ظلمات قلبه
البارت الثالث العشرون 23
بقلم هدير دودو
توجه ارغد نحو غرفته مباشرةً تسمر مكانه ما دلف الغرفة.... فقد وقعت عينيه على اشرقت التي كانت جالسة على الفراش تقرا رواية من احدى رواياتها، و هي ترتدى ملابس ملابس قصيرة شفافة حاولت الا تعيره اية انتباه، و واصلت ما كانت تقرأه تاركة اياه كما انه لم يدلف من البداية... اغتاظ هو، و غضب بشدة بسبب تجاهلها هذا له الملحوظ.... زفر بضيق، و قد تجهمت ملامحه فهو غاضبًا لم يربد ان يزداد غضبه الان.. توجه بجانبها بحسد متصلب، و خطوات واثقة زادته جاذبية.... و قام بغلق الضوء قبل ان يتوجه بجانبها وجدها اعادت ضوء الغرفة مرة اخرى قائلة له بتذمر، و غضب نبرتها كانت نبرة مقتضبة، حادة
:- انتَ مش شايف ان في واحدة قاعدة في الاوضة و لا هو اي تلكيك، و خلاص ..
انهت حديثها، و عقدت زراعيها امام صدرها، و هي مازالت تطالعه بغضب..
زفر ارغد بضيق، و صوت مسموع، و هو بالفعل يحاول ان يهدا ذاته؛ كي لا يفرغ شحنة غضبه بها هي... لا يريد ان يجعل حزنها منه يزداد بالفعل... بدا ياخذ شهيقًا، وزفيرًا بصوت مسموع عدة مرات... قبل ان يرد عليها بنبرة هادئة، و هو يقترب بخطواته منها حتى وصل امامها
:- لا، شايف طبعًا انك قاعدة يا حبيبتي بس انتِ خلاص هتنامي عشان متتعبيش الجو متأخر... هاتي الرواية اللي مسكهالي دى، و يلا ننام... ما ان انهي حديثه حتى قام بجذب الرواية من بين يديها غالقًا اياها، و عاد مرة اخرى كأن لم يحدث شي..
وجدها تنظر اليه موجهة بصره عليها بحدة.. نظراتها تعبر عن مدى غضبها لما فعله هو... و اخيرًا خرج صوتها قائلة له بتهكم، و غضب و هي تتذكر ما قعله معها، و عدم ثقته بها
:- انتَ فاكر نفسك مين عشان تتحكم فيا كدة... لو سمحت متتعداش حدودك معايا ابدًا..
- جوزك يا هانم..
كان هذا ما نطق به بعدما اقترب منها، و اصبح يهمس امام وجهها... اكمل حديثه بنبرة حانية جعلت قلبها يذوب ذوبًا
:- متنسيش يا حبيبتي اني حبيبك، و جوزك، و ابو بنتك الجاية ان شاء الله...و في الاخر جاية تقوليلي انتَ فاكر نفسك مين..
هدر بـ جملته الاخيرة باستنكار ساخرٍ
لوت اشرقت فمها باستهزاء، و هي تنظر له بسخرية لكن يُـخْـفَـي تحت السخرية تلك نظرات مُـعاتبة فَـهِـمَـهَا هو جيدًا.. فهو يحفظ جميع نظراتها، و بالادق يحفظ كل شي بها ليس نظراتها فقط... اردفت قائلة له بنبرة جادة مخالطة بالتحدي تحمل عتاب كبير مهما جاهدت ان تخفيه هي
:- جوزى اللي مش عنده ثقة فيا نهائى... حبيبي دة كان زمان قلبي انا هدوس عليه... اما دة ولد مش بنت انا متاكدة دة ابني و انا اللي بحس بيه مش انتَ... انتَ اصلًا مكنتش تعرف بوجوده..
