قصة لعنة عشقك
البارت الثاني عشر12 (الجزء الثاني)
والفصل الثالث عشر 13
بقلم رحمه سيد
دقائق معدودة كانت مُهلة أسيـا لتستوعب الأعصار الذي أقتحم فصل السكينـة المظلمة ليحل محله عاصفة بيضاء ظاهرة ولكنها مؤذية !!....
أستدارت تعطي ظهرها لمدحت الذي تجمد مكانه يحاول استيعاب كيفية ظهور أدم الان وكأنه -عفريت العلبة- !!!!
أصبح "أدم" امامهم مباشرة يصيح في مدحت بصوت جعل أسيا تكاد ترتجف من الخوف :
-انت بتعمل ايه هنا يا مدحت؟؟ جاي للموت برجليك؟!!!!
حاول مدحت عزل التوتر عن مرمى تعبيراته وهو يقول :
-جاي اشوف بنت عمتي يا ادم !!
رفـع أدم سلاحه في وجهه لتركض أسيا ناحيته تمسك يداه وهي ترجوه بصوت مبحوح :
-ادم ارجوووك اوعى تعملها،، مهما استفزك اوعى تقتله !!
ولكن الاخر كان متشبثًا في تلك الفرصة التي أتته كنجـدة من وسط الامواج العاتية لتشويه صورة أدم،،، فأكمل وهو يتلاعب بحاجبيه ليستفزه :
-هو اصلاً مايقدرش يعملها يا أسيا متخافيش عليا !
عندها لم يستطع أدم السيطرة على ذلك الشعور الذي أحتل كيانه كوباء يجري في الدم....!
فأطلق الرصاصة لتُصيب قدم مدحت الذي سقط ارضًا يصرخ من الالم...
حينها شهقت أسيا بعنف وهي تحدق بأدم الذي لم تهتز ملامحه ولو ثانيـة...
كانت باردة وثقيلة كما اعتادته ذئب ينل شرف التخلص من فريسته ثم يقف ليراقب صعود روحها !!!..
أشـار أدم لرجاله أن يحملوه وهو يردد بصوت متهكم قاسٍ :
-دي مجرد قرصة ودن بس،، عشان مراتي حبيبتي طلبت مني ما أقتلكش.. لكن قسمًا بالله لو رجلك خطت القصر ده تاني لايكون اخر يوم فـ عمرك،،، يلا ارمووووه برا !!
دقيقة أخرى مرت قبل ان يسحبها أدم من ذراعها... فركضت معه بسرعة لاهثة تفكـر....
تشعر بشيء كالزلزال يهز كيانها كله بعنف !!..
وصلا غرفة أسيـا فدفعها أدم بقوة يزمجـر فيها صارخًا بجنون ؛
-كنتي بتعملي ايه معاه؟!!! روحتي تقابليه لية يا أسيـا ؟؟؟
رفعـت كتفاها بقلة حيلة تحاول الدفاع عن نفسها امام اعصاره :
-طلب يشوفني وهددني وانا كنت خايفه !
بمجرد أن أنهت كلماتها وجدت سبابه يخرج كالأعيرة الناريـة التي تُلقح جوفها وهو يردد :
-خايفه خايفه خايفه انتِ مابتبطليش خوف.. على طزل الخوف مسيطر عليكِ،، في كل مرة بقولك ماينفعش تخافي ماتخافيش لكن برضه مش قادرة تثقي فيا بعد كل ده !!!!
صرخت هي الاخرى بالمقابل بصوت مرتجف رغم علوه :
-اعملك ايه مش ذنبي بقا انك مش عارف تخليني اثق فيك يا ادم باشا !
صمت برهه.... برهه كانت كنقطة إنتقال فاصلة...!!
نقطة انتقال ولكنها شاذة..!!!
فهي قد عادت بهم لأقل من منتصف الطريق.. طريق استنزفهم روحيًا ليسلكوه!!....
وفجأة وجدته يقبض على ذراعها بعنف وهو يتشدق بنبرة فاحت منها رائحة الغيرة ؛
-وعدم ثقتك فيا هي اللي خلتك خايفه عليه برضه ؟!!
هـزت رأسها نافية،، ثم قالت بصراحة :
-لأ مش خوف عليه.. بس مكنتش هقدر اكمل حياتي مع واحد قاتل
ضيق عينـاه وكلماتها تجعل عشقه المُهيمن ينكمش شيءً فشيء... ليعود كما كان...
