ظلمات قلبه
البارت السابع والعشرون 27
بقلم هدير دودو
دلفت اسيا الى غرفة اشرقت لكنها تصنمت في موضعها ما ان فتحت الباب الخاص بالغرفة.. عقدت حاجبيها بدهشة، و عدم فهم و هي تشعر ان شئٍ ما قد
حدث... خاصةً عندما وقع بصرها على اشرقت التي كانت جالسة في الارض تبكي، و تنتحب بقوة، و هي تضم كلا ساقيها نحو صدرها...اتجهت نحوها على الفور تجلس بجانبها و هي تسالها بصوت قَـلِـق، و قد تأكدت ان بالفعل قد حدث شي ما لم تعلمه هي
:- في ايه يا اشرقت اهدى يا حبيبتي، و فهميني مالك ..مين اللي كلمك و انا هروح انخانق معاه..؟!
همست اشرقت تجيب بخوف، و نبرة ضعيفة واهنة من كثرة البكاء
:- ه.. هاتب موبايلك يا اسيا..
مدَّت يدها التي كانت ترتعش بخوف الى الامام..
عقدت اسيا كلتا حاحبيها بدهشة، و استغراب من مطلبها هذا.... و قد ضمَّت كلتا شفتيها الى الامام و تمتمت تسألها بعدم فهم
:- عاوزة موبايلي في ايه هو حصل حاجة يعني يا اشرقت..؟!
تمتمت هي بنفس ذات النبرة، و هي تشعر بنفاذ الصبر بالفعل لم تستطع ان تتحمل ان يحدث شي لطفلها
:- هاتي الموبايل بسرعة بس.
اومأت لها اسيا برأسها الى الامام، و بالفعل فتحت حقيبتها التي كانت ترتديها على خصرها لتخرج هاتفها... و بدأت تبحث بداخلها على الهاتف لكنها زفرت باحباط، و ضيق عندما لم تجد الهاتف ...و اردفت قائلة لـ اشرقت التي كانت تطالعها باعين تلتمع بالامل... امل اختفي، و تبخر عندما علمت انها لم تجده
:- للاسف يا اشرقت مش لقياه .. ممكن اكون نسيته في عربية مالك؛ لاني مروحتش اوضتي لما رجعت
اردفت اشرقت تُـخبر اياها بنبرة يتملكها الحزن،و هي تشعر بدقات قلبها تدق بعنف.... قلبها سيتركها، و يهرب من جسدها
:- مرام اللي اخدته قابلتيها و انتِ جاية صح..؟!
حركت اسيا راسها يمينًا، و يسارا بنفي... و هي تشعر بعدم الفهم لا تعلم لماذا تتفوه اشرقت بهذا الحديث الان؛ لذلك تمتمت تُجيب اياها بنفي
:- لا، مش مرام اللي قابلتني..... ممكن تهدِي، و تفهميني في ايه عشان اعرف اتصرف؛ لاني كدة والله ما فاهمة حاجة عاملة زي الحمارة..
تنفست اشرقت عدة مرات متتالية بصوت مسموع، و هي تحاول ان تهدأ من ثورة خوفها تلك... و اردفت تقص عليها ما حدث معها...كانت تتحدث، و هي تبكي بغزارة تريد ان ارغد يكون بحانبها... فهي الان في اشد احتياجها له... تحتاج الى امانها سندها، و حمايتها.. هو يعتبر كل شئ لها في تلك الحياة..... اعتادت على وجوده، و احتياجها له... هي تعتمد عليه في كل ما تحتاج، و كل ما يحدث لها..
غرزت اسيا اسنانها في شفتها، و هي تفكر في كل كلمة تفوهتها اشرقت لتعلم على الفور ان سيلان قد اشتركت مع مرام، و ماجد في تلك الخطة الخبيثة؛ لذلك اردفت سريعًا قائلة لها بتوجس و هي تمرر ابهامها بسبابتها مصدرة صوت عالي
:- كدة سيلان اتفقت معاهم....اشرقت احنا مش لازم نسكت؛ لانهم اكيد مش هيسكتوا، و كدة بيدبروا لحاجة،و كمان عارفين انك لسة حامل منزلتيش الطفل بس هما عرفوا ازاي..؟!
