قصة حافيه على أشواك من ذهب
البارت الرابع عشر14
بقلم زينب محمد
رفعت شمس وجهها المبتل بالدموع والشاحب بشده الى بيجاد
وهي تشاهده برعب وصدمه يصوب بدقه وغضب مجنون سلاحه على رأسها ثم يطلق النيران..
فشهقت برعب وهي تغلق عينيها إستعدادآ لتلقي الرصاصه..
لكن ولدهشتها أخطأتها الرصاصه وهي تجد نفسها
ملقاه ارضآ .. بسبب اندفاع حارسها الخاص ناحيتها وهو يخرج سلاحه محاولا الدفاع عنها متخيلا انها تهاجم من قبل شخص غريب..
فأخرج سلاحه وبادل بيجاد ضرب النار..
وبيجاد يصرخ به بجنون وهو مازال يطلق النار بكثافه وهو يجري ناحيتها..
=ابعد يا حيوان من هنا والا هطلع روحك معاها..
فارتعشت بخوف وهي ترى الحارس يرمي سلاحه ارضآ وهو يبتعد عنها وينظر لبيجاد بصدمه..
الذي صوب سلاحه الناري عليها مره اخرى وهو يقول بغضب مدمر..
=قومي.. قومي يا خاينه يابنت الكلب
ثم تابع وهو يكاد يجن من شدة الغضب..
=قومي واجهيني قبل ما اخرج روحك بإيدي..
فانسحبت الدماء من جسدها برعب وهي تنطق الشهاده وجسدها يرتعش بشده..
وهي ترى بيجاد يقترب منها بغضب ناري وهو مازال يصوب سلاحه نحوها
فأغلقت عينيها برعب استعداد للموت وهي تنطق الشهاده بتقطع من شدة خوفها
لتشعر به يرفعها عن الارض وهو يجذبها من شعرها بعنف شديد ويصفعها على وجهها بشده حتى اسال الدماء من انفها وفمها وهو يقول بغضب حارق..
=مين الكلب الي خنتيني معاه.. مين الي كان معاكي انطقي ..
ثم صفعها بقسوه مجددا وهو يقول بغضب مجنون..
=انطقي يا خاينه يا بنت الكلب يازباله قبل ما اطلع روحك في ايدي .. مين الكلب الي كان معاكي
ارتعشت شمس وهي تهز رأسها بنفي ودموعها تسيل وهي تقول بصدمه..
= مظلومه ..مظلومه ووالله ماخنتك.. والله عمري ماخنتك.. انت فاهم كل حاجه غلط
هزها ويتابع بجنون وغيره مدمره..
=غلط ايه يا خاينه يا فاجره زباله ..دا انا شايفه بعنيا وهو حاضنك وبيبوسك..
ثم صفعها بغضب وغيره مجنونه ..
=بس انا الي استاهل..رفعت واحده قذره ذيك وحاولت انضفها واعملها هانم واتجاهلت انها واحده قذره ومن بيئه زباله اخرها ليله ويترملها قرشين ..
ثم جذبها من شعرها بعنف شديد وهو يرفع وجهها نحوه بغضب..
=انطقي قولي مين ده قبل ما اخلص عليكي ..
ثم صرخ بها بجنون..
= انطقي.. مين الي خنتيني معاه..
ثم صفعها مره اخرى بعنف فإنهارت وهي تشعر بقرب فقدانها للوعي
فوقعت ارضا ولكنه لم يتركها وجذبها من شعرها ويدها يسحلها ارضآ ويجذبها خلفه وهو يقول بجنون..
=مش هتموتي الا لما اعرف اسم الكلب ده ايه وادفنكم بإيدي في قبر واحد..
استمر في جذبها وسحلها من شعرها وهو يصفعها ويركلها بعنف وهو يصرخ بها كالمجنون..
= انطقي اسمه ايه.. تعرفيه من امتى.. بتخونيني معاه من امتى..
ثم هزها من اكتافها بعنف شديد..
=هو ده الكلب الي سبتيني عشانه اول مره والا حد تاني.. انطقي قبل ما افرغ مسدسي في راسك
اغلقت شمس عينيه بضعف وهي لاتستطيع المقاومه او النطق من شدة صدمتها وألمها وتكاد تغيب عن الوعي..
