البارت الرابع والثلاثون 34
بقلم ميمى عوالي
اللهم إني أعوذ بك من شر عبادك وخلقك واجعل لي رزقًا مدرارًا ، ليلًا ونهارًا يا رب العالمين
فؤاد بسخرية و هو ينهض من خلف مكتبه : لا و على ايه .. خلى التصرفات دى ليا انا
ليتركها و يتجه الى غرفته بالاعلى و هو يبتسم بمكر و يقول بصوت خافت .. انا هخليكى ماتنسيش اليوم ده طول عمرك يا ثريا
ليهبط مرة اخرى بعد نصف ساعة و هو الاخر فى ابهى مظهر لتنظر له ثريا باستحسان و تقول بكبرياء : ايوة كده .. ياللا بينا .. الناس خلاص ابتدوا يوصلوا
ليتجه معها فؤاد لاستقبال الضيوف و الترحيب بهم بحفاوة بالغة و قد يكون بها بعض المبالغة ، و لكن كان ذلك يسعد ثريا للغاية ، حتى حان وقت افتتاح البوفيه .. ليدق قؤاد على كوبا زجاجيا بشوكة بيده ليثير الانتباه قائلا : الحقيقة كنت عاوز اقول لكم كلمتين بسرعة كده قبل ما نبتدى ناكل سوا
ثريا بهمس ممتعض : كلمتين ايه اللى هتقولهم .. سيب الناس تاكل
فؤاد بعدم التفات لثريا : الحقيقة حفلة النهاردة هتبقى اخر حفلة نعملها هنا فى الفيلا
ثريا بصدمة هامسة : انت اتجننت .. ايه التخريف اللى بتخرفه ده
ليلتفت اليها بابتسامة و يقول بهمس متوعد : حاولى تعترضى على اى كلمة و انا هعملك فضيحة وسطهم النهاردة تفضل حديث الموسم كله
ثريا و لاول مرة بنبرة ترجى : فؤاد ارجوك
لينظر اليها بازدراء ثم يلتفت الى المدعوين مرة اخرى ليرى الفضول باعين الجميع ليرسم الابتسامة على وجهه مرة اخرى و يقول : الحقيقة انا و ثريا و الولاد قررنا نبيع الفيلا و ناخد شقة تبقى على ادنا ، لان الولاد بعد ما كبروا بقى ليهم اراء تانية غير رأينا بتاع زمان خالص
ليقول احد الحضور : فى دى عندك حق ، جيل الايام دى غيرنا خالص
لتقول اخرى : بس الفيلا خسارة يا ثريا
فؤاد و هو ينظر لثريا بتحذير : ثريا اول واحدة وافقت على كلام الولاد .. و خصوصا اما لقت مى متحمسة جدا للحكاية دى
احدى المدعوات : اومال مالك يا ثريا هانم .. ساكتة ليه كده
ثريا بتردد و هى تكبت غيظها : ابدا .. بس ماكنتش عاوزة فؤاد يقوللكم دلوقتى
فؤاد ضاحكا : كانت عاوزة تقوللكم اخر السهرة ، بس انا قلت اقوللكم من دلوقتى عشان تركزوا فى كل حاجة و تودعوا الفيلا بحق
احد المدعوين : و يا ترى لقيت مشترى و اللا لسه
فؤاد و هو ينظر لثريا بترصد : الحقيقة فى تلت عروض اتقدمولى ، بس لسه ما اخدناش اجراء رسمى
ليقول الضيف مرة اخرى : ياريت لو تبقى تقوللى على المبلغ المطلوب فيها ، و انا ممكن اخودها ، من يوم ما شفتها و هى فعلا عاجبانى و كان نفسى الاقى حاجة زيها
فؤاد : اوى اوى ، نبقى نتكلم بكرة ان شاء الله ، بس اعذرنى .. انت عارف الحاجات دى مافيهاش خواطر ، انا ببيع لاعلى سعر
الضيف : طبعا .. حقك
فؤاد و هو يشير اليهم بيده : اتفضلوا الاكل .. بونابيتى
و اسمحولى انا هسيبكم شوية عشان عندى مكالمة مهمة لازم اعملها
ثم يلتفت لثريا بابتسامة انتصار و يميل على اذنها قائلا بنبرة انتصار : قولتلك بلاش تجربينى .. و انتى اللى صممتى
ليتركها .. و تشيعه تحت انظار ملتهبة تكاد تحر.قه
