قصة العوض
البارت الحادي عشر 11
بقلم براءة محمد
عبد الرحمن ساب الاكل فجأة وبص لشروق وقاللها بجمود : انتى عاوزانى اسلمك بناتى بايديا
شروق بغضب مكبوت : بناتك مين ، انت عندك بنات تانيين غير قمر يا عبد الرحمن
عبد الرحمن شاور على بسمة وتسمة وقال بابتسامة وهو بيبصلهم : من يوم مادخلوا بيتى هم كمان بقوا بناتى ومن يوم مابقوا يقولولى يا بابا من قلبهم وبقوا من صلبى
شروق وهى بتهز رجلها بغضب لكن بتحاول تكلم بهدوء : ياسيدى ربنا يخليهملك ، بس انا خلاص قررت احجز وارجع فرنسا ، وعاوزة اقضى معاهم يوم برة افسحهم وتبقى ذكرى حلوة عندى ليهم وعندهم ليا
عبد الرحمن ابتدى يكمل اكله بوجوم بعد ما قال : اسف ، مش هينفع
شروق وهى بتحاول تغرى البنات : ده انا قلت هوديهم الملاهى يلعبوا وينبسطوا طول اليوم
عبد الرحمن بتصميم : قلت لا واقفلى الموضوع ده وما تتكلميش فيه تانى
شروق وهى بتبص لقمر بأمل انها تشبط تخرج معاها : طب مش تسأل قمر ، مش يمكن نفسها تخرج معايا
عبد الرحمن بص لقمر بتوجس وقاللها : انتى عاوزة تروحى معاها ياقمر
قمر قالت له : انا عاوزة اروح الملاهى ، بس معاك انت و ماما فاطمة
عبد الرحمن اتنهد بارتياح وبص لشروق بشماته وهو بيقول : بس كده ياحبيبتى ، من عينيا حاضر ، تخلص بس زحمة العيد وهوديكى انتى واخواتك
قمر بفرحة : وناخد حسن معانا
عبد الرحمن بضحك : وناخد حسن معانا
شروق سابت الشوكة من ايدها وقامت بانكسار ، راحت غسلت ايديها ورجعت اوضتها وقفلت عليها
عبد الرحمن نفخ وقال : هى الغمة دى مش هتنزاح بقى
فتحية بتنهيدة : معلش يابنى ، لجل الورد ينسقى العليق
عبد الرحمن بغيظ : اذا كان الورد ذات نفسه مش طايق العليق وبيكش منه
ناصر : معلش يا عبده ، انت عملت خير ، تمه للاخر وخلاص
وهم لسه قاعدين اتفاجئوا بشروق مخرجه شنطة هدومها وقربتها من باب الشقة وقالت بانكسار : بعد اذنكم لو ينفع حد ينزللى الشنطة ، على ما اطلب تاكسى يرجعنى بيت ماما
فاطمة بتعاطف : طب ما كنتى قضيتى معانا باقى اليوم بدل ماتمشى وتقعدى لوحدك
عبد الرحمن قام بسرعة وقال وهو باصص لناصر : ناصر بس يخلص اكل وينزل يوصلك بعربيته ، الدنيا عيد وممكن ماتلاقيش تاكسى بسهولة
شروق قعدت على الكنبة فى هدوء مستنية ناصر ، اللى قال الحمدلله وقام راح غسل ايده ورجع شال شنطة شروق وقاللها اتفضلى ، ونزل قبلها بالشنطة
شروق جت تنزل وراه فعبد الرحمن نده عليها وقاللها بسخرية : ايه هتمشى كده من غير ماتسلمى على البنات وتودعيهم
شروق بجمود : ما اعتقدش ان فى حد هنا يفرق معاه سلامى ووداعى يا عبد الرحمن ، وسابتهم ونزلت
فتحية باستغراب : هو ياتاخدهم برة ياماتسلمش حتى على ضناها
