قصة لعنة عشقك
البارت الخامس عشر 15(الجزء الثاني)
و البارت السادس عشر 16
بقلم رحمه سيد
حاولت أسيا الفكاك من بين براثن المجهول.. وفجأة وجدته يسحبهـا معه للخـارج.. بعدما ربط شيء على فاههـا...!
خرجوا بسرعة ركضًا من ممر فارغ تمامًا وفجأة وجدت أسيا نفسهـا تقف أمام "أدم" الذي كان يقف في أخر الطرقـة...
لم يعطيها فرصة السؤال فسحبها من يدها بسرعة وهو يصرخ بها :
-اجري يا أسيا مفيش وقت..!
بدأت تشعـر أنها في دوامـة.. دوامـة متلاطمة ما بين كذب وحقيقـة فلم تعد قادرة على رصد الواقـع المرير..!!!!
خرجـوا بالفعـل من تلك العمـارة ليجدوا سيارة في إنتظـارهم.. إستقلوهـا بأسرع ما يمكن لتنطلق السيارة من ذلك المكـان....
وإنطلق الصراخ وجرس الأنذار بعدها لتشتعل نيـران مرحلة جديدة مُفعمـة بالأرهـاب
بعد حوالي ثلاث ساعـات.....
هبط كلاً من "أدم" وأسيـا من السيارة بعدما أرتدوا شـال ثقيل يخفي وجوههم العربيـة..
إتجهـوا مع الرجل إلى منزل ما صغير ليدلفوا بسرعة.. حينها رفع أدم الشال عن وجهه.. تنفس بصوت عالٍ قبل أن يقول ممتنًا لشخص ولأول مرة :
-شكرًا جدًا يا حضرت الظابط.. بجد شكرًا
ابتسم الأخـر ثم تمتم بجدية :
-الشكر ليك يا أدم.. انت اتبهدلت عشان تساعدنا كتير دلوقتي جه وقت تدخلنـا احنا
ثم أشار للغرفة وتابـع بهدوء :
-دي اوضه هتقعدوا فيها مؤقتًا انت والمدام،، ومتقلقش ده بيت واحد من الفلسطينين تبعنا.. هتفضلوا هنا مش هتخرجوا ابدًا لحد ما ندبر موضوع سفركم لمصر
اومأ أدم مؤكدًا ثم صافحه ببسمة شاحبـة ليغادر الضابط حينها نطق "الفلسطيني" مرحبًا بصوت هادئ :
-اتفضلوا اتفضلوا.. بتقدروا تعتبروا البيت بيتكن !
سحب "أدم" اسيا المتصنمة من ذراعهـا بخفـة.. دلف بها إلى الغرفـة.. ليمسك يداها الباردة كالثلج !!
شحـوب وجههـا وبرودتـه جعلاها كـزهرة اقتُطفت في شتاءٍ قاسي...!
ضمها أدم له من دون مقدمـات.. وبالطبـع رفعت يداها تحيطه بسرعة..
تستكيـن في جوف ملاذهـا... أمانهـا... وسارق رهبتها المتجبـرة !!...
إلتقت النظـرات في نظرة دافئة.. ناعمـة جعلت قلب كلاهما يدق بتناغـم يُطرب الروح....
لتهمس أسيا بصوت مبحوح :
-خلاص الكابوس خلص؟!
حاول ادم الابتسام بمرح ليٌخفي شحنة التوتر التي توزعت في الجو :
-خلاص فاضل أخر إفيــه فـ المسلسل وهنمشي علطول
صدرت ضحكة خافتة قصيرة عن أسيا التي أردفت :
-اول مرة اعرف اني بحب مصر اووي كده
سمعت ضحكت أدم الرجولية فرفعت رأسها بسرعة تسأله :
-ادم احنا ازاي خرجنا ومين الحيوان اللي خدني من الاوضه؟؟
ضيق أدم عينـاه يسألها مستنكرًا :
-حيوان؟؟؟ اللي خرجك حيوان؟!
ردت باندفاع ؛
-ايوة انت ماتعرفش عمل ايه ده حاول آآ....
وضع أدم إصبعه على شفتاهـا بسرعة يقاطعها بنبرة حازمة :
-بطلي التسرع في الحكم على الناس ده،،، وعلى فكرة بقا دي كانت واحدة مش واحد
رفعت أسيا حاجباهـا متجمـدة ونظراتها متعلقة بنظرته الضاحكـة..!
