البارت الثامن والاربعون 48
بقلم ميمى عوالي
سأل أبو بكر الصديق رضي الله عنه النبيَّ صل الله عليه وسلم أن يعلّمه دعاءً يدعو به في الصلاة ، فقال له صل الله عليه وسلم : قُلْ .. اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا ، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ ، وَارْحَمْنِي .. إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ
جابر و هو ينظر اليها نظرة يملؤها الشماته : اصل ابويا عبد الحليم النهاردة كان عامل ليلة لوجه الله ، لجل مرة حمدى حبلة 😏
سميحة بغضب كامن : ميتى حوصل الحديت ده
جابر بتهكم : ما انى لسه قايل لك اهه .. النهاردة
سميحة : ما قصديش على القوالة .. انى قصدى على الحبل
جابر بتهكم و هو يشيح بوجهه عنها و يكمل اكل البطيخ : و انى ايش درانى عاد .. لا هو انى كنت هكشف عليها اياك
سميحة و هى تقترب من جابر : انى عايزة احبل يا جابر .. عايزة يبقى لى ابن منيك ، انى منعت روحى من الخلفة من حمدى لجل ماكنتش رايدة عيال من راجل غيرك
جابر بترصد : يعنى انتى اللى كنتى قاصدة انك ماتخلفيش من حمدى
سميحة : ايوة انى .. ماكنتش رايدة عيال من راجل غيرك
جابر : يعنى كنتى خابرة ان حمدى صاغ سليم و مافيهوش حاجة تعيبة من جيهة الخلفة ، و طلعتى عليه حديتك ده بالزور لجل يطلقك و بعد اكده تتجوزينى
سميحة : انى قلتلك انى بعت الدنيا كلاتها و اشتريتك انت
جابر بتهكم : رمى جتتك بالبلا على الخلق صنعتك يا سميحة ، فى الاول اتبليتى عليا انى اتعرضتلك و كنت ههتك عرضك ، و بعد اكده اتبليتى على الراجل اللى اناكى و خلاكى على ذمته و اتهمتيه بالزور برضيك انه مابيخلفش
ثم دفعها بظاهر كفه بازدراء قائلا : هو انتى ايه يا شيخة .. شيطانة ، ده حتى الشياطين يمكن ماتعرفش تعمل اللى انتى بتعمليه ده عاد
سميحة و هى تقترب منه مرة اخرى قائلة باغواء : قلتهالك سابق و هفضل اقولهالك عمرى كلاته .. انى عاشقاك يا جابر ، و مستعدة اعمل اى شي و كل شي لجل افضل وياك و جارك ، انسى كل اللى فات ده يا جابر ، انسى كل حاجة و ما تفتكرش غير انى بس قدامك و حلالك .. خلينى مرتك بحق يا جابر و لو ليلة واحدة و احلفلك انك مش هتقدر بعديها تبعد عن حضنى تانى واصل
و قبل ان تقترب منه اكثر فوجئت به يدفعها بعيدا عنه بقوة جعلها تأخذ معها بوقعتها الحامل الذى كان عليه البطيخ و السك.ين ارضا .. و هو ينظر اليها باحتقار و يقول بازدراء : يوم ما افكر اخليكى مرتى صوح .. يبقى اخر يوم فى عمرى ، ده الواحد بيبقى قاعد جارك و متوغوش كنه قاعد جار حية ، و بقيت استعيذ بالله منك كيف الخبث و الخبائث يا بت عزيزة
سميحة بغضب و هى تنهض من مكانها : قلتلك سابق ماتقولليش يا بت عزيزة دى نوبة تانية ، انا ليا اسم يا جابر