الا انه رفعها فجأه وقد انفلت عقال غضبه فصوب سلاحه الناري على رأسها..
= مش عاوز اعرف اسمه منك وهجيبه حتى لو استخبى مني تحت سابع ارض هعرفه وهجيبه وهخليه يتمنى الموت مش هيطوله..
ثم جعل سلاحه في وضع الاستعداد وهو مازال يصوبه لرأسها وهي تنتفض برعب والدماء تغطي وجهها ..
=اما انتي فأخرك هنا.. هاخلص منك ومن قذارتك الي دخلت حياتي ودمرتها ..
ثم اغلق عينيه وهو يقاوم ضعفه وحبه لها وهوانه في عشقها..ثم عدل من وضع سلاحه وجعله مقابل لرأسها وهي ترتجف وتنظر اليه برعب ودموعها تسيل بصدمه ولكن قبل ان يضغط زناد سلاحه..
انهالت الرصاصات من حوله..
فرماها بيجاد ارضآ وانحنى وهو يتبادل اطلاق النيران ويحاول ايجاد مصدر اطلاق النيران ولكنه فشل فجن جنونه وهو يتخيل ان مطلق النيران هو عشيقها..
فدفعها بقسوه خلف احدى الاحجار الضخمه وهو يقول بغضب..
=اترمي هنا لحد ما اجيب الكلب الي خنتيني معاه واجيب اجله قدامك..
ثم اندفع بغضب وحذر في اتجاه مطلق النيران الذي توقف فجأه عن اطلاق النيران..
لتمر اقل من دقيقتين..
وشعرت شمس التي ارتمت ارضآ وهي تكاد تغيب عن الوعي وتستسلم لمصيرها بألم وصدمه ..
بزراعين تلتفان من حولها بقسوه ثم تحملها بسرعه ومهاره بعيدا عن بيجاد المشغول بمطاردة مطلق النيران عليه وفي اتجاه الطريق العام الرئيسي ..
حتى وصل اليه ليلقيها بعدم اهتمام في احد السيارات المتوقفه بجانب الطريق ثم قادها بسرعه شديده..
وهو يقول لها بغضب وهي تنظر له برعب ..
=دي اول مره اخون فيها ثقة بيجاد بيه.. بس انا بعمل كده عشانه وعشان مصلحته..
شمس وهي تبكي بانهيار وتشعر بخوف شديد على بيجاد على الرغم مما فعله بها ..
=متسيبوش لواحده هيقتلوه.. بيضربوا عليه نار وهيقتلوه
ثم تابعت بانهيار..
=إلحقوا.. وحياة اغلى حاجه عندك الحقوا ومتسيبوش.. دا لواحده وهيموتوه
محمود باحتقار..
=قلقانه عليه اوي.. ومقلقتيش عليه ليه وانتي بتخونيه وبتمرمغي شرفه في الوحل مع الكلب عشيقك..
ثم تابع بقسوه وهو يقود سيارته بسرعه شديده..
=عموما متقلقيش انا الي كنت بضرب عليه نار عشان اشغله وابعده عنك قبل مايضيع نفسه ويقتلك.. ويوسخ ايديه بدم واحده خاينه زيك..
شمس بصدمه وهي تبكي بانهيار..
=انا مخنتوش.. والله ماخنته انتوا فاهمين كل حاجه غلط
محمود بقسوه..
=وفري دموعك واسمعيني كويس.. لو انتي خاينه يبقى حرام بيجاد يضيع نفسه علشان واحده قذره زيك مصانتوش ولا صانت حبه الكبير ليها ..
ثم تابع بقسوه..
=ولو انتي مظلومه زي ما بتقولي فيمكن ربنا بعتني ليكي عشان تاخدي فرصه انك تدافعي عن نفسك وتشرحي كل حاجه ليا وانا هنقلهاله..
ثم نظر اليها منتظرا ردها
فحاولت شمس الكلام ولكنها صمتت بخوف ودموعها تتساقط وهي تتذكر كلمات والدها عن سجنه وظلمه على يد عائلة بيجاد.. وتأكيده عليها اكثر من مره الا تقص على احد ما عرفته من حقائق ولا حتى لوالدتها حتى يقرر هو الظهور ومواجهة الجميع
محمود بصوت غاضب..