صمتت اشرقت، و بالفعل لا تعلم ماذا تجيبها؛ لانها لا تعلم بالفعل اردفت قائلة لها بقلقِ..... و هي تبتلع ريقها الجاف بصعوبة، و بطءٍ
:- انا عاوزة اتصل بارغد لازم اقوله..
اومأت لها اسيا بتأييد تؤيد فكرتها بالطبع فهما لا يستيطعوا ان يخفوا شئ مثل هذا عن ارغد... اكملت حديثها قائلة لها بهدوء... بعد ما فكرت لبضع الدقائق
:- اصبري هنزل اشوف تليفون بابا، و اتصلك بيه..
اومأت اشرقت، و هي تشعر ان قلبها سيتوقف من شدة الخوف....تلعن ذاتها بقوة كيف سمحت لمرام ان تأخذ الهاتف، و كيف لم تنتبه لشئٍ مثل هذا..؟! لا تعلم اين كان عقلها حينها..؟! لكنها بالفعل لم تنتبه عليها ابدًا كما انها كانت غير واعية... بالفعل هي كان كل ما يشغل تركيزها في هذا الوقت هو كيف علمت انها مازالت حامل و لم تجهض طفلها..؟! تشعر كأن الدنيا قد توقفت عند هذا الشئ؛ لذلك لم تشعر بشئ اخر..
خرجت اسيا من الغرفة مهرولة سريعًا الى غرفة والدها.. وجدته نائم ظلت تبحث عن هاتفه لكنها لم تجده ابدًا علمت على الفور انهم اخذوه... تنهدت بضيق، و احباط و هي لا تعلم ماذا تفعل..؟! صعدت مرة اخرى الى غرفة اشرقت التي كانت تسير في الغرفة ذهابًا، و ايابًا و القلق ينهش قلبها بأكمله... تُخبر اشرقت بنتيجة ما خططوه ما ان استمعت اشرقت الى حديثها و بدأ بكاءها يزداد، تبكي بخيبة امل، و وهن، و ضعف..
في الصباح
استيقظت اشرقت، و هي تشعر بأنين، و تعب منبعث من موضع قلبها.... استمعت الى صوت دق خفيض فوق الباب... لم تنكر ازدياد خوفها حيثٌ انها تشعر انها استمعت الى صوت دقات قلبها...وضعت يديها على موضع قلبها، و بدأت تتنهد بصوت مسموع، و هي تجاهد تخفي توترها، و تعطي لذاتها طاقة، و ثقة ..بالفعل توجهت نحو الباب لتفتحه... لكنها تصنمت مكانها عندما رأت ماجد هو الذي يقف امامها كان يطالع اياها بنظرات جريئة تمتلى بالوقاحة يتفحص اياها من اعلاها الى ادناها ...لم تعلم ماذا تفعل..؟! تشعر ان عقلها قد توقف حاولت ان تجعله يعمل بدلًا من وقوفها امامه الان كالصنم... لم يسعفها عقلها سوي على ان تغلق الباب بقوة في وجهه و قد تحول ملامح وجهها الى الضيق،و الغضب كانت متوقعة ان يأتي تنهدت عدة مرات مقررة ...ان تواجههم جميعًا باقصي ما لديها من قوة...ضحك ماجد بصوت مسموع؛ كي تستمع له، و يصل الى مسامعها اردف قائلا لها بخبث، و صوت عالٍ وصل اليها، و استمعت اليه جيدًا
:- اتفرجي، و اتسلي يا ست اشرقت.. عشان شكل الفيلم بتاع المرة اللي فاتت متستمعيش بيه كويس صحيتي كتتِ عالسرير عادى مش حاسة بحاجة...لكن المرة دي باكدلك انك هتستمتعي، هتشوفي كل حاجة صوت، و صورة..
