البارت السابع والعشرون27
بقلم دهب عطيه
وبدون تفكير ومثل اي انثى تحترق غيرة على زوجها وحبيبها…. فتحت الخط ولم تتحدث ليبادر المتصل هو بذلك اولاً !….
ليتها لم تفتح…. أخرج الهاتف صوتٍ انثوي ناعم
حد الجنون…ليس فقط ناعم إنه يثير فضول من يسمعه لرؤية الجسد ولوجه الذي يخرج كل تلك النعومة بكل هذا السخاء ….
“الوو….. سالم…. انا لمار الحسيني يارب تكون سجلت رقمي عندك على تلفون زي ماتفقنا…..”
لم تستوعب بعد ماذا حدث لها ولكن قلبها ارتجف
بغضب وشعرت بجسدها بأكمله يحترق ..
تذكر ان الشعور بالغيرة شيء لا يروق لك كلياًّ !!….
“بتكلمي مين ياحياة…. ”
تحدث سالم وهو يرمقها باستفسار… وكان يجفف شعره بالمنشفة و لا يرتدي الا بنطال قطني مريح……..
استدارت حياة له بقناع حجري وهي تمد له الهاتف
قائلة ببنيتان تحتبسان الدموع….
“لمار الحسيني…… واضح انك عارفها عشان كده
مسجل رقمها….. على العموم هي على الخط… ”
تناول الهاتف من يدها…. لتبتعد هي عنه سريعاً وتختبى داخل شرفة غرفتها حتى تحرر تلك
الدموع المتحجرة ..
كان سالم مذهول من ردة فعلها تصور انها ستطرح سؤال عن من تكون تلك المتصلة، لكنها لم تفعل ولم
تبدي اي إهتمام ؟!…
يشعر أنها تود الصمت حتى لا تصدم من إجابته….
هل تشك به ؟…
ام تخشى شيئاً ما ؟!…
أبتسم بسعادة وهو يرى عينيها تتوهج بهم الغيرة
المجنونة….. ولكن أستغرب من انسحابها اثناء
المكالمة…..
فتح الخط وهو يدلف الى الشرفة جالساً على مقعداً بدخلها مراقب حبيبته التي توليه ظهرها وتقبض بيداها الصغيرتان على حاجز الشرفة… وتنظر الى البعيد بوجه محتقن…..
وضع الهاتف على المنضدة أمامه وفتح مكبر الصوت ليصل صوت( لمار) لكلاهما ….
تحدث سالم بهدوء…
“الو…… لمار عامله إيه… ”
ردت لمار عبر الهاتف بحبور….
“الحمد لله بخير …كويس انك سجلت الرقم زي ماتفقنا …على العموم المعدات والمكن اللي محتاجه للمصنع الجديد جهز وشحنه هتوصلك بعد أسبوعين ها مناسب ليك… ”
رد سالم وهو يتطلع على حياة التي توليه ظهرها
بصمت مستمع !….
“ااه مناسب اوي شكراً يالمار تعبتك معايا… ”
ابتسمت لمار من الناحية الآخره لترد عليه بلطف..
“ولا تعب ولا حاجه…. المهم انت عامل إيه.. اااه عرفت من فارس انك اتجوزت…. مراتك عامله إيه حياه مش كده….. ”
استدارت حياة له بوجه مندهش وعيون تُرسل له الكثير من الأسئلة …..
رد سالم وعيناه تفترس وجه حياة بدون رحمة..
“ااه أسمها حياة…. اجمل حياة ممكن تقبليها
يالمار…
ابتعدت بُنيتاها عن مرمى عينا سالم بخجل من حديث يُدغدغ الانثى داخلها ويرهق قلبها النابض بسعادة عشقه لها…..
هتفت لمار بسعادة…
“واوو…..لا اتحمست اوي اقابل الحورية اللي غيرتك لدرجادي ….على العموم انا هنزل انا
وعلاء ولاولاد واكيد هعمل زيارة ليك ومش
هنسى اخد الادنجوان بتعنا ….”
ضحك سالم وركز اكثر بالمكالمه قائلاً بمزاح..
“فارس…مبلاش فارس …كفايه العفريت ولادك..”
عضت حياة على شفتيها ليس فقط من ظنها بسالم ولكن بسبب احرج زوجها للمتصلة التي تُدعى لمار ! ..
“طب على فكره بقه فارس جمبي وسامع كلامك …
خد يافارس شوف صاحبك بيطردك بنفسه
لا وكمان مش عجبه الكتاكيت اللي عندي بيسميهم
عفريت يرضيك كده….”