جابر بتهكم : و انى برضك قلتلك سابق انه مش لايق عليكى ، كان المفروض يبقى اسمك فحيحة لجل ما حديتك كلاته كيفك فحيح الحية و الافاعى
سميحة بحدة : خلاص طلقنى ، فايتنى على ذمتك ليه
جابر : هيوحصل ما تستعجليش ، بس اما نخلص توضيب دار ابوكى بعد ما بقت خرابة كيف روحك ، ما عاوزش الناس تاكل وشى و تقول رميتك و انتى مالكيش متوى
سميحة بوجوم : يعنى انت ناوى تطلقنى صوح
جابر و هو يكمل مشاهدة التلفاز : ايوة .. ماناقصش انى خاوتة دماغ على الفاضى ، ثم انى رايد اتجوز و اخلف عيل يشيل اسمى .. بس اما هتجوز النوبة الجاية .. هتجوز واحدة زينة من جواها و براها ، مش زيك زينة من برة بس .. لكن جواكى كيف الخرابة اللى ساكنها الشياطين
سميحة بشر : لكن حلوة يا جابر .. احلى من بنات الكفر كلاتهم ، و لو لفيت الدنيا كلاتها مش هتلاقى حد فى حلاوتى
و عندما لم يعيرها جابر اهتماما .. زادت قائلة : و احلى من نجاة اللى فضلتها عليا و روحت طلبت يدها ، و اللى حزنت عليها لما دريت ان خوها هيجوزها المصيلحى و هملت الكفر كلاته لجل خاطرها و هى و صاحبك عاشقين لبعض و بيقرطسوك
جابر : صاحبى فاتها و فات الكفر كلاته لجل بس درى انى طلبتها .. يعنى لجل خوطرى ، و هى وافقت عليا لجل خاطر بوها و خوها عرفوا يربوها زين مش كيف ناس تانية انتى خابراهم زين ، يعنى ماقرطسونيش كيف ما بتقولى يا ابليسة
يعنى انى عرفت اختار صاحبى صوح و عرفت اخطب برضك صوح
سميحة : بس برضك انى احلى منيها ، و احلى كمانى من مرتك القديمة .. ايوة .. انى احلى منيها ، و احلى من حسنة خايتى و احلى من زينب كمانى ،
بالك .. انى كمانى احلى من الست سهى اللى حاطة مناخيرها فى السما دى ، و اللى كانت واكلة بعقل عبد الحليم و نوارة حلاوة
ثم اكملت بحدة و دموعها تهطل على وجنتيها : انى احلى منيهم كلاتهم ، و مش هتلاقى واحدة فى حلاوتى تنجوزها ، و لو فكرت تعملها و تتجوز عليا يا جابر انى هقت.لك و هقت.ل العروسة اللى هتتجوزها كمانى ، و مش ههنيك عليها ابدا و لا حتى ساعة واحدة
جابر بفروغ صبر : كفاياك رط مامنوش عازة بقى ، انى دماغى وجعتنى .. اسكتى شوي ، و همى .. لمى الحاجات اللى بعزقتيها على الارض دى و نضفى مطرحها
لتنظر له سميحة بغل ، لتستدير مبتعدة عنها ، و لكن قدمها تتعثر بالسك.ين الذى سقط منذ قليل .. لتنظر للسك.ين بوجوم فترة من الوقت و كأنها انفصلت عن العالم بأكمله ، لتنحنى عليه و كأنها مغيبة و تلتفطه ارضا و تمسكه بوضعية الهجوم و تستدير الى جابر قائلة بشر و هى تتقدم من جابر بحقد : طالما مش هتبقى ليا جابر .. مش هتوبقى لغيرى واصل حتى لو بموتك
كان جابر يراقبها و هو يشعر و كأنها قد اصيبت بلوثة ما ، و ما ان اقتربت منه بالسك.ين الا و نهض من مكانه و هو يصيح بها : كانك اتجنيتى