شعرت ان خوفها قد تضاعف بالفعل ما ان استمعت الى حديثه الذي لا يدل على الخير ابدُا... وضعت كلتا يديها على اذنيها بضيق ،و هي لا تود ان تستمع الى حديثه هذا الذي لا يعمل سوى على اثارة حنقها، و خوفها...بدأت تطمئن قلبها، و تحاول ان تهدئه من نوبة القلق، و هي تتمتم قائلة لنفسها بصوت متقطع
:- ل..لا ا...اكيد ...ارغد هيجي.. ه..هو قالي انه بيحس بيا اكملت بصوت متحشرج و هي لا تستطع ان تمنع نوبة بكاءها اكثر من ذلك
:- انا دلوقتي محتاجاه جنبي انا، و لا حاجه من غيره..
_مَنْ قَالَ أَنَّنَا نَسْتَطِيع أَنْ نَعْتَمِدَ عَلَّى اَنْفُسِنَا قَدْ
اَخْطَأ، فَالانْثَي ضَعِيفَة، رَقِيقَة، مَهْمَا تَمَرَدَت، وَ اِدَّعَت الْقِوَّةَ... سَتَعُود فِي الَّنهَايَةٍ الَى رِقَتِهٕا، و ضِعْفَهَا، لَكِنَّهَا عِنْدَّمَا تَغْضَبُ كَافيَِة أَنْ تُدَمِّرَ عَالَم بِـ اَكْمَلِه؛ لِذَلِك لَا تَسْتَاهَنُوا بِقِوَّتِهَا_
اتحه ماجد نحو غرفة سيلان التي ما ان رأته حتى هبت واقفة تطالعه بغضب قائلة له بضيق، و لوم
:- بقا كدة يا ماجد بتخطط، و تعمل من ورايا... انتَ، و ست مرام دة انا اختك اولى من اي حد... فين ماجد اللي كان بيحكيلي كل حاجة بتحصل، و بيعملها
تابعت حديثها بفخر، و ثقة... و هي تشير بسبابتها نحو ذاتها بأعين تلتمع بالغرور
_ في الاخر انا اللي ساعدتك.... متنساش كدة لولايا كان زمان سي ارغد هو، و ست اشرقت بيخدعوك، و هُما عايشين مع بعض زي الفل..
طاطأ ماجد رأسه ارضًا، و هو ينظر لها بتاكيد يؤكد حديثها فبالفعل هي على حق
:- معلش يا سيلان اسف... بس الغبية اللي اسمها مرام كانت مفهماني انها مسيطرة علةطى كل حاجة، و طلعت غبية دة غير الشخص اللي بيهددنا دة، حقيقي مضغوط من كل ناحية..
عقدت سيلان حاجبيها بدهشة، و هي تردف تسأل اياه بعدم فهم، و اهتمام
:- يعني ايه.. مين دة اللي بيهددك..؟!
تنهد ماحد بضيق، و بدأ يقص عليها بعض الاشياء التي ثت معه... علاقته بمرام، و تلك التهديدات، و الصور التي اصبحت تلازمه... شهقت سيلان بغضب و دهشة ما انتهى من حديثه... خفضت يدها سريعًا و هي تردف قائلة له بعصبية، و صوت عالي نسبيًا... و بدأت توبخه بقوة توضح له عن مدى غضبها منه الان
:- انتَ اتجننت يا ماجد صح... لو اتجننت قول.. ازاي تتنيل كدة مع الزفتة اللي اسمها مرام لازم قرف لازم
وضعت يدها على صدعيها بغضب جمٍ كان واضح في نظراتها..
وضع ماجد ساق فوق ساقه الاخر... قائلًا لها بلا مبالاه
:- ايه يا سيلان محصلش حاجة... بنتسلى شوية و هي موافقة معنرضتش انتِ اللي هتعترضي يعني..
كان يتحدث باستنكار، و هو يرى ان غضبها هذا ليس له داعي..
اقتربت منه بغضب واضح... واضعة يديها فوق كتفه تنهر اياه بغضب، و ضيق
:- هعترض على ايه... انا بتكلم ان دلوقتي بتتهددوا بسبب القرف دة انتَ عارف لو حد عرف العلاقة اللي ما بينكوا هيعملوا ايه عارف، و لا لا..؟!
