ظلمات قلبه
البارت التاسع 9
بقلم هدير دودو
في الغرفة عند اشرقت كانت جالسة تتحدث مع مرام لتدخل عليها اسيا فجاءة ..د و هي تهتف قائلة لها بحماس و صوت عالي اشبه بالصراخ
:- اشرقت في حاجة مهمة عاوزة اقولها.. قطعت جملتها مسرعا ما ان رأت مرام ، ظلت تنظر لها بغيظ ... وقفت مرام هي الاخرى تبادلها نفس النظرات لتقطع اشرقت نظراتهم تلك قائلة لهم بهدوء ، و هي ترسم على شفتيها ابتسامة مصطنعة ، هادئة
:- في ايه يا جماعة مالكم... تعالي اقعدى يا اسيا و قولي كنت هتقولي ايه اشارت لها على الفراش لتجلس عليه بجانبهم .... زفرت مرام بغضب ، و جاءت لتخرج هي تاركة اياهم و هي تشعر بالضيق....لكن استوقفها صوت اشرقت التي اردفت قائلة لها بهدوء ، و هي تدعي الجهل ، و تسائلها باستنكار مدعية انها لم تعلم شي عن الحرب بينهما
:- ايه يا مرام مالك..؟؟! احنا لسة مخلصناش كلامنا اصلا اقعدى انت كمان.
نظرت لها مرام ، و تنفست بضيق...ثم حولت بصرها الى اسيا... قبل ان تهتف قائلة لاشرقت بغضب واضح في نبرة صوتها
:- لا خلاص ، و على ايه... لما تخلصي مع ست اسيا ابقي اجيلك انا مش هطير يعني ...كدة كدة مش هخرج انهاردة هفضل في البيت فبعد ما تخلصي هبقي اجي تاني.
رفعت اسيا شفتيها الى اعلى... قائلة لها بغيظ من حديثها ، و طريقتها المتعجرفة تلك
:- في ايه اهدى على نفسك شوية ...انا مكنتش اعرف اصلا انك قاعدة معاها ...على العموم يا ست هانم اقعدى مع اختك كملوا كلامكوا ، و انا ابقي اقعد مع مرات اخويا في وقت تاني.
انهت حديثها ، و ظلت تنظر لها باستفزاز مودة ان تثير غضبها...
تدخلت اشرقت مرة اخرى... قائلة لهم بجدية ، و هدوء محاولة ان تهدئهم هما الاثنين ؛ كي لا يتشاجروا معا كعادتهم الدائمة عندما يجتمعوا
:- بس انتوا الاتنين في ايه مالكم من ساعة ما شفتوا بعض ،و انتوا نازلين خناق... اهدوا على فكرة تقدروا تقعدوا انتوا الاتنين ... مش لازم حد يمشى لتتابع حديثها متسائلة اياهم ...ممكن افهم في ايه انتوا الاتنين بجد مش طبيعيين بالطريقة دي كانكم أعداء بعض.
سرعان ما ردت عليها اسيا اولا ....قائلة لها بضيق ، و اقتضاب.... و هي بالفعل لا تعلم اجابة سؤالها... لكن مرام هي من بدات ... ليس هي منذ صغرهم ... هي من بدأت التعامل بتلك الطريقة.... لذلك تعاملها بنفس ذات الطريقة
:- والله اسأليها هي تقولك مش انا... هي اللي بتتعامل كدة من الاول.
وجهت اشرقت بصرها الى مرام تنتظر منها اجابة لسؤالها هذا ... لتهتف هي الاخرى قائلة لها بضيق ، و حنق .... و هي تتافف سرا
:- اهه كدة يا اشرقت.. انا مش بطيقها ، و لا هطيقها و مش عاوزة اقعد معاها ... قالت جملتها ، و خرجت مسرعة تاركة اياهم .. فهي تكره اسيا ؛ بسبب والدتها هي من كرهتها بها منذ ان ولدت ، و كانت تكرهها دائما في اشرقت ايضا... لكن والدها لم يسمح بذلك ؛ لذلك علاقتها معها متحسنة.
