قصة وشم على حواف القلوب
البارت الخامس عشر 15
بقلم ميمى عوالي
اللهم إني أعوذ بك من يوم السوء، ومن ليلة السوء ومن ساعة السوء، ومن صاحب السوء ومن جار السوء في دار المقامة.
فى القاهرة .. و بداخل فيلا صغيرة بحى راق ، ترجل حكم و صغيرتيه من السيارة ، و قام السائق بانزال الحقائب و القفف الخوصية التى تحتوى على هدية نجاة ، ليجد حكم ان خاله بانتظاره برفقة اسرته ، ليرحب بهم و يدعوهم للدخول
حكم : كيفك يا خال وحشتنى و الله
فؤاد: كيفك انت يا حكم .. حمدالله على السلامة ، اتأخرت عليا
حكم : مانت خابر يا خال .. و قلتلك فى التليفون انى اتفاجئت بخير موت عمى المصيلحى الله يرحمه ، و خبر زى ده ما كانش برضيك بالساهل عليا .. و كان فى حاجات كتير محتاجانى هناك
ثريا زوجة فؤاد : اهم حاجة تكون عرفت راسك من رجليك و تكون قدرت تاخد حقك بالكامل ، و لو فى اى قلق .. ممكن خالك يشوفلك محامى كويس يخلصلك حاجتك كلها بسرعة
حكم : لاا .. قلق ايه ..مافيش قلق و لا حاجة الحمدلله
ثريا و هى تنظر للصغيرتين اللتين يلتصقان بوالدهما : و يا ترى بقى البنات بيعرفوا يتكلموا عربى و اللا المانى بس
حكم : لااا كيف الحديت ده .. بيعرفوا عربى كويس قوى
ثريا : كويس خالص .. عشان الشغالات يعرفوا يتعاملوا معاهم ، ثم تناولت جرسا نحاسيا انيقا من جوارها و هى تهزه ليصدر رنينا عاليا ، لتأتيها احدى الخادمات التى قالت بأدب : اوامرك يا هانم
ثريا : خدى البنات طلعيهم فوق
ورد ببعض الرهبة و هى تتمسك بذراع ابيها : بس انا عاوزة افضل مع دادى
ثريا بحزم هادئ : دادى مش فاضى .. عنده شغل ، اطلعوا انتو اوضتكم ارتاحوا من السفر لحد ما ييجى وقت الغدا
لتتبادل ورد النظرات القلقة مع ياسمين ، ثم تنظر ورد لابيها مرة اخرى بنظرة رفض ، فيقول حكم : معلش يا مراة خالى .. سيبيهم معايا ، هم لسه ماخدوش على البيت
ثريا : معلش بقى .. انت عارف ان ماعندناش اطفال ، اصغر حد عندى دلوقتى .. مى ، و حتى هى كمان دلوقتى عندها تمانية و عشرين سنة و فى شغلها معظم اليوم .. بقت دكتورة تجميل .. عندها عيادة تجميل على اعلى مستوى فى البلد كلها
حكم : ربنا يقويها ، بس البنات مش عاوزين حد يلعب معاهم ، هم بس محتاجين ياخدوا الاول على جو البيت
ثريا و هى تشير للخادمة للانصراف : اللى يريحك
لتميل الخادمة على اذن ثريا هامسة لها بشئ ما لتقول : ايه القفف اللى انت جايبها معاك دى كلها صحيح يا حكم .. اوعى يكون فيهم براغيت .. احسن انا بكره الحاجات دى موت
حكم بحمحمة احراج : لااا .. براغيت ايه يا مراة خالى ، انا مالاحظتش حاجة زى دى خالص لما سافرت ، الدنيا بقت غير الدنيا ، ثم القفف دى هدية ليكم من خيرات الله .. بعتاهالكم نجاة مرة عمى المصيلحى
ثريا : لا لا لا .. احنا مابنحبش الحاجات دى ابدا ، دى حاجات مليانة كوليسترول و دهون و تجيب المرض ، لتلتفت الى الخادمة وتقول بغطرسة : الحاجات دى كلها تترمى ، ماتخلوش منها حاجة ابدا
ليشعر حكم بالضيق المخلوط بالاحراج و لكنه يلتزم الصمت الذى يخرجه منه فؤاد عندما قال : و عملت ايه فى الورث بتاعك
