البارت الثاني والاربعون 42
بقلم ميمى عوالي
اللهم إني أسألك بكرمك وجودك أن تؤمن لي قلبي مما يخاف ، وأن تلهمني صواب رشدي ، وان تقر عيني بخاطري وان تنصرني في الدنيا والآخرة .
انقض جابر علي سميحة فى لحظة واحدة و امسكها بشدة من شعرها قائلا : بسم الله .. الله اكبر
لتصرخ سميحة برعب قائلة : ده دى .. انت هتعمل فيا ايه يا جابر ، ما تفزعنيش الله يخليك
جابر من بين اسنانه و هو يسحبها من شعرها بقوة : افزعك .. و لا هو انتى لساكى شفتى فزع عاد ، ده احنا يا دوب لساتنا بنقول بسم الله
سميحة بترجى : طب فهمنى بس انى عميلت ايه
جابر : عملك اسود و مهبب انتى واخوكى و عيلتك كلاتها يا بت عزيزة
سميحة بلجلجة و هى تتصبب عرقا من شدة الخوف : لييه .. لييه بس يا جابر ، احنا عميلنا ايه ، هو انت مش اولة امبارح عميلت كلات اللى على كيفك و مانزلتلكش كلمة واصل ، و قلتلهم انى موافقة على كلات اللى انت عاوزة
جابر بتحذير : ماتاخدينيش لسكة بعيدة ، انتى فاهمانة زين انى بتحدت على ايه يا بت عزيزة
سميحة و هى تبكى مدعية البراءة : انى مش فاهمانة حاجة واصل
ليلقيها جابر من يده ككومة من النفا.يات تحت قدميه و يجلس واضعا قدما على الاخرى قائلا بغطرسة تليق به : تومام .. هعمل حالى مصدقك ، و افهمك انى يا سميحة
من كد تلتاشر سنة اكده .. كنت بحضر حالى انى اتجوز نجاة .. عرفاها
لتنظر له سميحة بوجوم دون اجابة ، فيدفسها بقدمه قائلا بتحذير .. لما أسألك تردى عليا .. عارفاها
سميحة برهبة و هى تومئ برأسها : ايوة .. ايوة عارفاها
ليكمل جابر حديثه قائلا : قبليها بقيمة سبوعين اكده .. كان المولد شغال ، و انى كنت سهران لحالى فى الارض بتاعتى بعد ما شيخون فاتنى و روح .. و انتى عديتى عليا من على الحيار اللى جار ارضى .. فاكرة
سميحة و هى تهرب من عينيه : دى حاجة فات عليها سنين ياما يا جابر .. هفتكرها كيف دى
لينزل بكفه بكل قوته على وجها و يمسكها من رأسها بقوة وسط صراخها قائلا : لو مفكرة حالك انك لو كدبتى هعديهالك .. هعمل فيكى كيف اللى حوصل فى خايتك ، بس بيدى مش برفسة بقرة و اللا جاموسة
سميحة ببكاء شديد : انت بتعمل فيا اكده ليه .. بقى دى اخرة عشقى ليك ، كل ده عشان حبيتك و حاربت الدنيا كلاتها عشانك
لينهض جابر من جلسته و هو يسحبها معه من مكانها قائلا بغل : حبيتينى .. طب كيف تحبينى و تتهمينى انى عميلت اكده ، بقى انى يا بت المحروقة اتعرضتلك و حاولت اهتك عرضك .. بقى انى قطعت لك خلجاتك و حاولت انى .. استغفر الله العظيم
انى يا بت .. انطوقى و قولى الحق قبل ما ادفنك فى بير الساقية و لا حد هيعرف لك طريق جرة
