ظلمات قلبه البارت الثامن8 بقلم هدير دودو

ظلمات قلبه 
البارت الثامن8 
بقلم هدير دودو


في الغرفة عند ارغد ، و عابد ...كان ارغد يشعر بالغضب الشديد ؛ بسبب مما قاله الجميع في الخارج .. ليغمض عينيه بضيق محاولا التحكم في ذاته ، أخرجه من دوامة افكاره تلك صوت والده الذي قال له متسائلا بهدوء مود ان يعلم ، و يفهم تفكير ابنه ، و يطمئن على ابنة اخيه التي رأت الكثير في حياتها خاصة في الثامنة عشر من عمرها. ...فقد تبدل كل شئ في حياتها حتى طريقة شريف والدها ، و معاملته معها لم يستطع ان يفهم مشاعر ، و احساس ابنته..و هي في اشد الحاجة اليه   
:- ممكن افهم ايه اللي نزلك انهاردة ، و انت المفروض تكون قاعد جنب مراتك..؟؟ 

تنهد ارغد بصوت مسموع ...قبل ان يرد عليه قائلا له بضيق ، و نفاذ صبر محاولا التحكم فيما سوف يتفوه به امام والده... كان يتمنى ان يخبره ما في قلبه ، و لم يظل يحمل تلك الالام بمفرده ... لكنه لم يستطع ان يفضحها ، و يشوه صورتها امام والده ، لم يتمنى ان تتشوه صورتها في نظر احد ، و تظل في نظرهم ملاك كما يروها 
:- مراتي ايه يا بابا ...انت عارف كويس انا اتجوزتها ازاي ، و ليه ليكمل حديثه بنبرة جادة ، قوية مبررا لنفسه اولا فهو من يحتاج ذلك التبرير ليهدء عقله ليس والده ... انا بس مش حابب ان حد يستغل حاجة في انه يبوظ سمعة العيلة دي حاجة مش هسمح بيها. 

اومأ عابد برأسه قائلا له بنفس الهدوء ، و الثبات 
:- طب ليه مثلا متحبهاش ، و تكمل حياتك انت ، و هي البنت مؤدبة ، و محترمة ... و كمان انت عارف انها مختارتش ماجد ابوها اللي غصبها فنعتبر ماجد دة صفحة و اتقفلت ...حتى هو لما يرجع هيقف عند حده لما يعرف انها اتجوزتك ، هو بيخاف منك ، و دي حاجة مننكرهاش و هي تبدا معاك حياتها ، و تعوضها عن اللي شافته. 

كان ارغد يستمع حديث والده و قلبه يعتصر الما فهو كان يتمنى ان يفعل هذا بالفعل كان يتمنى ان يتزوجها ، و يعيش معها حياته الباقية كان دائما يعتبرها حلمه الذي يسعى الوصول اليه ... كان يمضي كل أيام سفره يفكر بها ....يخشى ان تتزوج من غيره ... نفض تلك الافكار سريعا من راسه ، و رد على والده قائلا له بتأييد مزيف غير مود ان يشغل باله هو ، فوالده مريض لا يحب ان يتعبه اكثر 
:- حاضر يا بابا هحاول ، و اشوف. 

عقد عابد حاجبيه متسائلا اياه ... بعد ان تذكر حديث ابنته الذي قالته له امس 
:- انت بتحب واحدة تانية يا ارغد.... في واحدة في حياتك و عاوز تتجوزها..؟؟! 

ضيق ارغد عينيه بدهشة يستغرب بشدة سؤال والده هذا.. لكنه رد عليه قائلا له بنفي ، صارم ، و صوت قوى يخالط بالثقة 
:- لا يا بابا مفيش... لو في كنت استحالة اتجوز اشرقت من الأول اصلا. 

ابتسم له عابد ، و هو يشكر ربه بداخله ليقول له بهدوء موصي اياه على تلك المسكينة 
:- ارغد خلي بالك من اشرقت اللي شافته مش قليل ما صدقت انها خرجت من الحالة اللي كانت فيها. 

عقد ارغد حاجبيه بعدم فهم ...ليهتف قائلا له بتساؤل مخالط بالاهتمام خفي ...جاهد بصعوبة ان يخفيه 
:- و هي كان فيها ايه و لا ايه الحالة اللي كانت عندها..؟؟!

كان عابد سوف يقص له ما حدث لها منذ سنوات ..  الا انه تراجع ، و تذكر وعده لها ... فهي قالت له عندما تحدثوا أنها سوف تقول له بنفسها افضل ليقول له بتراجع مُدعي اللا مبالاه 
:- مفيش يا ارغد هي تبقي تقولك لان دة سرها هي.  