سميحة و هى تلوح بالسك.ين فى وجهه : انت اللى هتوبقى اتجنيت لما تفكر تطلقنى و اللا تتجوز غيرى
يا جابر
لتحاول ضر.به بالسك.ين اكثر من مرة و جابر يتفادى ضر.باتها و هو يوبخها تارة و يحذرها تارة و هو يعتقد انها غير جادة فيما تحاول فعله ، حتى نزلت عليه بالسك.ين على كتفه بقوة .. فاصابت كتفه و انبثقت الدماء منه ، و لكنها لم تكن بالاصابة البالغة ، ليقول لها جابر بصدمة : كانك اتجنيتى صوح ، بتقت.لينى صوح يا مرة انتى
اتسعت عينا سميحة و ظلت عيناها مثبتة على كتف جابر بعد ان رشقته بالسك.ين و الدماء تنبثق منه ، و رفعت يدها بعيدا و هى تنظر ان كان بها اثرا للدماء
ثم شهقت قائلة بشئ من الهلوسة : قت.لته .. قت.لته ، قت.لت جابر .. ايوة ، لجل ما يتجوزش عليا
رايد يتجوز عليا لجل يخلف ، سهى حبلة ، حمدى .. حمدى هيخلف من سهى ، و انى لاا ، انى جابر ما رضيش يخلينى احبل منيه
كان جابر يحاول كتم دماء كتفه بعد ان نزع منه السك.ين و هو يراقب سميحة بشئ من القلق ، و التى ظلت على هلوستها و بدأت فى التراجع بعيدا عنه حتى انكمشت على نفسها فى ركنا بعيدا و هى تنتفض بغرابة من وسط هلوستها
اما جابر فهاتف شيخون وطلب منه الحضور مع حكيم الصحة على وجه السرعة و اخبره بايجاز عن اصابته و جلس بانتظارهم
ليحضر شيخون و حكم بصحبة الحكيم .. ليتفاجئوا بمظهر المكان ، و ايضا سميحة الجالسة تهلوس ارضا ، و عندما عاين الطبيب اصابة جابر .. قام بمعالجتها بعد ان قال : دى اصابة سلا.ح يا عم جابر .. جاتلك كيف دى
جابر و هو ينظر بعيدا : مرتى كانت بتحدفلى السك.ينة رشقت فى كتفى
الطبيب : و هى السكا.كين بتتحدف اليومين دولى
برضك يا عم جابر
جابر : اللى حوصل بقى ، و اهى من ساعتها و الرعب باينه جننها
لينظر اليها الطبيب قائلا : شيكلها عنديها صدمة عصبية و محتاجة تاخد حاجة تهديها و تنيمها و لازم تفضل تحت الملاحظة
جابر : ماتقلقش يا دكتور .. انى هاخد بالى منيها ، اكتب ليها انت بس المهدئ اللى بتقول عليه ده و انى هجيبهولها و هتعامل وياها
ليكتب الطبيب اسم العقار المطلوب و يقدمه لجابر قائلا : اتفضل الروچتة اهى .. الحقنة دى اول ما هتاخدها هتنام طوالى ، و انت كمانى تجيلى بكرة ان شاء الله الوحدة اغير لك على الجرح بتاعك
جابر و هو يناول الوصفة الطبية الى شيخون : تشكر .. كتر خيرك
و بعد انصراف الطبيب ينظر حكم الى جابر و هو يشير الى سميحة و يقول : ايه اللى حوصل
شيخون : مش محتاجة سؤال ، شيكلها هى اللى عيملت فيه اكده ، بس كيف تسيبها تعمل فيك اكده يا جابر
جابر و هو ينظر الى سميحة : كنت فاكرها بتهبهبلها بكلمتين و هتسكت ، ما جاش على بالى واصل انها هتتجرأ و ترفع يدها عليا
حكم : برضك ايه اللى حوصل وصلها انها تعمل اكده
فيك ، قلت لها ايه و اللا عيملت لها ايه
