ظلمات قلبه البارت الرابع والعشرون 24 بقلم هدير دودو

ظلمات قلبه 
البارت  الرابع والعشرون 24
بقلم هدير دودو


عند مالك، و اسيا دلفت اسيا ذلك الكافيه الذي يوجد امام مكان ما يقطن الطبيب.. كانت تخطو خطواتها و هي تشعر بالقلق، و التوتر لا تعلم كيف ستواجه مالك و ماذا فعل ارغد معه بعدما قصت له هي ما حدث...؟!  وجدته جالس ينتظرها، و عينيه معلقه على الباب بلهفة توجهت نحو ما يجلس هو، و جلست امامه تفرك كلتا يديها معًا بتوتر اردف مالك   قائلا لها بنبرة صارمة لكن يتخللها بعض الهدوء ،و اللين
:- في ايه بطلي تعملي الحركة دي مش هاكلك انا.. 

اومأت له براسها، و هي تحاول ان تخفي ما تشعر به من توتر، و قلق، و خوف... مزيج مختلط بين المشاعر جاهدت ان تَـدَّعي الهدوء، و اللا مبالاه في نظراتها نحوه، و ارظفت قائلة له بتساؤل 
:- نعم يا مالك في ايه، في حاجة....؟! 

ابتسم هو ابتسامة خفيفة زينت محياه جعلتها تسرح هي فيه... اردف يسال اياها سؤال هو الاخر بدلًا من ان يُجيبها على سؤالها
:- تؤتؤ يا اسيا مفيش حاحة اسمها في ايه، او عاوز ايه؛ لان اللي عاوزه قولتهولك...فحيث كدة بقا انا اللي هسأل رفتاي ليه طلب جوازنا..؟!
هو دة السؤال الصح اللي المفروض يتسأل. 

غرزت اظافرها في باطن يدها بتوتر ،و اردفت تجيب اياه، و هي تشعر شعور غريب...نعم هي تتمنى، و تحلم ان تتزوج به، لكنها لم تتمنى ان يكن بهذة الطريقة ابدًا تتمنى ان يتزوجها عندما يكون هو راضي بهذا الشئٍ ليس لينقذها من سيلان، و افعالها تلك
:- م.. مانا قولت خلاص لـ ارغد، فقولت انك مش لازم تضغط على تفسك، و تتجوز.. 

قطعها هو قائلا لها بصوت غاضب، صارم.. و هو يشعر بالغضب يزداد اليه رويدًا رويدًا 
:- انا جيت قولتلك اني بضغط على نفسي، و لا زفت بتتكلمي مكاني ليه، و بتفترضي حاجات مقولتهاش انا ليه، انا لو طلبت كدة عشان سيلان كنت طلبت من الاول...ليردف يتابع حديثه بنبرة حانية، هادئة 
:- اسيا انتِ عارفة انا طلبت اتجوزك ليه..؟!  
كان يسالها، و هو ينظر الى ملامح وجهها التي كانت مضيئة تشع فرحة، و هي ترى تمسكه بها الواضح بشدة..

اومأت له برأسها بنفي مُدعية الجهل، و هي تتمنى ان ما تشعر به يكون صحيحًا، ابتسو هو في وجهها، و اردف يُجيب أياها على سؤاله بدلًا عنها 
:- عشان انتِ لسة في قلبي، و عمر مكانك ما اتغير، و لا صغر انا بس كنت بعلمك.. الاول بعدت عشان قولت ان مؤمن دة حد بيحبك بجد، و عمرى ما هقف في سعادتك لو بـ أي حاجة، بعد كدة عرفت انه و**، و زبالة كان بيتسلى... قولت اقسي عليكي عشان اعلمك لكن انا عمر ما قلبي بطل يدق ليكي ابدًا... هو عايش على حبك اصلًا..انتِ النبض بتاع قلبي. 

شعرت بتراقص قلبها بداخلها، تقسم انه سيتوقف من فرط السعادة التي تشعر بها الان، قبض هو على يديه قائلا لها بضيق 
:- مش لو كنتِ وافقتِ كنت ضغطت على ارغد نكتب كتابنا، كان زماني عملت حاجات كتير مانع نفسي عنها دلوقتي.. 

وضعت كفها على فمها، و هي تضحك بكسوف، و خجل اردف هو قائلًا لها بجدية، و هو يشعر بالغيرة... يريد ان يحميها من اعين الناس جميعًا 
:- اسيا بطلي ضحك قدام الناس..

