ظلمات قلبه
البارت الثالث عشر 13
بقلم هدير دودو
شك ارغد بأشرقت، و بتصرفاتها المريبة تلك.... فهي واضعة زراعها الممسك بالصور خلفها تصرف طفولي، برئ، احمق فعلته هي دون تفكير عندما رأت تلك الصور و محتواها الغير لائق ابدا، و رأت ارغد ذات نفسه امامها...شعرت بالتوتر، و الارتباك لتبدا كعادتها تتصرف دون تفكير... فهم ارغد من طريقتها تلك ان يوجد شي خفي تخفيه هي عنه خلفها.... اندفع نحوها فورا بلمح البصر كان قد جذب زراعها الموضوع خلفها ليجدها ممسكة بتلك الصور..
ظل ينظر لهم متأملا اياهم بغضب شديد... عينيه تلتمع البغضب... كان الشرر يتطاير من عينيه، عروقه برزت شاعرا بنار في صدره تحترقه.... اما هي فقد سقطت دموعها، ظلت تحرك رأسها يمينا، و يسارا.... تشعر ان صوتها محجوب لا يريد ان يشرح له شي... تقف كالعاجزة امامه.... لا تستطع الدفاع عن نفسها منظره امامها بهذا الشكل يخوفها لا لا يخوفها بل يرعبها... فمن يراه يقسم انه سوف يقتلها الان... ابتلع هو ريقه بصدمة لكنه استطاع بقدر الامكان ان يتمالك ذاته... ضاغطا على استانه بقوة، زافرا بصوت مسموع، ليتنهد تنهيدة حارة اقسم انه إذا ترك غضبه عليها الان سوف يقتلها... ليهتف متسائلا اياها بغضب مكتوم...يكبته بصعوبة
:- من حقي أفهم ايه دة يا ست المحترمة ياللي مبتكلميش ماجد، و لا ليكي اي علاقة بيه، و اقدر اسأل اي حد.. قال جملته بسخرية لاذعة...
اومات له برأسها بارتجاف... و هي تشعر بالارتجاف كليا.. جسدها ينتفض من شدة الخوف تتمنى ان تنشق الارض، وتبتلع اياها... فهي الان في موقف لا تُحسد عليه... لتمتم قائلة له بخفوت، و عدم انتظام في الحديث :- ل.... لا ... ل.. ا...انت فاهم غلط ...ا.. انا .. معرفش حاجة ..ع..عن الصور دي معرفش ...لقيتهم عالسرير ...و وآلله الصور دي مش حقيقية و..والله.
شعر ارغد بالتشتت... يود ان يقتلها في تلك اللحظة اقترب منها بشدة فاصلا بينهما اي مسافة... اصبح لا يفصل بينهما شئ... كانت انفاسه تلفح وجهها ليرفع فجاءة يديه الى اعلى اغمضت هي عينيها بخوف توقعت ان يديه سوف تُهبط الان على احدى وجنتيها... كانت شفتيها ترتعش، اسنانها تصك على بعضها، يديها ترتعش تقسم انه اذا لم يقتلها هو الان سوف تموت حالا من الرعب الذي تشعر به الان... لكن ما حدث جعلها تنصدم تقف كالمشلولة لا تعلم ماذا ستفعل او ماذا يحدث الان لتتفاجي به يضع يديه التي كانت مرفوعة في الهواء على خصلات شعرها الناعم...كان يمسد على شعرها بحنان و يديه الاخرى تجذها لتصبح داخل حضنه ظل يربت على ظهرها بحنان متمتما لها بصوت هامس منخفض داخل اى اذنيها خاصة عندما راى حالتها
: هششش.. اهدي يا حبيبتي اهدى حملها بين زراعيه متوجها بها الى الفراش و قان بوضعها على ساقيه محاوطا اياها باحدى زراعيه... قائلا لها بجدية، و هدوء على الرغم مما يشعل به بداخله... يشعر بكتلة من الغضب اذا اطلق صراحها سيدمر كوكب بأكمله.... نار تشتعل لكنه حسم قراره متجاهلا كل هذة المشاعر الغاضبة
:- اهدي يا اشرقت اهدى يا حبيبتي... حاولت هي كبت دموعها.. و هي تشعر بشعور غريب... نظرت اليه لكن قبل ان تسأله اجاب هو فهو قد فهم سؤالها ليتنهد تنهيدة حارة قبل ات يهتف مُجيبا اياها بهدوء و تفهم
