتى رن هاتف المنزل ...أجابته ..وكانت "فتحيه"
مها بهدوء:-صباح الخير يا ماما
فتحيه بتذمر:-عايزه تفهمينى انى متصله بدرى يعنى ..لاء يا حبيبتى ده بيت ابنى براحتى
مها وقد اعتادت ذلك:-لاء يا ماما براحتك ..تتصلى فى أى وقت
فتحيه اّمره:-متتأخريش النهارده
مها متسائله :-فيه حاجه ولا ايه
فتحيه بتذمر واضح:-هوا ايه اللى فيه ايه ..انتى نسيتى النهارده التنضيف
مها بصدق:-والله نسيت خالص ..بس معلش يا طنط اصل ماما سبت عندها الاولاد امبارح ومش هينفع اسيبهم النهارده تانى
فتحيه بغضب:-يعنى مش هتيجى ولا ايه ..خلاص انا هعملها لوحدى متشكره يا مرات ابنى
مها معتذره:-خلاص يا طنط حاضر انا جايلك دلوقتى نبدء عشان اخدا لولاد عالضهر ان شاء الله
فتحيه وقد ارتاحت:-ماشى ادينى مستنيه وهحضر الحاجه اهو
اغلقت مها الهاتف..وهى تتذمر من داخلها تعلم ان حسن تغير كثيرا ولكن تلك الخصله السيئه بقت فيه وستبقى ابد الابدين "التطنيش"..
اتجهت مره اخرى الى الغرفه وهى تقول له :-حسن انا مش قادره اروح لممتك النهارده
فرك عيناه وردّ بلا مبالاه:-ليه يا مها بس..احنا مش ناقصين مشاكل بقى
مها بعند:-وانا تعبانه ...
علم مدى الضيق الذى تشعر به ولكنه كان دبلوماسيا لابعد حد ..فنهض من الفراش واتجه اليها وضمّها فى حنان وقال لهاوهو يمسح على رأسها:-معلش يا حبيبتى استحملى ..عشان خاطرى انا يا مها
كان كلامه له مفعول السحر عليها بطريقه عجيبه ..انصاعت له فى اخر الامر وهمّت لكى تذهب لوالدته...
************************************************** ******
ذهبت علياء الى عملها فى ذلك اليوم وهى فى أبهى حللها...ارتدت فستانا اسود اللون من الكتّان المطرز باللون البترولى ..واتجهت وكلها ثقه وامل فى غدّها متجاهله كل من تدهسهم بقدمها فى مشوارها لذلك الغدّ...
دخلت مكتبها وجلست وكان عقلها فى مكان اخر ...
أما حسن دخل الى مكتبه ايضا ينتظر بفارغ الصبر موعد الراحه لكى يلتقى بها ويضعوا كما يقال "النقط على الحروف"
اذا فهوا صباح هادئ نوعا ما ..ولكن فى مكان اخر كان صباحا بائسا جدا...
استيقظت ملوك لتجد نفسها على ذلك الفراش ..وما ان رأت تلك الحاله التى هى عليها ..حتى تذكرت كل ما حدث ...
صرخت فجأه وكأنها تريد ان تخرج كل ما بها ..وبدأت بالبكاء فالنحيب فانقطاع نفسها...
خرج هوا على اثر ذلك من الحمّام ..ما ان رأته حتى شدت ذلك الغطاء لتستر جسدها الضعيف منه ...وهى ترتعش بشده ..بدت مريضه جدا
ومن الواضح انه الان عاد لوعيه هو الاخر وتذكر كل ما فعله ...
وقف فى مكانه ينظر لها ..ماذا فعلت بها؟! ..سار ناحيتها خطوات بطيئه..شعرت بخطواته ..فانكمشت فى مكانها الصغير الذى احتلته فى الفراش اكثر ودثرت نفسها بالغطاء اكثر واكثر ...ثم صرخت بقوه:-اطلع بره ..اطلع
لم يجد مفرا من ان يفعل ما تأمره وخرج وأغلق الباب ورائه ...
وفى دقائق معدوده قامت وهمّت لتفتح خزانتها واخرجت عباءه ارتدتها وبسرعه كانت جاهزة تماما لكى تخرج من ذلك السجن والمنفى التى نفيت اليه....وجدته امامها ..ولم تلتفت اليه واتجهت الى الباب لكى تفتحه بعدما امسكت بحقيبتها ..ولكنه لم يفتح ...