نظرت اشرقت الى اسيا بتوجس ، و اردفت قائلة لها باعتذار ... و هي تشعر بالخجل من فعلة مرام تلك... فبالفعا اسيا لم تفعل لها شي... تتمنى ان تنهي الخلاف بينهما ...لكن دائما تفشا محاولاتها ...فمرام عنيدة بشدة كما ان اسيا لديها كبرياء كبير مثل اخاها
:- معلش يا اسيا... مرام مندفعة شوية ..متزعليش يا حبيبتي تعالي نقعد نتكلم.
ابتسمت اسيا لها بتفهم... فهي لم تفعل شئ ، و اتجهت مهرولة الى الفراش ؛ لتجلس بجانبها... اردفت اشرقت قائلة لها بتساؤل ، و اهتمام
:- ها بقا يا اسيا كنت هتقولي ايه ...؟؟! ايه اللي مفرحك ، و مخليكي تدخلي تصرخي بالشكل دة..؟!
نظرت اسيا ارضا بخجل... قبل ان تهتف قائلة لها بخفوت ، و توتر، و خوف ، و خجل .... مزيج بين العديد من المشاعر الصعب فهمها ، و تفسيرها مشاعر جديدة عليها لم تشعر بها من قبل
:-م.. ماهو اصل.. صاحب ارغد.. مالك اللي سافر معاه قغل الشغل خلاص ، و جاي من السفر .. و انا الصراحة يعني يا اشرقت بحبه ،و خايفة ....خايفة منه ، و من ارغد لما يعرف ، انا خايفة حد يحس او ياخد باله.
نظرت لها اشرقت بتفهم... تفهم مشاعرها ، رات في عينيها حب حقيقي بينها ، و بين ذلك الشخص الذي لم تعرفه هي ... لتهتف قائلة لها بهدوء ، و اطمئنان مخالط ببعض التردد ، و العقلانية
:- متخافيش يا حبيبتي مفيش حاجة مستاهلة انك تخافي بس لازم تفهمي انك مينفعش تفضلي معلقة نفسك على الفاضي ممكن هو ميحبكيش ..لتهتف بتراجع مسرعة ما ان رات تحول ملامحها من الحماس ، و الفرح الى الحزن ، و الشحوب قائلة لها.. انا بقول ممكن مش اكيد مش عاوزاكي تفضلي معلقة نفسك بس... و اللي عاوزه ربنا هيحصل لو كاتبلكوا تتجوزوا.. هتتجوزوا ....اديكي شفتي انا ، و ارغد اخوكي اتجوزنا ازاي ، و بعد ظروف عاملة ايه.
اقتنعت اسيا بحديثها... لتقوم باحتضانها بحب فهي تعتبرها اختها ؛ لذلك تلجأ لها خاصة بعد ان اقتربوا من بعضهما تلك الفترة.
اجتمع الجميع ؛ ليتناولوا العشاء ....كانت اشرقت تشعر بالتوتر ، و الخوف لكنها ما ان رات ارغد اليوم يجلس معهم حتي تبدلت جميع المشاعر التي كانت تشعر بها من قبل ...تحول التوتر الى الثقة ، و الخوف الى ارتياح ، و اطمئنان كل شي تبدل.... فهو الوحيد القادر على تبديل كل شي بداخلها ....تمنت من ربها ان يظل معها طوال حياته ، و ان يحبها ربع ما تحبه هي الان... راضية بربعه ربعه فقط ....بالنسبة لها إذا حدث سوف تكون مثل المعجزة... معجزة من معجزات الدنيا السبع لم تكن تعلم انه يحبها فوق ما تتخيل ، و تحبه هي بمراحل... هو قَلْبُه لن ينبض حتى الان سوى بعشقها... تعلم جميع المشاعر بسبب حبها الذي كان يتغلغل في قلبه يوما عن بوم... كان يحلم باليوم الذي يتزوجها به لكن الان هو أكثر من يعاني ....فق. انهار كل احلامه و طموحاته التي كان يرسمها داخل عقله.
ابتسمت فايزة في وجهها .. قائلة لها بنبزة مغزية كانها تهددها أمامه ، و تضغط عليها
:- بس غريبة يا اشرقت الايام دي شايفاكي طبيعية كانك اتخطيتي خوفك ، و قلقك بسبب اللي كان حصلك.