:- هفهمك طبعا المفروض بما انك بتقولي انك مش انت اللي في الصور، و كدة و ان مفيش حاجة بينك، و بين ماجد و كله كذب... فانا قررت اصدقك يا اشرقت هصدقك هسمع كلام قلبي لمرة واحدة يمكن المرة دي متتكررش تاني... فدي فرصتك با اشرقت احكيلي حاليا اي حاجة مخبياها عني... ليتابع بتوعد، و غضب و قد تبدلت لهجته الى اخرى اشد، و اصرم مبررا لها سبب ما يقوله، و يطلبه منها الان
:- عشان لو عرفت يا اشرقت بعد كدة ان في حاجة حصلت... انا معرفهاش او متقالتليش انا مش هرحمك انا حاليا هغفرلك كل اللي حصل، و هبدا معاكى صفحة جديدة بما انك قولتي انك بتحبيني، و انا اكيد بحترمك و بنت عمي و لو لقيتك زوجتي اللي اتمنناها، و راسمها في خيالي مش هحبك بس دة انا هعشقك، و دة شئ واثق منه... نظر لها ينتظر منها اجابة لسؤاله.
كانت كلماته تلك تشعرها بالامان و الفرحة تشعر كم كرم ربنل عليها كبير لتبتسم في وجهه ابتسامتها الجذابة المشرقة التي لا تليق سوى بها..كانت تشعر بقلبها سوف يخرج من مكانه، يدق بسرعة شديدة... لم تستطع هي التحكم به، و بدقاته... تشعر ان الحياة تفتح لها ابوابها من جديد... تعطيعا فرصة يجب عليها التشبت بها باقصي ما لديها من قوة، وجهد... تشعر بالفرح انه قرر ان يصدقها لكن سرعان ما تلاشت ابتسامتها تلك و حل محلها القلق، و التوتر، و الخوف لتمتم قائلة له بصوت خافت منخفض لا يصل سوى لمسامعه هو فقط و بالكاد لا يسمعه
:- ب.. بس يا ا..ارغد ا..انا قولتلك...ان.. انا مش بنت.. بسبب اللي حصلي..يعني ا...اللي...اغت..
كانت كل كلمة تتفوها تشعرها بالانكسار، و الذل كان تتحدث و هي مطأطاة راسها ارضا لم تستطع النظر في عينيه
قطع هو حديثها هذا واضعا يديه على ذقنها رافعا راسها الى اعلى يشعر بكم الانكسار الذي تشغر به نبرة صوتها توضح كل شئ تشعر به ليبتسم في وجهها باطمئنان يبث بداخلها الثقة، و الهدوء كانه يوصل لها اجابته...كات يشدد من احتضانها ليشرد بذاكرته الى امس مساءا.
فلاااش باااك
كان ارغد يتمنى ان يعلم الحقيقة يشعر عقله سوف ينفجر الان.... كان قلبه يحثه على مسامحتها، و ان يصدقها.... بينما كان عقله يقول له انها كاذبة، مخادعة تخدعه.... كان سوف يدلف الى والده يساله لكن كان ما يوقفه انه لا يريد ان يشوه صورتها امام والده.... ليأتي في باله يسرية يعلم مدى علاقتها القوية باشرقت حيث انها جاءت اليه قبل زواحها من ماجد بامر من اشرقت، و هو من قام بطردها دون ان يستمع اليها.... اتجه اليها سريعا حيث انها كانت تقف في المطبخ... وقفت نظرت له باحترام ما ان راته... لتساله اذا كان يريد شيئا و بالفعل طلب منها فنجانا من القهوة و ان تجلبه لها بنفسها في الحديقة بدات هي بنفسها تعد له القهوة سرعان ما انتهت و خرجت متحهة اليه في الحديقة كما قال لها.... وضعت له القعوة، و جاءت لتذهب لكن استوقفها صوته قائلا لها بنبرة آمرة متسائلا اياها
:- استنى يا مدام يسرية انت علاقتك باشرقت قوية لدرجة انك عارفة عنها كل حاجة مش بتخبي عنك حاجة صح..؟؟!