حكم بعدم استيعاب : ورث ايه
فؤاد ببعض الامتعاض : ورثك من ابوك ، و اللا ناوى تسيبه كده فى ايد ناس مافيش بينك و بينهم اى صلة ، وقت المصيلحى ما كان عايش .. قات مش مشكلة .. هو اللى مربيك طول العمر ، لكن دلوقتى .. سايبه لمين ، لمراته
حكم : انى مش سايبه لحد يا خال ، و لو انى كنت موجود و براعى الارض لحالى .. عمرها ماكانت هتبقى بالشكل ده واصل
فؤاد : انهى شكل ده يعنى مش فاهم
حكم : الارض بتتراعى كويس و محصولها درجة اولى و اعلى تمن ، ده حتى نجاة كانت بعتالكم شوية تمر من الارض بتاعتى فى القفف اللى مراة خالى قالت لهم يرموها
فؤاد و كأنه لا يلمح ضيق حكم من تصرف زوجته : افهم من كلامك ده انك ناوى تخلى الارض فى ايديهم هناك
حكم : و ايه المانع
ثريا : المانع انك هتبقى خسران فى كل الاحوال ، لا انت اللى هتقدر تراعيها و تحافظ على مالك من السرقة و لا انت اللى هتقدر تعمل المشروع اللى خالك محضره لك .. لانه محتاج راس مال كبير و مش قليل ابدا
حكم : اما اشوف المشروع الاول نبقى نتكلم فى التكاليف
فؤاد : الحكاية مش محتاجة كلام كتير ، هى مجموعة اراضى هنشتريها و نعمل عليها ابراج سكنية وتتباع و نعمل غيرها و غيرها ، السوق العقاري فى البلد دلوقتى .. عاوز اللى يدخله .. يدخله كبير عشان يفضل كبير على طول
حكم بانتباه : حضرتك بتقول نعمل ، انت ناوى تشاركنى
ثريا بتشجيع : طبعا يا حكم ، مصر اتغيرت كتير عن زمان ، و انت غايب بقالك سنين ، و انا اقنعت فؤاد انه يوافق انه يدخل معاك شريك بخبرته و مجهوده ، و انت بالتمويل اللازم ، و اكيد و انتم مع بعض هتحققوا نجاح هايل
كان حكم يستمع الى ثريا فى نفس الوقت التى كانت الصغيرتين يميلان على والدهما يسران اليه بشئ ما لتمتعض ثريا من تشتت حكم فقالت : مانا قلت البنات يطلعوا فوق احسن على مانخلص كلام ، انت مش مركز معانا خالص يا حكم
حكم باحراج : انى معاكم.. بس اصل البنات جعانين
ثريا : ااه .. معلش ، احنا الاكل عندنا بمواعيد ثابتة ، و الغدا معاده فاضل عليه لسه ساعة
لينهض حكم بضيق يحاول اخفائه قائلا : طب يا خال .. انى هفكر فى الموضوع اللى قلتلى عليه ده ، و اكيد هيبقى لينا قاعدة تانية مع بعض
لينهض فؤاد قائلا باستغراب : انت وقفت ليه مش فاهم
حكم : همشى انا دلوك , و هبقى اعدى عليك من تانى نتحدت فى الشغل
فؤاد : هتمشى تروح فين ، الشغالين طلعوا الشنط بتاعتكم فوق
حكم : لاا .. معلش اعذرنى ، اصلى وعدت البنات انى هفسحهم
فؤاد بأمر : ماحبكش يعنى النهاردة يا حكم .. اقعد عشان نتكلم فى المهم
حكم باحراج : طب معلش يعنى لو امكن .. تخلى حد بجيبلهم اكل من اللى نجاة بعتاه
ثريا : و هو احنا يعنى ماعندناش اكل عشان نأكلهم من الاكل اللى انت جايبه ، انا بس بقولك على النظام اللى احنا ماشيين عليه ، و اللى لازم كمان ولادك يتعلموه و يمشوا عليه عشان تقدر تلتفت لشغلك بعد كده
فؤاد : خلاص يا ثريا ، هم لسه مش واخدين على نظامك ، مشيها كده النهاردة ، و بعد كده ابقى اعملى اللى انتى عاوزاه
ورد : دادى .. انا عاوزة الرقاق اللى عاملاهولى خالة نجاة
