قصة حياة مريرةالبارت الثالث عشر 13بقلم امل صالح

 

قصة حياة مريرة 

البارت الثالث عشر 13

بقلم امل صالح


َ بصتلهم رغد وقالت ببسمة بعد لحظات صمت - على فكرة أنتوا ناس جميلة أوي.


قال جابر وهو بيسند وشه فوق إيده - على فكرة أنتِ عسل أوي.


- أنا قاعدة يا روح أمك لسة..


تحمحم - حيث كدا بقى أبو الجبابر هيقوم عشان طالبينه في الشغل بكرة بدري..


وقف - يلا يا نسوان، عايزين حاجة؟


- نسوان يا جايف يابن الجايفة، إحنا لو كنا عايزين حاجة فبلاها بكلامَك السم دا.


- فكري كدا يمكن عايزة حاجة كدا ولا كدا...

- يلا ياض شد.


- ولا طـ..

قاطعته - شد.!


تنهد جابر وهو بيرفع أكتافه - أنتوا اللي خسرانين، سكة السلامة.


اتحرك ناحية باب الأوضة فوقفته عزة - ولاا يا جابر، ابقى اظبط المنبه بتاع المخروب بتاعك على آذان الفجر، ابدا يومَك بنضافة كدا.


- يا حجة والله بظبطه كل يوم، أعمل إيه أنا نومي تقيل حبتين بقى.


- حبتين؟حبتين دول تقولهم قدام حد غريب، أنا وأنت وأمة لا إله إلا الله عارفين إن أنت نومتك زبالة.


- خلاص يا حجة أنتِ هتسيّحي؟!!!


 مِشىٰ جابر وعينهم كانت عليه لحد ما سمعوا صوت قفلة الباب، لفت عزة رأسها وبصت لرغد وهي بتقول بضيق - عيل بارد من يومه، يعشق المرازية زي ما شايفة كدا.


- بس بيحبِك يا طنط والله.


- جابر! دا جابر دا اللي ليا في الدنيا، شوفي ماكنه ليا وصوتي العالي اللي الحارة كلها بتسمعه كل يوم بسببه بس مليش غيره، دا سندي دا في الدنيا..


سكتت للحظة قبل ما تكمل وهي بتشاور على الأرض بطول معين - من وهو عيل ١٣ سنة لسة، كان يقف للي يقولي نص كلمة..


حركت صباعها في الهوا - مش هنسى أبدًا يوم ما اتخانقت مع سلفتي وكان فتحي مش موجود وهو وقف زعق وقالها لنكون عايشين بفلوسِك وأنا معرفش، ولا يوم ما اتخانقت مع فتحي خناقة لرب السما، كانت واقفة على طلاق وهو قلب أمه وقف قالهم أمي معملتش حاجة ولو راحت في حتة رجلي على رجليها، عيل عنده ١٢ ولا ١٣ سنة!


بصت قدامها وكملت بشعور من الفخر - ساعتها حسيت إن أنا خلفت راجل بجد يابت يا رغد، أصل الرجولة دي الولاد مش بيكتسبوها، دي صفة زيها زيها الشجاعة زي الكذب وبتظهر في المواقف، مش شرط يكون عنده حاجة و٢٠ سنة ولا حاجة و٣٠ عشان يتقال عليه راجل...


اخدت نفس - يلا ربنا يهديهولي يارب ويخليه، يكش تيجي اللي توقعه على بوزه تخليه يكِّن كدا بدل ما هو عامل شبه الدّابور التايه.


ضحكت رغد على كلامها وعزة بصتلها بسعادة داخلية إنها عرفت تطلعها بكلامها من الحزن اللي كانت فيه.


بعد شوية، وقفت عزة فاتكلمت رغد بسرعة - خليكِ شوية يا طنط!


- أخليني شوية، أنتِ فاكرة إني نازلة ولا إيه؟


بصتلها رغد بإستغراب فكملت - أنا بايتة معاكِ يختي النهاردة، قومي بس كدا غيري الهدمة اللي عليكِ دي والبسي حاجة تانية على ما أنزل اخلي الواد جابر يروح يجبلنا شوية تسالي من تحت.


ردت عليها رغد بدهشة - جابر! دا يدوب زمانه راح في النوم يا طنط، حرام نصيحه!


- حرام؟ دا ابن جزمة تلاقيه قاعد في السيفبوك.

ضحكت - الفيس بوك يا طنط قصدِك.


- أيوة أيوة، المهم، قومي يلا زي ما قولتِلك، وخلي على شعرِك طرحة احتياطي، أنتِ عارفاه قرد، يعني مش بعيد يشبط فيا وأنا طالعة تاني.


بإبتسامة - حاضر.


نزلت عزة ورغد اتعدلت في مكانها، اخدت نفس طويل وهي بتبص للدولاب قصادها بحزن دفين، بتحاول تظهر عكس اللي جواها قصادهم لعل عقلها الباطن يعتاد على السعادة المصطنعة دي فتشيل ذكريات اليوم من راسها، لكن يبقى الواقع واقع ولو فعلنا المستحيل لنسيانه.


