قصة وشم على حواف القلوب
البارت الثامن 8
بقلم ميمى عوالي
اللهم اجعلنا ممن تحبهم ويحبونك وممن تذكرهم ويذكرونك وممن رضيت.عنهم ورضوا عنك. وممن انت معهم وهم معك وأجعلنا رفقاء الحبيب محمد صل اللهم وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وازواجه والتابعين لهم بإحسان الی يوم الدين
كان مازال النقاش و الجدال بين الرفقاء الثلاثة ، و هم يحاولون فك طلاسم ماحدث منذ اكثر من عشر سنوات مضت
حكم : انت قلت ان بكر رمى حتة الحشيش اللى كانت معاه فى النا.ر اللى كنت مولعها عشان الشاى
جابر : ايوة
حكم : ممكن تبقى حتة الحشيش دى هى اللى سطلتك مثلا
فقال شيخون بتفكير : بس ده ما يخليش التحاليل بتاعته تبين انه كان واخد مخدر
حكم : ماهو هو ده بقى اللى سره عند بكر ، بكر لما رجع له من تانى .. اكيد اداله حاجة معينة تخلبه يوصل للحالة اللى انت لقيته فيها
جابر : بس انى مش فاكر ابدا اى حاجة حصلت تانى ليلتها ، لدرجة انى لما فقت تانى يوم فى الوحدة الصحية ، بقيت اتتريق و اقول مين الحرامى ابو قلب حنين ده اللى خدرنى قبل ما يغير معالم وشى باللى عمله ، بس استنو استنو .. انتو تقصدوا ان بكر كان متقصد انه يخدرنى … طب ليه ، مصلحته ايه طيب
لينكس شيخون رأسه بشبه الم ، فيعاود جابر حديثه مرة اخرى قائلا : ماهو ماحدش يحاول يفهمنى ان بكر عرف ان خايته بتحبنى مثلا راح عمل اللى عمله ده عشان يفركش جوازتى من خايتك يا شيخون
صحيح بكر طول عمره دمه مش حامى زيينا ، بس لا يمكن ابدا توصل انه يعمل اكده
حكم : اعتقد يا جابر انه ماعملش اكده عشان خايته
جابر : اومال عشان ايه طيب .. حد يفهمني
حكم ببعض الضيق و هو ينظر لشيخون : عمل اكده عشان خايت صاحبك ، واضح انه كان عينه من نجاة من زمان فعمل كل اللى عمله ده عشان يفرق بيناتكم
جابر بغير اقتناع : لا يا حكم .. ماظنيش ، طب ماهى اتجوزت عمك بعدها بمافيش ، و بعدين يعنى برضيك .. بكر متجوز بدل الحرمة تنين ، ماله هو و مال نجاة
حكم بسخرية : ماكانش طلبها للجواز من تانى بعد ما عمى المصيلحى ما مات
جابر باستنكار : ده ماعداش على موته شهور
حكم : و خطبها من اخوها ، و اخوها كان موافق
لينظر جابر لشيخون بفضول قائلا : الكلام ده صدق يا شيخون ، كنت هتدى خايتك لبكر اللى طول عمرك مابتعترفش بحميته و لا بشهامته ، كنت هتديله خايتك على ضرتين و قورطة عيال منهم اللى على وش جواز كمان
شيخون بامتعاض : ماتقعدوش تقطموا فيا بقى الله يباركلكم و خلونا فى الموال اللى بنتكلم فيه
حكم بحدة خفيفة : ماهو هو نفس الموال يا شيخون ، فكر فيها اكده بس خمس دقايق هتلاقيها هى هى
شيخون : هى ايه دى
حكم ببعض الحزن : ظلمك يا شيخون
شيخون بذهول : ظلمى انى يا حكم
حكم بتأكيد : ايوة يا شيخون ظلمك انت .. انى قلتلك من الاول خالص انى هقف مع الحق ، و انت ظلمت خايتك و ظلمت جابر و ظلمت……
شيخون باستنكار : سكتت ليه يا حكم ماتكمل ، اياكش اكون ظلمت الكفر كلاته و انى مش دريان
حكم : كفاية ظلمك لخايتك يا شيخون ، فى الاول خالص جبرتها على جابر ، و بعدين جبرتها تسيبه ، و بعدين جبرتها على عمى ، لا و كمان مافيش فايدة فيك .. جاى بعد كل السنين دى كلاتها ، و كمان كنت عاوز تجبرها من تانى و المرة دى على بكر اللى انت نفسيك مابتطيقش تقعد معاه نص ساعة على بعضيها
