قصة تاني حب
البارت الخامس عشر 15
بقلم ملك إبراهيم
ملقاش فريدة مكانها وبص حواليه كان المكان فاضي جدا وبدأ يزعق في زمايله وقالهم: البت هربت.
اتفزع الخاطف الاول وسأله: هربت ازاي الله يخربيتكم دا الباشا هيودينا كلنا في داهية.. نزلوا التلاته يجروا حوالين العربيه ومش لاقين لها اثر.
عند فريدة..
جريت كتير جوه الأرض وتعبت من كتر الجري لدرجة انها بدأت تشك ان الارض دي ملهاش نهاية وكانت هتموت من الرعب والهلع من الظلام اللي حواليها ومن الخاطفين اللي ممكن يمسكوها ويخطفوها تاني ومش لاقيه اي حد ينقذها وتليفونها وكل حاجتها كانت في العربيه مع كامل..
وقفت فجأة قدام بيت كبير وسط الاراضي.. البيت كان يشبه القصور المهجوره وكان لوحده وسط أرض زراعيه كبيره ومفيش اي مباني تانيه حواليه.. وجود البيت زرع في قلبها الامل وتوقعت ان اهل البيت هيساعدوها..
جريت على البيت بسرعه ووقفت تخبط على الباب الخشب الكبير ولقته اتفتح مع الخبط عليه.. اندفعت للداخل وهي هتموت من الهلع وخايفه ان الخاطفين يمسكوها تاني.. دخلت جوه البيت وهي بتنادي بصوت خافت: لو سمحتوا في حد هنااا؟
سمعت صدى صوتها جوه البيت وده خوفها اكتر وخصوصا انها بصت جوه البيت كان ضلمة ومش شايفه جواه حد!
حاولت تنادي مرة تانيه بصوت أعلى لكنها سمعت مرة تانيه صدى صوتها جوه البيت واتجمدت مكانها من شدة الخوف.
بقلمي ملك إبراهيم.
في نفس الوقت على نفس الطريق لكن بمسافه بعيدة كان في عربية ماشيه وجواها شاب والمحامي بتاعه كان قاعد جنبه وكانوا راجعين من محافظة الإسكندرية واتكلم الشاب مع المحامي: ياريت يا استاذ محي تكمل انت باقي الإجراءات وتخلص موضوع الارض ده في أسرع وقت.. الأرض دي مش هتروح لعيلة زيدان سامعني.
رد المحامي: عيلة زيدان عملوا المستحيل عشان ياخدو الأرض دي وخصوصا انها في نص ارضكم ووالدك الله يرحمه حاول كتير يشتري الأرض دي من صاحبها بتاع اسكندريه والراجل كان رافض بس انت ماشاء الله عليك قدرت تقنعه وتتفق معاه على شرا الارض.. صحيح اللي خلف مامتش وتستاهل تكون كبير عيلة الراوي.
الشاب بص قدامه وقال باصرار: عيلة الراوي هيفضلوا كبار البلد واللي ابويا وجدي بدئوه انا هكمله.
فجأة وقف بالعربيه لما شاف شئ في نص الطريق قاطع عليهم الطريق.
المحامي وهو بيبص على الطريق بقلق: ايه اللي حاطينه في نص الطريق ده؟
الشاب بص حواليه وكان الطريق فاضي وفجأة حصل ضرب نار عليهم وهما جوه العربيه.. بص بصدمة جمبه للمحامي اللي اخد رصاصة في صدره في لمح البصر وفارق الحياة.. دور الشاب على سلاحه الخاص وافتكر انه مكنش واخده معاه وهو مسافر اسكندرية وهو دلوقتي قدامهم من غير سلاح وهما بيضربوا عليه نار من جميع الاتجاهات..
فتح الشاب باب العربيه بسرعه ونزل منها والرصاص بيتضرب عليه من كل مكان وبدأ الشاب يجري وهو بيحمي نفسه ومش فاهم مين اللي اتجرؤا وعملوا مع كبير عيلة الراوي كده وبدأ يجري جوه الاراضي الزراعيه وهو بيهرب منهم وبيتخفى وسط المحاصيل العاليه..
في الوقت ده اللي كانوا خاطفين فريدة بيدوروا عليها في كل مكان على الطريق اللي هربت فيه وفجأة سمعوا صوت ضرب النار جاي من على الطريق وبيزيد اكتر وبيقرب منهم.. خافوا انهم يكونوا شرطة وركبوا عربيتهم بسرعه واتحركوا بيها بعيد عن الطريق وكملوا طريقهم لبيت الجبل من غير فريدة..