رد فارس من عبر الهاتف وهو ياخذه منها
“عفاريت يابني ملافظ السعد……..دول شياطين…”صرخت لمار به بحنق عبر الهاتف ثم
ابتعدت عنه
“الو ياشبح ينفع تشمت فين لمار…”
ضحك سالم من قلبه وهو يتحدث الى فارس
تطلعت عليه حياة بعشق فهو حين يضحك
يعود اصغر واصغر سنٍ وكانه شاب في أوال
العشرينات…..
“طب هتيجي امته ياعم المهم مش كفايه سفر ”
رد فارس باختصار….
“هو كفايه انا كدا كده راجع…. واول مانزل مصر هنزل على النجع عشان أشوفك وشوف خطيبتي الصغيره…”ضحك فارس بمزاح……
رد سالم بعد تنهيدة…
“ماشي يافارس مستنيك….. في حفظ الله..
مع سلامه… ”
اغلق سالم الخط وهو ينظر الى حياة التي نظرت
له بصمت….
تحدث سالم وهو يحدق في عمق عينيها…
“دي لمار الحسيني…. مرات ابن عم فارس….و في بينا شغل بقاله اكتر من أربع سنين بستورد عن طريق تعاملتها برا مصر معدات ومكن للمصنع عندي سوى آلقديم او المصنع اللي بجهزه دلوقتي… ”
تنهدت وهي توليه ظهرها لتخفي عيناها عنه…
نهض ووقف خلفها مباشرةٍ مُلصق صدره العاري بظهره من الخلف، شعرت بعدها بسخونة جسده خلفها…..
مالى على عنقها بانفاسه الساخنة…. كأنت ترتدي حجاب ترتديه بعشوائية منذ ان دخلت الغرفة…
أبعد الحجاب قليلاً ليقبل عنقها ببطء… أغمضت حياة عينيها بضعف وسارت الرجفت على كآمل عمود ظهرها…وشعرت ببرودة جسدها على غير العادة..
لصق وجهه بوجهها جانباً وهو يتطلع على آلشمس
الناصعة أمامهم…والهواء الرطب المداعب لهم
وتلك الصحراء التي تطغى على المكان برغم من وجود الحياة بها ! …
بعد صمت طويل كان الحديث قد مات في تلك اللحظة… لكن الأجساد ولمشاعر وخفقات قلوبهم
يسمعون صوتها ويشعرون بها بوضوح…..
“عارفه….. الغيره حاجه حلو ويمكن تكون دليل
عن الحب…. ”
همهمت بحرج… ولم تقدر على الرد….
أبتسم من زواية واحده بعد ان أدرك مايدور داخلها الآن….
“ليه مكنتيش حب تسأليني عليها قبل ماتسمعي المكالمه….”
نظرت الى الناحية الآخره بتردد….
فقد كُشف امرها !!…
رد على سؤاله بيقين…
“كنتِ خايفه اصدمك مثلاً وتطلع مراتي…”
اومات براسها وهي تنزل دموعها….
مسك كتفها وادارها إليه لتواجه عينيه ناظرة له بحرج وخوف من ان ينغمس سالم في عاده من عادات هذا النجع وهي……. تعدد الزوجات ! ….
تشبثت عيناه الثاقبة عليها…
تنهد بهدوء بعد لحظة من تعلقه بعينيها الحزينة…
مسح دموعها بطرف أصابعه وهو يتحدث بحنان…
“وللهِ مجنونه… وعايزه تنكدي على نفسك
وخلاص.. ”
نظر لها اكثر وهو يكمل بجدية …
“المفروض تكوني اكتر واحده عارفه ومتاكده اني استحاله افكر في واحده تانيه غيرك… المفروض تكوني عارفه انك اول واحده في حياتي وأول حب يدخل قلبي …. المفروض تكوني عارفه
ومتأكده اني مستكفي بيكِ زوجه في الدنيا وفي
الآخره ان أراد آلله….
” انتِ اول واحده المسها ونام جمبها على سرير واحد…. انتِ الوحيده اللي بصبر عليها وبسامحها مهم عملت ومهم قالت….. ”
تنهد وهو ينظر الى عمق عينيها …
“المفروض تكوني عارفه اني بحبك..وان مفيش واحده تقدر تاخد مكانك او تعوضني عنك… ”
” سالم….. “اقتربت منه وغرزت اصابعها في شعره الغزير وهي تهتف بحب…
“اوعدني إنك عمرك ما هتفكـ…”وضع أصابعه على شفتيها وهو يقول بنبرة جادة…
“من غير ماتقولي….انا عمري ما هكون لوحده غيرك ياحياة…”
احاطت بكلتا يداها وجهه وهي تقول بحب…
“انا بحبك اوي ياسالم بحبك أوي…”
عانقته بقوة وهي تبكي فدوماً تحاربها بشراسه زوبعات شيطانها بأنه ممكن ان يتركها لأجل اخرى
او تشاركها به امرأة آخرى….
