قصة وشم على حواف القلوب
البارت التاسع 9
بقلم ميمى عوالي
ربنا و لا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا
بمنزل بكر .. كانت تجلس بدر و لبيبة و الوجوم يعتلى وجهيهما ، و كانت نرجس تحاول استجواب زين و تقول : يا زين .. خالتى سمعتك و انت بتقول ان ابويا عاوز يتجوز ، يعنى خلاص كلنا عرفنا ، بس لو عرفنا هى مين .. يمكن نقدر نتصرف و نوقف الجوازة قبل ما تحصل
زين : يا بنتى مافيش الحديت ده من اصله ، و لا جواز و لا غيره انتو ليه مش عاوزين تصدقوا بس
بدر بترصد : طب كنت بتحدت مين وقت اما سمعتك
زين و هو يهرب من عينيها : واحد زميلى فى الكلية و كان بيقول لى ان ابوه هيتجوز
بدر باصرار : بس انى سمعتك و انت كنت بتقول ابويا مش ابوك يا زين
ليجفل زين من مجلسه ممتعضا و هو يقول : يا امة مش معقول ابدا اللى انتى عاملاه فيا ده ، هو انى عيل صغير قدامك و عماله بتقررى فيا
نرجس بتودد : يعنى يرضيك ان ابوك بعد العمر ده كلاته يتجوز على امك و امى برضيك يا زين
بدر بغضب : لا و كتاب الله ما يحصل ابدا ، ده انى اسود عيشته و عيشة اللى جابوه
لبيبه بهدوء : عيب اكده يا بدر
بدر بحده : انتى لسه بتدافعى عنيه بعد كل ده ، و اللا انتى خلاص اخدتى على الذل و قلة القيمة و مش فارق معاكى ، ما هو سبق و عملها و اتجوزنى عليكى و انتى رضيتى و عيشتى و ما فرقش معاكى ، لكن انى لاا ، انى مايتجوزش عليا ابدا
زين بخفوت : مايصحش اكده يا امة
بدر : اومال ايه اللى يصح انها تتفرج و تسكت و هو بيتجوز عليها من تانى
لبيبة : سيبها يا زين ، لو ديتها تتكلم لها كلمتين و تزعق شوية عشان تفش غلها .. سيبها
بدر بغضب : ليه .. مجنونة انى اياك يا لبيبة
لبيبة : لا يا بدر مش مجنونة ، بس حتى لو مجنونة يا بدر ، اوعاكى تغلطى فى بكر قدام ولاده
بدر بذهول : انتى لسه عاشقاه بعد كل السنين دى يا لبيبة و بعد ما ذلك و اتجوزنى عليكى
لبيبة بشموخ : بكر عمره ما ذلنى يا بدر ، و بلاش تخاريف مالهاش عازة ، انتى عارفة زين ان انى اللى جوزتك بيدى لبكر عشان قعدت ياما من غير خلف ، لكن فى الاخر ربنا طعمنى و راضانى
بدر بسخرية : رضاكى بخلفة البنات يا لبيبة
لبيبة : زينة البنات كلاتهم يا بدر ، و ان شاء الله ربنا هيكرمنى فيهم ، فبطلى بقى حديتك الماسخ اللى مالوش عازة ده كل ساعة و التانية ، و بلاش تخلى عيالنا يكرهوا بعض و ينسوا انهم اخوات بعد العمر ده كلاته
بدر بامتعاض : احنا فى ايه و اللا فى ايه دلوك ، بقولك هيتجوز عليا
لبيبة : ما يتهيأليش ان الحديت ده يبقى صح و زين واقف يتكلم معانا اكده ، اكيد زين برضيك مايعجبوش ان ابوه يعمل اكده بعد السنين دى كلاتها ، و هو قال انه ماحصلش ، يبقى ماحصلش و انى مصدقاه
زين بفرحة : شوفتى يا امة .. طول عمر خالتى لبيبة عاقلة وعقلها يوزن بلد
بدر بغضب : و انى اللى مجنونة اياك ، ماتوزن حديتك قبل ما تتكلم يا ولاا
لبيبة ضاحكة : طول عمرك حماقية و خلقك فى مناخيرك ، الولاا مايقصدش
بدر : طب تقدروا تقولولى ايه اللى مغير حاله و قالبه القالبة دى بقاله مدة ، على طول قاعد شارد و مش معانا و مش طايق لحد فينا كلمة
