ظلمات قلبه
البارت العاشر 10
بقلم هدير دودو
وقف ارغد يشاهدها ، و بداخله صراع بين قلبه الذي يحثه على التوجه اليها، و انقاذها، و عقله الذي يحثه على ان يتركها فهي تستحق ، يقنعه انها هي ليس حبيبته..فحبيبته الذي احبها من المستحيل ان تفعل ما فعلت هي، دقق النظر في وجهها، و مازال شعور بالغضب يتملكه.... ليلمح فجاءة شفتيها اللتان اصبحا مصبوغان باللون الازرق، وجهها الشاحب بشدة كشحوب الموتى.... ما ان رآها بذلك الشكل حتى لغى عقله تماما فهذا الوقت لن يحتاج الى عقله ابدا.... قام بالقاء الجواب الذي كان يمسكه ارضا، و هرول سريعا نحو المرآه في اقل من ثانية؛ ليجلب عطره الخاصة به ، و اقترب منها سريعا كل ما يشعر به الان هو خوفه عليها.. ضغط على زجاجة العطر لتخرج سريعا رذاز من العطر كرر فعلته عدة مرات متتالية و هو يشعر بدقات قلبه التي اصبحت تتسارع كما لو انه داخل سباق ، و وضعها امام انفها ، و هو يضربها على وجنتيها بخفة.... لكنه لم يجد منها استجابة ابدا شعر ان قلبه سوف يتوقف من شدة الخوف الذي يشعر به الان....فهو لاول مرة يشعر بالعجز نفض تلك الافكار المحيطة به سريعا.... ليقوم بحملها سريعا دون تفكير مهرولا بها الى الخارج من ثم الى اسفل سريعا.... رآه الجميع كان كل شخص يوجه اليه عدة اسئلة تجاهلهم جميعا كأنه لم يسمع شي... رآه ماهر رئيس الحراسة الخاص به... جاء ليتحدث لكن ارغد صرخ في وجهه قائلا له بامر، و غضب شديد.... غضب يحرق قلبهو، و قادر على حرق الجميع ايضا
:- انت هتقف كتير لسة... اركب يلا ركب ماهر السيارة و بدأ هو بقيادتها تبعته عدة سيارات كالعادة... كان ارغد طوال الطريق يحاول مع اشرقت حتى تفيق... سرعان ما اوقف ماهر السيارة امام مستشفى فخمة لينزل ارغد سريعا ما ان وقفت السيارة ، و دلف إلى الداخل بدأ يصرخ على الجميع ليأتي العديد من الاطباء مسرعين فالجميع يعرفه من لا يعرف من هو فهو
"ارغد العزيزي" صوره منتشرة في جميع انحاء البلد بالتفاز ، و الجرايد،و المجلات.. حيث ان الضوء مسلط عليه،، و على أعماله، و صفقاته التي تتم دائماً بمهارة شدبدة... بدأ احدي الاطباء بفحص تلك النائمة لا تشعر بالواقع، و ما يدور حولها... لتهتف الممرضة موجهة حديثها لارغد قائة له بتوتر، و خوف : م.. ممكن حضرتك تتفضل برة و تسيبها؛عشان نعرف نشوف شغلنا هَمَّ ارغد بالرفض لكن جاء ماهر من خلفه قائلا له باحترام
:- اتفضل يا ارغد بيه عشان الدكاترة يعرفوا يشوفوا شغلهم حَرَّك ارغد راسه للامام لكنه هتف بصوت عالى محذر اياهم، و يحمل ايضا الكثير من التهديد، و الوعيد
:- لو حصلها حاجة انا مش هرحم حد فيكم ابدا.
ليخرج تارك اياهم.. وقف امام الغرفة عينيه مسلطة على الغرفة التي توجد هي بداخلها انتبه ماهر الى هاتف ارغد الذي كان يرن مرارا و تكرارا منذ خروجه من الفيلا ليقترب منه قائلا له بهدوء
:- ارغد بيه الموبايل اكيد حد من العيلة، و لازم تطمنهم.
