ظلمات قلبه
البارت السابع 7
بقلم هدير دودو
في الصباح الباكر استيقظ ارغد من نومه ، او بالاحر هو لم ينم من الاساس.. كان يفكر فيما حدث ، و يوجد داخل عقله العديد من الافكار ، و التساؤلات يشعر كأنه مشوش.. كطفل صغير يحتاج من يمسك يديه ، و يوصله الى الصواب .. لم يفهم حتى الان ..لماذا تركها ماجد..؟؟ لكنه اقنع نفسه بأن ذلك هو النتيجة لخطأها ظل يفكر ماذا اذا لم يتزوجها هو الان ..؟؟كيف سيكون مصيرها..؟ لكنه قرر الا يفكر فيها الان لا يفكر بها ، و نهض من فوق الفراش ... نظر عليها لكنه وجدها نائمة و يوجد أثر دموع في عينيها علم انها كانت تبكى... ظل ينظر لها يتأملها يتأمل ملامحها الذي يعشقها .. يعلم ، و يعترف انه يعشقها حد الجنون حتى بعد ما علمه عنها لم بستطع ان يكرهها ، او تخرج من قلبه ليقول لنفسه بصوت ساخر كان يشعر انه يسخر من نفسه اولا
:- اممم اللي يشوفك و انت نايمة دلوقتي يتخدع فيكي، و يفتكرك ملاك فعلا ... ليتابع بتنهيدة و أسف قائلا بصوت حزين للاسف تحت الوش دة مستخبي حقيقتك اللي مش ممكن حد يفكر انك كدة تنهد بصوت مسموع قبل ان يتجه الى المرحاض ، و قام بارتداء بدلة زرقاء انيقة متجه الى خارج الفيلا ركب سيارته ، و امر السائق ان يذهب متجه الى الشركة.
استيقظت اشرقت على صوت دق على الباب ...ظلت تدور بعينيها باحثة عن أرغد في الغرفة... لكنها لم تجده تنهدت باحباط ، و حزن قبل أن تتجه الى الباب، و تهتف متسائلة بهدوء
:- مين..؟؟!
سرعان ما اتاها رد احدى الخادمات التي كانت تدق هي على الباب مجيبة اياها باحترام
:- دة انا عابد بيه باعتني ليكي بالفطار.. لتتذكر الخادمة رد فعله عندما علم بوجود ارغد الان في الشركة فهو ثار بشدة على الحميع و امرهم ان يحضروا لها فطار مسرعين.
فتحت اشرقت لها ، و اخذت منها الطعام الذي كان فوق منضدة صغيرة ذات أرجل تسير في الارض... جرتها اشرقت ، و أغلقت الباب عليها كما كان.. و وقفت في منتصف الغرفة بأمل ان يكون ارغد في المرحاض و سوف يخرج .. رافضة ان تصدق فكرة انه نزل و تركها لتتجه الى المرحاض بخطوات هادئة ، بطيئة ، و تدق الباب مرة اثنين لكن لم تاتيها رد ... لتفتح الباب و تجده فارغ نظرت امامها بتوجس، و هزت كتفيها باحباط خارجة من المرحاض ، و هي تشعر بخيبة امل كانت تتمنى لو انه جالس لم يمش اليوم كانت تتمنى ان يجلس معها و تقص عليه سرها بنفسها قبل ان يعرفه من احد ... ليقطع حبل افكارها دخول عابد اليها في الغرفة... الذي ما ان رأها ابتسم لها بلطف قائلا لها بحب افتقدته هي منذ زمن ، و نبرة هادئة يملؤه الحنان
:- انا جيت قولت أفطر معاكي انهاردة ، و كمان عاوز أتكلم معاكي في كم حاجة كدة عشان نبقي واضحين مع بعض بس الاول يلا ناكل.
اومأت له هي برأسها دون ان تتفوه بحرف واحد مفضله ان تصمت حتى تستمع لما يريده هو ، و اتجهت جالسة بجانبه ، ثم بدات تتناول الطعام ببطء ، و شرود ما ان انتهوا من الطعام حتى هتف قائلا لها بتفهم ، و هدوء
:- انا عارف كويس اللي انت مريتي بيه ، و عارف انه مش سهل انك تكوني هتتجوزي حد ، و يمشي فجاءة و تتحوزي حد تاني ، و انا كدة كدة قلبت الدنيا على ماجد و هيجي هيجي انا عارف... بس في سؤال اهم بقا هيمشيلك حياتك عشان تكوني محددة موقفك بعد ما يرجع ، و عارفة مصير حياتك حتى لو مرجعش...