فاطمة وعبد الرحمن بصوا لبعض من غير گلام ورجع عبد الرحمن قال : الحمدلله يا ماما ، خلاص على كده ، غمة وانزاحت
فاطمة بصت على قمر لقتها باصة ناحية باب الشقة بملامح حزينة ، فقالت لها بتوجس : مالك يا قمر .. انتى زعلانة انها مشيت
قمر وهى لسه باصة على الباب : لا … بس خايفة ترجع تانى
فاطمة وعبد الرحمن رجعوا بصوا لبعض من تانى باستغراب شديد جدا وبعدين لقوا عزة بتقول : ياللا ياعيال .. قوموا اغسلوا ايديكم كويس مطرح الزفارة ، على مانلم بقى الكلام ده
الستات ابتدت تلم فعلا مطرح الاكل وعبد الرحمن بعد ما غسل ايده هو كمان ، لم الولاد كلهم وشغللهم فيلم رسوم متحركة كان جايبهولهم ، الولاد فرحوا بيه جدا وقعدوا يتفرجوا وانشغلوا بيه
على ما الستات خلصوا اللى وراهم وعملوا الشاى وقعدوا فى البلكونة يتفرجوا على ألولاد اللى بيلعبوا كورة فى الشارع
فاطمة بغيظ : يا ولاد الايه ، فكرتونى بما مضى
عزة بضحك : ايام ماكنتى تختفى واحنا بنلعب الاولى ، ولما ندور عليكى نلاقيكى انحشرتى وسط الصبيان وبتلعبى معاهم كورة
فاطمة بغيظ : ااه ياختى ، لحد ما جوزك الفتان فتن عليا لابويا
عبد الرحمن ضحك جامد اوى وقاللها : ده انتى كلتى حتة علقة يوميها
فاطمة ضحكت وقالت : ماعنديش مانع اخد زيها تانى .. بس العيال دى ترضى تلاعبنى معاها شوية
فجأة لقوا عبد الرحمن صفر صفارة عالية و نده لولد فيهم وقال له انه هينزل يلعب معاهم
وفعلا نزل ووهو نازل قابل ناصر كان راجع بعد ما وصل شروق ، اخده معاه وابتدوا يلعبوا كورة وفاطمة وعزة وفتحية كانوا بيتفرجوا عليهم من البلكونة
كل شوية كان عبد الرحمن يبص لفاطمة وهو بيضحك ويغيظ فيها ، وبعدين يكمل لعب ، وفاطمة تبصله بغيظ وتوعد ، لحد ما فى مرة عبد الرحمن شاط كورة وجت جون فقعد يتنطط ويهزر هو والاولاد اللى بيلعبوا ويبص لفاطمة يغيظها وفجأة حد من الولاد اللى دخل فيهم الجون شاط الكورة جامد بغيظ جت فى وش عبد الرحمن ، ومناخيره نزفت جامد
فاطمة وعزة وفتحية انخضوا جامد من المنظر وفاطمة نزلت تجرى فى ايدها كيس تلج ، وجريت على عبد الرحمن حطيتله التلج على مناخيره وهى بتسحبه من ايده ناحية مدخل البيت وهى بتسأله بلهفة : مناخيرك حصللها حاجة واللا بس مطرح الخبطة
عبد الرحمن بضحك : يا لهواااااى ... ده انتى يتخاف منك ياشيخة ، كل ده عشان غيظتك شوية ، ده الواحد بعد كده يتعامل معاكى بحذر
كانوا وصلوا فى نص السلم تقريبا فقالت له بغيظ : هو انت مافيش فايدة فيك ابدا ، ماتنطق وتقوللى .. حاسس ان مناخيرك حصللها حاجة
عبد الرحمن بامتعاض : يعنى هيحصللها ايه اكتر من اللى حصل ده بس يابطة
فاطمة : لا تكون اتكسرت واللا حاجة بعد الشر
عبد الرحمن كان قلع التيشيرت اللى لابسه عشان يكتم بيه الدم ، فقال وهو رايح ناحية الحمام ، مش عارف ، اما اشوف الاول الدم ده هيقف واللا ايه