فَـهِـمَ ما تنوى اليه هي، ابتسم على طريقتها تلك.. بينما هي كانت تنظر له بغضب؛ بسبب ابتسامته فهي كانت تثير غضبه و هذا كان هدفها.. اجابها ارغد قائلا لها بمشاكسة، و هو يداعب بكفه ارنبة انفها بلطف، و رقة
:- لا طبعا هتبقي بنت، و قمر كدة زي امها، هتبقي بريق امل، و نور... هتبقي اشراق حياتي زي مامتها دايمًا همس امام شفنيها بحب، و همس عاشق نبرة حانية و هز ينظر الى عينيها مباشرة... عينيها الذي يشعر انها تشع ضوءًا
:- بحبك...بحبك يا مالكة قلبي كله، يا اشراق حياتي مكذبتش لما قولت ان اسمك اسم على مسمى.. بحبك بعدد الانفاس اللي بتنفسها.. بحبك و هفضل احبك لغاية ما حياتي تنتهي...بحبك، و هفضل ادعمك طول عمرى بحبك و هارف اني جرحتك بس مكنش قصدى، بحبك بكل صفاتك،بحبك اكتر ما عقلك ممكن يتصور،محبتش في الدنيا قدك..
كان قلبها يذوب ذوبًا اثر كلماته تلك...تشعر بدموعها ستهطل الان عةى وجنتيها كلماته مست اوتار قلبها جعله يطير عاليًا فوق السماء كانه ليس ملكها.. بالفعل هو ليس ملكها فقلبها ملكه هو...هو فقط الذي يتحكم في قلبها... تقسم انها تتمنى ان ترتمى داخل احضانه في تلك اللحظة.. حديثه هذا كان كالسحر، كالدواء الذي
سَـيُـشْـفِي كل جروح قلبها... تشعر بـكم هائل من المشاعر، و الحب حبُّه يزداد داخل قلبها مهما تمردت و فعلت ستظلها انثى تذوب بـاقل كلمة فهذا هو قلبنا كأنثي.. على الرغم من كل شي لكن قلبنا سيظل اطيب قلب خُـلِق... زرع فيه الرب الرحمة، الحنان، و التسامح..
-مَـهْـمَـا اِدَّعَـيْـنَـا الْـقِـوَّةَ، وَ تَـمَـرَّدْنَـا لَـمْ نَـنْـسْ قَـلْـبَـنَـا الْـطَـيِّـبَ الَّـذِي يَـظِـل يَـشْـفَـعُ لِـمَـن نُـحِـب، وَ يَـسْـتَـحِق أَنْ نُـحِـبـهُ كُـلَـمَـا تَـذَكَـرَّنـَا نَـدَمَهُ عَـلَّـى فِـعْـلَـتِـهِ-
حاولت ان تقسو على قلبها قليلًا، و عليه هو الاخر على الرغم الغصة التي تشكلت به... جاهدت ان تمنع نفسها من ان ترتمي في حضنه، و تبكي بضعف... لكن ايضًا مهما كانت طيبة قلبها..لابد من ان تثأر لكرامتها التي جُـرِحَت بشدة منه... رأت في عينيه الحزن، و الندم فهو بالفعل نادم على الرغم من انه فعل ذلك لـ اجلها و لاجل حمايتها؛ كى لا يفعلوا بها شي اخر الا انه يعلم كم الالم، و الخوف الذي سببهما هو لها... يندم عليه بقوة يقسم انه سيجلب لها حقها منهم جميعًا كل شي فعل خطا سيتعاقب عليه فـهما لم يستحقوا السماح ابدًا..
تجاهلته تمامًا، و جلست على الفراش مرة اخرى.. تستعد لتنام، و تهرب من تفكيرها رؤيتها له تجعلها تتمنى ان تحتضن اياه، و ترتمي بنفسها داخل حضنه فهي تحتاجه اكثر بمراحل ما يحتاحها هو... لكنها ستقسو على قلبها و، ذاتها و كل شي تنتقم و تثار لكرامتها و مشاعرها..