ليدخل فؤاد الى غرفة المكتب و يبدأ فى الاتصال بشخص ما و ما ان سمع صوت المجيب قال دون مقدمات : عاوزك تشوفلى سمسار عنده ضمير و تخليه يشوفلى مشترى للفيلا ، و فى نفس الوقت عاوز اكتر من سمسار يتمنوا الفيلا ، ثم اكمل بتحذير .. و مش عاوز الكلام ده يروح لاى حد تانى ، و لا حتى ثريا هانم .. مفهوم
فى دار بكر كان الجميع يلتف حول مائدة الطعام ، الا بدر .. فقد جلست بعيدا عنهم بعدما قالت بانها ليس لها رغبة فى الطعام ، و كانت طوال جلستها تتابع بكر و لبيبة بعينيها و هى تتأكد لحظة بعد الاخرى ان هنالك سرا كبيرا بينهما لا تعلم عنه شيئا
حتى فرغوا من الطعام و انضموا اليها فى انتظار الشاى ، و ما ان جلست لبيبة قبالتها حتى قالت لها بدر و كأنها تتجاذب معها الحديث : الا هو انتى يا بت يا لبيبة مقاطعة حماتى و عمتى سميحة ليه
لبيبة بامتعاض : و هقاطعهم ليه يعنى يا بدر
بدر : اومال يعنى اما روحنا المستشقى النهاردة .. مافكرتيش حتى ترمى عليهم السلام و انتى داخلة ، و روحتى طوالى على نجاة ارملة المصيلحى و عياله
لبيبة و هى تتصنع عدم المبالاة : انى قلت نقسم حالنا ، و انى عارفة انك هتبقى مع حماتى فقلت اروح انى يامة نجاة و العيال اخد بخاطرهم راخرين
قالتها لبيبة و نهضت من مجلسها و قالت بصوت عالى : ابقى ابعتيلى مع ابوكى كوباية ينسون على فوق يا بدور .. احسن ضهرى واجعنى و مش قادرة اقعد بزيادة .. ياللا تصبحوا على خير
لتشيعها بدر بنظرة غيظ ثم التفتت لبكر قائلة بتوعد : انى بس اعرف اللى بيناتكم يا بكر و هتشوفوا منى اللى عمركم ما شفتوه
بكر بحدة : جرى لك ايه يا ولية يا مخبلة انتى ، اتهبلتى و اللا ايه عاد ، هيبقى بيناتنا ايه يعنى و مخبيينه
بدر برفعة حاجب : بقى كل الجلع الماسخ ده و مافيش بيناتكم حاجة ، بقى تروح تجيب عربية مخصوص لجل تودينا المستشقى و تنتظرنا و تجيبنا كمانى و عاوز تفهمنى ان مافيش حاجة
بكر : اباى .. الحق عليا انى بريحكم و كمانى لجل الولية الحبلة دى ماتتمخمطش ويانا
بدر بسخرية : تريحنا برضيك .. ده انت كنت بتوديها المركز مشى على رجليها و هى حامل فى فاطمة
فاطمة ضاحكة و هى تشاهد التليفزيون : مانى عشان اكده برمح رمح فى كل حتة
بكر : كل وقت و له اذان ، ثم هى لبيبة برضك صحتها دلوك زى صحتها ايام حبلها فى فاطمة ، شوفى عدى على الكلام ده كام سنة دلوك
بدر بتوعد : ماشى يا بكر ، بس انى برضك هفضل وراكم لحد ما اعرف كل شى
بكر بامتعاض و هو ينهض من مجلسه هو الاخر : لا ورانا و لا قدامنا .. انى طالع اتخمد ، و انتى يا بدور .. ابقى طلعى الينسون لامك اما ينعمل
بدور : حاضر يا ابة
بدر لبدور بغيظ : روحى ياختى طلعيلهم المشاريب دليفريك لحد عنديهم
ليضج الجميع بالضحك و يقول زين : اسمه دليفرى يا امة مش دليفريك
بدر بتوعد لزين : بلاش اسمع حسك انت بالذات ، عشان حاسة ان حسابك معايا هيطب بزيادة يا ابن بطنى
كان حكم قد عاد مع احمد مرة اخرى من المستشفى بعد ان اوصلوا متطلبات شيخون و بعض الطعام الذى ارسلته لهم نجاة ، فقال شيخون بعد ان هبط من السيارة : شوف عمتك لساتها صاحية اكده و اللا ايه.. رايد اطل على ورد و ياسمين قبل ما انام