=كنت عارف.. بس حبيت اخلص ضميري من نحيتك
ثم تابع باحتقار وهو يتوقف بسيارته امام احدى محطات القطار المتطرفه..
=اتفضلي انزلي ونصيحه..
بيجاد مبينساش طاره.. فلو عاوزه تحافظي على حياتك اختفي من حياته خالص
نزلت شمس من السياره وهي تمسح دموعها بارتعاش قدماها لا تستطيع حملها فوقعت ارضآ وهي تبكي وتجاهلها محمود وهو يقود سيارته ويغادر بها مسرعآ الى حيث ترك بيجاد ..
في حين تحاملت هي على نفسها ونهضت وهي تترنح من شدة الالم والوجع وسارت في اتجاه محطة القطار الفارغه التي تصادف توقف احد القطارات بها فركبته في الحال دون ان تسأل عن وجهته وجلست على احد المقاعد وهي تبكي وترتعش بشده حتى غابت عن الوعي..
بعد مرور بعض الوقت..
انتبهت شمس من اغمائتها على يد تدفعها بلطف..
ففتحت عينيها برعب وتوجس لتجد رجل في منتصف الخمسينات من عمره يقول بأسف..
=لاحول ولا قوة الا بالله انتي ايه الي عمل فيكي كده يا بنتي..
انكمشت شمس على نفسها بخوف وهو يتابع بأسف..
=متخافيش.. انا بس كنت عاوز منك التذكره
شمس توتر وعينيها تمتلئ بدموع الخوف..
= ممعييش.. اصل.. اصل انا ركبت علطول وملحقتش اقطع تذكره..
الرجل بهدوء..
=طيب معاكي فلوس تدفعي والا تنزلي في المحطه الجايه..
شمس ببكاء..
=ممعييش.. بس والنبي متنزلنيش .. وحياة اغلى
حاجه عندك سيبني وانا لما اوصل هابيع اي حاجه واديك تمن التذكره
الرجل بتأثر..
=لا حول ولا قوة الا بالله.. طيب بس اهدي.. وشوفي في شنطتك اي فلوس وانا هكملك عليها..
شمس بدهشه..
=شنطتي..
ثم نظرت الى خصرها بصدمه لتجد ولدهشتها..حقيبتها الصغيره مازلت ملفوفه حول خصرها كما هي..
ففتحتها بارتعاش
فوجدت بها جوالها والجوال الصغير الذي تركه لها والدها
ومبلغ من المال بالاضافه لبطاقتها الشخصيه وكارنيه دخول الجامعه
فقالت بارتعاش..
=التذكره بكام..
الرجل بهدوء..
=بخمسه وسبعين جنيه..
اخرجت شمس مبلغ من المال من حقيبتها واعطته له
وهي تكاد تغيب عن الوعي مره اخرى..
فتناول منها المال وهو ينظر اليها بأسف وتعاطف وأعاد الباقي بداخل حقيبتها ثم اغلقها.. وابتعد وهو يشعر بالاسف من اجلها..
بعد مرور ساعه ونصف..
فتحت عينيها بتعب وهي تشعر بتوقف القطار فنهضت وهي تترنح بتعب وتوجهت الى خارج القطار بخوف وعقلها يصور لها انها ستجده منتظرآ لها في الخارج..
لتتوقف قليلا وهي تنطر حولها بتوتر وارتباك وهي تقرء لوحه كبيره مكتوب عليها اهلا بكم في محافظة المنصوره ..
فمشت بتعب وهي تجر قدميها بألم حتى وصلت الى احدى حمامات المحطه بعد ان لاحظت النظرات الفضوليه من حولها فبدئت في ازالة وتنظيف الدماء عن وجهها وشعرها وملابسها المشعثه وهي تبكي من الالم وقد هالها مظهر وجهها المتورم والمملوء بالكدمات ..
حتى انتهت واصبح مظهرها اقل لفتآ للنظر فجلست على مقعد انتظار لاتعلم الى اين تتجه.. فلايوجد احد من الممكن ان تلجأ اليه فعالمها صغير وكل من فيه قد قاموا بظلمها وزبحها على مزبح اطماعهم...