وجدته يتوجه نحو الفراش اسرعت سريعًا تضع يديه على الحافة الاخرى للفراش، و اشارت له بسبابتها على الاريكة الموضوعة في احد انحاء الغرفة.. قائلة له ببرود مدعية القسوة رغم تفتفت قلبها بداخلها
:- اتفضل روح مكانك... قولتلك اللي فيها مش كل يوم بقا..
تنهد ارغد بصوت مسموع، و هو لا يريد ان يجادل اياها لكنه تذكر ان اسيا اخبرته انها ذهبت اليوم الى الطبيب نظر لها مرة اخرى، و اردف يسال اياها باهتمام، و هو ينظر لعينيها مباشرةً
:- اشرقت الدكتور قالك ايه..؟!
علمت على الفور ان آسيا هي من اخبرته، لذلك اردفت قائلة له باقتضاب، و جدية، و هي تستعد للنوم
:- طلب تحاليل عملتها، و هنروح بعد يومين
اردف هو يحذر اياها بنبرة جادة، صارمة؛ كي لا تناقشه كعادتها التي اكتسبتها جديدًا
:- اشرقت بعد كدة مفيش مرواح من غيري لا اسيا و عفريت. انا و بس، بلاش مخاطرة، و عناد.. فيه سمعان كلام، و بس ماشي اوما لها برأسه بهدوء بعد ان انهى حديثه..
اومأت له هي الاخرى دون ان تعقب على حديثه، و هي تشعر انه مُحق بالفعل... فهي لا تعلم ماذا سيفعل ماجد، و مرام... و اااه من مرام عندما تتذكر انها اختها تتمنى ان تمجي تلك الفكرة من ذهنها، و تفكيرها.. تشعر بوجع مُضاعف؛ بسبب تفكيرها بتلك الفكرة دائماً كانت تستمع الى الاشقاء اللذين يؤذون بعض لكنها كانت تُكذب على الفور تلك الاحداث، و تشكر ربها على ان مرام اختها بحياتها... لكنها رات بعينيها ان الممكن الاخوات ياذون بعضهم بكل بساطة... صدقت عندما علمت بخطة اختها، و حقيقتها فهي تعيش حياتها على اذيتها على الرغم من انها لم تفعل معها سئ... حاولت ان تنام و تهرب من تلك الافكار التي تحيط عقلها...
وصل ارغد الى الشركة و دلف الى مكتب مالك مباشرةً عقد مالك حاجبيه بدهشة عندما رآه فـهذا ليس من عادته دائمًا عندما يحتاجه يطلبه لياتي اليه فهو عندما يعمل يظل منكب على عمله لم ينهض سوي عندما ينتهي منه.. لكنه علم على الفور انه جاء اليه ليخبره بخصوص زواجه من اسيا... وقف مالك يصافح اياه بينما جلس ارغد على الكرسي الذي كان امام المكتب... اردف قائلا له بهدوء، و تعقل
:- شوف يا مالك انا بحبك زي اخويا، و يمكن لو ليا اخ عمره ما هيبقي زيك... لكن انك تبقي عاوز تساعد اختي والله دي حاجة تُحترم و كل حاجة بس مش من ورايا ملهاش حد يساعدها، و لا ايه... انا اقدر اجيب حقها من اي حد انشالله لو كان مين..
كان يتحدث بغضب، و ضيق..
علم مالك ان اسيا قد اخبرته بما فعلت سيلان معها اوما له براسه، و اخيرا خَرج صوته ليدافع عن ذاته، و يشرح له الامر قائلًا له بجدية تامة
:- مش كدة خالص انتَ فاهم غلط انا اكيد مش هخاف من واحدة زي سيلان مع احترامي لـ انها بنت عمك.. بس انا لما طلبت اتجوزها مكنش عن كدا خالص.. دة عشان حب حاولت انساه، و ادفنه لكن مقدرتش...انا بحب اختك بس والله عمرى ما اتكلمت معاها في الموضوع دة غير مرة واحدة ،و كان تصرف طايش متخلف ،و ندمت اصلا..