شعرت هي بالارتباك، و التوتر في البداية من سؤاله المفاجئ هذا.... لكنها اومأت له براسها قائلة له بتاكيد
:- ايوة يا ارغد بيه انا بحب اشرقت هانم، و بعتبرها زي بنتي... في حاجة..؟؟!سألته، و هي تشعر بداخلها بالتوجس... فارغد ليس اي شخص كل كلمة يتفوهها يكون لها سببا...و سببا هام لديه
ليجيبها هو على سؤالها هذا بسؤال اخر... لكن بطريقة غير مباشرة... فهو يود ان يعلم عن اشرقت كل شي لكي يقطع الشك الذي داخله باليقين
:- لا مفيش... بس عايزك تحكيلي عن علاقها بماجد جوازهم اللي كان هيتم، و هرب مرة واحدة اكيد فيه سبب و سبب قوى كمان... و لا انت ايه رايك..؟؟!
صُدِمت هي من سؤاله هذا... لكنها سرعان ما اجابته قائلة له يتوتر، و صدق
:- لا يا ارغد بيه... انت فاهم غلط... اشرقت مكانش بينها هي، و ماجد اي علاقة... هي مكانتش موافقة على جوازتها منه اصلا،شريف بيه هو اللي غصبها ما صدق يخلص منها بسبب...لتركز فيما كانت تتفوهه لذلك قطبت حديثها مسرعة، و بعتتني ليك عشان يمكن تقدر تساعدها بس حضرتك رفضت تسمع.... لكن هرب ليه فوالله ما اعرف.
تنهد ارغد بضيق.... و هو مازال لم يستطع فهم شي فهي تجاوبه بطريقة غير مباشرة كما يسأل هو ليسألها سؤال اخر
:- و عمى ايه اللي غير طريقته مع اشرقت... رغم انه كان بيعشقها، و دايما بيعملها اللي هي عاوزاه.
لم تعلم هل تخبره ام لا... لكنها تذكرت ان اشرقت قالت لها انها اخبرته بما حدث معها لتجيبه بصوت منخفض
:- عشان اللي حصلها يا ارغد بيه، و اغتصابها هو شايف و معتبر ان دة مصيبة، و هي غلطانة فيها مع انها هي حرام مظلومة.
شعر ارغد بصدق حديثها... خاصة انه يؤكد حديث اشرقت ليشير لها باحدى يديه ان تذهب.... شعر انه يود ان يقتل نفسه؛ بسبب معاملته لها.... كيف له ان يصدق ما قيل عنها..؟؟! كيف له ان يقسى عليها...؟؟! هو بنفسه هو من لم يستحمل ان احد يحدثها كلمة واحدة... هو من يلعن دائما زوجة عمه على ما تفعله بها.... يشعر انه اسوأ منهم جميعا بمراحل.... لكنه حسم امره قرر الا يخبرها شي، و سوف يعوض اياها عن كل ما عاشته على يده، و على يد عمه، و زوجته.... و بالاكيد سوف يجد ماجد، و يندمه على افعاله تلك ليشير ليسرية باحدى يديه ان تذهب بعدما نبه عليها، و حذرها الا تخبر احد بهذا الحديث الذي دار بينهما الان...
باااااااااااك
ضمها ارغد اليه بشدة يود ان يدخلها داخل صدره.. يخبئها به يحميها من هذا العالم التي لا تعلم عنه هي شي..وقع نظره على شفتيها.... لن يستطع ان يمنع نفسه و يتحكم في ذاته.... ليلتقطهما في قبلة ساحرة سحرتها و سحرته هو الاخر معها.... شعرا انهما الان في عالم منفصل عالم عشقهما هما فقط.... تمنت لو انهما يظل هكذا دائما... شعرت انها الان كالفراشة طائرة معه لكنه اضطر ان يبعد عنها عندما احس بحاجتها الى هواء ظل ياخذ نفسه بصوت مسموع لاهث ليحملها واضعا اياها على الفراش برفق و هو ينوى ان يُفجر المشاعر الذي كان يكبتها دائما... فقد حان الان وقت تفجيرها مع معشوقته مالكة قلبه لينقض عليها بقبلاته يزوعهم على عنقها بحب، و حنان، و رغبة قوية بداخله لكنه حاول ان يهدئها فهو الان مع من حلم بها سنوات، و ليال من سكنت، و تربعت داخل قلبه، و عقله، و فكره... ليصعد بقبلاته على وجهها ظل يوزع عليه قبلات رقيقة صغيرة...يقبل كل انش به...كانت هي مستسلمة بين يديه تعيش اشياء جديدة لم تجربها.... حتى غاسوا سويا في عالمهم الخاص لكم ان تتخيلوا مدى عشقهم لبعضهما كان مع كل حركة، و همسة يفعلها يثبت لها انه لم يحبها بل يعشقها حد الموت...