اومأت له براسها الى الامام، و اردفت قائلة له بجدية، و نبرة هادئة
:- مالك لازم تتاكد ان مفيش اي حد في حياتي غيرك، و علاقتي بمؤمن انتهت.. انا بكرهه اوي دلوقتي هو سبب وجعي، و دموعي، و بعدك عني فبقيت بكرهه... 
كانت تتحدث و هي تقرر ان تمحي تلك الصفحة نهائيًـا و ها هي الان تمسح اثر الرماد تلك الصفحة التي انهتها من حياتها الى الابد..  

ابتسم مالك في وجهها قائلا لها بثقة، و حب 
:- عارف، عارف يا قلبي.ظظ متفتحيهوش تاني دة حوار انتهى، و انت عرفتي غلطك، و اسف لو كنت قاسي معاكي بس كنت بتعذب اكتر منك والله.. 

امسكت كفه تضمه بين كفيها بحب، و هي تطالعه بامتنان واضح في نظراتها..... تمنى هو ان يضمها، و يضعها داخل حضنه... لكنه الجم مشاعره، و سيطر عنها بصعوبة و هو يبتسم في وجهها... لكنه لم يستطع سوى ان يقبل ظهر يدها بحنان..  

شعرت اشرقت بصدمة ما ان استمعت الى حديث الطبيب و هي لا تصدق ان من الممكن ان يحدث هذا معها، من الممكن ان يتنازل طبيب عن اخلاقه من اجل اي شي مهما كان... هبت واقفة، و اقتربت منه مقللة المسافة التي كانت بينها، و بين ذلك الطبيب الحقير... اردفت قائلة له بنبرة غاضبة، و صوت عالٍ 
:- انتَ انسان حقير، و زبالة متصلحش انك تكون دكتور انا قولت استحالة تسمع كلامها الزبالة دة... لكن انتَ طلعت كداب، مخادع متصلحش انك تكون دكتور. 

اقترب ارغد منها، و هو يعقد حاحبيه لا يفهم شي مما تقوله، و ماذا تقصد هي بحديثها هذا مع الطبيب... اردف ارغد يسأل اياها بجدية، و اهتمام 
:- في ايه يا اشرقت ممكن تهدى، و تفهميني انا.. 

وحهت بصرها نحوه، و بدات تقص له ما استمعت، و هي تطالع الطبيب بنظرات حادة، محتقرة.. غير مصدقة انه لغى شرف مهنته، و اخلاقه ... اشارت نحوه بسببتها، و هتفت قائلة لـ ارغد باحتقار 
:- الاستاذ الحقير يا ارغد اللي المفروض انه دكتور محترم سمع كلام ست مرام، قالتله يقول كدة، و سمع كلامها، و قال لينا زي ما قالتله، و باع نفسه عشان شوية فلوس قالت انها هتديهاله.. 

كانت اشرقت تطالع اياه بـ نظرات شرسة، و هي تتمنى ان تنقض عليه فـ الي طفلها و لن تصمت أبدا، ً لن تسمح ان يحدث له اي شئ حتى و لو ستفديه بحياتها، لن تسمح ان يصيبه اي شئ من مخططات من حولها، لا تصدق انها ستعيش يومًا حياة مثل هذة، الجميع يتصارعون ضدها.. كانت تعيش، و هي غير واعية بكل ما يحدث لها.. اغمضت عينيها بـالم واضح تذكرت ما سمعته  عندما كانت تمرئ من امام غرفة مرام.. 

""""""""فلااش باااك 
كانت اشرقت تقف تستمع الى حديث مرام خاصة عندما علمت انها تتحدث ماجد 
كانت مرام تتحدث مع ماجد اخبرته قائلة له بخبث، و تضحك بانتصار
:- انا عرفت هي بتتابع مع انهي دكتور، و كلمته هيقولها ان حياتها في خطر، و هينزلوا الطفل، نبقي نشوف ست اشرقت هتحمي ابنها دة ازاء.. 

كذَّلت اشرقت ما سمعته، و هي لا تصدق ان ممكن ان يحدث شئ مثل هذا... كيف للطبيب انه يكذب في هذا الشئ..؟! 

