ظلمات قلبه
البارت العشرون 20
بقلم هدير دودو
في الصباح اسْـتَـيقظت أشرقت من نومِها، لكنها اغمضت عيـنيـها مرة اخرى، كانت تتمنى ان ينقضي هذا اليوم على خير، فـَ هِيَ أَصْـبَـحت لا تُـحِب أن تسٰتيقظ، تمنت كثيرا ان تظل نائمة طوال عمرها، فـ لماذا سـ تستيقظ..؟! و هي حياتها اشبه بـ لوحةٍ كانت بيضاء، جميلة تحبها لكن فجاءة تحولت لوحة حياتها ذات اللون الابيض الى لوحة اخرى سوداء بـ أغمق درجات اللون الاسود، كرهتها... كرهت ايامها، ساعتها، دقائقها التي تمْضيها.. فهي ذات قلب ابيض كيف ستتعايش في حياتها السوداء، بدأت تفتح عينيها ببطء، ما ان فتحت عينيها حتى شهقت سريعًا بصدمة عندما وجدت ارغد يجلس امامها مسلطًا بصره نحوها، ينظر لها بعيون حادة، نظراته أرْعبتها بشدة، جعلت جسدها ينتفض كليًا ، ابتلعت ريقها الجاف بتوتر و، هي مازالت لا تعلم
ماذا سيفعل..؟! لكن قبل ان تتفوه بحرفٍ واحدٍ جاءها قوله الساخر بنبرته الجامدة، الحادة
:- والله الهانم نايمة، و بتحلم... و ولا على بالها اي حاجة صح..؟!
عضت اشرقت على شفتيها بتوتر، و هي تخشى النظر في عينيه.... لا تنكر انها خائفة منه، فـ هي لم تستطع ان تفهم ردود افعاله، ملامح وجهه دائمًا جامدة، باردة.. لم يستطع احد ان يفسرها ابدًا ، اغمضت هي كلتا عينيها بألم واضح ضاغطة عليهما بقوةِ، محاولة ان تسعف عقلها لترد عليه فهي تشعر ان عقلها قد وُقِّف عن التفكير، و لسانها قد وُقِّف عن الحركة؛ بسبب رؤيتها له... فتحت عينيها مرة اخرى، و هي تدعي ان يكون قد ذهب، او ان هي كانت تتوهم بـ وجوده..ٰ
-لَـيْـسَ كُل مَـا نَـتَـمَـنَـاه يَـحْـدُث، فَـ بَـعْـض الْأحْـلاَمِ مِـنْ الْـمُـمْـكنِ أَنْ تَـكُـونَ اَحْـلام مُـسْـتَـحِـيلَة، لَـم، و لَن تَـتَـحِقق-
وجدته مازال جالسًا مكانه مثبتًا بصره عليها بدقة...عيونه يملَـؤُها الغضب، نظراته لها تختلف عن كل مرة سابقة.. عَـلِـمَـت أنَّـه ٰيَـنْـتظر ردها حتَّى الان، ينتظر ردها على سؤال لم يوجد له اجابة من الاساس، لذلك اومأت برأسها الى الامام ببطءِ،قائلة لها بصوت مهزوز محاولة ان تستمد شجعاتها، و قوتها فهي لم تفعل شيئًا خاطئًا؛ لكى تخاف من الاصل
:- ا.. انا معملتش حاجة يا ارغد..عشان ابقي خايفة منها انا قولتلك ان اللي انت شوفته دة مش صح، و قولتلك افهمني، و اسمع اللي هقوله.. انتَ اللى رافض دى حاجة مش ذنبي انا بقا... ممكن تقعد، و تسمعني قالت جملتها الاخيرة بـ رجاء، و امل متمنية ان يجلس يعطي لها فرصة تشرح له ما حدث، تتمنى ان يَـفْـهمها و يَـحْـتواها كـ أي انسان طبيعي..
نَـهَـض من على طرف الفراش سريعٕا مُـتجهًا نحوها بسرعة بوجه مُكهفر عَابس ، ملامحه وحدها ترعبها، لا تعلم ماذا سيفعل بها..؟! أغمضت عينيها لا اراديًا وضعت كلتا كفيها امام وجهها برعب؛ خوفًـا من ان يضربها..هذا ما هَـيَّـأه لَـهَـا عَـقْـلُـها..
