ظلمات قلبه البارت الخامس والعشرون 25 بقلم هدير دودو

ظلمات قلبه 
البارت  الخامس والعشرون 25
بقلم هدير دودو


اومأ ارغد براسه الى الامام، قبل ان يخرج تاركًا اياه.. ليغمض عينيه بضيق، و هو لا يعلم كيف سيسافر و يترك اشرقت بمفردها خاصة في هذا الوقت يشعر بالعحز الشديد... فلولا حملها كان سيأخدها معه بالطبع دون وهلة تغكير، فكر ايضًا ان يأخذها الى مكان اخر لكنهم سيشكوا به بالطبع... خرج الى الحديقة الخاصة بالفيلا و هو يشعر بالحيرة، كيف ان يتركها بمفردها!! يشعر انه في مأزق... لا يعلم كيف سيخرج منه..؟! 
لكن بالطبع ليس لديه خيار اخر ليختاره سيحاول ان ينتهي في اسرع وقت... ليعود اليها زفر بصوت مسموع و قد توجه بجسده المتصلب تجاه غرفته.... كانت اشرقت جالسة تنتظر اياه، فهي لم تنم سوى عندما يصعد كعادتها... غرزت اصابعها في باطن كفها بقوة، و هي تشعر بـ نوبةٍ من القلق، و التوتر.... قلبها يدق بعنف سيخرج الان من صدرها؛ بسبب شدة خوفها عليه لا تعلم لماذا تاخر اليوم..؟!
لكنها سرعان ما تنهدت عدة مرات متتالية بارتياح عندما استمعت خطواته التي تحفظها هي عن صدر قلب.. استمعت الى خطواته تقترب من الغرفة؛ لذلك توجهت مباشرةً نحو الفراش تتمدد فوقه مُدعية النوم.. دلف ارغد الغرفة بجسد متصلب، و وجه مكهفر، عابس.. بحث بعينيه سريعًا في جميع انحاء الغرفة. كان يبحث عنها هي...سرعان ما وجدها نائمة فوف الفراش... اقترب منها يجلس بجانبها، و هو يدقق النظر بها، و بملامح وجهها الهادئة يحفرهم داخل عقله لـ المرةِ التي لا يعرف عددها... شعر انه قد نسى كل شئ يفكر به؛ بسبب رؤيته لها.... لكنه عندما نظر الى عينيها، و دقق النظر بهما علم على الفور انها مستيقظة لم تنم بعد كما تدَّعي...ارتسمت ابتسامة على ثغره، و هو ينظر لها بتسلية قبل ان اقترب منها حيثُ صار لا يفصل بينهما انشًا واحدًا... شعرت هي بانفاسه تلفح وجهها جحظت عينيها بشدة على الفور عندما علمت ما ينوى فعله... حاولت ان تحبس انفاسها لكن انفاسه تلك جعلتها لم تستطيع ان تفعل شئ، فقدت السيطرة على ذاتها فوجوده هذا، و قربه لها بهذا الشكل يفقدها عقلها بالفعل.... جاءت ان تفتح عينيها لكنها لم تشعر سوى بشفتيه التي التصقت بشفتيها و بدأ يلثم شفتيها بحب، و هو يدث يديه بين خصلات شعرها الناعمة، فتحت عينهما على وسعهما بدهشة، وعدم تصديق... حاولت ان تدفعه بعيد عنها، لكن هيهات فدفعاتها تلك لم تكن شي بقدر قوته هو.... ابتعد عنها بحذر، و هو يتفحص وجهها و يرفعه الى اعلى يدقق النظر به، و هو يردف يسأل اياها بقلق، و اهتمام 
:- في حاجة تعباكي..؟! 

اعتدلت في جلستها، و هي تعقِـدُ كلا زراعيها امام صدرها... قائلة له بسخرية تُجيبه بسؤال اخر، عينيها كانت مُـثبتة عليه، تطالعه بنظرات خَجِلَة لم تستطع ان تخفيها، فقد احمرت وجنتيها بشدة 
:- والله، يهمك اوي انت عملت اللي عاوزه.. رغم ان الدكتورة اللي وديتنا ليها محذراك ان ممنوع بس ازاي..؟! 