فنظرت للهاتف بحيره وهي تتمنى ان تحدث بيجاد وتشرح له حقيقة ماحدث..
ولكنها تعلم انها لو فعلت ستخون ثقة والدها بها وستظلمه كما ظلمه الجميع بعد ان غامر بكشف نفسه من شدة خوفه عليها.. وتذكرت فجأه تحذيرات والدها بأن هاتفها مراقب فأخرجت الهاتف بتوتر ثم نزعت شريحة الاتصال ودمرتها حتى لا يستطيع الوصول اليها عن طريقها..
ثم فتحت الهاتف مره اخرى، واخرجت منه رقم صديقتها عبير..
وقامت بالاتصال بها من الهاتف الصغير الذي تركه والدها لها.. ومرت لحظات وقلبها تدق ضرباته بتوتر..
وتعالى صوت عبير عبر الهاتف..
=الو.. مين معايا…
شمس بلهفه..
=انا.. انا شمس يا عبير
عبير بسعاده..
=شمس اذيك يا حبيبتي عامله ايه.. اخص عليكي كده برضه تنسيني والا من لقا احبابه نسى اصحابه..
بكت شمس بانهيار دون ان تستطيع الرد..
عبير بقلق..
=مالك يا شمس في ايه..و
بتعيطي كده ليه..
شمس بانهيار..
=انا تعبانه اوي يا عبير وقعت في مصيبه كبيره ومش عارفه اعمل فيها ايه..
عبير بتوتر..
= مصيبة.. مصيبة ايه .. بيجاد عمل فيكي حاجه ..
فإنهارت شمس في البكاء وهي تقول بألم..
=بيجاد معملش فيا حاجه بالعكس انا المره دي الي ظلمته..ظلمته بس غصب عني..
عبير بتوتر..
=طيب اهدي يا حبيبتي واحكيلي ومتخافيش كل مشكله ولها حل..
انهارت شمس في البكاء وهي تقص عليها كل ما حدث
حتى انتهت وعبير تقول بذهول..
=يا ولاااد الكلب يا حراميه .. يعني انتي تبقي بنت منصور الدمنهوري و نبيله الكيلاني وكل الهلمه دي تبقى ملكك ورميينك عند رفعت المعفن يذل فيكي على اللقمه الي بيأكلهالك وهما عايشين متنعمين في خيرك..
ثم تابعت بجديه
=انا قلت برضه ان الراجل العره ده لا يمكن يخلف واحده ذيك ابدا
شمس ببكاء
=مش ده المهم .. خليني في المصيبه الي انا فيها الاول
عبير باستنكار..
=اومال ايه المهم.. قصدك على موضوع بيجاد يعني وسوء التفاهم الي حصل ..
شمس بانهيار..
=دا فاكر اني خنته..
عبير بجديه..
=اي واحد مكانه هيفكر كده.. خصوصا انه شاف واحد غريب وهو بيحضنك ويبوسك..
شمس بانهيار..
=بس انا مخنتوش..مخنتوش دا ابويا..
عبير بجديه..
= بس هو ميعرفش واستحاله يقدر يستنتج ان إلي كنتي بتحضنيه ده يبقى ابوكي..
شمس بانهيار..
=يعني ايه خلاص كده هيفضل فاكر اني خنته وكل حاجه بينا تروح.. ازاي.. دا انا يبقى موتي اهون عليا..
عبير بهدوء..
=خلاص احكيله و...
فقاطعتها شمس بارتجاف..
=مستحيل.. مستحيل اقوله واعرض ابويا لأي خطر كفايه اوي الظلم الي شافه في حياته ..
ثم تابعت بتصميم..
=ولو حياتي مع بيجاد في كفه وحياة ابويا وحريته في الكفه التانيه هختار كفة ابويا كفايه ظلم له لحد كده..
عبير بجديه وهي تحاول ايجاد حل مع صديقتها..
=طيب ابوكي قالك هيرجع من البلد الي سافر ليها امتى
شمس بارتجاف..
