قصة فاطمة
البارت الواحد والعشرون 21
بقلم مجهول
فاطمة ببكاء: إلحقني مش لاقيه ابراهيم.
اللهم صل علي محمد
: صعد عز سريعا و خلفه نيفين و دخل من الباب الذي كان مفتوحا، وجدها منهارة، و تبكي و تنادي ابراهيم
عز : براحة يا ست فاطمة، مينفعش اللي حتعمليه، خلينا نفكر فين يكون راح
فاطمة: مش قادرة، احنا في اسكندرية، مدينة كبيرة، و مش بيتكلم، يعني حتي مش حيعرف يقول أي حاجة، تدله علي هنا.
كانت نيفين تقف تتابع بصمت و هي تستغرب انهيار فاطمة و في نفسها معقولة كل دا عشان ابراهيم العبيط.
عز وقف و قطع سرحانها: خليكي معاها، و حاولي تهديها، و أنا حنزل أدور عليه.
وقفت فاطمة: لا انا مش حقدر أقعد و انا مش عارفة هو فين و لا إيه بيحصل معاه.
عز بعصبية: لو عجزت انا ابقي انت لفي عليه.
نيفين: ايه رأيك انت دور بطريقتك و انا حاخدها و نلف بالعربية التانية هنا بالمنطقة.
فاطمة وقفت: تمام أنا نازلة معاكي.
عز بقلة حيلة من حالتها: بس مش عاوز أي تهور و متصرفوش أي تصرف من غير ما ترجعولي. قبل ان يكمل كلامه كانت فاطمة تهرول للأسفل، و لحقتها نيفين: تمام ، حنكون علي اتصال.
اللهم صل علي محمد
ركبت السيارة بجوار نيفين و عينها لا تتوقف عن الدموع، و تبحث حولها في كل مكان، و نيفين تتابعها بتعجب، في نفسها: البنت دي يا أما هبلة، اللي تدور علي واحد عبيط بالشكل دا، و لو كنت مكانها كنت ما صدقت انه يغور في داهية. يا اما بقا كله تمثيل عشان تأثر على عز، اللي سارح وراها، يا نهار لتكون هي اللي عملت حاجة في ابراهيم
اللهم صل علي محمد
أثناء السير بالسيارة مرا بمسجد كبير علي أول الشارع الذي يسكنو فيه.
فاطمة ببكاء: معلش ممكن تستني هنا، أصلي العصر و نكمل، احسن المغرب دخل علينا.
نيفين: ماشي ، انزلي و انا هستنا جنب المسجد عشان الطريق.
فاطمة: مش هتصلي معايا.
نيفين بتوتر: هاه، لا أنا عندي ظروف
فاطمة: طب أنا مش حطول عليكي ، و نزلت فاطمة و دخلت من باب النساء الجانبي و كان مصلي النساء خلف مصلي الرجال و يفصل بينهم فاصل خشبي مسدود حوالي متر و نصف و بالأعلى مصمم علي شكل أرابيسك بفتحات ضيقة.
أنهت صلاتها و سجدت تدعي ربها ان يرد إليها ابراهيم، سليما معافا، وقفت بعد أن جففت دموعها، و رفع يديها للأعلي مرة أخري و هي تنادي يا رب ، يا رب، و ما أن انتهت و أخفضت بدها ، حتي جاءت أمامها صورة ابراهيم من فتحة الارابيسك.
، دعكت عينيها غير مصدقة ما تري، اقتربت أكثر ما الأربيسك و أمسكت به و هي تنظر من بين الفتحات، لتجده أمامها يجلس ساندا علي أحد الاعمدة، ممددا قدميه: ابراهيم، قالتها بفرحة و تبدلت دموع الحزن للدموع الفرح، فتح عينيه كأنه سمعها، نظر للأرابيسك وجدها وجهها المشرق أمامه، وقف و ذهب في اتجاهها، و مسك في الارابيسك و هي مسكت بيده: رحت فين يا ابراهيم، كدا توجع قلبي عليك
اللهم صل علي محمد
وقف شيخ المسجد بعد أن انتبه منهما : في إيه يا جماعة، ميصحش، احنا في بيت الله.
فاطمة بفرحة: أنا آسفة يا شيخ، أصلي كنت بدور عليه، و ما صدقت لقيته. لو ممكن ترشده للباب و أنا حستناه بره. استغرب الشيخ، و لكنه أحس أن ابراهيم به عله رغم انه لم يظهر عليه، و لكن صمته دل علي ذلك، خرجت فاطمة مهرولة للخارج، بينما الشيخ امسك بيد ابراهيم و مشي به للخارج،
وجدا فاطمة بانتظاره أمام السلالم المؤدية للمسجد و هي تقف بفرحة عارمة.
اللهم صل علي محمد
نزل إليها مسرعا أمسك يديها و هو ينظر لها بشوق و كأنها بعدت عنه أعواما عديدة دخلت معه الحديقة الخلفية للمسجد و جلست معه علي العشب و هو ما زال ممسكا بيدها.
فاطمة: كدا يا هيما يا حبيبي وقعت قلبي عليك. إيه خلاك تسيب البيت، أنا كان هيجرالي حاجة. لم يرد عليها فقط ينظر لها في صمت.
فاطمة: يووووه، فرحتي بيك نسيتني و أخرجت هاتفها و رنت علي عز. الذي رد عليها فورا.
