ظلمات قلبه
البارت الثاني العشرون 22
بقلم هدير دودو
تفاجأ ارغد بـ أشرقت تدلف الغرفة، و وجهها شاحب بشدة شفتيها مرتشعتين يديها باردة كبرود الجليد.. لا يعلم ما بها، و ما الذي وصَّل حالتها الي تلك الحالة.. كانت منظرها كمن رات عفريت امامها فـ انفزعت من رؤيتها له... توجه لها ارغد سريعًا و هو يشعر بالقلق؛ بسبب منظرها هذا... فقد مس اوتار قلبه بشدة، اردف قائلا لها بنبرة خائفة، قلقة، مليئة بالاهتمام... يسأل اياها فمنظرها رعبه عليها، و هو يرفع رأسها الى اعلى يتفحص وجهها بدقة
:- في ايه يا اشرقت مالك..؟!
تنفست اشرقت بصوت مسموع،و هي تحاول باقصي ما لديها من جهد ان تهدئ من ذاتها، تحاول ان تستوعب ما سمعته الان... فهي بعمرها لن تصدق ان يحدث هذا تمتمت بخفوت مجيبة اياه، و هي تبتلع ريقها بـ توتر، و خوف...تشعر انها كانت كالبلهاء
:- س..سمعت مرام بتكلم ماجد، و كانوا بيتفقوا على..على.. صمتت، و لا تعلم ماذا تتحدث..؟! فَـ هي لا تعلم بالعلاقة الغير الشرعية التي تتم بينهما.... كانت تفهم انها تساعده لانها تكرهها ليس اكثر من ذلك..
ابتسم ارغد، و قد فهم ما استمعت... زفر بارتياح عندما علم سبب خوفها بهذا الشكل... كان يَـخْشى ان يكون قد فعل احد بها شئ، لكنه اردف قائلا لها بهمس، و هو يغمز لها باحدى عينيه، و قد اقترب منها بشدة حتى لفحت انفاسه الساخنة وجهها مما جعلها تغمض عينيها، و هي تشعر برعشة قوية تسير بجسدها كليًا
:- ملكيش دعوة بـ ماجد، و مرام دول ناس و*** حتى علاقتهم مع بعض..
ابتعدت هي عنه خطوة الى الخلف، و هي تؤمأ له برأسها الى الامام.... لا تستطيع تصدق ما استمعت اليه فَـ لو كان شخصًا اخر هو من خبرها بهذا الشئ كانت سَـتُـكذبه... ايعقل انها هي الوحيدة التي كانت مخدوعة في مرام الى هذا الحد، هل طانت ساذجة بطريقة كـ هذة..؟!
كانت ترى مرام كـالملاك دائمًا... صَـدَق من قال ان الشخص يرى الاخرين باعينه هو... وضعت يدها على دماغها بتعب، و هي تشعر ان الدنيا تدور بها الان..اقترب ارغد منها مرة اخرى جاذبا اياها نحو صدره متجها بها الى الفراش... اجلسها فوقه برفق، و بدأ يمرر ييديه على ظهرها بحنو.. و هو يشعر بالفرحة لكونه سيكون ابَّـًا عن قريب... ابتسمت اشرقت على فعلته تلك و على سعادته الواضحة عليه.. ابتسامته التي ظهرت على ثغره كانت ابتسامة صادقة منبعثة بـ الفعل من صميم قلبه... لكنها سرعان ما ذَكَّـرت ذاتها بما حدث، و عدم ثقته الواضحة بها؛ لذلك قامت سريعًا بنفض يده من عليها... قائلة له بجدية، و صرامة، و هي ترفع سبابتها في وجهه
:- لو سمحت من انهارده ملكش دعوة بيا..اياك ثم اياك ثم اياك تلمسني او تحط ايدك عليا... من انهاردة احنا خلاص و هنتطلق فعلا زي ما قولت... انا اللي مش عاوزة اعيش معاك تاني..