=قدامه سنتين لما يقدر يرجع تاني ويقضي باقي عقوبته
عبير بدهشه..
=سنتين بحالهم..
انفجرت شمس في البكاء ..
=ماهو كان خلاص لسه قدامه شهور ويكون خلص عقوبته
بس هو هرب لما عرف ان في خطر على حياتي.. والسنتين دول هما عقوبه جديده هتتضاف لمدته عشان هرب من السجن
عبير بصدمه..
=طيب ولما هو هرب ايه الي هيخليه يرجع للسجن تاني برجليه..
شمس ببكاء وقلبها ينفطر من اجل والدها..
=عشان هو مسجون بإسمه الحقيقي منصور الدمنهوري ولما هيخرج هيبقى معاه اثبات رسمي باسمه الحقيقي وساعتها يقدر يرفع قضيه يثبت بيها انه لسه عايش ومش هيبقى في اديهم حاجه يعملوها عشان هيبقى معاه اثبات رسمي باسمه من البلد الي مسجون فيها
دا غير انه هيقدر يسحب فلوس باسمه كان عاينها في بنوك سويسرا وهما ميعرفوش عنها حاجه..
ثم تابعت بتعب..
= وساعتها يقدر يحاربهم وهو على ارض ثابته.. فمش معقول هو يتحمل عشرين سنه ظلم في السجن وانا اهد كل حاجه واظلمه انا كمان..
عبير بحيره..
=عندك حق.. ويبقى الحل انك تختفي السنتين دول لحد ما ابوكي يرجع..
شمس ببكاء..
=وبيجاد.. يفضل فاكر
اني خنته
عبير بتعاطف..
=حيرتيني معاكي.. وبصراحه مش عارفه اقولك ايه..
مسحت شمس دموعها وهي تقول بتصميم ..
=متقوليش حاجه.. انا اخترت خلاص ومستحيل اساهم في ظلم ابويا انا كمان
عبير بجديه..
=كده يبقى خلاص لازم اشوفلك مكان تقعدي فيه انا كنت عاوزاكي تقعدي معايا بس اكيد ده اول مكان هيدور عليكي فيه.. بس ولا يهمك انا عندي الحل..
ثم تابعت بجديه..
=اسمعي اكتبي العنوان ده عندك.. دا عنوان واحده بتأجر شقق في دمياط الجديده..
الشقق دي نضيفه واسعارها معقوله والمكان هناك شبه خالي ومحدش بيتدخل في حياة حد.
شمس بخوف..
=يعني مش ممكن يوصلي فيه ..
عبير بثقه..
=انا هقابلك هناك وهكتب العقد باسمي وانتي دخولك وخروجك يبقى بحساب وهو استحاله يفكر انك موجوده في مكان زي ده..
ثم تابعت بتشجيع
=يلا قومي اركبي وانا هاقبلك هناك ..
وقفت شمس وهي تقول بامتنان..
=ربنا يخليكي ليا يا عبير انا مش عارفه انا من غيرك كنت عملت ايه
عبير بحب وتشجيع ..
ويخليكي ليا يا شموسه دا انتي اختي الي مولدتهاش امي.. يلا قومي بطلي كلام واركبي قبل الدنيا ما تليل عليكي..
قامت شمس وهي تجر قدميها وعقلها مشغول ببيجاد وما يظنه بها..
في نفس التوقيت
اندفع بيجاد بغضب مجنون الى شقته الخاصه مع شمس وقام بفتح خزانة ملابسها واخرج ثيابها ورماها بعنف على الارض فتكومت تحت قدميه والتفت بغضب الى مرآة الزينه فضريها بيده بغضب فحطمها وتناثر الزجاج من حوله وهو يتجاهل يده التي امتلئت بالجروح والدماء التي سالت منها وهو يزيل بعنف وغضب ادوات زينتها من على المنضده فألقاها بعنف ارضآ فتناثرت من حوله
وإنسكب عطرها على الارض وانتشر في المكان مما زاد من جنونه وغضبه وهو ينظر للفراش بألم وزكرياته معها
تتدفق امام عينيه..