فِـعلتها تلك زادت من غضبه، شعر بالغضب يحتاج عقله، و جسده كل شئ به ينطق بغضب، لوهلة تمنى ان يضربها لكى يكون هذا رد فعلها، هَـمَـس امام وجهـها بهمس فحيح، نبرة مغزية، غاضبة، و هو يشعر بالنيران تتآكل في قلبه حتى اصبح شظايا قلب... الغيرة، و الكره يأكُل قلبه... امَّا عقله فهو متوقف.... كثرة التفكير ارهقت عقله سوف ينفجر... جميع خلايا عقله ستنفجر من التفكير، فهو لم يفعل شي سوى البحث، و التفكير تمنى ان يجد خيـطًا يكتشف منه انها بريئة
:- روحتيله هناك بمزاجك، و لا غصب عنك..؟!
كان يسألها بسخرية، بالطبع يعلم الاجابة، نبرته كانت نبرة ساخرة علمتها هي.. ابعدت اشرقت يديها من على وجهها، و فتحت عينيها ببطء قائلة له بارتباك محاولة ان تشرح له الامر بهدوء
:- ا.. اهدى بس براحة، و انا هقولك، و هفهمك كل حاجة، و كمان هجيبلك دل..
بتر هو جملتها تلك، قاطعًا اياها بصرامة، و يرتسم فوق محياه بسمة ساخرة، يزمجر بقوة قائلا لها بضيق، و هو يطالعها بنظرات محتقرة
:- اقولك انا روحتي هناك بمزاجك يا اشرقت.. طلبتي من الحراسة اللي مترصصين برة زي الخيال المآتة تروحي لوحدك، و قولتلهم ان انا موافق استغليتي اني في الاجتماع؛ عشان تبقي براحتك معاه.. ليتابع بكبرياء محروح، و هو مازال مسلطًا بصره نحوها
:- بس عارفة انا سايـبـك لغاية دلوقتى؛ عشان انتَ متهمنيش اصلًا يا اشرقت، و انا، و لا حبيتك، و لا عمرى هحبك... كنت بسلِي نفسي شوية انا واحد تعبان برضو لكن انتِ مش فرقالي في حاجة اصلًـا...
كان حديثه هذا يجرحها بقوة... فهو يتحدث غير عابئًـا بها و بمشاعرها.. كيف له ان يتحدث معها بهذا الحديث..؟! لماذا يهينها بتلك الطريقة..؟! حديثه قاسيًا و بشدة كالنسل الذي يـُقَّطِّع في قلبها... لا ليس يُقطعه فقط بل يدمره، يدمر قلبها بأكمله...يتحدث بقسوة جديدة عليه لم تعتاد هي عليها من قبل... بـِ لمح البصر كانت تقف فوق الفراش تنظر له بغضب، و تحدى هي الاخرى. قائلة له بصوت عالي اشبه بالصراخ، و التحدى فـ الى هنا، و كفي.... قد طفح بها الكيل لماذا ستظل صامتة..؟! تنجح و تكتم، و تصمت.... تكتم اوجاعها غير عابئة بقلبها..الذي يصرخ، و ينفحر... يسألها دائمًا، و يلزمها... لماذا تظل صامتة..؟! تُـحَمل قلبها دائمًا فوق طاقته، وضعت يديها فوق اذنيها بضيق، و ضعف
:- بس بقا... بس يا ارغد... طلقني، طلقني، و ابعد عني... انتَ من هنا، و رايح متهمنيش، و خلي بالك ان انا كنت هشرحلك كل حاحة، و افهمك... لكن خلاص انا اللي دلوقتي مبقتش عاوزة حاجة، و لا عاوزة فرصة لحياتنا طلقتي، و ريحني بقا... لتتابع بغضب اكبر، و هي غير واعية على ما تتفوهه، و ما نتائجه لكن يَـكْـفي ما عانته
:- ايوة انا كمان، مش بحبك يا ارغد.. مش بحب حد في الدنيا دى.. مش عاوزة حاجة... عاوز تفهم اني خونتك افهم براحتك، اللي يعجبك اعمله.. قالت حديثها بسرعة، و اندفاع مقررة ان تحمع شتات ذاتها، و كرامتها... التي لن تتنازل عنها ابدًا لاجل احد... مثلما كانت تفعل كانت تأتي على ذاتها؛ لاجل اسعاد من تحبهم.. لكن يكفي ما حدث قررت ان تواجه الجميع لن تعطي لـ احد فرصة ان يهينها مرة اخرى...
