البارت الحادي عشر11
بقلم نسمة مالك
..مر يومان..
..يقال اعوذ بالله من قهر الرجال..
فالماذا خصصت للرجال فقط؟!!..
أجابتها مخيفه قليلا..
فالرجل هو عمود الأسره والمجتمع والسلطه وبقهره يزول الأمر او يكاد..ولا يقهر الرجل إلا لأمرا عظيم..
ترددت تلك العباره بعقلها وقلبها ايضا..
غصه مريره ودمعه حارقه هبطت على وجناتيها مسحتها سريعا وهى تنظر لزوجها الواقف امام والدها يترجاه بستماته حتى لا ينفصلو..
انتفضت بشده على صوت والدها الصارم..
عبد الخالق:هى كلمه واحده ترمى اليمين على بنتى انهارده..
صمت قليلا يحاول يهدأ قليلا واكمل..
احنا كده عدانا العيب..قدرنا وفاه والدك وبنتى وقفت معاك 3ايام العزا..
نظر لابنته الواقفه تكتم شهقاتها بصعوبه واكمل بأصرار..
أول ما العزا ينفض بنتى هاخدها فى ايدى وانا ماشى..
نظر لأدهم مره اخرى واكمل..
انا مش هجازف ببنتى الوحيده..
اقترب منه أدهم وقبل رأسه وتحدث بندم..
ادهم:حقك عليا يا عمى..انا عارف انى خيبت ظنك فيا..
نظر لزوجته واكمل..
وانتى كمان يا مريم حقك عليا انا على كل حاجه زعلتك..
نظر لعبد الخالق واكمل برجاء..
بس بحلفك بالله بلاش طلاق..
تجمعت الدموع بعيناه لكنه تمالك نفسه سريعا واكمل بغصه مريره وقلب يعتصر ألما على فراق والده..
ابويا الله يرحمه وصانى مفردش فى مريم..
نظر لها بأصرار وعزيمه شديد واكمل..
وانا مستحيل أسبها تضيع من ايدى..
نهى حديثه واسرع بالخطى نحو احد الادراج فتحه وجذب ورقه وقلم ومضى عليها ودون رقم بطاقته واعطاهم لعبد الخالق واكمل بأمل..
اتفضل يا عمى انا مضتلك على بياض..
ابتلع ريقه بصعوبه واكمل..
لو شوفتنى زعلت مريم او هى أشتكتلك منى أحبسنى وانا راضى..
تنهد عبد الخالق بنفاذ صبر و قد خرج عن شعوره وتحدث بعلو صوته..
عبد الخالق:يااااااااابنى افهم المشكله مش فيك انت لوحدك..
انت ربنا رزقك بأم لا تطاق..
معنديش استعداد تقهر بنتى زى ما عملت فى ابوك وودته الترب..
اغمض عينه بعنف واكمل..
الله الغنى عن ام دى جوازه انا مش لاقى بنتى يا أخى..
ربط على كتفه ببعض العنف واكمل..
كفايا عليك مشاكل والدتك والله يعينك عليها وعلى عمايلها..
هم ادهم بالحديث قطعه عبد الخالق سريعا..
انت سمعتها بودنك قالتلى ايه وهى بترمى هدوم والدك فى الشارع..
خفض ادهم رأسه بخزى..
فنظر عبد الخالق لأبنته التى تنظر له بعيون راجيه واكمل بغيظ وغضب شديد..
حماتك بتقولى هحسرك على بنتك..
احمرت عيناه بشده من شده غضبه واكمل بوعيد..
الله فى سماه اللى يفكر يمس بنتى بسوء ليكون موته على ايدى..
نهى حديثه وابتعد بعينه عن ابنته وزوجها ينظر للفراغ ويتنفس بعنف وصوت مسموع..
متماسك ادهم..
لا يبكى رغم الدموع الامعه بعيناه..
خفض رأسه وتنفس بعمق..
ورفع رأسه مره أخرى نظر لزوجته نظره تحمل ألف الم..
نظره تخبرها انه حقا أسف..
تبادله هى النظره بأخرى عاتبه..
يومان برفقته وهو منطوى بعيدا عنها بغرفه أخرى كعادته..
تركت له خصوصيه حزنه ولم تضغط عليه..
تنتظر ان يخبرها بأى شئ ايجابى حتى تتمسك به وتدافع عنه امام والدها..
تنحنح هو لايجاد صوته وهمس لها بشفاتيه بكل صدق ونظره عيونه عاشقه راجيه قد غابت طويلا هذه النظره وأشتاقتها هى كثيرا..
ادهم:بحبك..متسبنيش..
هبطت دموعها بغزاره وتمنت لو فقد تحتضنه بكل قوتها الأن..
طالت نظرتهم لبعضهم قليلا..