اومأ لها ماجد برأسه الى الامام، و هو يتمتم بصوت منخفض، غاضب...و قد اكفهرَّ ملامح وجهه
:- ايوة عارف.. بس دة مش وقته دلوقتي المهم اللي هنعمله احنا..
قطع حديتهم دخول مرام الى الغرفة... التي اتجهت نحو ماجد مباشرةً عندما رأته قائلة له بلوم، و نبرة مغزية
:- بقا كدة يا ماجد تيجي، و مش تقولي..
اردفت سيلان ترد هي عليها بدلًا من ماجد، و هي تبعدها عنه بيديها لتقف في المنتصف تفصل بينهما
:- اهدي يا ست مرام، و ركزوا معايا دلوقتي انزل يا ماجد هتلاقيهم شوية، و كله هيتحمع يلا قوم، مش هضيع فرصة؛ لانهم بيستغلوا كل حاجة..
كانت تتحدث بشرود، و شرر يتطاير من عينيها.
اخفي ماجد ضخكته على حديث، و افعال شقيقته مع مرام
ثم نهض، و خرج بالفعل.. امَّا مرام فشعرت بغيظ شديد...ودت ان تنقض على سيلان، و تقبض على خصلات شعرها بقوة، و غل،لكنها سرعان ما نفضت تلك الفكرة من عقلها، و خرجت هي الاخرى تاركة اياها تبتسم بانتصار..
اسفل كان الجميع قد اجتعوا بناءًا على طلب سيلان.. عقدت فايزة ما بين حاجبيها بدهشة، و ضيق... و هي تردف قائلة لمرام بصوت منخفض تسأل اياها مودة ان تفهم ما يحدث، و هي تشعر بالملل بسبب جلوسها الان دون هدف
:- هو في ايه..و ايه سبب التجمع العجيب دة..؟!
اعتلت الابتسامة ثغر مرام... فقد كانت تبتسم بخبث، و سعادة حقيقية منبعثة من صميم قلبها بالفعل.. و هي تشعر انها ستشفي غليلها من اشرقت التي دائمًا تراها افضل منها.. غيرة، و حقد دون ايةِ هدف قلبها مُمتلئ بالحقد تجاه تلك البريئة... اردفت تُجيب والدتها بثقة، و فخر
:- اصبري يا ماما ادينا بنتفرج.. اهه الفرجة ببلاش.
اردف عابد يسأل ماجد بنبرة صارمة، جادة و هو مازال حتى الان لم يستطع يفهم لماذا اصَّروا على ان يجتمعوا حميعًا الان
:- في ايه يا ماجد انتَ، و سيلان ايه سبب التجمع دة..؟! كانت ملامح وجهه عابسة... فهذا اهدار للوقت دون هدف.
اردفت سيلان ترد هي عليه.. قائلة له بابتسامة واسعة لم تخلو من الخبث..فكيف ان تبتسم بصفوا و ابتسامتها تُبنى على حقدها لشخصٍ اخر
:- هي فين اشرقت يا عمي، قولنا عاوزين الكل عشان اللي ماجد هيقوله مش هينفع يتقال غير لما الكل يجي.
وجه عابد بصره نحو ابنته الجالسة على المقعد الذي كان امامه... قائلا لها بصرامة بعدما تنهد تنهيدة حارة.. يخرح فيها ما يشعره من ضيق، و ملل.. فهم يجلسون... و حتَّى الان لم يحدث شيء على الرغم من انهم اخبروهم ان يوجد شي هام... و حتَّى الان يثرثروا بلا هدف
:- روحي يا اسيا اندهي اشرقت و قوليلها تنزل اما نشوف..