ليقص عليهم جابر ما حدث دون ذكر حديث سميحة عن عشق حكم و نجاة ، فقال له حكم بفضول : هو انت بتجدد دار حماك فعلا لجل تطلقها صوح
جابر : ايوة .. مابقيتش قادر اسيبها على ذمتى اكتر من اكده بعد كل اللى عرفته و دريته منيها ، دى شيطانة فى جسم مرة
حكم : لا حول ولا قوة الا بالله ، انت ايه رايك يا شيخون فى الحديت ده
شيخون : ماحدش منينا له راى فى الحكاية دى يا حكم ، هو حر ، ثم التفت لجابر قائلا : بس اعمل حسابك ان قعادها وياك بعد اكده مش امان
حكم : ايوة صوح .. هتعمل ايه طيب فى دى كمانى
شيخون : انى هروح اجيبلها الدوا اللى الحكيم كتبهولها .. اهو على الاقل الواحد يتطمن اما تنام
حكم : و مين اللى هيديها الحقنة .. انت بتعرف تدى حقن يا جابر
جابر بنفى : لااا
حكم : طب و العمل دلوك
شيخون بتساؤل : اقول لنجاة
حكم بقلق : و افرض حاولت تأذيها ، ما انت سمعت الحديت اللى قالته عنيها .. سميحة بتكره نجاة يا شيخون
جابر : خلى احمد ولدك ياجى مع نجاة لجل يكتفهالها
شيخون و هو يتجه الى الخارج : ماشى هروح اجيبهم
حكم : لاا .. خليك انت مع جابر ، هروح انى بالعربية اسرع .. اجيبهم و اجيب الحقنة و اعاود طوالى ، حدت انت بس احمد و فهمه
شيخون : ماشى
و بعد ان انصرف حكم .. قال شيخون لجابر : اسمع يا جابر .. فى حاجات كتير عرفناها و يمكن ماحدش غيرنا يعرفها ، و ياريتها تموت معانا كمانى
اوعاك فى يوم تفكر تحكى حاجة من دى لايتها مخلوق
جابر : انى مش عيل صغير يا شيخون لجل ما اتحدت اى حديت
شيخون : انى متوكد يا صاحبى من اكده ، انى بس قلت افكرك ان اى كلمة اكده و اللا اكده .. هتمس عيالى و عيال بكر ، و كلاتهم مالهمش ذنب فى الحديت ده
حتى عملة المحروقة اللى عيملتها دى و هى على ذمة حمدى ، ممكن دلوك تمس خاية حكم او تضايقها
جابر بتنهيدة : ايوة .. خابر ، ماتقلقش
شيخون : انى قلقان من المخبلة دى ، لا تكون اتلحست فى نفوخها صوح ، و تعمل فيك شي و انت نعسان و اللا مش دريان بيها
جابر : طب و العمل ، اعمل وياها ايه عاد
شيخون بحيرة : ما خابرش
جابر باقتراح : اما تنعس اكتفها فى السرير
شيخون : طب و انت يعنى هتفضل مكتفها طوالى اكده
جابر بضيق : ما خابرش بقى ، انى اكده أكده .. خلاص مش رايدها ، دى ابليسة يا شيخون ، مافيش فى بالها غير الكيد و الكره ، حتى بتبخ سمها فى حكم كمانى و عاوزة توفع بينى و بينه و بتقول لى انه كان عاشق نجاة و فات الكفر لما انى طلبتها للجواز
شيخون : و هو لما يوبقى الحديت ده صوح اكده يبقى حكم وحش يا جابر
جابر : تقصد ايه
شيخون : اقصد ان حكم فعلا كان رايد نجاة ، لكن حبه ليك كان اكبر و لجل اكده فات البلد كلاتها ، خاف ان فكره يروح لها و هى على ذمتك و يرجع يزمق من حاله
حكم فضلك على حاله يا بكر ، ضحى بالدنيا كلاتها و اشتراك انت لحالك