شحب وجه اشرقت ، هربت الدماء منه .... لاحظ ارغد تحولها هذا. ..لم يكن هو فقط من لاحظ ...لا الجميع لاحظوا..... لكنهم كانوا يعلمون عن ماذا هي تتحدث لتهتف اشرقت قائلة لها بتوتر جاهدت بصعوبة ان تخفيه لكن لم تعرف.. فصوتها كان مهزوز ، و متوتر أمام الجميع
:- اه الحمد لله انا كويسة دلوقتي.
اكد حديثهم هذا الشك داخل عقل ارغد بزيادة.... تأكد ان يوجد شي خفي الجميع يخفيه عنه. لذلك قرر ان يبحث، و يعلم هو بنفسه ما هذا الشي الذي لن يخبره احد به .
في منتصف الليل كانت اشرقت نائمة....لتشعر فجاءة باحد يفتح باب الغرفة.. انتفضت مسرعة بخوف... ظلت تنظر امامها بتفحص... تتفحص الغرفة باكملها عينيها تدور بحميع الانحاء ... لكنها سرعان ما تنهدت براحة عندما لم تجد احد ...توقعت ان عقلها هيا لها
ذلك ؛ بسبب ما فكرت فيه امس لتقوم باخراج حباية مهدء ، و تناولتها ... قد نصحتها بها الطبيبة عندما تشعر بضغط على أعصابها.. جلست تنتظر ارغد ، و قد قررت ان تقص عليه ما حدث اليوم... فهذا الشي لن يختبئ سرعان ما وصل ارغد الى الغرفه... ما ان وقع نظره عليها حتى قطب حاجبيه بدهشة، و استغراب فهي دائما تكون نائمة في ذلك الوقت... ماذا جد حتى استيقظت الان..؟؟! لكن كبرياءه منعه ان يسالها ليدخل سريعا الى المرحاض متاجهلا اياها تماما تنهدت هي بضيق ، و خوف ظلت تتنفس بصوت عالي تشهق ،و تزفر محاولة ان تهدئ من توترها... خرج من المرحاض ، و اتجه سريعا الى الفراش... لكنه قبل ان يطفئ النور... استوقفته هي قائلة له بصوت منخفض ...و هي تضع رأسها ارضا و تفرك في يديها معا تقف بكل ذل ، و انكسار تخشى ردة فعله.. لكن مهما حدث يجب ان تخبره
:- ا..ارغد..كنت عاوزة اقولك على حاجة.. و ليك الاختيار برضو في رد فعلك.. انا مش هعترض على حاجة.
سرعان ما اعتدل في جلسته ما ان سمع حديثها هذا الذي لا يبشر بالخير ابدا ...كان ينظر لها بغضب يخشى أن تقص له علاقتها بماجد... فوقتها سوف يطلقها بالتاكيد حفاظا على كرامته .. كان هذا كل ما يدور في عقله ليرد عليها بجمود ، و اقتضاب ، و نبرة غاضبة
:- قولي على طول من غير مقدمات.
كان قلبهما الاثنين يدق بسرعة غير طبيعية... هو يخشى ان يكون الان نهاية علاقته بها ، و هي تخشى رد فعله عندما تخبره.. يدق قلبهما بعدم انتظام.
كان حديثه و طريقته تلك تخوفها لا .. لا تخوفها فقط بل ترعبها... كانت سوف تتراجع كعادتها لكنها قررت بان تصمد ، و تقص عليه تكمل خطوتها التي اتخدتها تمنت للحظة ان تنشق الارض ، و تبتلعها لترتاح من حياتها تلك لكنها سرعان ما هتفت قائلة له بتوتر " و صوت منخفض و الدموع مجتمعة في عينيها....فهي الان تتمنى الموت قبل ان تقول له هذا الحديث ...كل رجل يتمنى ان يكون هو اول شخص يلمس زوجته ، و هو الان لم يكن له الحق في هذا الشي..
:- ا.. ارغد انا كنت عاوزة... اقولك على اللي حصلي بعد ما.. انت سافرت و كدة.
