قصة ساتزوج منحرفا
البارت الواحد والثلاثون31
البارت الثاني والثلاثون32
بقلم امانى عطيه
لم يستطع ممدوح أن يحتفظ بصلابته أكثر من هذا وهو ينظر إلى ليلى التى استغرقت فى نوم مضطرب ، تنتابه موجات من التشنج تفصح عما تعانيه من ألم شديد وثورة عارمة ، استيقظت عندما مست أصابعه وجنتها لتمسح عنها عبراتها التى انسابت دون وعى منها ، جلست على فراشها وتعلقت حواسها بوجهه وهو يبتسم فى حنان هامساً : - أما زلت تعانين من الصداع والمغص ؟ عادت دموعها تنهمر من جديد وهى تتعلق به هامسة : - هل عدت من أجلى ؟ قل أنك لم تستطع أن تتركنى وحدى فأخرج منديله هامساً - بالله عليك ، كفى دموعاً تسمرت عيناها على المنديل وهى تغمغم قائلة : - ما هذا ؟ القى على منديله نظرة عابرة ثم ما لبث أن نهض قائلاً فى لا مبالاة : - أحمر شفاه التفتت إليه مستنكرة لتلك اللامبالاة التى يتحدث بها ، لكنه راح يبدل ملابسه وكأن شيئاً لم يكن فاتجهت إليه تحمل المنديل الذى تركه لها قائلة : - لمن ؟ ـ ربما لك هتفت فى لوعة قائلة : - كلا ... أنا لا أضع هذا اللون الفاضح زفر بضيق قائلاً : - ربما لـ نجوى إذاً . ـ من هى نجوى ؟ عاد يزفر بضيق قائلاً : - صديقة لى ، هل انتهى التحقيق أم أن هناك المزيد من أسئلتك التى لا تنتهى ؟ صاحت متجاهلة غضبه : - هل تبادل القبلات من عاداتك أنت وأصدقائك ؟ استكمل تبديل ثيابه وكأنه لم يسمعها ، لكنها عادت تكرر سؤالها فى ثورة حتى التفت إليها وأمسك كتفيها بعنف صارخاً فيها : - نعم يا ليلى ، نتبادل القبلات والهمسات والأحضان الدافئة ، نفعل كل ما تستطيعين تخيله وكل ما لا تستطيعين تخيله أيضاً ، هل انتهينا ؟ صاحت به فى غضب : - غداً قدمنى إلى أصدقائك إذاً ضاقت عيناه وهو يحدق فيها فتابعت غير مبالية بالعواقب : - ربما يروق لى أحدهم صفعها بقوة صارخاً : - يبدو أن الصداع قد وصل إلى عقلك ثم أردف وهو يدفعها إلى الفراش فى مزيد من القسوة : - عودى للنوم يا ليلى ... عودى للنوم قبل أن أقتلك
استيقظ ممدوح من نومه وتلفت حوله فى ضيق ، أين ليلى ؟ ولماذا لم توقظه كعادتها مؤخراً ؟ تذكر شجارهما العنيف ليلة أمس ، نهض ليبحث عنها لكنها لم تكن فى الغرفة ، اغتسل وبدل ملابسه لكنها لم تظهر أيضاً ، هتف ينادى سعدية ، وما أن أقبلت حتى سألها :
- أين سيدتك ؟
ـ مع سيدى الكبير
هل ذهبت تشكوه لوالده ..عاد يسألها فى مزيج من القلق والغضب :
- ماذا تفعل هناك ؟
ـ تساعده فى إعداد حقيبته لأنه سيسافر غداً
تنهد بضيق قائلاً :
- سيدتك ليلى أيتها الغبية
ـ سيدتى ليلى فى المطبخ
صاح فى دهشة واستنكار :
- المطبخ !! ماذا تفعل فى المطبخ ؟
ـ لقد أصرت على أن تشرف بنفسها على إعداد الطعام
هتف ساخراً :
- هكذا ، اخبريها إذاً أن تعد لى كوباً من الشاى
عادت سعدية بعد قليل وهى تحمل كوباً من الشاى قدمته إلى ممدوح قائلة :
ـ لقد صنعته سيدتى بنفسها وطلبت منى أن أتى به إليك
نظر إليها بضيق قائلاً :
- اشربيه إذاً يا سعدية ، أو اعطه لسيدتك لتشربه