هنا نطق هو بحزن واضح:-انا اسف انا حيوان انا عارف والله
قاطعته فى عنف وصراخ:-افتح الباب
وقف امامها فاغمضت عينيها لا تريد ان تراه مرة اخرى ..لم يبالى وتابع باستعطاف:-انا حيوان وكل حاجه زباله فى الدنيا سامحينى عشان خاطرى
صرخت مره اخرى :-افتح الباب بقولك والا والله هنط من البلكونه
رّد فى توسل يغلفه الحزن والوجوم:-طب هفتحه بس عشان خاطرى وافقى انى اوصلك ..انتى متعرفيش حد هنا ومفيش موصلات لبيتكوا
حسمت ذلك سريعا فهى لا تعرف اى احد هنا ولا مفر لها من الموافقه ..
وبنفس النبره العاليه:- طيب
فتح الباب سريعا وهرول امامها لينتظرها بالاسفل حتى اصبحوا امام السياره ...مدّيده ليأخذ الحقيبه فلمست يده يدها ..ابتعدت بسرعه فأخذ الحقيبه و وضعها فى السياره...
وبعد ساعه ونصف تقريبا كانت فى منزل والدتها لتستجوبها عما حدث ولكنها لم تجيبها بأى شئء ودخلت غرفتها وتدثرت بالغطاء جيدا وسار هوا الى حيث لا يعرف.....
************************************************** ********
جاء موعد الراحه واخيرا استطاع ان يجلس معها منفردين فى احد المطاعم القريبه من الشركه ....
بدأ هو الحديث قائلا:-مش هنكر يا علياء انى حبيت مها مع الوقت والعشره والاولاد وخصوصا انها بتحبنى فعلا وانا عارف ..بس لما شوفتك معرفش ايه اللى حصلى حاجه خلتنى اتحرك انى لازم اجيلك لازم اكلمك وان احنا مش مجرد اتنين كانوا بيحبوا بعض وخلاص ولما شوفتك صدفه فى الشارع افتكرت انى مش هشوفك تانى وفوجئت انك جيتى تشتغلى فى المكان اللى انا بشتغل فيه! انا من ساعتها وانا تعبان جدا مش عراف استطعم اى حاجه ولا احسها انا محتاجلك جدا ..
كانت سعيده بحق بكلامه ولكنها ردّت فى هدوء:-طب وماما ومراتك
حسن بهدوء مماثل:-انا هتصرف مع مها ..هيا بتحبنى وعمرها ما هترفض انى اكون سعيد ..ادينى فرصه انا االنهارده مقرر انى هقولها
علياء :-وماما؟
حسن بثقه:-ممتك عارفه انك بنتها الوحيده وانك مش هتجوزى غيرى وبشوية ضغط هتوافق
علياء بقلق:-انا خايفه
أمسك بيدها فى حب وقال لها بصدق:-انا معاكى متخافيش
************************************************** *********
وفى مكان اخر كانت مها تمسك تلك السجاده الكبيره وتهزها فى عنف حتى تسقط عنها ذلك التراب الذى تراه فتحيه بوضوح ولكن قد اختبأ من عيون مها...
فتحيه بابتسامه:-الحمد لله خلصنا كده الصاله والاوضتين ناقص والحمام والمطبخ والبلكونات ...ثم تابعت:-انا هكنس البلكونه الاولانيه بقى واعملنا كوباية شاى تكونى انجزتى شويه
مها بتعب:-طب يا طنط تعالى ناكل لنا حاجه الاول ...
فتحيه بتذمر:-هوا ايه اللى ناكل احنا مكملناش تلت ساعات هعملك شاى قولت ادخلى بس يلا على الحمام ادعكيهولى احسن اصفر خالص
ردّت عليها بوهن :-حاضر
ودخلت الى ذلك الحمام ..كان نظيفا فانتهت منه سريعا وما ان وجدتها فتحيه قد خرجت منه حتى قالت لها:-انتى لحقيتى
ردّت بتعب بالغ:-والله خلص يا ماما
ردت فتحيه بعند :-طب انا رايحه اشوفه وتعالى معايا ورينى بقى
ذهبت معها وما ان رأته فتحيه حتى اشارت على بعض المياه الموجوده بالارض ...وقالت:-نشفي الميه ديه طيب وتعالى عالمطبخ فيه مواعين باقلها تلت تيام مقدرتش اعملها ...