جابر بفضول : و انت كمانى كنت خابر الحديت ده كلاته قبل سابق و لا قلتليش ، يعنى حكم كان قايل لك انه رايد خايتك
شيخون : لا يا جابر ، حكم ما قالليش انه رايدها غير بعد ما انطخ بالنا.ر
جابر : طب ليه ماقلتليش
شيخون : ماهو على يدك كل اللى حوصل من وقتيها لدلوك ، و بعدين ماحنا بحطة يدك اهو زى ما احنا ، حكم بيحبك يا جابر ، بيحبك اكتر من حاله ، بالك انت اول ما رجع من بلاد برة و شافتى ، اول حاجة سال عنيها كنت انت ، و لما عرف اننا زعلانين هو اللى صمم انه ياخدني لحد عنديك لجل نتصافى و نتحدت ، قاللى مش هقدر اسمع منيك لحالك و ما اسمعش من جابر ، و ماصدقش اى كلمة حكيتهاله عنيك و دافع عنيك كنه كان معاك و شايفك يوميها
جابر : انى مش محتاجلك تدافع عن حكم يا شيخون ، انى خابر حكم زين ، بس لو كنت اعرف انه رايدها ماكنتس طلبتها لنفسى واصل
شيخون : يعنى ماهيبقاش فى قلبك شي منبه لو اتجوز نجاة عاد
جابر : يعلم ربنا انى كنت رايد نجاة لجل انها خايتك و بس ، و انى قلت الحديت ده سابق لحكم
شيخون : يبقى ربك يقدم اللى فيه الخير
اما حكم فقد جلب نجاة و احمد و ايضا حسنة و بعد ان وصلوا لدار جابر .. قال لنجاة : انى قلتلك و هقولهالك تانى .. حرصى من سميحة ، و ماتحاوليش تتحدتى وياها واصل
نجاة بطاعة : ماشى
و ما ان دلفوا الى الداخل دلفت حسنة الى موضع جلوس سميحة و جلست امامها ارضا و هى تراقب تصرفاتها بامعان و قالت لها : سميحة .. سميحة يا خايتى ، مالك يا خايتى .. بيكى ايه
سميحة و هى تنظر اليها بترصد : انتى ايه اللى جابك اهنا .. مشى ، مشى من اهنا ، روحى لنجاة اللى بقيتى تحابيها عنى ، و نظرت الى نجاة بغل ثم انقضت على ذراع حسنة بعنف و قالت بترصد : ايه .. جاية تجوزيها لجابر من تانى مش اكده ، ما هو رايد يتجوز مرة تانية لجل يخلف ، مش رايد يخلف منى .. بس لاا .. مش هيحصول ابدا .. انى قت.لته ، رشقت السك.ينة فى قلبه اللى مش رايد يحن لى بعد كل اللى عيملته عشانه
لتختبئ نجاة بكتف شيخون بقلق و توجس ، بينما تراقب تصرفات سميحة ، ليتقدم احمد من سميحة و هو يحاول فكاك ذراع امه من يد خالته و قال : مين بس اللى قال الحديت ده يا خالة ، ده عمى جابر بيحبك قوى و عمره ما يستغنى عنيكى واصل
سميحة و هى تدفع بكلتا يديها احمد و حسنة : بعدوا عنى .. بعدوا كلاتكم عنى ، ماحدش له صالح بيا
حسنة : ماشى يا خايتى .. هنمشى كلاتنا بس روقى
سميحة : انتى مفكرة انى اتجنيت و اللا ايه ، لاا انى اعقل منيكم كلاتكم
ثم اكملت و هى تتجه الى غرفة الطعام : ياللا خدى كل الناس دى و مشوا من اهنا .. جابر زماناته جاى دلوك و رايده احضر له الاكل ، مش وقت حديت و رغى نساوين على الفاضى
ثم توقفت فى منتصف الطريق و نظرت مرة اخرى لحسنة بحيرة و اقتربت منها هامسة و هى تقول : ابقى حدتى بكر و قوليله انى رايداه ياجى يساعدنى
