قصة لعنة عشقك
البارت الثاني عشر12(الجزء الاول)
بقلم رحمه سيد
كانت "أسيـا" تتسطح جوار "أدم"... تستمـع لضخات صدره التي اصبحت وكأنها في سبـاق..سبـاق كان الحكم فيه هو العشق !!
نظـرت له بطرف عينـاها لتجده يحدق في اللاشيء دون تركيـز... فتنهدت بعمق والافكـار تتشابك كالعجين اللين داخل ثنايا عقلها....!!!
لا تدري هل تسرعت بقول تلك الكلمة ام لا..
ولكن ما هي متيقنة منه أنها تكن مشاعر واضحة لأدم... تخشى فقدانـه... وتغار عليه بجنون !!؟
تململت وهي تهمس بأسمه بخفوت :
-أدم...
همهم بصوت خفيض وهو يضغط على خصرها برفق :
-امممم؟؟
استقامت لتستند على صدره بيداها وتغطي جسدها بإحكـام... ثم همست بابتسامة ماكرة :
-هو ده عقابك؟؟ عشان تعرف بس انا ماحدش بيقدر يقسى عليا اصلًا..!
نظـر في عينـاها التي يتوه في كل مرة بينهما !!...
لتتشكل ابتسامة عابثة على ثغره وهو يقول :
-لا منا حبيت العقاب ده اكتر.. وبعدين مش عايزك تقلقي انا مش بنسى !
عضت على شفتاها بتوتر وهي تخفي وجهها في احضانه... لتتنهد بعدها مرددة :
-خايفه اندم يا أدم.. حاسه اني اتسرعت !!!
تجمدت قبضته على خصرها... اذا كانت هي تشعر بالندم.. ماذا يشعر هو
يشعر بالنيـران تلتهم ما تبقى من كرامته امامها لتتركه كالمُعرى يبتلعه الخزي !!....
نهض فجأة يبعدها عنه لتسأله بهدوء :
-انت رايح فين؟!!
كان يرتدي ملابسه وهو يجيب على مضض :
-ورايا حاجات أهم...
وبعدما انتهى نظر لها ليتابـع ببرود :
-معلش.. دي كانت غلطه ولحظة ضعف مني !!
اعتدلت في جلستها بسرعة كالذي لدغها ثعبـان.. لتزمجر فيه بحنق واضح :
-انت مُدرك إن الغلطه دي ممكن يحصل حمل بسببها
رفـع كتفاه بلامبالاة ظاهرية وتشدق بـ ؛
-ياريت.. بس ماعتقدش !
صرخت بجنون تناديه قبل ان يخرج :
-أدم.. يا أدم
نظر لها بطرف عينـاه لترى العبث كالأشـواك التي غُرزت بعيناه وهو يغمغم غامزًا لها بطرف عيناه :
-"أدم" كمان بطريقتك دي وهفهم انها دعوة صريحة عشان أجي ونعيد امجاد الليلة اللي فاتت تاني !!
عندها كُتمت أنفاسها بصمت لتتعالى ضحكاته الرجولية التي دغدغت حواسها...!
ثم غادر الغرفة ببرود تام تاركًا إياها تشتعل من الغيظ وهي تسبه وتلعنه في كل لحظـة.....
مرت حوالي عشر دقائق لتسمع صراخ "چمانة" يملأ اركـان القصر...
فنهضت فزعة تركض لتلحق بهم
خرجت شروق خلف أدهم مباشرةً وكأنها تختبئ خلفه من أعينـهم...
أعينهم التي كانت تجلدها في كل لحظة تقـع فيها عليها حتى فقدت قدرتها على الاستمرار !!!....
جلسـا أمام "الشيخ" الذي من المفترض أنه سيُطلقهم رسميًا...
كانت شروق متشبثة بقميص أدهم تهمس بصوت مبحوح مرتعد :
-ادهم ماتعملش كدة،، انا مش عايزة اطلق انا عايزة افضل مراتك يا ادهم
ربت أدهم على يدها في حنو يُقبل باطنها وهو يبادلها الهمس المتملك ؛
-وانا مستحيل أسيبك لراجل تاني اصلاً يا قلب ادهم!
جلسـا أمام ذلك الشيـخ وأدهم يُهيء نفسه للحظة الفاصلة التي ستقلب صفحات حياتهم...
وعندما قال الشيخ :
-يلا أمضوا هنا
نظـر أدهم له يهتف بصوت أجش تماوجت بينه الحدة ؛
-هو مش الطلاق لا يصح في حالة الأجبار برضه يا شيخنا ؟!!! هو مش المُطلقة لها عدة برضه !!
سمع همسة شروق المتهكمة جواره :
-إنهم يدعون لدينًا جديدًا...
كاد أدهم يضحك ولكنه تمالك نفسه بصعوبة ليكمل بخشونة تليق به :
-ده الدين اللي انا اعرفه،، يعني شروق مراتي وانا مش عايز أطلقها !!
كان الشيخ ينقـل نظراته المترددة ما بين أدهم و "الجد" الذي كان يُطلق نظراته الناريـة التي كانت كالسهـام المشتعلة التي تود أختـراق صدر العدو...!