اتجهت مها مسرعة لحقيبة يدها اخرجت منها قطعة من الشيكولاته لكى تستعين بها على هذا البلاء...
************************************************** **************
الساعه الرابعة عصرا...مازالت ملوك نائمه وكانها تهرب بهذا النوم الى الواقع ولم تتوقف اتصالات كريم بها واتصل بوالدته ليطمئنها ولم يقصّ عليها اى شئ...واخبرها بانه سوف يجلس مع ملوك اسبوعا اخر وتعلل لنهال بحجة ان خاله فى حاجه الى بقائه معه ....
أما مها كانت قد انتهت اخيرا ولكنها كانت متعبه بحق ...لاحظت فتحيه ذلك اخيرا ونظرت لها قائله "بت يا مها انتى حامل ولا ايه"
تعجبت مها وقالت"ايه ؟!..لاء مش حامل يا ماما"
فتحيه بثقه:-اقطع دراعى لو مكنتيش حامل ..احنا كل اسبوعين بنعمل الشغل ده مبيحصلكيش حاجه ايه اللى جدّ"
مها بشك:-معقوله اكون حامل ؟
فتحيه:-هبعت البوابه تجيبلك اختبار ونشوف
مرت نصف ساعه كانت مها قد اتصلت لتعتذر لوالدتها فاخبرتها والدتها بان اميره عندها لكى تودعها فموعد سفرهم غدا..وطلبت منها ان تمر عليهم ليلا حتى يجلسا سويا ...
كان اختبار الحمل قد جاءت به فتحيه فى تلك اللحظات وقدمته لها ..اجرته وبعد دقائق كانت نتيجته ايجابيه
صرخت مها فرحه:-يااااااااااه حاسه كأنى اول مره احمل ثم تابعت :-حسن هيفرح اوى لما يعرف
فتحيه وقد مصت شفتيها :-هيفرح ثم تابعت :-طب قومى الحقى ولادك بقى
قامت وقد نست كل شئ عن تعبها وجسّت بطنها فى فرحه ومضت تفكر كيف ستخبر حسن؟!....
اوصلت منزلها واتجهت الى خزانتها ..الاولاد غير موجودين والجو مهيأ تماما لأى مفاّجاه ....اختارت فستانا كشف جزءا كبيرا من ساقيها احمر اللون ..ومع شعرها الاسود القاتم..وشفتيها المطعمتين باللون الاحمر الصارخ ...جعلها تبدو كالقمر ليلة تمامه ...
نظرت بالساعه ..مازال الوقت مبكرا جدا لعودة حسن وكادت تلوم نفسها على استعدادها المبكر ولكن الفرحه قد انستها كل شئ ...
فجأة سمعت دقات الباب ..قالت :-مين؟!
سمعت صوته ..وبدون مقدمات ..ادارت المقبض وفتحت الباب ..اليوم كان قد عزم على ان يخبرها ولن يستطع اى شئ ان يفّل ارادته ...
لاحظت عدم اهتمامه ولكنّها تجاهلت ذلك وقالت له بفرحه:-عندى ليك مفاجاه ..
نظر لها فى هدوء وقال ها:-انا عايز اتكلم معاكى فى موضوع مهم يا مها
نطرت له بقلق:-فيه ايه قلقتنى
طلب منها ان تجلس امامه ..كانت قد اعدت له طاوله عليها اشهى انواع الطعام ابتاعته من مالها الخاص ...
جلسا والان استجمع شجاعته وقال لها :-مها انا عايز اتجوز .....
************************************************** ***********************
البارت الجديد السادس والثلاثون
يالــه من موقف..ويا لــها من لحظات مرت بطيئه جدا..كل شئ سكن من حولها فجأه ...اصبحت الدنيا من حولها رماديــه...ولا ترى أى شئ واضح سواه...
ارادت ان تتيقن ان هذا غير حقيقى ..فقطعت الصمت وقالت له بعدما نهضت من مجلسها:-انت بتهزر؟!
نظر بعينيها طويلا وصمت...