فأكمل هو بصوت مبحوح من شده تأثره..
مريم انا مختش منك مفتاح الشقه لما غيرتى الكالون..
عفوا..
حقا..
ما استمعت اليه..
اتسعت عيونها بزهول حين تذكرت ان نسخ المفاتيح كانت بحوزتها وقد فصلت نسختين لتعطيهم له لكنها لم تعطيهم له ووضعتهم بحقيبتها..
فأقتربت منه وتحدثت بتسائل من بين شهقاتها..
مريم:امال مامتك خدتهم ازاى..نظرت لشقتها واكملت..وانت دخلت الشقه أزاى لما مختش المفاتيح..
نهت حديثها ونظرت له بعيون راجيه ان يكون صادقا..
اغمض عينه بأحراج وتحدث بأسف..
ادهم:امى خدتهم من شنطتك واحنا بنفطر عندها..
قطع المسافه بينهم بخطوه وامسك يدها بين يده يقبلها مرات متتاليه بعمق شديد واكمل..
والله يا مريم انا مدتهاش المفتاح هى اللى خدته من شنطتك..
وحياه ابننا انا كنت ناوى افتح معاكى صفحه جديده..
جذبها داخل حضنه وقبل جبهتها واكمل..
هعمل اى حاجه وكل حاجه بس طلاق لاء..
نظر لوالدها برجاء وتوسل شديد..طلاق لاء ياعمى..
هم عبد الخالق بالحديث لكن رنين جرس الباب قطع حديثهم..
ابتعد ادهم عن زوجته بصعوبه بعدما ضغط قليلا على خصرها بكف يده يخبرها بحركته هذه انه لا يريد الأبتعاد عنها..
واتجه نحو الباب وفتحه فوجد العديد من النساء من الجيران والأقراب يريدون تقديم واجب العزاء..
ابتعد عن الباب وخطى هو ووالد مريم للخارج تاركين لهم حريه الجلوس..
اقتربو من مريم وبدأو بالقاء السلام وهى تبادلهم السلام بترحاب..
هم عبد الخالق بنزول الدرج لكنه توقف فجأه والتفت لأدهم نظر له طويلا وتحدث بصرامته المعهوده..
عبد الخالق:عندى شروط لو وافقت عليها هخلى بنتى على ذمتك..
ادهم:بلهفه..انا موافق على كل شروطك يا عمى..
سار عبد الخالق وخلفه ادهم واكمل بتعقل..
عبد الخالق:مش وقته لما العزا يخلص وتسمع الشروط الاول وتشوف هتقدر عليها ولا هتبقى صعب عليك..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
..ببرود..
ولامبالاه..
تجلس أمام التليفزيون وامامها طبق كبير من المكسرات بمختلف أنواعها..
لم تتأثر نهائيا بموت زوجها..
عفوا..
بموت طليقها وكأنه لم يكن فى يوما زوجا لها ووالد ابنائها..
بجانبها باسكت قمامه مليئ بالكثير من الصور الممزقه..
فقد مزقت كافه ذكرايتهم معا..
حتى انها لم تذهب للأن الى العزاء..
ولا تستقبل احد يريد تقديم واجب العزاء..
بل انها وضعت ورقه مدون عليها ان العزاء بمنزل ابنها أدهم حتى لا تنزعج برنين جرس الباب..
تضحك بقوه على المسلسل الكوميدى الذى تشاهده..
وترتشف من كوب الشاى قليلا وتعاود التهام المكسرات بشراسه..
انتبهت على صوت فتح الباب ودخول ابنتها...نظرت لها بسخريه وعادت النظر مره أخرى للتلفزيون..
اقتربت ابنتها بخطوات شبه راكصه وطفأت التلفاز بعنف ونظرت لها بشرار وتحدثت بغضب عارم..
هند:انتى ايييييييييه..قلبك حجر..يا جبروتك..
دارات حول نفسها بزهول وبكت بنحيب واكملت..
ابويا لسه بناخد عزاه وانتى ولا على بالك..صرخت بعلو صوتها..وانتى قاعده تتفرجى على الزفت وتضحكى وتاكلى ولا كأن اللى مات دا كلب وراح..
نظرت لها بزهول مقارب للجنون واكملت بعدم أستيعاب..
الناس الغريبه بتيجى تعزينا وانتى لحد دلوقتى محضرتيش العزا!!!
وضعت يدها أسفل ذقنها تنظر لها بسخريه وتنهدت بملل وتحدثت بستفزاز..
شاديه:خلصتى؟؟..افتحى التليفزيون بقى لما المسلسل يخلص هروح اعزى حاضر..
همت ابنتها بصراخ بوجهها والهجوم على التلفاز وتحطيمه..
لكن رنين جرس الباب نهاها عن ما كانت ستفعله..