لبيبة : ما يمكن عنده شغلانة عاوز يعملها و اللا حاجة و بيرتب لها
بدر بعدم اقتناع و هى تنظر لزين بتحدى : لاا .. الحكاية مش حكاية شغل ابدا .. و مسيرى اعرف اصل الحكاية ايه ، و يا ويلك منى يا زين لو طلعت الحكاية زى مانى حاسة و عرفت بعد اكده انك كنت عارف و بتدارى على ابوك
لبيبة : يا ولية انتى اهدى على الولاا شوية ، و بعدين يعنى فرضا انه فعلا زى ما بتقولى .. عاوزاه يقول لنا
نرجس باعتراض : اومال يسيبنا يا امة لحد ما نلاقي ابويا داخل علينا بعروسة جديدة فى ايده .. طب يستنى اما حتى يعرف انتى هتولدى ايه النوبة دى
بدر بتوجس : لا هو انتى حبلة يا لبيبة
لبيبة و هى تنظر بشزر لنرجس : باينى اكده يا بدر
بدر : يعنى ايه باينك دى ، ماهو يا حبلة يا مش حبلة
لبيبة بقلة حيلة : ايوة يا بدر حبلة
بدر بامتعاض : و كنتى مستنية تقوليلنا امتى ان شاء الله.. و اللا خايفة لا احسدك ، ثم اكملت بسخرية .. اصلى مابخلفش و هبصلك
لبيبة باعتراض : مافيش الحديت ده يا بدر .. انى كل الحكاية ان ماجتش مناسبة ، انى لسه عارفة امبارح اما كنت فى الوحدة الصحية
بدر : و على اكده المعدل عارف انك حبلة
لبيبة بتحذير : مش قلنا نتكلم كويس قدام العيال
بدر بحدة : عرف و اللا لسه يا لبيبة
نرجس : جرى ايه يا خالتى انتى بتزعقيلها اكده ليه
بدر : كلكم عارفين انى خلقى ضيق و مابحبش اللوع
لبيبة : و انتى عارفة انى ماليش فى اللوع من اصله يا بدر
بدر بسخرية : اومال مابترديش على سؤالى عدل ليه
لبيبة : عرف يا بدر ، عرف امبارح .. قلتله .. مانى مش هخبى حاجة زى دى
بدر بشرود : يكونش شايل طاجن سته طول اليوم عشان اكده
زين : لا يا امة .. ابويا اكده امبارح من ساعة ما عاود من برة
بدر : يعني اما قلتيله انك حبلة يا لبيبة قال لك ايه
لبيبة بابتسامة : قاللى مبروك و ان شاء الله تقومى بالسلامة .. هيقوللى ايه يعنى
كان بكر قد خرج من دار نجاة و هو يعتليه الغضب و الهموم بعد ان علم ان زواجه من نجاة شبه مستحيل ، خاصة بعد طريقة لقائها به و حديثها له ، فخرج من دارها هائما على وجهه دون تحديد وجهته ، فجلس فى ارضه و هو يراقب المزارعين و هم يعودون لديارهم قبل غروب الشمس دون ان يحدد ملامح اى منهم ولكنه بعد بعض الوقت قرر ان ينفض ذهنه و يعود لداره
و فى طريق عودته وقع بصره على الاصدقاء الثلاثة و هم يجلسون بارض جابر و يبدو عليهم الاندماج لحديث ما يتبادلونه باهتمام شديد ، لتتلاعب الشياطين بأفكاره و يغير وجهته الى منزل ابيه بعد ان هاتف حسنة و طلب منها القدوم على وجه السرعة
و ما ان فتحت له سميحة الباب حتى نظر الى حسنة و قال لها بريبة : هو جوزك و جابر اتصالحوا ميتى
لتدب حسنة على صدرها بذهول قائلة : مين دول اللى اتصالحوا يا مخبل انت
بكر: باينك انتى اللى مخبلة و نايمة على ودانك و مش داريانة بحاجة
سميحة برهبة : مين اللى قال لك الحديت ده انطق
بكر : ماحدش قاللى .. انى اللى شفتهم بعينيا دولى و هم التلاتة قاعدين سوا فى ارض جابر .. شيخون و جابر و طير الشوم اللى راجع من برة عشان يحط علينا و يغفلقها علي الكل