انت عاوزة مين فيهم ...؟؟ عاوزة تكملي حياتك مع مين ارغد ، و لا ماجد ..؟؟ و خليكي واثقة ان انا هقف في ضهرك ايا كان اختيارك زي ما وقفت معاكي في حوار الجامعة ، و غصبت على ابوكي انه يسببك.
اومأت اشرقت برأسها... تشعر كأنها مشتتة فارغد يعاملها معاملة سيئة ايضا حتى دون ان تعلم السبب لا تعلم ماذا فعلت له ..؟؟ لكنها تعلم ان ماجد لم يعاملها هو الاخر معاملة جيدة... فهو سوف يعاملها معاملة اسوء من ارغد بمراحل ... كانت تتمنى ان تتطلق من ارغد ، و تعيش حياتها بمفردها ... لكن ماذا تفعل لقلبها..؟؟ فقلبها خانها ، و تعلق بأرغد حبه ، و حب و حنانه عليها في تلك الأيام السابقة... خانها قلبها ، و حبه... لتغمض عينيها بقوة متمنية من الله ان يقف بجانبها ، و يساعدها فيما سوف يصير في حياتها تلك.. لتهتف قائلة له بصوت منخفض خافت لا يصل سوى لمسامعه هو فقط ، و هي تخفض راسهل واضعة اياها في الارض
:- هختار ارغد... لتبدا تشرح له اسباب اختيارها ؛ كى تبرر له حتى لا يفهم ما تشعر به ... ارغد راجل ، و قوي و ، هيحميني من كل اللي بيحصلي لتتابع بانكسار و هي تخفض رأسها ارضا و كمان هيتفهم اللي حصلي عمره ما هيذلني بيه ... لكن ماجد انا بكرهه مش بطيقه ، و كنت رافضة الجوازة اصلا دة غير سيلان اللي بتكرهني ، و كمان هو ماشي وراها و ملوش شخصية.
ربت عابد على يديها بحنان قائلا لها بتساؤل ، و هدوء و هو يشعر بحبها ل ارغد.. فمهما بررت ، و شرحت له قد شعر بحبها له
:- و انت بقا مختارة ارغد عشان راجل ، و هيحميكي و يفهم اللي حصلك من كم سنة و لا في حاجى تاني مش عاوزة تقوليها .. انت فكراني مش فاهم انا الحاجة دي بذات اللي افهمها من غير ما تتقال.
ابتلعت اشرقت ريقها ، و عضت على شفتيها بخجل ... قد اصبح وجنتيها مصبوغان باللون الاحمر متمتمة له بارتباك و خفوت
:- ا.. انت.. تقصد ايه بالظبط .. يا عمو ... لتكمل حديثها باندفاع انا مش بحب ارغد اصلا انت فاهم غلط على فكرة.
ضحك عابد عليها ، و على طيبتها قائلا لها بخبث و هو يغمز لها باحدى عينيه محاولا الا يضغط عليها
:- و مين قال انك بتحبي ارغد هو انا قولتلك كدة انت اللي بتقولي دلوقتي.
عضت على شفتيها و لم ترد عليه فضَّلَت الصمت احترم عابد رغبتها ، و لم يضغط عليها لكنه قال لها بتفهم و هدوء محاولا ان يفهمها الامر
:- يصي يا حبيبتي بما انك فضَّلَتي ، و اختارتي انك تعيشي حياتك مع ارغد... يبقي متفتحيش حوار ماجد قدامه ... ممكن بقا تقوليلي ارغد بيعاملك ازاي كويس مش كويس كدة.
اخفضت اشرقت بصرها ارضا قائلة له بصوت منخفض و قد تجمعت الدموع في عينيها على وشك ان تسقط
: مش طايقني ، و لا طايق يشوف وشي قدامه.. لتكمل حديثها بكسرة و استنكار مش عارفة انا عملتله ايه... دة كمان من قبل الجواز ، و هو متجاهلني...مع أنه في الاول خالص لما كان لسة راجع كان بيعاملني حلو.
عقد عابد حاجبيه يدهشة ، و قد ظهر على ملامحه الاستغراب ...يخشى ان يكون ما قالته ابنته صحيحا قبل ان يهتف لها بهدوء ، و اطمئنان
:- حاولي معاه لغاية ما تفهمي ماله ، و انا هحاول و انشاء الله خير ، هو لسة محدش قاله او حكاله حاجة يعني لسة مش عارف.