هنا احتضنها .. وهنا قبلها حتى الثماله وهنا زاب فيها عشقآ وحبآ وهنا اغاظته فعاقبها كعاشق مجنون بها وهنا دفنها بداخل احضانها وكأنه يريد حمايتها من العالم كله.. ابتسامتها ..رقتها.. غضبها ..حنانها ..عشقها الكاذب له..
كلها اشياء تقتله وهو يتخيل انها منحت غيره ما منحته له.. لا لن يكذب على نفسه مره اخرى فما منحته له.. هو وهم و كذبه كبيره عاش فيها وحده وهي تلقي بنفسها بين احضان غيره..
تصاعد تنفسه بغضب وهو يشعر بيد تعتصر قلبه بألم وقسوه وهو يحارب ليتنفس وكأنه على وشك ان يتعرض لأزمه قلبيه
وعينيه تدور في المكان بغضب وكراهيه وهو يرفع حاشية الفراش الخاص بهم بكراهيه وغضب حارق ويلقيها ارضآ ودموع رجولته المذبوحه تسيل على وجهه بالرغم عنه.. وهو يصرخ بغضب مجنون..
=ليه.. ليه تعملي كده فيا.. دا انا كنت بعشق التراب الي بتمشي عليه.. دنيتي كلها كانت فدا سعادتك.. ليه.. ليه تعملي كده فيا يا شمس..
ثم تابع بغضب وهو يمرر يده في شعره بغضب مجنون..
=ياريتك كنتي موتيني كان اهون عليا من الي عملتيه فيا
ازاي هنت عليكي وهان عليكي عشقي وحبي ليكي..
ثم تابع بغضب من نفسه قبل ان يكون منها..
=للدرجادي كنت اعمى ومش شايف اني بفرض نفسي عليكي وانا مش حاسس.. لدرجة انك ومع اول فرصه قدرتي تخرجي فيها لوحدك غامرتي بكل حاجه ورحتي تقابليه..
ثم سحب الاساس بعنف وهو يحطم فيه بغضب شديد حتى انهار ارضآ بضعف ودموع رجولته تسيل بالرغم عنه..
ليمر بعض الوقت ثم نهض وهو ينفض ضعفه عنه وتناول هاتفه وهو يقول بصرامه..
=هاتلي جركنين بنزين وتعلالى عند شقة الضيوف الي في الجنينه..
ثم نهض وهو يركل اشيائها باحتقار وكراهيه ثم غادر للخارج ليجد احد الحرس يقف بانتظاره ومعه جراكن البنزين..
فأخذها منه ودخل بتصميم وقسوه للداخل ورمى البنزين على كل الغرف ثم خرج واشعل عود ثقاب ورماه من النافذه لتشتعل النيران في الغرفه ومنها الى باقي الغرف
وهو يقف بدون ان يتحدث يشاهد بألم وغضب تصاعد ألسنة النيران واحتراق المنزل بزكرياته معها وهو يقرر ان يمحيها من حياته نهائيآ..
في حين اقتربت عمته منه وهي تصرخ بخوف..
=ابعد يا بيجاد انت واقف كده ليه وشمس فين..
ثم تابعت برعب وهي تشاهد تصاعد ألسنة النيران
=حد ينادي المطافي الشقه بتولع..
ثم حاولت الاتصال بالمطافئ ولكنه منعها وهو يقول بصرامه..
=سيبيه.. انا الي حارقه ومش عاوز اشوفله اي اثر بعد كده..
نبيله وتوجس..
=ايه..
ثم تابعت بصرخة رعب..
=شمس فين يا بيجاد..
بيجاد بغضب..
=اخر مره اسمعك بتجيبي سيرتها.. شمس انتهت من حياتنا واسمها بقى محرم هنا
ليتابع بغضب حارق..
=فهماني يا عمتي.. لو عاوزه تخسريني انطقي اسمها تاني
نبيله بذهول..
=ليه ايه الي حصل لكل ده..
بيجاد بقسوه..
= عاوزه تعرفي ايه الي حصل.. ظبطها وهي بتخوني
نبيله بذهول..
=مستحيل.. مستحيل شمس تعمل كده.. دي بتموت في التراب الي انت بتمشي عليه
بيجاد بألم..
=انا كنت فاكر زيك كده وده يعرفنا اد ايه هي ممثله كبيره قدرت تضحك علينا كلنا..