دخل الحمام وفاطمة معاه وخلته يوطى ويسند على الحوض وهى اللى بقت تغسله مطرح الخبطة بماية ساقعة متلجة لحد ما الدم وقف ، نشفتله وشه بالراحة وهى عماله تسأله ان كانت لسه بتوجعه
عبد الرحمن : اكيد يعنى بتوجعنى ، بس مش جامد
فاطمة : يعنى الحمدلله مافيهاش كسر
عبد الرحمن وهو بيحسس على مناخيرة : هى بس بتتلخلخ شوية ، محتاجة حبة غيرا وهتبقى فل
فاطمة ضربته فى كتفه بغيظ وهو اتوجع بصوت عالى ، ففتحية جت تجرى وقالت له : هى بتوجعك اوى كده يا بنى
عبد الرحمن بمسكنة : يا ماما البت دى ايدها تقيلة
فتحية طبعا مش فاهمة حاجة فقالت : بالراحة يا فاطمة يابنتى ، معلش تلاقيها لسه وجعاه
فاطمة بغيظ : لا سلامته ، حاضر يا ماما ، وهو انا ليا بركة غير عبده ، ياللا يا سى عبده ، روح خد دش اجرى وغير هدومك اللى اتبهدلت من الدم دى ، عشان تبقى تلعب تانى مرة مع العيال
عبد الرحمن بامتعاض : شوف مين اللى بيتكلم ، وكانت هتموت وتنزل تلعب معاهم
فاطمة برخامة : الكلام حاجة والفعل حاجة …. ياعيل
عبد الرحمن بص بزعل على التيشيرت اللى كان لابسه وعمل انه بيعيط زى العيال وقال : تشيرت العيد باظ
فتحية بضحك : لا باظ ولا حاجة يا حبيبى ، هغسلهولك وهيبقى زى الفل
فاطمة بغيظ : ياللا ياعبد الرحمن بطل استهبال وروح اعمل اللى قلتلك عليه
عبد الرحمن قال لفتحية بزعل : شايفة بتعاملنى ازاى ، ده بدل ماتقوللى سلامتك ، واللا تيجى تطلعلى غيار نضيف عشان البسه ، عمالة تزعقلى .. وكل ده عشان متغاظة انى نزلت لعبت مع العيال وهى لأ
فتحية ابتسمت وكان عاجبها الاسلوب الجديد اللى ابتدى عبد الرحمن يتعامل بيه مع فاطمة فقالت لفاطمة بخبث : صحيح يا بطة ، روحى يا بنتى طلعيله غيار وخليكى معاه على ماتتطمنى ان مناخيره مش هتنزف تانى
فاطمة بغيظ : اتفضل قدامى
عبد الرحمن مشى قدامها وهو كاتم ضحكه واول مادخلوا شقتهم ، عزة وناصر وفتحية انفتحوا فى الضحك
فاطمة لما قفلت الباب راحت اوضة النوم ودخلت فتحت دولاب عبد الرحمن وطلعتله هدوم نضيفة ودخلتهاله الحمام و ندهت عليه بغيظ وقالت له : اتفضل يا بتاع الغيرا الحمام جاهز
عبد الرحمن راح ناحية الحمام وهو بيبصلها بمكايدة وهو بيلاعبلها حواجبه وقال لها : اقعدى هنا على ما اخلص ، ماتتحركيش
فاطمة : ليه ان شاء الله ، حكم قراقوش
عبد الرحمن بمسكنة : عشان لو لقيت مناخيرى جابت دم تانى اندهلك تلحقينى بالتلج
فاطمة وهى بتجز على اسنانها : حاضر ، اتفضل ادخل وانا مستنياك
خمس دقايق وعبد الرحمن خرج من الحمام بعد ماخلص ولما خرج كان مكوم الفوطة وحاططها على مناخيرة
فاطمة قامت من مكانها بخضة وقالت : لا .. ماتقولش انها نزفت تانى ، انت عملت ايه