ثريا بتهكم : ايه خالة دى .. بقى فى طفلة جاية من المانيا تقول خالة .. اسمها طنط يا حبيبتى مش خالة
فؤاد بقلة صبر : خلصينا يا ثريا خليهم يجيبوا لهم اللى هم عاوزينه
لتذهب ثريا من امامهم و هى تتافف ، ليعاود فؤاد حديثه قائلا : ها يا حكم .. ايه رايك
حكم : الموضوع محتاج دراسة يا خال ، و كمان انت كنت قلتلى ان فى مكان كويس اعمل عليه الشركة بتاعتى
فؤاد : و ليه تضيع فلوسك فى مكان كبير ، كفاية شقة فى مكان راقى يبقى واجهة حلوة للعملاء اللى هيشتروا مننا الشقق
حكم باعتراض : ايه الكلام اللى بتقوله ده يا خال ، لاا طبعا .. مقر الشركة و اللا المكتب اهم حاجة فى الموضوع ، لانه هيبقى هو الواجهة بتاعتنا زى مانت لسه قايل ، و لازم يبقى مبنى مستقل بذاته عشان المخازن كمان لازم تبقى موجودة فى نفس المكان
ليأتيهم صوت مى و هى تدخل عليهم قائلة : هاى عليكم
فؤاد : اهلا يا مى .. تعالى سلمى على ابن عمتك
مى : اهلا يا حكم .. ازيك
حكم : كيفك يا مى .. كبرتى ماشاءالله ، ده انى ما عرفتكيش
مى بذهول ممتعض : انت السنين دى كلها فى المانيا و لسه بتتكلم صعيدى زى ما انت .. مش معقول
حكم : و هو ماله الصعيدى يعنى
مى : ما مالوش ، بس انساه بقى و اتكلم عادى زينا كده ، مش شايف بابى بيتكلم عادى ازاى
ثريا و هى تأتى عليهم مرة اخرى : ده عشان انا صممت ان بابى يتعلم يتكلم زينا ، لكن هو ماحدش حاول معاه ، انتى و شطارتك بقى
فؤاد : ياللا يا مى ، كويس انك جيتى عشان نخليهم يجهزوا الغدا
مى و هى تنظر لساعتها باستغراب : ليه .. ده فاضل على معاد الغدا اكتر من نص ساعة
ثريا بامتعاض و هى تشير الى الصغيرتين : معلش بقى .. عشان ولاد حكم جعانين ، و لسه مايعرفوش النظام
لتنظر مى الى الصغيرتين و تقول بضجر : لازم تشوفيلهم بيبى سيتر يا مامى .. ماحدش فينا هيتحمل ابدا دوشتهم
فؤاد : اكيد مامى هتتصرف با مى ، ياللا احنا بقى عشان نتغدى .. طالما السفرة جهزت
مى : ايه ده .. مش هتستنوا رامى.. ده خلاص على وصول
ثريا .. طب اطلعى بسرعة غيرى هدومك على ما يوصل .. مافرقتش الكام دقيقة دول مش هيحصل حاجة
مى : ماشى
ثريا : و انت ناوى تقدملهم فى مدرسة هنا و اللا فى الصعيد يا حكم
حكم : الحقيقة لسه ما قررتش
ثريا : فى هنا مدارس داخلى راقية جدا .. غالية بصحيح .. لكن بتخليك تشيل مسئوليتهم بالكامل من دماغك ، يا اما نعمل زى ما مى قالت و نشوف لهم بيبى سيتر تبقى مسئولة عنهم
حكم بذهول : لا هو انتو ليه محسسنى انهم زى الاتب على ضهرى و انى لازم اخلص منيهم ، على فكرة هم مش تاعبني خالص
ثريا : ده عشان بس انت لسه ما بدأتش فى الشغل ، انما لما تبدأ تنشغل هتفهم انا بتكلم عن ايه
ليسمعوا صوت رامى عاليا و هو يقول بترحاب مرح : السلام عليكم .. ايه ده .. الخواجة حكم ابن عمتى عندنا .. يا مرحبا يا مرحبا
لينهض حكم محيبا إياه ليحتصنه رامى بمحبة قائلا : وحشتنى يا خواجة
حكم ضاحكا : خواجة ايه بقى ، ما سيبنا الخواجات خلاص و عاودنا من تانى
رامى : يا عم سيبك بلا خواجات بلا هم ، هو فى احلى من مصر
