ظلمات قلبه البارت الحادي عشر 11 بقلم هدير دودو

ظلمات قلبه 
البارت الحادي عشر 11
بقلم هدير دودو

عاد ارغد من الشركة ليجدها جالسة على الاريكة امام اللاب توب تتشاهد احدى المسلسلات التي تباعها هي... دقق بشدة في هدوءها و انفعالاتها مع احداث المسلسل... ليجذب اللاب توب من يديها فجاءة نظرت له هي و جاءت ان تتحدث لكن تحدث هو قائلا لها بنبرة يتخللها الغضب فهما الان فيما يسمى هدوء قبل العاصفة
:- اظن دلوقتي انت كويسة.... اقدر اتكلم في حوار البرشام اللي اتاخد ليكمل بتوعد لاني قسما بالله ما هعدي الموضوع دة بالساهل عاوزة تنتحري يا اشرقت كنت بتفكري في ايه وقتها.

ابتلعب اشرقت ريقها بتوتر.... تعلم انه لم يمرئ ذلك الامر بالفعل لكن حتما، و لا بد ستواجهه الان... لتقول له بارتجاف محاولة ان تمسك دموعها؛  كى لا تنزل امامه لا تتمنى ان يري دموعها 
:- ا... انا مكنش قصدي.. كانت غلطة و ساعة شيطان .. لتتابع حديثها بقوة، و عناد مُزيَّفان على عكس ما تشعر به من داخلها
:- اظن ان دي حاجة متخصكش... حتى لو كان حصلي حاجة، او مت كان ربنا هو اللي هيعاقبني، و يحاسبني مش انت. 

ما ان سمع هو حديثها... خاصة عندما ذُكرت سيرة الموت.... حتى شعر بغضب شديد يحتاجه... كان يرمقها نظرات حارقة تخترقها... ليهتف قائلا لها بصوت ساخر مخالط بالغضب المكتوم
:- امم ربنا اللي هيحاسبك، و تقدري تفهميني هيحاسبك على ايه، و لا ايه.... انت بتعملي غلطات متتغفرش و ياريتك بتسكتي.... لا واقفة قدامي تقوليلي اه عملت، و ملكش دعوة..... تخيلي كدة لو كنت انا مجيتش في الوقت دة..... كنتى هتعملي ايه كان زمانك  هنا في الاوضة، و محدش طبعا عارف حاجة.. انت متخيلة و لا لا..؟؟!  قال جملته الاخيرة بصوت قوى عالى اشبه بالصراخ. 

اغمضت هي عيينيها بشدة،و انكمشت ملامح وجهها، و ظلت تحرك راسها بنفي... رافضة ان تُفكر في تلك الفكرة... لتُسيل دموعها بغزارة على وجنتيها كالشلال اقترب هو منها جاذبا اياها الى صدره... ظل يمرر يديه على ظهرها بحنان محاولا تهدئة اياها... لتهتف هي قائلة له بانهيار، و ضعف... فلمتى ستظل صامتة ماذا سيفيدها صمتها هذا..؟؟ بالطبع تعلم الاجابة انها لم تستفاد شي... لمتي ستظل تحمل وجوعها، و حزنها داخل قلبها، و تكتمه..؟؟
:- ع...على... فكرة انتو السبب... اه انت السبب .. انتوا كلكوا بتعاملوني وحش، و انا معملتش لحد حاجة....  بابا من بعد اللي حصل، و هو بقا بيعاملني كدة ليه هو انا اللي قولتلهم يغتصبوني.... لتتابع باستنكار و بكاء متواصل.. هو ليه مش قادر يفهم، و لا يحس بوجعي  انت عارف انا من بعد ما بطلت اخاف.... بقيت بخاف رجعت اخاف تاني...   ليه حسستنى بالامان، و القوة و بعدين مشيت.... انت من اول ما اتجوزتني، و انت بتعاملني وحش... لا من قبل الجواز كمان طب ليه لما رجعت في الاول عاملتني حلو.... ليه خليتني اتعلق بيك و احبك على الفاضي ليه انتوا كلكوا بتحسسوني اني لعبة تعملوا فيها اللي عاوزبنه.... ليه خليتني احبك... كلكوا عمالين تعاقبوني من غير سبب.