فاطمة: أنا لقيت ابراهيم، في المسجد اللي بأول الشارع اللي احنا ساكنين فيه، أيوه ، نظرت لاسم المسجد المعلق، أيوه، مسجد خاتم المرسلين، احنا في انتظارك، آه معلش و حضرتك جاي بص علي مدام نيفين أصلها وقفت تستناني جنب المسجد، بس مش عارفة فين بالضبط
اللهم صل علي محمد
عز : تمام أنا حرن عليها. و أغلقت معه و نظرت لإبراهيم بشوق و الذي يبادلها نفس النظرات. فقط نظرات دون أي حديث، بعد وقت، اخفضت عينيها: أنا رجعت انهاردا و و كنت عاوزة احكيلك عن أول يوم ليه في الجامعة، و كل حاجة حصلتلي، بس وقعت قلبي لما ملقتكش، أوعي تعمل كدا تاني، عشان خاطري، أنا هخرجك كتير و نتمشى، اسكندرية جميله أوي، بس إوعي، تغيب عني تاني.
دخل عز إليهما بعد أن رآهما من السيارة، وقف قليلا يطالعهما، ثم تقدم منهما: جلجتنا عليك يا واد عمي، وقف ابراهيم مبتسماو بجواره فاطمة متعلقة بزراعه.
عز: طب يالله أوصلكم.
فاطمة: و نيفين فينها.
عز: أنا كلمتها، و روحت علي البيت.
اللهم صل علي محمد
خرجت من الحمام بعد أن أخذت شاور و غيرت ملابسها لبجامه كت باللون الوردي، و جففت شعرها، نظرت لإبراهيم وجدته نائما، تمددت بجواره و هي تملس علي شعره: نمت يا حبيبي، عارف انهاردا كنت فرحانه أوي بالجامعة و اتعرفت علي صديقة جديدة، و ظلت تحكي عن كل ما حدث معها بالجامعه ، كأنه مستيقظا و يسمعها، حتي غلبها النعاس.
، استيقظت فجرا و صلت الفجر و أيقظت ابراهيم للصلاة ، الذي صل و نام و هي جلست لتذكر حتي ميعاد
اللهم صل علي محمد
الجامعه، نهضت و تمطعت، و دخلت للحمام توضات و صلت ركعتين الضحا ثم بدأت بارتداء ملابسها، خرجت من الحجرة، وجدت رحمة تعد الإفطار.
فاطمة: الله ينور، كنت لسه داخلة أجهزه.
رحمة بابتسامة: أنا عارفة إن عندك كليه بدري، فقلت اجهزه و اصحيكي
فاطمة: تسلمي يا رب. هصحي ابراهيم عشان يفطر معايا و دخلت لتوقظه.
جلست بجواره علي السرير و بدأت توقظه، نظر لها بابتسامة
فاطمة: صباحك ورد، سحبته من يده للحمام: يالله اغسل وشك علي ما اضبط السرير، خطف منها قبله علي خدها و دخل، وضعت يدها علي خدها بصدمة، الولد دا حيتعلم قلة الأدب و لا إيه، رتبت السرير و خرج ابراهيم، و خرجا سويا، وجدت عز يجلس علي المائدة.
فاطمة: أهلا استاذ عز
عز: صباح الخير، جيت أطمن علي ابراهيم، لقيت الفطار جاهز، قلت أفطر معاكم، ألمدام عندي مش بتصحي الا الظهر
جلسا ابراهيم و لجواره فاطمة: خلاص طول ما حضرتك هنا في اسكندرية تيجي تفطر معانا.
عز: تسلمي يا بت الأصول، ثم نظر لإبراهيم: كيفك اليوم يا هيما، ،ربنا يشفيك و اسمع صوتك تاني.
فاطمة: و هي تتناول فطورها، حضرتك أقرب واحد لإبراهيم
عز: ابراهيم، دا مش ابن عمي بس، دا أخويا.
اللهم صل علي محمد
فاطمة: ربنا يدوم بينكم المحبة، ثم رن هاتفها: السلام عليكم ورحمة الله، ازيك عامله إيه، هاه لا مش هينفع، انت واخده علي استاذ عز، تركبي معاه عادي، لكن انا ميصحش أركب مع اخوكي. استاذ عز اخو جوزي و ابن عمه. اوعي تزعلي مني، تمام هحصلك علطول و أغلقت الخط.
فهم عز ما دار بالمكالمة و زاد إعجابه بها: يالله أوصلك عشان متتأخريش.
فاطمة: ما السواق يوصلني، بدل ما حضرتك تتعطل عن شغلك.
عز: طول ما انا في اسكندرية، أنا اللي هوصلك.
قبل أن تخرج انحنت أمام ابراهيم و أمسكت يده: عشان خاطري، إوعي تعمل زي امبارح، و أنا مش هطول عليك. ابتسم لها ابراهيم. و انصرفا
وصلا للجامعة، وجدا رشاد و فاتن يقفان أمام السيارة.
نزلا من السيارة ، تقدم رشاد: ينفع يا دكتورة ترفضي نوصلك.
عز: سيبها براحتها، و بعدين ايش تجربلها انت
رشاد: كدا برده، يا بوس، طب بذمتك لما ترجع انت البلد، مين حيوصلها مش تيجي معانا أفضل.
عز: لع، أنا عينتلها سواج يجيبها و يوديها.
رشاد و عيناه تتخطف النظر لفاطمة: اممم خلاص، زي ما تحب يا صاحبي، أنا حبيت أخدم بس.
فاتن: يالله يا بطة، حنتأخر
فاطمة علي استحياء دون أن ترفع نظرها لأحد منهما: عن إذنكم و دلفت للجامعة..