وضع زراعه فوق خصرها يحذبها نحوه بقوة لتقترب منه، و قد اصبحت تلتصق بصدره، غمغم قائلا لها بمزاح، و مرح، و هو يداعب ارنبة انفها بيده الاخرى 
:- الدكتورة قالت ممنوع اقتراب مش ممنوع ابوسك.. و بعدين اعملك ايه مش بصحيكي يا حبيبتي... يعني اسيبك بتمثلي انا عاوز اقولك حاجة... انتِ فاشلة في التمثيل اوي على فكرة.. متمثليش تاني يا حبيبتي و خاصة عليا؛ لاني حافظك اكتر ما حافظ اسمي. 

ضمت كلتا شفتيها الي الداخل ضاغطة عليهما بقوة؛ كي تمنع ذاتها من ان تبتسم، و تخفي ابتسامتها عن انظاره، و قد اردفت قائلة له بجدية، و هي تحاول ان تبتعد عنه الا انه كان محكم عليها 
:- لو سمحت ملكش دعوة بيا، امثل، اضحك، اعيط، ارقص متدخلش، و اتفضل اوعي بقا، و ابعد عني عاوزة انام تعبانة انا، و ابني حبيبي... انهت حديثها واضعة يدها على بطنها، و هي تبتسم، و تطالعه بانتصار كانها انتصرت في حرب... لكن الحب مثل الحرب بالفعل كل شي به مباح... فنحن بالحرب سوف ننتصر على
اعدائنا، اما بالحب سننتصر بقلب من نحب... هي حولت حياتها الان بتصرفاتها تلك كالحرب، لكنها لم تعلم انها ستكون هي المنهزمة لست الفائزة في تلك الحرب؛ لانه قد فاز بقلبها منذ زمن، بماذا تحاربه الان اذا كان يمتلك على الاداة التي تحارب بها..؟!

ابتسم بخبث، و هو يغمز لها باحدى عينبه بوقاحة... قائلًا لها بجراءة و هو يحررها من بين زراعه و يشير لها بسبابته بعيدًا 
:- اتفضلي يا حبيبتي، قومي ارقصي زي ما قولتي خليكي شجاعة، و نفذى كلامك يلا نتسلى... كان ينظر لها بحماس على الرغم من انه يعلم انها لن تفعل ذلك ابدًا الا انه يريد اثارة حنقها ليس اكتر.

ابتعدت عنه قليلًا حتى اصبحت امامه تضع مسافة بينهما؛ كي لا تلتصق به...و اردفت قائله له بغيظ، و ضيق... و هي لا تعلم ماذا تفعل معه فهو بالفعل ينجح في استفزازها صرخت به قائلة بصوت عالٍ غاضبٍ
:- اررغد خلاص بقا.. 

ضحك باستفزاز و هو يطالعها بنظراته الخاصة بها... قبل ان يردف قائلا لها بمزاح ساخرٍ
:- قلب، و روح و عقل، و حياة، و دنية،و عالم ارغد كله اهه بعد اررغد دي لازم ترقصي يلا ارقصي انا عاوز بنتي تبقي قمر بترقص كدة.

_ ولد قولتلك انه ولد قبل كدة.
اردفت هي جملتها تلك، و هي تنظر له نظرات غاضبة، حارقة تعبر فيها عن مدى غضبها الان منه.. اكملت حديثها قائلة له بضيق، و تذمر
:- قوم يا ارغد من هنا.. قوم نام يلا عشان انا، و ابني حبيبي تعبانين عاوزين ننام. 

اعتدل في جلسته قائلا لها بجدية، و هو يحاول ان يجعل نبرته هادئة؛ كي لا تغضب هي، و يصير لها شئ بالرغم من ان قلبه لم يطاوعه على ان يخبرها هذا الشئ.. كيف يخبرها انه سيسافر، و يتركها بمفردها في هذا الوقت خاصة اكثر وقت تحتاجه... اغنض عينيه بألم، و ضيق و قد زفر عدة مرات مما زاد من دهشة تلك الجالسة امامه، و هي تشعر ام بالطبع قد حَدَثَ شيئًا ما ليصل هو بتلك الحالة، و اخيرًا خرج صوته الذي كان يشعر انه مُقيد غمغم قائلا لها بحزن خالص،واضح على ملامح وجهه
:- اشرقت في صفقة مهمة جدًا يعتبر داخلين فيها بنص ما نملك... اينعم ارباحها مضمونة، و واثق باذن الله انها هنكسبها بس..
صمت و هو لا يعلم كيف يخبرها... فهو من الاساس يخشى ان يتركها بمفردها، و غير متقبل تلك الفكرة فماذا عنها هي..؟!