رفعت رأسها وبصت لسقف الأوضة في محاولة بائسة إنها تمنع نزل دموعها، وقفت اخدت هدوم من الدولاب وبعدين دخلت الحمام..


تحت، نزلت عزة ودخلت البيت بتنده - جابر، أنت يالا..

وقفت على أعتاب باب الأوضة - قوم يا روح أمك عارفة إنك لسة صاحي.


قام قعد على السرير - خير يا حجة، نعم! نعمين؟

-نعم الله عليك يا عين أمك، قوم عايزة منَك شوية حاجات.


بصلها جابر - قولي الحقيقة، أنا ابنِك ولا لقياني قصاد باب جامع.؟


- لأ طبعًا لقياك، اخلص بقى..

قام - أنا كنت عارفة، أنا اقوم ادور على أهلي الحقيقين بقـ...


قاطعته - علِّي صوتَك يا حبيبي وأنت بتبرطم، علِّيه.

- جاي ياست الكل جاي..


خرج جابر من الأوضة وراح ناحية أوضة أمه وأبوه، خبط على الباب ودخل بيحرك إيده في شعره بنوم - نعم.


- اقعد قولي حصل إيه هناك، غير موضوع امها بنت الـ** دي.

- لا والله ما وقته خالص، أنا جسمي كلها عايز يترمى على السرير حالًا.


- آه يا عاق يا اللي بينَك وبين جهنم خطوة، بتقول لأمك لأ يا جابر؟! على آخر الزمـ...


قاطعها - بـــس، بس أبوس ايدِك، عايزة تعرفي اللي حصل؟ عيوني.


قعد قصادها وبدأ يحكيلها اللي فهمه من رغد واللي حصل لما وصل هناك..


-مهو لو مكنش أبوك نطق مكنش كل دا حصل، كان لازم يسم بدنها يعني؟؟


- مليش فيه أنا الكلام دا، ادينا فتحنا الموضوع أهو وبنتكلم، مين لقب الواد اللي كان هنا الصبح في الحارة؟


- واد؟ واد مين؟؟


- اعملي من بنها يا عزة اعملي، الواد اللي لما رغد شافته طارت لفوق، أنا أصلًا مكنتش مرتحاله.


- لأ أنا مش فاهمة حاجة بصراحة.

- حجة عـــــزة.


- نعم يا روحها، أنت صوتَك عِلى وأنا بيتهيألي؟

تحمحم -  اؤمريني أمر، أنا خدامِك هنا.


- انزل هات شوية حاجات تطري القعدة لحد الصبح، ١٠٠ جنيه بحالها، إياك تخنصر حاجة.


نزل جابر يجيب اللي هي عايزاه وعزة قعدت مستنية فتحي جوزها يظهر، لحد ما دخل من باب البيت ندهتله - يا فتحي.


دخ الأوضة - إيه؟

- اسمها نعم يا حبيبي


بصلها بطرف عينه فابتسمت بسماجة، قبل ما تتكلم بجدية - معدش ليك دعوة برغد، شوف أنت عايز منها كام على مدار الشهر وأنا هدهولَك، ما تروحش تفرد عضلاتك على البت عشان عارف إنها مش هتقولَك حاجة،عايز تقولها حاجة تقولي وأنا أوصلهولها.


- ما تيجي تاخديني بالقلم يا عزة، أهو دا اللي ناقص! وكل دا ليه؟ عشان حتـ...


قاطعته بملل - خلاص خلاص حفظت، ايوة كل دا عشان حتة بت غريبة لا نعرف أصلها ولا فصلها، أقولَك؟ أنا هبات مع الغريبة دي فوق النهاردة، إيه رايك في الكلام؟


قالت الأخيرة ببسمة فرمى فتحي الهدوم في إيده على الأرض وخرج من الأوضة بغيظ، قابل في وشه جابر اللي شاور عليه وسالها - في إيه، أبويا ماله.؟ 


- لأ ملوش، هات وريني جبت إيه.

أعطاها الكيس - أهو شوفي براحتِك وأنا هدخل أنام، بالله عليك تسيبيني بقى.

- بتعمل كدا ليه ياض؟ هو أنا كنت بعذبَك؟


طلعت عزة لرغد..

كانت سايبة الباب مفتوح قبل ما تنزل بحيث تطلع تدخل على طول..


مكنش في أي صوت في المكان ولا حتى في الحمام بدل إنها بتستحمى..


- يا رغد!


بعد ما بحثت كتير في البيت، وقفت ورا باب الحمام اللي كان منور وبابه مقفول - بت يا رغد، أنتِ جوة؟


نفخت - لا حول ولا قوة الا بالله؟ بت يا رغد!


بعد دقايق من القلق والتوتر قررت تفتح الباب..

فتحت الباب واتكلمت وعينها مقفولة - بصي أنا ندهت كتير، لو شايفاني قوليلي أطلع.


ومفيش رد، فتحت عينها وكانت الصدمة؛ رغد واقعة في أرضية الحمام لا حول لها ولا قوة..


             البارت الرابع عشر من هنا 

         لقراءة جميع حلقات القصه من هنا

تعليقات