قصة اخذنى بذنب ابى
البارت الخامس5
بقلم هدير مصطفى
هشام :معناه ان صوت رصاص التار هيرجع يملا البلد من تاني
(شعر مجدي انه يستمع لأحجية ما شتت فكيره فتسائل ...)
مجدي :رصاص ايه و تار ايه ده
هشام : عمتك لما هربت من 30سنه فاتوا كان بسبب جوازها اللي اتحدد غصب عنها
مجدي :دي حاجه معروفه ايه الجديد
هشام :تعرف العريس كان من عيلة مين
مجدي : لا مااعرفش بس سمعت ان عمتي مكنتش موافقه ورفضت عشان بتحب واحد وجهه اتقدملها وجدي رفضه عشان كان فقير
(تنهد هشام قائلآ ...)
هشام: العريس كان من عيله الراوي
(صدم مجدي حين سمع لقب العائله فقال ...)
مجدي :طب ازاي وفيه عداوه وتار بين العيلتين يمكن من قبل ما اهالينا يتولدوا
هشام :فعلا ولما اتحكم علي العيلتين في مجلس بين كبار العائلات هنا انهم يتصالحوا وينهوا مشاكلهم اتحكم عليهم كمان ان واحد من عيلتهم يتجوز بنت من عيلتنا
(تحدث مجدي بتفهم كبير يوحي بأنه بدأ في ربط الامور معآ ...)
مجدي :والعروسه كانت عمتي هند
هشام :ولما عمتنا هربت يوم فرحها العار مكنش من نصيب عيلتنا احنا بس
مجدي :ازاي عروسة ابنهم تهرب يوم فرحها عليه
هشام :بالظبط كده ... والنار ولعت بينهم من تاني ورجعت عجلة التار تدور عليهم من تاني
لحد ما انعقد المجلس تاني
مجدي :وكان الحكم ايه المره دي
هشام :كان ان من كل عيله من العيلتين واحد يسافر يدور علي عمتي
مجدي :واللي يلاقيها يقتلها صح
(حرك هشام رأسه بالايجاب وهو يتنهد بضيق قائلآ ...)
هشام : للأسف ... جريمه تحت اسم انهم بيغسلوا عارهم بأيديهم ... اللي نجي عمتك منهم انها مريضه وساكنه جوا بيتها ومابتخرجش منه فمحدش عرف طريقها .. اما لما تيجي هنا بقي ....
(ليقاطعه مجدي متمتمآ بصوت كان بالكاد مسموع ...)
مجدي :معقول كده ... مش ممكن ... طب ازاي ... (ثم رفع وجهه الي هشام قائلآ ...) عمتي كده حياتها في خطر
هشام :مش بس عمتي اللي هتبقي حياته في خطر
مجدي :وشهاب كمان
هشام :عرفت بقي المشكله في ايه
مجدي :ان مش بس الفلوس اللي بتتورث
هشام :القتل والدم كمان بيتورث
مجدي :طب وبعدين ... دا شهاب جاي النهارده
هشام :لازم نمنعه انه يجي بأي شكل
(أخرج مجدي هاتفه من جيب بنطاله وشرع في اجراء اتصال بهاتف شهاب ولكن لم يحالفه الحظ فقد كان الهاتف مغلق فزفر في ضيق قائلآ ..)
مجدي :التليفون مقفول
هشام :طب خليك وراه لحد ما يفتحه
مجدي :ماشي خلاص هفضل متابعه
(دلف شهاب الي المنزل متجهآ الي غرفة والدته ولكن استوقفه صوت ضحكات هند وهدير الذي كان يدوي في الارجاء فوقف للحظات ليستنت عليهم و ...)
هدير :هههههه مش ممكن وبعدين يا طنط حصل ايه
هند :بس يابنتي فضل علي الحال ده يجي اكتر من شهر ... كل ما يتكلم يقول نروح لعروستي يجي يشيلك يقول دي عروستي مع انه كان عنده اقل من 10 سنين وقتها بس هنقول ايه بقي كان في دماغه انه هيربيكي علي ايده ولما تكبري يتجوزك
(ادرك شهاب ان الحديث الذي يدور بينهم الان ليس علي احد سواه فأقتحم الغرفه بوجهه العابث قائلآ ...)
شهاب :انتوا قاعدين تحكوا وتتحاكوا وناسين ان فيه سفر وطريق طويل قدامنا
(سيطر الصمت للحظات علي الموقف لتقول هند وهي مصطنعه الغضب ...)