التقطت كفه بين يديها تمسكه بحنان، و هي تضغط عليه بتشجيع قبل ان تردف قائلة له بطيبة، و حب....و هي تبتسم بـ وجهه ابتسامتها المشرقة النابعة من صميم قلبها بصدق مشجعة اياه بحنو 
:- متخافش يا ارغد ان شاء الله هتكسبها، و الارباح هتبقي الضعف خليك واثق من نفسك... دة اهم حاجة 
فسرت هي حديثه انه قَـلِـق؛ بسبب تلك المنافصة ليس اكثر، هذا ما فهمته؛ لذلك اردفت تشع اياه؛ كي تخفف عنه قلقه، و توتره.. 

ابتسم في وجهها لطيبتها، و حنوها الواضح عليها... فرغم حزنها منه الا انها مازالت كما هي بـ طيبة قلبها، و عفويتها... واصل هو حديثه بثبات هادئ
:- بصي يا اشرقت المناقصة دي عشان تتم لازم اسافر فرنسا... حاولت اقنع بابا ان اخلي مالك يسافر مكاني بس بابا مرضاش انتِ عارفاه مش بيثق في حد غيري، و عشان كدة يعني لازم بصراحة..كان يشعر بالتوتر و هو لا يعلم كيف يواصل حديثه.. 

اردفت هي تسأل اياه بجمود، و تعقل و هي تعلم ما يشعر به
:- ايوة يعني هتسافر امتة مقولتليش.. 

رد عليها ارغد بهدوء، و هو يعلم مدى حزنها الان فوجهها بادي عليه الحزن
:- هسافر بعد بكرة الصبح بدرى.. 

اقتربت منه قائلة له بتذمر... محاولة ان تغير مجرى الحديث، و تجاهد ان تخفي حزنها البادي على وجهها 
:- ايوة، و مالك قلقان كدة ليه انتَ فاكرني طفلة مش هعرف اتصرف يعني.. 
انهت حديثها و هي تضم كلتا شفتيها الى الامام بتذمر طفولي.

ابتسم على فعلتها تلك، و قام بطبع قبلة رقيقة على شفتيها، و هو يهمس بحب، و نبرة عاشقة داخل اذنها
:- احلى طفلة 
تفاجاءت بفعلته تلك، نظرت له تطالعه بصدمة، و هي تتمتم بغضب طفولي
:- ايه اللي عملته دة انتَ مستغل، و قليل الادب ياريت تكون محترم شوية انتَ كل شوية نازل ا.. يعني.. ثم صمتت، و هي تشعر بالخجل الشديد فغرزت اسنانها بشفتها السفلى و هي لا تعلم ماذا تتفوه، فـمن يراها لا يصدق انها زوجته؛ بسبب تصرفاتها تلك.

جاهد ارغد ان يمنع ذاته من ان يضحك الا انه فَـشَـلَ تلك المرة... اغتظات هي من فعلته تلك، فردت عليه قائلة بصرامة 
:- على فكرة انا مش طفلة يا استاذ... فاكر عند الدكتور كنت هتوافق انه ينزل البيبي انا اللي كنت كشفاه من الاول.. عشان تعرف اني قد المسؤولية، و بفكر احسن منك. 
انهت جملتها تلك، و اشارت بسبابتها نحو ذاتها بفخر.. 

اقترب منها مرة اخرى قائلا لها بحب، وثقة و هو يطالعها بنظرات عاشقه 
:- ايوة طبعًا حبيبتي احلى طفلة.. بس طفلة ذكية طول عمرها، طفلتي حبيبة قلبي ربنا يخليها ليا، و لبنتنا الجاية اللي هتيجي تنور حياتنا. 

نظرت له بتذمر، و قبل ات تردف تعترض على حديثه كان تمتم هو بنبرة حانية، فهو يعلم ما سوف تقوله 
:- بنت مش ولد، و هنشوف ممكن ننام بقا 
اشارت له بسبابتها نحو الاريكة، و هي تطالعه بملامح مقتضبة تدل على الملل، و الضيق... فهذا اصبح حديثهم، و شجارهم اليومي. 