ليسبقه احمد الى الداخل ليخبر نجاة ، ثم يعود اليه مرة اخرى ليدعوه للدخول ، و ما ان اطل عليهم و وجدهم يجلسون جميعا و معهم زينة .. فقال : السلام عليكم .. لساتكم صاحيين لحد دلوك
نجاة دون ان تنظر اليه : قلنا نستناكم و نعرف الاخبار
زينة بلهفة : امى فاقت و لا برضك لساتها مافاقتش
احمد : بتفوق تخترف شوى و بتعاود تنام من تانى ، و الحكيم قال لنا ان النوم احسنلها لجل ماتحسش بالوجع
نجاة بصدق : ربى يكتبلها الخير .. ماتقلقوش اكده يا عيال
ورد لابيها : خالتى نجاة قالتلى ان طنط هى كمان انكسرت ، هى انكسرت زيى كده
نجاة بلهفة : لاا .. بعد الشر عنيكى ، هى حاجة تانية خالص .. لكن انتى الحمدلله انها جت على كد اكده
حكم لورد و هو يلاحظ هروب نجاة من عينيه : طبعا يا ورد انتى الحمدلله انها جت على كد اكده كيف ما خالتك نجاة قالت ، و كمانى انتى ربنا بعتلك خالتك نجاة مراعياكى و واخدة بالها منيكى طوالى و كمان بتنيمك فى حضنها ، و عشان اكده هتخفى طوالى
لتسترق نجاة النظرات اليه بحيرة ثم تسبل اهدابها مرة اخرى و تقول : هخليهم يحطوا لكم العشا بقى
احمد : انتو اتعشيتو
نجاة : انى لما جيت لقيت العيال مارضيوش ياكلوا طول النهار ، فاكلنا كلاتنا لجل اخليهم ياكلوا .. سبقناكم بقى
حكم : عموما انى مش جعان
نجاة بلهفة : انت ماكلتش طول النهار
و عندما وجدته ينظر اليها و كأنه يثبر اغوارها ، ابتعدت بنظراتها مرة اخرى اتجاه الباب و قالت : و رامى كمانى تلاقيه ما كلش حاجة .. و لا احمد ، انى هخليهم يحضروا لكم كلاتكم اكل و يودوهولكم الموضيفة
حكم بتنهيدة : ماشى .. كتر خيرك ، هتاجى معايا يا ياسمين
ياسمين : لا يا دادى .. انا اتفقت مع زينة انى هنام معاها النهاردة
حكم : ماشى براحتكم .. تصبحوا على خير
نجاة بخفوت : تلقى الخير
و ما ان وصل حكم الى الملحق الا و وجد رامى يجلس الى حاسوبه و هو يقوم ببعض الاعمال فقال له : اتأخرت عليك .. ماتأخذنيش
رامى : لا ابدا .. عادى ، ايه الاخبار
حكم : مافيش جديد ، شيخون بيقوللى انهم بيحطولها حاجات فى المحلول تخليها تفضل نايمة لجل ماتحسش بالوجع
رامى بايماءة : اعتقد ان كده فعلا احسن لها
حكم : ايوة .. و اكيد الحكما هم كمانى فاهمين هم بيعملوا ايه
رامى بفضول : انما انت مالك كده ، حاسك مش على طبيعتك
حكم بتردد : ماخابرش .. زى ما تكون نجاة فيها حاجة ، بس ما خابرش ايه هى
رامى بمكر : مالها
حكم : زى ما تكون ماعاوزاش تتحدت ويايا ، و حتى لو اتحدت مابتبصليش واصل ، زى ما تكون واخدة على خوطرها منى فى حاجة ، بس مش خابر ليه عاد
رامى ضاحكا : و اللى يقول لك ليه تعمل معاه ايه
حكم بلهفة : لا هو فى حاجة حوصلت و انت خابرها و انى لاا
رامى بتصحيح : فى حاجة حصلت و انا اخدت بالى منها و انت لأ
حكم بفضول : حاجة ايه دى عاد
رامى بابتسامة : مكالمتك مع مى
حكم باستغراب : مالها
رامى : الست نجاة كان وشها بيجيب كل الوان الطيف طول ما انت بتكلمها ، و خصوصا وقت ما قلتلها .. ده انتى تنورى الكفر كلاته .. بس انتى انويها
حكم بابتسامة بلهاء : تقصد انها …..