تحترق حينما ياتي في عقلها تلك التراهات اللعينة
ولكن حديثه قد أخمد نيران الغيرة والخوف
داخلها…
ضمها الى أحضانه أكثر دافن وجهه في جوف عنقها بشوق..غلبته اللحظات فوجد لسانه يهتف بما يعتريه
نحوها أكثر…
“آآه…. ياحياه يارتني قبلتك وحبيتك من زمان يارتني …… بحبك ياحياة بحبك ومش عايز من الدنيا دي غيرك…..بلاش تشكي في حبي ليكِ صدقيني محدش ملك قلبي غيرك ومستحيل
أقبل ببديل مهما كان…..”
ابعدها عنه وقبلها من قمة رأسها وهو يقول بنبرة صوتٍ لا تعرف إلا الصدق…..
“اطمني ياحياة.. انتِ الأولى ولاخيره في حياتي
اطمني …. ”
نظرت لعينيه ومن ثم لشفتيه ثم هتفت بحموج عاشقه….
“مطمن طول مانت جمبي….”بادرة بوضع شفتيها على خاصته ليقود هو القبلة بحب وتبادله هي الحب
اشتياق وامتلاك متقد….
إدمان العشق….
(مثل اي إدمان قاسي على الجسد ولقلب مثل اي إدمان يراه البعض سيىء ونراه نحنُ افضل من الجيد واذا كان الإدمان عن العشق والهوى !..فتذكر انك اخترت أقوى المشاعر لتحيا بها !!…..)
———————————————————
كانت تجلس في شرفة غرفتها شاردة في حديثه
باستمتاع قلباً يهوى بجنون ! …
كانت تمسك بين يداها العقد الذي اهدها لها في بداية زواجهم والتي وضعت بها صورته وصورة
ابنتها ورد…. كانت تمرر أطراف اصابعها على
الإسم المفحور خارجها …(ملاذ الحياة)….
أبتسمت بحب وهي تفتح هاتفها وتلج به على موقع
التسوّق اون لاين……. ظلت تبحث به عن شيء معين لها وحين وقعت عينيها على هذا الفستان الأحمر ذات القماش الامع لمعة براقة
(توب الموديل) قصير بشكل جذاب للاعين
ابتسمت بسعادة… وهي تطلع إليها وداخلها تهتف بحب…..
“لازم النهارده يكون يوم مميز … ”
فتحت العقد مره اخرى وهي ترمق صورته بحب…
“كل سنه وانت جمبي…. “قبلة إياها بحنان..
بعد حوالي عشر ساعات على تلك الأحداث …
كانت تقف في غرفتها وتضع آخر لمسات زينتها
أمام المرآة……
كانت ترتدي هذا الفستان الأحمر الذي اشترته عبر
هذا الموقع !…..كان الفستان جميل بطريقة تحبس الأنفاس….. كان احمر اللون … كان يكشف نصف ظهرها الأبيض وذراعيها ,وطوله يصل الى نصف فخذيها …وضعت بعض الزينة التي كانت هادئة على ملامحها الرقيقة… عضت على شفتيها الملطخة بحمرة الشفاة صارخة الإغراء ! ….تفقدت شعرها الأسود الذي ينساب بحرية على ظهرها العاري..
إبتسمت برضا لمظهرها الخلاب..ثم استدارت لترمق الغرفة بنظرة شاملة فقد نالت هي أيضا ما تستحقه من زينة تليق بهذا الجو الشاعري….
فكانت الغرفة يملأها البلونات الحمراء وشموع
ساهرة على شكل قلوب حمراء اللون…. و أوراق الورود الحمراء والبيضاء مُتناثرة على الفراش على شكل قلب كبير ، اما إضاءة الغرفة فكانت خافته بضوء شاعري… وكان أيضاً يحتل المنضدة طعام العشاء وبجانبه بعض الشموع الساهرة….
فعلت كل شيء لترى السعادة في عينا سالم
وتكون هي سبب ذلك الشيء البسيط …
هو قدم لها الكثير حديثاً وفعلاً ولأن
حان وقتها هي حتى تقدم له بعض آلحب والراحة
في ليلة على ضوء القمر يسحرون مشاعرهم
بسحر خالص لم يُبطل أبداً بينهم !….
سمعت صوت سرينة سيارته ابتسمت بتوتر وهي
تنظر الى هيئتها مرة اخرى عبر المرآة…..
تمتمت بتوتر….