****
نفث ممدوح دخان سيجارته فى بطء وهو يفكر فى تلك العنيدة ، التى لم ير وجهها لأربعة أيام متتالية ، كانت تحرص على النوم قبل أن يعود ، وتستيقظ وهو نائم ، منعه كبرياءه من أن يوقظها مراراً ، حتى عندما داهمته الشكوك فى لحظة مجنونة بأنها ربما ليست هى تلك المختبئة تحت الأغطية ، لابد أن يتركها حتى تتعلم كيف تخضع له ، لقد دللها كثيراً ، كثيراً جداً ، أكثر مما ينبغى . من تظن نفسها ؟ ما الذى تريده أكثر من هذا ..؟ هل صدقت بالفعل ذلك التحدى الأحمق ؟
سأله كمال فجأة :
- كيف حال زوجتك الجميلة ؟
قبل أن يستوعب ممدوح سؤاله ، كانت نجوى تحدق فى كمال قائلة :
- جميلة .. هل رأيتها ؟
أجابها كمال فى بلاهة :
- كلا ، لكن ممدوح يصفها بأنها فينوس
انتقل بصرها فى حدة إلى ممدوح الذى زفر بضيق وهو ينظر إلى كمال ساخطاً :
- دعك من هذا الأبله
لكنها مالت عليه فى دلال قائلة :
- ممدوح ، هل هى أجمل منى ؟
أحاطها بذراعه قائلاً :
- ألم تلحظى بعد أننى أمضى الوقت كله معك أنت ؟
تنهدت نجوى ووضعت رأسها فوق صدره صامتة ، عاودتها تلك الرغبة الملحة فى رؤية غريمتها ، ترى أهى جميلة بالفعل ؟ أم أن هذا الأبله يبالغ كما يقول ممدوح وإن كان لم ينكر قوله بعد ؟ هل بالفعل قال عنها ممدوح أنها فينوس ؟ حتى وإن كانت جميلة ، فما أكثر الجميلات فى حياته !! ..... لكنه فى النهاية يتركهن جميعاً من أجلها
قطع أفكارها أشرف الذى ابتسم هامساً :
ـ نجوى ، أين ذهبت ؟
تنهدت قائلة :
- ما زلت هنا ... فى هذه القرية البغيضة
زفر عادل فى صبر نافذ قائلاً :
- بدلنا ملابسنا منذ أكثر من ساعة ، ماذا ننتظر للذهاب ؟
أجابه ممدوح فى هدوء :
- كان الطقس سيئاً جداً
ـ وها هو الآن أصبح جيداً ، فما الذى يمنعنا ؟
ـ انتظر حتى ينتهى حمدان من تنظيف السيارات
هز كمال رأسه فى أسى قائلاً :
- كنت أتمنى أن نلحق بالغروب بين الحقول . لقد كنت واهماً حين تخيلت أننى سأكتب كل يوم قصيدة فى أحضان هذا الريف الرائع
التفت إليه عادل وقال ساخطاً :
- هذه الفكرة الغبية هى التى جعلتنا نجلس محشورين فى هذه الملابس لمدة ساعة كاملة
صاح به كمال :
- وما أدراك أنت بجمال الطبيعة ، يكفيك جمال النساء
ضحكت سميرة قائلة :
- بخصوص الجمال ، تعالى يا نجوى نصلح زينتنا التى أفسدها الانتظار
علق كمال قائلاً :
- لست أدرى ما جدوى كل هذه المساحيق ؟
صاحت به سميرة :
- ليس هذا من شأنك ، فدعه لمن يفهم فيه ، اهتم أنت بجمال الطبيعة
ابتسم قائلاً :
- لماذا يسمح الرجل للمرأة بوضع هذا الكم من المساحيق لتتجمل ، ثم يعود فيتشاجر عندما يبدى رجل آخر إعجابه بها
ضحكت نجوى قائلة :
- لأن الرجل يحب دائماً أن يمتلك ما لا يمتلكه الآخرون ، فيحسدونه عليه أيها الرومانسى
ثم نظرت إلى ممدوح فى دلال وأردفت :
- أليس كذلك يا حبيبى ؟
ابتسم ممدوح وقبلها قائلاً :
- بلى يا جميلتى ، المهم هو أن يجيد الدفاع عنها إذا لزم الأمر
نظر كمال إلى نجوى قائلاً فى خبث :
- أنا شخصياً أخاف الحسد ، فكلما حسدنى الآخرون على شئ فقدته
استدارت إليه وقالت ساخطة :
- لا أظن أن لديك ما يحسدك عليه الآخرون
ابتسم ممدوح قائلاً :
- ربما عقله !
قبل أن يعلق كمال بشئ أقبل حمدان قائلاً :
- السيارات جاهزة يا سيدى