هند :انت ازاي تدخل كده من غير ما تخبط
شهاب :اخبط ..؟؟! انا داخل اوضة امي
هند :بس انا مش لوحدي فيها ... افرض هدير كانت قاعده براحتها شويه ولا قالعه الحجاب ولا حاجه ... خلاص البنت كبرت ... مابقتش الطفله اللي كنت بتشيلها بين ايديك وهي عمرها ايام
(ثم وجهة نظرها الي هدير التي كانت تجلس علي الكرسي المجاور لها لتقول والابتسامه تعلوا وجهها ...)
هند :تعرفي ان شهاب هو اللي مختار اسم هدير ده ... من حبه فيا اختارلك اسم فيه اول حرف من اسمي
(زفر شهاب في ضيق ثم توجهه الي والدته وهو يتمتم قائلآ .. )
شهاب :شكلك مش ناويه تجيبيها البر يا امي
(ثم انحني ليحملها بين ذراعيه و ...)
هند :انت مواديني فين
شهاب :هركبك العربيه عشان نمشي
(تصنعت هند الزعل و ...)
هند :انت اتغيرت يا شهاب
(فقال لها بنفاذ صبر ...)
شهاب :ايه تاني يا امي
هند :جعانه يا ابني ... انا مقضياها من الصبح عصاير
شهاب :حاضر يا ست الكل ... هجيبلك احلا اكل علي الطريق
(ثم وجهه نظره الي هدير قائلآ بصيغة الامر ...)
شهاب :هاتي الكرسي المتحرك ده وتعالي ورايه
(حركت رأسها بالايجاب ثم ابتلعت ريقها وهي في حيرة من امره بسبب اسلوبه الذي يتغير في الدقيقه اكثر من مره فأخذت الكرسي المتحرك الخاص ب هند وسارت خلفه حتي وصلا الي السياره فوضع شهاب هند في المقعد الخلفي لتتمتع بقسطآ من الراحه ثم توجه الي مقعد السائق وقال له ...)
شهاب :انت من النهارده اجازه ومرتبك هيجيلك اول كل شهر لحد عندك
السائق :حاضر يا فندم
(ثم توجه الي واحد من الحراس الشخصين المحيطين بالمنزل واخرج ظرف به رزمه من المال و اعطاها له قائلآ...)
شهاب :اما انتم فدي مكافآه مني ليكم وبرده تعتبروا نفسكم في اجازه لحد ما اتصل بيكم
الشاب :بس يا فندم ماينفعش نسيبك تسافر لواحدك .. من واجبنا اننا نفضل مع سعادتك طول الوقت
شهاب :انا طالع رحله مع عيلتى ومش عارف هرجع منها امتي ومش هبقي محتاج لاي حراسه معايا وان شاء الله اول ما ارجع هتصل بيكم
الشاب :تحت امرك في اي وقت يا فندم
(ثم توجه شهاب الي السياره وصعد مكان السائق فلم يجد هدير في السياره فنظر لها حيث كانت تقف بجانبها فقال ...)
شهاب :ماتركبي
هدير :اركب فين
شهاب :العربيه ... ولا تحبي سعادتك اني اجيبلك عربيه مخصوص
(زفرت هدير في ضيق آسفه انها رغمآ عنها ستجلس بجانبه لفتره طويله ... ثم صعدت الي السياره لتجلس بجانبه لينطلق مسرعآ في طريقه .... دلف محمود الي منزله ليفاجأ بوالدته التي تجلس مع ثلاث رجال يراهم لاول مره فالقي عليهم التحيه و ....)
محمود :السلام عليكم
الجميع :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
(تحدث محمود متسائلآ عن سبب وجودهم بالمنزل دون سابق معرفه ...)
محمود :خير يا جماعه فيه حاجه
(فتحدثت والدته وهي تشير الي احدهم ...)
آمنه :ده المأذون يابني .. ودول الشهود
(ثم نقلت اشارة يدها اليه قائله ....)
آمنه :وده العريس يا شيخ
المأذون :زواج مبارك ان شاء الله يا ابني
(وقعت هذه الكلمات كالصدمه علي آذانه فقال وهو محاولآ استيعاب الأمر ...)
محمود :عريس ايه وزواج مين
(نهضت آمنه من مجلسها لتتجه اليه وتأخذ بيده متجهه الي احدي الغرف لتدلف اليها بعد ان طرقتها حيث كانت حسناء تجلس فيها فهبت واقفه فوقف محمود الي جانب حسناء ناظرآ الي والدته في تساؤل و ....)