بدأ النـور يختـرق جفونها فأردفت بسرعة :
-بنت؟؟ ازاي دخلوها كلية الشرطة دي شاذة يا أدم!!
عندها إنفجر أدم ضاحكًا... لم يستطـع كبت ضحكته على لفظها التلقائي...
ليعود لجديته بسرعة وهو يخبرها :
-مكنش ينفع يجي البوليس المصري بكل بساطه يهجم على مكان متأمن وعليه حراسة قد كده ويقولهم سوري اصلنا عاوزين اسيا وادم !! كان لازم خطة مُحكمة.. اسمعي ياستي.. اللي هربتك دي انضمت لهم من بدري وهي طبعًا ظابط بس محدش يعرف.. يعرفوا انها عربية انتقلت لاسرائيل قريب وبتشتغل معاهم،، المهم لما وصلت لها الاخبار راحت بليل لما اتأكدت انه كله نام ولبست قناع علي اساس انها راجل منهم بس سكران شويتين ودماغه هبت منه فـ حاول يقرب منك وانتِ هربتي منه... احسن ما يعرفوا ان حد هربك منهم بالتالي هيبتدي يشكوا !
ظهـرت أبتسامة بلهـاء على ثغر أسيا التي تابعت بانهبار :
-يا خرااااشي ايه الدماغ الألماظااات دي !!
أمسك وجهها بين يداه الخشنـة.. يُداعب أنفها بأنفه هامسًا بنبرة هائمة :
-عليا النعمه ما في ألماظات غيرك يا قشطه أنت..
ابتسمت أسيا في حنو وهي تمسك يده لتطبـع قبلة ناعمة على باطنهـا جعلت شيء يهتـز داخل أدم بعنف....!
أشـار لهـا نحو الفراش بعينـاه غامزًا بخبث :
-بقولك ايه.. ما تيجي ونجيب مليجي
ضربته أسيا على صدره برقة لتدفن وجهها بأحضـان والاحراج يكسو وجههـا...
حينهـا سمعت تنهيدته الطويلة وهو يهمس وكأنه لا يمل تلك الكلمة :
-اااه يا روح الروح.. اقسم بالله بعشقك يا طفلتي!!....
وطفلته أصبحت أسيـرة... عاشقـة... وسجينـة عشقه ذاك دون ان تشعر
وصل "جواد" مع سيليا إلى قصر "آدم صفوان" بمجرد أن وصله خبر...!
يلوم نفسه في كل لحظة كان أدم فيها يحتاجه ولكنه كان منشغلاً بحياته الخاصة..!!!
بمجرد أن وصل وجد أحد الضباط ليسأله جواد بسرعة مهتاجًا :
-ايه اللي بيحصل،، فين ابن عمي يا حضرت الظابط؟؟
أشار له الضابط برفق مغمغمًا :
-جواد بيه ياريت تهدى.. جاتلنا اخبار إنهم خلاص لقوا أدم بيه والمدام وقريب هتلاقيهم هنا
ضيق "جواد" عينـاه التي كانت نسخـة مطبوعة عن عينـا نمـر تخشبت أسنانه الحادة.. ليؤكد الضابط كلامه :
-الموضوع ده مفيهوش هزار اكيد مش هقولك حاجة انا مش متأكد منها
حينها اومأ جواد بارتياح :
-تمام.. متشكر لتعبك يا حضرت الظابط بس ممكن افهم مين اللي خطف ادم ولية؟!
هز رأسه نافيًا بأسف :
-مع الاسف معنديش معلومات ممكن أفيدك بيها،، أفضل لما ادم يرجع بالسلامة تبقى اسأله
اومأ جواد موافقًا وإلتزم الصمت....
ليغادر ذلك الضابط بهدوء فيبقـى كلاً من سيليا التي كانت تحمل الطفلة بين أحضانها بصمت..
ذلك المشهد اللعين يتكـرر بذاكرتها كل 30 ثانيـة وكأنه يود احراق الاخضر واليابس من باقي ذكرياتهـا
ظلت سيليا مكانها تراقبهم بأعين متسعـة.. ولكن بعد لحظة حدث مت يصرخ به قلبهـا آمرًا فوجدت جواد يدفع بتلك البلهاء بعيدًا عنه ويصفعهـا بعنف جعلها تترنح لتصطدم بالباب من خلفها....