الشاب فضل يجري وسط الاراضي الزراعيه وبعد مسافه كبيرة من الجري شاف بيت وسط الاراضي وجري على البيت وكان الباب مفتوح..
فريدة كانت جوه البيت بتبكي وقعدت على الأرض ضامه جسمها بخوف ومش قادرة تتحرك من مكانها بعد ما اكتشفت ان مفيش حد جوه البيت ده غيرها وواضح انه بيت مهجور من زمان وكان بيشبه بيوت الأشباح اللي كانت بتسمع عنها وخافت تخرج منه خصوصا لما سمعت صوت ضرب نار من مسافة قريبة وتوقعت انهم اللي خاطفينها بيدوروا عليها وهما اللي بيضربوا نار.
الشاب دخل البيت وهو بيجري وبيلتقط انفاسه بسرعه..
فريدة شافت خيال لشخص بيقرب منها بسرعه وقامت من مكانها بخوف وصرخت.
الشاب جري عليها بسرعه وحط ايديه على شفايفها عشان يكتم صوت صراخها وهمس لها: اهدي متخافيش انا مش هأذيكي.
كانت حاسه ان هيغمى عليها وبصت للشاب بخوف وهو بص في عيونها اللي بتلمع بالدموع وكان لسه كاتم صوتها بإيديه وهي بتبصله بهلع وعيونهم اتقابلت للحظات والشاب اتكلم معاها بهمس وكان فاكر انها صاحبة البيت: متخافيش انا بهرب من اللي بيضربوا عليا نار ومش هأذيكي.. هشيل ايدي بس متصوتيش اتفقنا.
هزت راسها وهي بتبصله بخوف والاضاءة كانت شبه منعدمه جوه البيت.. الشاب رفع ايديه عن شفايفها وهي همست بخوف: يعني انت مش عفريت؟
الشاب بصلها بدهشة وقال: اكيد لا يعني هو انا لو عفريت هخبي عليكي ليه!
فريدة ببكاء: طب حرامي؟
الشاب: عندك حاجة مهمة ينفع تتسرق؟
بصتله بصدمة وهو اتكلم مرة تانيه وقال: يا ستي انا لا حرامي ولا عفريت انا مصطفى الراوي كبير عيلة الراوي اللي في البلد اللي جنبكم هنا.
ردت بخوف: انا معرفش حاجة هنا.. انا كنت مخطوفه وهربت منهم ولقيت البيت ده دخلت فيه ولقيته فاضي.
اتكلم بصدمة: كنتي مخطوفه!! مين اللي كانوا خاطفينك؟
قبل ما ترد عليه سمعوا صوت ضرب النار قرب جدا من البيت ومصطفى حط ايديه على شفايفها عشان متنطقش وهمس لها: شكلهم تحت البيت مش عايز صوت او حركه.
هزت راسها بخوف وهو بعد عنها وقرب من شباك البيت بحذر وبص على تحت وشاف رجاله لابسين لبس صعيدي ومعاهم اسلحة وعرف انهم اكيد تبع عيلة زيدان وعايزين يخلصوا منه عشان يستولوا على الأرض.
رجع قرب منها بخطوات حذره وهمس لها: هما تحت البيت دلوقتي ومش بعيد يدخلوا يدوروا عليا هنا والمشكلة ان مش معايا سلاح.
بصتله بخوف وسألته: هما اللي تحت دول اللي عايزين يقتلوك ولا اللي كانوا خاطفيني؟
رد بثقة: اكيد اللي عايزين يقتلوني بس لو طلعوا هنا هيقتلونا احنا الاتنين.
فريدة بكت بخوف وقالت: بس انا مش عايزة اموت دلوقتي.
رد عليها بغيظ: يعني انا اللي قاطع تذكرة وعايز اموت بدري.. اهدي شويه وسيبيني افكر.
دور على تليفونه في جيوبه ملقهوش وتوقع انه اكيد وقع منه وهو بيجري.
سألها: انتى معاكي تليفون؟
ردت: لا مش معايا.
هز راسه وقالها: طب هاتي ايديكي.
ومد ايديه ليها عشان يمسك ايديها وهي بصتله بخوف وهو اتكلم مرة تانيه: متخافيش.. هاتي ايديكي.
