البارت السابع عشر17
بقلم مياده
منذ عشر سنوات . . . . .
استيقظ زياد من نومه بكسل يبحث عن حبيبه بجواره لا يجد اثر لها يقوم مفزوع باحث عنها فى كل مكان يفتح الحمام لا اثر فى غرفه الملابس لا اثر ايضا ربما تكون خرجت من الغرفه اتجه الى الباب وجده كما هو مغلق من الداخل كما غلقه بالامس لكى لا يزعجه احد من الخدم تنهد فى قلق لا يعلم اين يبحث عنها لفت انتباهه ورقه موضوعه على الكمود سحبها بهدوء متجه الى الشرفه مخرج سيجاره يشعلها بسبب غضبه وقلقه معا ينظر الى الاسفل وجد حبيبه قلبه على الارض غارقه فى دمائها صرخ صرخه مداويه فى جميع انحاء القصر ليركض مسرعا مع تجمع جميع العائله حوله متجه الى حبيبته يعانقها فى خوف ان يخسرها " هدير قومى يا هدير فوقى عشان خطرى فتحى عينك انا معاكى اهو جنبك فوقى "
يرجها بين يديه لا يبالى لكميه الدماء التى لطخت ملابسه البيضاء . جاءت الاسعاف تحمل هدير مع اصرار زياد فى الركوب معاها امسك بيدها يقبلها فى كل دقيقه " مقدرش على بعادك عنى فوقى ارجوكى "
يخبره المسعف " نبضها ضعيف بلاش تضغط عليها اكتر من كده "
ممسك بيدها التى ضغطت على يداه هى ايضا تحاول ازاله الماسك عن انفها " ززيياد "
ينظر لها بلهفه " نعم يا قلب زياد "
تبتلع ريقها بصعوبه " االلوررقه اقرها "
تسقط يدها من يد زياد الذى يرجها مره اخرى لتفيق ويسمع صوت انذار توقف قلبها " اعمل اى حاجه خليها تفوق من تانى "
يفعل المسعف ما فى وسعه ليرجع نبضات قلبها الضعيفه فى امل خائب " ارجوك يا استاذ بلاش تضغط عليها عشان نقدر نساعدها "
صمت زياد طوال الطريق يمسك بيدها فقط يقبلها فى خوف ان يفقدها مثل ما فقد ابيه وفقد شبابه وطفولته هى حبيبته التى قرر ان يعيد كل ذلك معاها . . .
بعد فتره ليست وجيزه وصلوا المشفى ليخرج فريق الطوارئ يستقبل الحاله التى وصلت الان يضعوها على السرير المتحرك يركضون بها وزياد يركض خلفهم حتى يدخل غرفه مكتوب عليها ممنوع الدخول يقف منتظر امامها يتذكر امر الورقه يضع يده فى جيبه يقرها بهدوء ليشعر بالغضب والحقد يكرمشها فى يده ضاغط على اسنانه بكل غل اسنانه اخرجت صريرا من شده الاحتكاك وصلت عائلته خلفه مهرولين ينظرون اليه بقلق " دخلت الاوضه دى "
يخرج الطبيب من الغرفه بعد مده يتجه اليه زياد بقلق " خير يا دكتور "
ينظر له بتمعن " انت جوزها "
يهز رأسه موافقا " اه انا جوزها مالها هدير "
يتنهد الطبيب " اتفضل معايا على مكتبى "
يتجهون سويا ناحيه المكتب يدخل الطبيب ويجلس زياد امامه فى قلق يتنهد الطبيب ويشبك اصابعه واضعها على المكتب " مش هخبى عليك الحاله حرجه وخطيره عملنا الى علينا والباقى على ربنا نسبه الامل انها تعيش 5% بس اذا لو عندك صبر وفلوس وتفضل على الاجهزه "
يشد زياد شعره بقله حيله " دى بنت عمى يا دكتور قبل ما تكون مراتى وأمانه فى رقبتى خليها على ربنا وعليك وعلى الاجهزه بس هطلب منك طلب "
يهتم له الطبيب " خير يا استاذ زياد "
يتوتر زياد " عايزك تقول لعيلتى انها ماتت وانا هتكفل كل المصاريف "
يقاطعه الطبيب " ده ضدد مهنتى وانا مستحيل اقبل ده "
يخرج زياد نفس عميق " بص يا دكتور اكيد المشرحه مليانه جثث مجهوله الهويه ملهاش حد يسأل عليها انت هطلع جثه منهم هدفنها بعمل خيرى وكده انت معملتش حاجه حرام ولا ضدد مهنتك الباقى بقى بتاعى انا اتفقنا يا دكتور "
يمد الطبيب يده " اتفقنا يا زياد بيه "
يبتسم زياد " طلب اخير معلش هحتاج انقل مراتى عندى البيت ومحتاج اسماء كل الاجهزه عشان اخليها تخف "
يوافق الطبيب دون رفض فكل شئ قانونى . . . . . .