لتقع عينا رامى على الصغيرتين فيقول بمرح : ايه الحلويات دى ، و الله و بقيت اب يا حكم يا ولد الزيات .. بس قمرات يا حكم .. اسمهم ايه بقى
حكم : اسألهم
رامى لياسمين : اسمك ايه يا قمر
ياسمين: انا ياسمين
ورد بشقاوة : و انا ورد .. انت بقى اسمك ايه
رامى و هو يضع يده على قلبه بتمثيل : انا .. انا مين .. انا فين .. انا ايه اللى جابنى هنا ، انا نسيت اسمى لما شفت الجمال ده كله
ثريا بامتعاض : ياللا يا رامى مش هنقضى طول اليوم كلام مامنوش لازمة .. روح اغسل ايديك عشان الغدا
رامى و هو يحك رأسه باحباط : ااه افتكرت .. انا اسمى رامى ، هروح اغسل ايدى و ارجع لكم
ثريا : ياللا على السفرة .. اتفضلوا
كان تناول الطعام مملا رتيبا هادئا الا من بعض غمزات و لمزات من رامى لحكم و الصغيرتين ، و ما ان انتهى الطعام و عادوا الى الجلوس مرة اخرى حتى قال رامى : تعالى يا حكم نقعد برة فى الجنينة نشرب القهوة ، تعالوا با بنات العبوا برة شوية بدل القاعدة دى
و ما ان خرجوا الى الحديقة الملحقة بالفيلا .. حتى اشار رامى للصغيرتين على الارجوحة قائلا : العبوا ياللا على المرجيحة عشان تفكوا النشا اللى لبستوه من وقت ماجيتوا
ياسمين : احنا مالبسناش نشا
رامى بشهقة مرحة : اوعى تستعجلى .. هتلبسوه ، روحوا ياللا
حكم بابتسامة : اتغيرت كتير يا رامى
رامى : للاحسن و اللا للاوحش
حكم : ليا و اللا لمين
رامى و هو يجلس امامه : اكيد ليك انت ، اصل تغييرى ده كل واحد بيقيسه بمقياس مصلحته الشخصية
حكم : طب و انى هيبقى مصلحتى ايه عاد فى انك تتغير او ما تتغيرش
رامى : على الاقل الاريح ليك فى التعامل
حكم : لو على الراحة فى التعامل .. فانت اكده احسن بكتير عن زمان
رامى بابتسامة مكسورة : انت الوحيد اللى شايف كده فى العيلة دى كلها .. تصدق
حكم : المهم انت شايف ايه ، ماحدش تانى ابدا له صالح
رامى بسخرية : متهيالك ، طول ما انت جوة المست/عمرة اللى احنا فيها دى ، ماينفعش تقول الكلام ده
حكم باستغراب : مست/عمرة ايه دة
رامى : الاستعما/ر مش للبلاد و الاوطان و بس يا حكم ، استعما/ر الاوطان ده يمكن يكون اهون استعما/ر على مر العصور ، على الاقل الشعوب بتتحد مع بعضها عشان تقاومه و تتحرر ، انما استعما/ر النفوس و الأرواح ده مين اللى ممكن يساعدك عشان تتحرر منه
حكم و قد استوعب قصد رامى : ماحدش يقدر يساعدك غير نفسك ، لازم انت اللى تقدر تحا.رب و تقدر تنتصر
رامى : مش لما يبقى عندك هدف عشان تقدر تحا.رب و تنتصر عشانه
حكم بقلق : مالك يا رامى .. حوصل ايه .. حاسس انك شايل جواك هم كبير قوى
رامى : تقصد خيبة كبيرة اوى
حكم : و هو لما تحاول تطلع من القمقم اللى كنت عايش فيه تبقى خيبة
رامى بتنهيدة حزينة : اللى انت شايفه ده مش اكتر من حلاوة روح ، السجان قدر بمنتهى المهارة انه يقت/ل روحى جوايا من غير ما يسلب منها النفس
حكم : ايه كم التشاؤم ده ، اللى يشوفك دلوك ، ما يشوفكش و انت بتتكلم اول ما شفتنى
رامى بابتسامة : اصل دلوقتى بقت هوايتى الوحيدة انى اضايق ثريا هانم
حكم : ايه الكلام ده ، بتتعمد تضايق والد…..