فجأة عبد الرحمن رمى الفوطة من ايده ومسك فاطمة من دراعها ولواها ورا ضهرها وقاللها : عملت عيل ونزلت لعبت مع العيال فى الشارع
فاطمة بضحك : احنا فينا من الحركات دى ، اوعى سيب دراعى
عبد الرحمن : انتى ايه حكايتك انتى والاوامر النهاردة ، سيب دراعى ، وافتح ايدك ، و روح اعمل اللى قلتلك عليه ، انتى خدتى عليا اوى
فاطمة بتريقة : متأسفين لسيادتك ، ممكن تسيب دراعى بقى
عبد الرحمن لفها وخلى وشها ليه ودراعها وراها وهو لسه ماسكه وقاللها اعتذرى بنفس
فاطمة : هو اليوم ده شكله مش معدى ، وسع ياعبده ، وسع ياحبيبى الله يهديك
عبد الرحمن بامتعاض : هو انا مجنون يا بت انتى واللا ايه ، اعتذرى بقولك
فاطمة بزعيق : ماقلتلك اسفين
عبد الرحمن برخامة : شامم ريحة تريقة
فاطمة بوجع : دراعى وجعنى بقى .. اوعى
عبد الرحمن سابها بسرعة وقبل ما ينطق كلمة واحدة راحت ضرباه فى كتفه جامد ، وجت تجرى من قدامه مد ايده لوى لها دراعها من تانى و زنقها بينه وبين الدولاب وقاللها : انتى يابت انتى مش هتبطلى حركات الاونطة بتاعتك دى
فاطمة كانت بتضحك جامد جدا وهى بتحاول تفك ايدها منه وقالت له : فاكر الروسية اللى كنت هديهالك الصبح ، شكلها هتبقى من نصيبك دلوقتى لو ماسيبتنيش من نفسك
عبد الرحمن قرب وشه منها وسند راسه على راسها وقاللها : طب انا قدامك اهو ورينى بقى هتدينى بالروسية ازاى
فجأة الاتنين بطلوا ضحك وسرحوا فى ملامح بعض ثانى ، لحد ما فاطمة حمحمت بصوتها و دورت وشها وقالت بلجلجة : ايدى ياعبده
لما التفتت بوشها عبد الرحمن وشه بقى عند رقبتها ، ما حسش بنفسه غير وهو بيحضنها وبيتنفس فى رقبتها وهو بينهج
فاطمة وهى بتحاول تسحب نفسها منها : عبد الرحمن ، سيبنى
عبد الرحمن وهو فى حتة تانية وواضح من صوته انه زى التايه : ششششششش ، بس يا فاطمة ، اسكتى
فضل حاضنها فترة وهم على نفس وضعهم ، لحد ما ابتدى يسيبها ويبعد عنها ، بص فى عينيها جامد وقاللها : ماتزعليش منى
فاطمة بصت له باستغراب وهى مش فاهمة سبب اعتذاره ، وهو ابتسملها وباسها من جبينها وقاللها : غيرى هدومك ياللا عشان هنخرج كلنا نتعشى برة
فاطمة هزت راسها بالموافقة من غير ماتتكلم ومن غير كمان ماتبص لعبد الرحمن فعبد الرحمن راح ناحية برة وهو بيقول : ماتتأخريش يابطة ، وهبعت البنات عشان يلبسوا
فاطمة هزت راسها برضة من غير ماتتكلم ، فعبد الرحمن رجع لها وقاللها : ايه .. مش عاوزة تخرجى
فاطمة بتردد : لا عادى ، زى ماتحب
عبد الرحمن بابتسامة خبث : لو عايزة نفضل هنا خلينا
فاطمة بغيظ راحت زقاه على برة وهى بتقول : انت مش قلت هتبعت البنات عشان يجهزوا ، ياللا روح .. اتكل على الله
عبد الرحمن قعد يضحك وسابها ومشى