عند اسيا كانت جالسة تبكي تلوم تفسها على فعلتها الطائشة، الغيية... كيف ان تضيع مالك من بين ايديها..؟؟!فهي ضيعته؛ بسبب ذلك الذي يدعي مؤمن فهي اختارته، و فضلته... و في النهاية قال لها بصراحة انه لم يحبها، و كان يتسلى بها لتلتقط هاتفها سريعا دون ذرة تفكير قامت بالاتصال على رقم مالك فهي قد اخذته من هاتف ارغد دون ان يعلم... ما ان راى مالك رقمها حتى فتح خوفا من ان يكون قد اصابها شي ما... سرعان ما اتاها صوته المتوتر، القلق... و هو يَدعِي ربه سرا ان تكون بخير
:- الو يا اسيا مالك فيكي حاجة..؟؟!
ابتسمت هي بفرح عندما سمعته ينطق اسمها دون ان تُخبره انها هي المُتصلة لتهتف قائلة له ببكاء، و صوت حزين باكي
:- ايوة يا مالك فيه.... انا حاليا قاعدة بفكر فيك، و مش عارفة اذاكر، و امتحاني بعد بكرة اسقط، و لا اعمل ايه فهمني انت..؟؟!
ارتسمت على ثغره ابتسامة لا ارادية على حديثها المنفعل هذا..... لا ينكر ايضا انه شعر بتراقص قلبه بداخله لكنه اردف مُجيبًا اياها بجدية، و صرامة مخالطة ببعض اللين ايضًا
:- بطلي هزار، و مرقعة يا ست هانم.... روحي ذاكرى يلا، و بطلي تفكير.... ليضيف بسخرية، و ضيق قائلا لها او فكرى في سي مؤمن عشان لو سقطتي يبقي بسببه مش بسببي انا.
كاد ان يغلق المكالمة لكنه سمعها و هي تبكي...تبكي بقوة، صوت شهقاتها يقطع قلبه بداخله ليردف قائلا لها بلين، و هدوء و قد بدّل طريقته تمامًا
:- طب اهدى يا اسيا اهدى، و بطلي عياط لو عيطتي هقفل، و اسيبك.... اتفضلي يلا ذاكرى بصوت عالي و انا هفضل معاكي لغاية ما تخلصي خالص، و بعدين ابقي اقفل..
ابتسمت هي بفرحة، و حماس سرعات ما امسكت بالكتاب و الاوراق التي كانت تضعهم امامها... لكنها اردفت قائلة له بتراجع، و نبرة حزينة
:- بس انت كدة مش هتقدر تقوم عشان الشغل بتاعك، و هتتعب.
فرح باهتمامها هذا به لكنه رد عليها قائلا لها بلا مبالاه
:- متخافيش انا هتصرف، و كمان متعود على كدة عادى ليتايع بنبرة آمرة... يلا انت ابداى مذاكرة، و انا اهه معاكي، و سامعك.
بالفعل بدات تذاكر، و هو مازال معها على الهاتف..
استيقظت أشرقت وجدت نفسها نائمة داخل احضان ارغد لتبتسم بخجل، و قد اصطبغت وجنتيها باللون الأحمر القاني.... عندما تذكرت تفاصيل ليلتهم سويا.. ابتعدت عنه محاولة النهوض بهدوء، و بطء؛ كي لا توقظه و تزعجه لكنه شدد من ضمها اليه قائلا لها بصوت مدعي انه ناعس لكنه بالاساس استيقظ ما ان تحركت هي
:- اممم خليكي يا حبيبتي انت تعبانة..