” يترى هيحب المفاجأه…وهتعجبه.. ”
بعد دقيقتين
اقتحم جنونها وفرط توترها ….دخول سالم من باب غرفتهم بفتور معتاد ….
استدارت له ونظرت له بابتسامة مهزوزة وهي تدقق
النظر إليه اكثر حتى ترى تغير ملامحه في تلك
اللحظة…..
دخل بهدوء الى الغرفة وأغلق الباب فوجد الغرفة
بها شيءٍ مريب على غير العادة … لم يكن مريب كما تصور بل كان جميل ، جو شاعري بالرومانسية والمشاعر الملتهبة بالاشواق بينهم والتي لا تخمد
بداخلهم أبداً ..
تجولت عينا سالم على كل ركن من اركان الغرفة بدهشة وإعجاب من تخطيط ملاذه لكل هذا
من اجله فقط ! ….
لا ينكر أنها اسعدت قلبه وانعشت روحه بهذهِ اللحظة ، وحين استقرت عيناه عليها على هيئتها وتفصيلها المُغرية لعيناه ، و ما ترتدي من فستان يبرز انوثتها بسخاء ! و وجهها الصارخ جمالاً وفتنه له وشعرها العاشق له والى سواد لليله الطويل ….
استقرت عيناه اكثر على شفتيها المكتنزة قليلاً
والتي تطلى إياها بالقرمزيّ الصارخ….
“معقول انا كنت اعمى اوي كده ”
ابتسمت حياة على شروده المبالغ فيه وجملته التي
قالها وسط شروده بها…..
اقترب منها ببطء …وعيناه تفترس عينيها ووجهها
بنهم شديد…..
وقف أمامها واصبح لا يفصلهم شيء تحدث بعد
لحظات من تأمله لها …
“انتِ ازاي كده…. ”
ابتسمت بحب وهي ترد عليه ببراءة زائفة…
“ازاي إيه مش فاهمه قصدك…. ”
مال برأسه عليها اكثر والصق جبهته بها وقال
بصوتٍ أجش دغدغ انوثتها بشدة….
“ازاي حلوه اوي كده…… ”
ابتسمت بخجل وهي ترد عليه مغمضت العين …
“أنت احلى ياحبيبي…. ”
“حياه…. انتِ عملتي ده كله عشاني…. ”
همهمت وهي تعض على شفتيها بقوة ولم تفتح
عيناها بَعد…..
نظر لها سالم والى توترها فستقرت عيناه على شفتيها التي تقضمه بخجل تأوه
بضعف وهو يقول……
“مش كده ياحياة… المفروض كده…. ”
قبل ان تفهم ماذا يعني كان قد اخذ شفتيها من
تحت اسنانها الى مكانهم المناسب…. قبلها بحب
كانت القبلة ناعمة حانية وبرغم من النيران التي اشعلتها داخله مُهلكة قلبه… الا إنهُ حاول الإمساك بالصبر حتى لا ينهي ليلتهم سريعاً ! ….
أبتعد عنها بصعوبة فقط حين شعر أن القبُلة ستأخذ طريقها المعتاد معه…..
ابتسمت حياة بحرج وأغمضت عينيها من فرط لذة المشاعر بينهم…… كان مزال على وضعه بالقرب
منها وجهاً لوجه….
هتفت حياة وهي تبتعد عنه وتوليه ظهرها بحرج…
“انت على طول مستعجل كده … ”
وضع يده في جيب بنطاله وهو ينظر الى ظهرها
وأبتسم بعبث قائلاً….
“احمدي ربنا اني لسه فيا شوية عقل اقدر اسيطر
بيهم على نفسي قدام الجمال دا كله… ”
دغدغ انوثتها اكثر و زاد كبريائها وثقتها بنفسها أكثر واكثر..
استدرت له ونظرت له بحب وهي تسأله بتردد..
“سالم هو انت بتحب الموسيقى… ”
لم يفهم مقصد كلامها ولكن رد بفتور….
“ااه بس الهادية بحبها اكتر….. ”
اتسعت ابتسامتها أكثر…. وذهبت الى ركناً
لتدوي بعدها موسيقى هادئة ساحرة على الاذن تليق بهذا المكان الذي صنعته بيداها فقط لاجل ان تحيا مع حبيبها للحظات خاصة مليئة بالحب والحميمية
المشبعة بشوق…
اقتربت منه وقفت أمامه قائلة بصوتٍ عذب…
“ينفع ا…. ”
قبل ان تكمل حديثها قد وضع يده على خصرها بإمتلاك وقربها منه اكثر … ويدهُ الاخرة اشتبكت بيدها آلصغيرة…اما يدها الاخرى فوضعتها على كتفه بحب، تلاقت اعينهما وهم يتمايلون بخفه على اوتار
الموسيقى الهادئه…
العشق الخالص !….