كانت اسيا جالسة شاردة لم تنتبه على ما قاله والدها عقلها لستُ معها ... من الواضح من هيئتها ان بها شي ما من يراها يعلم على الفور انها لست بحالتها
الطبيعية، المرحة فقد كانت جالسة تفرك في يديها بتوتر وجهها يرتسم عليه علامات القلق، و التوتر هتف عابد باسمها مرة اخرى بنبرة اعلى لتستمع له... بالفعل نجح في جذب انتباهها له، اردفت تسأله و هي تبتلع ريقها الجاف بتوتر..فهي قد علمت انهم سينفذون ما ينووا عليه الان
:- ا.. ايه يا بابا حضرتك قولت ايه سورى مكنتش مركزة.. تحدثت و هي تجبر شفتيها على الابتسام رغمًا عنهما..
غمغمت سيلان ترد هي عليها بتهكم، و سخرية واضحة
:- بيقولك اطلعي اندهي سمو الاميرة اشرقت اللي عاملة نفسها مش عايشة معانا في البيت.. انهت حديثها، و قامت بلوى فمها بسخرية، و استهزاء...
اومأت اسيا برأسها الى الامام، و نهضت من مجلسها متجهة نحو غرفة اشرقت... و هي تصعد الدرج ببطء، و دلفت الغرفة ما ان وصلت... اردفت قائلة لـ اشرقت بتوجس، و خوف
:- اشرقت بابا بيقولك انزلي عشان قالوت انك لازم تنزلي عشان ست سيلان، و ماجد هيقولوا حاجة مهمة
اردفت حملتها الاخيرة بتهكم، و غضب واضح..
تنفست اشرقت عدة مرات متتالية بصوت مسموع. قبل ان تردف قائلة له بتلعثم، و صوت متقطع.. و هي تغرز اسنانها في شفتها، و تضغك عليها بقوة
:- ح.. حاضر هنزل متعرفيش هيعملوا ايه..؟!
كانت تسألها، و الخوف ينهش قلبها بأكمله... تحتاج لارغد بحانبها، و بقوةددظ تتمنى ان تغمض عينيها، و تفتحهما تجد ارغد بجانبها فهو مصدر قوتها الذي تستند عليه تستمد منه القوة، و الامان لتقف و تواجه الجميع دون ذرة خوف...
_وِجُودِي دَاخِل حُضْنَك هُوَ الَّذِي يُعْطِينِي الْقِوَّة، و الْامَان فَانْتَ مَصْدر قِوَّتِي.. الْقِوَّة اَسْتَمِدَّهَا مِنَّك انْتََ_
حرَّكت اسيا راسها يمينًا، و يسارًا بالنفي... قائلة لها بتوجس يحتل ملامحها، و نبرة صوتها
:- لا مش عارفة، لسة مقالوش حاجة..
سارت معها بخطوات بطيئةٍ، متعثرةٍ حتَّى نزلوا سويًا الى اسفل... ابتسمت سيلان بخبث، و غرور... و هي تشعر بتراقص قلبها بداخلها.
نهض ماجد من مجلسِه... ما ان رآها، و اردف قائلا لهم بخبث... و قد حان الان وقت ما يقوله
:- اهي شرفت الهانم بصوا يا جماعة انا جاي اقولكم الحقيقة بتاعت الملاك اللي اسمها اشرقت..
اذدردرت اشرقت ريقها... و عادت خطوة الى الخلف حتى اصبحت تقف خلف اسيا التي قد كانت واقفة بجانبها..
عقد عابد حاجبيه قائلا له بعدم فهم يسأل اياه
:- تقصد ايه يا ماجد..؟!
وضع ماجد يده في جيب سترته يُخرج هاتفه، و عبث فيه لعدة ثوانٍ ما يُقارب الدقيقة... حتى وصل لغرضه، و قام باللف على واحد واحد من الجالسين فقد كانوا يشاهدون صور لـه هو و اشرقت. اردف ماجد بعدما انتهى من مشاهدة الحميع للصور
:- انا، و اشرقت في بينا علاقة... عشان كدة كنت هتجوزها، و هي استمرت معايا بعد جوازها من ارغد كمان... و اهي دلوقتي حامل مني انا..
شهقت اشرقت اول واحدة منهم جميعًا... و هي غير مصدقة ما يقوله، اردفت قائلة له بعدم تصديق و هي تحرك راسها عدة مرات بالنفي، و عدم تصديق
:- انتَ كداب ايه اللي بتقوله دة..