تنهد ارغد بضيق، و خوف طانت تنهيدة تحمل معاني، و مشاعر كثيرة.... لينظر في هاتفه، و يجد ان المتصل الان هى اسيا شقيقته رد عليه قائلا لها بنبرة صارمة حادة
:- الو يا اسيا مفيش حاجة... احنا شوية و راجعين... ليغلق المكالمة ما ان انهى جملته قال جملته مسرعا فهو غير قابل الان ان يجاوب على اسئلة احد
اخبرت اسيا الجميع لتبتسم سيلان و فايزة هما فكروا ان ارغد هو من فعل ذلك باشرقت بعدما راى الجواب و كلماته الجريئة ... جلس ارغد على الكرسي الذي كان خلفه واضعا يديه على راسه برعب، و خوف.. يشعر ان عقله سوف ينفجر الان... اقترب ماهر منه ربت على كتفه بهدوء قائلا له بعقلانية، و مازال شعور الدهشة، و الاستغراب يتمالكوه فهو بعمره لم يرى ارغد بتلك الحالة... كان معه عدة سنوات منذ ان سافر، و لا مرة رآه بتلك الحالة التي هو عليها الان
:- اهدى با ارغد بيه... ان شاء الله الهانم هتكون كويسة.
ليهتف ارغد قائلا له بحنق، و حزن... و هو يحمل نفسه سبب حالتها تلك
:- لو حصلها حاجة انا مش هسامح نفسي ابدا دي.. قطع حديثه خروج الطبيب من الغرفة لينهض سريعا مهرولا اليه... موجها اليه عدة اسئلة متتالية دون ان يمهله الرد على سؤال واحد منهم.
ابتسم الطبيب بهدوء،و تفهم.... فهو بالفعل يقدر وضعه و قلقه ليهتف قائلا له بعملية
:- اهدى يا ارغد بيه... هي كويسة، و كويسة جدا هي كانت واخدة حبوب كتير، و دة يسمى حاجة من الاتنين عملية انتحارية او محاولة قتل.... احنا عملنالها اللازم و حاليا هي نايمة هو المفروض اني ابلغ الشرطة تيحي تحقق اذا كانت عملية انتحار فعلا، و لا قتل.
أغمض ارغد عينيه، و تنهد بصوت مسموع... يشعر بالغضب، و الراحة خاصة بعدما اطمئن عليها... مشاعر كثير مضطربة بداخله... كل احساس يشعر به... يشعر ايضا بتضاده...مشاعر لم يستطلع تفسيرها.....ليهتف الى الطبيب الذي كان مازال يقف أمامه ملتزم الصمت ينتظر اياه حتى يجيبه... قائلا له بثقة، و قوة، نبرة صارمة حادة تخيف اي شخص
:- لا متبلغش حد اكتب التقرير انها حالة عادية مش عايز مخلوق يعرف حاجة بخصوص الحبوب دي... ليتابع حديثه بغضب و وعيد أكبر انا بنفسي هتصرف، و اعرف اذا كانت هي اللي عملت كدة، و لا حد اللي عمل كدة بدافع انه يموتها، و وقتها مش هرحمه ابدا مفهوم.. اومأ له الطبيب برأسه، و اتجه الى مكتبه يفعل ما آمره ارغد به ما ان ذهب الطبيب حتى اغمض ارغد عينيه الاثنين معا واضعا يديه على راسه مرة اخرى... غير مصدق انه في ثانية كان سوف يخسرها يدور في عقلة سؤال واحد يخشى اجابته...يخشى التفكير به الان من الاساس
ماذا سوف يحدث لها اذا لم يأتي عو في تلك اللحظة..؟؟و ماذا اذا كان غضبه تملك منه...؟؟
هل كان خسرها، و خسرت هي حياتها..؟؟ هل كان سيعيش حياته من غيرها..؟؟ نعم هو مجروح الان منها مصدوم فيها... يعلم ان حبه لها كان مجرد سراب احلامه جميعا التي ظلَّ يبنيها داخل عقله طوال السنوات السابقة هدمتها هي... لكن الحقيقة التي لا يستطيع انكارها مهما قال، و فعل او فعلت هي.... انها مازالت داخل قلبه صورتها، افعالها تتغلغل داخل اعماق قلبه يوما عن يوم... ليقسم بينه، و بين ذاته انه اذا علم ان احد هو من قام بفعل هذا الشي لن يرحمه ابدا... لكنه يعلم ان جميع من في البيت لم يجرؤ على فعل شي مثل هذا... فلن يفعل هذا الشي سوى هى... خاصة عندما تذكر انه لمح شرائط الادوية الفارغة على المنضدة داخل غرفتهم، و هو يجلب العطر.. دلف اليها ليجدها نائمة، و المحلول معلق في ظهر يديها... ظل جالس بجانبها