حديثها هذا، هي الاخرى ازداد من غضبه... اقترب منها بشدة جاذبًا اياها من زراعها الى اسفل، فهي كانت مازالت تقف فوق الفراش، حديثها جرح كرامته بشدة.. لم يهمها هي ما فعله حديثها، و اكملت قائلة له بقوة و شجاعة
:- اوعي ايدى، اللي انتَ ماسكها دى..
قالت جملتها، و هي بالفعل تَـنْـفض يدها بعصبية، و قوة من بين يديه جالسة على الفراش مرة اخرى..
ضيق ارغد كلتا عينيه، و هو ينظر لها بدهشة... قام بالقبض علي مقبض يده ضاربًـا الحائط الذي كان خلف الفراش بقوة، و غضب... لكنه سرعام ما تذكر حديثها الغاضب نسبةً له، و لها؛ لذلك اقترب منها مرة اخرى بغضب، و كل ما يسيطر عليه غيرته، و غضبه
:- ااه عاوزاني اطلقك؛ عشان اسيبك ليه، و تروحي ترجعي براحتك مع الكلب التاني... لكن لا يا اشرقت هسيبك محبوسة هنا زي البيت الواقف لا منك نفعة، و لا منفعة... و انا هشوف حياتي هعمل كل اللي يعجبني زيي زي اي راحد حر مش متجوز...
هتف ارغد بجملته، و خرج تاركًا الغرفة بغضب، و هو يجر خلفه... نوبة من الغضب الشديد اذا انتظر، سيفرغ تلك النوبة بها..وقفت أشرقت جامدة عكس ما بداخلها عكس كل مرة قررت الا تبكي، و تضعف كالعادة..
"فهي دائمًا كانت تبكي، و تبكي مستمرة بالبكاء حتى جفت دموعها... فقد كانت تظن دائما ان دموعها لم تجف تشعر ان طاقتها التي لم تنفذ، قد نفذت.. فهي قد وصلت الان الى حالة جديدة عليها لم تعيشها من قبل"
كانت مرام تستمع الى هذا الحديث، و يعلو شفتيها ابتسامة خبيثة، فَرِحَة... تشعر ان قلبها كان يتراقص بداخلها، تمنت لو انها تصرخ بفرح، و هي تشعر لأول مرة بنجاح خطتها... بعمرها لم تنجح خطتها بهذا الشكل تتمنى ان تشكر ماجد على ذكائه هذا... لم تشعر سوى بيد والدتها التي كانت قد جذبتها بعيدًا على الباب متجهة بها نحو غرفتها..
في الغرفة عند فايزة، كانت مرام جالسة امامها تفرك يديها معًا بتوتر... لا تعلم لماذا قامت فايزة بجذبها..؟! نظرت لها فايزة بخبث... قبل ان تسأل اياها مردفة بشك
:- كنت واقفة بتسمعي ايه..ايه اللي بيقولوه مخليكي فرحانة كدة يا مرام..؟! قالت اسمها بنبرة مغزية متشككة فـ هي تعلم ابنتها، و نواياها جيدًا تعلم ما زرعته بها منذ صغرها..
ابتسمت مرام ابتسامة مصطنعة.. قائلة لوالدتها بكذب
:- مفيش يا حبيبتي، زي ما انت عارفة اتخانقوا عادى، و انا كنت بسمع..
كانت تتمنى ان تخبرها بخطتها التي خططت لها... هي و ماجد لكن لـ الاسف قد حذَّرها ماجد من قبل.. الا تقل لأحد شي عن علاقتهما سويًا..
بالطبع لم تصدق فايزة حديث ابنتها هذا.. لكن لن يهمها شئ سوى ان تعلم اخبار اشرقت... لم تركز في حديث ابنتها و لماذا تكذب..؟!... فهي مهمتها الاساسية بالحياة هي تدمير حياة تلك المسكينة اشرقت؛ لذلك سألتها بفضول، و فرحة... و لم تستطع ان تُخفي ابتسامتها التي ارتسمت على وجهها...نتيجة فرحتها،شعرت بتراقص قلبها
:- اتخانقوا ليه، و ايه اللي حصل..؟!