كان ارغد يعلم بحبه لشقيقته منذ دهر.. لكنه اردف يسال اياه بنبرة مغزية
:- انتَ مش قولتلها خلاص و ان الموضوع انتهى؛ عشان قالتلك انها بتحب حد تاني بعيدًا عن هو مين ،و انها سابته، و انها حانت صغيرة لسة مش فاهمة بس انتَ مفهمتش كل دة ،مفهمتش غير حاجة واحدة انك تبعد عنها، و تعاقبها.... لكن تتفهمها ،و تتفهم ان تفكيرها لسة مش ناضج كفاية.... لا ازاي انتَ تعاقبها ،و بس..
كان يتحدث بغضب ،و غيظ
_ المرة الجاية هبقي اقف اصقف لها، او اقولك هروح اقولها تؤتؤ يا حبيبتي كدة غلط متكرريهوش تاني
كان هذا رده عليه...فهو شعر بالغضب لحديث ارغد الذي كات يدافع عن شقيقته على الرغم من انها غلطانة نظر له مالك بغضب، و ضيق و قد برزت عروقه فكلما تذكر هذا الموقغ يتذكر كل شي . كيف عبرت له عن حبها بشخص اخر..؟! يتمنى ان يمحيه من ذاكرته الى الابد..
رد عليه ارغد بتهكم، و هي يرى سخريته الواضحة في نبرته
:- لا مش كدة بس تنصحها تبعد عنه ...مش تزعل ليتابع حديثه بجدية ،و صرامة و هو يلوم اياه على تهوره
:- و بعدين ازاي تروح تقوله انك بتحبها هي دي الامانة..
اخفض مالك بصره ارضا ،و هو يشعر بالندم يعلم انه تهور بفعلته تلك...لكنه فعلها لا اراديا لا يعلم اين كان تفكيره، و عقله.... حينها رد عليه باسف ،و ندم حقيقي
:- انا اسف يا ارغد، حقيقي عارف اني غلطت هنا بس كان تهور، و تخلف مني...لحظة غضب، و ضعف..
اومأ له ارغد بتفهم، و اردف قائلًا له بنبرة صارمة و هو يستعد للنهوض ليتجه نحو مكتبه
:- على العموم انا عرفت اللي فيها...فانت مش مضطر تعمل كدة... انا هقف جنب اختي، و فهمتها كويس ،و هي رفضت..
هب مالك واقفًا يقترب منه مسرعًا قائلا له بعصبية و قد فاض به الامر
:- انت فاكر هتجوزها؛ عشان الهبل اللي بتغنيله سيلان لا طبعا ...قولتلك انتَ عارف انا طلبت اتجوزها ليه يمكن الوقت اللي طلبت فيه مش مناسب... بس انت فاهم كويس انا اقصد ايه ..
ابتسم ارغد ابتسامة جانبية فهو بالفعل يفهم ما يدور بداخل مالك، فهو يعرفه منذ دهر اومأ له براسه دون ان يتحدث... غمغم مالك قائلا له بهدوء و هو يخشى ردة فعله
:- ارغد ممكن تسيبني اتكلم معاها انا بعد إذنك..
رفع ارغد حاجبيه الى اعلى يرمقه بنظرات بها غيظ جاهد ان يكبته ،و لا ينفجر به ...اقترب بخطواته نحو الباب ،و قبل ان يخرج همهم يجيب اياه بالموافقة و اغلق الباب خلفه..
لوهلة كذَّب مالك اذنيه ...لكنه شعر بفرحة لن توصف يقسم انها مهما فعلت سيظل يعشقها ،تمنى ان يجمعه الله بها فهو يعشقها منذ دهر ...