اتجهت نحو الباب بعيون تفيض دمعا وفتحته لتصرخ بتفاجئ ويزيد بكائها اكثر..
هند:أساااااااامه..نهت جملتها وارتمت بكل قوتها داخل حضن شقيقها تبكى بنحيب وألم حارق..بابا ماااااات يا اسامه..
أستقبلها هو بترحاب داخل حضنه يربط على ظهرها بحنان بالغ وعيناه تفيض دمع ايضا بغزاره وتحدثت من بين شهقاته..
اسامه:كفايه يا حبيبتى..دا قدر ربنا..ولا نقول الا ما يرضى الله ان لله وانا اليه راجعون..
ظلت فتره ليست بقليله داخل حضن شقيقها تبكى..بل تشكى له ببكائها كم الالم الذى تعانيه..
لكنها توقفت فجأه واتسعت عيونها بزهول حين أستمعت لصوت بكاء مصتنع بطريقه مستفزه ويد تنتشلها من داخل حضن شقيقها تبعدها بعنف..
واحتضنته هى وتحدثت بعويل..
شاديه:اااااااه يا اسامه...يالهووووووى على اللى جرى لامك وبهدلتها فى غيابك يا اسامه..
بعدت عنه ولطمت خديها بعنف واكملت بصراخ..
ابوك طلقنى قبل ما يموت وباع عشره السنين يا اسااااااااامه..
اتسعت عيناه بصدمه وتفاجئ..
لم يخبره شقيقه بهذا حين هاتفه..
اقترب من والدته يمسك يدها بقوه يوقفها عن العويل ولطم الخدين الذى تفعله وتحدث بصرامه..
اسامه:كفايه يا ماما حرام عليكى اللى بتعمليه دا..
شاديه:بصراخ..دخلت علينا مرات اخوك بقدمها الشووووووم..
هى السبب مريم بنت جيهان الهى تولع مطرح ما هى قعده..
صرخت ابنتها بغضب عارم..
هند:حرااااام عليكى بقى انتى كمان بتدعى عليها هى..
نظرت لشقيقها واكملت وهى تشاور بيدها على والدتها التى تنظر لها بغيظ وعضب شديد..
امك هتخرب بيت اخوك وهيطلق مراته زى ما خربت بيتى وخربت بيتك قبل كده وخلتك رميت اليمين على مراتك..
اقتربت منه واكملت بنحيب شديد..
امك رمت هدوم ابوك فى الشارع وطردته وقالتلو البيت بأسمى..
صرخت بعلو صوتها..امك موتت ابوك بحسرته وقهرت قلبه..
ينظر بينهم بزهول..
صدمات متتاليه يتلقاها عقب وصوله من غربته..
اقتربت هى من شقيقها واكملت بغصه مريره..
امك مستقبلتش عزا فى ابوك لحد دلوقتى..
صفقت بعنف بيدها وتحدثت بسخريه بعلو صوتها..
شاديه:شاطره يا هند..شاطره يابت..اشتكينى اوى لأخوكى..
ركضت نحو الداخل وخرجت ممسكه بيدها احدى العصي واكملت بأمر..
خد يا اسامه اضربنى بالمقشه..امسكت يده ووضعتها بها بعنف واكملت..
خد مدنى على رجلى وعلمنى الادب انت واختك..
القى هو العصى من يده بعنف وتحدث بنفاذ صبر بعلو صوته..
اسامه:كفااااااايه يا ماما..مش وقت كل اللى بتقوليه ولا تعمليه دا..
نظر لشقيقته ووجه نظره للورقه الموضوعه على باب المنزل واكمل بغصه مريره..
عزا ابوكى فى بيت اخوكى ادهم..
حركت هند رأسها بالايجاب ودموعها تهبط بغزاره وهمست بصوت مبحوح وهى تنظر لوالدتها بشرار..
هند:ايوه.. كنت جايه علشان اخدها معايا الناس عايزه تعزيها وقولنا انها تعبانه..
نظر ابنها لها بغضب عارم وتحدث بأمر وصرامه..
اسامه:البسى يا ماما خلينا نروح عند ادهم..
همت هى بالاعتراض قاطعها هو بصراخ وغضب اكبر..
البسى يااااااااااماما ابوس ايدك بدل ما اعمل جنايه..
على مضض تحركت نحو غرفتها وأرتدت عبائتها وحجابها الاسود وذهبت معهم نحو منزل ابنها وعلى وجهها شبه ابتسامه خبيثه لما سوف تفعله بزوجه ابنها..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
..بشقه ادهم..
أدب..
واخلاق واصول..تتعامل بهم مع من يقدم واجب العزاء..
قلبها يتمزق الما على من مات قهرا وهى كانت تعتبره بمثابه والدها..