رامى بسخرية : و عمال تقوللى حبيب قديم و خبرة و مش خبرة ، فين بقى يا عمنا كل الكلام ده
حكم بتحذير : اوعاك تكون بتقول لى اى حديت اكده و السلام يا رامى
رامى : عيب عليك .. هو انا عيل صغير ، ها .. ايه مكافأتى بقى
حكم باعتزاز و فخر : ده انى اللى المفروض اخد منك الحلاوة
رامى : اشمعنى بقى
ليجلس حكم و هو منتفخا و يضع ساقا على الاخرى و هو يقول : طلبتلك يد زينب النهاردة من شيخون
رامى بلهفة : انت بتتكلم جد
حكم : و جد الجد كمانى
رامى : طب احلف
حكم : يا ولدى من غير حلفان ، هو الحديت ده فيه هزار برضيك
رامى : طب و قال لك ايه
حكم : هو طبعا شيخون ما ادانيش رد نهائى ، بس السكة فاضية ، الدور عليك بقى تجيب خالى و تاجو تطلبوها رسمى ، بس اقله لازم نستنى لحد ما مرته تخرج من المستشفى
رامى : ماشى .. و انا بعد بكرة ان شاء الله هكون فى القاهرة و مش هرجع غير و انا محدد معاه كل حاجة
حكم بفضول مترجى : بس انت متوكد من الحديت بتاع نجاة ده
رامى بمناهدة : يا عم بتغير عليك .. اتحرك بقى و ورينا اى حاجة كده
حكم بتردد : ايوة .. بس هتحرك كيف يعنى ، و ايه اللى فى يدى لجل اعمله
رامى : ماتزعلش منى يا حكم .. انا حاسس انك رامى الحكاية من دماغك
حكم باعتراض : انى مافيش فى يدى شى واصل اقدر اعمله
رامى : بالعكس يا حكم ، ده انت فى ايدك كل حاجة ، انت بكلمة منك لشيخون تتهنى انت و هى مع بعض باقى عمركم كله
حكم : ماينفعش .. على الاقل دلوكيت
رامى : اشمعنى يعنى .. مش فاهم
حكم بقلة حيلة : على الاقل لازما انتظر جابر لحد اما يتجوز ، على الاقل اكده يكون عدانى العيب
رامى ببهجة : اهو على الاقل يبقى عندنا امل ان فى حاجة هتحصل
حكم بلهجة مماثلة : لو حديتك ده صوح يا رامى ، هبقى اسعد راجل فى الدنيا كلاتها
رامى : يارب يا حبيبى .. بس سيبلى حتة جنبك
حكم : طب ازاى اعرفها ان مى بالنسبة لى مش اكتر من خايتى الاصغيرة
رامى : اهى دى بقى محتاجة منك شوية هندسة يا هندسة ، حاول تفتح معاها كلام و كلمة تجر كلمة و تفهمها
حكم بتساؤل : اروح دلوك
رامى ضاحكا : ماتبقاش خفيف اوى كده
حكم بتردد : ما انى مش هاين علي تبات و هى زمقانة منى اكده
رامى : ماهو برضة هتروح دلوقتى تتكلم معاها فى ايه ، اصبر لحد الصبح ، و ليك عليا وقت الفطار .. انا هفتحلك سكة للكلام .. اتفقنا يا عم
حكم بقلة حيلة : لله الامر من قبل و من بعد
فى فيلا فؤاد و قرب بزوغ الفجر .. كان فؤاد يقف بصحبة ثريا فى وداع اخر ضيوفهم ، ليعود فؤاد الى الداخل مرة اخرى و يذهب من فوره الى الاعلى .. لتلحق به ثريا بعد ان اعطت الاوامر للعاملين بتنظيم المكان مرة اخرى
و ما ان دخلت غرفة نومهما حتى وجدت فؤاد قد ابدل ملابسه و استعد للنوم لتقول له بحده : ممكن اعرف ايه التخريف اللى انت خرفته و قلته لضيوفى فى الحفلة ده
فؤاد باستخفاف : قلتلهم اللى هيحصل
ثريا : مش معنى انى سكتت و مارضيتش اعرفهم انك كبرت و خرفت انى هسكت على التخريف ده يا فؤاد ، مافيش فلل هتتباع .. انت فاهم و اللا لأ
فؤاد بكيد : الفيلا هتتباع يا ثريا .. انا كلمت السماسرة يشوفولى مشترى و يشوفلنا شقة فى مكان كويس ، و اول ما هيجيلى سعر مناسب هبيع فورا