متاملا اياها متأمل صورتها، وجعها المرهق الملائكى ملامحها البريئة المخادعة بالنسبة له الذي ما زال يعشقه... فهو يعلم ان العشق كالمرض الذي لم يكن له علاج... لن ينتهى المرض سوى بموت الانسان، و العشق ايضا فعشقه لها لن ينتهى سوى بموته... مهما علم عنها يشعر بالتشتت غير يعلم ما يجب عليه فعله... متمنيا ما ان تفوق حتى يجذبها الى حضنه، و يغرقها من بحر عشقه، و شوقه لها بسامح إياها عما فعلته... لكن للاسف هو لم يستطع التخلي عن رجولته، و كبرياءه فهو يستطع ان يسامحها على اي شئ تفعله إلا هذا الشئ... فهي سمحت لشخص غيره ان يلمسها سلَّمت قلبها لشخص غيره شخص خبيث، حقير، استغلالى تركها يوم كتب كتابه عليها تركها لم يهمه امرها، و لا سمعتها التي سوف تتدمر و هي مازالت تعشقه بعد كل... هذا لكنه لماذا يشعر بالاستنكار، و الدهشة فهي فعلت مثل ما فعل هو.. فهو علن ايضا الكثير عنها، و لم يتخلى عنها، و مازال يعشقها حتى الان... و هي مازالت تعشق ماجد بعد كل ما فعله... لكن بالفعل فهذة هي نهاية كل علااقة تبدأ من قبل الزواج... ظل بجانبها حتى اشرق الصباح بدأت هي تستيقظ، و تنظر حولها باستغراب لتجده جالس أمامها و نظره مسلط نظره عليها ابتسمت بوهن شاعرة بوجع شديد لتبدأ تتذكر ماذا فعلت هي.... حاولت ان تنهض من على الفراش، و ما زالت لا تستوعب ماذا يحدث لها الآن ما ان راها فتحت عينيها حتى نهض من مجلسه ظل يتفحص وجهها بقلق لكنه عندما راي حالتها تلك ضمها الى صدره و ظل يمسد على شعرها بحنان، و هدوء متحدث لكى يطمن اياها، و يطمن قلبه هو اولا... بنبرة دافية تحمل الكثير من الحنان، و الراحة و قد وضع كل شي اخر على جانب.. كانه نساه الان، او تظاهر بنسيانه :- هشش.. اهدى يا حبيبتي اهدى .. عشان متتعبيش هروح انده على الدكتور عشان يجي يكشف عليكي و يشوف حالتك دلوقتي.... كانت في عالم اخر غير مصدقه انها الان داخل حضنه، و يقول لها حبيبته.... هل ما زالت تتخيل انه امامها، ام هي ماتت بالفعل، و ربنا اراد مكفاتها.... لكنها سرعان ما اغمضت عينيها بقوة كانها تنهر نفسها على تفكيرها هذا.. فاذا ماتت لم يكفاها الله على فعلتها تلك سوف يعاقبها عقاب شديد؛ لانها تخلت عن حياتها؛بسبب ضعفها فالحميع لديه مشاكل لكنه يقوم بمواجهتها ليس الهروب منها بهذا الشكل ... لتتشبت فيه بقوة مانعة اياه من ان يذهب بعيد عنها هاتفة له بصوت مرتجف ضعيف، و هي تحرك راسها لليمين تارة و لليسار تارة اخرى كأنها تنفض فكره بعده عنها من ذهنها
:- ل.. لا ..ارغد انا موت صح و بتخيل دلوقتي...بس حتى لو بتخيل خليك جنبي عشان خاطر ربنا.
اومأ هو لها برأسه للامام... قبل ان يهتف قائلا لها بهدوء، و طاعة لا يود ان يجادل اياها
:- حاضر يا قلب، و روح ارغد بس انت مش موتي و لا حاجة و لا بتتخيلي انت عايشة يا اشرقت قال حنلته الاخيرة بعتاب، و لوم... شعر انه ضعيف امام رؤيتها بتلك الحالة غير قادر ان يتحكم في مشاعره ككل مرة..... ليضغط على زر الجرس الموضوع بجانبها فهو انذار صغير يضغط عليه المريض عندما يحتاج الى الطبيب سرعان ما وجد الطبيب يدلف اليه بسرعة شديدة... ابتعد ارغد عن اشرقت قليلا سامحا له ان يكشف عليها اتجه الطبيب لها و بدأ يفحصها بدقة، و اهتمام تحت اعين ارغد الذي يتابع كل حركة بفعلها باعين مشتعلة يتأكلها الغيرة ليبتعد عنها الطبيب قائلا له بعملية، و اطمئنان
:- الحمد لله الهانم حاليا كويسة تقدر تمشي و هكتبلها شوية ادوية ضروري تاخدهم في مواعيدهم بانتظام لانهم مهمين جدا.