جاير بفضول : و هو شيخون كان غاصب نجاة على جوازتها منى
حكم بخفوت : ايوة ، و وقتها .. نجاة وافقت بس عشان ترضى ابوها الله يرحمه
جابر : و هنت عليك يا شيخون تجوزنى خايتك و هى مغصوبة عليا
شيخون : اومال يعنى كنت عاوزنى ازعلك منى وقتيها و تفكر انى مستكترها عليك عاد
جابر بذهول : و دلوك .. بتغصبها على بكر يا شيخون .. بكر و نجاة ، طب ازاى .. دى عمرها ما تركب ابدا
شيخون بدفاع : انى ما اجبرتهاش و لا حاجة ، و اول ما قالت لاا .. سيبتها على كيفها و قلت كفاية عليها اكده
ليبتسم حكم بسخرية و هو ينفض راسه بتهكم ثم يقول : هو فعلا كفاية عليها اكده
جابر بعتاب : و انت يا شيخون كنت قايل لمرتك ان سميحة لو اتجوزتنى ماتدخلش بيتك عشان اكده
شيخون بخجل : سامحنى يا جابر .. بس ادينى حكيتلك كل اللى حصل ، وجعى كان كبير اوى منيك ، كنت حاسس انك بتضربنى فى ضهرى و بتضحك عليا فى سرك
جابر : يا خسارة يا صاح… ، يا شيخون
حكم : المفروض ان قعدتنا دى تصفى كل اللى فات ، عاوزين نرجع زى ما كنا زمان ، مثلث برمودة .. زى ما كان عمى مصيلحى مسمينا اكده
جابر بألم : كنا مثلث برمودة عشان ماحدش كان بيعرف يفرق بيناتنا يا حكم و كان الداخل بناتنا بيغرق و مابيقبش من تانى ابدا .. لكن خلاص صاحبك سمح للشياطين انهم يشككوه فيا و فى دينى و رجولتى
حكم : ماتنساش ان انت كمان غلطان يا جابر
جابر : غلطت فى ايه بقى يا حكم فهمنى
حكم : انك مادافعتش عن نفسيك ، ده انت حتى ماحاولتش تساله عن سبب كلامه ليك يوم ماروحتله الدار
جابر باستنكار : اساله عن ايه و هو بيطردنى من بيته يا حكم ، اساله عن ايه و هو بيقطع كل صلة له بيا ، و بيفسخ خطوبتى من خايته بكلام زى السم ، كلامه اللى لولا احترامى لعشرتنا ماكانتش ابدا صبرت على كلمة واحدة من الكلام اللى قاله
شيخون : و ده اللى اكد لى الكلام اللى اتقاللى ، لما سكتت .. فهمت سكوتك ده بانك خجلان من حالك على اللى عملته
جابر : و انت الصادق .. كنت مصدوم و مكسور من صاحبى اللى باقيلى بعد ما حكم سافر و فاتنا
شيخون بدفاع مخلوط بالاعتذار : بس انى ماصدقتهاش ، وجريت عليك عشان اسالك على اللى حصل ، قلت مهما ان كان اللى انت هتقوله هصدقك انت مش هى ، بس اللى لقيته قدامى اكدلى كلامها ، ضحكك و هلوستك خلونى صدقتها حتى من غير ما اسالك
جابر : يعنى انت مصدقنى دلوك
شيخون بتنهيدة : ايوة يا جابر .. مصدقك
جابر : طب مش يمكن بكدب عليكم
شيخون برجاء : لا يا جابر.. ارجوك ، بلاش تشككنى فيك من تانى ، انى عارف و متوكد انك لا يمكن تكذب ابدا حتى لو فيها موتك ، و هرجع اقولك ان سكاتك يوم ماجيتنى هو اللى اكدلى من تانى كلامها
حكم : يفضل هنا فى سؤال و علامة استفهام كبيرة اوى و لازم نعرف الاجابة عليه
جابر و شيخون فى ذات الوقت : سؤال ايه ده
حكم : سميحة
جابر : مالها
حكم : الحكاية اللى حكتها لجابر صدق و اللا كدب ، لان بحالتك اللى شيخون لقاك عليها دى .. لا يمكن نعرف ابدا ان كان ده حصل فعلا و اللا لاا
شيخون : انى دماغى ابتدت تور من كتر الحديت اللى فيها
جابر و كأنه بحدث نفسه : انى لا يمكن اعمل عملة عفشة زى دى ابدا ، حتى لو مش فى وعيى ، و ادى شيخون اهاه شافنى بعنيه ، و بيقول انى يادوب يادوب عمال اضحك و بس