اقتضبت ملامح مرام، مجيبة اياها بنبرة جامدة، و هي ترى اهتمام والدتها الزائد بأشرقت، و حياتها عن حياة ابنتها... تلك الطريقة تُـسَـبب لها ضيق، و حزن تزداد من كرهها الى اشرقت، التي كانت محل اهتمام للجميع
:- معرفش يا ماما، معرفش... قالت جملتها، و خرحت سريعًا تاركة اياها... تقف في الغرفة بمفردها، و قد ازداد شكَّها بها، و بطريقتها تلك... لتمتم بغبضب، و ضيق من افعال ابنتها
:- هو ايه اللي معرفش، و مشيت دى... ما تروح تتسحلب لها زي عادتها... تخليها تحكيلها انسانة هبلة لازم اقولها كل حاجة..
اتجهت اسيا نحو غرفة اشرقت، لتجدها جالسة على الفراش بـ وجه شاحب، مُرهق بِشدة.. نظرت لها اسيا باستغراب، و سألتها بدهشة.. و هي تشعر بالقلق عليها
:- في ايه يا اشرقت مالك، عاملة كدة ليه..؟!
نظرت اشرقت امامها في اللا شئ، بحمود لا تعلم ماذا تجيبها على سؤالها الطبيعي هذا..؟! حاولت ان ترسم ابتسامة كاذبة على وجهها الا انها للاسف فشلت... شعرت فجاءة ان عيونها خانتها، مشاعرها انفجرت الان لم تستطع ان تكبتها مثل كل مرة... لتنفجر باكية انطلقت اسيا نحوها سريعا، و هي تشعر بالقلق لتجذيها سريعًا داخل حضنها مربتة فوق ظهرها بحنان.. قائلة لها بتساؤل، و هي تشعر ان ما سمعته هو السبب في وصول حالة اشرقت الي هذا الشكل
:- اشرقت انتِ متخانقة انت، ِ و ارغد؛ بسبب ماجد صح
قالت سؤالها، و هي تشعر بالتوجس، و القلق البادى على جميع ملامح وجهها..
نظرت لها اشرقت بصدمة، و هي مازالت لا تفهم كيف
لـ اسيا ان تعلم هل ارغد هو من قص لها ام مَـنْ..؟!
لكنها اومأت لها برأسها الى الامام... قبل ان تهتف قائلة لها بتساؤل، و صوت متقطع
:- ا.. ايوة ب.. بس انت عرفتي ازاي يا اسيا..؟!
عبست ملامح اسيا سريعًا، و هتفت مجيبة اياها، و هي تشعر بالذعر فما توقعته حدث... هي قد استمعت الى حديث مرام مع ماجد.. قررت ان تقص عليها ما استمعت و لا تصمت اكثر من ذلك..فـ هذا هو التصرف الصحيح
:- ما هو بصراحة يا اشرقت، ماجد معملش كدة لوحده مرام هي كمان ساعدته.. انا سمعت مرام، و هي بتكلمه مرام، مش بتحبك يا اشرقت ركزي، و تعرفي مين بيحبك و مين لا... حاولي تبعدى عن عواطفك شوية.. لتتابع حديثها بتبرير، و لين عندما وجدت ملامح اشرقت التي اشتدت شحوبًا عن السابق
:- اشرقت انا.. انا بس قصدى يعني يا حبيبتي.. فكرى بعقلك، و انا هروح افـَهِّم ارغد، و متخافيش يا حبيبتي..
شعرت اشرقت لوهلة ان الدنيا تدور بها.. فكيف لـ مرام تفعل بها هكذا..؟! كيف لـ اختٍ ان تَـبِـيع اُختَـها..؟! ماذا فعلت لها هي لـ تلقى منها هذا..؟! بالطبع الاجابة كانت مَـعْـلومة.. هي لم تفعل لها شئ ابدًا، دائماً تعتبرها كل شي لها، تحبها، و تعاملها احسن معاملة.. تقص لها كل شي يحدث معها، فاقت من دوامة افكارها تلك و قبضت على قبضة اسيا التي كانت ستنهض مانعة اياها، قائلة لها بتصميم مُقررة ان تعتمد على ذاتها، فهي لن تثق بأحدٍ من بعد هذا
:- لا يا اسيا سيبي ارغد دلوقتي، ارغد فاكر اني خونته و موثقش فيا.. سيبيه عشان خاطري، متقوليلهوش حاجة اوعديني يا اسيا عشان خاطرى، و انا هقولك انا هعمل ايه..
لم تشعر اسيا بالاطمئنان من نبرتها تلك.. لا تعلم على ماذا تنوى، و لماذا لا تريدها تخبر ارغد بما سمعته..؟! لكن نبرتها تدل على انها ستفعل شئ ما، لذلك سالتها محاولة الاستفسار، و الاطمئنان عليها
:- اشرقت انت ناوية تعملي ايه بالظبط..؟!