كانت مرام جالسة في غرفتها....تتحدث بصوت منخفض مع ماجد، تقص له ما حدث،و ما فعلته هي بمخططاتها سرعان ما اغلقت معه حتى لا يسمعها احد..جلست تغنى بانتصار ،و فرحة، و ابتسامتها تعلو وجهها لكنها سرعان ما اختفت تلك الابتسامة و حل محلها القلق، و التوتر ما ان رات تلك الرسالة التي اُرسلت لها الان على هاتفها... فكانت تحتوي على صور خاصة لها هي ،و ماجد في اوضاع غير لائقة،و يوجد اسفل تلك الصور عبارة تحتوى على التهديد
"هفضحكوا قدام عيلتكوا كلها نفر نفر انا عقابكوا انتوا الاتنين" سقط الهاتف من يديها على الفراش الجالسة عليه، و هي بالصدمة، و الخوف.... لم تصدق ان من الممكن ان يكون احد علم بتلك العلاقة ...فهي تاخذ حذرها بشدة لكنها الان انكشفت لا تعلم رد الجميع عندما يعلموا ...ماذا سيفعلوا بها..؟! لا تعلم بالطبع التقت هاتفها الساقط امامها فوق الفرلش بيدين مرتعشتين، و هي تشعر بتوتر سوف يتسبب لتوقف قلبها ،و قامت باعادة الاتصال بماجد ،و هي تتمنى الا يكون قد اغلق هاتفه؛ كي لا يصل احد اليه.... لكن هيهات فما نتمناه في بعض الاحيان لم ،و لن يحدث لم يكن سوى امنيات معلقة خاصة عندما نكون اشخاص سيئين نؤذي بعض الناس... فلماذا ستتحقق امنياتنا و هي مبنية على اذية غيرنا ...؟! زفرت باحباط ،و ضيق عندما وجدت هاتفه مغلق... تشعر انها سوق تفقد عقلها من شدة التوتر ،و التفكير ...حاولت ان تهدأ نفسها الا انها للاسف فشلت كيف لها ان تهدأ هي بيد شخص لا تعرفه يهددها دون رحمة...
ايعقل ان تتحدث هي عن الرحمة ماذا تعلم عنها هي..؟! فهي شخص قد انتشل الرحمة من قلبها....كيف ان تطلبها..؟! بالطبع لم تجدها ابدا فالرب يمهل و لا يهمل اعطاها العديد من الفرص؛كي تتراجع لكنها لم تتراجع فقد حان الان وقت عقابها على افعالها التي تفعلها مع اختها التي لم تقدم لها سوى كل حب دائمًا كانت تتمنى لها الخير في حياتها هي قابلت كل هذا بالسوء يجب الا ننسى ان لكن فعل نفعله رد فعل...كان ما يشغل فكرها هو رد فعل الجميع تخشى ان يحرموها من حقها هءا كتن ما يُـخُـيفها
بعد مرور يومين اتصل ارغد على مالك، و اخبره انه سيجعله يجلس مع اسبا اليوم ثم توجه نحو اشرقت التي كانت قد انتهت من ارتداء ملابسها نظرت له باقتضاب، و ضيق و هي غير راضية على ذهابه معها هي، و اسيا الى الطبيب الذي تتابع معه حملها.. كانت تقف تشعر بالقلق، و التوتر وضعت يدها تمررها فوق بطنها بحنان تتحسس اياها، و هي تشعر بفرحة شديدة ان طفلها الان ينمو، و يكبر بداخلها.... وجدت من يضع يده على خصرها يقترب منها يقبل اياها في عنقها برفق، و حب اتسعت ابتسامتها لا اراديًا.... كانت ابتسامتها... ابتسامة صادقة نابعة من صميم قلبها لكنها سرعان ما اخفتها؛ كى لا يراها هو... حاولت الابتعاد عنه حتى تركها هو... قبل ان تردف قائلة له بتذمر، و هي ترفع سبابتها بوجهه
:- لو سمحت متكررش اللي بتعمله دة... قولتلك خلاص يبقي تحترم رغبتي....
اوما له براسه، و هو يطالعها بابتسامة هادئة قبل ان ياخذها، و يذهب لكنه وقف مرة اخرى قائلا لها بنبرة جادة، تحذيرية
:- هتطلعي دلوقتي زعلانة، و تاخدى اسيا.. و تمشوا و انا هطلع بعديكم...