فصاح الجد بصوت عالٍ مستنكرًا ما يحدث بشدة :
-ايه ده يا أدهم؟؟ هو لعب عيال ولا ايه!!!!؟
هـز رأسه نافيًا ببساطة :
-لا،،، ده جد الجد كمان.. وعشان اثبتلك قد ايه انا جاد مش بلعب... البوليس زمانه على وصول واوعدك هبقى ازورك واجبلك عيش وحلاوة عشان تعرف اني اصيل بس !!!
إنتفخـت اوداجه وهو يشعـر بصفعة عنيفة أطاحت بأحلامه التي كان يبنيها ارضًا...
بينما أدهم يراقبه بتشفي مبتسمًا وهو يضم شروق له.. حينها ظهر ابن عمها "مراد" وهو يُمسك بسلاحه صارخًا كالمجنون في أدهم :
-انت مفكر انك هتدخل البوليس بيتنا ولاول مرة وهتخرب كل حاجة وهسيبك؟؟!! لا عليا وعلى اعدائي....!
ولم ينتظر اكثر بل أطلق النار بعشوائية تجاه أدهم الذي لم تسعفه المفاجأة للفرار من بين قبضة..... الموت
دلف "مصطفى" إلى احد المنازل بهدوء تام.....
ليجد فتاة ما تجلس امام الشرفة بشرود تعطيه ظهرها ليظهر نحالة جسدهـا..
تنحنح مصطفى بصوت عالي يناديها :
-نشوى !
استدارت حينها بسرعـة تنظـر له،،، لتحدق به بنظرة تصرخ بالحنق والعجز وهي تتمتم :
-ياااه واخيرًا افتكرت نشوى يا مصطفى !!؟ بقالك شهر ما بتسألش فيا حابسني فـ الشقه دي من ساعة اللي حصل.. بسرعة كدة نسيت نشوى اللي سابت كل حاجة عشانك حتى انها خانت جوزها عشانك !؟
تأفف من "الاسطوانة" المتكررة التي تلقيها على مسامعه في كل مرة يأتي ليزورها فيها...
جلس أمامها يضع يداه في جيبه ليخبرها بجدية :
-سيبك من كل ده.. انا جايلك فـ حاجة مهمة
هزت رأسها بعدم فهم :
-حاجة ايه؟؟ انت مش قولت اني هختفي عشان جواد مايعرفش اني لسه عايشه!!؟
هـز رأسه نافيًا... لتسيطـر الظلمة على جحري عيناه كسيطرتها على غابة موحشة مشبعة بالشراسة وهو يردف :
-لا... آن الآوان بقا انك تظهري وتعرفي جواد انك لسه عايشه وتحاولي تقنعيه انك ماخونتيهوش لانه تقريبا عرف حقيقتك،، وتبتدي تطالبي ببنتك
سارعت تمسك يداه وهي تهمس بوله :
-بس انا مش عايزة جواد وبنتي انا عايزاك انت !
نفض يداها عنه وكأنها وباء،، ثم بدأ يزمجر فيها بجنون :
-بس انا بقا عايز انتقم.. هتنفذي اللي قولت عليه ولا اروح انا اعرفه انك لسه عايشه واعرفه بالمرة ان البت مش بنته
كانت "أسيا" في غرفتها تجلس شاردة في اللاشيء عندما رن هاتفها معلنًا عن وصول رسالة جديدة...!
فتحت هاتفها لتجد رسالة من رقم غريب مكتوب بها
" انا مدحت ابن خالك.. انزلي قدام بوابة القصر في حارس هيساعدك تخرجي لازم اشوفك "
انتفضت بسرعة تتصل به لتجده يجيب مرددًا بصوت أجش :
-ايوة يا حبيبتي،، يلا تعالي مستنيه ايه؟!!
صرخت فيه أسيا بغيظ :
-انت جبت الرقم ده منين وعايز ايه مني؟!!!
-مش عايز حاجة انا هتكلم معاكِ وهسيبك ترجعي على طول
-لا مش جايه
-يبقى انا اللي هجيلك واوعدك مش همشي الا اما اضمن ان ادم صفوان يدفنك هنا !!!
حينها ابتلعت ريقها بتوتر ثم اومأت وكأنه يراها وردت :
-انا جايه حالا
ثم اغلقت الخط لترتدي اي شيء يُقابلها بسرعة وركضت نحو الاسفل....
وجدت الحارس الذي أشار لها وبالفعل وجدت نفسها في الخارج امام "مدحت" الذي كان كذئب يركض وراء فريسته !!....
اقتربت منه حتى اصبحت امامه لتهمس بحنق واضح :
-انت عايز مني ايه تاني سبني في حالي بقا !!!
مد يداه ليحيط كتفاها ولكن قبل ان ينطق أخترق مسامعها صوت أدم الذي يصرخ بأسمها بجنون متقدمًا منهم وبيده سلاحه....
حينها أدركت ان الحرب اشتعلت لا محالة !!!!!!!