سميحة بنشيج من وسط بكائها : عاوزنى اقول لك ايه يا جابر
جابر و هو يهزها بقوة من شدة غضبه : تقولى الحق .. انى مش رايد غير الحقيقة .. انى حاولت اهتك عرضك يوميها
سميحة ببكاء و هى تهز رأسها يمنة و يسرى : لااا .. ماحصولش
جابر بغضب : طب ليه ، عاوزة تفشكلى جوازتى من نجاة تقومى تتهمينى تهمة شينة زى دى
بقى لجل تبعدينى عنيها تقطعينى من صاحب عمرى اللى ما كانليش غيره هو و حكم ليه
ليه بعد ما قلبى حنلك و قلت ان ربنا رايد يعوضني عن كل القهر اللى اتقهرته و انك هتعوضينى عن كلات اللى غدروا بيا الاقى ان يدك كانت اول يد طعنتى فى ضهرى .. ليييه
سميحة بدفاع عن حالها : عشان بحبك .. عشان طول عمرى بحبك ، من يوم ما وعيتلك و انت بتزرع و تقلع و انى بحبك ، عمر ما راجل ملى عينى كيفك ، انت الراجل الوحيد اللى دخلت قلبى قبل دماغى
جابر برفض و امتعاض : تقومى تتهمينى التهمة الشينة دى ، كان ممكن تعملى اى حاجة الا اكده
سميحة بغضب باكى : ماتنكرش انى بعتتلك مرسال و قلت لك انى بحبك و رايداك ، اوعى تكون نسيت ردك عليا كان ايه وقتيها .. ده انت حتى يوميها ما فكرتش ردك و صدك ليا ده ممكن يعمل فيا ايه
جابر بسئ من الحزن : خابرة .. لو كنتى عيملتى اكده قبل ما اطلب يد نجاة من شيخون ، ماكنتش رديتك خايبة الرجا ابدا ، لكن وقت ما بعتتيلى مرسالك كنت هوافق كيف و انى ارتبطت بكلمة ويا صاحبى
سميحة و هى تتشبث بملابسه : خلاص يا جابر .. خلاص ، اعتبر اللى فات ده كلاته انه ما حصولش منه شي واصل ، خلينا نبتدى من جديد و ننسى كلات اللى فات ده ، انى بحبك يا جابر و انت كمانى حبتنى اوعاك تنكر عاد
لم يهتم جابر لحديثها و لكنه قال بسخرية : طب انتى عيملتى كلات ده لجل كنتى بتحبينى .. انما بكر بقى .. عمل اكده عشان خايته بتحبنى برضيك
مش هسالك هو عيمل اللى عيمله ده ليه لانى خلاص خابر كل شى بالتفاصيل كمانى ، يعنى خابر انه كان نفسه تنقلع له عين و لا انى اتجوز نجاة و هو يتجوزها ، كان مستخسرها فيا ولد المحروق و شايف حاله احق منى بيها
لكن انى بقى رايد اعرف كيف عيملها .. كيف خلانى مش واعى و لا دريان باللى حوصل ليلتها كلاته ، لدرجة انى لحد دلوك مش فاكر ان شيخون اللى ضرو.بنى من اساسه ، و لو كان حد تانى غير شيخون اللى قاللى ما كنتش صدقت واصل .. فانتى كيف الشاطرة اكده .. تقعدى تحكيلى حالا و بالتفصيل .. بكر عيملها كيف
لتقص له سميحة من وسط رعبها ما فعله بكر و هو ينظر اليها باستنكار يصل لمرحلة الازدراء حتى انتهت من حديثها فقال : ااه يا خلفة الابالسة و الشياطين
ليستند بظهره الى المقعد ثم قال : تعرفى يا سميحة انى ايه اللى مخلينى ما ارميش عليكى اليمين دلوك و ارميكى برة الدار و اخلى فضيحتك تلف الكفر كلاته