وتعود للظلمة سلـطة واضحة !!!...
ليسألها بصوت اشبه للهمس :
-يعني ايه ؟؟!
رفعت رأسها بنبرة تحدي استفزت جبروته كـ "أدم صفوان" :
-يعني يا أنا يا شغلك والعالم الاسود ده يا أدم ؟!!
تأوهت بصوت عالي عندما لف ذراعها بعنف خلف ظهرها لتستند بظهرها على صدره العريض.. وهمساته تُقيم الحد على جوارحها فتقشعر بدنها من أنفاسه على رقبتها التي ظهرت... ثم قال بصوت خشن رجولي :
-مش أدم صفوان اللي واحدة تلوي دراعه !!
نطقت بحروف حاولت تشكيل ملتقى بينهم :
-مش لوي دراع.. بحاول أخلصك من جبروتك اللي بقى مسيطر عليك ومش مخليك شايف حاجة.. حتى مابقتش شايف ربنا ومابقاش فـ حسبانك !!!!!
شعرت بيداه ترتخي رويدًا رويدًا.. لتستدير تمد يدها لتتحسس ذقنه النامية وهي تتابـع بهمس ناعم :
-انا حبيتك يا أدم،،، عشان كدة بخيرك !
أبعدها عنه فجأة يصيح :
-انتِ مش بتخيريني انتِ بتحاولي تجبريني،، وطالما حطيتي نفسك فـ مقارنه واختيار
ثم خفت صوته وهو يكمـل بجمود :
-يبقى هختار شغلي وحياتي وعالمي الاسود زي ما قولتي يا أسيا !!!
ثم استدار ليغادر تلك الغرفة صافعًا الباب خلفه بعنف جعلها تنتفض
دلف "جواد" مع "سيليا" وطفلته إلى منزله....
كانت السعادة تغمره كليًا فلم يعد تدخل القدر يُعكر صفو تلك السعادة....!!
كانت سيليا تحمل الطفلة بين أحضانها لتهمس له وهي تتجه نحو الغرفة :
-هروح أنيم سلسبيل
اومأ جواد موافقًا ثم تحرك خلفها ببطء حتى يلا يُوقظ الصغيرة... وضعتها سيليا على الفراش برفق ليقترب جواد بهدوء ثم اقترب ليطبـع قبلة رقيقـة على جبين طفلته... ثم أتبعها بقبلة على على جبين سيليا التي شعرت وكأن كهرباء سارت على عمودها...!!
تجمدت سيليا مكانها لتجده يقترب اكثر ليطبـع قبلة اخرى على وجنتها...
أنفاسه تلفح صفحة وجهها لتجعل كيانها كله ينبض بعشقه..!!!
ليطبع قبلة اخرى على جانب ثغرها حينها حاولت سيليا إبعاده بسرعة.. ليرفع حاجباه هامسًا بمكر :
-تؤ تؤ،، يرضيكِ البت تحس بالنقص وتقول بابي مش بيدي مامي بوسة قبل النوم زي كل الابهات ؟!
جـزت على أسنانها بعنف تهمس بحنق أخفى ابتسامتها بصعوبة :
-لا مايرضنيش،،، يلا نخرج بقا
وبالفعل تركته وركضت نحو المطبخ.. بدأت تبحث عن اي شيء يصلح للأكل بملل...
وبالطبـع جواد كان كـظلها الذي يأست من وضع حاجز بينها وبينه!!
وجدت شيكولاته فأمسكت بها تسأله :
-حلوة دي تتاكل ولا جايبها مركونه بقالك قرن ؟!
لا تدري لمَ ظهرت ابتسامـة خبيثة مغموسة بالعبث وهو يقول :
-اه دي حلوة جدًا كمان..
وضعتها سيليا في فاهها تنوي أكلها ولكنها انتفضت عند صراخ جواد فيها فجأة :
-استني استني انتِ بتعملي ايه!!؟
إتسعت حدقتاها وهي تنظـر له كالصنم الذي تحجر من تزايد الصمـود والسكـون القاسي !!!...
كانت الشيكولاته طرفها في فاهها ليقترب جواد ويقضم ببطء الطرف الاخر منها..
وعن عمد لامست شفتاه طرف شفتاها التي إرتعشت وأفرزت جوارحها الملكومة استجابة رغمًا عنها !!