عوده للحاضر . . .
تغلق عينها مرات متعدده " انت قريت الورقه "
يتنهد بهدوء " اه قريتها المهم انتى حاسه بايه "
تعقد حاجبيها بألم " مش حاسه برجلى ودماغى وجعانى صداع رهيب "
يقبل رأسها " الف سلامه عليكى كل حاجه هتبقى بخير "
تحاول القيام يمنعها زياد " ايه رايحه فين خليكى زى ماانتى "
تنظر بندم وزياد يجعلها تستلقى مره اخرى على السرير " انا اسفه سامحنى "
يبتسم بحنان " جرى ايه يابنت عمى 10 سنين مش كفايه اسامحك فيهم "
تسأل " 10 سنين ايه مش فاهمه "
مازلت الابتسامه على وجهه " نايمه بقالك 10 سنين تخيلى بقى الى حصل فيهم "
تهمس ببطئ " زيدان اتجوز "
يرجع لعالمه الواقع ويتذكر ان زيدان هو السبب فى تلك الخساره الكبرى الذى الحقت به زوجته وابنه الذى يتمناه " اه اتجوز يا هدير "
تهمس بهدوء " طب واحنا "
يبعثر شعرها بخفه " طلقتك بالتلاته يابنت عمى "
تظهر منال من العدم " حمدلله على السلامه يا هدير "
تضع يدها على كتف زياد " ايه هتعمل ايه مع ريتال "
تنظر اليهم هدير بعدم فهم يتنفس زياد بعمق " لازم ارجعها يادادا " . . . . . .
يصرخ مروان فى منار بغضب ولاول مره منذ زواجهم " اتجننتى يا منار رايحه لزياد تقوليله ان ريتال حامل افردى قتلها ولاعمل فيها حاجه "
تدافع عن نفسها " صحبتى تعبانه نفسيتها مدمره بسبب صاحبك الحيوان الى معندوش دم تقدر تقولى عمل لها ايه خلها سعيده "
يضرب الطاوله بيده " ملناش دعوه احنا هدمرى كل حاجه يا منار بتسرعك وغبائك طب قوليلى هيروح يمسك فى خناق اخوه قوليلى ممكن زياد يعمل ايه "
تتجمع الدموع فى عيناها " يغور فى ستين داهيه بس صحبتى لا يا مروان ريتال لا يامروان "
نبرتها الباكيه تجعله يلين يضمها فى احضانه بحب " متزعليش يا منار بس احنا اتفقنا متعمليش حاجه غير لما ترجعيلى "
تتنهد " بس يا مروان "
يضمها فى احضانه " هششش مبسش خلاص الى حصل حصل المهم متزعليش نفسك خالص يا جميل "
تبتسم بسرعه تقبله من خده مثل الطفله " خلاص بقى هروح انا اشوف ريتال باى يا حبيبى " . . . .
يسير فى اورقه المشفى بملل يعاين مرضاه ويرى احوالهم يرى شبح ايمان امامه كذب نفسه ربما يكون يتخيل مثل كل يوم ولكن سمع ضحكاتها التى ايقن انها حقيقه اتجه اليها مسرعا غير مصدق انها امامه يهمس بغير تصديق " ايمان "
التفت اليه تقابله بعيونها التى أثرت شباكه من الليله الاولى التى قضاها معها نظرت اليه مدعيه التفاجئ " دكتور زيدان " تعمدت حفظ الالقاب امام الفتاه التى كانت تقف معها ، سحبها زيدان من معصمها بكل سهوله دخل بها اول غرفه قابلته حبسها بين الحائط وبين جسده " وحشتينى اوووى "
ترفع عينها بجمود تحاول عدم اظهار اشتياقها له " عيب الى حضرتك بتقوله ده "
يقترب منها اكثر " انتى بتعاملينى كده ليه "
تضع يدها على صدره لتجعله يبتعد ويحفظ المسافه " واعملك وحش ليه هو فى بينا حاجه ده مجرد كان اتفاق وراح لحاله "
يزيل يدها التى على صدره ويمسكها من يدها الاخرى ويرفعها فوق رأسها مقترب منها " بصى فى عينى وقوليلى مش بحبك "
تنظر له بمجود " مش بحبك كده ارتحت ابعد عنى بقى "
يمسك يدها بقوه " انا اسف يا ايمان "
ترفع حاجبها " اسف دى متقولهاش ليا قولها لاخوك و مراته "
تدفعه بقوه خارجه من الغرفه ذاهبه الى الخارج تحاول تدارى بكائها التى كتمته بداخلها كذبت بشأن عدم محبته لها ولكن لا امان لشخص فرق بين اخوه وزوجته لابد ان يتعلم الخطا من الصح . . . .