لتنظر له برهبة فيكمل قائلا .. ابويا تهامى ، مايستاهلش انه ينفضح عشان متجوز حية و مخلف عقارب ، بس مش معنى اكده انك فلتتى من العقاب .. لااا ، ده انتى لسه ماشفتيش حاجة ، و لا شفتيش انى هعمل فيكى ايه
سميحة برعب : هتعمل فيا ايه
جابر و هو يعد على اصابع يده : هندمك على اليوم اللى شفتينى فيه ، و على اليوم اللى عشقتيني فيه ، و على اليوم اللى عملتى عملتك انتى و اخوكى فيه ، و على اليوم اللى امك بلتنا بيكى فيه
سميحة ببكاء و هى تحاول تقبيل قدميه : احب على رجلك تسامحنى ، انى توبت ، و احلف لك انى مش هعمل اى حاجة عفشة تانى
جابر : هيوحصل ، بس غصب عنك مش بمزاجك ، اول هام .. روحى هاتى التلفون بتاعك من جوة
سميحة : هتعمل ايه
جابر بحدة : نفذى اللى قلته من غير رط كتير عاد
لتسرع الى الداخل و تعود بهاتفها و تمد يدها به لجابر ، فيرفضه قائلا : تحدتى امك ، و تقوليلها اللى هقولهولك بالحرف ، و على الله تقولى كلمة واحدة غيرها
كانت عزيزة قد احضرت الفطور و جلست لتتناوله مع تهامى و زين الذى رفض الطعام فى البداية و لكنه رصخ بعد ذلك لمحايلات جده ، و بعد انتهائهم ذهبت لاعداد الشاى و عينيها لا تحيد عن باب الدار ، فهى بانتظار بكر الذى غاب عن موعده ، لتنتبه على صوت الهاتف لتجدها سميحة ، فترد قائلة : ايوة يا سميحة كيفك
سميحة : انى بخير .. و هفضل بخير طول ما انتى بعيدة عنى
عزيزة باستنكار: انتى بتقولى ايه يا بت
سميحة : اللى سمعتيه يا امة ، انى رايداكى ما تقربيش يامة دارى و لا تزورينى ابدا و لا حتى تحدتينى فى التلفون ، و تنسى خالص ان ليكى بت اسمها سميحة
عزيزة بتخمين : جابر اللى قال لك تقولى اكده
سميحة : داره و هو حر فيها ماحدش شريكه ، و كمانى عشان تبقى فاهمة ، جابر عرف كلات شي
عزيزة بانتباه : عرف ايه يابت
فلم يأتيها جواب لتعيد ما قالته مرة اخرى : انطقى يا بت .. عرف ايه بالظبط
و عندما لما تأتيها اجابة ايضا اكتشفت ان سميحة قد اغلقت الخط ، لتقول برهبة و هى تحاول الاتصال بسميحة مرة اخرى : هى مالها غفلقت من كل يامة اكده
و لكنها وجدت ان سميحة قد رفضت الاتصال لتسبها بغيظ قائلة : ااه يا بت المركوب ، بتبيعى امك لجل حبيب القلب ، فى ستين داهية ، ابقى خلبه ينفعك
اما سميحة ، فقد اخذ منها جابر الهاتف و قام بغلقه بعد رفض مكالمة امها ، و وضعه بجيبه قائلا : من اهنا و رايح مافيش تلفونات ، و لا كمانى فيه خروج من الدار
سميحة باعتراض : هتحبسنى اياك