بدأت اجسادهم تتمايل بخفة وهم ملتصقون في أحضان بعضهم بحب..كانت الاضوء الخافتة
ولشموع الساهرة على ضوء القمر تكمل ألحان الموسيقة بينهم….
كانت في أحضانه وبين يداه تسير على السحاب الأبيض هكذا رأت وشعرت معه…. وهو كذلك شعر معها وكانهم اختفوا عن هذا العالم ، لعالم يكتفي
بهم سوياً !….
همست حياة بحب…
“حسى اني بحلم ….بجد انت نصيبي ولهدايه اللي
كانت مستخبيه ليا من سنين…..”
ابتسم وهو ينظر في عينيها والى عمق بريق العشق بهما قائلا….
“مش انا اللي هديه ياحياة…. انتِ اللي اجمل هدية هفضل اشكر ربنا عليها طول عمري …..”
اقتربت منه ووضعت راسها على كتفه لتترك كف يده وتعانقه بقوة هامسه له بنبرة عاشقة….
“بحبك ياسالم بحبك اوي …..ربنا يخليك ليا
وما يحرمنيش منك ابداً….. ياسندي…..”
ياسندي !!…
جميلة الكلمة من شفتيها الكريز جميلة وغمرة قلبه بالسعادة اكثر من لازم …كانت بسيطة ولكن تعني الكثير له ولها ايضاً……
بادلها العناق اكثر بصمت ولكن احضانه لها كانت تتحدث بنيابة عنه…….
لحظات مرت عليهم همسات وحب متبادل ولمسات عابثة تحكي عن مدى اشتياقه لها …..
نظر سالم الى شفتيها بجوع قائلاً وسط احاديثهم
الفاترة..
“هتصدقي لو قولتلك انك وانتِ معايا بتوحشيني أكتر….”
ابتسم ثغرها الأحمر وهي ترد عليه بخفوت..
“انت كمان بتوحشني حتى وانت جمبي…”
تحدث بعبث وهو يمرر اصابعه ببطء على شفتيها
“تعرفي ان ده مرض ولازم يتعالج….”
اغمضت عينيها وفتحتهم بحرج وهي تساله
ببراءة
“مرض إيه….”
نظر اليها بمكر وتحدث ولكن بنفس الخفوت…
“المفروض تساليني بيتعالج ازاي….”
نظرت له بضياع عاشقة وهي تسأله بنفس
الخفوت
“طب بيتعالج ازاي ….”
“هقولك ياملاذي…..”مالى عليها بانفاسه الساخنة
وقطف شفتيها في قبُله حارقة للشوق ولاشتياق
لها قبُله تقتل كل شيء إلا آلحب الذي سيولد
هذا الشعور من جديد في للحظة ابتعاده فقط
عنها !…
كان يُقبلها بنهم ومشاعر حارقة بينهم.. لم تشعر بنفسها وهو يحرر عنها فستانها الأحمر…
اصبحت بين يداه كاريشة في مهب الريح امام سيل
عواطفه المجنونة…..
ومن بين رياح تلك العاصفة وجدت نفسها ترتفع في الهواء وهو يحملها إليه بقوة…. متجه بها الى الفراش كانت شفتاه لا تكف عن ألعب على أوتار ضعفها !
وضعها برفق وهو ينظر اليها وهمس بكلمة واحدة
قبل ان يسحبها معه الى عالمهم الخاص …
“بحبك……”
اخر ما سمعته منه فقط أفعال أشوقه كانت هي
التي تتحدث بعد همسه العذب…..
———————————————
بعد مرور أسبوع……
في صباح….
وضعت ريهام كوب من العصير امام والدتها قائلة
بثبات….
“خدي يامااا اشربي عصير اللمون ده يمكن
تهدي.. ”
هدرت بها خيرية بغضب
“انا مش هاهده ولا هيهدالي بال غير لما نخرج من النجع ده احنا هنسافر بكره وخلص آلكلام لحد كده
ياريهام ….”
نظرت ريهام الى كوب العصير وهي ترد عليها بغموض..
“متقلقيش يامااا احنا هنسافر الليله…. ”
اتسعت عينا خيرية بعدم تصديق…
“بجد ياريهام خلاص قررتي تسفري السويس معايا عند خالك…. ”
مسكت ريهام كوب العصير ومدت يدها به لوالدتها قائلة بنبرة مبهمه….
“ايوه هسافر معاكِ عند خالي… خدي اشربي بقه العصير ده عشان يروق دمك…. ”
مسكت خيرية كوب العصير وارتشفت منه تحت أنظار ريهام الماكرة…
قبل ذاك الوقت…..
