البارت السابع والاربعون 47
بقلم ميمى عوالي
اللهمَّ إنِّي أستغفرك من كلِّ ذنبٍ خطوتُ إليه برجلي ، أو مددتُ إليه يدي ، أو تأمَّلته ببصري ، أو أصغيتُ إليه بأذني ، أو نطق به لساني ، ثمَّ استعنت برزقك على عصيانك فسترته عليَّ ، وسألتك الزِّيادة فلم تحرمني ولا تزال عائداً عليَّ بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .
كانت نجاة تجلس مع ولديها و صغيرتا حكم كالعادة بعد انتهاء فترة الامتحانات ليهل عليهم احمد قائلا بمرح : الناجح يرفع ايده يا خلق
نجاة باستبشار : فرحنى و قوللى مين اللى نتيجته ظهرت
احمد و هو يشير الى الصغار : كل الحلوين دولى نتايجهم ظهرت و كلاتهم نجحوا بدرجات عال العال
نجاة بتهليل و هى تحتضن الصغار : الله اكبر .. الحمدلله يارب ، عقبالك انت و خواتك يا حبيبى
احمد : زينة هى كمانى نتيجتها ظهرت و نجحت الحمدلله
نجاة : يا الف بركة ، مبروك ، طب و انت و زينب
نتيجتكم لسه ما ظهرتش
احمد : ما انتى خابرة بقى يا عمة ان البكالوريوس بيتأخر شوي
نجاة بتضرع الى الله : الهى يطمننى عليكم يا حبايبى ، انت بشهادتك و خايتك بعدلها و سترها يارب العالمين
احمد بمرح : طب و هو انى كمانى ماليش عدل كيف زينب عاد و اللا ايه يا عمة
نجاة ضاحكة : كيف يعني الحديت ده .. ليك طبعا ، بس انت راجل .. يعنى لازما الاول تتخرج و تمسك شغلانة حلوة اكده
احمد بمكر و هو يعدل من هندامه : ان كان على التخرج فان شاء الله هتخرج و بتقدير كمانى ، و ان كان على الشغل .. جوز عمتى وعدنى ان اول ما امسك الشهادة بيدى هيشغلنى معاه طوالى
نجاة بعدم فهم : جوز عمتك .. جوز عمتك مين ده
احمد بخبث : هو مش عمى حكم هيبقى جوز عمتى برضك و اللا ايه
نجاة و هى تدير وجهها و تخفى ابتسامتها التى طلت على وجهها : اختشى يا ولاا
احمد و هو يدور حولها بمداعبة : طب ده انى من يوم ما شفته و اتطلعت عليه و هو بيتحدت وياكى و انى كان قلبى حاسس انيكم لبعض
نجاة و هى تتصنع الجد : هو انى يا ولاا مش قلتلك اختشى
احمد بضحكات صاخبة : يا نجاة يا حلوة انتى
نجاة و هى تحاول ابعاده عن الحديث : طب قوللى بس الاول .. انت يعنى .. حاطط عينك على حد اكده و اللا اكده
احمد و هو يحك رأسه بعبث : هو ان كان عليا فانى حاطط عينى و ودنى و مناخيرى و دماغى كلاتها كمانى
نجاة بفضول : حد من الجامعة و اللا من حدانا من اهنا من الكفر
احمد بابتسامة : من اهنا
نجاة ببهجة : لو حد اعرفه .. توبقى شبكتها عندى
احمد : تعرفيها زين الزين كمانى
نجاة بحماس : مين يا ولاا
احمد بترصد لرد فعل نجاة : بدور بت خالى بكر الله يرحمه
لتهتز ابتسامة نجاة عند ذكر اسم بكر ، ليلاحظ احمد فتور حماسها .. فقال بقلق : ايه يا عمة .. مالك
نجاة : هاا .. لا يا حبيبى مافيش
احمد : اومال ليه حاسك انك اتتاخيدتى اكده اول ما دريتى هى مين