جابر بتهديد و وعيد : و لو عقلك بس وزك انك تعتبى باب الدار من ورايا هتشوفى اللى عمرك ما شوفتيه فى اغمق كوابيسك يا بت عزيزة .. امشى انجرى من قدامى ، و على ما اعاود من برة الاقيكى جهزتى الغدا .. الموطبخ جوة محتاج يتروق و يتنضف ، تخلصى و تعملى الاكل .. مفهوم
سميحة باذعان : مفهوم
اما بكر فعندما وصل الى دار ابيه ، وجد ابيه يحتسى الشاى و زين يجلس الى جواره شاردا عابثا فقال : صباح الخير
تهامى : صباح الخير يا ولدى .. ان عادة مبدر يعنى النهاردة
بكر و هو يترصد زين بعينيه : ما انى قلت اطل عليكم قبل ما اروح اطل على حكم
تهامى بطيبة : و الله فيك الخير ، ده انى مخلى زين معايا لجل نروح له نتطمن عليه ، الراجل انطخ بسببنا
عزيزة و هى الاخرى تترصد لوجة زين : ايوة .. شيلنا ذنبه كننا احنا اللى طخناه و اللا كاريين عليه
لينظر لها زين باستنكار ثم ينظر لابيه نظرة تملؤها خيبة الامل حين قال : ماتلاقى الكفر كلاته هناك ، حتى اللى طخه .. هيزوره برضك ، ماهم يقتلوا القتيل و يمشوا فى جنازته
ثم نهض واقفا من مكانه فقال له جده : على فين يا ولدى
زين و هو ينظر لابيه بازدراء : طالما ابويا بقى اكده اكده رايح يزوره .. يبقى يروح هو وياك يا جدى ، و خلينى انى اروح اطل على احمد و اتطمن عليهم
تهامى : راجل يا ولدى .. كتر خيرك و الله ، من صغرك و انت صاحب واجب يا زين ، و ابقى قول لاحمد و خواته انى نفسى اقعد معاهم هبابة ، بتوحشهم
زين : حاضر يا جدى
و ما ان خرج زين حتى اشارت عزيزة براسها لبكر بان يلحق بولده ، فقال لابيه .. هبص على حاجة اكده يا ابة و هرجعلك من تانى
تهامى : ماشى يا ولدى .. هستناك بس ماتعوقش عليا عشان نلحق نروح و نرجع قبل صلاة الضهر
ليسرع بكر خلف زين و يناديه.. فيقف زين بتأفف و هو يقول : عاوز ايه يا ابة
بكر بتردد و هو يحك رأسه : كنت عاوز اجى وياك اتطمن على عمتك حسنة و عيالها ، انت مالك اكده النهاردة ، شكلك مش عاجبنى
لينظر له زين بتحدى و يقول : و لا هيعجبك من اهنا و رايح يا ابة ، و عمرى ما هسامحك لا انت و لا ستى ، و يكون فى معلومك كمانى .. انى كلاتها كام يوم و هسيبلك الكفر كلاته باللى فيه خلاص
بكر بصدمة : ليه كل ده
زين و عينيه تملؤها الدموع : انت بتسالنى ليه ، بعد ماهديت كل حاجة ، ليه يا ابة ، عيمل لكم ايه عمى شيخون لجل تكروا عليه
بكر و هو يكمم فاه زين و هو يتلفت حوله برهبة : اسكت .. اسكت خالص انت بتقول ايه
زين و هو يحرر نفسه من يد ابيه : بقول اللى سمعته بودنى منك انت و ستى امبارح بالليل
كنت عارف انى بحب زينة ، و قلت لك انى نفسى اتجوزها ، هحط عينى فى عينها كيف بعد اكده
بكر باستنكار : و هى بس هتعرف كيف
زين بغضب : كفاية ان انى خابر يا ابه ، خابر ان ابويا كان عاوز ..