عضت هي على شفتيها بخجل قائلة له بصوت خافت. متوتر يكاد الا يستمع
:- م.. ما هو اصل عاوزة اخد دوش و .. كمان جعانة بصراحة قالت جملتها الاخيرة بصوت ضعيف... اضعف مما قبل.
ضحك هو بشدة و بصوت عالي، مسموع على خجلها الواضح هذا..... قبل ات يقوم بمداعبة ارنبة انفها، و هو يهتف قائلا لها بمزاح، يلوم نفسه
:- لا انت كدة فعلا هتتعبي مني.... ازاي نسيت انك جعانة ممكن تهبطى مني، و انت لسة تعبانة برضو مبقالكيش كتير خارجة من المستشفي تعالي.... ناخد دوش مع بعض، و بعدين نفطر.... ثم تابع حديثه بجدية :- و بعدين عاوز اتكلم معاكي كم حاجة و افهمك كم حاجة كدة..
كان وجها مشتعل بالخجل لكنه شحب بخوف ما ان انهى حديثه لتهتف قائلة له بتوتر، و ارتباك شديد
:- ع.. عاوز تقولي ايه.. قولي دلوقتي.. مش مهم ناكل...
عقد ارغد حاجبيه بدهشة، و استغراب من تحولها الملحوظ.... ليهتف قائلا لها بتساؤل على الرغم من انه يعلم اجابة سؤاله
:- في ايه يا أشرقت.... مالك اتغيرتي كدة ليه..؟؟!
ابتلعت هي ريقها قبل ان تبتسم في وجهه ابتسامة مصطنعة.... قائلة له بكذب تخفي خلفه توترها
:- م.. مفيش يا ارغد هيكون في ايه.... انا بقولك يعني قول دلوقتي بدل ما نستنى يعني...
جذبها ارغد مقربا اياها عليه... و قام بالهمس داخل اذنها قائلا لها بصوت يملؤه الحنان، و الحب.. دمود ان يبث بداخلها الامان فهو يعلم ان ما مرت به في حياتها ليس هَيِّن، و ان له تأثير عليها
:- مش عاوزك تخافي، و لا تقلقي...... طول ما انت معايا... ليتابع حديثه بثقة، و قوة قائلا لها طول ما انا موجود مش هسمح لاي حد يئذيكي، و لا حتى
بكلمة.... عاوزك تتعاملى مع الكل بثقة من غير ما تخافي من حد، و انا اوعدك ان مش هخلي حد يئذيكي ماشي... انهى حديثه، و ابتسم لها بلطف..
بادلته هي الابتسامة.... و هي تشعر بالثقة، و الامان تشعر بان لديها سند تستند عليه في حياتها دون خوف، شخص تحتمى به من ظلم الحياة لها.... قطع هو افكارها تلك... عندما قام بحملها بين ذراعيه.... متجها الى المرحاض كانت تشعر بالخجل، و التوتر لكنها ما ان نظرت في عينيه حتى نست كل شئ....فقد اختفي عقبها، و تبخر تركيزها.... اغمضت عينيها متمنية ان تظل بجانبه الى الابد كان هو يقبلها تحت الماء بعشق واضح يعوضها بحنانه عن تلك الايام التي عاشتها، و هو يتوعد لجميع من خدعه بالعقاب..
اردتدت هي ثيابها و جلست امام المرأه؛ كى تمشط شعرها... لكنه التقط من يديها الفرشاة، و بدأ هو في تمشيط شعرها كم يعشقه، و يعشقها.... يعشق ادق تفصيلة بها... ليهتف قائلا لها بحب شديد
:- بعشق شعرك اوي يا أشرقت عامل زي الشمس لما بتشرق.. سبحان الله اسم على مسمى انت فعلا اشرقت يا اشرقت انت اشراق حياتي كلها..
ابتسمت اشرقت بخجل ما ان سمعت مدحه هذا لها لتهتف قائلة له باندفاع، و عدم تحكم في حديثها،و مشاعرها
:- و انا بعشقك انت يا ارغد يا حبيبي... انت عوض ربنا ليا... ما ان انتبهت على ما قالته حتى عضت على شفتيها السفلى بخجل.... خجل شديد واضح على وجهها لتخفض رأسها أرضا ... ابتسم هو عليها... فهو يعلم كم هي متسرعة، و مندفعة.... لا تحسب ما تتفوه به ابدا
ليهتف قائلا لها بمداعبة ، و مزاح
:- دة انا شكل ابويا و امي داعينلي جامد انهاردة اصل عمك، و مرات عمك -الله يرحمها- دول بركة اوي هما دعولي، و انت اهه طلعتي بتعشقيني.