جلست حياة في صالون بجانب ريم ويبدو عليها الإرهاق والتعب من اثار الحمل على جسدها…
“معلشي ياريم تعبتك معايا… ”
زمت ريم شفتيها وهي ترد عليها بمزاح…
“ولا يهمك بكره لم اتجوز وجيب نونه هخليكي توديه المدرسه بنفسك…. ”
أبتسمت حياة وهي تقول لها بحبور..
“من العين دي قبل العين دي… دا هيبقى ابن اختي وصاحبتي الواحيده…. ”
ابتسامة ريم وهي ترد عليها …
“طب مانا عارفه…. و ورد برضه بنت اختي الكبيره
ومفيش احراج مابين الأخوات وبعضها ولا إيه.. ”
ضحكة راضية الجالسة معهم وهي تدعي لهم
بحنان..
“ربنا يحفظكم ياحبيبي ويخليكم لبعض… ”
ردد الإثنين معاً….
“ربنا ياخليكي لينا ياماما راضية…. ”
وقفت ورد امامهم قائلة بحماس..
انا جاهزة ياخالتو ريم مش يلا بينا… ”
ابتسمت ريم لحياة وهي تنهض قائلة…
“البت مستعجله على اللعب…. بكره لم آلموضوع يدخل في الجد هتقولك اعمليلي أجازه
مرضيه ياماما.. ”
ابتسمت حياة وهي ترد على ريم بخبث…
“طلع لخالتها….. ”
ضحكة ريم وهي تاخذ يد ورد بين يدها خارجه بها خارج المنزل …
نظرت حياة لهم وهم يبعدون عن مرمى ابصارها…
نهضت سريعاً ونادت على ابنتها قبل ابتعدها عن عينيها …
“ورد… تعالي ياحبيبتي…. ”
استدارت لها ورد لتاتي لها سريعاً تاركه يد ريم التي نظرت الى حياة باستغرب…فكانت حياة شاحبة آلوجه يبدو عليها الإرهاق ولتعب بكثرة
هذا آلصباح….
حين وقفت ورد أمام حياة نزلت حياة لمستواها
ومسكت كتفها بين يداها وهمست لها بحنان..
“خدي بالك من نفسك ياورد…. ”
نظرت ورد لها بعدم فهم تسألها ببراءة..
“حاضر ياماما…. بس مالك انتِ تعبانه عشان
النونه ….”
ابتسمت لها حياة وهي تمرر يدها على شعر
صغيرتها بحنان …
“لا ياحبيبتي انا كويسه……يلا عشان تلحقي
الحضانه….”
ودعتها حياة بعناق قوي وهي تستنشق رائحتها بشوق لا تعلم لما تشعر ان هناك عاصفة قادمة و تهب عليها الريح الخاص بها تجعلها تشعر بالارتعاد من القادم….
ابتعدت ورد عن والدتها ببطء وامسكت بيد ريم.. لتبادل ريم النظرات مع حياة… سألتها ريم بعينيها
بقلق هزت حياة رأسها بهدوء وهي تبتسم ابتسامة باهته ..
بعد نصف ساعة صعدت حياة الى غرفتها بعد ان استأذنت من الجدة راضية بانها تود آلنوم قليلاً
من شدة الإرهاق…..
خرج سالم من المكتب وهو يمسك بين يداه ملف
عمله….
“صباح الخير ياحنيي….أمال فين حياة و ورد… ”
سألها وهو يبحث عنهم بعيناه …
ردت عليه راضية بفتور وهي ترتشف بعض القهوة..
“ورد راحت الحضانه وريم راحت توصلها.. عشان حياه شفتك مشغول في المكتب بقلك اكتر من ساعتين…. ”
جلس سالم بعد ان وضع الملف أمامه على سطح المنضدة ومفاتيح السيارة كذلك….
“فعلاً اتاخرت عليكم بس انا بحضر لاجتماع مهم عشان المصنع الجديد اللي لازم يتفتح على اخر
الشهر ده…. ”
“ربنا يقويك يابني ويزيدك من فضله… ”
رد عليها بعد تنهيدة…
“امين ياحنيي…. المهم هي حياة فين… ”
ردت عليه بهدوء…
“حياه تعبت شويه فطلعت تستريح في
اوضتها…. ”
نهض بهلع واضح وهو يقول بسرعه…
“تعبت….. تعبت ازاي يعني…. ”
مسكت راضية يده وقالت بنفس الفتور….
“متقلقش يابني دول شوية إرهاق بسبب الحمل وهي طلعت تنام يجي من نص ساعة كده زمنها نامت
بس بلاش تطلع وتصحيه…. انا شويه وهقوم أطمن عليها….”