حسنة و كأنها تحدث حالها : كان لازم نعرف من الاول ان ده اللى هيحصل ، حكم ماكانش هيهملهم زعلانين مع بعضيهم ابدا و هو موجود
بكر : كونهم قعدوا سوا يبقى اكيد هيتكلموا فى القديم كلاته
سميحة بريبة : تفتكر ممكن يفهموا حاجة
بكر : مش عارف يا سميحة ، بس حكم من صغره و هو عامل فيها فهيم الكفر ، و ممكن ينخور ورا الحكاية لحد ما يجيب قرارها
لتجلس حسنة و هى تدق على قدميها بتوجس : دى تبقى خراب على الكل يا بكر ، خراب علينا كلاتنا ، انى كان ايه بس اللى خبطتى فى نافوخى و خلانى اسمع حديتكم ، كان مالى و مالكم و مال عشقكم اللى هيخرب بيتى
سميحة و هى تنظر لحسنة بتحذير : يعنى كنا هنتخلى عن اخونا يا حسنة ، ما احنا كنا لازم نقف جنبيه و نساعده
بكر : و ياريت كل اللى عملناه جه بفايدة ، الا كله فى الاخر راح للمصيلحى على الجاهز
لتتبادل حسنة و سميحة النظرات بتوتر ، لتزدرد حسنة لعابها و تقول : طب و انت ايه اللى فى دماغك .. ناوى تعمل ايه عاد
بكر : ناوى اعمل اللى فكروا انه حصل ليلتها
سميحة بترصد : يعنى ايه
بكر : يعنى هخلص على جابر
سميحة بغضب : ايه الجنان اللى انت بتقوله ده ، جابر مين ده اللى انت عاوز تخلص عليه ، انت ناسى انه هيبقى جوزى و اللا ايه
بكر بسخرية : جوزك ايه بقى ، ده مش بعيد ابدا قعدتهم النهاردة دى ترجع كل اللى فات و تصحى كمان كل اللى مات
حسنة بتخمين : انت تقصد ان …
بكر بمقاطعة : ايوة .. اقصد ان سيخون و جابر يتفقوا من تانى على جوازه من نجاة
سميحة برفض : ده لا يمكن يحصل ابدا ، ثم جابر طول عمره راجل و مابيرجعش فى حديته ابدا ، و هو قاللى ابلغك انت و ابوبا انه جاى يخطبنى يوم الجمعة الجاية دى ، يعنى بعد يومين
حسنة : اعقل يا بكر ، و بلاش تودر حالك و تودى روحك فى داهية ، و بعدين اللى انت بتفكر فيه ده خلاص مامنوش عازة ، هم اكيد اتحدتوا و حكوا و خلاص ، يعنى فات الاوان
سميحة بذهول : و لو ماكانش فات يا ست حسنة كنتى هتوافقى انه يقت.له
حسنة بامتعاض : مش وقته بقى كل الحديت ده مامنوش عازة
سميحة : اومال ايه اللى له عازة يا ست حسنة
حسنة : ان حديتنا يبقى واحد مهما حصل ، و لا كلمة تزيد و لا كلمة تنقص ، و انتى يا سميحة ، خدى بالك .. انتى الوحيدة منينا اللى لازم هتنسألى لو كانوا فتحوا فى القديم و جابوه من تانى
سميحة برهبة : تقصدى ايه
بكر : تقصد ان جابر لا يمكن هيسكت ابدا على الحديت اللى ممكن يسمعه من شيخون
سميحة بتردد : هيسالنى ازاى ده حصل
حسنة : ده لو كان صدقه من الأصل
اما نجاة .. فكانت بدوارها تتابع صغارها و هم يقومون باداء واجباتهم المدرسية ، فى حين كانت تتابع الصغيرتين ورد و ياسمين اثناء لعبهما حين لاحظت ان النعاس يداعب عينا ورد ، فقالت لها: انتى عاوزة تنامى يا ورد
ورد : ااه ، و عاوزة دادى
لتنهض نجاة و تقول بحنان : دادى خرج مع صاحبه و يمكن يتأخروا .. تعالى معايا و انى هوديكى تنامى
ورد : بس انى مش عاوزة انام لوحدى
نجاة : و مين قال لك بس انك هتنامى لوحديكى