ضمت هي شفتيها الاثنين معا الى الداخل... قبل ان تهتف قائلة له بخجل يحمل الكثير من الارتباك تبرر له ما قالته هي
:- ع.. على فكرة انا مكنش قصدي .. انت عارف اني بقول الكلام من غير ما احسبه.
ضحك هو عليها، و على منظرها ذلك.... قبل ان يجذبها ضامما اياها في حضنه قائلا لها بحنان
:- عارف يا حبيبتي عارف، و عاوزك على طول تبقي معايا كدة متحسبيش اي حاجة.... طول ما انا موجود اصبري اقوم... اقولهم يحضرولنا اكل عشان متتعبيش.
اومأت له هي برأسها للامام ايماءة بسيطة... فتحرك هو... و قام بالضغط على زر موصل للمطبخ طالبا من احدى الخادمات التي ردت عليه ان تجلب طعام
لهما.... سرعان ما احضرت الخادمة الطعام، و صعدت به الى غرفتهما كما قال لها.... فتح هو الباب و قام بأخذه منها....متجها الى اشرقت، و قام باجلاسها فوق ساقيه... ضامما اياها بقوة، و حماية.... ثم بدا يطعمها بيديه ابتسمت هي بفرح ما ان انتهوا حتى اردف قائلا لها بهدوء، و جدية
:- اشرقت بصي يا حبيبتي، و ركزي معايا.... لما فايزة تطلع تسالك اذا كنت حكيتيلي و لا لا... قوليلها لا يا اشرقت قوليلها ان لسة محصلش بينا حاجة و انا معرفش حاجة فايزة، او اي حد..
قطبت هي حاجبيها بدهشة قائلة له بتساؤل فهي لا تفهم ما يقصده و لماذا يطلب منها ذلك
:- ليه يا ارغد اكدب عليها ليه..؟؟! و بعدين هي مش هتسأل لانها سألتني في تاني يوم، و خلاص...
اذداد هو من ضمها اليه... مجيبا اياها بلطف، و ثقة محاولا اقناعها... فهو يعلم انهم سوف يسألوها؛ لكى يتأكدوا.... و لا بد من ان يوقعهم هو في شر اعمالهم، و يعطي كل شخص خدعه جزاءه الذي يستحقه
:- اسمعي كلامي انا عارف،و واثق انهم هيسالوكي.. انا حابب يا حبيبتي ان حياتنا تكون خاصة بينا، مقفولة علينا احنا بس... مش عاوز اي مخلوق يعرف اي حاجة تخصنا فاهمة يا حبيبتي..انهي حديثه محركا راسه للامام...يحثها على ان تقتنع بحديثه، و تنفذه..
اومأت هي له برأسها، و ردت عليه قائلة له باقتناع...فقد رات انه محق في حديثه... يجب ان تكون حياتهما خاصة..مغلقة عليهما...هما فقط
: فاهمة معاك حق... دي حياتنا، و محدش ليه اي دخل فيها...
ابتسم لها بحب... و هو يقسم انه لم يرى ببراءتها في كل حياته... فهي نادرة ليس من السهل وجود شخص مثلها فهذا يعتبر مستحيل.... ليهتف قائلا لها بنفس الاسلوب كما هو
:- و كمان يا أشرقت لما يسالوكي... ايه سبب التغير اللي هيحصل في حياتنا و كدة قوليلهم اني بس زعلان عشان تعبك، و حاسس ان انا السبب بس متقوليش لا اكتر، و لا اقل ماشي عاوزك تكوني حريصة معاهم كلهم...
اومأت له براسها للمرة الثانية، و هي لا تفهم لماذا ذلك الحرص الزائد من وجهة نظرها... لكنها ظلت تقنع نفسها انه على حق فهو اكثر شخص ادرى بمصلحتها، و مصلحة حياتهما سويا...هو من يعلم نوايا كل شخص حولها...