ليسكت زين دون ان يكمل حديثه ثم يقول بازدراء : ارجع يا ابة ، روح لستى و قول لها انى مش هقدر اقول حرف من اللى سمعته لحد ، لكن كمانى .. لو ضوفر بس اتكسر لعمى شيخون .. انى مش هسكت
ليدير زين ظهره لابيه و يذهب من امامه و هو يملؤه الغضب
اما رامى .. فقد ذهب الى باب نجاة و قام بالنداء على احمد الذى لبى ندائه قائلا باعتذار : كنت لسانى جايلك دلوك من قبل ما تنادى ، بس كنت بجهز كام حاجة لابويا اكده هخدهم له معايا
رامى : و الست نجاة .. هتيجى معانا
احمد : لاا .. هتستنى العيال اما يعاودوا من المدرسة عشان تاخدهم معاها
رامى : ماشى .. هبقى ارجعلهم .. بس ياللا دلوقتى .. عشان والدى و اختى زمانهم على وصول
احمد : ماشى .. هقول لعمتى بس و احصلك طوالى على ما تسخن العربية
اما حكم .. فكان قد بدأ فى الاستفاقة مع الام قد تكون متحملة ، ليطمئنهم الطبيب و يبلغه انه يستطيع مغادرة المشفى فى اليوم التالى مع الالتزام ببعض التعليمات
و استطاع ان يعتدل بعض الشئ برقدته بمساعدة شيخون و التمريض ثم بعد ان خرجت الممرضة قال شيخون: ها .. مستريح اكده
حكم بامتنان : الحمد لله .. تعبتك وباى يا شيخون
شيخون : لو انى ماتعبتش وياك مين اللى هيتعب يعنى ، هو انت ليك غيرى عاد
حكم بابتسامة : روحت و جيت و اتغربت و عمر ماخدت لى صاحب كيفك انت و جابر
لينظر له شيخون نظرة تحمل بعض العتاب و قال بتنهيدة : و الصاحب برضك لما يعشق يخبى على صاحبه عشقه ده
حكم و هو يزدرد لعابه ببعض التردد : تقصد ايه
شيخون : مش هلفلف بالحديت و لا هعمل حالى ماسمعتكش يا حكم ، و انت بتبوح بعشقك لنجاة خايتى قبل ما تغيب عن الوعى
حكم و هو يدافع عن نفسه : اوعاك ياجى فى بالك انى بصيت لنجاة بصة عفشة و انى فى دارها يا شيخون ، انت خابرنى زين
شيخون : خابرك يا اخوى ، بس مش فاهم
حكم و هو يهرب بعينيه خجلا : انى عمرى ما عشقت غيرها يا شيخون .. من زمان ، من واحنا صغار ، لكن …
شيخون و هو يسحب منه الحديث : لكن ايه .. ماتكمل حديتك عاد
حكم و هو يرفع عينيه لشيخون : لكن جابر سبقتى و طلب يدها ، و انت وافقت ، و حتى لو ماكنتش انت وافقت وقتها ، كفاية انى عرفت ان صاحبى رايدها ، باركت له و سيبتهاله زى ما سيبتلهم مصر كلاتها و هجيت ، بعد ما حلفت بينى و بين حالى .. انى مش هيجمعنى بيها ارض واحدة من تانى و هى على ذمة صاحبى ، كنت خايف اخون صاحبى و لو حتى فى خيالى يا شيخون ، و انت خابر زين انى ما اعرفش اخون
شيخون بابتسامة : و هو انى لولا انى خابر زين و متوكد كمانى .. كان زمانك عايش و بتتنفس لحد دلوك ، بس يعنى .. بعد اللى سمعته ده ناوى على ايه
حكم : انى بقى اللى مش هلفلف عليك النوبة دى يا شيخون .. انى كنت مستنى جابر يتجوز ، لجل اطلبها منيك
شيخون : و ايه دخل جابر فى الموال ده
حكم : هى بقى جت فى دماغى اكده ، اعمل ايه فى دماغى عاد
شيخون بمكر : طب ادى جابر اتجوز
حكم : و ادينى بطلبها منيك
شيخون بخبث : هى ايه دى
حكم : جرى ايه يا شيخون .. هو احنا بنقول ايه من الصبح
شيخون بترصد : نجاة خايتى يوم ما حد يطلب يدها ، يطلب معاد منى فى الاول ، و بعدين ياجى يقابلنى و يطلبها ، و بعد اكده يسيبنى افكر هبابه و اسأل عنيه و ….