نظر لها باهتمام شديد.. متذكرا حديث والده عندما قال له ان ما رآته في حياتها ليس بهين ابدا... ليقول لها بتشجيع. يحث اياها على مواصلة حديثها فهو منذ ان قال له والده ، و دائما عقله منشغل بهذا الحديث يحاول ان يجد إجابة له ، و يحلله داخل عقله
:- قولي ايه االي حصلك.
عقدت حاجبيها بدهشة....فهي توقعت انه على علم بما حدث لها ...لذلك تغير معها لكن طريقته تلك لا تدل على ذلك ابدا...تدل على أنه بالفعل لم يعلم... اومأت له براسها محاولة ان تشجع ذاتها ...و هي تشعر بانقباض قلبها بداخلها ، دقات قلبها تتسارع كأنها تتسابق مع بعض ، تشعر ان قلبها سوف يقفز خارج جسدها.. لتهتف قائلة له بصوت خافت ، منخفض بشدة... تتمنى بداخلها الا يسمعه من الاساس
:- ا.. انا بصراحة يا.. ارغد... من كم سنة.. ا.. اتعرضت للاغتصاب...يعني انا حاليا مش بنت.. قالت حديثها ، و انفجرت باكية... تبكي بشدة كانها تفرغ ما كانت تكتمه في قلبها ....تمنت لو انه ياخذها ، و يضمها داخل حضنه يربت على ظهرها بحنان يحتويها بحنانه...لكن هيهات فبعض ما نتمناه ... نتمناه ، و نحن نعلم انه من المستحيل ان يحدث.... لكننا بشر خلقنا الله
لنحلم ، و نتمنى... بعض امنياتنا تتحقق ، و البعض الاخر يظل حلم بداخلنا ، و هذا ما حدث معها ...فهي تمنت اخر شي من الممكن ان يحدث ...رغم انه شي طبيعي فمن الطبيعي ان يحتواها في ذلك الامر ؛ لانها بريئة ليس لها ذنب... لكن في علاقتهم تلك ليس طبيعي ابدا.
لكن هو كان في وادى اخر ...فكر ، و فهم أنها الان تخبره بحقيقتها... لكنها تعيش دور الضحية تخبئ علاقتها بماجد.... هذا كل ما فكر فيه .. لغي عقله تماما ، و نهض من فوق الفراش متجها اليها.. اقترب منها بشدة حيث صار لا يفصل بينهما شئ .. كانت تشعر بانفاسه تلفح وجهها....ليهتف قائلا لها بصوت غاضب ، حاد ، و نبرة قوية جعلتها هي شخصيا تنتفض بخوف
:- الكلام دة تضحكي بيه على حد غيري انت
فاهمة ...مش انا اللي يتضحك عليه... فاكرة لما تيجي تقوليلي كدة هصدقك... لا فوقي انت فكرك اني مش عارف ايه اللي حصل بينك ، و بين ماجد... لا ماجد
قالي ، و فضحك قدامي انا ساكت و عمال اقول اني مليش دخل فيكي ، و لا في اللي عملتيه لكن متجيش تستهبلي عليا ...دة انا "ارغد العزايزي" يعني لا انت ، و لا الف من عينتك يقدر يضحك عليا ....ليقوم بدفعها الى الفراش الذي كان خلفها ، و خرج تاركا اياها في الغرفة
تركها قبل ان يعطيها فرصة ....لتستفسر منه ، و تفهم منه اي شئ ....وقفت بعد ان ذهب ، و مازال عقلها لا يستطع ان يفسر ، و يفهم ما قاله لها الان... عن اي علاقة بينها ، و بين ماجد يتحدث..؟! ماذا قال له
ماجد ؛ كي يقول لها حديث مثل هذا..؟! فهي بعمرها لم تحتك بماجد....سوى مرات قليله تُعَد على الاصابع كما يقال.