نال الجـو لحظة من السكون قبل أن ينفجر تيار الماضي مغموسًا بأعاصير الحاضر في خلفية جواد الذي اصبح يصرخ كالمجنون :
-انتِ حقيرة و *** لا حتى الزبالة بيبقوا عندهم شوية خجل،، لكن إنتِ لأ.. انتِ عاهرة بنت عاهرة.. حاجة ممكن اي حد يشتريها بفلوسه !! إنتِ حتى ماينفعش تكوني ام.. انتِ مجرد عاهرة بقرف من لمستها...
وبحركة مباغتة أمسكها من ملابسها يجذبها بعنف مزمجرًا :
-انتِ ***** وهتفضلي طول عمرك ***** انتِ حتى النظرة خسارة فيكِ يا **** ينعل ابو معرفتك ال*****
ثم ضربهـا في الحائط بعنف جعلها تتأوه متألمة فأكمل دون ان يُعيرها انتباه :
-عارفة دخلتها جوه لية؟؟ عشان ماجرحش حياءها بالألفاظ ال*** اللي يستاهلها امثالك بس.. عشان هي حبيبتي ومراتي وام بنتي.. بنتي اللي رمتيها ومافكرتيش تسألي فيها
ثم رماها نحو الخارج بقوة متابعًا وكأنه يُلقي شيء في سلة المهملات :
-روحي للي جيتي من عنده،، وملكيش عيال عندي يا
لم تستطع "نشوى" كبح دموعها أكثر من ذلك فاصبحت تهبط كالشلالات...!
بعمرها لم ترى جواد بهذه الحالة... ولكن يبدو أنها هي من جعلته سجين ٱنتقامه ويجب تحريره امامها....!!!
ركضت مسرعة من المنزل وهي تمسح دموعها...
وعندما أستدار جواد ووجد سيليا تتابعهم بابتسامة راضية....
لم يظهر أي رد فعل كان يلهث بصوت مسموع فقط ليتركها ويتجه لغرفته..
ومن حينها ولم يتحدث أيًا منهما حتى عندما أتاه خبر ٱختطاف ادم من الخادمة التي اتصل بها بالقصر عندما وجد هاتف أدم مغلق....
سحب سيليا وطفلته وغادروا دون كلمة.. فلا يمكنه انتظار قدوم ايًا من هؤلاء الحثالة مرة اخرى
إستفاقـت على صوت الطفلة يُداعب أذنيهـا برقتها المعهودة :
-سولي... انا عايزه أرسم
قطبت سيليا تسألها ببسمة هادئة :
-ترسمي ايه يا حبيبتي؟!!
هزت الطفلة رأسها وهي تمط شفتاها ببراءة :
-مش عارفه.. تيا عاوزه ترسم
داعبت وجنتهـا بحنان تُشاكسها مرددة بحنو :
-وانا عيوووني لــ تيا !
وبالفعل نهضت تاركة إياها لتسير متجهة لجواد الذي كان يقف في احدى الاركان يتصل بأدهم ليخبره ما حدث....
كادت أن تربت على كتفه بهدوء ولكن وجدته يستدير بحركة مفاجأة فارتدت للخلف بعنف جعلها يُسرع بالتقاطها بين أحضانه قبل أن تقـع..!
لم تستطـع النطق امام سحر تلك اللحظـة... كانت تنظر للمعة عيناه التي وُلدت اليوم ولأول مرة !!!
وهو كان غارقًا بين غابات عيناها الزيتونيـة.. ليُقرب وجهه من وجههـا جدًا ثم همس بتخدر :
-عيونك بتتوهني يا زيتونة !
تلعثمت الحروف على شفتي سيليا التي حاولت الفكاك ولكنه كان يضمهـا له بإحكـام...
لتعض على شفتاها بتوتر مغمغمة :
-تيــا... آآ....
ابتسم بسمته الرجولية المعهودة وهو يسألها :
-مالها تيا ؟؟
تنفست اكثر من مرة وكأنها تُحارب ذلك الوضع الذي يكاد يُذيب عظامها.. لتنطق بسرعة :
-تيا عاوزه ترسم وانا كنت جايه اسألك لو في مرسم هنا ترسم فيه بما اننا مطولين هنا
جذب خصرها له أكثر حتى باتت ملتصقـة به ليقول بعبث :
-طب ما تيجي انا عاوزك فـ رسمة احلى !
عقدت ما بين حاجبيها تسأله بعدم فهم :
-رسمة ايه؟!
اقترب من اذنيهـا ليهمس ببطء وأنفاسه تلفح ضد عنقهـا :
-العريس والعروس!!