حسنة و هى تهاودها : حااضر .. بس ماتقوليلى و انى اساعدك انى ، رايداه يساعدك فى ايه
سميحة و كأنها تفضى إليها بسر خطير : رايداه يروح لجابر و يقول له انى مش عاوزة عفش جديد ، امى بس هى اللى رايدة عفش جديد ، بس انى مش رايدة غير اننا نتجوز و بس ، خلينا نتجوزوا بقى بسرعة .. انى بحبه قوى يا حسنة ، و خايفة لا يطلب نجاة للجواز من تانى عاد ، ماهو المصيلحى مات و رجعت خالية من تانى ، بس ده انى اموت فيها لو ده حوصل
ثم اكملت بنبرة غاضبة : جابر ده بتاعى انى و بس
حسنة ببعض الرهبة : ايوة طبعا يا خايتى ، هو حد يقدر يقول غير اكده ، و جابر كمانى لا يمكن يقدر يبعد عنيكى واصل
لتقول سميحة بشفة مرتعشة باكية و ممتعضة : باعد يا حسنة ، باعد ، جابر باعد .. جابر مات و فاتنى لحالى يا حسنة
حسنة و هى تشير الى جابر : انتى هتبشرى عليه ليه بس يا خايتى ، ما الراجل واقف قدامك و هو زى الفل اهو
سميحة برفض غاضب : انتى هتعرفى اكتر منى ، انى بقول لك انه مات ، انى قت.لته بيدى دى ، جابر مات خلاص .. مات .. قت.لته
حسنة بنحيب : ايه اللى حوصل لها خلاها اكده
حكم : يا جماعة احنا ما ينفعش نسيبها اكده ، كده خطر و غلط عليها و على جابر كمانى
جابر بجمود : حاول تمسك خالتك يا احمد لجل عمتك تديها الحقنة دى
حكم برفض : ما ينفعش .. احنا لازما نطلب لها حكيم مخصوص
شيخون : و على ما نلاقى حكيم لازما تاخد الحقنة
حكم : احمد مش هيقدر عليها لحاله
جابر : انى همسكها وياه
حكم : و انت هتقدر بجرحك ده
جابر : ياما دقت على الراس طبول
لم يستدعى منهم الامر اكثر من خمس دقائق حتى استطاعت نجاة حقنها بيد مرتعدة خائفة ، و ظل احمد و جابر مسيطران على اوصال سميحة الهائجة ، حتى لاحظا ارتخاء اطرافها بعد ما يقرب من عشر دقائق ليبتعدا عنها بحذر ليغيب جابر للحظات و يعود بحبلا غليظا طويلا و هو يلقى لاحمد طرفه قائلا : اربطها من ناحية و انى من الناحية التانية
حسنة بعتاب باكى : هتكتفها يا جابر
جابر : ماتاخذينيش يا ام احمد ، بس ما قداميش غير اكده
شيخون بتعاطف : ماينفعش تنساب اكده يا حسنة ، دى كانت هتق.تل جوزها بالسك.ينة ، و ممكن تحاول تكررها من تانى و اللا حتى تحاوى تأذى حالها
حسنة : ايه اللى عيمل فيها اكده
شيخون و هو ينظر بتحذير لحكم و جابر : عرفت ان مرة حمدى حبلة
لتنظر حسنة نظرة ملؤها الرفض لسميحة الغائبة عن الوعى ، ثم قالت : طب هنعملوا ايه معاها ، ماهى ممكن اما تصحى توبقى زينة
شيخون : وقتيها بقى ربك يعدلها
حسنة و هى تنظر لشيخون برجاء : طب ممكن تفوتنى جارها على ما تفوق .. مش هقدر افوتها لحالها و هى اكده
شيخون بموافقة : خليكى يا حسنة و انى هفضل مع جابر