نجاة بتردد : ها .. ابدا .. و لا اتتاخيدت و لا شي .. انى بس .. زى ما تقول اكده افتكرت الطريقة اللى خالك راح بيها
احمد باقتناع : ايوة .. فهمت ، عندياتك حق , الله يرحمه بقى و يرحم جدى
نجاة بفضول : بتحبها
لتعود الابتسامة لوجه احمد مرة اخرى و يقول : قوى يا عمة
نجاة : طب و بدور .. خابرة انك رايدها
احمد بحماس : ايوة اومال ايه ، كنت متفق وياها انى هطلبها من خالى اول ما النتيجة تظهر و ابتدى شغل مع عم حكم طوالى
نجاة بتردد : طب و ابوك يعنى .. هو كمانى خابر بالحديت ده
احمد : يعنى .. زى ما تقولى اكده انى كنت ملمح له ، و وقتها طلب منى انى ما اشاغلهاش و وعدنى انى اما اتخرج هيطلبهالى من خالى
نجاة : الحديت ده كان من ميتى اكده
احمد : يعنى من بتاع سنتين اكده او سنة و نص
نجاة : طب ابقى فاتحه فيه بقى من تانى عاد ، لا يكون نسى
احمد : بس انتى لحد دلوك ما قلتيليش .. انتى ايه رأيك فى بدور
نجاة بابتسامة و قلة حيلة : مين ده اللى يقدر يقول لاا على بدور ، اسمها بدور و هى بدر البدور
احمد بحماس : ايوة اكده يا عمة .. اهو هو ده الحديت الزين و اللا بلاش
اما بدار شيخون فكان لازال شيخون و حسنة زوجين امام الجميع ، و لكن لا ينغلق عليهما بابا ، فكانت حسنة تقضى ليلها بغرفة احمد الذى يعتبر قد انتقل للعيش كليا مع نجاة
حتى كانت ليلة قدم فيها احمد لدار أبيه و جلس مع زينة و زينب يتجاذبان الاحاديث حتى سرقهم الوقت و غلب النعاس عينا احمد و هو مازال بدار ابيه ، فايقظته زينة و اقترحت عليه ان يبيت بدارهم تلك الليلة .. ليوافق من سدة نعاسه و ينام بغرفته
فاضطرت حسنة الى الجلوس بصحن المنزل و هى تتذكر وقتما كانت حياتها هادئة و تمضى طبيعية مع زوجها و ابنائها ، اما الان فهى تدخل غرفة نومها بحساب و استئذان و وقتما تخلو الغرفة من زوجها بعدما اصبح زواجهما زواجا اسميا فقط
لتجرى عبراتها على وجنتيها بندم و هى تتسائل ان كان من الممكن ان يغفر لها شيخون كل ما حدث يوما ما .. بعد ما اقترفته بحقه و بحق رجولته ، و لكن ذهنها تطرق الى سؤال ابعد و اعمق جعلها تنهار باكية بنشيج كاتمة اياه بكف يدها حتى لا يسمعها احد ابنائها ، فقد ذهبت بسؤالها الى هل يغفر لها الله ، هل يقبل توبتها ، هل توبتها تعتبر توبة نصوحة
لقد ندمت على كل ما فعلت و على كل ما شاركت به و على ما شاهدته فقط دون ان تشارك به ، بل و كل ما علمت به بعد حدوثه ، بل ايضا على كل اثم اقترفته بحقدها على نجاة و زينب و لو بذهنها و دواخلها فقط
اعترفت بذنبها و اثمها ، و ندمت عليهما .. و تتمنى لو عاد بها الزمن للوراء حتى و لو عاما واحدا لغيرت الكثير مما فعلت و قالت مع الجميع