اقترب ماجد منها، و هو يقبض على زراعها ساحبًا اياها الى الامام... لتقف في المنتصف امام الحميع و قد اردف قائلا لها بخبث يُكمل حديثه
:- ايه يا حبيبتي لامتة هنفضل نكدب، و نخبي و ابننا نكتبه باسم ارغد مش هينفع يا حبيبتي..
جحظت عيني اشرقت تشعر ان صوتها قد انحسر امتنع من الصعود من جوفها... اردفت آسيا بدلًا عنها نقول له بقوة، و غضب تدافع عنها... و هي تبعد يده من فوق زراعها
:- ابعد ايدك عنها، و ملكش دعوة بيها اشرقت احسن منك، و من مليون واحدة زيك يا قذر..
تمتمت مرام قائلة لاشرقت بخبث، و هي تدَّعي الصدمة، و عدم التصديق
:- ايه دة يا اشرقت انتِ تعملي كدة... دة انا بقول عليكي محترمة يطلع منك كل دة.
ضحكت فايزة بسخرية، و اردفت قائلة لشريف بخبث، فقد كان يقف متسمرًا في مكانه لا يعلم ماذا يفعل
:- شايف ادي بنتك طول عمرى عارفة انها و**** و اخلاقها زبالة، و تلاقيها عملت حوار اغتصابها عشان تدارى بيه عن حقارتها، و قذارتها..
كان عابد يقف يشعر بالصدمةِ، و الحيرةِ معًا... لا يعلم ما يحدث اذا كان صحيحًا ام لا...لا يدرى ماذا يفعل يشعر انه في حيرة شديدة..؟!
اغمضت اشرقت عينيها بقوة... و هي غير مصدقة ما يقوله الجميع...تستمع الى اهانتها باذنيها، و لم تستطع ان تتحدث.. ماذا ستردف كي تدافع عن ذاتها..؟! هي البريئة... و تقف امامهم كالمتهمة المذنبة.. لم تخطأ لكنهم سيعاقبوها على جريمة لم تفعلها..
تشعر انها في حلم ضغطت على كلتا كفيها بقوة.. قبل ان تفتح عينيها.. عندما وجدت من يقبض على زراعها بقوة وجدته والدها، و هو يطالعها باشمئزاز، كره، و اختقار تكره نظراته لها تلك... نظراته التي دام يطالعها بيها طوال حياتها... تشعر انها تريد ان تقتل ذاتها لترتاح من تعب الحياة التي لم ينتهي. اصبح الوجع، و الظلم يلازموها طوال حياتها... لكنها بالطبع لن تفعل هذا الخطأ مرة اخرى بحياتها... يكفِي انها فعلته مرة سابقة، و حملت هذا الذنب التي تتمنى ان تمحيه من ذاكرتها، و حياتها..
_مِنْ السَّهْلِ اَنَّنَا نَفْعَل الْخَطَأَ، لَكِن مِنْ الْصَعْبِ اَنْ نُكَرِرَ هَذَا الْخَطَأ خَاصَةً بَعْدَمَا عَلِمْنَا عَوَاقِبَه_
رفع شريف يدبه الى اعلى ليضربها اغمضت اشرقت عينيها، و الدموع كانت تسيل على وجنتيها بغزارة تشعر ان الزمن ينعاد مرة اخرى ها هي حياتها القديمة تنعاد امامها مرة اخرى... ابوها يقف، و يضربها امام الجميع تشعر ان حياتها مع ارغد... لم تكن سزى حلم جميل هيأه لها عقلها لتهرب من الواقع الاليم الذي تعيشه.. ليس اكثر، قد حان و الان استيقاظ منه ...استيقظت لتعيش حياتها القديمة، و تكملها حياتها التي كرهتها بسبب افعال ابيها معها تلك، و بطش الجميع عليها فلو كانت صخرة قوية لكانت انهارت من قوة الدق فوقها، و بالفعل هم جميعًا يدقوا فوق طاقتها حتى نفذت،و تبخرت في الهواء نهائيًا..