اردفت بـ جملتها تلك، و عادت بظهرها نحو الخلف.. نائمة على الفراش، و هي تشعر بالتعب بالفعل.. لكنها تشعر ايضًا بالفرحة لكونها انتقمت لـ كرامتها استردت جزءًا بسيطًا منها... فهي مازالت تتذكر حديثه القاسي عليها، كم كان يجلدها بحديثه هذا..
تنهد ارغد بضيق، لكنه بالفعل راى ان غضبها هذا طبيعيًا فهو اخطأ كثيرًا، و تمادى بخطأه من وجهة نظرها.. قرر ان يعوضها عن كل ما عانته هي بحياتها.. بالتاكيد لن يتركها حزينة ذابلة الى فترة طويلة... فهو اعتاد عليها شمسًا مضيئـةً تشرق، و تنير له حياته باكملها..
جاء يتمدد بجانبها فـ هو الاخر يشعر بالتعب يسري في جميع انحاء جسده، مرهق بشدة... اغمض عينيه مستسلمًا للنوم الا انه شعر بيديها الناعمة تلمس جسده و تنكزه كانها تنبهه ليستيقظ... فتح عينيه مرة اخرى ينظر لها بـ انتباه.. لكن قبل ات يتحدث تحدثت هي قائلة له بجمود، و صرامة، و هي تشعر بنوبة من الغضب تحتاج عقلها
:- قوم من هنا لو سمحت، مش هتنام جنبي... انا بقيت بعتبرك مش جوزى..
اعتدل هو في جلسته، قائلا لها بغضب، و ضيق اثر كلماتها تلك.. بعدما تنهد بصوت مسموع محاولا ان يهدا من غضبه؛ كي لا ينفجر بها
:-بتعتبريني مش ايه يا حبيبتي.. اركني اعتباراتك على جنب؛ عشان ملهاش معنى.. انا جوزك غصب عنك، و عن الكل احسبي كلامك كويس يا اشرقت..
حركت هي كتفيها الى اعلى ببرود.. قائلة له بضيق، و نبرة جامدة خالية من اي مشاعر.. كانها تتحدث مع شخص لا تعرفه، شخص غريب عنها
:- قولتلك قوم من جنبي، بدل ما انزل ل عمو عابد، و احكيله اخليه يشوف ابنه، و عمايله.... قبض ارغد على يديه محاولا بالفعل كبت غضبه من كلماتها تلك... مردفًا لها ببرود، و هو يسترخي في جلسته مرة اخرى معقدًا زؤطراعيه امام صدره
:- انزلي انا مش بتهدد..
ضغطت اشرقت على اسنانها بغيظ لم تستطع اخفاءة.. او كبته اكثر من ذلك .. ظلت تنظر حولها على شي تقذفه به فبروده هذا يعصبها، و بشدة... لم تجد سوى الوسادة الصغيرة التي كانت موضوعه خلفها.... لتسند ظهرها حتى لا يصبح به اي الم... جذبتها على الفور، و قامت بقذفها تجاهه..
كان ارغد لوهلة سيبتسم على فعلتها الطفوليه هذة.. الا انه اخفي ابتسامته سريعًا بمهارة.. قائلا لها مدعي الجدية، و الصرامة... و هو يشير نحو الوسادة الساقطة ارضًا يجانب الفراش
:- ممكن افهم ايه الجنان دة.. في واحدة محترمه تعمل كدة مع جوزها..
رمقته اشرقت ببرود، و قد عقدت يديها امام صدرها... قائلة له بغيظ، و استفزاز
:- مش لما تبقي جوزى اصلًا.... قولتلك انا مش بعتبرك جوزى من ساعة ما شكيت فيا، و مسمعتنيش تابعت حديثها بجدية، و مكر... و هي تعلم كيف ستجعله ينهض من فوق الفراش كما قالت له هي
:- على العموم خليك انا اللي هقوم انام هناك، و نام انت هنا براحتك اشارت بسبابتها نحو الاريكة الموضوعة في احدى اركان الغرفة...