هزت كتفه بعنف وصرخت به:-انطق ...انت بتكلم جد ..عايز تجوز ؟
رد بهدوء:-ايوه يا مها ...ثم تابع بحزن:-انا تعبان جدا مبقتش اعرف اتبسط بحاجه الا فى وقتها واول لما بتروح بزعل تانى ..نظر لعينيها وأمسك يدها وتابع بصدق:-والله العظيم بحبك ...بس بحبها هيا كمان حاولت كتير اوى اوى انى اشيلها من دماغى معرفتش ...
نظرت له ببرود ونطقت:-علياء..
هزّ رأسه بالايجاب واكمل:-واللى زود ده انها بقت معايا فى الشغل ...حسيت بميت مليون احساس لما عرفت انها هتتخطب لمديرى فى الشغل ...ولما رفضته
أكملت مها بنفس البرود المغلف بالسخريه الواضحه:-فرحت طبعا ...ثم تابعت :-وانت بقى جاى تاخد رأيي ولا بتبلغنى ولا رأيي تحصيل حاصل بقى
كانت تحترق بداخلها ...و لأول مره شعر ت بمدى ضاّلتها فى عينيه ...
نهض من مجلسه و وضع يده على وجنتها وقال بصدق:-مها انتى عارفه انا بحبك قد ايه ...وعمر رأيك ما هيكون تحصيل حاصل
نظرت له بسخريه واتجهت الى غرفتهم بخطوات بطيئه ...مازال يعدو ورائها ...
فتحت الخزانه والتقطت حقيبة سفر كبيرة الحجم ..و وضعتها على الفراش المقابل للخزانه ...
هنا نطق هوا متوسلا:-عشان خاطرى يا مها متكبريش الموضوع ..متمشيش يا مها ..انا مقدرش اكمل حياتى من غيرك والله ..وكاد يكمل قبل ان يرى انها تأتى بملابسه هوا وليس ملابسها وتضعها بداخل الحقيبه بعنف...
بهت تماما لتصرفها...
أما هى لم تتوقف ...جمعت كل ملابسه فى تلك الحقيبه حتى امتلأت عن اّخرها...
والتقطت بعدها حقيبه اخرى اصغر فى الحجم واتجهت الى باقى اشياءه كلها الصغيره كعطوره وأحزمته حتى انتهت من تلك الحقيبه هي الاخرى ...
و وضعتها داخل نظيرتها الاكبر حجما....
كان ينظر اليها بدهشه حقيقيه ...كيف تمردت هكذا؟!...
أما هى مازالت محتفظه بجبروتها ...وقالت له وهى تصرخ به وتنظر له بتحدى واضح:-أطلع بره بيتى
تلعثم قليلا وقال لها مرتبكا:-مها ..اسمعينى بس ...
كررّت بصراخ:-انت مبتفهمش...بقولك اطلع بره بيتى ...
اقترب من الحقيبه وكاد ان يأخذها بعدما انحنى ارضا ليرى ان دماءا كثيفه غطت الارض من تحت مها وشوهت بياض ساقيها ...
اذا فقد كانت تلك النار المشتعله بداخلها..انذارا لرحمها بأن يتخلى عن ذلك الجنين ..وقد لبّى رحمها ذلك الانذار سريعا...
صرخ من منظر الدماء ونظر لها قبل ان تسقط هى ارضا و معها دموعها ...وصرخ بخوف حقيقى:-مها...فيه ايه ؟
************************************************** *********
وفى مكان اخر ...كانت نهال قد سيطر عليها الملل تماما ...الوحده ..بالرغم من وجود والدتها معها الا انها كانت تحتاج لشئ اخر ...
كانت تحتاجه وبشده ..قررت ان تتصل به بالرغم من غضبها منه ..فلم يتصل بها من بداية اليوم ...
رنّ هاتفه فاستيقظ وأمسك به ...كان فى حاله يرثى لها ...لا يريد التحدث مع احد ..فكّر الايجيبها ...,لكنّه خشى ان تتصل بخاله او اى شئ اخر لم يفكر كثيرا واجاب اتصالها وقال بصوت مبحوح:-ايوه يا نهال
نهال بقلق:-مال صوتك ..انت تعبان يا كريم ؟
لم يرد عليها بل بكى وبشده ..ثم قال وهو يلهث:-انا تعبان اوى يا نهال محتاجلك اوى اوى
نهال بتلقائيه :-طب تعالى ..وانا هكلم طنط اقولها
قاطعها قائلا ومازال البكاء يتخلل صوته:- مش هينفع ..متكلميهاش هيا مصممه الاسبوع يعنى الاسبوع
نهال بقلق:-ده مفاتش منهم غير يومين بس ثم تابعت:-طب اقولك تعالى نتقابل بره
كريم :-انتى نسيتى انى فى محافظه تانيه
نهال بخيبة امل:-اه صح ...معلش يا حبيبى هانت ...طب قولى مخنوق من ايه
كريم بحزن:-مخنوق مش عارف من ايه
ثم لاحظ انه سيبدأ مسلسل من الاسئله فقرر ان يقطعه قائلا:-معلش يا حبيبتى هقفل عشان خالى بينادى ..