رامى و هو يقاطعه بحزم : انت عارف كويس انها مش امى
حكم : ايوة عارف .. بس كمان عارف ان هى اللى مربياك طول عمرك ، يعني كنها والدتك
ىامى بسخرية : هتفضل طول عمرك طيب ، لا هو انت فاكر ان كل الناس زى فايزة الزيات
تعرف .. من فترة كده مش عارف ايه اللى خلانى اقارن حياتي بحياتك ، و فى لحظة اتمنيت و قولت ان يا ريت كان ابويا ودانى لعمتك و جوز عمتك ربونى معاك
افتكرت حبهم ليك و حنيتهم عليك ، تعرف انها عمرها ما خدتنى فى حضنها و لا حتى مرة طبطبت عليا ، حتى ابويا .. خلته هو كمان ما يتعاملش معايا زى بقية الابهات بحجة انى ما اتلفش
فضلت مكبر دماغى .. لحد ماضيعوا منى البنت الوحيدة اللى حبتها فى حياتى بحجة انها مش من مستوانا
حكم : كان ممكن انت تصمم عليها
رامى : ابوها رفض و بشدة ، و قاللى عمرى ما اسرق واحد من اهله ، و لو احنا ما نشرفش عيلتك ، انا ما يشرفنيش انى اجوز بنتى لواحد من غير عيلته
حكم : و استسلمت
رامى : اتجوزت اول عريس ابوها شافه مناسب ليها
حكم بمواساة : تبقى مش من نصيبك يا رامى ، يمكن خير
رامى : اكيد ، بس بعدها قررت اتمرد ، قررت اعمل بنصيحة البنت دى اخر مرة اتكلمت معايا ، قالتلى .. يمكن تكون خسرتنى .. بس حاول تكسب نفسك
لقيت انى كنت بعيش مع الناس بشخصيتى الحقيقية ، و جوة البيت ده بشخصية تانية منشية و جامدة ، فاول حاجة عملتها انى قررت اتعامل بشخصيتى اللى بحبها جوة و برة و اللى مايعجبوش مع نفسه
حكم بتأييد : دى خطوة مهمة و معاك فيها
رامى بضحكة عالية : مش عاوز اقول لك على كم الاعتراضات و الشجب اللى حصلت من وقتها ، بس و لا كأنى هنا ، انا بس لولا انى بحاول الحق مى .. كنت سيبت البيت ده من زمان و عيشت لوحدى على طول ، بس بحاول اتواجد من وقت للتانى عشان احاول الحقها قبل ما تضيع هى كمان
حكم بفضول : و انت عاوز تلحق مى من ايه
رامى بدهشة : انت لسه بتسال .. ما انت شفتها بتتتكلم و بتتعامل ازاى ، ثريا هانم طلعتها فاضية و مجوفة
حكم : ازاى الكلام ده ، دى المفروض انها دكتورة
رامى بسخرية : تجميل
حكم : و لو .. برضك تخصص مهم و مطلوب
رامى : الكلام ده فى حالات خاصة ، حروق مثلا .. حوادث ، انما دى شغلها كله فى النفخ و الشد للستات الفاضية اللى بيتعاملوا مع وشهم على انه حاجة ملكهم بيشكلوها بمزاجهم لدرجة انهم من كتر العمليات اللى بيعملوها فى وشهم و جسمهم بقوا عاملين زى العرايس البلاستيك اللى مفيهاش روح
حكم : ايوة انا معاك .. بس هى شغلها اكده
رامى : للاسف كانت عاوزة تتخصص جراحة ، بس الهانم الكبيرة ما رضيتش ، و اقنعتها تتخصص تجميل
حكم : الحقيقة مش عارف اقول لك ايه ، بس يمكن هى حابة ده
رامى : ماعنديش مانع تحبه و تفضل فيه ، بس نفسى يبقى عندها جزء من الادمية يا حكم ، إنسانية .. عاوزها تتعامل بإنسانية مع اللى حواليها
حكم : ان شاء الله تقدر تعمل ده
رامى : و انت ناوى على ايه
حكم : كان خالى قاللى …
رامى : اوعى
حكم : اوعى ايه يا ابنى ، هو انا لسه قلتلك حاجة
رامى : انا عارف انك اكبر منى و اكيد عندك خبرة فى كل حاجة اكتر منى ، بس فى اهل البيت ده .. صدقنى .. خبرتى هى اللى تكسب ، و انا من خبرتى دى بقولك اوعى تدخل الخية برجلك .. اهرب
حكم بدهشة : انت ليه محسسنى انى داخل على مشكلة و اللا سجن
رامى: طب هسالك سؤال و تجاوبنى عليه
حكم : اسال
رامى : انا اعرف ان عمتى لما ماتت الله يرحمها كان ليها ورث مع ابويا.. صح
حكم : ايوة
رامى : سالت ابويا على ورثك ده
حكم : لاا
رامى : هو جابلك سيرته
حكم : برضك لاا
رامى : يبقى لازم تساله عليه و تقعد معاه و تحاسبه
حكم بتردد : ايوة بعنى بس انى …..
