قصة زوجة مغترب الجزء الثاني
الفصل السادس عشر 16
بقلم نسمه مالك
..مروه..
يتيمه الأبوين.. فعوضها الله برجلا..
كان لزوجته بعد الأهل أهل رغم غياب أهلها..
كان خير العون والسند لها بمرضها..
والان سخر نفسه ليكون الدافع لها وسبب رئيسى بنجاحها واثبات ذاتها..
..مياده..
لم تكن يتيمه..
ولكن؟؟!!..رزقت بأب قاسى بمعاملته معها..
اب كان السبب بقهر وكسره قلب ابنته..
بدلا ان يكن لها يد العون ونعمه الضهر والسند..
كان لها اليد التى دائما تألمها..تتضربها بكل قسوه..
ضغط على جرحها بكل قوته..
جعلها تفقد ثقتها بنفسها..بمن حولها..
حولها لبقايا انثى..
وحين فاق وتراجع عن أفعاله..
كان قد فات الأوان..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
..اخيرا..
انتهى العرس بسلام..
وأصر حسن ان يصله مازن وزوجته الى منزله..
..بألحاح..
يتحدث حسن..
لا والله انتو هتباتو معانا انهارده..
نظر لزوجته الناظره له بعيون متسعه وفم مفتوح على اخره من شده زهولها بأفعال زوجها الجديده عليها وعلى بناتها كليا واكمل..حضرلهم اوضه مروه يا ام مياده وخليهم يدخلو يستريحو شويه على ما تحضريلنا العشا..
مازن:بأحراج..اعذورنى يا عمى انا هاخد مياده وهمشى..
اقترب منه حسن وغمز له بعيناه وتحدث بأصرار..
حسن:ايه يا مازن يا ابنى انت عايز توقعنى فى الحلفان ولا ايه..نظر لأبنته ببتسامه على غير عادته..ما تقولى لجوزك يا مياده يا بنتى انه مش غريب..دا بيتكم التانى..
اقترب منها وهم بربط على ظهرها لتنتفض هى بفزع وتتراجع للخلف بخوف وتتحدث بتقطع وصوت مرتعش..
مياده:م م ما هو عارف يا بابا..نظرت لزوجها برعب..
اسمع كلام بابا يا مازن خلينا نبات هنا..
نظر لها حسن بعيون التمعت بدمع واغمض عينه بعنف وتحدث بغصه مريره..
حسن:انتى خايفه منى يا مياده؟؟!!..
مياده:بجسد ينتفض..لا م مش خايفه..
وزع حسن نظره بين ابنته وزوجته وابنته الصغرى..
لم يجد غير الكسره بعيونهم..والحزن كاسى وجههم..
اخذ نفس عميق وبصرامه القى سؤال جعل اعين مياده تتسع بزهول وصدمه..
عايزه تكملى مع جوزك ولا لاء يا مياده؟؟..
فهم هو نظرتها المرتعبه فأكمل بصوتا لين اوشك على البكاء..
قولى اللى انتى عيزاه ومتخفيش واللى انتى عيزاه هنفذهولك..
ابتلع مازن ريقه بصعوبه وبتوتر وقلق شديد تحدث..
مازن:عمى؟!!..
انت بتقول ايه..اقترب من مياده جذبها داخل حضنه..
مياده مراتى ومستحيل تبعد عنى..
حسن:بغضب..مش هغصبها تانى..لو عايزه تكمل يبقى برضاها..على صوته فجأه..انا معنديش استعداد اخسر بنتى..
نظر لابنته نظره حانيه وتحدث بهدوء..عايزه ايه يا مياده..
واوعدك يا بنتى اللى انتى عيزاه هعملهولك..
بتوهان..تنظر لوالدها تارا وزوجها الناظر لها بتوسل تارا اخرى..
وبوهن همست..
مياده:مازن قالى انه اتجوز عليا تانى..
شهقت بعنف كلا من ايه وشيماء..
واتسعت اعين حسن بصدمه ونظر لمازن بشرار يتطاير من عيناه..هم مازن بالحديث لكن مياده اكملت بضعف..
انا عارفه انه بيكدب..نظرت له وهمست بصوتا سمعه هو فقط..قولتلى كده علشان شوفت برشام منع الحمل صح..
بألم حاد..حرك مازن رأسه بالايجاب وهمس بغصه مريره..
اللى مش عايزه تحمل من جوزها دى واحده مش طيقاه ولا طيقه لمسته ومش عايزه تشيل عيل من صلبه..