أغلقت معه والقلق يجتاحها ...
أما هو كان تائه حقا ...لا يعرف ماذا يفعل؟!...وفجأه رنّ هاتفه مره اخرى ...كانت والدة ملوك ..
اجابها بقلق قائلا:-ازى حضرتك يا طنط
والدتها "اسماء"بلهفه:-قولى يا كريم يابنى ايه اللى حصل بس...ملوك من ساعة ما جت وهيا حابسه نفسها فى اوضتها ...انا خايفه عليها يا بنى اوى ..تابعت وقد بدأت بالبكاء:-انتوا اتخانقتوا سوا ليه بس
كريم بحزن واضح:-طب انا جايلها يا طنط
اسماء بقلق بالغ:-متتاخرش يابنى احسن ديه مش راضيه تحط حاجه فى بوقها ومن شوية جتلها الازمه ورافضه تاخد الدوا حتى
اشتد قلقه وردّ عليها :-ازمة ايه يا طنط ...
اسماء بحزن:-عندها حساسيه عالصدر ولما بتجلها الازمه نفسها بيروح خالص ..انا مش عارفه اتصرف يابنى
أغلق معها الهاتف واغلق ازرار القميص وأخذ مفتاح سيارته واخذ يقودها بسرعه هائله ...
بعد حوالى ساعه كان يطرق الباب بلهفه ...
فتحت والدتها ..واشارت باصبعها تجاه فمها ..بمعنى ان يدخل بهدوء ...
استجاب لها حتى اشارت له بان يدخل الى الغرفه المقابله للباب الذى اغلقته ...
اقتربت من مجلسه وقالت له بحزم :-انت مديت ايدك على ملوك ؟
لاحظ عصبيتها الشديده ...فردّ مرتبكا متلعثما :-لاء يا طنط ..ليه بتقولى كده؟
ردّت ومازالت تخفض صوتها :-دخلت اقول لملوك انك جى اتعصبت جدا وقامت من الغطا اللى كانت مكتفه نفسها بيه وساعاتها شوفت ايدها كلها خربشه
و وارمه جدا ..وفى تلك الاثناء نظرت الى يده فلاحظت تلك العضه التى نالها من ملوك ..ففهمت تقريبا ما حدث وقالت له بعصبيه:-انت عملت ايه فيها انت اغت..
كادت ان تكمل حديثها قبل ان تدخل ملوك وتوجه حديثها لوالدتها قائله وهى تلهث:-ماما سبينى معاه شويه
نظرت والدتها لها بخوف وقالت لها بتوسل:-عشان خاطرى خدى الدوا شايفه نفسك عامل ازاى ...
ردّت ملوك بصوت مبحوح:-حاضر يا ماما ..سبينى بس
انصاعت امها لطلبها ...
جلست بعيدا عنه ..واخفضت صوتها قائله له وهى تبحلق به :-انت معندكش دم ..ايه الى جايبك هنا ؟ ثم تابعت بعد ان سعلت سعله خفيفه :-عموما كويس انك جيت عشان ننهى كل اللى حصل ..
كريم متجاهلا حديثها:-ممكن تاخدى الدوا طيب
ردّت بعصبيه:-انت مالك انت بيا؟ لو سمحت طلقنى وخلصنى من اللى انا فيه ده ...
تأمل وجهها الشاحب ...والهالات السوداء التى تغلف عيناها ...وكفيها الممتلئان بالحمره .. وردّ عليها متوسلا:-ادينى فرصه تانيه ارجوكى ...ديه اول غلطه اغلطها
عشان خاطر سليم
غضبت اكثر ونظرت فى الاتجاه الاخر:-انا مش طايقه ابص فى وشك..انا اول مره اكره حد كده ...اول مره مقبلش اعتذار حد ..اختضنت جسدها بين يديها وتابعت وقد بدأت الدموع تتساقط من عينيها :-انا اول مره اخاف كده ..تابعت بعد انا مسحت دموعها :-طلقنى ..لو بتحب مراتك طلقنى ..