نظر الى راضية بتردد….
“خلاص بقه ياسالم قولتلك دول شوية إرهاق من الحمل…. ”
صدح هاتفه قبل ان يرد عليها…. اخرج الهاتف من جيب بنطاله ليرى هواية المتصل… التقط مفاتيح سيارته من على المنضدة سريعاً مُتناسي أمر ملف العمل المهم……
“انا لازم امشي دلوقتي ياحنيي عشان الإجتماع
هتصل بيكي بعد ماخلص عشان أطمن على حياة.. ”
اكتفت راضية بإيماءة بسيطة وهي تبتسم له بلطف …..ذهب سالم على عجله…
إبتسمت راضية وهي تدعي له بتيسير الحال..
———————————————————
“امااا يامااااا….. “خبطت ريهام على وجه خيرية
التي استلقى جسدها على الأرض كالجسد بدون
روح…..
ابتسمت ريهام وهي تتأكد من نبضات قلبها
وانفاسها كذلك… هتفت بغموض شرس….
“نامي ياغاليه وحق ابوي وحق اخويه خلاص جه وقته ومحدش هياخده غيري…. معلشي ياماا انتِ كنتِ جزء من الخطه…. ”
تذكرت ما فعلته منذ نصف ساعة…. حين وضعت حبوب المنوم في عصير الليمون قبل ان تعطيه الى
خيرية !…..
ركضت ريهام وهي تضع العباءة والوشاح عليها بعشوئية….
____________________________________
وضعت قنينة البنزين في ركناً ما خارج بيت
رافت شاهين…..
أبتسمت ريهام بشظايا شيطانية وهي تخبط على باب البيت بعويل وتمثيل خبيث …
“اااه الحقيني ياحنيي الحقوني ياخلق امي هتموت ياعالم الحقوني ااااه ياني حد يلحقني… ”
فتحت مريم الباب لها بصدمة…
سارت ريهام بسرعة من جوارها راكضة سريعاً الى داخل البيت متجهة الى وجهةٍ معينة….
وقفت راضية مفزوعة على صوت ريهام تسألها بهلع
“مالك ياريهام يابنتي في إيه… إيه اللى
حصل معاكي… ”
ركضت ريهام لها وهي تحشرج صوتها وتزرف الدموع الخادعة بكثرة وهي تقول….
“امي ياحنيي وقعت على الأرض مره واحده وبفوقها مش بتفوق الحقيني ياحنيي وساعديني
انا مش بقيلي في دنيا غيرها…. ”
ربتت راضية على يدها وهي تقول بحنان..
“متقلقيش يابنتي ان شاء الله خير انا جايا
معاكِ.. ”
ارتدت راضية عبائتها السوداء ووشاح كبير ونهضت سريعاً لذهاب معها…
لكن قبل خروجهم اوقفتها ريهام وهي تتحدث ببكاء..
“خلي مريم تيجي معانا ياحنيي عشان تساعدنا
واحنا بنطلع امي لاوضتها….”
نظرت راضية الى مريم الواقفة فعادت بانظارها الى
السلالم المؤدية الى غرفة حياة…ومن ثم الى ريهام ودموعها المبلل وجهها…. ترددت قليلاً ولكن اقنعت نفسها انها لم تلبث هي او مريم هناك كثيراً فقط لحين اطمئنان على خيرية وستعود على اي حال…
بدأت تقنع نفسها ان حياة نائمة الآن ولن تستيقظ الى بعد فترة…
حسمت امرها وقالت…
“تعالي معانا يامريم يابنتي…. ”
بعد ان فتحت لهم ريهام البيت وبعد ان رأت راضية ومريم مشهد خيرية الواقعة على الأرض وجسدها
مرتخي بطريقة مريبة بعد آلشيء….
صاحت راضية وهي تجلس بالقرب من خيرية تتفحصها….
“اتصلي بادكتوره ياريهام مستني إيه… يمكن تكون غيبوبة سكر…. ”
مالت ريهام بخبث وتخفي وهي تضع يدها في حقيبة راضية لتاخذ مفتاح منزل (رافت شاهين) بين قبضة يدها بخبث…..
“حاضر ياحنيي هروح اتصل بيها…. ”
ذهبت ريهام إتجاه الباب لتخرج من المنزل في الخفئ !…..
تحدثت راضية الى مريم قائلة بقلق…
“ساعديني يامريم يابنتي…. ”
اومات لها مريم وهي تميل على خيرية لمساعدتها…
دلفت ريهام الى منزل رافت شاهين وفي يداها قنينة متوسطة الحجم تفوح منها رائحة البنزين…
صعدت على السلالم المؤدية الى غرف نوم البيت
بأكمله و كانت عيناها بركتين من النار الحارقة
وشفتيها تبتسم بطريقة بشعة فقد اقتربت من
تنفيذ مخطط اخذ وقتاً كبير في الإعداد له….