بعد مرور بعض الوقت اغمضت عينيها بقوة واضعة يديها على رأسها بتعب ...من كثرة التفكير فمنذ ان خرج ، و هي تتذكر حديثه مرارا ، و تكرارا ....لم تفعل سوى انها تفكر ، و تبكي ....لم تتوصل سوى لحل واحد فقط تتمنى الا تفعله... لكنها ترى أن ليس امامها غيره ....لتتخلص من حيانها السيئة تلك... لتقوم سريعا دون ان تفكر ، و قد تملك منها الياس ، و الضيق من حياتها تلك ...لتجلب عدة شرايط من الادوية المختلفة و قامت بتناولهم جميعا مرة واحدة ....كانت تتخيل بعد ان انهت فعلتها تلك....سوف تقع ارضا متوفية.... كما ترى في التلفاز دائما... لكنها تفاجأت انها لم تقع ظلت تشعر ببعض الدوار كانت الغرفة تدور حولها... لتتجه الى الفراش سريعا ، و تتمدد فوقه لتظل على حالتها تلك ما يقارب النصف الساعة ممدة على الفراش... لم تستطيع التحرك ابدا لتشعر فجاءة ان التعب يزداد اليها رويدا رويدا بدأت تعافر ؛ كي تلتقط انفاسها . تشعر كانها في حرب تتشاجر مع احد ؛ لكي تفوز.. لكنها الان لم تتشاجر مع احد بل تتشاجر مع التعب و الضيق الذي تشعر به الان تتشاجر مع ذاتها... ليس كي تفوز لا ؛ كي تتنفس..لتضع يديها على بداية صدرها ؛ محاولة التقاط انفاسها و صدرها يعلو ، و يهبط تتنفس بصوت عالى لتشعر بالندم الشديد على فعلتها ...متخيلة عقاب ربها لها اذا استجاب لما كانت سوف تفعله ....سوف تموت كافرة ظلت تعافر بصعوبة شدبدة كي تلتقط انفاسها .. حتى ازداد التعب اكثر فأكثر... لتغمض عينيها مستسلمة لفكرة موتها متخيله صورة ارغد امامها فهذا ما كانت تحتاجه هي ان ترى صورته امامها قبل ان تموت... اما يديها التي كانت موضوعة على اخر عنقها بالقرب من بداية صدرها لتنزل فجاءة هابطة بجانبها... تصبح نائمة عالفراش كالجثة الهامدة في اقل من ثانية.
في نفس الوقت كان ارغد صاعد الى الغرفة... بعد ان عاد من الخارج فهو بعد ان خرج تاركا اياها. اخذ سيارته و ظل يقودها بلا هدف. لا يعلم الى اين اتجه كان يفكر في حديثها مقررا ان يتأكد من صحته كان يأمل ان يكون صحيحا... ففكرة اغتصابها بالرغم من بشاعتها الا انها ارحم من علاقتها بماجد ، يدور في عقله العديد من الأسئلة. ..الذي لن يجد لها اجابات هل ماجد كان كاذب ام انها هي من تكذب..؟! و من الممكن ان يكونوا الاثنين صادقين..؟! استوقفه فجاءة عندما راي ظرف ملقى ارضا باهمال امام غرفتهما كانه وقع من احد دون ان ياخذ باله ...اخذه و فتحه ليجد جواب من اشرقت و هي تقول فيه ، و تعبر عن مدى عشقها لماجد... كان كل حرف يقراه يقطع في قلبه ...ليدلف الى الغرفة بغضب شديد...
فهي لم تكن تتخيل بل كان يقف امامها بالفعل يشعر بالغضب ، و لم يعلم ما بها ، و لماذا حالتها هكذا..؟! يشعر أن قلبه يتوقف من شدة الخوف عليها ...يقف كالمشلول لم يعلم ماذا يحب عليه ان يفعل.. وقف يشاهد منظرها بخوف لا يعلم ماذا يفعل يتمنى بالفعل ان تموت ، و يرتاح منها .... يشعر انها ليس حبيبته... هي واحدة فقط تشبهها واحدة تقمصت دور اشرقت حبيبته ... فهو الان غضبه يعميه عن اي شئ وقف يشاهدها ، و بداخله صراع بين قلبه الذي يحثه على التوجه اليها ، و عقله الذي يحثه على ان يتركها فهي تستحق ، يقنعه انها هي ليس حبيبته..فحبيبته الذي احبها من المستحيل ان تفعل ما فعلت هي......