هنا فتح الباب فجأه كانت والدتها تستمع اليهم ...استنتجت ما حدث ..فصرخت به قائله:-انت اتجننت انت ازاى تعمل فيها كده انت معندكش دين ولا اخلاق ثم وجهت
كلامها لملوك واكملت بعصبيه :-هو ده اللى قولتى هتجوزه وسبتى عشانه عادل ....اللى كان بيتمانلك الرضا ترضى
نهضت من محلها وقالت لامها بعصبيه:-ضغطك عليا هوا اللى خلانى اعمل كده ...حرام عليكى يا شيخه انا كنت مرتاحه من غير جواز ..تصميمك على عادل هوا اللى خلانى اجوز اى حد يتقدملى غيره وخلاص ...عادل ده حرامى وعايز ينهب فلوس ابنى ...وانا مش هديله الفرصه ديه ثم وجهّت بصرها ناحية كريم وبدأت بالبكاء وقالت له:-عادل ده كان بيمد ايده عليا وانا معاك...شايف الرجوله اللى كنت فيها ...فرحان بنفسك دلوقتى
جرى الدم فى عروقه حتى كادت عيونه الزرقاء ان تحمّر ...فصرخ بها بعصبيه:-ابن الكلب...مقولتيش ليه ...
لم تنتظر والدتها اكثر فنظرت لملوك بحزم وصرخت بها:-الكلب اللى قدامنا ده هيطلقك وعدتك هتخلص من هنا وهتجوزى عادل يا ملوك واعلى ما فى خيلك اركبيه ...
دارت الدنيا بها ...اصبحت لا تملك نفسها ...لحظات وسقطت مغشيا عليها ....
هرول كريم ناحيتها ...وحملها سريعا فى سيارته ومعه والدتها التى بدأت بالنحيب ....
وصلا الى اقرب مستشفى ..فالى قسم الطورائ...فالى طبيب فى العشرينات ...
وجه حديثه لكريم قائلا:-الحمد لله يا استاذ الجنين سليم محصلوش حاجه ...
تعجب كريم وردّ:-جنين ايه ؟
************************************************** ************************
"هيا مها اتاخرت كده ليه يا ماما"قالتها اميره لوالدتها ...
ردت بتعجب:-انا عارفه يا بنتى ...ديه سايبه عيالها من امبارح ومشفتهومش بس اتصلت وقالتلى انها هتيجى عشان تسلم عليكى ..
اميره بهدوء:-الغايب حجته معاه
**********************************************
كان قد بذل مجهودا فى تغطية ذلك الثوب القصير الذى كانت ترتديه بعباءه سوداء طويله ...ثم ستر شعرها بطرحه طويله ايضا
وهرول بها الى سيارته فالى المستشفى ...
استقبلها طبيب الطوارئ قائلا لحسن ببرود:-المدام لازم تدخل العمليات فورا يتعملها عملية تنضيف للرحم ...ربنا يعوض عليك
اندهش حسن وردّ فى تعجب:-هيا كانت حامل
ردّ الطبيب:-اه كانت حامل فى شهرين تقريبا ...
طلب منه ان يتجه الى الحسابات ...ودخلت "مها"الى العمليات ....
مرت ساعتين ...شعر فيهم بالاسى والرعب ...كيف يحبها ويحب غيرها....احساسه بالذنب على ضياع ابنه سيـــطر عليه...بقى صامتا ينظر ارضا
.حتى خرج الطبيب ..هرول حسن اليه قائلا:-عامله ايه يا دكتور
طمأنه الطبيب واوضح له انها ستعود الى الوعى فى خلال ساعه تقريبا او أقل ...
مرت بطيئه هى الاخرى ...حتى فتحت عينيها اخيرا ببطئ فنظرت له قائله:-مات؟
أمسك بيدها ونظر داخل عينيها وبصدق قال:-بكره ربنا يرزقنا بغيرها...
ردّت برضا:-ان شاء الله يا حبيبى...
فاق على صوت الممرضه التى نادته قائله:-يا استاذ المدام فاقت ....
هو حلم فعلا يا حسن ...