تنهد ارغد رصوت مسموع، قبل ان يقبض على معصم يدها برفق، مانعًا اياها من ان تنهض من فوق
الفراش... مغمغمًا لها بضيق رغمًا عنه
:- استني انا هقوم اتنيل انام هناك، ليتابع خديثه بخبث
:- بس خلي يالك انا تعبان بجد انهاردة..
كانت لوهلة ستتراجع، و تخبره ان يظل نائمًا على الفراش.. الا انها اردفت قائلة له ببرود، و هي ترفع كتفيها معًا الى اعلى
:- معلش استحمل دي حاجة متخصنيش... مانا كمان كنت تعبانة، و طلبت منك تسمعني و قولت لا، اتفضل يلا..
اغمض عينيه بقوة لاعنًا نفسه الـ هذا الحد قسى هو عليها... لكنه بالفعل لم يكن يقصد فهو لن يريد بهذة الدنيا سوى مصلحتها، لديه استعداد ان يفعل اي شئ لاجل مصلحتها..فهي اهم شخص نسبةً له... كان يتصرف بلا عقل، و بلا قلب كـ الالة يتحرك دون تفكير.. لعن نفسه بقوة فهي عانت بسببه كثيرا.. قرر ان ياخذ لها حقها منهم جميعًا، و اولهم نفسه لانه هو اكثر من جرحها فيهم...
-وَجَـعُـنَا مِـنْ مَـنْ نُـحـِبُ يَـظِـِلُ أَكْـبَـر وَجَـعًا،
سـ يَـظِـل تَـارِكًـا بَـصْـمَـة كَـبِـيـرة فِي قَـلْـبِـنَـا لَـمْ وَ لَـنْ تَـشْـفَي سِوَّى عِـنْـدَمَـا يَـقُـوم مَـنْ نُـحَـب بـِ عَـلَـاجِـهَـا هُـوَ بِـ ذِاتِـه-
نهض ارغد بخطوات متعثرة، بطيئة... متجهًا نحو الاريكة، و هو ياخذ معه الوسادة التي قذفتها هي ارضًا، و هو يتمنى ان يجذبها داخل حضنه، يتمنى ان يحمل عنها الآمها جميعُـها... لا يستطيع رؤية حزنها الواضح في عيـنـيـهـا، اغمض عينيه بـالم مزمجرًا بـِ قوة، و هو يجلد ذاته بتفكيره الف مرة في الثانية... لكنه صمم ان يعوضها عن كل ما عانته في حياتها... بسببه، و بسبب غيره...
في الصباح
استيقظ ارغد نهض من فوق الاريكة، القي نظرة سريعة نحو اشرقت التي كانت مازالت نائمة فوق الفراش، سار متوجهًا تحوها بخطوات بطيئة، حذرة؛ كي لا يقلقها جلس بجانبها ظل يتأمل ملامحها بتحفز... تمنى لوهلة ان يلتقط شفتيها في قبلة عميقة يبث لها فيها كم الاشتياق الذي يشعر هو به نحوها.. ابتلع ريقه مسيطرًا على ذاته بصعوبة.. ثم نهض سريعا متجها نحو المرحاض ليذهب الى عمله سرعان ما انتهى، و نزل متجها الى اسفل..
بعد مرور يومين
عاد ارغد من الشركة بعد يوم عمل شاق... لكنه تفاجأ بعدم وجود اشرقت في الغرفة نزل الى اسفل يبحث عنها، و هو يشعر بالخوف،يستمع الى دقاتوقابه التب اصبحت تقرع لداخله كالطبول... لكنه لم يجذها ابتسم عابد عندمت راى لهفته الواضحة، و خوفه عليها.. لذلك اردف قائلا لها بهدوء، و يرتسم فوق ثغره ابتسامة هادئة
:- هي نزلت، و اخدت اسيا، و الحرس معاهم.. مقالتلكش و لا ايه..؟!
القي سؤاله بدهشة، و استغراب لم يستطيع ان يخفيهم..