حكم : انى عن نفسى مصدقك ، بس هيفضل فى حتة شك صغيرة ان ممكن فعلا تكون عملت اكده
شيخون بتفكير : الاجابة عنديها وحديها .. مش عند حد غيرها ابدا
جابر : تقصد سميحة
شيخون : و مين غيرها
حكم بحرج : الا فى سؤال اكده عاوز اساله لك يا جابر و خايف لا تتضايق
جابر : سؤال ايه ده اللى هيضايقنى .. قول عاوز تسأل عن ايه
حكم بحمحمة : هو انت يا جابر يعنى .. ايه اللى لمك على سميحة و خلاك كمان تمشى فى سكة جوازك منيها بعد السنين دى كلاتها
ليقول جابر بتنهيدة تحمل الحزن بطياتها : بعد اللى حصل بينى و بين شيخون ، حسيت انى اتيتمت من جديد ، ماكانليش غيره صحاب و اهل ، و حطيت فى بالى انه لما هيقعد مع حاله .. هيغلط روحه فى كلامه ليا
و هياجى يراضينى زى ماكنا دايما بنعمل مع بعض لو حد فينا زعل من التانى
لكن ماعداش يومين الا و سمعت خبر جواز نجاة من عمك المصيلحى الله يرحمه ، وقتها حسيت ان الدنيا ضاقت عليا بزيادة
و قبل ما يعدى تلت ايام .. روحت لعبد الحميد ابن عمى و طلبت منيه يراعيلى الارض لحد اما اعاود من تانى
حكم باستغراب : انت سيبت الكفر
جابر : ايوة .. روحت المركز و اجرت مطرح هناك فعدت فيه
حكم و هو يحاول إضفاء بعض المرح على حديثهم : ده انت حليت كيسك على الاخر بقى على اكده
جابر : لو قلتلكم انى ماكنتش ناوى ارجع هنا تانى هتصدقونى
شيخون بدهشة : و ليه كل ده
جابر بنظرة عتاب : مش هنعيده من تانى يا شيخون ، و لو انى مافرقتش معاك .. فانت كان عنديك مرتك و عيالك و خايتك .. لكن انى …
شيخون : و مين قال لك بس انك مافرقتش معايا .. بس مش لدرجة انك تسيب الكفر كلاته يعنى
جابر : كانك اول مرة تعرف
شيخون : مش اكده ، بس انى فكرتك وقتها مشيت عشان مكسوف من اللى حصل
حكم : احنا خلاص اتفقنا ان كل واحد كان فاهم حاجة غير الحقيقة ، بلاش كل شوية نرجع لنفس النقطة من تانى و خلونا بقى فى المهم .. كمل يا جابر
جابر : قعدت فترة قافل على حالى ، يا دوب أخرج اجيب حاجة اكلها و ارجع من تانى ، لحد ما فى يوم و انى راجع على المطرح بتاعى سمعت صويت و عويل جاى من الشقة اللى قصادى ، و لقيت الباب انفتح و طلعت منه حورية
فلاش باك
كان جابر عائدا من الخارج ، و كان يصعد الدرج باتجاه مسكنه حين سمع صراخا مدويا عبر المسكن المقابل له ، و قبل ان يستوعب مايحدث تفاجئ بفتاة رائعة الجمال و هى تفتح الباب و تهرول الى الاسفل ، و ما ان وجدته امامها فقالت باستجداء : الحقنى يا بلدينا اعمل معروف
جابر : فى ايه يا ستى .. الحقك من ايه
حورية : بابا وقع من طوله و هو بيصلى و مش عارفه ماله ، بالله عليك تلحقنى بالدكتور اللى على اول الشارع
جابر و هو يضع ما بيده ارضا : احنا لسه هنروح ننده على الحكيم و نستناه لحد اما ياجى ، احنا ننقله عند الحكيم على طول .. هو فين
ليتجه الى مسكن حورية بعدما اشارت على باب مسكنها لتقع عيناه على والدها و هو مسجى ارضا فوق سجادة صلاته ، ليحمله و يتجه به الى الاسفل و هو يقول لو رايدة تحصلينى تعالى ورايا
لتسرع حورية خلفه بعد ان اغلقت بابها ، لتجد نفسها تهرول خلفه رغم حمولته و هى ترد على فضول كل من يسأل عن ما يحدث بانها لاتدرى ماحل بوالدها فجأة