حكم : ماشى ، و انى هروح احمد و نجاة و ارجع لكم عشان نشوف هنتصرف كيف
و بعد مرور ايام قليلة .. عندما ظلت سميحة على نفس هلاوسها التى كانت تتفاقم يوما عن يوم حتى وصل بها الحال انها كانت تتشاجر مع اناس وهمية من حولها ، كانوا قد توصلوا لطبيب نفسى من مدينة قريبة من الكفر و استدعوه لمعاينتها ، و بعد زيارة الطبيب ابلغهم بانها قد اصيبت بلوثة و انها بحاجة لان تنتقل الى المصحة النفسية التى يعمل بها لتنال العناية اللازمة لها حيث انها تشكل خطرا على نفسها و المحيطين بها
فطلب منه جابر ان يقوم بتجهيز اللازم ، و قام بتأجير سيارة لاصطحاب سميحة للمصحة بعد ان رفض عرض حكم بتوصيله بحجة انه ربما لا يعود معه و يظل الى جوارها بعض الوقت ، و لكنه فى الحقيقة خشى ان تذكر سميحة امام حكم اى شئ مما ذكرته له سابقا عن عشق حكم و نجاة لبعضهما البعص فيتسبب حديثها فى حرج صديقه
و عندما عرض احمد على جابر ان يذهب معه لم يمانع ، و لم يحاول جابر تقييد سميحة مرة اخرى و هى بالسيارة .. فكان مكتفيا بهدوئها النسبى و الذى سيطر عليها بسبب العقاقير التى وصفها لها الطبيب النفسى ، فكانت مازالت تهلوث ببعض الاحاديث و لكن حركتها كانت اكثر هدوئا
ليجلس جابر الى جوار السائق .. و سميحة من خلفه الى جوار احمد ، و اثناء طريقهم لم تتوقف سميحة عن الحديث حتى اقتربت من أذن جابر الجالس امامها و قالت : بقى اكده برضك يا جابر ، واخدنى معاك البندر و انت رايح تجيب شوار عروستك
فلم يعير جابر اهتماما لحديثها بينما يراقبها بالمرآة ، فوجدها تنظر الى الطريق و تقول : بقى حمدى يتجوز و يخلف و انت تتجوز عليا ، لكن لاا .. انى مش هسيبك تنجوز عليا واصل و لو على موتى يا جابر ، انى مش هسكت واصل
ليدفعها احمد برفق الى مكانها مرة اخرى و هو يقول : اتعدلى يا خالة لا تدوخى و اللا تنخبطى
لتريح رأسها الى الوراء مرة اخرى و هى تراقب الطريق بعيون مشتتة و تكرر عبارتها مرات تلو مرات .. و لو على موتى يا جابر
و فى غفلة من الجميع كانت السيارة تخلو من سميحة وسط ضجيج و صراخ ، فقد فتحت الباب من جوارها و القت بنفسها من السيارة اثناء سيرها
لتفيض روحها فى ثوان معدودة
و بعد مرور ما يقرب من ثلاث اشهر .. كانت حسنة بدارها و هى تتابع مهام منزلها اليومية لتسمع دقا على الباب .. و عندما استطلعت القادم وجدت نجاة تقف بالباب فقالت بترحاب : يا دى النور .. يا مرحب يا نجاة
نجاة : ياختى مانتى نسيتينى و بقيتى تطلى عليا كل سنة نوبة
حسنة ضاحكة : يا ولية قولى كلام غير ده ، هو انى مش كنت لسه حداكى من تلت ايام
نجاة : ياختى عدوا كانهم سنة ، و نفسى راحت لكوباية شاى قلت اجى اشربها وياكى
حسنة بمرح : ياختى براد شاى بحاله
لتنادى حسنة على خادمتها و تأمرها باعداد الشاى ، ثم جلست امام نجاة و قالت : ماجيبتيش العيال وياكى ليه