آمنه :انا تعبت منكم بما فيه الكفايه .... خلاص انا خدت قراري انتوا الاتنين هتتجوزا النهارده ... ولو حد فيكم عارضني مش بس هتبرا منه ... لا انا هسيبلكم البيت والبلد وهخفى خالص ومش هتلاقوني ... انا هخرج اضايف الرجاله اللي برا ... 10 دقايق تكونوا جايبين بطايقكم وجايين ورايا عشان الكتاب يتكتب
(ثم خرجت آمنه من الغرفه غالقة الباب خلفها لتتركهم في حيره من امرهم لينظر محمود الي حسناء قائلآ ...)
محمود :وبعدين يا حسنا
(تنهدت مطولآ بأسي كبير قائله ...)
حسناء :مش عارفه يا محمود ... انا تعبت من خالتي ... كل يوم نفس الكلام ونفس المناهده .. معتش عارفه اعمل ايه عشان تبطل اللي بتعمله ده ... اوقات كتير بفكر اني اسيبلها البيت وامشي وارجع واقول ان كل حياتي في البيت ده ... محمود ... انا كل ذكرياتي مع محمد هنا ... ماقدرش اسيب كل ده ورايا وامشي
(كانت كلمات حسناء تعتصر قلبه ألمآ فماذال يحبها بالرغم من مرور السنوات ...فقال وهو يحاول اخفاء حزنه ...)
محمود :امي مش عايزه اكتر من ورقه يا حسناء
حسناء :تقصد ايه
محمود :هي فاكره انك لما تبقي مراتي هيكون ليكي الحق في كل حاجه عندي ... عايزه تضمنلك حياه كريمه حتي بعد مايجرالها حاجه بعد الشر ... عايزه يكون معانا ورقه تدينا الحق اننا نفضل في ضهر بعض علي طول ... ماتعرفش انك اختي وهتفضلي طول عمرك اختي واني هفضل احميكي طول عمري حتي من الهوا الطاير ...
حسناء :طب والحل ايه ؟
محمود :نديلها الورقه دي
(صدمت حسناء وقالت ...)
حسناء :قصدك ايه ؟
محمود :نتجوز علي الورق بس
حسناء :ايه اللي انت بتقوله ده ؟
محمود :مفيش حل غير كده ... هنريح ماما بالورقه اللي هي عيزاها وكمان هنريح نفسنا من الاسطوانه اللي كل يوم بنسمعها
حسناء :بس ...
(قاطعها محمود قائلآ ....)
محمود :من غير بس يا حسنا ... مفيش حل افضل من ده ... واوعدك اننا هنفضل زي ما احنا ... اخوات وبس
(وهنا طرقت آمنه الباب عليهم ودلفت اليهم قائله ...)
آمنه :الشيخ والشهود تعبوا من كتر الأنتظار ... مش يلا بقي
(مرت لحظات من الصمت عليهم لتتنهد حسناء بأسى معلنة علي قرارها قائله ....)
حسناء : انا موافقه يا خالتي
(لتطلق آمنه الزراغيد علي أمل ان يقتحم الفرح والسرور بيتهم ثم تمسك محمود من يده وتخرجه من الغرفه قائله ...)
آمنه :يلا يا عريس روح اسبقنا علي ما اجهز العروسه
(ثم اغلقت الباب لتتجه الي حسناء محتضنه اياها قائله ...)
آمنه :أخيرآ يا بنتي ....ربنا يفرح قلبك زي ما فرحتيني ... يلا عشان تغيري هدومك
حسناء :وانا اغير هدومي ليه
آمنه :هو فيه عروسه تحضر كتب كتابها وهي لابسه اسود ... دا حتي فال وحش يا بنتي
حسناء :خالتي
آمنه :ايه يا قلب خالتك
حسناء :ماتتوقعيش مني في الجوزاه دي اكتر من أمضتي علي عقد الجواز
آمنه :يعني ايه؟
حسناء :يعني انا ومحمود هنفضل زي ما احنا ... طول عمرنا
(صمتت آمنه في محاوله لأستيعاب الامور لتقول بنفاذ صبر ...)
آمنه :طيب يا حسنا غيري هدومك دي عشان شكلنا قدام الناس اللي برا وبعدين نشوف الموضوع ده
(أما هنا كان هشام يتجول في باحة المنزل ليعود بالذاكره الي الخلف متذكرآ ذلك اليوم الذه كان خارج المنزل وعاد اليه ليجلس علي احد الكراسي المرفقه بالباحه لتدلف اليه خادمتهم المدعوه ام سيد قائله ...)