فاطمة رجعت سهمت وهى بتسأل نفسها السؤال اللى بقالها فترة مش عارفة اجابته : و بعدهالك يا عبد الرحمن
عبد الرحمن وناصر اخدوهم كلهم فى العربيات وراحوا قعدوا فى جنينة من الجناين العامة ، عبد الرحمن كان واخد معاه كوتشينة ، وقعدوا الكبار يلعبوا بالكوتشينة وسط هزار وضحك رايق ، و الولاد لعبوا وانبسطوا فترة كبيرة جدا ، لغاية ماجاعوا ، وقرروا يشتروا الاكل ويرجعوا ياكلوا كلهم مع بعض فى البيت
وفعلا رجعوا على البيت وبعد ما اتعشوا بشوية ، قرروا يناموا ، فناصر اخد عزة وولاده ورجعوا بيتهم ، فتحية قالت : سيبوا البنات بايتين معايا مونسينى .. بدل ما البيت هيفضى عليا كده مرة واحدة
فاطمة : تحبى نفضل بايتين معاكى كلنا
فتحية : لا وعلى ايه ، هم البنات بس بيونسونى وهم فى حضنى كده
عبد الرحمن : طب لو عاوزة تيجى معانا ، ايه رأيك
فتحية بضحك : اجى معاكم فين ، هو انتو يعنى فى البر التانى ، روح ياعبد الرحمن اجرى خد مراتك و روحوا ناموا
وصممت انها تخلى معاها البنات وان عبد الرحمن وفاطمة يباتوا فى شفتهم
وفعلا ، رجع عبد الرحمن وفاطمة على شقتهم لوحدهم
لاول مرة فاطمة تحس بلخبطة جواها ، وكل ماترفع عينها تلاقى عبد الرحمن مركز معاها وعلى وشه ابتسامة جميلة ، بس كانت بسرعة بتهرب من عينيه
فاطمة : تحب اعملك حاجة تشربها قبل ما تنام
عبد الرحمن: ماتعمليلنا شاى بالنعناع ، نشربه على ما الفجر يآئن ، عشان نصلى قبل ما ننام
فاطمة : ماشى ، وراحت ناحية المطبخ فعبد الرحمن قاللها : انا فى البلكونة
فاطمة عملت الشاى وراحت على البلكونة ، لقت عبد الرحمن قاعد مشغل الراديو بصوت واطى وبيدخن سيجارة وهو باصص على السما و سرحان
فحطت الصيية على السور وقالت له : الشاى
عبد الرحمن اتعدل وقاللها بابتسامة : تسلم الايادى ياطماطم
فاطمة ضحكت نص ضحكة وقالت : بلاش طماطم دى بالذات ، مابحبهاش
عبد الرحمن باستغراب : ومابتحبيهاش ليه
فاطمة بغلاسة : مابحبهاش وخلاص ، هو اسمى واللا اسمك
عبد الرحمن بنفس الغلاسة : وهو انتى اللى هتقوليها واللا انا
فاطمة بزهق : ده انت بارد
عبد الرحمن بتهديد : هااااا … وترجعى تقوليلى دراعى ياعبده
فاطمة بندية : ياعم روح ، انت ومناخيرك اللى صفت دمك النهاردة
عبد الرحمن بضحك : انتى بتشتمينى بالسيم صح ، عاوزة تقوليلى انى مابقاش عندى دم
فاطمة بضحك : حاجة زى كده ، ومالك كاتم صوت الراديو كده ، ايه .. مش عاوز حد يسمع غيرك
عبد الرحمن : كنت بسمع اسامة منير
فاطمة بصتله بذهول شوية وبعدين قالت له : ده انا كنت فاكرة ان مافيش رجالة بتسمعه ، وان احنا الستات بس اللى بنسمعه
عبد الرحمن بضخك : ليه يعنى
فاطمة : يعنى اكمن تقريبا كل المشاكل اللى بيعرضها بتبقى كلها عاطفية
عبد الرحمن : الصراحة هى جت معايا بالصدفة ، بفتح سمعت واحدة بتحكى حكايتها فشدتنى