وقلبها يعتصر ايضا على زوجها وما يمر به من اختبار ليس بهين..
وايضا تأنب نفسها لأنها قد ركضت نحو زوجها فور سماع صوته ولم تخبر والدها وهذا سبب بزعل والدها منها بشده..
فحسمت امرها انها ستترك والدها يتصرف بامرها مع زوجها كما يجب..
فقد اكتفت من هذه المرأه..
بل اكتفت من هذه الزيجه المؤلمه لها ولزوجها ايضا..
تعلم ان حماتها لن تتركهم وشأنهم الا وهما منفصلين..
او بموت احدا منهم قهرا كما فعلت مع زوجها..
فرأت ان حل والدها هو الانسب والانفصال هو الحل..
اغمضت عيونها بالم ودموعها تهبط ببطئ..
انتبهت على صوت بكاء صغيرها فهبت واقفه تستقبل والدتها به..
فتفاجأت بعمتها برفقه والدتها..
مريم:بترحاب شديد:عماتى يا حبايبى حمد لله على السلامه..
احتضنتهم بحب شديد واحده تلو الاخرى..
ابتهال:عمتها الكبيره..حبيبتى يا مريم..عامله ايه يا بنتى..ربطت على يدها..البقاء والدوام لله يا حبيبتى..
وفاء:تعالى يا مريم فى حضنى يا حبيبتى...البقاء لله يا بنتى..
سعاد:واحشتينى يا بنت الغالى..البقاء لله يا عين عمتك..
سلوى:يا حبيبتى يا غاليه..البقاء لله ربنا يجعلها اخر الاحزان..
سهير:مريم يا بنت قلبى..تعالى فى حضنى يا حبيبه عمتك..
البقاء لله ياحبيبتى..
مريم:ببكاء..ونعمه بالله..مجيتكم على راسى يا حبايبى..ربنا مايحرمنى منكم يارب..
اتفضلو يا حبيبى..
اقتربت من والدتها وقبلتها ايضا وهمست باذنها..
ونبى حقك عليا يا ماما متزعليش منى انتى كمان..
هبطت دموعها بغزاره واكملت..والله يا ماما ما كنت اقصد امشى من دماغى بس لما سمعت صوت عياطه فى التليفون صعب عليا اوى وكمان عمى الله يرحمه كان غالى عندى..
نظرت لها جيهان بعتاب وتحدثت بتعقل..
جيهان:مش وقته يا مريم..قومى اعملى حاجه لعماتك..
وعمامك تحت مع ابوكى وادهم..اعمللهم قهوه واخويكى هيطلع يخدها..
همت مريم بالوقوف فاوقفتها عمتها..
ابتهال:فين حماتك يامريم علشان نعزيها يابنتى؟؟
نظرت مريم لولدتها بأحراج وهمت بالحديث لكن صوت عويل وصراخ حماتها فور دخولها من باب الشقه المفتوح فزعها هى وجميع الحضور..
شاديه:ااااااااه على القدم الشووووووم اللى دخلت علينا وفرقتنا..
اااااااااااااه على البومه وش الغراب اللى قدمها نحس..
جلست على اقرب مقعد تخبط بيدها على ركبتها تارا..
وفوق رأسها تارا..
وخديها وصدرها تارا اخرى..
اااااااااه على الجوازه السوده اللى اتجوزتها يا ابنى..
نظرت لمريم بشرار واكملت بغيظ وحقد شديد..
اخفى من وشى يا قدم الغراب يانحس يا وش النصايب..
ركضت مريم سريعا نحو المطبخ تبكى بنحيب..
اكملت هى بسخريه..
بتعيطى بعد ما خربتيها وقعدى على تلها يلى يعيطو عليكى..
لهنا وكفى..
فهبت جيهان واقفه وتحدثت بغضب عارم..
جيهان:بعيد الشر على بنتى..ان شاء الله يكرهها ويدعى عليها..
شاديه:بقله ادب وزوق..اخرسى يا وليه ياحربايه انتى وامشى انكشحى من هنا يله..وخدى الغرابه بنتك معاكى..
اتفوووووووو عليكى نسب يعر..
لحظه..
اثنان..
وفجأه..
لا تعلم من اين وكيف ومتى..
انقضو عليها عمات مريم وكل منهم تحمل بيدها حذائها..
وبكل عنف وغضب..
بداو ضربها بقوه..
ركضت مريم سريعا ووقفت امامهم تحاول منعهم عنها بشتى الطرق..
لكن عمتها الكبيره تحدثت بأمر وصرامه..
ابتهتال:اوعى يابت يا مريم من قدمنا بدل ما نضربك معها..
مريم:ببكاء..مش هبعد واضربونى معاها يا عمتى..
فى ظل ان ابنتها تقف تنظر لها بتشفى وشماته وعيون تفيض