حكم مقاطعا اياه بغيظ : حيلك حيلك ، كنك ماتعرفنيش عاد و هتسال عليا صوح
شيخون بكيد : و هتجيب معاك ورد كمانى زى ما بنشوف فى التلفزيون
حكم : هجيبلك مشتل بحاله ، بس ميتى
شيخون : مش لما تخف الاول
حكم : و ما انى كويس اها و الحكيم كمانى قال لى انى هخرج بكرة
شيخون : بس معلق دراعك اها
حكم بامتعاض : و هو انى هطلبها بدراعى يا جدع انت .. انى هخرج بكرة و هطلبها بكرة و نقرا الفاتحة و …
شيخون: ي ي يى .. حيلك انت النوبة دى .. هو سلق بيض و الا ايه ، ماتقول تتجوزوا بكرة كمانى بالمرة
حكم بلهفة : طب يا ريت
شيخون : مش معنى انى صاحبك انى هكلفت خايتى و اللا اجوزهالك غصب عنيها ، لاا .. ده انى لازم اخد رايها و اسالها ، و اديها فرصة تفكر كمانى
حكم بابتسامة و هو يسترجع صوت لهفة نجاة وقت اصابته عندما وصفته بحبة القلب فقال : ايوة طبعا لازما تسالها و لما توافق ان شاء الله نقروا الفاتحة
شيخون : طب ماتخليها لما خالك ياجى .. و نقرا فاتحتكم مع فاتحة زينب و رامى بالمرة نوبة واحدة
ليسمعوا دقا على الباب ليسمح شيخون بالدخول .. فيطل فؤاد بوجهه من الباب قائلا : السلام عليكم .. الف سلامة عليك يا حكم يا ولدى
حكم ببهجة و ترحيب شديدين و كأنه قد نسى كل ما حدث بينه و بين خاله عند زيارته له بالقاهرة : اهلا يا خال .. حمدالله على السلامه ، و الله كنا لسه فى سيرتك
ليتقدم فؤاد بعد ان زال عنه بعض الحرج و سلم على حكم و قال : حمدالله على سلامتك انت يا ولدى ، الحمدلله انها جت على كد اكده
مى : الف سلامة عليك يا حكم
حكم : اهلا يا مى .. ايه النور ده ، لولا صوتك ماكنتش عرفتك .. مبروك .. الله يزيدك و يزينك
مى : شكرا
حكم و هو يشير لشيخون : ده شيخون يا خال صاحبى ، فاكره
فؤاد و هو يسلم على شيخون : كيفك يا ولدى و كيف احوالك
شيخون : زين يا باشا الحمدلله.. نورتوا اسيوط كلاتها
فؤاد : منورة باهلها .. كيفك دلوك يا حكم .. طمننى عليك
حكم بدهشة : فى نعمة الحمدلله .. جت سليمة ، انما يعنى يا خال ، انى اما جيتلك مصر كنت بتتحدت زييهم هناك ، و دلوك يعنى بتتحدت كيفنا اهنا
فؤاد : اول ما وصلت اهنا .. حسيت انى اتوحشت لهجتنا و حديتنا ، و فجأة لقيتنى رجعت لاصلى
شيخون : اصلك زين و كلك اصل يا باشا
فؤاد و هو يضع الحقيبة الى جانب حكم : خد يا ولدى اتلافى دولى منى
حكم : ايه دولى يا خال
فؤاد بحمحمة : دول ورق الارض بتاعتك كلاتها
حكم : انى مش فاهم شى
شيخون و هو ينهض مستأذنا : طب انى هروح اطلب لنا قهوة و هعاود .. بالاذن
فؤاد بابتسامة امتنان لانسحاب شيخون : اتفضل يا ولدى
و بعد خروج شيخون يقول فؤاد : من غير تفاصيل كتير يا حكم ، حقك عليا يا ولدى ، الشيطان ضحك عليا و استغل ظروف مريت بيها ، و فهمنى ان ارضك هى طريق الخلاص الوحيد اللى قدامى