فاطمة : وايه بقى اللى شدك فى حكايتها
عبد الرحمن وهو بيولع سيجارة تانية : انا ماسمعتهاش من الاول ، بس كانت بتقول …. كنت فاكرة ان جوزى لما سابنى ان الدنيا كده خلاص خلصت وانتهت بالنسبة لى ، وما كنتش اعرف ان ربنا عوضه حلو اوى بالشكل ده
فاطمة بصتله لقته بيبصلها فى عينبها بتركيز كأنه عاوز يسألها على حاجة وخايف او مش قادر ، بس هى كمان لقت نفسها ماعندهاش القدرة على الكلام فسكتت
لكن بعد شوية ابتدوا يشربوا الشاى فعبد الرحمن بصلها تانى وقاللها : كان احساسك زيها كده وقت ما انفصلتى عن محمد
فاطمة وهى باصة للسما : مش فاكرة
عبد الرحمن بشبه هجوم استغربته منه : يعنى ايه مش فاكرة
فاطمة بصتله وقالتله : يعنى بجد مش فاكرة احساسى كان ايه وقتها ، بس اللى فاكراه انى كنت بحمد ربنا ان الموضوع خلص وانى قدرت ارجع ابقى وسطكم من تانى
عبد الرحمن : افهم من كده ان محمد مابقالوش مكان فى حياتك
فاطمة بصتله وهى متضايقة من سؤاله ، رغم انها مابقيتش عارفة من جواها سبب ضيقها ده
وقبل ما تتكلم سمعوا صوت أذان الفجر ، ففاطمة قامت واخدت الصينية وقالت : لا .. مابقالوش وجود ، و دخلت وهى بتقول … هروح اتوضى
راحت المطبخ غسلت الكوبايات ، بس كانت حاسة انها بتغسلهم بعصبية مش فاهمة سببها ، بس برضة بقت متضايقة انها ماوضحتش لعبد الرحمن اجابتها
راحت اتوضت وحطت طرحتها على راسها وفرشت سجاجيد الصلاة ، ووقفت استنت عبد الرحمن عشان يصلوا سوا
عبد الرحمن جه و وقف على سجاده الصلاة واقام الصلاة وصلوا من غير مايوجهلها اى كلمة ، ففاطمة فهمت انه اتضايق من ردها
بعد ما خلصت الصلاة ، عبد الرحمن كان قرب يخلص تسبيح ، وقبل مايقوم من مكانه لقى فاطمة بتقول : رغم ان جوازنا مش جواز بالمعنى المعروف ، لكن يوم ما بقيت على اسمك ، قررت انى امسح السنين اللى قضيتها مع محمد من حياتى
مش هنكر ان بتيجى اوقات بييجى على بالى ، بس الاوقات دى عمرها ماكانت حنين ليه او لعشرته ، لا ، الاوقات دى كنت دايما بحمد ربنا فيها انه انتهى من حياتى …. ياترى كده رديت على سؤالك
عبد الرحمن بصلها بابتسامة وفرد جسمه على الارض زى ماعمل وقت صلاة العصر ، نام على ضهره وشبك ايديه الاتنين تحت راسه واتنهد وقال بابتسامة واسعة وهو باصص لفاطمة : تصدقى احساس حلو اوى
فاطمة باستغراب وهى بتفرد جسمها جنبه : انهى احساس اللى تقصده
عبد الرحمن : ان حد يحسسك انه يخصك لوحدك ، وانه مرحب بده بكل ارادته زيك كده
اخدتى قرار من نفسك انك تخصينى ، والتزمتى بتبعيات قرارك ده حتى من غير ماتقولى ولا تحكى
فاطمة مابقيتش عارفة ترد تقول ايه ، لكن لقته بيكمل وبيقول : على فكرة .. انا كمان عملت زيك بالظبط ، اكننا كنا متفقين مع بعض ، خدت قرار انى على اسمك ، والتزمت بتبعياته