نظر ارغد نحو والده، و هو يشعر بالغضب بسبب فعلتها تلك.. مقررا الا يمرئ فعلتها... وضع يديه على جبهته متصنعًا النسيان
:-ايوة قالتلي بس انا متعود اني اجي الاقيها..
ابتسم عابد في وجهه، و واصل ما كان..بينما يفعله صعد ارغد الى غرفته مرة اخرى، و هو يتوعد اليها كيف لها ان تذهب دون ان تخبره..؟!
بعد مرور ساعتين كان ارغد جالس يشعر بالقلق فهو قام بالاتصال عليهما لكنهما لم يردوا عليه... اخيرًا عادت اشرقت بصحبة اسيا، و دلفت الى غرفتها جلست على الفراش بتعب بادى على ملامح وجهها.. متجاهلة ارغد تمامًا الذي كان يحدقها بنظراته الغاضبة خـَرَج صوته قائلا لشقيقته بنبرة آمرة، جادة، و هو مازال مثبتًا بصره نحو اشرقت
:- اسيا روحي اوضتك، انا كدة كدة جاي وراكي عشان عاوزك في موضوع مهم.. بس اشوف الهانم الاول.
كان يقصد بحملته الاخيرة اشرقت التي رفعت بصرها تنظر له بـتحدِى...
اومأت له اسيا برأسها، و خرجت تاركة اياهم في الغرفة و هي تخشى ان تكون سيلان قد قصت له ما حدث...
ما ان خرجت حتى نهض هو من مجلسه متجهًا نحوها بخطوات بطيئة، و هو مثبتا بصره عليها... ابتلعت هي ريقها الجاف بتوتر مُدعية الانشغال في هاتفها التي كانت تمسك به في يديها... وصل هو نحوها قائلا لها بتساؤل، و نبرة هادئة.. و هو يحاول كبت غضبه فـ هو من وصَّلها الى تلك الحالة، و عليه ان يتحمل نتيجة خطأه
:- ممكن اعرف الهانم اشرقت مراتي كانت فين..؟!
شدد على كلماته بقوة.. لكنه كان زفر محاولا يهـدِئ ذاته لان من الواضح عليها انها تشعر بالتعب..
تركت هي الهاتف من بين يديها واضعة اياه بجانبها.. قائلة له بجمود، و هي ترمقه بنظرات باردة واضعة ساقها فوق الاخر
:- قولتلك ان احنا هنتطلق دة اول حاجة لازم تعرفها.. لا مراتك، و لا مرات الناس.. ثانيًا بقا اروح فين اجي منين دي حاجة متخصكش، و لو سمحت متدخلش في اي حاجة تخصني..
صاح ارغد بها غاضبا، و قد نفذ صبره نهائيًا... قائلا لها بتهكم اثر كلماتها تلك فـ هي تُزيد من غضبه، و بشدة
:- لا الكلام دة لما تبقي متحوزة واحدة صحبتك مش انا يا حبيبتي... هو ايه اللي اسيبك براحتك، و متدخلش في اي حاجة تخصك.. ليه متجوزة اختك انتِ، و لا ايه حد قالك عليا بـ قرون قبل كدة..
لم تستطع هي منع ضحكاتها؛ بسبب حديثه هذا.. سرعان ما انفحرت ضاحكة عليه، و على طريقته تلك... لوهلة نسى كل شئ بمجرد ما ضحكت هي.. ابتسم عندما رآها تضحك بهذا الشكل.. كم كانت ضحكتها جميلة، مشرقة بالفعل فـ هي اسمًا على مسمى.. اشتاق بشدة لضحكتها ملامحها الضاحكة... يشعر كانها مفااح سعادة يومه... جاذبا اياها الى حضنه، و ظل يمرر يديه على ظهرها بحنان انتفضت هي سريعا اثر لمسته تلك... قائلة له بغضب، و هي ترفع سبابتها في وجهه
:- هو انا مش قولتلك ملكش دعوة بيا خالص.. ايه الاستغلال دة هو عشان ضحكت ما بتصدق..