لتعود للخلف بسرعة متمتمة بتحذير :
-جواد
نظر له بنصف عين مغمغمًا ببراءة مصطنعة :
-ايه؟ يرضيكِ البت تقول بابي مش بيخلي مامي تدوق الشيكولاته بنفسه؟!!
عندها لم تتمالك نفسها فضحكت برقـة جعلت من قلبه حُبيبـات صغيرة مُتفتتة تصرخ بأسمها وطلبًا لها !!....
ثم تابعت بابتسامة ماكرة :
-لا مايرضنيش يا جواد
عندها لم ينتظر وفي لحظة كان يُحيط خصرها بيداه يضمها له بقوة وشفتاه تنال شفتاها في قبلة طويلة متلهفة ونهمة يلتهم فيها شفتاهـا....
لم تشعر بنفسها وهي ترفع يدها لتحيط ظهره ببطء.. فازدادت قبلته تطلبًا وشغفًا.....!
وفجأة سمعوا صوت طفلته تصرخ ببكاء :
-باااابااااا
إنتفض مبتعدًا عن سيليا يغمض عيناه وهو يسبها بعنف :
-الله يخربيت ابوكِ.. قطعت الخلف !
ثم تدارك نفسه بسرعة ليركض نحوها يتمتم متحسرًا بحنق واضح بينما تتعالى ضحكات سيليا على مظهره المُضحك :
-قصدي ايوووه يا حبيبتي.. جاي يا فضحاني ومجرساني فـ كل منطقه
بعد أيـام..
كانت "أسيا" تجلس في غرفتهـا تنظر من الشرفة في إنتظـار أدم الذي اصبح يتعمد تجاهلها...!!
منذ أخر لقاء لهم وهو يأتي من عمله متأخرًا فتستقبله تلك الشمطاء "چمانة" مستغلة ابتعاده عن "أسيـا" وفي الصباح يتجه لعمله ايضًا دون ان يراها !!....
ولكن الى هنا وكفى.....
اليوم ستُبيد قشور تلك الفجوة التي تنمو بينهم يومًا بعد يوم...!
وعندما رأته يدلف الى القصر ركضت بسرعة نحو المرأة تلقي نظرة سريعة على مظهرها ثم فتحت الباب لتجده ينوي التوجه لغرفته كالعادة..
عندها تنحنحت بسرعة وهي تنادي :
-أدم... أدم استنى لو سمحت!!
استـدار ينظـر لها بطـرف عينـاه... رغم البرودة المعتادة التي صفعتها بمجرد أن سقطت عليها الا انها قالت بصوت مبحوح :
-ادم لو سمحت تعالى
تنهد عدة مرات قبل أن ينصاع لأمر قلبه بالتقدم نحوها.. وبالفعل دلف معها ليجدها تحتضنه بسرعة بمجرد أن اقترب منها
لا يدري ما ذلك الشعور تحديدًا... ولكنه يشعر بشيء كاللهب يشتعل ليكوي احشاؤه !!...
يشعـر بفراشات تدغدغ مكنون مشاعـره التي تجمدت مختبئة اسفل ظلال ظلمته..
وتلقائيًا كان يضمها له بقوة ليسمعها تتأوه بصوت مكتوم مغمغمة :
-وحشتني اوووي.. اوعى تبعد عني تاني !!
دفن وجهه عند رقبتها يلثم رقبتها بعمق.. اشتاقها حد الجنون !!!!!.....
يشعر بكل خلية من خلايا جسده تطلبها وبشدة..!
ولكنه ضغط على نفسه ليبتعد ببطء وهو يسألها بهدوء :
-ايه الريحه الحلوة دي؟!!
عضت على شفتاها وهي تهمس له بمكر :
-ده ملمع الشفايف اللي انا حطاه
غامت عيناه بسحابة عابثة خبيثة وهو يتابع متساءلاً :
-وياترى طعمه حلو زي ريحته كدة!؟
رفعت كتفاها ترد بخبث انثوي :
-دوق بنفسك !!
اتسعت ابتسامته ليمد إصبعه ببرود يتحسس شفتاها ثم لعقها بتلذذ ليقول بعدها ببرود كاد يُصيبها بشلل :
-مممم طعمه مش بطال حلووووو
كانت متسعة الحدقتين تنظر له دون تعبير واضح.. وكأنها لم تعد تستطع لملمة بعثرة مشاعرها !!....
ولكنها فجأة امسكته من ياقة قميصه لتقف على قدمه حتى تصبح في مستواه... ثم ومن دون تردد كانت تُقبله هي...