وانا راهنت نفسى انك مش هتصدقى لو حتى انا اللى قولتلك انى اتجوزت..شدد من ضمها..
علشان ثقتك فيا هتأكدلى انك لسه بتحبينى..
ابتسم له بألم حاد وبدموع تلتمع بعيونها وهمست بأسف..
مياده:وانا كنت بفكر اهرب منك..ضحكت وبكت بأن واحد واكملت بزهول..بقينا نفكر ازاى نوجع بعض..
وجهت نظرها لوالدها وتحدثت برجاء و بكاء حاد..
مياده:ارجوك يا بابا انا عايزه اطلق..نظرت لزوجها..
طلقنى يا مازن بدل ما حد فينا يموت التانى بحسرته؟؟!!..
نهت جملتها وتهاوى جسدها بين يدى زوجها دليل على فقدان وعيها..
صرخت والدتها وشقيقتها بأسمها وركضو نحوها يتفحصوها بنهيار شديد..
بفزع ورعب..حملها زوجها لداخل حضنه و سار بها لاقرب أريكه وضعها برفق وحذر وجلس على ركبتيه امامها يحاول افاقتها بشتى الطرق ويتحدث بصعوبه محاولا السيطره على دموعه..
مازن:بصوتا مهزوز..مياده..حبيبتى فوقى بالله عليكى..
شيماء:بصراخ..هاتى ازازه برفان يا ايه نفوق بيها اختك بسررررعه..امسكت يد ابنتها تقبلها مرات ومرات..
قومى يا ضنايا..نظرت لزوجها..يالهوى البت ايدها حته تلج يا حسن..
بخطوات مرتعشه وجسد وقلب ينتفض بجنون..اقترب حسن منهم وتحدث بثبات عكس انهيار قلبه..
حسن:هى هتفوق دلوقتى..هى اكيد داخت علشان مكلتش كويس..خبط على وجناتيها برفق شديد واصابع مرتعشه بشده..مياده فوقى يا بنتى..
اما زوجها..اصبح بحاله لا يرثى لها..
لم تستجيب لجميع محاولتهم..صرخت والدتها بعلو صوتها..
شيماء:بزهول..البت مبتفوقش ليييييه..
لم يجيبها احد..بلحظه..كان حملها زوجها مره اخرى وركض بكل سرعته للخارج..وتحدث بستعجال..
مازن:انا هوديها اقرب مستشفى..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
..بمنزل خالد ومروه..
ذهابا وايابا..
يسير عابد بتوتر امام انظار والدته ووالده وشقيقه وزوجته ويتحدث بألحاح..
عابد:بالله عليكى يا ام ريتال كلمى صحبتك شوفيلى الاخبار..
خالد:بتعقل..يا ابنى الناس هتلاقيهم بيتعشو ولا نامو بعد تعابهم فى الفرح عايزها تتصل تقلقهم دلوقتى وتقولهم ايه بس..
اقترب منه عابد وجلس امامه مباشره وتحدث ببتسامه متسعه..
عابد:اكيد عم حسن قال ليويو ان جلها عريس..
اللى هو انا طبعا..نظر لزوجه شقيقه..انتى بقى يا ام ريتال هتساليها على رأيها هى اكيد مش هتخبى عليكى..
عدل ياقه قميصه بتكبر واكمل بثقه..انى واد مز وعجبتها واعجبت بيا..
خالد:بمزاح..انك واد ايه يا عنيا؟؟..اشار على قدمه..
طيب وبالنسبه لصوابعك اللى هى موتتهالك وكنت عمال تتنطط زى ابو فصاده بقت كويسه دلوقتى؟؟؟..
انفجر الجميع بالضحك وتحدثت ناهد بصعوبه من بين ضحكاتها..
ناهد:هههههههههه..موتتلك صوابعك من اولها..
نظرت له بشماته..احسن يا واد..نظرت له بفهم..
قولتلها ايه خلتها تدوسلك على صوابعك يا واد يا مز..
نظرت لزوجه ابنها وهمت بأكمال حديثها..لكنها صمتت قليلا وهبت واقفه اقتربت منها وجلست جوارها وتحدثت بقلق..
مروه..ربطت على ظهرها..مالك يا ضنايا..سرحانه فى ايه..
مروه:بتنهيده..قلقانه اوى على مياده يا ماما..