صُدِم هو بشدة هل تعترف له بكل بسهولة الان انها تحبه كلماتها تلك اثرت فيه بشدة لكنه سرعان ما تذكر حقيقتها ليقوم و يجلب لها الجواب الذي وجده يوم ما قامت بالانتحار، و القاه في وجهها قائلا لها بغضب، و صوت عالي.. و قد برزت عروقه مسكت هي ذلك الجواب و بدات تقرأه بارتجاف كانت ارتجافها يزداد ما ان تقرا  كلمة في هذا الجواب... فكلمات الجواب جريئة بشدة  لكن هذا لم يكن شي مقارنةً بدهشتها عندما وجدت اسمها اسفل هذا الحواب على انها هي الكاتبة له اخذت تنظر له بعدم تصديق، و ظلت تحرك رأسها يمينا، و يسارا بنفي قبا ان تهتف قائلة له بصوت متقطع محاولة ان تشرح له الامر
:- ا..ر... ارغد... انا معرفش حاجو عن الجواب داة والله ما اعرف عنه حاجة و لا انا اللي كتباه حتى... انا مليش علاقة بماجد اصلا.... دة نادرا لما بكلمه، و تقدر تسأل اي حد في البيت.

وقف مزهول تمنى ان تكون ما تقوله هو الحقيقة هل ستسامحه هي اذا كان ما تقوله هي الحقيقة...؟؟!
هل ستمرء افعاله الذي فعلها معها...؟؟! تنهد بضيق و الم واضح في عيناه مهما جاهد و حاول اخفاءه لن ينكر تراقص قلبه بداخله عندما اعترفت له انها تحبه لكنه حاول ان يوقفه... فمن الممكن ان تكون كاذبة... جاء ليخرج تاركا اياها، او بالاحر يهرب من ذلك الواقع.. الذي لا يريد ان يفكر فيه يشعر بالعجز، و الضعف... جاء ليسير متجها الى الخارج يجلس مع ذاته بمفرده يفكر في ذلك الحديث، و يعقله... ليجدها تتشبت في ملابسه و في عينيها نظرة امل الا يتركها، و يذهب اوما لها براسه و هو ينظر لعينيها كانه يبث بداخلهما الاطمئنان، و الحنان فهو لمح فيهم حزن، و خوف، و دموع محبوسة باقصي جهد.... جلس على حافة الفراش لكنه لم يستطع ان يصمد، و يظل جالس... ليخرج سريها من الغرفة هاربا منها، و من نظراتها، و من تفكيره ايضا. 

لم تستطع ان تمنع دموعها بعد كل هذا.... بدات دموعها تنزل بصمت على وجنتيها قانت بقذف الوسادات
ارضا.... وضعت يديها على فمها تحاول منع شهقاتها؛ لانها الان تتمنى ان تصرخ بأعلى صوتها لتريح قلبها، و تخرج منه جميع الاعباء التي يحملها.. بدات تضع يديها على فمها بقوة تمنع حدوث ذلك باقصي ما لديها... تشعر انها حمقاء الان فحتى لو علم انها صادقة، و لم يوجد شي بينها، و بين ماجد
هل سيقبل بها... بسببه هو، و بسبب حبها له... نست واقعها نست انها فتاة مُغتصبة فهو لن يقبل بها... كانت تنتظر ان يعترف لها انه يحبها ظلت على حالتها تلك  
ما يقارب الساعة.. لتنهض من على الفراش ببطء شديد تدلف الى المرحاض لتأخذ دوش لعله يهدى من الوجع الذي تشعر به لكنه للاسف كان بلا جدوى... فالان ليس مثل كل مرة سابقة فكل مرة كان الالم الذي تشعر به الم جسدي نتيجة لضرب والدها لها في السنوات الاحيرة لكنها الان تشعر بالم داخلى منبعث من قلبها... لم يستطع احد ان يريحه لتخرج من المرحاض، و تبدأ لترتيب الغرفة كما كانت شاعرة بالقهر، و الانكسار اتجهت جالسة على الفراش .... ما ان وضعت راسها على الوسادة حتى نامت مسرعة هاربة من تلك الوجع التي تعيشه هي تتمنى ان تظل نائمة باقية حياتها...