اومأ له ارغد براسه... ليسير الطبيب مسرعا متجها الى الباب الغرفة ليخرح منها اتصل ارغد بماهر آمرا اياه ان يجهز الحراسة... فهو سوف يخرج الان دلفت الممرضة اليهم كي تساعد اشرقت لكن اشار لها ارغد ان تقف مكانها ليقوم هو بحملها، و خرج من الغرفة متجها الى الخارج... حيث مكان ما توجد سيارته آمرا احد الحراس ان يشتري الدواء اولا سرعان ما احضره الحارس له لتنطلق السيارات متجهة الى فيلا العزايزي كان ارغد طوال الطريق يضع اشرقت على ساقيه محتضنا اياها بخوف يخشى ان يفقدها لا يصدق انه اذا كان لم ياتى كان سوف يفقد اياها للابد.
ما ان وقفت السيارة حتى قام بحملها بهدوء كأنها شي ثمين رقيق يُخَاف ان يخدش صعد مباشرة متوجها بها الى غرفته متاجهلا نداء، و تساؤلات والده ليضعها في الفراش ببطء فهي كانت نائمة وقع نظره على شفتيها ليبلع ريقه بتوتر.... يحاول ان بتحكم في ذاته لكنه لم يستطع المقاومة اكثر من ذلك لينخفض رأسه ملتقطا شفتيها بنهم، و استمتاع شديد في قبلة رقيقة عاشقة ليشعر بتأوهها بين يديه ابتعد عنها قائلا لها بتساؤل، و قلق جاهد بصعوبة ان يخفيه
:- انت كويسة حاسة بحاجة..؟؟!
اومأت برأسها يمينا، و يسارا... و اكملت نومها شاعرة بتعب،؛ بسبب العلاج.. و ما تشعر به اما هو فخرج من الغرفة مسرعا يهرب منها، و من تأثيرها عليه يلعن ذلك الضهف الذي يشعر به ما ان رآها... ليجد والده في وجهه قائلا له بتساؤل، و قلق
:- في ايه يا ابني مالها مراتك حصلها ايه..؟؟!
ليرد عليه هو بهدوء، و احترام مقررا الا بقول لاحد على فعلتها
:- مفيش يا بابا كانت تعبانة شوية، و الحمد لله الدكتور طمني عليه... هي دلوقتي نايمة لما تصحى ابقي ادخلها لو حابب عن اذنك انا هدخل اقعد جنبها... تراجع في قراره لم يقدر ان يمشى، و يتركها و هي في تلك الحالة ليجلس بجانبها على الفراش يتابع عمله على اللاب توب الخاص به ليشعر فجاءة بأنينها دليلا على تعبها... ظل ينظر الى عينيها التي تسحره تسلبه عقله ما ان ينظر بهم يعترف انه يعشقها يعشق كل تفاصيلها الصغيرة قبل الكبيرة... يعشق ملامحها، جمالها الهادئ... يتمنى ان يستطع التنازل عن كبرياؤه، و يعيش معها اجمل، و اسعد لحظات حياته التي تمناها، و رسمها داخل عقله طوال تلك السنين... لكنها فعلت شي لم يستطيع سماحه كيف لها ان تسمح لذلك الحقير ماجد ان يلمسها حتى اذا تنازل لن يعيش معها بسلاسة مثلما بتخيل فهي تحب ماجد... قطع تفكيره بين نفسه، و نظراتهم المتواصلة تلك دخول مرام الي الغرفة دون ان تستأذن، او تدق الباب ظل ارغد يطالع مرام بنظرات حارقة... لتهتف هي قائلة لهم باحراج، و هي تتمنى ان تختفي من أمامهم
:- انا اسفة بجد مكنش قصدي انا قولت ادخل اتطمن على اشرقت.
ابتسمت اشرقت في وجهها بهدوء قائلة لها بحب
:- انا كويسة يا حبيبتي متخافيش.. الحمد لله ربنا ستر.