تحاول بعثه في رحلة من الشغف والجنون كما يفعل هو !!...
ولكنها لم تعرف المعنى الحقيقي للجنون الا عندما تولى هو قيادة تلك القبلة لتصبح عدة قبلات متفرقة مجنونة مشتاقة !!!!....
رفعها بخفة يضعها على الفراش ويعتليها لتبدأ هي تفتح ازرار قميصه ببطء وهي تهمس له :
-قولي انك لسة بتحبني !
كان يُقبل رقبتها ببطء وعمق جعلها ترتعش في احضانه وهو يردد بصوت خشن من فرط رغبته بها :
-انا عديت مرحلة الحب من بدري،،، انا مهووووس بيكِ يا طفلتي
ليسحبها معه في رحلة جديدة في عالم ليس بجديد.. عالم دونت فيه اسماءهم كأسطورة فخر للعشق المولع بأرواحهم.
في المستشفى......
كانت شروق تجلس على كرسي امام فراش أدهم الذي يتمدد عليه وينام تحت تأثير المخدر....
حتى الان يمـر بعقلها ما جرى كشريـط طويل قاسي على ذلك العقل فجعله يكاد ينفجـر من الافـكار التي تستوطنه بجبروت !!.....
بعدمـا جاءت الشرطة لتأخذ الجد و"مراد" الذي أخذ يدعي انها دون عمد...
جاءت الاسعاف بأدهم للمستشفى ليخبرها الطبيب انه مجرد جرح في ذراعه....!
نظرت لأدهم المستكينة ملامحه ليُحفر داخله بضع حروف جعلت كيانها يهلل ملتفًا حولها....!!
أنها تحب أدهم.....
تحبه كما لم تظن يومًا !!؟
بل ولا تستطـع العيش بدونه ايضًا... ضمت يداه تقربها لفاهها وهي تُقبل باطنها بحنان هامسة :
-بحبك اوووي يا ادهم...
في تلك اللحظة تحديدًا صدح صوت هاتفه يعلن وصول إتصـال لتمسكه بهدوء فتجد أسم منار الذي جعلها تقطب بضيق وقد بدأ الامتعاض يستوطن ملامحها فيقضي على تلك الجوارح النابضة بالعشق...!!!
اجابت على الهاتف ولكن قبل ان تنطق سمعت منار تقول بصوت شبه باكِ :
-ادهم انا حامل.... انا حااامل يا ادهم سامعني انت لازم تتصرف ونتجوز بأسرع وقت !!!!......
وكأن كان للقدر رأي اخر على اعتراف لم يستطع الصمود في النور لبضع دقائق
في اليوم التالي
بدأت أسيـا تفتح عيناها ببطء... ولكن هناك شيء غريب !!!
تشعر بيداها مُقيدة وقدماها كذلك.. تشعر بشيء يجثو على أنفاسها فلا يُعطيها الحرية حتى..!
فتحت عيناها ليتضح أنها ليست بغرفتها ابدًا بل في احد الغرف المغلقة تجلس على كرسي حديدي مربوطة وفاهها مكتوم !!.....
بدأت تحاول التحرك تحاول الصراخ...
وفجأة وجدت الباب يُفتح ورجل ما يبدو أنه ليس بمصري او عربي حتى...
امتلأت عيناها بنظرات مرتجفة وهي تحدق به.. ليبتسم هو بسماجة مرددًا بالأنجليزية :
-اهلاً بكِ يا سيدتي...
حاولت أسيا الصراخ فأزال ذلك اللاصق عن فاهها بهدوء لتزمجر كالمجنونة بالأنجليزية ايضًا :
-اين أنا ومن أنتم ؟؟!!!
وضع يداه في جيب بنطاله ثم أجاب ببرود كاد يُذيب عظام أسيا من الرعب :
-أنتِ في اسرائيل سيدتي.... ومن نحن فلا استطيع اجابتك الان !!
صرخت أسيا بفزع وكأنها تود الاستيقاظ من ذلك الكابوس :
-ااااااااادم !
ولكن وجدته يضحك بسخرية مغمغمًا بخبث :
-لا تقلقي يا آآ... اه ما اسمك؟ أسيا.... لا تقلقي فـ زوجك الحبيب فـ الغرفة المجاورة.. نتشرف باستضافتكم هنا
ثم اقترب من وجهها كثيرًا وأكمل :
-واستضافتكِ انتِ تحديدًا.