استيقظت في الصباح... نزلت تتناول فطارها معهم في الاسفل.... كما امر عمها عابد ما ان نزلت حتى عقد عابد حاجبيه قبل ان يهتف قائلا لها بتساؤل، و استغراب
:- ايه دة انت نازلة لوحدك امال فين ارغد دة انا قولت نايم، و هينزل معاكي. 

ارتبكت هي ما ان ذُكِرَ اسمه ضغطت على شفتيها بقوة محاولة منع نفسها من الا تبكي... قبل ان تهتف قائله له بكذب، و هي تُرسم فوق شفتيها ابتسامة مصطنعة؛ كى تُزيَّن وجهها و لا احد يرى الحزن، و الالم الذي تشعر به هي الان
:- اصل يا عمو ارغد نزل الشغل من الصبح... انت عارف اهمل شغله اوى في الفترة اللي تعبت فيها، و اهه بيعوض اللي اهمله... لتتابع مكملة حديثها بشغف و عينيها تلتمع بالحب، و الفخر انت عارف ارغد طول عمره بيحب شغله، و مش بيحب يهمله خالص.

لمح عابد نظرة الشغف و الحب الظاهرة في عينيها  بشدة ما ان مَدحت في ارغد، و اخلاقه لكن ايضا مازالت عينيها ذابلة، حزينة...بدأ الجميع يتناول طعامهم في صمت لكن لم تخلو اشرقت من نظرات فايزة الخبيثة الشامتة فهى قد رات ارغد امس، و هو يخرج من الغرفة بحالته تلك... لتهتف قائلة لها بتساؤل، و نبرة خبيثة ساخرة تتمنى ان تُظهر اشرقت امام الحميع كاذبة مخادعة.. و خاصة امام عابد فهي تعلم انه يحبها مثل ابنته اسيا دائما يتدخل في القرارات المصيرية لحياتها عندما يرى ان شريف رافض شي مهم يتضطر ان يتدخل و يتدخل بصرامة شديدة غير قابلة للنقاش
:- بس انت متأكدة ان ارغد نزل الشغل من الصبح متأكدة، و ظلت ترمقها بانتصار... نظرات مغزية، و على ثغرها ابتسامة واسعة. 

علمت اشرقت مغزى سؤالها ليظهر على ملامحها التوتر سرعان ما ابتلعت ريقها قبل ان تجاوبها قائلة لها بارتباك مدعية عدم فهم سؤالها 
:- ح.. حضرتك تقصدي ايه بالظبط.

لوت فايزة فمها بسخرية قائلة لها بنبرة ساخرة و ملامح شامتة
:- اصل انا شوفت ارغد، و هو ماشي من بليل، و انت بتقولي انه مشى الصبح... فانا استحالة اكدب عيوني و لا انت ايه رايك.

وقف الطعام في حلق اشرقت لتظل تسعل بشدة قبل ان تقول لها بكذب 
:- م.. م.. ماهو اصل هو خرج بليل، و رجع تاني، و نزل بدري الصبح الشغل في حاجة يا فايزة هانم. 

ردت فايزة عليها بسخرية بعد ان علمت كذبها 
:- لا يعني هعوز ايه... انا كنت يسأل بس 

هتف عابد قائلا لهم بصرامة؛ كى لا يتوتر الجو اكثر من ذلك
:- بس خلاص لو سمحت كل واحد يركز في فطاره. 

بدأ الحميع يتناول فطاره ماعدا اشرقت التي كانت تنظر الى الطبق الذي امامها بشرود... تتذكر ما حدث أمس محاولة كبت دموعها؛ كي لا يراها احد لكنها لم تستطع ان تكتمها اكثر من ذلك... لتنهض سريعا قائلة لهم بنبرة حزينة 
:- أنا مش جعانة عن اذنكم... قالت جملتها تلك، و فرت هاربة من امامهم سريعا... متجهة الى غرفتها مرة اخرى... غلقت الباب خلفها بأحكام، و ظلت تبكى بشدة بانهيار، و ضعف شديد..... 

هتف عابد قائلا لابنته بقلق، و خوف من ان يصيب اشرقت شي... و هو يتطلع الى فابزة بنظرات غاضبة 
:- اطلعي يا اسيا شوفيها، و شوفي مالها، و حاولي تهديها. 