شكلها انهارده صدمنى..باين عليها التعب والحزن اوى..
ضمها خالد لداخل حضنه وتحدث بهدوء..
خالد:حبيبتى..ما انا قولتلك لو عايزانى اوديكى ليها بكره تقعدى معاها براحتك وتطمنى عليها وابقى اجى اخدك..
امسكت مروه هاتفها وطلبت احدى الارقام وتحدثث بقلق..
مروه:انا هكلمها اطمن عليها واعرف هى روحت الشرقيه ولا راحت عند باباها..
خالد:بفرحه بلهاء..وحياه بنتك تساليها على يويو..
مروه:بلهفه..ايوه يا مياده..
ايه:ببكاء..ابله مروه انا ايه..بكت بنحيب..
مياده تعبت فجأه وريحين بيها المستشفى..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
..بالمشفى..
بعنف..
يضرب كل شخص يحاول ايقافه ويصرخ بنهيار شديد..
مازن:غيبوبه سكر ايه يا ولا ال***..انا مراتى معندهاش السكر..
لكم الامن بعنف وركض نحو زوجته انتشلها داخل حضنه واكمل برجاء هستيرى..مياده حبيبتى بحلفك بالله فوقى..
تنهمر دموعه على وجنتيه بغزاره وصرخ بعلو صوته..
ميااااااااااااده قومى..
بصعوبه..ابعدوه عنها مره اخرى وتحدث احدى الاطباء بصرامه وتحذير..
الطبيب:بعلو صوته..اهدى يا ابنى خلينا نكمل كشف..
مراتك حالتها خطر واللى بتعمله دا هيخلى حالتها تزيد خطوره..نظر للأمن..طلعوه بره حالا..
اقترب منه مازن وتحدث برجاء..
مازن:بانفاس لاهثه..طيب خلينى معاها وانا هقف ساكت..
ابتلع ريقه بصعوبه واكمل باصرار..انا مش هسبها واخرج..
حرك الطبيب رأسه بيأس وعاود الكشف على مياده امام انظار مازن المرتعبه..
ممسك بيد زوجته بكل قوته..يتأمل ملامحها بعشق وألم حاد يعتصر قلبه..
اغمض عينه بعنف حين تذكر احدى مواقفهم سويا..
..فلاش بااااااااااااااك..
كالعادته..يقف امام مدرستها ينتظر موعد خروجها..
حتى اخيرا فتح باب المدرسه يعلن انتهاء الوقت الدراسى..
اتسعت ابتسامته بفرحه..والتمعت عيناه بعشق شديد..
وبلهفه..بدا يدور بعيناه يبحث عنها..
لمحها..تخرج مسرعه..
قاد الموتوسيكل الخاص به وسار خلفها..
تسرع هى بخطواتها كمن تهرب من شيئا ما..
ابتعدو قليلا عن محيط مدرستها..
وبقلب ينبض بجنون..سار نحوها وقف امامها مباشره..
توقفت هى عن السير ونظرت له بفرحه شديده فشلت باخفاءها..
بادلها هو النظره بأخرى عاشقه وهمس بشتياق شديد..
مازن:واحشتينى..احمرت وجناتيها بخجل..وبغصه همست..
مياده:افتكرت مش هشوفك تانى بعد ما بابا رفضك لتالت مره..
يتأمل ملامحها بهيام..وبمهاره ركن ماكنته على جانب الطريق واحكم اقفالها والتفت لها وتحدث برجاء..
مازن:مياده عايز اتكلم معاكى شويه..
مياده:بخوف..لا مش هينفع انت عارف..
التمعت الدموع بعيونها..انت مش مجبر تتقدملى رابع؟؟!!..
قطعها مازن..دا انا اتقدملك رابع واربعين ومليون كمان..
صمت قليلا واكمل..بس بعد ما ارجع..
مياده:بستغراب..ترجع منين؟؟!!..
مازن:بأسف..انا طيارتى انهارده بليل..اغمض عينه بعنف..
انا هسافر يا مياده..
نظرت له بصدمه و عيون متسعه..فاكمل هو بغصه مريره..
باباكى عنده حق يا مياده..انتى مينفعش تعيشى مع حماتك فى الشقه..لازم يبقى ليكى شقه لوحدك..
ومرتب كويس اقدر اعيشك بيه..
مياده:ببكاء..انا مش عايزه كل دا..انا موافقه اعيش مع مامتك..وبمرتبك الصغير..