عقد ارغد حاجبيه.. قائلًا لها بجدية مصطنعة، و هو يمسك كفها ذو ملمسه الناعم.. واضعًا اياها بين كفيه
:- هما مش بيقولوا برضو ضحكت يبقي قلبها مال، و لا انا غلطان يا حبيبتي..؟!
اردف سؤاله بجدية تامة، و هو يدَّعي البراءة بنظراته نحوها..
تجاهلته اشرقت، و نهضت متجهة نحو المرحاض لتبدل ملابسها.. لكن قبل ان تصل وجدت من يحملها، و يعود بها الى الفراش مرة اخرى... همس امام وجهها قائلًا لها بنبرة هادئة، و هو يدقق في ملامحها يحفرها داخل عقله مرة اخرى
:- اشرقت سالتك روحتي فين..؟!
:-ر...روحت ل..
كانت لوهلة ستجاوبه كعادتها عندما يسالها..لكنها بترت جملتها سريعا... قررت الا تخبره بـ شئ.. ستخرجه من حياتها فـ هو لم يثق بها مثله مثل اي شخص اخر..بالرغم من كل من يكرهها، و جرحها من شدة الصدمات التي تاخذها هي واحده تلو الاخرى.. الا ان جرحه هو اكبر، و اعمق من اي جرح اخر... فجرحه هو لم يصيب سوى قلبها... اصاب قلبها و قام بتدميره الى اشلاء جعل قلبها ينزغ بغزارة... جميعهم لم يفعلوا بها كهذا.. هو من ملك قلبها... لكنه لم يحافظ عليه قام بجرحه، و جرحه بقوة لم تعلم هل سيشفي الجرح الذي سببه هو ام لا..؟؛ فهي بحياتها لم تنسى ما فعله بها من الممكن ان تسامح لكنها لم تنسى فذاكرتها لم تكن كالورقة التي تقطعها، و ينتهى ما بها... هي عانت رو بكت، و حزنت بسببه كان هو الفاعل... تتمنى ان تجلسر و تشتكي له ما فعله هو.. ليجلب لها حقها.. لكن مِن مَن سيجلب لها حقها فـ هو الجاني..
_ مَـنْ قَـالَ انَّـنَـا نَـسْـتَـطِـيعُ الْـنِـسْـيَانَ قَـدْ اخْطَـأْ، و بِـشدَّةٍ... نَـحْـنُ فَـقْـط نَـسْـتَـطِـيعُ أَنْ نَـغْـفُـرَ لِـ مَن نُـحِـب لَـكِنـنَا لَـمْ نَـنْـسَـى _
انتفضت سريعًا بعيدة عنه، و قد خطت بخطواتها نحو المرحاض مجددًا... لكن كانت خطواتها هنا سريعة، و بشدة.. كمن تهرب لست خطوات عادية بالفعل... هي كانت تهرب منه قبل ان يلحق بها..تهرب من نظراته..
زفر هو بضيق شديد، و هو يخاول تهدئة ءاته و يلعن نفسه بقوة فهو راي في عيـنـيـها عندما كانت بين يديه حزن كبير... حزن كبير بادى في عينيها.. يعلم انه هو سببه.. هو سبب هذة الحزن فهو بدلا من ان يكون سندها، و حمايتها، درعها المحصن الذي تحتمى به هي ض. اي شي يواجهها... كان اكبر خزلان، و وجع عاشته هي... هو جرحه اكبر جرح يعلم ان حزنها منه لم يكن بقدر حزنها منهم حميعًا... لكن مهلا هو ايضا كان مظلومًا ضعيفًا شعر بجرح كبير يجرخ كبرياءه، و رجولته كان يحلد ذاته في الثانية الف مرة شعر بالضعف، والوجع، و الخذلان هو الاخر عندما رآها فوق فراش ذلك المدعو ماجد.. على الرغم من انه يعلم انها ذهبت بسبب تلك الرسالة.. لكنه كان يخشى ان يكون فعل بها شئ..كان يعاملها بقسوة لحمايتها ليس لاي شي اخر تخيلته هي.... علم ان حيانهما كانت ضحية لخطط شياطين سيقضي هو عليهم بنفسه سوف يجعلهم يندمون جميعًا على ما فعلوه ...