تلون وجهها على الفور بأحـراج.. لتهمس بصوت مبحوح :
-جواد بطل قلة ادب وركز شوية
ابتسم بخبث متابعًا ببراءة :
-منا مركز اهو لو ركزت اكتر من كده هيبقى فعل فاضح فـ الطريق العام وامام الموظفين !!
كادت تبتسم رغمًا عنهت فاقترب هو منها اكثر وعينـاه مُسلطة على شفتاهـا.. يشعر باشتيـاق غريب نحوهـا...
اشتياق ليس لمجرد امرأة ولكن اشتياق لها هي شخصيًا... لماسته الفريدة !!
بمجرد ان لامست شفتاه شفتاها وجد من يصرخ كالعادة لتصرعه بصوتها :
-باااابييييي
حينهـا إنتفض يبعد عن سيليا بسرعة مزمجرًا بحنق :
-لا بقا.. كده كتير دي تاني مرة اقسم بالله!! حد باصصلي في ام البوسه دي!!!
مصمصمت "تيا" شفتاها وهي تردد بغيرة طفولية :
-بوسني انا يا بابي.. انت مش بتحب تيا؟؟
احتضنهـا بسرعة يغرقها بين احضانه هامسًا من بين ضحكاته التي اختلطت بضحكات سيليا :
-تعالي يا حبيبة بابي.. تعالي يا هادمة اللذات ما طول مانتِ ورايا مش هخلف تاني ابدا
نهضت أسيا تجلس على الفراش.. حركت رأسها تلقائيًا تنظر ناحية أدم ولكن وجدت الفراش فارغ بل وممتلئ بالدماء !!....
أطلقت صرخة عالية وهي تتحسس تلك الدماء التي جعلت الذعر ملكًا متوجًا على عرش جوارحها :
-اااااااادم !!
ازداد بكاؤها وهي تردد بجزع :
-لا يا ادم ماتسبنييييييش!!!!
ولكن لا حياة لمن تنادي... اصبحت تنادي وتنادي ولكنها على ما يبدو في غرفة عازلة للصووت!!!
ومع استمرار صراخها كاد صوتهـا يختفي فبدأ يخفت شيءً فشيء.....!
هبت جالسة على الفراش شاهقة بعنف تتنفس بصوت عالي... أغمضت عيناها تحاول نسيـان ذلك الكابوس الذي أرق نومتها الهادئة منذ فترة...
نظرت بسرعة نحو أدم لتجده يفتح عيناه ببطء يسألها بقلق :
-مالك يا حبيبي؟؟
هـزت رأسها نافية بابتسامة ضعيفة :
-مافيش.. معلش صحيتك كابوس مزعج
كاد يضمها لأحضانه ولكنها همست بصوت مختنق.. يرجو الارتياح :
-ادم انا مش عايزه انام..
طبع قبلة حانية على جبينها ولكن قبل ان ينطق قاطعته :
-انا خايفه وعاوزه اصلي.. هتيجي تصلي معايا ؟؟!
سؤالها جعل جسده يتخشب بصمت مُخزي... فأدركت هي الحقيقة المكتوبة على جدران مشاعره،، فقالت بلهفة مكملة :
-لو مابتعرفش تصلي ممكن اعلمك عادي.. ولا ايه؟!
ابتسم لها بخفوت وبالفعل نهضا معًا متوجهين نحو المرحاض....
لتبدأ أسيا تشرح كل شيء بداية من الوضوء وهو كان منتبهًا لها وكأنها تزرع بداخله نورًا لأول مرة يخترق حواجزه
عند ادهم وشروق
في ظلا توتر أدهم المُهيمن على الأجواء.. سحب أدهم شروق من يدهـا دون أن ينطق بحرف.. فصرخت به بغيظ :
-اوعى كده هو انت ساحب بقره وراك؟! ما تهدى وتقول انا هديت
هـز رأسه نافيًا.. ثم جز على أسنانه بعصبية وهو يخبرها :
-لا انا ماهديتش.. امشي قدامي حالاً يلا هنروح على قصر ادم
عقدت ذراعيها وهي تسأله :
-وهنروح نعمل ايه عند نمس بوند ده؟!!
إحتدت نظرته تخبرها انها اخطأت التصويب فاستطردت بسرعة :
-ماتاخد السلعوه بتاعتك
كاد يبتسم ولكنه تمالك نفسه وهو يقترب بوجهه منها هامسًا بمكر وهو يلاعبها بحاجبيه :
-ماعنديش غير سلعوه واحدة اللي متجوزها!! ومش ناوي اتجوز تاني كفاية عليا سلعوايه هيبقوا اتنين هياكلوني !!