""""""""""""""""" باااك 
كان الطبيب يطالعها بتوتر شديد، فقد كان العرق يتصبب جبينه، و هو يبتلع ريقه بتوتر.. يعلم ان ارغد لم يمرِئ هذا على خير، اردف قائلًا له بنبرة مهزوزة، و تلجلج، و هو يشعر ان قلبه سيتوقف من الخوف الذي يشعر به الان 
:- ا.. ايه اللي بتقوليه دة يا مدام اشرقت..ا.. انا دكتور محترم  ليا اسمي و سمعتي اخاف عليه مش فاضي للي بتقوليه دة دة اسمه لعب عيال كلام اطفال صغيرين..يعني انا هغامر بسمعتي عشان حاجة تافهة زي كدة.. 

هُـنَـا و قد صاح به ارغد بحدة، و صوت عالٍ، و هو لا يتحمل اسلوبه هذا معها فـ هو بدلا مز ان يصلح خطأه بكل اسف هو يتمادى، و يزداد فيه 
:- انتَ اتجننت شكلك مش باقي على عمرك
. اتفضلي يا اشرقت اطلعي برة استنيني يا حبيبتي. 

حركت اشرقت راسها الى اليمين، و اليسار برفض جاءت ان تتحدث لكن قطعها هو بنظرة حادة، قوية اخرستها و فهمت مغزاها هي جيدًا، اشار لها بسبابته الى الباب اومات له هي براسها، و خطت خطواتها نحو باب الغرفة و خرجت بالفعل تاركة اياه، و هي لا تعلم ماذا سيفعل معه تشعر ان بالها منشغل بشدة.. 

اقترب ارغد منه قاطعًا المسافة التي كانت بينهما كان ينظر له نظرات غاضبة تخترقه... شعر ذلك الطبيب انه سيقع ارضا بسبب نظراته تلك، قبل ان يتحدث وجد ارغد يلكمه في وجهه لكمة قوية كان سيقع ارضًا على اثرها لكن كان ارغد محكم في قبضته عليه اردف قائلا له بغضب شديد 
:- انتَ دكتور انتَ..انسان متخلف قسمًا بربي ما هسيبك انا هعرفك كنت عاوز تقتل ابني، اسمك هيتشطب من النقابة كلها انت انسان زبالة، *** متستحقش انك تبقي دكتور.. الله اعلم هنغش كم واحد تاني، و لا غشيت كم واحد... قام بضربه مرة اخرى قبل ان يردف قائلًا له بخبث، و نبرة غاضبة 
:- شوف، و اسمع اللي هقولك عليه هتقول لـ زفتة اللي اسمها مرام انك عملت كدة فعلًا، و نزلت الطفل..سامع ليتابع بجدية، و وعيد و هو يطالعه بنظرات حادة ارعبته
:- قسمًا بالله لو ما عملت كدة لهكون حبسك انت سامع.. 
اوما له الطبيب براسه، و هو يشعر بالخوف، جسده يرتجف كليًا قام بالتقاط هاتفه، و بدأ يدق على مرام اخبرها انه سيدلف الان لعمل عملية الاجهاض لـ اشرقت شعرت مرام بسعادة لا توتصف لكن على الرغم من ذلك كات كل ما يشغل بالها تلك الرسائل، تود ان تعلم مَـنْ ءا
ذلك الشخص الذي يهددها.. 

خرج ارغد بعدما هدد اياه توجهت اشرقت نحوه مباشرةً ما ان رات الباب يُـفْـتح اردفت قائلة له بنبرة قَـلِـقَة خائفة تسال اياها 
:- ايه يا ارغد عملت ايه معاه..؟! 

ضمها ارغد نحوه، و ظل يربت على ظهرها بحنان لتهدأ قبل ان يردف مُجيبًا اياها بنبرة حانية، هادئة، و بدأ يقص عليها ما فعله.. اختتم حديثه قائلا لها باطمئنان، و نبرة واثقة 
:- متخافيش يا حبيبتي، خليكي واثقة فيا استحالة اخلي اي حاحة تحصلك لا انتِ، و لا ابني..