بادلتها مرام الابتسامة قبل ان ترد قائلة لها بتساؤل و خوف يخالط ببعض الفضول كعادة اي انسان فالفضول لدينا فطرة لم نستطع التخلي عنها
:- هو انت ايه اللي تعبك بعني الدكتور قالك عندك ايه بالظبط..؟؟!
جاءت ترد عليها اشرقت لكن سبقها ارغد الذي قال لها مُدَّعِي اللا مبالاه، و هو يبتسم في وجهها بحنق، و ضيق :- مفيش تعب بسيط عادي وارد يحصل لاي حد اتفضلي بقا عشان ترتاح مش اتطمنتي خلاص.
شعرت مرام بالاحراج الشديد... لتاوما له براسها الى امام، و خرجت سريعا من الغرفة... و هي تبرطم بغضب، و ضيق من طريقته معها... هتفت اشرقت قائلة الى ارغد بعدم رضا، و تذمر عن طريقته مع مرام بعد ان خرجت محرجة بهذا الشكل
:- ايه يا ارغد احرجتها، و هي جاية تطمن عليا حصل ايه لو كنت سبتها كملت كلامها... كانت هتخرج هي من نفسها و خلاص... انت مش شايف شكلها حرام عليك.
لوى ارغد فمه بسخرية.... قبل ان يهتف قائلا لها بامر مشيرا الى الوسادة التي كانت بجانبها طي لا ينفجر بها فهو غاضب الان منها لابعد الحدود
: نامي ..نامي احسنلك يا حنينة ما انت بتحسي بالناس اهه... ليتابع بسخرية دة انا قولت مش بتحسي... و بعدين ايه الحرام ليخرج من جيب سترته شرايط الادوية الفارغة التي تناولتها هي... مكملا حديثه بغضب شديد بتحسي انت صح... حرام اني احرجها، و مش حرام انك تعملي كدة تنهد بصوت مسموع محاولا كبت غضبه، و التحكم به... مكملا حديثه قائلا لها بغضب مكتوم
:- نامي يا اشرقت نامي.... مش وقت اللي بقوله دلوقتي ليتابع بتوعد شديد لاني هحاسبك انا على اللي عملتيه دة.... بس تكوني كويسة؛ عشان احاسبك براحتي.
انكمشت اشرقت في نفسها بخوف شديد.... و هي تشعر الجدية الشديدة في حديثه لتهتف قائلة له بخوف، و اندفاع
:- ا.. انت .. هتضربني... انت كمان.
صُدِمَ ارغد من تفكيرها هذا ليهتف قائلا لها بغضب شديد :- انت اتهبلتي ضربتك فين دة... انت تفكيرك كله في الضرب ليه حد قالك عليا قبل كدة اني حيوان عشان امد ايدي عليكي، و على فكرة انت تستحقي القتل مش الضرب.... بس مش انا اللي اعمل كدة نامي يا اشرقت نامي مش عاوزة اسمعلك صوت... جاءت لتتحدث لكنها شعرت به ينظر لها يغضب شديد نظرة اخرستها لتضع رأسها عالوسادة و تغمض عينيها معا سرعان ما كانت نامت بالفعل..
بعد مرور اسبوع كان ارغد يتجاهل اشرقت بشدة لم يحدثها سوى عن ادويتها، و مواعيدهم فقط لكنه تجاهل الحديث معها... يعاملها ببرود، بجفاء شديد عاد من الشركة ليجدها جالسة على الاريكة امام اللاب توب تتشاهد احدى المسلسلات التي تباعها هي... دقق بشدة في هدوءها و انفعالاتها مع احداث المسلسل... ليجذب اللاب توب من يديها فجاءة نظرت له هي و جاءت ان تتحدث لكن تحدث هو قائلا لها بنبرة يتخللها الغضب فهما الان فينا يسمى هدوء قبل العاصفة
:- اظن دلوقتي انت كويسة.... اقدر اتكلم في حوار البرشام اللي اتاخد ليكمل بتوعد لاني قسما بالله ما هعدي الموضوع دة بالساهل عاوزة تنتحري يا اشرقت كنت بتفكري في ايه وقتها.
ابتلعب اشرقت ريقها بتوتر.... تعلم انه لم يمرئ ذلك الامر بالفعل لكن حتما، و لا بد ستواجهه الان.....