فاطمة بمرح : يعنى بقى اسمك عبد الرحمن فاطمة
عبد الرحمن ضحك اوى وقاللها من بين ضحكه : ده انتى فصيلة فصلنة
فاطمة وهى بتتتاوب : النهار قرب يطلع ياعم وانت قلبت معاك فضفضة ، آدى اخرة اللى يسمع اسامة منير
عبد الرحمن لف وبقى على جنبه قصادها وقاللها : طب تصدقى عقابا ليكى انك هتفضلى نايمة الليلة دى على الارض
فاطمة وهى بتحاول تقوم : يا عم انا جسمى بيوجعنى من الارض ، مش كفاية العصر
عبد الرحمن مسكها جامد وماخلهاش تعرف تقوم وهو بيضحك وقاللها وهو بيضحك : عشان تبقى تبطلى رخامة وماتبقيش تفصلينى تانى مرة وانا بتكلم
فاطمة : وهى لسه بتحاول تفلفص منه : ياعم اوعى عاوزة اقوم
عبد الرحمن كان شبه واخدها فى حضنه وراسها على دراعه فقاللها باصرار : لا يعنى لا نامى ياللا
فاطمة بقت مكسوفة على بتضحك على مبسوطة على حاجات كتير متلخبطة ، بس حست انها فرهدت من كتر المناهدة فقررت تستسلم وبعد شوية تسهيه وتقوم فقالتله باستسلام : طب خلاص بس ابعد شوية عشان النفس
عبد الرحمن بضحك وهو بيحضنها زيادة : لا وكلمة كمان وهتبقى جوة بقى
فاطمة غمضت عينها وقالت له خلاص هنام ، لكن اللى ماعملتش حسابه انها فعلا نامت بعد دقايق قليلة جدا
عبد الرحمن لما سمع صوت انفاسها ابتدى يخفف دراعه حواليها عشان يقدر يبصلها وكان فاكر انها بتضحك عليه عشان تجرى منه ، لكن لقاها فعلا نامت ، لقى نفسه بدل ما ينام هو كمان ، قعد يتأمل فيها وماحسش بنفسه غير وهو بيقرب من شفايفها واخدها برقة وهو مغمض عينيه
فجأة بعد عنها وهو مش عارف ازاى عمل كده ، وقعد يسأل روحه وهو بيلعب فى شعرها .. انت عاوز منها ايه ياعبد الرحمن
كان بيحاول يبلع ريقه بصعوبه وهو بيبصلها وهى فى حضنه بالشكل ده ، كل اللى يعرفه انه بيبقى مبسوط وهى قريبة منه كده ، بس كمان اكتشف ان كل مابيقربها منه كل مابيبقى محتاجها تقرب اكتر واكتر ، وكل مايفكر انه خلاص هيشبع من قربها يلاقى جوعه ليها بيكبر
حبيتها ياعبد الرحمن
مش عارف ، بس بحب قربها
مش يمكن تكون بتحاول تعوض نفسك عن الحرمان اللى انت فيه من سنين
لا ، انا عمرى ما اعمل كده فى فاطمة ، مش فاطمة لا .. مش فاطمة ،بس عاوزها جنبى .. محتاجها
وشروق ، نسيتها
مابقيتش فى حياتى
يعنى نسيت حبها ، واللا بتعاقبها على اللى عملته
انا شطبتها من حياتى اصلا ، ثم ايه اللى جاب سيرة شروق دلوقتى احنا بنتكلم عن فاطمة
ما انت ماتعرفش ان كنت بتحبها واللا لا ، لو بتحبها هى تستاهل حبك ده ، ولو مابتحبهاش ، فهى ماتستاهلش ابدا انك تتلاعب بمشاعرها ياعبد الرحمن
بس انا مابلعبش بمشاعرها ، انا فعلا عاوزها
عند النقطة دى بالذات عبد الرحمن ابتسم وضم فاطمة فى حضنه زى ماكانت ونام هو كمان والابتسامة مافارقتش شفايفه