خرج ارغد من غرفته متوجهًا نحو غرفه شقيقته... سرعان ما دلف وجدها جالسة على الفراش، و يبدو على ملامحها القلق قررت هي بينها، و بين ذاتها ان تقص عليه ما حدث فـ فهي لن تتحمل ان تعيش حياتها بذلك الرعب.. كل مرة يطلب ارغد، او والدها ان يتحدث معها تخاف بشدة من ان تكون تلك الحية الخبيثة.. قد اخبرتهم بـ شئ، تخشى رد فعلهم و اخرهم اليوم؛ لذلك قررت الا تصمت، و هي تشعر ان حياتها معقدة بـ شدة كل شئ يحدث لها بحياتها يُعقده اكثر.. متى ستشعر بالراحة، و الهدوء في حياتها..؟! لمتى ستظل تعيش في حزن، و قلق..؟!
جلس ارغد بجانبها فوق الفراش، و قد قطع هو حبل افكارها هذا. قبل ان يردف قائلا لها بتساؤل، و هدوء يسال اياها عن احوالها
:- عاملة ايه يا حبيبتي
ابتلعت هي ريقها بهدوء، و رسمت ابتسامة خفيفة فوق شفتيها، و هي تاوما له بـ رأسها مجيبة اياه بنبرة مهزوزة على الرغم من انها جاهدت بصبغها بالقوة الا انها فشلت
:- ا.. انا الحمدلله كويسة
ابتسم ارغد مقررا ان يخبرها بطلب مالك.. للزواج بها ليتحدث معها، و يبدا يُـفَـهِّـم اياها عدة الاشياء من الضروري ان تفهمها
:- شوفي يا اسيا يا حبيبتي انت كبرتي، و عقلتي اهه فـ مالك صحبي طالب ايدك... احب اسمع رأيك قبل اي حاجة عشان رايك هيحدد حاجات كتيرة اقولها ليكي...
لم تصدق ما تسمعه الان... تشعر انها تحلم... هل بالفغل ستتزوج من مالك..؟! اتسعت ابتسامتها سريعًا، و قد انفجرت اسارير جميع ملامح وجهها.. شعرت بفرحة لم تشعر بها من قبل طوال حياتها... لكنها سرعان ما اختفت تلك الفرحة، و تلاشت ابتسامتها المرسومة على وجهها... عندما علمت سبب طلبه هذا... بالطبع كانت تعلم الاجابة فهو فعل هذا؛ بسبب فعله سيلان، و تهديداتها لها... اغمضت كلتا عينيها بوهن، و فتـحـتهما مرة اخرى قائلو له بنبرة مجهدة، متعبة
:- ارغد قبل ما اقولك اي حاجة اذا كنت موافقة، و لا لا في حاجة مهمة لازم احكيهالك..
عقد ارغد حاجبيه بعدم فهم، و هو يشعر ان الامر الذي ستقصه عليه ليس بهين... لكنه اومأ براسه الى الامام ايماءة بسيطة بمعنى ان تواصل حديثها
فركت هي يديها بتوتر قائلة له بخوف، و هي لا تعلم كيف ستقص له.. تخشى ردة فعله بشدة تخشي ان يبتعد عن صديقه بسببها
:- ب.. بص يا ارغد.. هو.. يعني اصل يعني
نظر لها ارغد بعدم فهم، و هو لا يفهم ما ستقوله.. ما الشي الذي ستقصه عليه يجعلها متوترة، و خائفة بذلك الشكل التي تجلس به هي امامه الان..