و كان شيخون عائدا من الخارج بعد ان قضى سهرته مع حكم و جابر بارضه ، و عندما وقع بصره عليها بتلك الهيئة و هى تشيح وجهها بعيدا اثناء مسح دموعها التى لم تستطع ازالتها بالكامل فقال لها بفضول : السلام عليكم .. هو فى شي و اللا ايه
حسنة و هى تنظر ارضا : و عليكم السلام .. سلامتك من كل ردى .. مافيش شي
شيخون : اومال قاعدة اكده ليه .. و العيال وينهم اومالى
حسنة : نعسوا
شيخون : و احمد مشى ميتى
حسنة : احمد بايت فوق فى اوضته ، نعس و هو قاعد مع خواته ، و قال انه هيفضل معانا الليلة
شيخون : و حدت عمته خبرها لجل ماتقلقش عليه
حسنة : انى حدتها اما لقيته نعس و مش قادر يروح لها الليلة
شيخون و هو يتجه الى الاعلى : ماشى
ثم توقف فى منتصف الدرج و التفت اليها و هو يقول بفضول : اومال انتى هتبيتى وين طيب
حسنة و صوتها يتحشرج من البكاء : ادينى قاعدة أهنا على ما الفجر يشقشق
ليفهم شيخون سبب بكائها و يلمح انكسارها الذى لم يخف عنه منذ ماحدث بينهما ، فتنهد مستغفرا ثم قال : اطلعى اوضتك يا حسنة .. همى
لتنظر له حسنة قائلة و عينيها حمراء كالجمر من اثر البكاء : و انت .. هتروح وين
شيخون : هروح وين يعنى .. همى ياللا اطلعى ويايا
لتضع كفها على فمها و هى تنشج باكية ، ليحوقل شيخون و يعود اليها و يجلس الى جوارها قائلا : و بعدهالك يا بت الناس .. لزمته ايه بقى دلوك اللى انتى بتعمليه ده عاد
حسنة من وسط بكائها : حقك عليا يا شيخون .. انى محقوقالك ، و الغلط راكبنى من ساسى لراسى
شيخون : طب قومى غسلى وشك ده و اطلعى ياللا وياى على اوضتك
حسنة بفضول : لجل بس احمد ما هو فى اوصته الليلة مش اكده ، لساك ما سامحتينيش يا شيخون مش اكده ، اللى حوصل ماشفعليش عنديك و لا خلاك نسيت اللى حوصل عاد .. صوح
شيخون : رايدة تفضلى تتحدتى كتير اكده
حسنة بصوت متحشرج من اثر البكاء : رايدة نتصافى يا شيخون ، رايدة اقول لك انى ندمت على كل شي ، رايداك تسامحنى لجل اتعشم ان ربنا كمانى يسامحنى يا شيخون
لم يستطع شيخون ان ينكر بين جنبات نفسه اشتياقه لها و شفقته عليها ، فقد لمس ندمها الصادق منذ اخبرته بنية بكر و امها و تدبيرهما لقت.له ، و بعدها لمس تغييرها الكلى فى معاملتها مع الجميع و خاصة زينب و الذى اعتقد فى البداية انه خوفا منه حتى سمعها ذات مرة و هى تقدم لها اعتذارها و تعترف لها بذنبها و تطلب منها العفو ، فاستقام شيخون واقفا و هو يقول لها : قومى يا حسنة نتحدت فى اوضتنا و نتعاتب براحتنا
لتفز حسنة بلهفة قائلة : صوح يا شيخون ، هنتعاتب صوح ، يعنى ممكن تسامحنى عاد
ليستدير شيخون اتجاه الدرج قائلا بايجاز : همى يا حسنة
لتهرول من ورائه و هى تتعثر فى خطواتها و هى لا تعلم مغبة تلك المعاتبة ، و لكنها كانت تحمد الله بدواخلها و تتضرع اليه ان يجعل العاقبة خيرا
و ما ان دخلت الغرفة من وراء شيخون حتى شعرت بان روحها تتصعد من داخلها و كأنها غريبة عن المكان لتنتبه على صوت شيخون و هو يخلع عبائته قائلا بسخرية : مالك .. كنك اول نوبة تخشيها ، ما تقفلى الباب يا ولية