ورد : هتنامى معايا : ماشى يا ستى ، تعالى ياللا و انى هنام معاكى ، بس انتى مش جعانة ، مش عاوزة تاكلى قبل ما تنامى
ورد : عاوزة قطعة بيتزا من بتاعتك
عبد الرحمن ضاحكا و هو يكتب واجبه : ماقلنا اسمه رقاق مش بيتزا
ورد بتذكر : ااه صح .. رقاق ، عاوزة قطعة واحدة بس
نجاة ضاحكة : بس اكده .. من عينيا التنين ، و انتى يا ياسمين اجيبلك تاكلى مع خايتك
باسمين : لا انا عاوزة استنى دادى
و اثناء تناول ورد طعامها تغمض عينيها و تستند برأسها على كتف نجاة لتحملها بحنان الى غرفتها و تظل جانبها لبعض الوقت و هى تتفحص ملامحها بحرية دون مراقبة من احد ، فورد .. تشبه ابيها الى حد كبير .. نفس سمرة بشرته و شعره المجعد الذى يضفى على ملامح الصغيرة براءة محببة ، على خلاف ياسمين و التى على مايبدو ورثت ملامح امها فهى بيضاء و تتمتع بشعر ناعم ، و من يراهما سويا لا يعتقد ابدا انهما شقيقتان
ظلت نجاة تراقب ملامح ورد حتى سمعت صوت احمد و هو يناديها هامسا و يقول : ايه يا عمتى ، نامت خلاص
نجاة بانتباه : ايوة .. انت جيت ميتى
تحمد : من شوية و طلعت حاجتى فى الاوضة ، و اما سالت عليكى عبدالله قاللى انك بتنيمى ورد
نجاة : و جيبت حاجتك كلاتها و اللا لسه محتاج حاجة
احمد : جيبت غيارين تلاتة و كتبى اللى محتاجها
نجاة : ماشى ، ماتعرفش ابوك هيرجع على هنا تانى مع حكم و اللا هيروح على داركم
احمد : الله اعلم ، بس و انى جاى على هنا لمحتهم قاعدين مع عم جابر فى الارض بتاعته
نجاة بفرحة : انت بتتكلم جد
احمد : و مالك فرحانة اوى اكده
نجاة : فرحانة لابوك ، لو تعرف هو بيحب جابر ده اد ايه ، بس الله يسامحهم بقى اللى فرقوا بيناتهم
احمد : هم مين دول يا عمتى
نجاة بتنهيدة حارة : النفوس الوحشة كتير .. ربنا ينجينا منيها ، قصره .. هتفعد تذاكر و اللا هتتعشى الاول
احمد : لا مش جعان دلوك ، انى هقعد اذاكر على ما عمى حكم ياجى
نجاة : ماشى ، و انى هنزل اشوف العيال
احمد بفضول : الا هو يا عمتى بصحيح كنت عاوز اسالك على حاجة اكده
نجاة : حاجة ايه دى اللى عاوز تسال عنيها
احمد : هو عم حكم ده .. مالوش اى قرايب تانى
نجاة : لاا ازاى .. ده عيلته كبيرة اوى
احمد : ايوة مين عيلته بقى دى و فين
نجاة : له عمة تانية غير عزيزة الله يرحمها اللى كانت مراة عمك المصيلحى الف رحمة و نور عليهم كلهم ، كريمة الزيات مانت اكيد تعرفها ، ده غير عيلة امه فى مصر ، اسمع ان له خال مش فاكرة اسمه اوى عايش فى مصر طول عمره و اعرف ان هو و مرته اغنيا و مبسوطين
احمد بدهشة : اومال ليه فضل عمره عايش يعنى هنا مش مع حد تانى
نجاة : اللى اعرفه ان عزيزة الله يرحمها كانت بتحبه قوى و حنينة عليه اكمنه يعنى ماكانش عندها عيال ، و هو كمان اتعلق بيها و مارضيش يروح فى اى حتة بعيد عنيها ، و هى كمان سابتله ورث مش شوية ، و المصيلحى كمان كان بيحبه و بيعتبره إبنه حتى كان بيحب يأخذ رأيه فى حاجات كتير ياما اكنه ابنه من صلبه
احمد : انى كمان لاحظت انه كان زعلان اوى اما عرف ان عمى المصيلحى مات .. شكله هو كمان كان بيحبه قوى