تشجعت هي، و هي تحاول ان تعطي لذاتها طاقة لتقضي على خوفها هذا... فهي لم تكن ضعيفة بعمرها كـ الان، لاول مرة تخشى شئ كهذا... اردفت سريعا تقص عليه ما حدث بداية من علاقتها مع مالك، و معرفته بعلاقتها بمؤمن، و مواجهته لها، و بُـعْـدَهَـا عنه كل شئ حتى تهديدات سيلان لها... اختـتمت حديثها قائلة له بنبرة باكية، مهزوزة
: ا... انا ع.. عارفة اني غلطانة، و غلطانة حامد بس والله مش قصدي.. كنت صغيرة ؤو هبلة مش فاهمة حاجة عشان كدة...
ضمها ارغد نحو صدره بحنان..... عندما رأى دموعها التي تنزل على وجنتيها بغزارة.. ظل يربت على ظهرها بحنان حتى هدات بالفعل... اردف قائلًا لها بجدية، و عقلانية
:- طبعا انتِ غلطانة، و عرفتي غلطك، و اعترفتي بيه، و دة اهم حاجة... و بما انك بعدتي عن مؤمن دة معنى كدة انه صفحة بالنسبالكى و اتقطعت خلاص متفتحيهاش تاني... امَّـا مالك فمتتكلميش معاه نهائى، و لا تخطلتي بيه رو انا هروح اقوله انه مش مضطر يتجوزك لاني خلاص عرفت بحوار سيلان... فالموضوع منتهى اهم حاجة ملكيش دعوة بمالك تاني، و اي حاجة تحصلك تجيلي انا مش هو... تابع حديثه بنبرة حانية متفهمة
-انا اخوكي يا اسيا، فاهمة معنى الكلمة دى يعني سندك مش لازم تخافي مني؛ لان كلنا بنغلط مش هموتك لما تغلطي... المهم تتعلمي من غلطك دة واجب الاخ مش انه يتحكم في حياة اخته.. دي حياتك يا حبيبتي عيشيها براحتك، و اغلطي و انا اصلحلك ماشي يا حبيبتي..
اومات هي له براسها الى الامام، و هي تحمد ربها الف مرة انها لديها اخ مثل ارغد... يفهمها، و يحتواها كم كانت هي غبية عندما لم تقص له من البداية..
خَـرَج صوته يسأل اياها باهتمام لم يستطع اخفاءه
:- اسيا انتِ كنت فين انتِ، و اشرقت..؟!
ابتسمت اسيا على اهتمامه الواضح بها، تتمنى ان تجد من يهتم بها بتبك الطريقة.. تعلم انها غبية و هي من ضيعت هذا الاهتمام من بين يديها؛ بسبب افعالها الغبية تلك ... اجابته على سؤاله قائلة له بهدوء
:- راحت عند الدكتور عشان تتابع الحمل.. الدكتور شاطر اوي متقلقش..
:- بجد و الدكتور قال ايه..؟!
خرج صوته الفرح يسال اياها بلهفة، و هو يشعر بدقات قلبه تزداد.... فـ الى الان لم يستوعب انها حامل، و تحمل طفلا منه... يشعر ان هذا الطفل هو ثمرة حبهم عوض الله عليهما به ... قطع شروده هذا رنين هاتفه استاذن منها، و خرج ليرد عليه
فتح ارغد الهاتف، قائلًا لذلك الذي يُحدثه بقسوة
:- الو عرفت حاجة..؟!
كان يساله بحمود نبرته جامدة، غاضبة بشدة..
اجابه المتصل قائلًا له كل توصل عليه.... همهم ارغد مجيبًا اياه و هو يعطيه بعض الاوامر الاخرى... عينيه كانت تشتغل بالقسوة، و هو يقسم ان يذيقهم من نفس الكأس... فـَ هُما من بدأوا اولًا، و يجب على كل شخص ان يتحمل نتيجة افعاله..
تمتم قائلا بينه، و بين ذاته بعدما تغلق... بقسوة و نبرة جامدة، حادة
:- انا هعرفهم ازاي يلعبو معايا يتحملوا نتيجة لعبهم...