ثريا بتوعد : ده انا احجر عليك و ارميك فى دار مسنين لبقية عمرك و لا انك تعمل العملة دى و تفضحنى وسط اصحابى و معارفى
ليقترب منها فؤاد قائلا بترصد : انا احتراما لولادى .. ما رضيتش اقول الحقيقة كلها لألاضيشك اللى انتى قرفانى بيهم دول كل شوية ، لكن احب اقوللك انك لو اتماديتى اكتر من كده مش هعمل حساب لحد و اولهم انتى ، و ياريت ماتضطرنيش انى اتعامل معاكى بطريقة تانية عمرى ما اتعاملتها معاكى قبل كده
ثريا : ايوة كده .. اظهر و بان ، من ساعة ما شفت ابن اختك و انت حنيت لاصلك يا فلاح
ليصفعها فؤاد على وجهها بقوة ثم يقول لها باستنكار : الفلاح اللى مش عاجبك ده طول عمره كان عايش بامانته و شرفه و احترامه ، عمره ما فقد امانته و لا احترامه غير بوسوستك و تطلعاتك و طمعك اللى مابيخلصوش
ثريا بصدمة من الصفعة : انت بتمد ايدك عليا .. انت نسيت نفسك ، نسيت انت مين و انا مين
فؤاد بسخرية : انا عارف نفسى كويس و عمرى مانسيت ، بس انا طول عمرى و انا ابن اصول و شبعان و عينى مليانة ، الدور و الباقى بقى عليكى انتى اللى مش فاضل منك غير شوية ريش على مافيش
ثريا بغضب : اسم عيلتى هو اللى عملك
فؤاد بتصحيح : ساعدتنى اتعرف ، لكن ماعملتنيش ، انا طول عمرى كبير يا ثريا و انتى عارفة كده كويس ، و ماتنسيش ان ابوكى مات مفلس و ماحيلتوش مليم احمر ، ده حتى جنازته انا اللى مكلفها من جيبى ، و كل حاجة اتباعت عشان يسددوا ديونه و اللا نسيتى
ثريا بحقد : جيبك اللى اتنفخ بزيادة بسبب ابويا يا فلاح
ليصفعها فؤاد مرة اخرى و يقول و هو يقبض على ذراعها بعنف : لو الفلاح ده مش عاجبك انا ممكن اطلقك حالا .. بس يا ترى لو طلقتك هتروحى فين
ثريا بغضب و هى تنزع ذراعها من بين يديه : انت فاكر انك لو طلقتنى هموت من الجوع .. لأ فوق يا فؤاد بيه ، انا اقدر اشتريك انت و عيلتك كلها
لينظر لها فؤاد بتركيز لثوان معدودة ثم يقول : طبعا ما استبعدش انك تكونى عاملة لنفسك خميرة محترمة من ورايا .. مانتى من يومك و انتى ايدك سارحة فى كل حاجة و انا كنت عامل روحى مش واخد بالى
بس تعرفى .. مش مهم .. هعتبرها مكافأة نهاية الخدمة ، و اقول لك كمان .. هديكى المؤخر بتاعك
ثم اكمل ضاحكا .. الخمسين الف جنية ، و اللى طبعا كانت ثروة ايام ما اتجوزتك ، و هستنى اشوف هتقدرى تعملى ايه
بس مش دلوقتى .. بعد ما اخلص موضوع بنتك يا ثريا ، ده لو يهمك شكل بنتك قدام شهاب و اهله ، او لو لسه فاكرة من الاساس ان ليكى بنت
ثريا بعنجهية : و هو يعنى لو جه يتقدملها و لقانا اتطلقنا هيرجع فى كلامه .. انا شايفة انها ماتفرقش
فؤاد : ماشى .. ادينى اسبوع واحد و ورقة طلاقك هتبقى معاكى ، و من هنا لحد ما ده يحصل .. ياريت تشوفيلك اوضة تانية تنامى فيها
ثريا بعنجهية : الاتيكيت بيقول ان انت اللى تشوفلك مكان تانى مش انا
فؤاد و هو يدس نفسه بالفراش : مانتى لسه قايلة انى فلاح .. و طالما انا فلاح.. يبقى ماتنتظريش منى اى حاجة تتعلق بالإتيكيت بتاعك ده
ثريا باعتراض : انا حاجتى كلها فى الاوضة هنا ، ازاى يعنى هفضل رايحة جاية كل شوية ، دى حتى مش اصول .. عيب
فؤاد بامتعاض : رغم انى عارف انتى عاوزة تفضلى فى الاوضة ليه .. لكن هسيبهالك يا ثريا و هروح انام برة.. بس اقول لك .. نأبك هيطلع على شونة