كان ارغد يحاول يحلل حديث والده ، و هو مازال لا يعلم عن اي سر يتحدث ...حال في عقله العديد من الاسئلة 
هل والده يعلم هلى علاقتها الغير بريئة مع ماجد ام عن ماذا يتحدث...؟؟!
فبالفعل هو مستغرب تغير حال شريف معها... فعمه كان يحب اشرقت قبل ان يسافر هو... سافر و قد كانت في السابعة عشر من عمرها... كان دائما عمه بعاملها بحب ، و طيبة لا تخلو حياتها ببعض مشاكلها مع فايزة لكن كان يتصرف معها بطبيعية علاقة طبيعية بين والد ، و ابنته لا يعلم ماذا حدث ليغيره الى تلك الدرجة التي عليها الان لكنه حسم امره و قرر انه سوف يحاول يعلم في اسرع وقت. 

على الحانب الاخر صعدت فايزة الى غرفة اشرقت... مصممة ان تعلم اذا كانت قد قصت لارغد ما حدث معها ، ام لا..؟؟! دخلت لها سريعا دون ان تدق الباب... لتقف اشرقت باستغراب قائلة لها بتساؤل ، و جمود فهى تذكرت حديث ارغد ....مقنعة ذاتها بان فايزة لن تستطيع ان تفعل لها شيئا 
:- في حاجة يا فايزة هانم ..ايه اللي جابك و كمان بتدخلي من غير استئذان ميصحش كدة انا دلوقتي واحدة متجوزة مش زي الاول ...لتتابع بثقة ، و كبرياء.... كمان مش اي حد... متحوزتش ماجد زي ما كنت عاوزة لا متجوزة ارغد انت فاهمة كويس .

اقتربت منها فايزة ، و عينيها تلتمع بالغل ...مودة ان تضربها لكنها تعلم ان ارغد موجود و اذا علم سوف ينفذ تهديده  ....هتفت قائلة لها بغضب شديد ، و وعيد
:- بت انت لو ملمتيش نفسك و عرفتي انت بتكلمي مين قسما بالله ما هرحمك ...لا ارغد ، و لا مية زيه يقدروا يحوشوني عنك ...فوقي يا حبيبتي ، و شوفي انت بتكلمي مين. 

ضحكت اشرقت بسخرية... ردت عليها قائلة لها
باستفزاز ،  و قوة مزيفة
:- بس دة مكنش كلامك تحت ، و انت واقفة قدام ارغد... لتكمل حديثها قائلة لها بضحك ...انت بتخافي من ارغد زي ما كنت بتخافي من بابا زمان ، و مكنتيش بتقدري تعملي حاجة طول ما هو موجود. .. بتستغلي لما يمشي ، و ساعات كان ارغد بيدافع عني كمان طول عمرك بتخافي لتتابع بحزن و انكسار لولا اللي حصل بقا مكنش زمانك متحكمة في حياتي بالشكل دة . 

تنفست فايزة بغضب... و هي تشعر بالضيق لتتذكر ما جاءت لاجله ، و تهتف قائلة لها بتساؤل ، و هدوء مزيف :- خلاص يا اختي ..  و انا اللي جاية اتطمن عليكي ، و اشوف اللي نزل و سابك دة لتكمل بخداع ، و مكر ، و كذب انا صح مش بحبك بس برضو واجبي اتطمن عليكي عملتوا ايه يعني ارغد عمل ايه لما قولتيله اللي حاصلك. 

نظرت لها اشرقت باستغراب ، و عدم تصديق...لكنها اجابتها قائلة لها بنبرة حزينة ، و هي تحاول كبت دموعها
:- يعني هيعمل ايه معملش حاجة ، و انا محكتلهوش لسة اصلا. 

ابتسمت فايزة بفرحة ، و خبث و خرجت ناركة أياها لتقابل ارغد امام الباب تجاهلته ، و اكملت طريقها الى اسفل ...ظل ارغد يرمقها باستغراب ، و شك ليدلف الى الغرفة مسرعا خوفا من ان تكون فعلت شئ لاشرقت فمهما فعلت يظل قلبه يخاف عليها و بشدة....دلف الى الغرفة ليجدها مازالت واقفة على حالتها تلك ، و عينيها تلتمع بالدموع ليغلق الباب بقوة شديدة جعلتها تنتفض فهو فعل ذلك فقط من اجل لفت انتباهها ليسألها باهتمام جاهد ان يخفيه ، و فضول ...و هو يتوعد سرا و يقسم اذا كانت فايزة هي سبب دموعها الان لن يرحمها سوف يلقيها درس لن تنساه طوال حياتها 
: فايزة كانت هنا بتعمل ايه ، و عاوزة ايه..؟؟

اجابته هي بصوت منخفض يكاد الا يستمع فهي تشعر بالخوف ، و الفرحة لرؤيته... مزيج بين مشاعر كثيرة مختلطة سويا داخل عقلها ، و قلبها
:- ك... كانت بتسال على حاجة و كدة يعني ظلت تفرك في يديها بتوتر. 