حركت اسيا راسها الى الامام لكن قبل ان تنهض هتفت مرام هي مقترحة بقلق
:- اطلع انا اشوفها يا اونكل. 

رد عليها عابد قائلا لها بنفى، و نبرة هادئة
:- لا يا مرام خليكي ملوش لزوم... هي اسيا هتطلع تشوفها، و ياريت لو تعرف تنزلها تكمل فطار خليكي انت... ليهتف قائلا لاسيا مرة اخرى بحزم 
يلا يا اسيا قومى انت لسة قاعدة مكانك.

نهضت اسيا من  على كرسيها، و صعدت متجهة الي غرفة اخاها... حيث توجد اشرقت لتدق الباب عليها دقات خفيفة؛ كي لا تزعجها، او تتعبها حاولت اشرقت اظهار صوتها كأنه طبيعي متسائلة بجهل
:- مين اللى على الباب..؟

سرعان ما اتاها رد اسيا.. التي قالت لها بمرح
:- يعني هيكون مين يا مرات اخويا... عفريت مثلا انا اسيا طبعا افتحي يلا عشان اقعد معاكي شوية قبل ما انزل اروح الجامعة.

لترد هي عليها... و هي ما زالت داخل الغرفة قائلة لها بنفي، و اعتذار بنبرة صوت منبوح؛ بسبب كثرة بكاءها 
:- لا يا اسيا معلش انا حابة اقعد لوحدى هكون مرتاحة اكتر. 

حركت اسيا كتفيها معا الى اعلى بقلة حيلة فهي لن تغصب عليها ان تفتح لها الباب... لتنزل مرة اخرى الى اسفل ما ان رآها والدها حتى هتف قائلا لها بتساؤل : امال فين اشرقت مجيبتيهاش ليه مش قايلك اطلعي هاتيها تكمل فطارها.

اجابته اسيا بهدوء، و تفهم تشرح له الامر
:- ما هو اصل هي قالتلي انها حابة تقعد لوحدها، و انا محبتش اضغط عليها قولت اسيبها براجتها عشان متزهقش، او تتعب. 

اوما لها عابد براسه بتفهم هو الاخر اما فايزة فلم تهتم بشي مما يحدث ظلت مستمرة في تناول فطورها دون اهتمام بأدنى مشاعر لتلك المسكينة..

ما ان انتهى الحميع من تناول الفطار حتى دلف عابد الى غرفة المكتب؛ ليتحدث مع ابنه.. رد ارغد عليه ما ان راى اسمه على شاشة هاتفه فهو كان يقود سيارته بغضب شديد منذ أمس حتى الان يقود بلا هدف؛ كي يفرغ غضبه و يرتب افكاره... لكنه كلما هدأ تذكر معاملته هو لها فهو لم يكن غير احد بالنسبة لها... كان يكره ظلم الجميع لها، و يحاول منعه لكن هو بنفسه من ظلمها... لماذا لم يشعر بها، و بوجعها..؟؟ يخشى ان تكون كاذبة ايضا... رد على والده خوفا من ان يكون قد اصابها شئ قائلا له بتساؤل، و قلق ما ان فتح 
:- الو يا بابا في حاجة أشرقت فيها حاجة..؟ 

اجابه والده بصوت صارم يملؤه الحدة، و الحزم قائلا له بنفي 
: لا محصلهاش حاجة هي كويسة.... انت اللي فين تعالى البيت حالا بلا شغل بلا بتاع دلوقتي.

تنهد ارغد بضيق، و صوت مسموع قائلا لوالده بنفي
:- انا مش قي الشركة يا بابا.... انا حاليا في مشوار مهم اول ما اخلصه هاجي اصلا. 