تنهد اشرقت بصوتٍ مسموع محاولة ان تخرج بها ما تكبته بداخلها... قبل ان تُـردف مجيبة اياها على سؤالها باقتضاب، و قوة... فدائما الظلم يخلق القوة، و الجبروت
:- مفيش يا اسيا، بس قررت اخد حقي اللي جم عليا مينفعش اسكت اكتر من كدة... هفضل ساكتة لـ أمتة خلاص يا اسيا...
نظرت لها اسيا بتوجس، قائلة لها بهدوء، و هي ترى طريقتها تلك التي من الواضح انها سوف تفعل شي ما
:- طب ايه رايك انت تهدى، و ارغد هيحل كل حاجة هو و الموضوع هينتهي...
حركت رأسها بالنفي... قائلة لها بضيق، و هي تشعر لـ اول مرة بضعفها،تشعر انها مكسورة لما فعلته اختها
:- لامتى...لامتى يا اسيا هفضل اعتمد على ارغد شوية و على عمو عابد، و زمان كان على بابا لأمتى بقا هفضل ضعيفة، و اسيب الكل ا، و اروح اشتكى لاى حد هو يجيبلي حقي... طب ما انا في ايدى اجيب حقي لنفسي من غير تعب، و ضعف..
شعرت اسيا انها على حق؛ لذلك هتفت قائلة لها بتأييد و حماس..كانها ستدخل في سباق
:- تمام يا اشرقت، شوفي هتعملي ايه و انا معاكي يلا خطوة بخطوة..
ابتسمت اشرقت، و قامت بجذبها داخل حضنها تشعر انها اُرسلت لها لتوعضها عن اختها التي باعتها، مُدعية انها تحبها، بدات تشرح لها ما سوف تفعله...
في المساء، دلف ارغد الغرفة بوجه متعب، مرهق بشدة... فهو قد عَمل كثيرًا اليوم؛ محاولًا ان يشغل تفكيره، و يرهقه لـ يتوقف، و يعوض تلك اليومين اللتان غابهما هو... وَجَـدَ أشرقت جالسة تبكي بصمت، كانت تبكي على مرام.. فهي بحياتها لم تفكر ان مرام تفعل بها هذا الشئ، حاولت بصعوبة ان تمنع نفسها من البكاء امام اسيا.. لكنها لم تستطع ان تصمد طويلًا اقترب ارغد منها، و قد اثار منظرها هذا مشاعر كثيرة بداخله، حاول هو ان يكبتها باقصي ما لديه... فقد كانت تبكي و وجنتيها متحولة الى اللون الاحمر القاني الذي يجذبه دائما لها... اقترب منها، واضعًا احدى كفيه على كتفها برفق؛ ليجذب انتباهها... فـ هي الى الان لم تـَنـْتَـبه انه دلف ، ما ان رفعت عـينيها في عينيه حتى تاها سويًا تحدثت العيون مع بعضهما سويًـا بعيدًا عن اي شي حولهما.... فما اصدق، و اجمل من لغة العيون... العيون دائماً تنظر باحثة على من يفهم لغتها، و يفهمها من يَـسْـتَـطِع يفسر ما تقوله هي.. فـ بؤبؤ العين يتحدث قائلًا الكثير، و الكثير... لكن لن يستطع اي احد ان يفسرها سوى من يَـخْـترقها... من يخترق القلب ليصل لها، و يفك شَـفٰرتها المُـشَـفَّـرةِ بها ... بالطبع هي وحدها من تستطع ان تخترق قلبه... فاقت اشرقت من شرودهما... قاطعة الحديث بينهما بتلك اللغة، قائلة له بهمس، و هي غير واعية على ما تتفوهه...تشعر انها فَـقدت عقلها تمامًا بسببه،هو الوحيد الذي يُسلبها عقلها تضعف امام حُـبُّه لها نظراته، همساته.. كل شئ يفعله يجعلها تَـسلب عقلها بالفعل
:- ا...ارغد انا.. حامل
لوهلة تجمدت اطراف ارغد، تجمد عقله.. يشعر ان كل شئ وقف الان، و انتهى في تلك اللحظة... ليهتف متمتما من بين اسنانه بقسوة، و عدم تفكير يسأل اياها بنبرة جامدة
:- من مين، حامل من مين..؟!