ام سيد : اعملك حاجه يا هشام بيه
هشام :شكرآ يا ام سيد ... الا قوليلي صحيح حد جالي هنا النهارده
ام سيد :لا محدش جه (صمتت ام سيد قليلآ لتردف قائله ...) ايوه صح فيه واحده جت النهارده وسألت عليك وست رئيفه اتكلمت معاها
هشام :واحده .. مين دي ... ماتعرفيش اسمها ايه
ام سيد :لا هي ماجلتش اسمها ايه ... بس هي كانت صبيه زينه جوي ... لابسه كيف بنات البندر ... وبتتحدد مصراوي زيك اكده
هشام :طيب هي الحاجه فين دلوقتي
ام سيد : في اوضتها
هشام :طيب انا هطلعلها افهم منها
(ترك هشام ام سيد ثم توجهه الي غرفة والدته وطرق الباب عليها فأذنت له بالدخول وحين دلف اليها قال ...)
هشام :السلام عليكم
رئيفه :وعليكم السلام ياولدي
هشام :مين اللي جتلي النهارده يا امي
(ارتبكت رئيفه بعض الشئ لتقول بتردد ...)
رئيفه :محدش جالك
هشام :بس ام سيد بتقول ....
(قاطعته رئيفه قائله ...)
رئيفه :اه جصدك البت المصراويه اللي انت اتجوزتها في السر من غير ما تعرفنا
هشام :رهف !!
رئيفه :ايوه هي اللي ما تتسماش دي
هشام :كانت جايه هنا ليه يا امي ... وقالتلك ايه
(صمتت رئيفه للحظات وهي تفكر فيما يجب عليها ان تقول ثم كسرت حاجز الصمت هذا قائله ...)
رئيفه :كانت جايه عايزه تمن للوقت اللي قضيته معاها ... ما هي لقت نفسها طلعت من المولد بلا حمص فجت عشان تطلب تمن سكوتها وانها ماتفضحناش في البلد
(صدم هشام بسبب كلمات والدته وما تقوله عن حبيبة قلبه فقال ...)
هشام :تفضحنا
رئيفه :ايوه تفضحنا ... هي حاجه سهله ان هشام بيه حفيد العمده يكون متزوج من مصراويه بتلبس محزق وملزق وكمان في السر من ورا اهله ... هو فيه بنت ناس تقبل بحاجه زي دي
هشام :وحصل ايه يا أمي
رئيفه :اديتها اللي يسكتها ويملا عنيها
(قطع حديثهم ذلك صوت رنين هاتفه ولكن صدمته كانت اكبر من انه ينتبه الي ذلك الصوت فقالت والدته ....)
رئيفه :تليفونك بيرن ياولدي
(أخرج هشام هاتفه من جيب جاكيته ليجد ان المتصل ليس أحدآ سوى رهف لتنحدر دمعة من عيناه فتقول رئيفه ....)
رئيفه :مين اللي بيرن ده
(تحدث هشام بصوت مجروح ....)
هشام :دي هي يا أمي .... رهف
رئيفه :رد عليها ياهشام ... تلقيها عايزه فلوس تاني... خليها تبعد عنك ... بكفايه اللي خدته
(اجاب هشام علي الهاتف وهو يحاول ان يصطنع القوه قائلآ ...)
هشام :السلام عليكم
(اجابته رهف بكل الشوق والحب قائله ...)
رهف :هشام حبيبي .... انت فين ... وحشتني اوي ... انا جيتلك البلد و ....)
(كان حنين هشام لها ولكلماتها قوي جدآ لدرجة انه كاد ان بيدعوها بحبيبته ولكن حينما ذكرته بمجيئها الي بلدته تذكر كل ما هو كفيلآ ان يجعل قلبه قاسيآ عليها فقال بكل قوته ...)
هشام :عرفت انك جيتي ... وخدتي اللي يكفيكي ... بتتصلي تاني ليه بقي ... معقوله اللي خدتيه من امي قليل و طمعانه في اكتر
(اجابته بذهول قائله ...)
رهف :انت بتقول ايه ..؟
هشام :ابعتلك قد ايه وتبعدي عني يا رهف ... ايه اللي يكفيكي ويخليكي تنسي انك عرفتي حد في حياتك اسمه هشام
(لم يجد هشام ردآ من رهف سوا غلق الهاتف في وجهه ليعود الي ارض الواقع علي صوت شقيقته الصغرى هاجر وهي تناديه ...)