تشعر انها اصبحت بين احضانه وبكائها هو من سيطر عليها رفع وجهها بيده يره عيونها الحمراء " بتكدبى ليه عليا "
تنظر فى عيونه باحثه عن الكذب والخداع " فرقت بين اخوك ومراته سهل تبعنى بسهوله "
يضمها بقوه " انتى الوحيده الى سرقت قلبى بعد هدير انتى قلبى دق ليها عمرى ما ابيعك ابدا "
تبادله العناق " يبقى تصلح بين اخوك ومراته الاول "
يهمس فى اذنها " موافق " . . . . . .
تسمع صوت جرس الباب الذى يرن بتواصل تقوم بألم غير قادره على الحركه بسبب ألم بطنها ورغبتها الدائمه فى التقيئ تصيح " ام مروه ام مروه " لا تجد رد اذا هى بالخارج قامت من السرير فى دوار تستند على الحائط والاثاث الذى امامها واصله الى الباب تفتحه بتعب لتجد امامها زياد يقف بهيته التى يرثى لها ربما الوقت والعالم كله وقف عند تلاقى عيونهم العاشقه معا تخبر قصه الاشتياق والاسف ولكن تبا للكبرياء عندما يتدخل بين العشاق تقف واضعه يدها على الباب " انا اسفه مقدرش ادخل البيت انا ست مطلقه "
ينظر لها أسف بعيون نادمه " ريتال ارجوكى سامحينى "
يأتيها دوار ولكن تمسك نفسها مدعيه القوه امامه " انت عارف انتى عمرى ما ازعل منك بس انت اهنتنى قدام الناس يا زياد "
يتقدم ناحيتها بقلق بسبب شكلها الواضح عليه التعب ولكن تبعده بأشاره من يدها " مفيش حد فى البيت مقدرش ادخلك "
يمسك يدها محاولا تقبيلها ولكن هى توقفه " كفايه لعب بمشاعرى يا زياد انا حبيتك وانت زلتنى بسبب حبى ليك "
ينظر لها بأسف " وانا كمان حبيتك يا ريتال "
تنفى " لا انت بتحب هدير اكتر منى "
يصرخ بغضب " انا لو كنت بحب هدير مكنتش طلقتها "
تعقد حاجبيها غير مستوعبه " طلقتها هى مش انتحرت وماتت انا مبقتش فاهمه حاجه فى ايه تانى مخبيه عليا "
يمسكها من يدها " تعالى معايا لازم تسمعى كل حاجه بنفسك منها "
تهمس " منها " لا يعطيها فرصه للحديث يحملها بين يده مع محاولاتها ان تنزل ولكن فشلت بسبب احكامه الجيد فى حملها يضعها فى السياره متحرك ناحيه القصر تصرخ فى السياره " هصرخ والم عليك الناس واقول خاطفنى "
لا يرد عليها يسوق بسرعه مع صراخها " زياد انا حامل مش هستحمل السرعه "
لا مباله " عارف واسكتى بقى "
تستمع الى كلامه صامته حتى وصل الى القصر تريد ان تنزل من السياره ولكنه يسبقها ويحملها متجه الى غرفته التى لم تدخلها من قبل تصرخ بين يداه " انت كده خاطفنى وحرام الى هتعمله فيا "
يدق الباب بقدمه لتفتح منال الباب مبتسمه " انتى جيتى يا ريتال "
تنظر ريتال اليها بصدمه والى زياد الى يحملها وتهمس " انا اكيد بحلم لا بحلم "
يدخل بها زياد الغرفه يضعها على سريره برفق تنظر الى منال وزياد بغرابه ولكن يلفت نظرها ستاره فى منتصف الغرفه تشير اليها " ايه ده "
تذهب منال لتشدها وتكشف ما خلف الستار لتصرخ ريتال " ايه ده ازاى "
تهمس هدير فى تعب " مراتك دى يا زياد "
تغلق ريتال عيناها وتفتحها مره اخرى تدعكها بقوه " هو انا بحلم مفيش تفسير غير ده "
تهمس هادير بصوتها المبحوح " انا هقولك كل حاجه بس اهدى " . . . . . .
ترجع منار الى المنزل تجد الباب مفتوح ولا يوجد احد بالمنزل تصيح باحثه عن ريتال ولكن لا اثر لها ترفع الهاتف بذعر " مروان ريتال اتخطفت " . . . . .
تنظر ريتال الى زياد فى صدمه بعد ان استمعت الى كل الحقيقه من منال وهادير " انت عملت ده كلو لوحدك "
يقترب منها ممسك بيدها " اه عملت كل ده عشان تعرفى ان جوزك راجل "
تنظر بحزن اليه " بس انت طلقتنى يا زياد "
يرد باصرار " هردك يا ريتال وهترجعى مراتى تانى "
تنظر الى هادير " طب وازاى هتظهر هدير بعد ما الناس كلها عرفت انها ماتت "
يفكر زياد " سيبها على الله " . .