اومأت له برأسها و عي تشعر بالانكسار و الذل لكنها تذكرت حديث الطبيبة ...احتضنها عابد بحنان قبل ان يخرج تارك اياها تغرق في افكارها... فهو لم يترك لها فرصة ان تتحدث... يتحدث هو فقط دون ان يستمع لها.
على الجانب الاخر كان ارغد يجلس في مكتبه يعمل و امامه الكثير من الملفات التي سوف يراجعهم
جميعا ... كأنه ياخذ العمل وسيله للهروب من افكاره غير يعلم ما سوف يفعله معها... يخشى فكرة رجوع ماجد بشدة... رن فجاءة هاتفه قاطعه من التفكير. ... القي نظرة سريعة على شاشة هاتفه ليجد اسم والده هو المتصل.. التقط الهاتف ، و قام بالفتح عليه قائلا له بنبرة جاهد ان يجعلها هادئة... فهو يعلم ان والده لم يصمت اليوم على نزوله الى الشركة
:- ايوة با بابا في حاجة عندك في البي..
لم يكمل جملته ليقاطعه والده الذي هتف قائلا له بصوت غاضب ، صارم بشدة... فجميع من في الفيلا قد سمع صوته
:- بابا ايه ، و بتاع ايه ... و انت يهمك حاجة قومت الصبح نزلت " و لا كأنك لسة متجوز ليكمل حديثه قائلا له بأمر صارم ، و لهجة غاضبة... ارغد تعالى البيت فورا لم ينتظر رده بل اغلق الهاتف في وجهه.
مرر ارغد يديه في شعره ... ظل يكرر فعلته اكثر من مرة بعصبية شديدة ، كاد ان يقتلع خصلات شعره في يديه ، و نفخ قي الهواء امامه بضيق و حنق لينهض من على كرسيه ، و يغلق زر بدلته ، قبل ان يلتقط هاتفه متجها الى الخارج ...ليهتف قائلا لسكرتيرته الخاصة التي تدعى مريم بصوت عالى ، قوي ، و نبرة آمرة
:- ادخلي لمي الملفات ، و الحاجة ...لم ينتظر ردها و سار متجها الى الاسانسير الخاص به... خرج ارغد من الشركة ، فتح له السائق باب السيارة باحترام شديد ركب ارغد ، و ركب السائق في الامام ، و سرعان ما انطلق و خلفه العديد من السيارات المليئة بالحراسة.. ما ان وقفت السيارة امام الفيلا... حتى هبط منها سريعا متجها الى الداخل دون ان يتفوه بحرف واحد.... ليجد والده امامه لم ينتظر عابد اياه حتى يجلس فهتف فور ان رآه هتف متسائلا اياه بصوت غاضب ، حاد ، صارم
:- انت مش اتجوزت امبارح ، و لا انا كان بيتهيألي مثلا او بقول كلام محصلش..؟؟
ضغط ارغد على يديه بقوة شديدة حتى ابيضت مفاصله.. محاولا التحكم في رده قبل ان يهتف قائلا له بحنق ، و ضيق
:- ايوة يا بابا اكيد مش جايبني من الشركة عشان تسالني سؤال زي دة ليسأله بنفاذ صبر في ايه يا بابا...؟؟
اقترب منه عابد قائلا له بصوت عالى ،و عصبية قد اجتمع جميع من في البيت حولهما. . ماعدا اشرقت التي فضَّلَت ان تقف تطلع عليهم من بعيد تقف على الدرج تراقبهم
:- في ايه.. ايه البرود دة يا ابني انت عاوز توصل لأيه ايه اللي نزلك الشغل طالما اتجوزت امبارح مش في واحدة المفروض تقعد معاها حتى.
تدخلت سيلان قائلة لعمها بصوت عالي... يخالط بالكثير من الشماتة في اشرقت .. تمثل انها تبرر موقف ارغد
:- ما هو بصراحة يا عمي ليه حق ...هو حد يشوف وش اشرقت ، و يقعد معاها ..لازم تطفشه ما انت شوفتها اهي طفشت اخويا من الفرح " و مش عارفين مكانه ، و انت بتقوله يقعد معاها دة يروح ينتحر احسن.