حطت ايديها في ايديه وهو سحبها وراه بحذر وكان البيت ضلمة جدا ومش شايف بوضوح بس كان شايف ان في كراكيب في ركن بعيد ينفع انه يخبيها وسط الكراكيب دي واخدها لحد الركن ده وقالها بهمس: اقفي هنا ورا الحاجات دي ومتتحركيش مهما حصل حتى لو قتلوني متعمليش اي صوت لحد ما يمشو وانتي اهربي.. سمعاني.
بصتله بخوف وقالت: هما ممكن يقتلوك؟
رد ببساطه: الاعمار بيد الله.. خليكي هنا ومتتحركيش.
واخد لوح خشب كان وسط الكراكيب وبعد عنها خطوتين وبعدين رجع بصلها وسألها بفضول: مقولتليش اسمك ايه؟
ردت بخوف: فريدة.. اسمي فريدة.
رد بابتسامة: وانا مصطفى.. اسمي مصطفى.
كمل خطواته اتجاه باب البيت وفي نفس اللحظة كان واحد من اللي عايزين يقتلوه بيفتح باب البيت عشان يدور عليه جوه..
وقف مصطفى ورا الباب وهو ماسك لوح الخشب واول لما الشخص اللي داخل يدور عليه دخل البيت مصطفى ضربه ب لوح الخشب على دماغه بكل قوته ومع الضربه الشخص ده كان معاه سلاح في ايديه ضرب منه رصاصه وهو بيقع وفريدة اول لما سمعت صوت الرصاصه العالي قريب منها صرخت بخوف وفقدت الوعي.
صوت الرصاصه مع صوت صراخ فريدة جذب باقي الرجاله للبيت ومصطفى اخد السلاح اللي واقع على الأرض من الشخص اللي ضربه وبدأ يضرب عليهم نار عشان يحمي نفسه منهم وكان عددهم خمس اشخاص وبعد تبادل لاطلاق النار بينهم وبين مصطفى قدر يخلص عليهم كلهم ولما اطمن ان مفيش حد تاني منهم لسه عايش رمى السلاح على الأرض وجري يشوف فريدة ويطمن عليها لقاها فاقده الوعي.
حاول يفوقها بإيديه لكنها مكانتش بتستجيب له ومقدرش يمشي ويسيبها في البيت ده لوحدها.. شالها وخرج بيها من البيت ومشي بيها مسافه كبيرة لحد ما وصل للطريق وحطها بهدوء على الطريق وقعد جنبها يلتقط أنفاسه بتعب ومش قادر يصدق كل اللي حصله في الليلة الغريبه دي!
شاف نور عربيه جاي من بعيد قام وقف وشاور للعربيه وصاحب العربيه وقف وشاف حالته مع نزول المطر وقرب طلوع الفجر واستغرب وجوده في المكان المقطوع ده.
صاحب العربيه: خير؟
مصطفى: ممكن لو سمحت توصلني اقرب مستشفى في طريقك معايا بنت فاقده الوعي.
صاحب العربيه بص للبنت وهي فاقده الوعي على الأرض وسأله بقلق: مين البنت دي؟
مصطفى: كانت مخطوفه وانا انقذتها وعايز اوصلها المستشفى بسرعه.
صاحب العربيه بخوف: انت خاطف بنت واغتصبتها وعايز تلبسهالي..
واتحرك بعربيته بسرعه وسابهم على الطريق.. مصطفى استغرب سوء ظنه فيهم وقعد مكانه مرة تانيه وبص ل فريدة اللي كانت فاقده الوعي وقال: انتى طلعتيلي منين بس!
بدأ النهار يطلع وظهرت عربيه تانيه بعد وقت وقام شاور للعربيه وصاحبها وقف.
اتكلم مصطفى: لو سمحت ممكن توصلنا اقرب مستشفى لان مراتي حامل وتعبت فجأة بالليل والعربية اتعطلت بينا وانا واخدها المستشفى.
وافق صاحب العربيه انه يوصلهم اقرب مستشفى لما اطمن انها مراته ومصطفى شال فريدة وركبوا العربيه وبعد نص ساعه وصلوا قدام المستشفى وشكر الشخص اللي وصلهم وشال فريده ودخل بيها المستشفى وقالهم انها فاقده الوعي بقالها وقت طويل.
الممرضين اخدوا منه فريده وموظف الاستقبال طلب بيانات المريضه ومصطفى مكنش يعرف عنها اي حاجة ومش هيقدر يقول اللي حصل معاها وللسبب ده قال: تبقى المدام بتاعتي.