نجاة : كانوا عشرة على الغالى .. ياللا روح ذاكر بقى
و قبل ان يفترقا سمعا صوت شيخون و هو يناديها من الاسفل ، لتقول دول رجعوا اهم ، تعالى ننزل لهم بقى و ابقى اطلع انت تانى
و عندما وصلت نجاة اليهم قال حكم : ورد تعبتك يا نجاة .. معلش
نجاة : و لا تعبتنى و لا حاجة .. دى نسمة .. ربنا يخليهالك
حكم : الله يباركلك ، بس ليه طلعتيها فوق ، كنتى سيبيها هنا على ما اجى
نجاة : الدنيا برد ، نيمتها عندى فوق
حكم : طب معلس هتعبك ، لو تخلى ام سعيد تجيبهالى عشان اكيد الكل محتاج يستريح
نجاة : طب اما تتعشوا الاول
حكم ضاحكا : انى معدتى هتفرقع من كتر الاكل ، خلاص ماعنديش سنتيمتر واحد حتى فاضى
شيخون : ده انت بقيت خواجة بحق و حقيق بقى ، فين ايام زمان اما كنا بنتعشى تلت اربع مرات فى الليلة الواحدة
حكم بتحسر : عجزنا يا شيخون يا اخويا
شيخون بسخرية : انت لوحدك اللى عجزت .. انى لسه بتعشى تلت مرات
حكم ضاحكا : ماشى يا عمنا .. تكسب ، ثم وجه حديثه لنجاة و قال : خلى ام سعيد تجيبهالى من فضلك
نجاة : لو خرجتها من تحت الغطا دلوك هتستهوى ، سيبها للصبح
شيخون : فعلا يا حكم .. اديك شايف الهوا برة عامل كيف
حكم باحراج : بس هتضايقك
نجاة بصدق : و لا هتصايقنى و لا حاجة .. ماتقلقش
حكم و هو يشير لياسمين : ياللا انتى يا ياسمين
نجاة : ياللا كيف بس ، دى لسه ما اتعشيتش ، و لو انت مش جعان هى اكيد جعانة ، و لما حاولت ااكلها مع اختها مارضيتش و قالت انها هتستناك
حكم لياسمين : جعانة
ياسمين : هو احنا هنروح ننام من غير ورد
حكم : ورد نامت خلاص ، فهنسيبها نايمة و الصبح نشوفها
ياسمين : خلاص هاكل زى قمر ، ممكن خالتى نجاة تعمل لى طبق و اخده معايا اكله قبل ما انام
نجاة : بس اكده .. عينى
لتعد نجاة صينية عليها بعض الطعام و ترسلها الى الملحق مع ام سعيد ، ليصطحب حكم الصغيرة ياسمين و يتجه الى الملحق بعد ان القى عليهم تحية المساء ، ليلتفت شيخون الى احمد قائلا : انت خلاص هتقعد مع عمتك
احمد : ايوة ، جيبتلى كام غيار اكده و كتبى اللى محتاجها و هفضل هنا على ماتشوفوا هتعملوا ايه
نجاة : طب اقعدوا ياللا على ما ام سعيد تحط العشا
شيخون : تعالى بس الاول اقعدى عشان اتكلم معاكى كلمتين
نجاة : خير
شيخون : انى و جابر اتصالحنا
نجاة بابتسامة : الف بركة
شيخون : مش عاوزة تعرفى ايه اللى حصل
نجاة : مش هتفرق معايا يا شيخون
شيخون و هو يتفرس ملامح شقيقته : جابر هيتجوز سميحة
نجاة بدهشة : رغم انها غريبة حبتين ، بس مبروك
شيخون بفضول : مش زعلانة يا نجاة
نجاة : لا يا اخوى ، و ازعل من ايه
شيخون : يعنى .. لجل الحكاية القديمة
نجاة : الحديت ده خلاص راح لحاله يا شيخون ، و اهم حاجة انكو اتصافيتوا و النفوس ما عديتش شايلة من بعضيها
شيخون : صدقتى ، طب كنت برضك عاوز اقول لك على اللى فى نية حكم ، حكم ناوى يعمل مكتب و اللا سركة فى مصر .. على حسب امكانباته يعنى ، يعنى مش هيطول هنا
نجاة بتفهم : ربنا يوفقه