اردف قائلًا لها بخبث، و هو يَـدَّعي التعب في نظراته نحوها 
:- اشرقت انا تعبان بجد، و هسافر، و الحوار كله على بعضه متعب بزيادة، معلش هنام حنبك انهاردة، و هترتاحي مني اسبوع يا ستي..

اردفت هي مسرعة تقاطع اياه بلهفة، و حب 
:- بعيد الشر عنك ليه بتقول كدة..؟! 
اكملت حديثها بنبرة حانية يتخللها العتاب الشديد
- مين قالك اني عاوزة اخلص مِـنَك حرام عليك انتَ اي حاجة عاوز تجيبها فيا.

-مَـنْ يَـسْـكُن قَـلْـبَـنَا، وَ نُـحِـبُه، وَ يَـتَـمَـلَـكُه سَـيـَظِـل فِـي مَوْضِـعِه مَـهْـمَا مَـرَّت الْـسِّـنَـينَ.. تِـلْـك الْـحَـقِـيقَـة لَـمْ نَـسْـتَـطِـع اِخْـفَـاءَهَـا اَبَدًا-

حديثه هذا احزنها بشدة... شعرت انه يتهم اياها انها تريد التخلص منه... بالعكس فهي اكثر واحدة تحتاجه بجانبها في ذلك الوقت، و هو حتى الان لم يفهمها، نعم هي الان تقسى عليه لكنها لم تريد التخلص منه، هو حياتها كيف ان تتخلص من حياتها!! فاسهل لها ان تتخلص من روحها قبل التخلص منه ... اغمضت عينيها ضاغطة عليهما بالم، و تمددت فوق الفراش تمدد ارغد هو الاخر بحانبها و مدَّ زراعه يحيط خصرها يقرب اياها منه حتى اصبح جسدها يتلامس مع جسده،و همس في اذنها قائلا لها بصوت اجش 
:- اسف 

ااااه من تلك الكلمة ذات الثلاثة احرف، و نتيجتها عليها الآن.. فتلك الكلمة بين الاحبة تفعل العديد،و العديد، يكن لها سحر خاص بالفعل... كما صار معها الان ابتسم، و قد ضمت اياه هي الاخرى كانها تشبع من قربه لها ففكرة بعاده عنها اسبوعًا كاملًا تُفتفت عقلها... قررت ان تعطي هدنة بسيطة اليوم لذاتها؛ كي تنعم بقربه و حنانه لها.. 

كانت اسيا تتحدث في الهاتف مع مالك الذي اردف قائلًا لها بنفاذ صبر، و هو يسال اياها 
:- اسيا هي السنة الاخيرة دي مطولة ليه..؟!

عقدت هي حاجبيها بعدم فهم من سؤاله هذا... لكنها اردفت قائلة له بهدوء تُجيب اياه
:- ايه السؤال الغريب دة، عمومًا خلاص ناقص ترم واحد، و هخلص خالص اخيرًا هرتاح من تعب الدراسة...اكملت هي حديثها تسأل اياه بدهشة 
_صحيح يا مالك بتسأل ليه..؟! 

اجابها بتهكم، و غيظ جاهد بصعوبة أن يكبته
:- هو ايه بسأل ليه؛ عشان نتجوز يا قلب مالك.. ارغد اخوكي قايلي مش هتقدم، و لا نمشي في اي خطوة في حياتنا غير لما تخلصي جامعتك نهائى؛ عشان قال ايه معطلش اخته عن تعليمها.
قال جملته الاخيرة بسخرية.. 

ضحكت بصوت عالٍ على طريقته تلك... قبل ان تغمغم قائلة له بتعقل، و هدوء 
:- طب، و فيها ايه يا مالك ما هو معاه حق، انا فعلًا مش هعرف اوفق، و كمان دة هو ترم اللي فاضل يعني عادى مش كتير. 

_اه ترم مش كتير خليكي كدة انتِ، و اخوكي متفقين مع بعض عليا.
كان هذا صوت مالك الذي ردَّ عليها قائلًا لها بتلك الجملة بسخرية، و هو يمازحها..

ضحكت على حديثه هذا، و اردفت قائلة له بهدوء، و مزاح
:- يلا يا سي مالك قوم نام؛ عشان الشغل... محدش يقول انا السبب، و خاصة ارغد اللي بتقول متفقة معاه هيجي يورينا احنا الاتنين الاتفاق على حق.