و ما ان وصل جابر لعيادة الطبيب حتى اقتحم غرفة الكشف دون الالتفات لاعتراض المسئول عنها ، و ما ان رأى الطبيب جابر و هو يحمل والد حورية تغاضى عن طريقة اقتحا.مه لغرفته و قام على الفور بمساعة جابر لوضعه على الفراش الطبى و قام بالكشف عليه فورا .. ليقول بعد دقيقة واحدة : البقاء لله .. الحاج اتوفى بالفعل من حوالى خمس دقايق
لتصرخ حورية صرخة مدوية لينظر لها جابر بحزم قائلا : مش وقت اللى بتعمليه ده ، ابوكى محتاج يتكرم و تكريمه مش بالصويت و العويل ، ثم التفت مرة اخرى للطبيب و قال : يا ريت تعمللى شهادة الوفاة عشان نقدر نعمل الاجراءات
ثم التفت الى حورية مرة اخرى و قال : قوليلى ازاى نبلغ عمك و اللا خالك ، اى حد من قرايبكم يعنى
حور ببكاء يمزق نياط القلب : مافيش ، ماكانش لينا غير بعض ، مات و سابنى لوحدى ، مابقاليش حد غيره
عودة من الفلاش باك
جابر : عملتلها كافة شئ من غير حتى ما اخد رايها فى حاجة ، حتى العزا .. عملت صوان كبير و وقفت خدت العزا كانى باخده فى ابويا و اللا امى اللى مالحقتش اتهنى بيهم
حكم : حزنت عليه و انت ماتعرفوش
جابر: حزنت على بته اللى اتيتمت و ماعدالهاش حد تركن عليه
شيخون بغمزة من عينه : قول بقى انك وقعت فيها لشوشتك
جابر بمرارة : ماكانش جرح قلبى لسه طاب من اللى حصل ، لكن حسيتها بقت فرع شجرة و انقص من بين كل الغصون و بقى لوحديه ، حسيتها بقت كيف مابقيت بعد ما خرجت من الكفر
بس مهما ان كان انى راجل و اقدر اعافر و اسد ، لكن هى مهما ان كانت حرمه و لوحدها
حكم : و بعدين
جابر : بعد ما العزا خلص .. حاسبت بتوع الفراشة و طلعت على مطرحى ، لقيتها فاتحة بابها و واقفة مستنيانى و معاها فلوس و حلفت مية يمين انها تحاسبنى على كل قرش صرفته ، و شكرتنى و قفلت عليها بابها من تانى
و ماشفتهاش من يومها و لا لمحت طرفها .. و لا حتى لمحت بابها مفتوح مرة ، كنت يادوب اسمع صوت القران و انى طالع و نازل ، لكن مع صوت القرآن .. كنت يسمع صوت بكاها اللى كان يقطع القلب
تلت شهور بحالها على نفس الحال مالمحتش طرفها ، لحد ما فى يوم و انى راجع من برة .. لقيت صاحب البيت الله ينتقم منيه بيقول لها انها لازم تسيب المطرح و تمشى ، و هى يا ولداه عمالة تتحايل عليه و تقول له طب امشى ليه ده عمرنا ما اتأخرنا فى الايجار ، اتارى مدة العقد بتاعهم كانت خلصت و بسلامته قال لها انه مش هيجدد عشان الشقة تلزمة ،
حاولت اتدخل فى الموضوع و اجيب الراجل يمين و اجيبه شمال .. ابدا ، دماغه كانت كيف البلغة القديمة و ادالها مهلة اسبوع واحد عشان تلم حاجتها و تمشى ، و اللى فهمته من كلامها وقتيها ان ماكانش معاها فلوس كفاية عشان المقدم و التأمين و الحاجات دى ، الخلاصة .. اتجوزتها
شيخون : خبط لزق اكده
جابر : النصيب يا صاحبى
حكم : عنديك حق ، بس انت جيبتها و رجعت الكفر من تانى
جابر : ايوة .. قعدنا فترة على ما قدرنا نولف على بعض و عرفنا طبع بعض ، و عرفت بعدها ان ابوها كان عليه تار و كان هربان بيها هى و امها اللى ماتت من كام سنة قبل موت ابوها ، و عشان اكده لا تعرف لها خال و لا عم
كل واحد فينا حكى للتانى اللى عنديه ، لقيتها قالتلى .. ازاى هان عليك تسيب بلدك و ارضك ، تعالى نرجع سوا ، و لما سالتها ان كانت هتقدر على عيشة الفلاحين ، قالتلى هتعلم
الله يرحمها .. عاشت معايا سنتين .. كانت فيهم نعم الزوجة و السند
حكم : هى ماتت ازاى