ابتسمت ابتسامة باهتة، و هي تشعر بتعب شديد لم يكن تعب جسدي بل كات تعب نفسي... ماذا فعلت هي لتتلقي كل هذة الصددمات في حياتها..؟! هي دائمًا مسالمة لم تفعل شئ لـاحد..؟! تمنت ان والدتها تكون معها في تلك الفترة، تتمنى ان تجد احد تفرغ له كل ما تشعر به، و ترتمي داخل حضنه، و تبكي... لكنها للاسف لم تجد هذا الشخص في حياتها ابدًا، لم تتلقي الحنان سزى من ارغد الان... اخذها ارغد، و نزلوا سويًا حتى وصلوا الى الكافيه التي يوجد به مالك، و اسيا... وجد ارغد اسيا جالسة، و الإبتسامة تعلو ثغرها ابتسم ارغد لسعادتها الواضحة عليها.... تمنى ان تظل سعيدة هكذا طوال حياتها القادمة.ظظ اقترب منهما قائلًا لهما بهدوء، و هو ينظر نحو ساعته الذي كان يرتديها في يده اليسرى
:- خلصتوا و لا ايه..؟! 

اومأت له اسيا براسها الى الامام، و هي تطالعه بشكر تحمد ربها انه موجود في حياتها تتمنى ان كل اخ يكون مثل ارغد.. كانت ايضًا  تشعر بالخجل لم تعلم كيف ترد عليه، بينما اردف مالك يُجيب اياه هو بهدوء 
:- ايوة يلا.. 

اردف ارغد قائلا لهم بضيق، جاهد ان يخفيه؛ كى لا يقلقهم
:- معلش يا مالك خد اسيا، و امشوا و انتِ يا اسيا اللي يسألك قوليله ان اشرقت معايا، و حاولي تبيني انك زعلانة قدام مرام خاصةً 

شعرت اسيا بالتوتر... فما يقوله هذا يعني ان حدث شئ ما، اردفت تسال اياها بقلق، و خوف 
:- هو في ايه يا ارغد حصل حاجة..؟! 

ابتسم ارغد في وجهها ابتسامة مصطنعة، قائلًا لها بهدوء  :- متخافيش يا حبيبتي، محصلش حاجة، اسمهي كلامي بس، و انا هبقي افهمك.  

اومات له اسيا، و سارت مع مالك.. بينما ابتسم هو في وجه اشرقت، و هو يحاول ان يجعلها تتطمئن، و تهدأ.. 

بعد مرور يومين دلفت اشرقت الفيلا بخطوات مرتبكة متعبة كما قال لها ارغد و صعدت مباشرة نحو غرفتها  غمز لها ارغد بعينيه، و قد علم ان مرام تقف الان امام  الباب في الخارج تستمع لهما اردف ارغد قائلًا لـ اشرقت بصوت عال نسبيًا؛ كي يصل الى مسامعها 
:- خلاص قولت بطلي عياط اللي حصل دة طبيعي نتيجة القرف اللي انتِ بتعمليه. 

على الرغم من انها تعلم انه يتفوه بذلك؛ بسبب مرام الواقفة في الخارج،  الا انها بكت بالفعل لم يكن تمثيل كما اتفق معها، فحديثه هذا نسبة لها قاسي، و بشدة اردفت تقول له من بين شهقاتها.. كانت تتخيل اذا كان مازال لن يعلم الحقيقة كان ماذا سيحدث لها اردفت قائلة له بصوت باكي، متقطع
:- على فكرة قولتلك انه ابنك، و انتَ متقبلتش راح ربنا اخده مننا حرام عليك.. 

شعر ارغد انها تبكي بالفعل لم يكن تمثيل فدموعها كانت تسيل على وجنتيها بالفعل.. اتجه  نحوها ضاممًا اياها داخل حضنه بحنان، و قام بالتقاط هاتفه ليرسل رسالة اخرى امرام من خطه الجديد الذي قام بشراءه لها مخصوص، و هو يتمنى ان يقتلها قام بارسال صورة اخرى لهما هي،و ماجد... نظرت مرتم الى الهاتف بتوتر و قد اتجهت الى غرفتها مرة اخرى، و هي تشعر بالتوتر فتلك التهديدات اصبحت تلازمها في تلك الفترة
اقترب ارغد من اشرقت جاذبًا اياها الى حضنه، و هو يربت عليها بحنان قائلًا لها بهدوء بعدما تاكد ان تلك الحية قد ذهبت 
:- في ايه يا حبيبتي، اهدى هي خلاص مشيت اهدى يا حبيبتي مانا مفهمك كل حاجة بتعيطي ليه..؟! 