حل الليل، و سواده على الجميع كانت اشرقت جالسة على الفراش تبكي... فهو منذ ان ذهب، و هي لا تفعل شئ سوى ان تبكي.... تبكي بقوة شديدة... لتري فجاءة يسرية التي اقتحمت غرفتها عندما دقت الباب، و لم تجد احد يرد تعلم ان ارغد مازال خارج المنزل، و لن يعود الان.. ما ان رأتها اشرقت حتى التمعت عينيها بالفرحة لم تكن لمعة عينبها لمعة حقيقة.... كما تراها يسرية دائما لكنها فرحت برؤية يسرية... نهضت سريعا من فوق فراشها الذي كانت تلتزمه دائما، و خطت خطواتها بسرعة شديدة حتى وصلت اليها... ضمتها بشوق شديد كالطفلة التي رأت والدتها، و هي تائهة كانت اشرقت بالفعل تشعر بنفس الشعور... لتهتف اشرقت متسائلة اياها باشتياق، و صوت باكي... تبكي بشدة دموعها تهرول، و تنزل على وجنتيها بغزارة... كأنها وجدت الان سبب تبكي لاجله
:- كنت فين يا دادة مكنتش لقياكي خالص و كل ما ادخل المطبخ ملقكيش، و اسأل باقي الخدامين يقولولي معرفش.... كنت فين قالت حديثها هذا، و انفجرت تبكي للمرة التي لا تعرف عددها هي... فهي منذ ما حدث لها و هي دائما تبكي... سنوات طويلة عاشتها باكية لكن الان ازداد وجعها... وجعها التي قررت دفنه منذ سنوات ازداد... لا لم يزداد بل تضاعف اضعاف مضاعفة. 

تركتها يسرية تبكي؛ لكي تفرغ ما في قلبها؛ كي لا يظل حامل هو جميع الاعباء.... ظلت تمسد على ظهرها بحنان لتهتف قائلة لها بحب، و هدوء فهي تعتبرها ابنتها التي لن تلدها فقد حرمها الله من الخلفة، و عوضها بأشرقت 
:- اهدى يا حبيبتي اهدى، و تعالي فهميني في ايه انا كنت في البلد بتاعتي مسافرة؛ لان ولاد اختي االله يرحمها كان عندهم مشكلة، و استاذنت من عابد بيه ربنا يكرمه، و وافق... لسة راجعة دلوقتي حالا قولت اتطمن عليكي بعد ما قالوا ان ارغد بيه مش موجود.

نظرت لها اشرقت بعيون حزينة قبل ان تهتف قائلة لها بعتاب مخالط بالحزن
:- و مقولتليش ليه انك هتسافري.. الكم يوم دول مش كنت عرفتيني.

ابتسمت يسرية في وجههت، و بدأت تشرح لها الامر و هي مازالت تشعر بالقلق على حالتها
: يا حبيبتي انا سافرت نفس يوم كتب كتابك بليل فنعرفتش اقولك... لتكمل حديثها باهتمام متسائلة اياها: انت بقا مالك يا حبيبتي ايه اللي حاصل معاكي مخليكي زعلانة بالشكل دة..دة انا قولت انك هتكوني مبسوطة بجوزاك من ارغد بيه.

ابتلعت اشرقت ريقها، و بدأت تقص لها كل شي فعلته شهقت يسرية بخضة، و حزن عندما علمت انها قامت بالانتحار... رطمت يديها بصدرها بعنف حركة لا ارادية يفعلها بعضنا... قبل ان تهتف قائلة لها بتوبيخ خفيف فهي تعلن ان ما مرت به ليس بهين خاصة ما فعله ارغد بها فهو قد كسرها ، و حطم قلبها
:- خلاص يا اشرقت اهدى يا حبيبتي... ازاي قدرتي يا بنتي تعملي كدة... فكرتي في ايه تعالي يا حبيبتي... قبل ان تستمع الى اجابة اشرقت كانت جذبتها داخل حضنها بحنان فهي لا تهمها اجابتها على عكس ما بهمها احتوائها لتهنف قائلة لها بتصميم
:- انا هكلم الدكتورة اللي كنت متابعة معاها شاطرة، و كويسة، و عارفة حالتك، و بتساعدك تتخطي اي حزن انت فيه... بس محتاجة تخطيط جامد؛ عشان مش هقول لحد انها هتجيلك طالما بتقولي ان ارغد بيه مقالش لحد حاجة عن انتحارك، و لا حكي اي حاجة.. كادت اشرقت ان تعترض على الفكرة... لكن قبل ان تعترض، او تقول شي كانت هي قالت لها بتفكير اصبري افكر، و فكري معايا  بعد مرور بعض الوقت هتفت يسرية بصوت عالي
:- لقيتها قالت كلمتها و هي تصع ابهامها على صابعها الوسطى، و تمره ليصدر صوت و بدأت تشرح لاشرقت........./






تعليقات