نجاة : قلت الدنيا هتوبقى حر عليهم ، و ياسمين و ورد بيفرهدوا من الشمس بسرعة
حسنة ضاحكة : ماهم برضك خواجات مش زيينا
نجاة : ايوة .. انى سيبتهم كلاتهم مع ام سعيد و جيتلك لحالى
حسنة : نورتينى يا خايتى .. ياريتك تعمليها كل يوم ، انى هطلع انده لشيخون يشرب ويانا الشاى
نجاة : لاا .. سيبيه .. انى رايداكى انتى فى كلمتين اكده
حسنة : خير
نجاة بترصد مرح : اجيكى دوغرى
حسنة : هو فى حاجة و اللا ايه
نجاة : بصى يا حسنة ، يعلم ربنا انى بقيت اعتبرك كيف خايتى بالظبط ، مابقيتيش بالنسبة لي حسنة مرة اخويا الكبير كيف ما كنتى زمان و بس
حسنة بابتسامة صادقة : و انى كمانى يا نجاة ، شايلالك جميلتك على راسى و عمرى ما انساها واصل
نجاة باستنكار : جمايل ايه و كلام فاضى ايه .. اسمعى بس .. انى لجل غلاوتك اللى بقت عندى دى ، جاياكى استسمحك فى حاجة اكده و مش رايداكى تاخدى على خوطرك منى
حسنة : فيه ايه يا نجاة .. انى مش فاهمانة شي ، و حاجة ايه دى اللى هتخلينى اخد على خوطرى منيكى
نجاة بحمحمة خجلة : اصل يعنى .. كيف ما انتى خابرة ، ان انى و حكم يعنى
لتجلجل حسنة بضحكتها و هى تقول : طب بس بس فهمت ، ده انتى حديتك ده خلانى روحت و جيت ، انتى كلات ده لجل جوازك انتى و حكم السبوع اللى الجاى
نجاة بخجل : ايوة
حسنة : طب و دى بقى هتخلينى اخد على خوطرى منيكى ليه عاد
نجاة : يعنى .. اكمن سميحة الله يرحمها لساتها ماكملتش كتير
حسنة : اللى راح ما بيرجعش يا نجاة ، و بعدين انتو كتر خيركم اجلتوها سابق لجل ابويا و رجعتوا اجلتوها من تانى لجل سميحة ، بكفاياكم بقى اكده
ثم انتى يعنى ناسية ان عيالى الثلاثة كمانى هيبقوا معاكم فى نفس اليوم
يعنى لو فينا من عتاب و اللا زمق .. اعانب و ازمق من حالى الاول ، و ان شاء الله تبقى جوازات الهنا و السعد عليكم كلاتكم
لتحتضنها نجاة قائلة : تسلمى يا حسنة يا رب .. افوتك انى بقى لجل الحق ارجع للعيال
حسنة : يوه .. مش قلتى هتشربى الشاى ويايا
نجاة ضاحكة : لا يا ستى .. روحى اشربيه فوق مع جوزك و انى راجعة لعيالى .. ياللا سلام
لتغلق حسنة الباب من وراء نجاة و هى تضحك قائلة : اروح اشربه مع جوزى ما اروحش ليه
لتجد شيخون واقفا على الدرج و هو ينظر اليها بابتسامة واسعة ، فقالت : يوه .. دى نجاة لساتها ماشية دلوك
شيخون و هو يتقدم منها : ايوة عارف .. سمعتها و هى بتتحدت وياكى
حسنة باستغراب : طب و ما جيتش تقعد ويانا ليه عاد يمكن كانت فضلت قاعدة شوية كمانى
شيخون : قلت اسيبكم تاخدوا و تدوا و يا بعض براحتكم ، انما انى سمعت اكده ان كان فى شاى هينعمل هو فين اومالى
حسنة : حالا و اجيبلك كوباية شاى
شيخون بابتسامة رضا : لاا .. هاتى كوبايتين و تعالى نشربوهم انى و انتى فوق سوا كيف ما نجاة قالت