رامى : مابسش يا حكم ، ابوبا مستنيك هو و الهانم مراته و مخططين لمشاريع و مبانى و عمارات و هلمة كبيرة اوى بفلوسك اللى انت جاى بيها من برة على ورثك من ابوك و عمتك ، و ناسيين تماما انك اصلا ليك ميراث عندهم فى زمتهم من سنين ، او عاملين ناسيين
حكم : لاا يا رامى .. ماتخليش زعلك منيهم يأثر عليك بالشكل ده
رامى : عندك حق تفكر كده ، بس ممكن تقوللى ابويا باى حق عاوز يشاركك هو و مراته فى المشروع بتاعك
حكم بتردد و حمحمة : احنا لسه ما اتكلمناش فى تفاصيل
رامى : هحاول اصدقك ، بس تقدر تقوللى .. ابويا خبرته ايه فى المقاولات عشان يشاركك بخبرته و مجهوده
و عندما لم يجد ردا من حكم اكمل قائلا : خليك فاكر انى تصحتك ، ماتخليش ادبك و تربيتك يمنعوك انك تحافظ على مالك و مال ولادك
حكم باستنكار : خالى لا يمكن يطمع فيا ابدا ، و بعدين هو انا مهما كان معايا .. هيبقى اد ايه يعنى فى اللى عنده
رامى : عموما زى ما قلتلك .. انت الكبير ، و اكيد عارف و فاهم اكتر منى ، انا بس كنت عاوز انبهك و الفت نظرك لحاجة يمكن كانت تعدى عليك
حكم و هو يحاول تغيير مجرى الحديث : انما انت ماقلتليش .. انت بتشتغل ايه و فين
رامى بزهو مرح : انا يا سيدى بلا فخر مبرمج كمبيوتر
حكم : و بتشتغل فى مكان معين و اللا عندك شغل خاص
رامى : ابتديت فى بنك ، كنت بعمل لهم السيستم بتاع الشيكات و السحب و الايداع ، و بعدين حسيت انى مش قادر اطلع كل اللى عندى
حكم : و عملت ايه
رامى ضاحكا : قدمت استقالتى
حكم : و بعدين
رامى : انا و واحد صاحبى عملنا مكتب برمجة كده معقول و ماشية الحمدلله
حكم : طب جميل جدا .. معنى اكده انى ان شاء الله لما استقر على اللى عاوز اعمله انك هتفيدنى جدا
رامى : انا تحت امرك طبعا ، شوف هتعوزنى فى ايه و انا هظبطك .. هعمل لك البرامج اللى انت عاوزها و ادرب لك الناس كمان عليها
لتطل عليهم ثريا من الشرفة قائلة : تعالى يا حكم .. فؤاد عاوزك
ليهمس له رامى قائلا : انا نصحتك و فهمتك .. اوعى تنسى
حكم بابتسامة : مش هنسى ما تقلقش
رامى و هو ينظر للصغيرتين : بقولك ايه ، خلص معاهم و تعالى ناخد البنات نفسحهم
حكم بامتنان : و الله تبقى خدمتنى
رامى : ماشى .. روح خلص معاهم ، و ماتقلقش على البنات .. احنا هنقعد فى الليفنج جنبكم نلعب بلاى استيشن ليذهب حكم الى فؤاد و هو يتابع صغيرتيه و هما تندمجان فى اللعب مع رامى ، ليجد فؤاد يناوله عدة اوراق و هو يقول : خد يا حكم .. عاوزك تبص على الورق ده
حكم : ده ورق ايه
فؤاد: دى ميزانية مبدئية ، ثمن الشقة اللى قلتلك عليها و تمن الفرش طبعا و التجهيزات ، ثريا اختارت حاجات كويسة اوى تشرف بصحيح ، كل حاجة تعتبر ناقصة على امضتك و الفلوس
ثريا : بالنسبة للشقة يا حكم فهى دور ارضى و ليها مدخل خاص ، يعنى هتقدروا تحطوا اليافطة بتاعتكم
و هتفق لكم مع مهندس الديكور يجهز لكم المدخل بتاعكم بطريقة توحى ان الشركة واخدة جزء كبير من المبنى لحسابها .. و نظامها هيساعدنا كتير فى ده ، خصوصا كمان انها دوبلكس
عندك صور ليها فى الورق اللى معاك ده .. كل اللى عليك انك تحول الفلوس لفؤاد عشان يمضى العقد بتاعها