همهم مالك مجيبًا اياها بعدما ضحك على حديثها، و اغلق معها....و هو يشعر بسعادة فبدون مكالمتها تلك، يشعر ان يومه لم يكتمل... 

في الصباح 
كانت مرام تتحدث مع ماجد... اردفت قائلة له بقلق، و ارتباك لم تسنطع ان تداريه... في تلك الايام تشعر انهما مروا عليها كانهم اعوام... التهديدات كانت مستمرة جاهدت ان تعلم من صاحب ذلك الرقم.... لكن محاولاتها جميعا فشلت؛ لانه كان مخفي 
:- يا ماجد انتَ عارف لو عرفوا هيعملوا ايه عارف، و لا لا..؟! دول ممكن يحرمونا من الميراث او يتبروا مننا يعني حلمنا اللي بنوصله هيكون انتهى.

امتقع وجه ماجد بشدة، و هو لا يعلم ايضًا ماذا يفعل فتلك التهديدات وصلته هو الاخر... اكملت هي حديثها قائلة له بنفس ذات الخوف 
:- انتَ شوفت اشرقت، و اللي حصلها رغم انه كان مش بمزاجها... الا انك شوفت العيلة كلها عاملتها ازاي لولا جوازها من ارغد كان زمان حياتها اسوأ من الاول بمراحل بابا، و ماما و انتَ و سيلان، و اسيا اللي كانت بتحاول تتجنبها الكل اتعدل معاها لما ارغد بس اتجوزها..

صرخ هز بها بصوت عالٍ... فهي تعمل على توتره فقط ليس شئ اخر، و اكمل حديثه بعدما هدأ، و اخفض صوته اردف قائلًا لها بحدة 
:- بت انتِ اسكتي دلوقتي، لو عندك حاجة مهمة تفيدنا قوليها غير كدة لا فاهمة، و قولت انا هتصرف.. 

تمتمت تجيب اياه بنبرة مقتضبة، و هي تعلم انه لن يفعل شئ 
:- اه سمعت عمي امبارح، و هو بيكلم ارغد، و بيقوله انه لازم هو يسافر.. فهو هيسافر ارغد، هيسافر يعني تقريبًا مبقاش له داعي تأجل اللي في دماغك... اللي مذ عاوز تقولهولي انا كمان.

اعتلت ابتسامة خبيثة فوق ثغر ماجد، و هو يشعر بالفرح الشديد، اردف قائلًا لها بخبث، و غموض و هي ينظر بـ عينيه الى اللا شئ 
:- هتشوفي اتفرحي، و اتسلي بُـعد ارغد بذات عن اشرقت فب الوقت دة هيكسبنا احنا.. نضرب ضربتنا و نتفرج اتسلي يا حبيبتي، و حاولي تنسي حوار الصور، و فكرة الجواز اللي قولتيها قبل كدة.... دلوقتي مش هينفع خالص ماشي يا حبيبتي.. 

همهمت محيبة اياه، و هي تشعر بعدم الاطمئنان من حديثه هذا...فـهي اكثر واحدة تعلم اياه، و طريقته تلك.. 


في المساء تحرك ارغد في الغرفة بعدما اعد اشياءه ، و بدأ يودع اشرقت.. يشعر بقلبه سيوتقف غير مطاوعه على تركها، يشعر بعدم الراحة كأن سيحدث شئ ما... نعم يعلم ان سفره لم يمرئ على خير جاهد بصعوبة ان يلغي تلك الفكرة من راس والده الا انه فشل... يشعر ان والده باافعل مُحق، و اصراره هذا طبيعي... فـ علَّى الرغم من كل ما يحدث الا ان تلك الصفقة هامة بشدة اذا خسروها سيفقدوا العديد... وضع يديه على صدعيه بتعب، و هو يغمض عينيه... ابتسمت اشرقت في وجهه مشجعة اياه، و هي تردف قائلة له بهدوء تُطمئن اياه  
:- متخافش يا حبيبي عليا... خليك واثق في مراتك شوية.. 

اوما لها ارغد، و بالفعل تحرك بخطواته، و نزل الى اسغل بوجه مكهفر، مقتضب ركب سيارته الذي انطلقت مسرعة نحو المطار.. ليركب الطائرة الخاصة به متجهًا نحو فرنسا، و هو يشعر بانقباض قلبه على طفلته و حبيبته.. 







تعليقات