ثريا باحتقار : ايه الالفاظ دى .. نأبك و شونة و حاجة اخر بيئة
فؤاد و هو يضع عليه الروب و يتناول هاتفه و نظارته مع كتابه و يتجه الى خارج الغرفة : سيبتلك انتى اللى مش بيئة يا بنت سلطح بابا
و ما ان اغلق الباب خلفه حتى كشرت ثريا عن انيابها و هى تغلق الباب بالمفتاح و تقول : بقى انا عاوز تطلقنى و ترمينى بعد العمر ده كله يا فؤاد .. عاوز تلعب بيا ، لااا .. انا بقى هوريك اللعب اللى على اصوله بيبقى ازاى ، و ما ابقاش ثريا ان ما خليتك تيجى تبوس رجلى عشان بس اسيبك تلاقى تاكل يا فلاح
قالت ثريا الكثير و هى تخلع عنها ملابس السهرة ، و بعد ان ارتدت منامتها ذهبت الى حافظة الملابس و فتحتها و قامت بالجلوس على اقدامها و هى تعبث بالارقام السرية بالخزينة الموجودة امامها و هى تقول بغل : ان ماخليتك تشحت يا فؤاد .. بس اصبر عليا
و ما ان تم فتح الخزينة حتى ظهر امامها صندوقا كبيرا محلى بالصدف ، فتناولته وذهبت لتجلس على الفراش و هى تفتحه و تتناول منه بعض الاوراق و تقوم بفضها ، و لكنها توقفت فى منتصف الطريق
و هى تشهق بقوة و تسب فؤاد بغل عندما وجدت ان الاوراق التى بداخل الصندوق ما هى الا مجموعة من الورق الابيض ملفوفة كالاسطوانة و ملفوفة بشريطا حريريا معلق به كرتا مكتوبا فوقه .. فات الميعاد 😁
لتقذف الصندوق و الاوراق بكل ما اوتيت من قوة حتى ارتطم بالمرآة ليهشمها الى عشرات القطع ، و هى تشاهدها بانفاس متقطعة بسبب الغضب ، و لكنها ما لبثت ان تركتها و استدارت متجهة الى باب الغرفة بعد ان وضعت فوق كتفيها وشاحا يستر جسدها .. لتدير المفتاح و تفتح الباب و هى تنظر خارجه بحذر و عندما وجدت الهدوء التام هو العامل المسيطر على المكان .. اتجهت الى الاسفل بحذر لتجد ان معظم العاملين قد اوشكوا على الانتهاء من عملهم .. لتتجه من فورها الى غرفة المكتب و ما ان دلفت الى الداخل حتى اغلقت الباب من خلفها باحكام ، لتتجه الى الخزنة الموجودة الى جوار المكتب و التى يحتفظ فؤاد بها بجميع اوراق العمل الخاصة به و بارض حكم و ايضا اوراق ملكية الفيلا ، و عندما ادخلت الارقام السرية لم تنفتح الخزينة ، لتحاول مرة اخرى و لكنها تيقنت ان فؤاد قد قام بتغيير الارقام السرية للخزينة ، لتعض على يديها بغيظ و هى تكتم صراخها ، و لكنها ما لبثت ان قالت باصرار : ماشى يا فؤاد .. برضة مش هتنتصر عليا
، غيرت الارقام عشان ما اعرفش افتحها ، انا بقى هاخدها كلها و هفتحها يعنى هفتحها ، و لو وصلت انى ا.فجر.ها لتحتضن الخزينة و هى تحاول حملها بين ذراعيها و لكنها وجدتها ثقيلة للغاية و لكن مع اصرارها و بعد مجهود شاق تحركت الخزينة من مكانها و ما كادت ان تبتسم بانتصار .. حتى سمعت صوت الانذار عاليا و هو يرج المكان باكمله ، لتسقط الخزينة من يدها مرة اخرى فوق المكتب من شدة رهبتها ، و ما كادت تحاول استدراك الامر الا و وجدت ثلاث من الخادمين يقتحمون عليها الغرفة بعد ان قاموا بكسر باب الغرفة ، و وجدت فؤاد ينظر اليها بابتسامة شماته قائلا : ده انا فكرت حرامى غريب هو اللى حاول يعمل كده ، اتاريها مننا فينا .. البوليس زمانه فى السكة يا ثريا