اومأت له برأسها الى الامام و هي تشعر بالخوف اخبرته عدة مرات انها ستذهب بصحبة اسيا؛ كي لا تجعل احد يعلم شي...لكنه عنيد بشدة لم يستمع لها تلك المرة..
بالفعل ذهبت مع اسيا الى اسفل... لكن استوقفها صوت شريف والدها، و هو يغمغم باسمها التفتت نحوه... وجدته يجلس مع عابد اردفت مجيبة اياه، و هي تحاول ان تخفي توترها؛ كي لا يشك بها... فهي قررت ان تخفي خبر حملها عن الحميع
:- نعم في حاجة..؟!
نهض شريف من مجلسه، و هو يقترب بخطواته تجاهها اردف يسال اياها بهدوء
:- رايحة فين كدة..؟!
اذدردرت ريقها بتوتر، و لجلجة...و هي لا تعلم ماذا تحيبه
:- ا.. انا..
لكن خرج صوت اسيا تجيب اياه بدلا منها قائلة لو بثبات، و ثقة
:- احنا رايحين نشتري كم حاجة يا عمي، و اخدت اشرقت معايا و هي مستأذنة من ارغد جوزها في حاجة..؟! كانت تتحدث بجدية، و صرامة..
اوما لها شريف بتفهم، و لكن قبل ان يتحدث كانت اسيا سحبت اشرقت خلفها، و ساروا متحهين نحو الخارج.. ركبوا السيارة التي اخبرهم ارغد انها ستنتظرهم، و بالفعل وقفت السيارة ، و ركب ارغد بداخلها معهم ما ان وصلوا الي مكان ما يقطن الطبيب حتى اخبر ارغد اسيا ان تذهب الى هذه الكافتريا الذي يقطن بها مالك، و عندما ينتهوا سوف يذهب لها لياخذها كانت ستعترض عندما علمت ان مالك يقطن بها.. لكنه اردف قائلا لها بنبرة متفهمة، هادئة، تملَأها الحنان
:- روحي يا اسيا، متخافيش روحي، و اسمعي الكلام...
اومات له اسيا، و سارت نحو تلك الكافيتريا كما اشار لها و هي تشعر بالخوف، و القلق اخبر ارغد بعض الحراس ان ينتبهوا عليها ثم صعد مع اشرقت الى الطبيب.. الذي ادخلهم سريعًا عندما علم بوحودهم...
بعد ان انتهى الطبيب من فحصها، و اطلاعه على التحاليل الذي طلبها منها اردف قائلًا لهم بهدوء، و اسف... و هو لا يعلم كيف يخبرهم يهشى رد فعل ارغد بشدة
:- انا اسف والله على اللي هقوله.. مكنتش اتمنى اني اقوله بس التحاليل اللي قدامي بتقول ان الحمل غلط على صحة مدام اشرقت، و لو اكتمل ممكن يحصلها هي حاجة اثناء الولادة دة لو اكتمل... و دة بسبب صغوطات نفسية، و ضعف جسدى عندها، و لازم ينزل و كل ما نسرع يبقي افضل..
_ اعمل اي حاجة المهم صحة اشرقت مش مهم الطفل..
كان هذا ما صدح به ارغد، و هو يشعر بالخوف، و التوتر عليها، و على صحتها غير مستعد على ان يخسرها ابدًا فـهي تعتبر كل حياته لم يهمه شي سواها... هي اهم بالطبع من ذلك الطفل الذي لم يروه حتى الان، كان على يقين ان الله سيعوضهم بطفل اخر بالطبع على الرغم من هذا... الا ان ملامحه كانت حزينة بشدة، فهو بنى العديد من الاحلام لحياته هو، و هي، وطفلهم... تنهد مقررا ان يهدأ؛ كي يجعل اشرقت تهدأ هي الاخرى فكان وجهها شاحب بشدة ما ان استمعت الى كلمات الطبيب شعرت كإن احد جلب خنجر، و وضعه بقلبها لا تصدق ما يحدث امامها الان وضعت كلتا يديها على بطنها بحماية ....