موظف الاستقبال: ممكن البطاقه الشخصيه؟
مصطفى: للاسف لما فقدت الوعي فجأة انا نسيت اخد اثبات الشخصيه بتاعها.
الموظف: يبقى محتاجين اثبات هوية حضرتك.
مصطفى افتكر ان كل حاجة تخصه كانت في العربيه وقال: طب ممكن اعمل مكالمة تليفون اطلب منهم في البيت يجيبو بطاقتي الشخصيه او الباسبور بتاعي.
الموظف: اتفضل.
مسك مصطفى تليفون المستشفى واتصل على اخوه الاصغر منه وطلب منه يجيب الباسبور بتاعه بسرعه ويجيله على المستشفى.
بقلمي ملك إبراهيم.
مع طلوع النهار اطمن كامل على والدته واخته انهم ناموا وخرج من البيت عشان يتابع التحقيقات في اختطاف فريدة ويشوف رجال الشرطة وصلوا ل ايه.
في بيت المستشار رؤوف..
مها دخلت تصحي باباها وهي جاهزة بملابس الخروج.
مها: بابا قوم هو حضرتك نمت.. دا انا منمتش طول الليل.
المستشار رؤوف وهو بيفتح عينيه وبيبص ل بنته بستغراب: انتى لابسه كده ورايحه فين؟
ابتسمت مها وقالت: رايحه اقف مع كامل.. لازم اكون جنبهم في الظرف ده.
المستشار رؤوف بقلق: بس انا من رأيي انك تبعدي الفترة دي لان كل المحاطين ب كامل حياتهم في خطر لحد ما يقبضوا على اللي خطفوا بنت عمه.
مها: انا لازم اكون جمبهم يا بابا في الظرف ده وخصوصا كامل لازم يشوفني جمبه طول الوقت عشان ميفكرش اني اتخليت عنه في ازمته.
المستشار رؤوف: طب استنيني هقوم البس واخدك في طريقي اوصلك ل بيته وبالمرة اشوفه عشان ميفكرش اني اتخليت عنه في ازمته زي ما انتي بتقولي.
ضحكت مها وقالت: صح كده يا سيادة المستشار.. اجهز بسرعه هستناك تحت.
بقلمي ملك إبراهيم.
في المستشفى عند فريدة بدأت تستعيد الوعي ومصطفى كان واقف مع الدكتور وعرفه ان فقدان الوعي اللي حصلها ده ناتج عن صدمة عصبيه.
وصل اخوه المستشفى وكان معاه والدته ورجال كتير من العيلة عشان يطمنوا عليه والمستشفى بقت مليانه برجال عيلة الراوي وكان معاهم أسلحة وكأنهم رايحين يحاربوا.
اتكلمت والدة مصطفى اول لما شافته بلبسه اللي كان متبهدل: ايه اللي حصل يا ولدي.. مين اللي عملوا فيك كده.
مصطفى بابتسامة وهو بيقبل ايد والدته: متقلقيش يا ست الكل انا بخير الحمد لله.
اتكلم حامد اخو مصطفى: ايه اللي حصل يا اخويا وفين المحامي بتاعنا؟
مصطفى بحزن: هقولك كل حاجة بعدين هات بس الباسبور بتاعي عشان بطاقتي الشخصيه وقعت مني.
اخد الباسبور من اخوه وسجل بياناته مع موظف الاستقبال واتكلم مع اخوه على جنب بصوت منخفض بعيد عن رجالة العيلة: في رجاله قطعوا عليا الطريق وانا راجع من اسكندريه واستاذ محي المحامي خد طلقه في صدره وانا حاولت اهرب منهم وقابلت بنت علي الطريق كانت هربانه من ناس خاطفينها واغمى عليها من الخوف وانا جبتها هنا.
حامد بصدمة: ومين اللي اتجرؤ وقطعوا الطريق على كبير عيلة الراوي!
مصطفى: مش وقته الكلام ده انا لازم ابلغ عن اللي حصل وقتل المحامي وانا مرضتش اتكلم دلوقتي عشان البنت اللي جبتها هنا مش عايز اسمها يجي في اي حاجة.. انا هاخد الرجاله واروح على القسم وانت استنى هنا انت والحاجة واول لما نمشي خدو البنت معاكم على الدوار عندنا وانا لما ارجع اشوف ايه حكايتها بالظبط....