لتستدير و تغلق الباب و تلتفت اليه ببعض الرهبة لتجده جلس متكئا على الفراش و هو يقول بأريحية : ها يا حسنة .. قلتى انك رايدانا نتصافى .. يا ترى بقى عاوزانا نتصافى كيف
لتقول حسنة و هى تفرك كفيها كتلميذ نسى واجبه و لا زالت على وقفتها : ايوة يا شيخون يا ريت ، احلفلك انى ندمت على كل اللى حوصل منى قبل سابق
شيخون بهدوء : خابر يا حسنة انك ندمتى
حسنة : و احلفلك كمانى ان ما فيه فى بالى غيرك انت و بس .. انى ما ليش غيرك يا شيخون .. انى كنت بهيمة صوح ، و فتحت باب للشيطان و مشيت فيه ، و ماجانيش من مشيانى ده غير الذنوب و بس ، بس احلفلك انى عمرى ما عميلت حاجة تسئ لك و لا تسئ لاسمك
شيخون : مش محتاجك تقوليلى حاجة زى اكده عاد ، اصلك لو كنتى عيملتى شى زى اكده ماكنتش سيبتك على ذمتى ليلة واحدة ، اقعدى يا حسنة و اسمعينى زين
لتجلس حسنة امامه بخجل و انتباه ، فقال : هو انتى مفكرة ان زعلى منيكى كان بس لجل قلبك اتعلق بغيرى سابق
لتنظر اليه بفضول فاكمل قائلا : احنا مالناش سلطان على قلوبنا ياحسنة
حسنة بتردد : اومال ليه يعنى ..
شيخون : لانك كان المفروض تقفلى على احساسك ده جواكى و تحاولى تنسيه ، و تبصى لدنيتك اللى دخلتيها و لراجلك اللى اختارك من بين كل البنتة لجل تشيلى اسمه يا حسنة ، انما انتى بدل ما تعملى اكده .. فضلتى زمقانة منى و من امك و من كل عيشتك ، رغم انى كنت شايلك من فوق الارض شيل ، و الكل كان بيحكى و بيتحاكى بيكى و بعيشتك
كنت مستتك و مراعيكى و جايبلك بدل المرة تنين و تلاتة يخدموكى
عمرك ما دخلتى زريبة و لا دريتى تحت بقرة و لا جاموسة ، عمرك ما روحتى الغيط و لا حتى شيلتى ياسمينة من على الارض
لما وعيت لحديتك مع زينب يوميها .. حسيت كانك جيبتى شرشرة و حشيتى بيها وسطى ، لقيت انى كنت عايش السنين اللى فاتت دى كلاتها و انى مضر.وب على قفايا ، سألت روحى كتير ايه اللى انى عيملته معاكى وحش يخليكى كارهانى اكده
حسنة ببكاء : كنت غبية ، لان بعد اللى حوصل ده اكتشفت انى عمرى ما كرهتك ، احلفلك باليمين اللى تختاره انى لقيت انى عمرى كله ماحبيتش غيرك انت ، و ان كل ده كان كيف حلم مش بتاعى من اصله ، كنت صغيرة و مش فاهمة ، و لما امى صممت على جوازى منيك .. بدل ما ابص لك .. ما كانش فى دماغى غير العند و بس
لما قلتلى انك هترجعنى حدا ابويا من تانى .. حسيت ان روحى بتتسحب منى ، و لما حبستنى فى الزريبة و حوصل لى اللى حوصل و رجعت رديتنى من تانى لذمتك .. على كد الوجع اللى كنت فيه وقتيها .. على كد ما حسيت انى ارتحت من جوايا .. كان روحى اتردت فيا من تانى