جابر بحزن : جالها تسمم حمل و انى كنت مسافر بجيب تقاوى للارض ، و على ما رجعت و جريت بيها على المستشفى .. كانت راحت هى و اللى فى بطنها
حكم : لا اله الا الله .. شد حيلك
جابر : عدى على يوم موتها بتاع سنتين و شوية دلوك
بعد ما ماتت هجيت من الكفر من تانى بتاع شهر و زيادة ، لحد ما افتكرتها اول ما اتجوزنا و هى بتأنبنى انى فايت ارضى و بلدى ، فرجعت من تانى و شوية شوية ابتديت ارجع لارضى و لحالى
بعديها بفترة صغيرة سمعت ان سميحة اتطلقت من جوزها ، بس ما شغلتش بالى ، لحد ما شفتها و هى معدية من على الحيار اللى جار ارضى و كانت راجعة من الجيهة التانية و لما وصلت لعندى قالت
فلاش باك
كانت سميحة تتجه ناحية جابر و عينيها تدور من حولها فى كل اتجاه حتى وصلت الى مكان جلسته فابتسمت و قالت : ازيك يا جابر
جابر : اهلا يا سميحة كيفك
سميحة : انى بخير طول ما انت بخير
جابر: تسلمى .. ثم اكمل بفضول : انتى بتدورى على حاجة و اللا ايه
سميحة بلجلجة : ها … لا .. ااه
جابر بدهشة : بتدورى على ايه
سميحة : الصراحة محرجة منيك
جابر : و محرجة ليه يعنى
سميحة : اصلى الصراحة محتاجة كام كوز درة اكده ، و قلت ان انت الوحيد اللى مش هتكسفنى
جاير بضحك : ايه .. نفسك رايحاله و اللا ايه
سميحة بدلال : الصراحة ايوة ، و الدرة بتاعة ارضك بالذات بتبقى احلى درة فى الجيهة كلاتها .. مسكرة و حباتها زى الزبدة
جابر بسماحة : يا ستى خدى اللى انتى عاوزاه ، اياكشى تاخدى خط بحاله
سميحة : خط بحاله ! ده انت مش عاوزنى اجى اطلب منيك تانى بقى
جابر : ليه بس
سميحة : اصلى هاخد خط بحاله اعمل به ايه .. انى كل ما نفسى تروحله .. اجيلك اخد كوزين ، بس تشويهملى على المنقد الحلو بتاعك ده
جابر ضاحكا : ده انتى داخلة على طمع بقى
سميحة بهيام : طمعانة اقعد معاك حبتين زيادة على ما الدرة تنشوى
عودة من الفلاش باك
جابر و هو يكمل حديثه : من يوميها بقت عادة عنديها بعد العصرية .. كانت تاجى تنقيلها كوز و اللا اتنين و تقشره و تناولهولى و تطلب منى اشويهولها على المنقد جنب براد الشاى ، و مرة فى مرة بقت تجيبلى فى يدها و هى جاية حاجة حلوة و اللا اكلة متينة ، و اللا فطيرة مشلتتة ، و لما كنت احاول انى ما اخدش الحاجة اللى جايبهالى ، كانت تقوللى يبقى انت بتفهمنى بالمحسوس اكده انى ما اجيش اخد من عنديك درة تانى
و كانت تقوللى كل و رم عضمك انتى وحدانى و مافيش حد بيهتم بيك ، و بقت تسألنى لو نفسى فى حاجة معينة ، و لما كنت اقوللها و لو حتى بهزار على ايتها حاجة .. كنت الاقى الحاجة دى عندباتى تانى يوم ، لدرجة انى فى يوم هزرت معاها و قلت لها عاوز اكل جمبرى .. لقيتها جايباهولى تانى يوم و متنضف و على الاكل على طول ، و قالتلى انها قشرتهولى بيدها عشان ما ازفرش حالى و انى هنا فى الغيط
ثم اكمل بحزن : لقيتها بتهتم بيا و بكل حاجة تخصنى لدرجة انها فى مرة جت و لقيتنى بس بكح شوية ، سابتنى ساعة زمن و رجعتلى معاها دوا للكحة و ما فاتتنيش الا اما اخدت منيه قدامها
انى دارى ان سميحة بتحبنى من زمان ، من زمان اوى ، بس ماجاش فى بالى ابدا انها تكون لسه بتحبنى و رايدانى بعد السنين دى كلاتها ، بعد ما انى اتجوزت و اترملت و هى كمان اتجوزت و اتطلقت
مراعيتها ليا خلتنى انى كمان …..