شيخون : لكن مش هينزل مصر غير بعد مانفصل الملحق عن الدوار زى ما قال قدام بكر ، و الحكاية دى هتاخد لها فى سكتها بتاع اسبوع و اللا اتنين ، كان بيقول انه عاوز يروح عند عمته كريمة على ما الحكاية دى تخلص ، بس حسيته بيقول اكده و هو متضايق ، هو طول عمره اصلا مش على وفاق مع عمته كريمة دى
نجاة : ايوة عارفة .. المصيلحى الله يرحمه كان حاكيلى
شيخون : ايوة .. فانى قلت له يروحلها يسلم عليها عادى .. بس يخليه هنا على الاقل الناس تشتغل تحت عينيه ، و كمان البنات يتسايروا معاكى انتى و العيال
نجاة : داره يا شيخون و قاعد فيها و يعمل اللى يريحه ، ماحدش يقدر يقول له تلت التلاتة كام ، و كتر خيره انه ما قالش نبيع و اللا نشترى
شيخون : حكم راجل و ابن اصول
نجاة بتردد : و هو يعنى اما يسافر مصر هيفضل هناك على طول
شيخون : الله اعلم بظروفه بقى ، وقتها يحلها ربنا
نجاة : طب و هيقعد فين و هيعيش ازاى هو و البنات
شيخون : ماتقلقيش ، خاله مستنيه و مرتب له كام حاجة اكده .. و هو عليه انه يختار و يقرر
نجاة بفضول مستتر : مش خاله ده اللى كان عاوز يجوزه بته قبل ما يسافر و هو ما رضيش اكمنها كانت لسه صغيرة اوى وقتها
شيخون بتذكر : ايوه هو ، ثم اكمل حديثه صاحكا و قال : داهيه لا يلبسهاله تانى و يبقى رجع من المانيا لقضاه
نجاة : ليه يعنى .. هى وحشة اكده
شيخون : العلم عند الله ، بس وقتها حكم اتحجج بالرسالة بتاعته و بسنها عشان الجوازة ماتتمش و راح مسافر على طول
نجاة : النصيب
فى اليوم التالى على الفور بدأت اعمال فصل الدوار عن الملحق و الذى قرر العمال ان العمل لن يستغرق اكثر من ايام قلائل
و كان جابر يشرف على عملية الرى بارضه ، و يتابع الة الرى بنفسه حين سمع رنين هاتفه ليجد ان سميحة هى من تحاول الاتصال به ، فقام بالرد عليها و قال : السلام عليكم .. ازيك يا سميحة
سميحة : و عليكم السلام ، كويس انك لسه فاكرنى و فاكر اسمى كمان ، ده انى قلت نسيتنى
جابر: ليه بس كل ده
سمبحة بامتعاض : ماعرفش عنك حاجة من اول امبارح ، حتى جيبتلك الغدا امبارح مالقيتكش فى الارض ، و سيبتهولك فى الخوص بتاعك
جابر : و لا شفته ، اصلى فى الارض الغربية عشان الرى ، و ما روحتش يامة الارض القبلية من وقت ماكنا سوا اولة امبارح
سميحة : و عشان اكده لقيت الاكل الكلاب مبهدلاه و واكلاه
جابر ضاحكا : ماكانليش فيه نصيب
و عند سماع سميحة لضحكاته اطمئن قلبها بانه لم يعلم شيئا من شيخون عن احداث الليلة المشئومة ،، فقالت بدلال : طب ايه ، سميحة مااتوحشتلهاش كل ده و اللا ايه ، ده ماكانش بيعدى يوم من غير ما نقعد نتسامر سوا بالساعة و بالتنين ، و اديك اهو بقالك يومين ماشفتهاش
جابر : لا ازاى ، اتوحشتلها طبعا ، بس هعمل ايه ، معاد الرية بتاعة الارض ، و انتى عارفة انى لازما اكون واقف على الارض عشان تتروى بالمظبوط
سميحة : لولا ان الطريق بعيد و هعوق فى السكة كنت جيتلك لحد عندك
جابر : اتوحشتينى اياك
سميحة بهيام : الا اتوحشتك .. لو تعرف انى متوحشاك قد ايه و من ميتى ماكنتش تسأل ابدا السؤال ده ، و لو تعرف انى مستنية يوم الجمعة ده بفروغ الصبر انه ياجى ازاى
جابر : هياجى يا سميحة ، خلاص هانت