فى الاول كنت مفكرة حالى انه عشان منظرى قدام اهل الكفر .. لكن لما امى و سميحة جولى و اتحدتوا على قت.لك .. حسيت انى اتفزعت ، و عارضتهم ، و الله يا شيخون عارضتهم و قلت لهم انك ابو عيالى ، ماقدرتش اتخيل حالى من غيرك ، رغم كل اللى حوصل بيناتنا ، ثم اكملت باكية .. لقيت انى ما اسواش شي من غيرك ، فجأة لقيتنى بفتكر كل شي حلو عيمتله ويايا انى و عيالى
افتكرت اما كنت بصعب عليك وقت ما كانوا عيالنا لسه صغار و كنت تاخدهم منى تسهر بيهم و تقولى روحى اتسبحى و نامى ، افتكرت اما كانوا النساوين يسمعوا الحديت ده و كانوا يمصمصوا شفايفهم و ما يصدقوش لجل مابيشوفوش الحديت ده من رجاليتهم ، افتكرت ان عمرك ما فوتتنى لوحدى بعيل عند حكيم و اللا حتى فوتتنى انى كمانى لحالى .. عمرى ما مرضت و فوتتنى قبل ما تطمن عليا
بالك .. اول ما حوصل لى اللى حوصل بالزريبة قلت لحالى .. اتبترتى على شيخون و اديكى وقعتى و هيفوتك كيف الكلبة لحالك .. شوفى بقى مين اللى هيغيتك و يشيلك و يجرى بيكى ، انبسطى بقى باللى عيملتيه فى حالك
لكن برصة ما قومنيش و لا شالنى و سترنى غيرك
ندمت كمانى على كرهى لنجاة و غيرتى منيها .. نجاة اللى عيملت معايا اللى ماعيملتهوش امى و لا خايتى
و زينب .. احلفلك انى مش كارهاها .. يمكن كنت بخاف منيها و لجل اكده كنت بحاول اخوفها كيف ما انت قلت ، لكن ما كنتش بكرهها ، هكرهها كيف و انى مرضعاها من صدرى و مربياها كيف احمد و زينة عاد
بس عرفت كمانى انى كنت بغير منيها و انى مش دريانة
شيخون بذهول : و كنتى بتغيرى منيها ليه عاد
حسنة و هى تهرب بعينيها من شيخون : هتصدقنى لو قلت لك انى كنت بغير منيها عليك
شيخون بدهشة : عليا انى .. ليه .. كانت مرتى اياك
حسنة : حبك ليها .. كان دايما محسسنى انها كيف ضرتى ، كنت بغير عليك منيها و انى مش دريانة
شيخون بابتسامة : و يا ترى دريتى بايه كومانى يا حسنة
حسنة و صوتها متحشرجا من البكاء : دريت انك لو ما سامحتينيش هكون خسرت كل شي يا شيخون
شيخون : و ايه هو كل شي ده يا ترى
حسنة : انت يا شيخون .. انت كل شي ، لما كنت بتاخدنى تحت جناحك .. كنت بحس انى مالكة الدنيا باللى فيها و اخرتى كمانى ، لكن طول ما انت زمقان منى .. هبقى خسرانة دنيا و اخرة كمانى
شيخون : طب و لو سامحتك يا حسنة
حسنة بتمنى و شفتيها ترتعد بكاءا : اعيش لك العمر كلاته تحت طوعك و ملك اشارتك يا شيخون .. كيف ما هتريدنى هتلاقينى حتى لو رايدنى مداس فى رجليك ، و هبقى راضية و كانى انى اللى مختارة امرك ده .. بس سامحنى و ردنى لحضنك من تانى عاد
ليبتسم شيخون و هو يفرد جناحه لها و يقول : ماشى يا حسنة .. تعالى اندسى بحضنى و ربنا يبعد عنينا الشيطان ، انى من يوم ماوعيتلك و انتى ندمانة و لقيت روحى قربت اصفى لك .. طلعت كفارة يمين و دعيت ربنا انه يهديلنا الحال