اردفت اشرقت قائلة له بصوت متقطع، ضعيف من بين شهقاتها، و هي تمسك كفه بين يديها 
:- مش قادرة اصدق يا ارغد، مش قادرة اتخيل لو انا مكنتش سمعتها كان زماني فقدت ابني بسببها، و المشكلة ان انا معملتلهاش حاجة.

ضمها ارغد في حضنه، قائلا لها بهدوء، و هو ينظر امامه بغضب شديد
:- يا حبيبتي دة هي ال**** انسانة متستهلش انك تعيطي عشانها... ثم تابع بحنان و هو يويل دموعها من فوق وجنتيها برفق 
_ دموعك غالية اوي يا اشرقت، اوعي تنزليها عشان واحدة زي دي.. 
كان يتوعد لمرام بغضب شديد، فهي سبب في دموعها الان، يقسم انه يعشقها يعشق براءتها، نقاءها، و طيبتها كل شئ بها.. تمنى ان ياخذها، و يذهب بها الى عالم اخر بعيدًا عن كل هذا... فهما استغلوها بشدة يعلم انها عانت بسببهم جميعًا..لكنه سيمحي كل هذا من حياتها..  

_الْـبَـعْـضُ يَـسْـتَـغِـلُ طِـيـبَـتَـنَـا، وَ بَـرَاءَتَـنَـا 
لـ صَـالِـحِـهُم، هَـؤُلَاء يَـكُـونُـوا أَسْـوَأ الْاشْـخَـاصِ فِـي الْـعَـالَـم_

في الصباح علم ارغد ان والده يريد ان يتحدث معه، فهو قد ارسل له احدي الخادمات... نزل ارغد له وجده جالس ينتظر اياه 
جلس امامه يسأله بهدوء، و هو يشعر ان قد حدث شي ما بالطبع
:- في ايه يا بابا، في حاجة مهمة..؟! 

اومأ له عابد براسه الى الامام، و قد ردَّ عليه بنبرة هادئة، و هو يبتسم في وجهه
:- اه فيه انتَ عامل ايه مع مراتك، و كدة..؟!  

شعر ارغد بالقلق لحديث والده هذا... فعلى الاكيد لم يطلب منه ان يأتي لـ سأله عن احواله هو، و اشرقت لكنه اجابه بهدوء، و نبرة واثقة 
:- الحمدلله يا بابا كويسين.. 

اردف عابد قائلًا له بهدوء مغزي، بعدما ربت على كفه بهدوء 
:- طبعًا انتَ عارف الصفقة الجاية، و معادها و كدة صح..؟!  

اوما له ارغد براسه، و هو يجيب اياه بثقة شديدة لم تليق سوى به 
:- ايوة يا بابا، و انا مجهز كل حاجة، و تقريبا كدة هخلي مالك هو اللي يسافر الاسبوع دة؛ لاني مش فاضي..
رد عابد عليه بـاعتراض، و حزم 
:- لا يا ارغد، انا شايف انك انتَ تروح افضل دي صفقة مهمة، و انا هبقي مش متطمن لو حد غيرك راح.. روح انتَ دة كله اسبوع.. 

اعترض ارغد على هذا الحديث.   فهو لا يجب ان يسافر و يترك اشرقت في هذا الوقت ابدًا... لا يعلم ماذا سيحدث لها، اذا تركها وحيدة في تلك الظروف خاصةً 
:-  لا يا بابا مينفعش..اصل 
صمت ارغد، و هو لا يعلم ماذا سيقول و كيف سيشرح له الان..؟! 

رد عابد عليه قائلا له بصرامة، و هو لا يفهم سبب رفصه هذا  
:- هو ايه اللي لا، دي حاجة مهمة مينفعش غيرك اللي يروح..ارغد اخنا رجعنا اسم العيلة بالعافية اتمنى منضيعهوش عشان حضرتك تقعد مع مراتك، و تخرجلك مشوار... انتَ عارف انا دايمًا بشجعك، و بفرح لما تقضي وقت سعيد مع مراتك لاني فاهم كويس العلاقة بينكوا.. بس مش هيحصل حاجة دة اسبوع كله على بعضه.. 

اومأ ارغد براسه لوالده، و خرج تاركًا اياه ليغمض عينيه بضيق، و هو لا يعلم كيف سيسافر، و يترك اشرقت بمفردها خاصة في هذا الوقت... يشعر بالعجز الشديد فلولا حملها كان سياخدها معه بالطبع... 





تعليقات