بس خلاص الحمدلله .. انى رجعت كلات شي لاصله ، الشنطة دى .. فيها كلات الورق بتاع ارضك كلاتها مافيهاش سهم واحد ناقص
حكم و هو يشير لمى : طب و القرض اللى على المركز الطبى
مى بابتسامة : ماتقلقش .. شهاب دخل معايا شريك و حلينا كل الاشكاليات دى
حكم بفضول : هو رامى يعرف الحديت ده
فؤاد : ايوة .. من فترة ، بس انى طلبت منيه مايقوللكش دلوك ، كنت عشمان انى اقدر ارجع كل حاجة ، بس الحقيقة ماقدرتش
حكم : مش قلت ان الشنطة فيها كل الورق بتاع كل الارض
فؤاد : ايوة .. بس كان نفسى اقدر ارجعلك الفلوس السايلة كمانى معاهم ، ايراد الارض من يوم موت خاينى الله يرحمها ، بس اوعدك انى هبذل كل طاقتى انى ارجعهملك ، بس هتبقى حاجة بحاجة ، و مستعد اكتبلك …
حكم بلهفة : ماتكملش يا خال ، لا عشت و لا كنت اما اخليك تكتبلى ورقة على حالك
فؤاد بخجل : مش عاوز ارجع لربنا و انا مديونلك يا ولدى ، و لا فى ذمتى مليم واحد ليك
حكم : وجودك جارى يا خال يغنينى عن مال الدنيا كلاتها ، و بعدين انى مسامح …
فؤاد برفض : لاا .. مسامح ايه يا ولدى .. دول ملايين دلوك ، و انى لا يمكن اقبلهم ابدا بعد ما رجعت فوقت لحالى من تانى ، كفاية اللى حوصل قبل سابق
حكم : طب اريحك .. وقت ماتقدر تردهم .. ردهم ، اياكش لو بعد مية سنة
فؤاد بامتنان : هو ده اللى انى طالبه منيك .. انك تصبر عليا ، على ما اقدر اردهم
حكم بفرحة : و انى صابر يا خال ماتقلقش
ليسمعوا دقا على الباب و يجدوا رامى يطل عليهم بابتسامة واسعة و هو يقول : كده حمدالله على السلامه ليكم جميعا
و بعد التحية و تعريفهم على احمد تدور بعض الاحاديث السريعة ليقول بعدها حكم محدثا احمد : ابوك راح يجيب قهوة مارجعش ، شوفهولنا راح وين عاد
احمد : حاضر يا عمى
و ما ان خرج احمد من الغرفة حتى قال حكم لخاله : انى وقعت من السما و انت استلقتنى يا خال
تعمل حسابك انت و مى انكم مش معاودين مصر غير بعد يومين
مى باعتراض : يومين ازاى بس يا حكم .. انا عندى شغل
حكم بمحايلة : اخوكى الكبير محتاجلك يا مى
فؤاد بذهول : هو فى ايه
حكم : عاوزك بكرة تطلب لى يد نجاة
رامى بلهفة : انت بتتكلم جد
حكم : و جد الجد كمانى
فؤاد : نجاة مرة المصيلحى
حكم بتصحيح : ارملته يا خال .. ارملته
فؤاد : ايوة يا ولدى .. بس مش هتبقى كبيرة عليك حبتين
حكم : كبيرة ايه بس يا خال .. دى اخت شيخون الصغيرة .. يعنى اصغر منى بكام سنة اكده
فؤاد : حاضر يا ولدى .. حاضر ، طالما رايدها .. انى هطلبلك يدها بكرة
مى : طب و ليه مش النهاردة .. ما اخوها معاكم اهو
حكم : عندينا الحديت ده مايصوحش يا مى .. لازما نتقدم لها فى دارها
رامى : خلاص .. يبقى بابا يطلب ايد نجاة ليك و زينب ليا
حكم بسعادة : صوح اكده