مازن:بألم حاد..انتى موافقه لكن بباكى مش موافق..
وعنده حق الصراحه..التمعت الدموع بعيناه..
خلينى اتعب شويه كمان و اتغرب واشوف رزقى فى مكان تانى..نظر لعيونها بعشق..لانك تستاهلى انى اتعب علشان تبقى مراتى يا مياده..ابتسم بثقه..
وانا متأكد انى هرجع القيكى مستنيانى..نظر لها بلهفه..
هتستنينى يا مياده؟!..
مياده:بخجل..انا عمرى ما هخلف وعدى معاك وعمرى ما هوافق بغيرك..بكت بنحيب واكملت برجاء..
بس خليك متسافرش..
هبطت دموعها بغزاره واكملت بخوف..
اخاف تعرف واحده هناك ومترجعليش..
اقترب منها خطوه وتحدث بتأكيد..
مازن:مقدرش..نظر لعيونها بهيام..انا بعشقك..
مستحيل ابص لوحده غيرك..
تحولت نظرته لأخرى متوسله..
خليكى معايا شويه..
هبطت دمعه على وجنتيه مسحها سريعا..
انا مسافر ومش عارف هشوفك تانى امتى..
تنظر له بعيون تفيض بالدمع..لا تستطيع التأخر لدقائق والا ستنال عقاب شديد على يد والدها..وهمست بغصه..
مياده:مش هينفع..لازم اروح حالا..
ينظران لبعضهم بعشق شديد..وببكاء حاد تحدثت..
انا مش عيزاك تسافر يا مازن ارجوك..
مازن:بغصه مريره..مبقاش ينفع يا قلب مازن..
اقترب منها خطوه اخرى..بس والله باذن الله هرجعلك..
تبكى هى بنحيب..وبصعوبه همست..
مياده:وانا هستناك..نهت جملتها وهمت بالسير من امامه..
لكن؟!!..بأقل من لحظه..كانت يده القويه امسكت معصم يدها وجذبها لداخل حضنه احتضانها بقوه رافعها عن الأرض وتحدث ببكاء حاد..
مازن:سامحينى..بس حضنك دا هيخلينى ارجعلك زاحف..
وعهد عليا ما حد يدوق حضنى غيرك يا مياده..
وفت هى بوعدها معه..
اما هو بنظرها لم يفى بعهده معها..
نهايه الفلاش بااااااااااااك..
فاق من شروده على صراخ الطبيب بأمر..
الطبيب:على العنايه المشدده بسرعه..نظر لزوجها..
مراتك عندها جلطه فى القلب والسكر عالى جدا..
نهى جملته وسحب السرير النائمه عليه مياده واتجه للخارج راكضا..
تاركا رجلا اوشك على الموت بسكته قلبيه من شده صدمته..
وبوهن..تهاوى جسده وجلس أرضا واضعا رأسه بين كفيه ويحدث نفسه بهستريا..
مازن:مياده كويسه..يارب كون رحيم بها..بكى بنحيب..
يارب احميها..
..اما بخارج غرفه الكشف..
بنهيار..تتحدث شيماء..
موجهه حديثها لحسن الواقف بصدمه..
شيماء:شوفت يا حسن..قسوتك على البت عملت فيها ايه..
صرخت بوجهه..ضربك ليها فى بيتك قدام جوزها كسرها..وضربك ليها فى بيت جوزها قهرها وحسرها على نفسها..
قهرت قلب بنتك يا حسن وهى يا قلب امها كاتمه فى قلبها..لكمته بكتفه..
دا انت يا اخى ولا مره ختها فى حضنك..
ولا مره طبطبت عليها..ايدك لضربها وبس يا حسن..
عمرك ما قولتلها كلمه حلوه..دايما ضرب واهانه وقله قيمه بحجه انك خايف عليها..صرخت اكثر..قسوتك عليها جبتلها السكر وجلطه فى قلبها..جلست على اقرب مقعد بضعف تخبط على ركبتيها..مسمحتلهاش حتى انها تزعل..
خطبت على صدرها..ياريتها كانت هربت..
ياريتنى كنت انا وانتى لاء يابنتى..جلست بجوارها ايه الباكيه بنحيب شديد تربط على ظهرها بحنان..
اما حسن..يقف بمكانه..لا يبدى اى رد فعل..فقط تفيض عيناه بدموع غزيره..يبكى ندما..والما على ابنته اول فرحته..
وما اوصلها اليه..