قبل اذان الضهر بشوية فاطمة كانت بتتقلب وهى حاسة انها متكتفة وجسمها واجعها فى نفس الوقت ، فتحت عينيها لقت نفسها لسه فى حضن عبد الرحمن اللى حاضنها جامد اكنها هتهرب منه بتتلفت وبتحاول تقوم لقت جسمها واجعها جدا وضهرها متشنج ومش قادرة تتحرك فندهت على عبد الرحمن وهى بتحاول تكتم وجعها وقالت : عبد الرحمن ، عبد الرحمن
عبد الرحمن وهم مغمض عينه ضمها فى حضنه وهمهم بصوته ففاطمة قالتله : سيبنى اقوم ياعبده احسن ضهرى واجعنى اوى ومش قادرة اتحرك
عبد الرحمن فكرها بتضحك عليه عشان تقوم ويسيبها فقال وهو لسه مغمض عينه : تؤ ، مش هسيبك
كان الوجع فعلا زاد على فاطمة وخلاها مش قادرة تكتمه زيادة فقلت بنشيج مكتوم : سيبنى ياعبده ارجوك مش قادرة
عبد الرحمن فتح عينه بخضة وبصلها وهى فى حضنها لقى عيونها مليانة دموع فقاللها بلهفة : مالك ياحبيبتى .. فى ايه
فاطمة بعياط : ضهرى يا عبده ، ضهرى واجعنى اوى .. مش قادرة اتحرك
عبد الرحمن اتعدل بسرعة وبيحاول يساعدها تتعدل وهى كل ماتحاول تتحرك تصرخ من الوجع ومش قادرة ، فعبد الرحمن شالها بسرعة ونيمها على السرير وهو بيقول لها : حقك عليا ، ماكنتش اعرف انك بتتعبى للدرجة دى
فاطمة بعياط : ضهرى ياعبده مش قادرة
عبد الرحمن جرى على الحمام وفتح الماية السخنة فى البانيو لحد ما ملاه ورجع وهو بيقول لها : لما تقعدى فى الماية السخنة شوية هتفكلك عضلاتك اللى اتيبست دى
و مد ايده وهو بيحاول يقلعها العباية
فاطمة بعياط : لا ، سيبنى بهدومى ماتقلعنيش ، سيبنى مستورة الله يباركلك
عبد الرحمن : يابنتى ده انا جوزك ، بلاش هبل
فاطمة وهى على عياطها : الله يباركلك سيبنى بهدومى
عبد الرحمن اتنهد بقلة حيلة وشالها زى ماهى حطها فى البانيو وقعد قدامها وهوحاضنها و بيحاول يدلكلها عضلات ضهرها عشان التيبس يفك والوجع يخف حدته شوية
طول الوقت كان بيعتذرلها وهو حاضنها وحاضن وشها عند قلبه ، بعد حوالى عشر دقايق فاطمة عياطها ابتدى يهدى شوية فعبد الرحمن قاللها وهو لسه بيدلك لها ضهرها : ايه ياحبيبتى ، الوجع ما راقش شوية
فاطمة وهى بتشهق شهقات صغيرة من اثر عياطها : الحمدلله ، الوجع ابتدى يروح … تسلم ايدك ، تعبتك معايا
عبد الرحمن قعد على الارض قدامها وهو لسه بيدلك لها ضهرها وقاللها : الحكاية دى اول مرة تحصللك ، واللا حصلت لك قبل كده
فاطمة : هو ضهرى بيقفش عليا كتير بس عمرها ماوصلت ابدا للدرجة دى
عبد الرحمن باعتذار : حقك عليا
فاطمة : حصل خير ، الحمدلله انها جت على اد كده
عبد الرحمن بصلها اوى وقاللها وهو بيغوص فى عينيها : خلعتى قلبى عليكى
وقبل مافاطمة ترد اتفاجئت بيه بيشدها واخد شفايفها بشفايفه بعد ماقاللها بهمس : بحبك يافاطمة