استغلت فايزة الفرصة لتشمت بها هي الاخري قائلة بتاكيد تؤكد حديث سيلان
:- ايوة فعلا بصراحة معاكي حق يا سيلان ...هي دي حد يقعد معاها.
شعرت اشرقت التي كانت تتابعهم بالم شديد في قلبها كان قلبها يعتصر الما ..متخيلة اذا لم يتزوجها ارغد كيف كانت ستواجههم الان.. الي هذا الحد يكرهونها رغم انها لم تفعل لهم شي.
اغمض ارغد عينيه مانعا نفسه من انه يقتلهم.. ليتجه اليهم ، و بهتف قائلا لهم بحنق ، و قسوة ضاغطا على اسنانه بقوة
:- و انت مالك يا سيلان .. كان حد دخلك و بعدين اخوكي اللي بتفتخري باللي عمله دة ...المفروض يتقتل ؛ لانه مترباش و انت قاعدة تفتخري... ليوجه بصره نحو فايزة و يكمل حدبثه بنبرة اقوى محذر اياها
:- و انت بذات من هنا ، و رايح ملكيش دعوة بأشرقت مراتي خط احمر ... محدش يجيب سيرتها هي دلوقتي مش متجوزة اي حد... دي مرات ارغد العزايزي.. كان تهديده الاخير ليس لفايزة فقط بل كان للجميع.
ارتسمت على وجه اشرقت ابتسامة واسعة.. فور ان سمعت حديثه هذا ...شاعرة بقلبها يرقص بداخلها متمنية ان تصرخ امام الجميع ، و تخبرهم جميعا أنها تحبه في كل ثانية حبه يزداد داخل قلبها.
اخذ عابد ارغد ، و اتجه به الى غرفة المكتب غالقا الباب خلفه بقوة... صعدت اشرقت الى غرفتها مرة اخرى سرعان ما ارتفعت اصواتهم التفتت فايزة الى شريف الذي كان يقف بجانبها ...يتابع الحوار بصمت قائلة له بغل ، و شر يظهر على ملامح وجهها
:- شايف... شايف بيقول ايه قال مراتي خط أحمر لتصيح في وجهه مكملة حديثها بغضب اكبر غلطت لما جوزتها ليه عقلك كان فين ...مش بتفكر ابدا اهه محدش هيعرف يكلمها.
رد عليها شريف بضيق و غضب
:- اعمل ايه بقا ... اهه قولت انقذ نفسي من الفضيحة اللي كانت هتحصل و كفاية انه اتجوزها و خلصني منها و من فضيحتها ليتابع بتراجع ، و خوف انا مش عارف اشرقت حكتله و لا لا بس اكيد عابد حكاله على اللي حصل.
لوت فايزة فمها بسخرية قائلة له باستهزاء ، و عينيها تلتمع بالغل ، و الكره
:- يا اخي كنت سيبها تتفضح ، و لا تتنيل على الاقل كنت هعرف اكسر عينها ، و اجيبها الارض.
لم يرد عليها شريف بل تركها ، و توجه الى أعلى يصعد الى غرفته.
وجهت سيلان حديثها الي فايزة ...قائلة لها بصوت منخفض ، خبيث
:- نسيبنا بقا من كل دة... هو حاجة واحدة المفروض نعرفها عشان لو كدة نشتغل عليها ... أشرقت حكت لارغد عن اللي حصلها ، و اكتشف كدب ماجد و لا لا لتتابع بغضب شديد انا مش قادرة افهم لغاية دلوقتي ماجد هرب ليه ، و خالف اتفاقنا لتكمل حديثها بتوعد قائلة :- والله ما هسيبه دمر الخطة كلها ماشي يا ماجد.
هتفت فايزة قائلة لها بغل و ، حقد
:- انا هعرف اذا كانت حكتله و لا لسة.
تدخلت مرام التي كانت تتابع الحديث بصمت... قائلة لوالدتها بهدوء معترضة على حديث والدتها
:- ما خلاص يا ماما سيبيها في حالها احنا مالنا بقا ..هي حرة تقول لارغد دلوقتي متقولوش براحتها... ثم نظرت الى سيلان ، و هتفت قائلة لها بشك ، و هي تتذكر حديثها
:- و هو ماجد كذب في ايه خايفة احسن يعرفه ارغد يا ست سيلان اوعى يكون عمل حاجة.
تركتها سيلان ، و ذهبت لم ترد عليها و هي تنظر لها بضيق وقفت هي تنظر لها بشك و خوف على أختها.