سالت دموع نبيله وهي تقول بصدمه..
= بس..
بيجاد بقسوه..
=مفيش بس.. الي قلت عليه هو الي هيحصل من النهارده
اسم شمس ده محرم هنا …
ثم تابع بتصميم مخيف..
= وده ميمنعش اني هلاقيها هي والكلب الي خانتني معاه وهاخد حقي منهم..
ثم التفت لمحمود الذي يقف بعيدآ..
= محمود..
محمود باحترام
= بيجاد باشا..
بيجاد بغضب
=من النهارده شغلتك الوحيده انك تقلبلي الدنيا عليهم وتلاقيهم.. مفهوم..
محمود بتوتر..
= مفهوم يا باشا..
ثم اشار له بالانصراف..
فغادر وهو يشعر بالتوتر خوفآ من اكتشاف بيجاد انه هو من قام بتهريبها
في حين حاول بيجاد المغادره هو الاخر وهو يستشعر تجدد الغضب والالم الدامي بداخله ليستوقفه صوت عمته المتردد..
= بيجاد..
إلتفت بيجاد اليها.. فقالت بتوتر ..
=شمس.. شمس احتمال كبير تكون حامل..
بيجاد بغضب وذهول..
=ايه..
نبيله بغضب وتوتر..
= الي سمعته.. وقبل ما مخك يوديك بعيد افتكر انك كنت اول واحد يلمسها وانها طول ماهي كانت معاك كنت حاطط عليها حراسه مشدده.. يعني استحاله يكون حد لمسها غيرك
ثم تابعت بثقه شديده..
=لو هي حامل زي ما انا بتوقع يبقى ده ابنك ومن صلبك..
ثم تركته وغادرت بغضب وهي يكاد يجن من شدة الغضب والالم..
بعد مرور سبعة اشهر..
استلقت شمس التي تظهر عليها اثار الحمل المتقدم على احد الاسره المتهالكه.. في احد المستشفيات الحكوميه وهي تتألم بشده..
وتبكي من شدة الالم.. الذي يزداد مع مرور الوقت..
فدخلت احدى الطبيبات وبدئت في الكشف عليها ثم قالت بأسف..
=للاسف الجنين وضعه مقلوب في الرحم والحبل السري ملفوف على رقبته.. يعني لازم تدخلي عمليات دلوقتي حالا..
شمس وهي تبكي بألم وبرعب..
=يعني ايه.. يعني ممكن يجراله حاجه..
الطبيبه بعمليه..
= احنا هنعمل كل الي في ادينا عشان تقومي بالسلامه انتي وابنك..
ثم تابعت بدهشه..
=هو مفيش حد معاكي والا ايه.. فين جوزك والا اهلك..
شمس وهي تتوجع من شدة الالم..
=جوزي مسافر وانا وحيده مليش حد بس صاحبتي كلها
كام ساعه وهتبقى هنا..
الطبيبه بعمليه..
=طيب انا هجيبلك ورق توقعي عليه علشان العمليه صعبه وفي احتمال يكون فيه خطر على حياتك او على حياة البيبي..
تمسكت شمس بيد الطبيبه وهي تبكي وتلهث من شدة الالم والعرق البارد يغرق وجهها وجسدها..
=ابني.. انقذي ابني.. لو حياتي قدام حياته.. انقذيه هوه..
ربتت الطبيبه على يدها وهي تقول بتطمين..
=ان شاء الله هتقومي بالسلامه انتي وابنك.. متخافيش وخلي عندك ثقه في الله..
ثم اشارات الى احدى الممرضات التي بدئت بتجهيزها لدخول الي غرفة العمليات..
سالت دموع شمس برعب خوفآ على جنينها وخوفها يصور لها انه ستفقده هو الاخر بعد ان اعتبرته انه كهديه جائت لها من السماء تعويضآ لها عن ابتعادها عن زوجها وعشقها الذي فرقت الايام ما بينهم..
في نفس التوقيت..
ابتسم بيجاد بمجامله لقسمت التي قالت بسعاده..
=انا مبسوطه اوي انك هتدخل كشريك معانا في المشروع الجديد الي حامد بيعمله..