لتندس حسنة باحضانه باكية و تقبل كتفه من آن الى اخر ، فيضمها اليه باشتياق قائلا : كانك انتى كمان وحشتينى يا حسنة ، بس انى رايد انبهك لشى
حسنة بانتباه : انى تحت امرك
شيخون : اوعاكى حكاية العيار اللى صاب حكم ده يطلع لحد تانى مهما ان كان ، انى ماقلتش الحكاية دى لحد واصل و مش ناوى اقول
كنت ناوى اادب بكر و امك ، و كنت ناوى كمانى اعرف جابر و حكم و نتفق على طريقة ترجع لى حقى و حق صاحبى ، بس اما حوصل اللى حوصل فى دار ابوكى .. لقيت انها خلاص .. حدوتة و خلصت على اكده
حسنة و هى تريح رأسها على كتفه : ايوة .. تارك اتتاخد من غير حتى ما تحرك يدك ، رغم انى اتوجعت اما دريت بالخبر منيك ليلتها ، لكن ما عرفتش ازعل على امى و لا على بكر ، بس اتوجعت قوى على ابويا يا شيخون
كنت اما اروحلهم الدار ، لو ماكنتش اشوفه قدامى يمكن ما كانش ياجى على بالى حتى انى اسال عليه ، لكن هو .. كان دايما يسأل عليا ، و يتبسم فى وشى و يطبطب على كتفى و يدعيلى
و لما رقدت هو اللى كان بياجى يسال عليا و يصبرنى و يرقينى ، ابويا كان طيب اوى يا شيخون ، و كان بيحبك
شيخون : و انى كمان كنت بحبه و بحترمه يا حسنة ، و ياما كنت بشوره و اشور عليه .. الله يرحمه
لتعتدل حسنة قائلة بحماس : انى بكرة ان شاء الله هشيع للجزار يدبحلى خروف و هعمل ليلة لوجه الله لجل اشكر ربنا انك رضيت عنى من تانى
شيخون بابتسامة : ماشى ، و عاوزك تعزمى على عيال خوكى
حسنة : جد يا شيخون
شيخون : العيال مالهومش صالح باللى حوصل يا حسنة ، و بعدين لجل تبقى خابرة .. احمد ولدك رايد بدور .. ايه رأيك
حسنة : بدور زينة و متربية زين ، لكن الرأى رأيك.. اللى هتقول عليه هيوبقى ماشى
شيخون : طب و زين
حسنة : ماله
شيخون : رايد بتك
حسنة : مش قلتلى ان رامى طلبها منيك و كمانى هى رايداه و موافقة عليه
شيخون : رامى طلب زينب ، لكن زين رايد زينة
حسنة : برضك اللى تشوفه انى موافقة عليه .. انت خابر الصالح للكل
شيخون بترصد خفى : بعد ما يعدى تلت شهور على موت ابويا تهامى هنكتب كتاب حكم و نجاة
شيخون بابتسامة راضية : نجاة بنت حلال و تستاهل كل خير .. ربنا يسعدها و يعوضها
شيخون برضا : و هنكتب كتاب زينب كمانى
حسنة : ربنا يسعدهم
شيخون : طب ايه رايك نقرى فاتحة احمد و زين معاهم
حسنة : لو لبيبة و بدر ما يزعلوش .. اعمل اللى تشوف فيه الصالح
شيخون بمرح : انى شايف ان الصالح دلوك انك تقومى تتسبحى و تاجى لجل نكمل حديت على نضافة 🤣
اما فؤاد بالقاهرة فقد اتم اجراءات بيع الفيلا ، و قام بشراء وحدة سكنية لا تقل رقيا عن الفيلا و لكنها كانت فى نظر ثريا منتهى الانحدار
الا ان فؤاد لم يعيرها انتباها و اتم جميع الاجراءات ، و ساعدته مى و ايضا رامى فى انتقاء المفروشات التى تناسب السكن الجديد من مفروشات الفيلا ، فلم يتكلف فؤاد جنيها واحدا فى شراء اى من مفروشات جديدة ، و كان سعيدا للغاية بتلك الخطوة لدرجة جعلته يدعو شهاب و اهله لزيارتهم فور الانتهاء تماما من كل شئ