فهم ارغد معنى حديثها خطا فهم انها طانت تسألها عن علاقته ، و اذا تمم زواجه منها فهذا التفسير الوحيد ...و فسر دموعها انها قد تذكرت ماجد  ..لينظر لها بضيق قبل ان يهتف لها بسخرية 
:- اممم والله ، و مكسوفة اوي كدة ليه كأنها اول مرة يعني .... كدة كدة كلها كام يوم و هطلقك اول ما ماجد يرجغ... ظل يرمقها نظرات حارقة قبل ان يضع مفاتيحه ، و هاتفه على المنضدة ، و يدلف الى المرحاض اما هي شعرت بالحزن الشديد ؛ بسبب معاملته لها تود أن تعرف السبب... تخشى بشدة ان يكون أحد قص له ما حدث معها هي تخاف بشدة فهذا هو التفسير الوحيد لتغييره  معاملته معها بتلك الطريقة ...هل علم ما حدث ، و سيتغير كما والدها..؟؟ 


نزلت فايزة اليهم... لتجد سيلان في وجهها واقفة تنتظرها لوحدها ... ما ان راتها حتى هرولت مسرعة متجهة اليها .. و هي تهتف متسائلة اياها بفضول ، و خبث 
:- ها عرفتي ، و لا مرضيتش تقولك..؟؟! 

اتجهت فايزة الى الكرسي الذي امامها ، و جلست عليه بتكبر ، و غرور.... قبل ان تهتف قائلة لها بثقة ، و فخر 
:- لا طبعا قالتلي... هو انا اي حد معملش حاجة يعني لسة محكتلهوش... تعالي احنا نحكيله ، و نبقي استغلينا النقطة دي لصالحنا...و اكيد هو مش هيقبل يعيش مع واحدة ...كانت  مدوراها و مية واحد لمسها قبله. 

رفعت فايزة احدى شفتيها قائلة له بغيظ و هي تتذكر حديث مرام ابنتها 
:- و قال مرام بنتي تقول نسيبها في حالها ماهي   مشافتش شكلها و هي واقفة قدامي بتهددني و تتحداني لتتابع بغضب و ضيق ، و غرور كعادتها و هي تشعر بقلبها يتآكل من كثرة الغيظ بقا انا بنت ال*** دي تهددني بارغد ، و التانية بنتي تقولي كفاية انا عاوزة اعرف البت دي طالعة لمين لا انا بقا هعتبر دي بداية مش نهاية... و هخلي ارغد يطلقها و افضحها في البلد كلها ثالت جملتها الاخيرة بغضب ، و وعيد شديد.

نظرت لها سيلان بملل من حديثها هذا الذي لا يعني شي ، و لا يوجد به اهمية.... ففايزة كثيرة الثرثرة .... لتهتف قائلة لها بتساؤل ، و اهتمام ....و هي تشعر بعدم الفهم فكيف لأرغد ان يدافع عنها امام الجميع ، و هو لم يعلم شئ
:- طب ازاي ارغد بيدافع عنها ، و بيتكلم بثقة مش يمكن حكالها و هي قالتله الحقيقة عشان كدة بيدافع عنها..؟؟!

ضحكت فايزة باستهزاء قائلة لها بثقة ، و نفى... و هي تحرك راسها يمينا ، و يسارا دليلا على النفي
: لا طبعا يا حبيبتي استحالة يكون عرف... انت فكرك لو كان عرف الحقيقة ...كان اكتفى بتهديدنا ، و لا كان نزل شغل... لا يا اختي ارغد كان وقتها مش هيكفيه قتلنا كلنا... و كمان كان زمانه واخدها و مسافر يقضي بيها شهر العسل في اي بلد برة هو انت فكرك ان ارغد لو كان عرف مكنش هيستغل الفرصة دة هو طول عمره بيحلم باليوم دة للاسف بقا متهناش بيه. 

اومأت سيلان براسها باقتناع فهي بالفعل رات بان فايزة محقة لتهتف قائلة لها بخبث 
:- انا عندي فكرة بعيد عن كل اللي بتقوليه دة ...احنا مش هنقوله حاجة... بس ايه رايك لو نستغل هروب ماجد دة لصالحنا ، و نبوظ الدنيا اكتر.  

ابتسمت فايزة بفرحة... قبل ان تهتف متسائلة اياها باستفسار ، و اهتمام شديدة
:- و دة ازاي تقصدي ايه بالظبك ...وضحي ناوية تعملي ايه..