حامد بسعاده
= انت متعرفش انا مبسوط قد ايه اننا شاركنا بعض والعداوه الي بين العيلتين انتهت..
بيجاد بمجامله..
=دي عداوه قديمه وملهاش اي اهميه في نظري.. انا الي يهمني الشغل الي بينا وانه يتم من غير مشاكل..
حامد بمكر وتملق..
=انت بس لو كنت طاوعتني ودمجنا شركاتنا مع بعض مكنش حد يقدر يقف قصادنا في السوق..
بيجاد بهدوء وابتسامه واثقه..
=انا مش محتاج ادمج شركاتي مع حد..والكل عارف انه مفيش حد يقدر يقف قدام بيجاد الكيلاني في السوق..
ليشتد صوته بصرامه
=والا انت ليك رأي تاني..
ابتلع حامد ريقه بتوتر..
=لا رأي تاني ايه كلنا عارفينك وسمعتك وسمعة شركاتك سبقاك في كل مكان ..
اشار حامد لابنته بطرف خفي..
فإقتربت منهم ولفت زراعها حول زراع بيجاد وهي تقول برقه ودلال..
=كفايه شغل بقى يا بابي وسيبهولي شويه..
ابتسمت قسمت وهي تقول بخبث..
=خلاص يا حامد كفايه كلام في الشغل وسيبهم مش شايف واحشين بعض قد ايه
لتلف تارا زراعيها حول عنقه وهي تقول بدلال..
=تعالى نرقص.. احنا بقالنا كتيراوي مرقصناش مع بعض وانت واحشني اوي..
لف بيجاد زراعه حول خصرها وهو يقول بتهكم..
=واحشك دا ايه ..دا احنا لسه متغديين مع بعض من يومين
احتضنته تارا وهي تتمايل معه على انغام الموسيقى ..
وهمست امام شفتيه بإغراء
= انت بتوحشني وانت معايا يا حبيبي..
ابعدها بيجاد عنه قليلا وهو يستشعر ضيق وكأن هناك شئ ما حدث او سيحدث..
فقرر الانسحاب من الحفل..
الا انه تفاجأ بمحمود يقترب منه ثم يهمس بجوار إذنه..
=عرفنا مكان مدام شمس..
فك بيجاد يد تارا وابعدها عنه بعنف..
وهو يقول بغضب مكبوت و يخرج مسرعآ من الحفل..
= فين..
محمود بتوتر..
= بتولد في مستسفى حكومي في دمياط..
صاحبتها كانت رايحه لها والظاهر من قلقها عليها نسيت اننا بنراقبها..
بيجاد بتوتر..
= يعني كانت حامل زي ما عمتي قالت..
ثم تابع بغضب حارق
=وهي لوحدها والا معاها حد
محمود بتوتر وهو يدرك انه يتسأل ان كان عشيقها برفقتها ..
=لوحدها.. وانا خليت الرجاله خدوا عنوانها من المستشفى وسئلوا عنها في المنطقه الي كانت ساكنه فيها..
وقالوا انها عايشه لواحدها واختها هي الي بتتردد عليها
من وقت للتاني.. يقصدوا عبير صاحبتها..
انطلق بيجاد الى سيارته وهو يكاد لا يرى امامه من شدة الغضب تتبعه تارا التي نظر لها بغضب..
=انتي جايه ورايا تعملي ايه
تارا بتوتر..
= مش عاوزه اسيبك معاها لوحدك.. خايفه ترسم عليك دور البنت الغلبانه المنكسره وانت ترجع تصدقها من تاني
بيجاد بغضب ..
=اتفضلي ارجعي على الحفله بتاعتك ومتتدخليش في الي ميخصكيش.. ارجعها.. اسيبها..اموتها حتى فدي حاجه متخصكيش
امتقع وجه تارا بغضب وهي تتراجع خوفآ منه.. ولكنها توقفت وهو يقول فجأه بتفكير ..
=والا اقولك تعالي معايا يمكن احتاجك..
ابتسمت تارا بسعاده وركبت بجواره وهو ينطلق بغضب وتوعد تجاه المشفى المحجوزه به شمس..زوجته
لقراءة جميع حلقات القصة من هنا