ثم استدار يسير متجهًا نحو الباب لتقف هي لحظة متجمدة مكانها تحاول إستيعاب اهانته التي ابتلعتها هكذا دون تعبير واضح....
لتصرخ بأسمه وهي تركض نحوه :
-ادهممممم.. خد هنا استنى ياض انا هاوريك السلعوه بس
بينما ادهم يضحك وهو يهبط السلالم وهي خلفه....
بينما في الاعلى تقف تلك "السلعوه" تستمتع لأصواتهم الضاحكة التي كانت بمثابـة عويـل تود إخماده بأي طريقة كانت !!...
لتركض بسرعة تمسك هاتفها لتتصل بنفس الشخص :
-الووو ايوه يا حمو
-بقولك ايه بص بسرعة هما نزلوا دلوقتي من البيت، عايزاك تفضل وراهم وتنفذ النهارده
-لا مش هينفع استنى اكتر،،، النهارده عاوزه خبر إغتصاب البت دي يكون عندي !!
-ماشي يلا سلام !
ثم أغلقا الخك وهي تبتسم بخبث دفيـن.. تُمني نفسها بتلك اللحظة التي ستكون بداية حياة وانتهاء حياة اخرى.
كان كلاً من "شروق" وسيليـا يجلسان معًا منذ وصول أدهم وشـروق...
وعلى الطرف الاخر أدهم وجواد يتناقشـا بكافـة الامـور..!
نهض جواد بعد دقيقة تقريبًا ليقول بصوت أجش :
-طب يا جماعه ضروري انا وادهم نروح الشركة ومش هنتأخر
اومأتا الاثنتـان بابتسامة هادئة.. لتُسـرع شروق مرددة بمرح :
-احسن احسن خلينـا نتكلم ونفرشح بالكلاك براحتنا عشان مافهمتش منك فـ التليفون كويس.. هااا بقا اتعرفتي على جواد ازاي ؟!
ثم ابتسمت ساخرة لتتشدق بــ :
-من ساعة ما قولتيلي التليفون وانا وادهم مش مصدقين انك البنت اللي كان جواد بيحكي عنها
وهكذا استمـر الحـوار بينهم يتحدثـا في كافة الامـور.......
إلى أن سمعوا طرقات عنيفة على الباب.. فارتجف جسد سيليا تلقائيًا بخوف.. مما جعل شروق تنهض هاتفة بتوتر :
-انا هروح افتح الباب خليكِ هنا بالبنت
ويا ليتهـا لم تفتح.... فكان الجحيم بانتظارها
في فلسطين.....
كان أدم يرتدي التيشرت استعدادًا للخروج متجاهلاً نداء أسيا التي اخذت تردد بحنق دفين :
-ادم انت رايح فين؟؟ الظابط قال خليك هنا.. اوعى تسبني هنا لوحدي
لم ينظر لها وهو يخبرها بصوت اجش :
-انا مش هبعد عن هنا يا أسيا بس لازم اشوف الراجل راح فين ده اتأخر اوووي
عندها إنفلتت زمام اعصابها التي كانت تتحكم بانفجارها فصرخت بصوت عالٍ :
-قولتلك ماتسبنيش لوحدي انت مابتفهمش؟؟ مفيش راجل يسيب مراته كده يا بيه
وبالتأكيد... الطبـع يغلب التطبـع..!!!
فجأة تجمدت مكانها باهتزازة عنيفة حينما سقطت صفعة أدم على وجهها لتردها ارضًا...
مهما حاول أن يكون لطيفًا حنونًا معها تُخرجه عن طور هدوءه...!
وهو ليس بأنسـان آلي ليتحكم في طبعه بهذه السرعة فيصبح الحلم الوديع.....!
اغمض عيناه يلعن بصوت خافت وقد بدأ الندم يزحف لنظراته.. ولكن قبل ان ينطق سمع صوت ضجيج بالخارج قريب منهم جدًا....
وأحدهم يصرخ بالأنجليزية:
-اجلبووووهم لي.. سأقتلكم إن لم نجدهم الليلة انا متأكد انهم هنا
وكانت تلك الجملة التي فهمها ادم جمدته مكانه وهو يُدرك " أن اللعبة لم تنتهي بعد