وقفت امام غرفة حياة ووضعت يدها على مقبض
الباب لتدلف إليها وتغلق الباب خلفها بقوة
بالمفتاح….
في ذات الوقت انتفضت حياة من نومها بفزع وهي ترى ريهام أمامها تنظر إليها بغل وشر…
“ريهام….. بتعملي إيه هنا…. ”
تحولت أنظار حياة الى المفتاح المتعلق في مزلاج الباب..
“انتي بتعملي إيه بظبط .. وبتقفلي ألباب ليه… ”
نهضت حياة بوجه يشوبه الانفعال…..سارت نحو باب غرفتها عازمه النية على فتحه واخراج عديمة الحياء من هنا….
حين مرت حياة من جوار ريهام بعصبية مسكتها ريهام من ذرعها بقوة وحقد….
“راحه فين يامرات حسن….. يووه نسيت يامرات سالم معلشي ازاي نسيت إنك خطافت رجاله وكل يوم في حضن واحد شكل…. ”
اكفهر وجه حياة واحتدت عينيها من مهانة كلماتها
اللعينة عليها…هتفت بعصبية وغيظ…
“احترمي نفسك ياريهام… ويلا اخرجي بــرا اوضتي عشان انا مليش حيل اتكلم معاكي و رد على كلامك ده بنفس أسلوبك الرخيص….وبعدين مش انا اللي اتجوزت تلات مرات وتفشتهم بطلاق كذا مره عشان خاطر واحد مش مديني حتى ريق حلو في كلام…”
رمقتها حياة بازدارء وهي تكمل ببرود…
“انا مش عارفه بصراحه اي دخلك البيت بعد اللي حصل فيكي من سالم لدرجادي معندكيش ريحة الدم…”
نظرت لها ريهام بشر و وجهاً لوجه ردت عليها
بغل…
“انا جايه هنا عشان اصفي حسابي وحساب ابويه واخويه ولحساب مش هيتصفى غير عن طريقك انتي يتربيت الملجئ….ماهو انا بصراحه بتلكك عشان ارد كرامتي اللي داس عليها جوزك عشان خاطر عيونك… ”
ضحكت ريهام ببرود قائلة باهانة لإذاعة…
“مش عارفه بيحب فيكي إيه… لا جمال ولا مال ولا عيله ولا فصل ولا اصل… ولا آي حاجه تملكيها عشان يتمسك فيكي لدرجه دي ويرفضني انااا…بنت عمه
فضل عليا واحده بنت حرام زيك… ”
بلعت حياة المهانة بصعوبة وهي ترد عليها باجمل
أبتسامة تمتلكها فقط لاغاظتها اكثر …
“يمكن يكون عندك حق انا معنديش كل الصفات
اللي ذكرتيها….. لكن انا عندي اللي مقدرتيش تاخديه ياريهام…. سالم شاهين…. ولي بيني وبين سالم
حاجه صعب يوصلها عقلك ويحس بيها قلبك
قلبك الأسود…”رمقتها بسأم وهي تقول…
” بجد تستحقي الشفقه…. ”
~~~~~~~~~~~~
اوقف سالم السيارة فجأه في نصف الطريق وهو
يمرر يداه على وجهه بضجر….
“مش معقول هرجع كل ده…. ”
نظر الى ساعة يده بضيق…. فالملف الذي ظل أسبوع يحضر فيه ملاحظات تطور المصنع الجديد وعرضها على الموظفين في الإدارة كي يسير العمل بعدها على هذا النهج الجديد الذي أضافه في ذاك الملف الموضوع الآن على المنضدة في قلب صالون البيت!.
فتح الهاتف على كامرات المراقبة آلموضوعه في بيته منذ فترة ولم يحاول تغيرها او تناسى أمرها !….
كان يحاول ان يتأكد من وجود آلملف في المكان الذي قد وضعه به….. ولكن لا يعرف لم قلبه قاده
الى غرفة نوم حياة للاطمئنان عليها فباله كان
مشغول عليها من وقت خروجه من المنزل….
دقق النظر قليلاً فاحتدت عينيه فجأه
وهو يرى ريهام تقف وجهاً لوجه أمام حياة ويبدو ان هناك شجار انثوي حاد على وشك البدء….. هذا ما ظنه … ولكن دوماً العين تجفل عن كشف ستار الشر من حولها…
اشعل محرك السيارة للعودة الى البيت باقصى سرعه…..