حكم بفضول : سكتت ليه ماتكمل .. انت كمان ايه ، تقصد ان انت كمان حبيتها
جابر : ما انكرش ابدا انى حبيتها
حكم : حبيتها و اللا حبيت حبها ليك
جابر : و هى تفرق كتير يعنى ، ده حتى طول عمرنا نسمعهم بيقولوا خد اللى يحبك و لا تاخدش اللى تحبه ، يقوم اما الاقى واحدة تحبنى الحب ده كلاته اديها ضهرى
ليتبادل حكم و شيخون النظرات ليقول شيخون : يبقى خلاص يا جابر ، اعتبر حالك ما سمعتش منى حاجة و اتجوزها و عيش و انبسط
جابر باستنكار : من غير ما اسألها يا شيخون ، من غير ما اعرف هى قالت اكده صدق و اللا افترا
حكم : يعنى انت مصدق كلام شيخون
جابر بذهول : و من ميتى حد فينا بيكدب التانى يا حكم ، اكيد مصدقه .. و عشان اكده عاوز افهم ، و لازم افهم قبل حتى ما احط يدى فى يد ابوها و اخوها
شيخون بفضول : طب و لو لقيت يعنى انك …
جابر باستنكار : انى ايه يا شيخون .. انى بجد اتعرضتلها .. بقى انى اعمل اكده .. ازاى صدقت انى ممكن اعمل اكده مهما كنت غايب و اللا مش واعى ، بس انى …….
حكم و هو يحثه على الحديث : بتفكر فى ايه خلاك سكتت اكده فجأة
جابر و هو يتسائل بحيرة : انى اتخدرت كيف و مين اللى خدرنى
حكم : ما احنا قلنا ممكن حتة الحشيش اللى بكر رماها فى النار تكون هى اللى خدرتك اكده
جابر دون اقتناع : ما ظنيش ، يمكن دماغى تقلت صحيح ، لكن كنت واعيله لما رجع يدور على محفظته و …..
و عند صمت جابر تلك المرة نظر الى شيخون قائلا مرة اخرى بفضول : هو بكر بطل يشيل المحفظة ام دكة
شيخون بسخرية : لا يا جابر .. طول عمره بيحب يشيلها و بيعملها مخصوص عشان ما تقعش منيه
حكم : يعنى بكر لما رجعلك ماكانش بيدور على المحفظة بتاعته و لا حاجة يا جابر
جابر بذهول : تقصدوا انه له يد فى تخديرى يوميها .. طب ازاى ، و كمان شيخون بيقول انه لما جانى يوميها كنت فايق مش متخدر و لا حاجة
شيخون : لا يا جابر ، يمكن صحيح كنت مفتح عينيك و بتضحك كمان ، لكن ماكنتش جابر اللى خابره
جابر : طالما فايق و مفتح عينيا ابقى فايق
حكم : لا ما انت مش فاهم .. ماهى مش كل المخد.رات بتغيبك عن الوعى ، كل نوع بيبقى له تأثيره الخاص و اللا نسيت حبوب الهلوسة
جابر برفض : بس انى ما اخدتش اى حبوب يوميها
شيخون بفضول : هو مين اللى عمل الشاى يومها .. انت و اللا بكر
جابر بتذكر : بكر .. بس احنا التنين شربنا سوا يوميها من نفس البراد
حكم : طب يعنى انت ناوى برضك تتحدت مع سميحة
جابر بتصميم : ايوة طبعا لازم احدتها