ارتسم على شفتي سيلان ابتسامة خبيثة بشدة قائلة لها بصوت منخفض 
:- تعالي بس ندخل الاوضة ....احسن حد يسمعنا الحيطان هنا ليها ودان. 

اومات لها فابزة براسها ، و اتجهت معها الى غرفتها التي ما ان دلفوا حتى هتفت سيلان قائلة لها  بصوت منخفض خبيث 
:- بصي بقا احنا نعمل ايه................................ .

كانت فايزة تستمع اليها ، و إلى حديثها باهتمام شديد مركزة في كل حرف تتفوهه بدقة.... لتهتف فايزة بفرحة شديدة قائلة لها بتاييد... و هي تشعر بالانتصار ، و الحماس ، و الفرحة يغمرونها
:- حلو اوي دة هو دة المطلوب... دة اللي احنا عاوزينه و هينفعنا جدا كمان... اظن بعد كدة ارغد استحالة يفضل مكمل معاها لازم لازم يسيبها ابتسموا سويا بانتصار لتتابع بفخر ، و مدح ...بس انت طلعتي ذكية يا سيلان انا قولت نروح نحكيله لكن لا كدة هيرتاح ، و ممكن يسامحها خليه مفكر ان ماجد عمل كدة ، و اللي هيساعدنا انها مش هتقوله دلوقتي فعلا ضحكت بقوة ، و انتصار... 

بعد مرور اسبوعين كانت اشرقت جالسة في الغرفة تتذكر كيف كان ارغد يعاملها في  تلك الايام التي مضت من الأسبوعين .... كان يذهب مبكرا الى عمله ، و يأتي متأخرا ؛ كي لا يراها ، و لا يحتك بها ....و أحيانا كان يضغط عليه والده ان يجلس معها.... كان يعاملها بغضب و يسمعها حديثه القاسي الذي يقع على قلبها
يقطعه ..كل ما كانت تذهب اليه تنتوى ان تخبره بما حدث لها.... كانت تتراجع عندما ترى طريقته. .. تخشى ان يبتعد عنها ، و يتركها...
هل سوف يتفهم مشاعرها و يتفهم ما حدث لها ان سوف يعاقبها على ذلك الخطأ..؟؟!
  لكن مهلا عن اي خطأ تتحدث... هي بريئة خطاها الوحيد انها وقعت بين يدى وحوش مفترسة لن تفعل سوى بافتراسها ...هل هو سوف يتفهم هذا عندما تخبره انها ليست بنت ام سوف يراها مثلما باقي المجتمع هي المذنبة. ..هي الخاطئة .. هي السبب فيما حدث لها...؟؟! 
هل سوف يظل يعاملها بذلك القسوة التي لا تفهم سببها ام سوف يتفهم مشاعرها ، و ما عانته في حياتها..؟؟!
هي من ظلت سنة كاملة تتعالج مما حدث لها ...هي من وُضِعَت عاما كاملا في المستشفى كي تتحمل ، و تتخطى تلك الصدمة ... تحمد ربها انها قدرت على ان تتخطاها تتذكر كلام طبيبتها الخاصة بها عندما تقول لها ان ربنا سوف يعاقب هؤلاء الوحوش يوما ما ، و سيجلب لها حقها منهم... و انها هي ستظل الأميرة لكن ربنا اراد ان يختبرها ليراها هل ستتحمل ام سينفذ صبرها..؟؟! و من الاكيد انه سوف يغمرها بسعادة لا تعد ، و لا تحتسب... لكن متى ستاتي تلك السعادة ..؟؟! لم تعلم ، و لا احد يعلم كانت تفكر ، و دموعها تنهمر على وجنتيها تحمد ربها الف مرة انها كانت فاقدة الوعي عندما تم اغتصابها ، و لم تراهم ، لم ترى هؤلاء الوحوش ... لا تشعر بهم و بما فعلوه... تتخيل لو انها كانت بوعيها كانت ستظل تتذكر مشاهد اغتصابها تحت يديهم... لكنها حمدت ربها انها لم تراهم ، و لم تشعر بهم ...لكن كان كل ما يشغل عقلها هو ارغد الذي تحبه ...و رد فعله عندما يعلم ... تخشى ان يكون علم من احد ما... لكنه اذا علم كان على الاقل واجهها ، و قال لها... اغمضت عينيها بقوة تعتصرهم و الدموع تزداد  مقررة ان تخبره بأسرع وقت ؛ كى لا احد يسبقها... فهذا الشى الوحيد الذي لم يحب لاحد ان يخبره اياه سواها ؛ كى تستطع ان تشرح له موقفها ....


                  البارت التاسع من هنا 





تعليقات