و عندما قاموا بتحديد موعدا للخطبة و كتب الكتاب .. طلبت مى من شهاب ان تكون الخطبة احتفالا بسيطا لا بهرجة فيه ، على ان يكون الاحتفال الاكبر فى الزفاف الذى يوافقه كتب الكتاب فى نفس الوقت .. لتستطيع دعوة زينب و نجاة التى احبتهم للغاية
و عندما سالها شهاب عن السبب قالت : انت عارف ان بابى فى الاصل من الصعيد ، و كمان عروسة رامى و عروسة حكم ابن عمتى برضة من الصعيد ، و انا عاوزاهم يحضروا معايا الفرح
شهاب بدون استيعاب : طب ما يحضروا .. فين المشكلة
مى بشرح : المشكلة ان عندهم دلوقتى فترة حداد فاجلوا كتب كتابهم شوية ، و طول ما هم مش مكتوب كتابهم .. اهلهم ممكن ما يوافقوش يخلوهم ييجوا معاهم عشان يحضروا الفرح
شهاب بايماءة من رأسه : ااه .. كده فهمت ، خلاص يا حبيبتى زى ما تحبى ، خلينا نلبس الشبكة فى حفلة كده على قد العيلتين ، و نخلى كتب الكتاب مع الفرح .. بس المهم .. مانتأخرش
ليتم الاتفاق ما بين فؤاد من جهة و شهاب و والده من الجهة الاخرى على ذلك
و بعد انتهاء زيارة عائلة شهاب .. تقول ثريا بغضب كامن : انتى بقى ناوية لما تعملى الفرح بتاعك تعزمى الفلاحين اللى كنتى عندهم دول
مى بصبر : ايوة يا مامى ، طبعا لازم اعزمهم
ثريا باعتراض : و ايه اللى لزمنها ان شاء الله
مى : يا مامى دى واحدة هتبقى مراة اخويا الوحيد ، و التانية مراة ابن عمتى
ثريا باستنكار : ابن عمتك اللى روحتوا رميتوا كل اللى حيلتنا فى حجره
مى بتنهيدة صغيرة : تقصدى كل اللى كان سايبة امانة عند بابى ، و كتر خيره على موقفه و اللى عمله لما بابى طلب منه مهلة يقدر يردله فيها الفلوس السايلة
ثريا باستهانة : و هو كان فى ايده حاجة يعملها و ما عملهاش ، انتو اللى سذج ، و بكرة تندموا على الارض اللى روحتوا رميتوها له دى
مى بعدم رضا : حضرتك اللى هتندمى انك ما كنتيش موافقة من البداية على الخطوة دى
كان جابر يجلس بصحن داره و بين يديه صحنا كبيرا به بعض شرائح البطيخ و سك.ينا يستعمله فى تقطيع البطيخ ، و كان ظاهريا يتابع التلفاز ، و لكنه كان من حين الى اخر يتابع سميحة من طرف خفى و التى كانت تجلس هى الاخرى بصحن الدار و لكن بركنا بعيدا عنه ، و هى شاردة واجمة ، و لكنها انتبهت على جابر و هو يقول لها بفضول و هو يمسك شريحة من البطيخ و يأكلها بنهم : الا هو انتى اتطلقتى من حمدى ليه
سميحة بانتباه : و بتسال ليه عاد ، ما انى قلتلك سابق
جابر : قلتى انه مابيخلفش
سميحة : طب ما انت فاكر اهه
جابر : بس الحديت ده طلع كلاته كدب فى كدب
سميحة بانتباه مترصد : انت ليه بتقول اكده
جابر و هو ينظر اليها نظرة يملؤها الشماته : اصل ابويا عبد الحليم النهاردة كان عامل ليلة لوجه الله ، لجل مرة حمدى حبلة