هاجر :أبيه هشام انت فين ... هييييييه ... انت مش سامعني
هشام :معاكي يا جيجي معاكي اهو
هاجر :مش باين انك معايا ... سرحت كده روحت لحد فين
هشام :ماسرحتش ولا حاجه خير كان فيه حاجه
(وهنا دلف اليهم مجدي وهو يقول بصوت عالي دون ان يدرك وجود هاجر ...)
مجدي :هشام ... يا هشام انت هنا وسايبني ادور عليك
هشام :خير يابني فيه ايه
مجدي :فيه مصيبه
(استدارت هاجر له قائله ...)
هاجر :يا ساتر يارب
(وهنا حلقت عصافير الحب فوق رأس مجدي ويقف فقط ناظرآ الي هاجر متناسيآ كل ما كان سيقوله فيقول ....)
هشام : مساء الورد والعسل والفل علي احلا هاجر في الدنيا
(لتبتسم هاجر في خجل وتصمت لينظر هشام لهم مطولآ في انتظار ان يتحدث احدهم ولكن دون فائده فتنحنح لتنتبه له هاجر فتتركهم وتتوجه الي المنزل فيذهب هشام ليقف بجانب مجدي فيجده ينظر الي هاجر بحب وعاطفه كبيرين حتي اختفت عن انظاره فضربه بخفه علي رأسه لينتبه له قائلآ ...)
مجدي :اييييه يا عم الفصلان ده
هشام :علي اساس جاي تقول ان فيه مصيبه
(ضرب مجدي يده برأسه وكأنه متذكرآ شئ و ...)
مجدي :اااااه ..... شهاب ابن عمتك
هشام :ماله ... وصل ولا ايه
مجدي :بتصل بيه وتليفونه لسه مقفول
هشام :طب والحل ايه دلوقتي
مجدي :خليها علي الله بقي واللي فيه الخير هيقدمه ربنا
هشام :ان شاءالله خير
(اوقف شهاب سيارته ونظر الى هدير فوجدها تغط في نوم عميق وكذالك هند التي كانت في الكرسي الخلفي فهبط من السياره متجهآ الي الاستراحه ليعود بعد دقائق ومعه بعض من الأطعمه واستقل السياره مجددآ لتستيقظ هدير مفزوعه علي صوت اغلاقه للباب ...)
هدير :يسم الله الرحمن الرحيم
شهاب(بجمود) :ايه شوفتي عفريت ولا ايه
هدير :بمنظرك ده تخوف اكتر من العفريت
(عبثت ملامح وجهه شهاب لينظر لها بغضب قائلآ ...)
شهاب :لا دا انتي كده خدتي عليا اوي
(وهنا استيقظت هند علي صوت ابنها قائله ...)
هند :فيه ايه يا شهاب انت علي طول صوتك عالي كده
(ابتسم شهاب حين استمع الي صوت والدته الحبيبه التي لطالما كان يطوق الي سماع صوتها وتأنيبها له فقال بحب ...)
شهاب :مساء الورد ياست الكل ... يلا بقي عشان تاكلي
(نظرت هدير له بتعجب قائله ....)
هدير :لا بقي مش معقول كده
هند :خير يابنتي فيه ايه
هدير :ابنك ده ازاي كده ... دا من لحظه واحده بس كان بيطلع نار من مناخيره وعمال يزعق ويشخط فيا
(نظر لها شهاب بغضب وهو يجز علي اسنانه فأكملت حديثها و ....)
هدير :وفي لحظه واحده كده بمجرد ما بصلك بقي انسان تاني خالص
(ثم وجهت نظرها الي شهاب قائله ...)
هدير :انت جاي معانا في المسرحيه دي بكام دور ياكابتن
(ابتلع شهاب ريقه بصعوبه غير مستوعبآ طريقه كلامها واسلوبها وقال ...)
شهاب :مسرحيه ...
(كاد شهاب ان يطلق صافرات أنذار الغضب العارم علي هدير لتوقفه ضحكات هند التي كانت تدوي في السياره وكأنها ابنة ال20 ربيعآ التي لم تري احزانآ ولا اوجاعآ من قبل لينشرح قلب شهاب لسماعه هذه الضحكات فيبتسم و ...)
هند :مش ممكن يا هدير ... انتي فظيعه ... ايه خفة الدم دي يا بنتي
(ضحكت هدير هي الاخري قائله ...)
هدير :والله يا طنط انا برمي القنبله يا تضحك وتقلبها نكد ... المهم اضحكي اضحكي انشاله ما حد حوش
(ازدادت ضحكات هند علي اسلوب هدير التي عزمت ان تسخر من كل شئ كلما سنحت لها الفرصه كي تزيد من اغاظة شهاب وغضبه .... ماهي لحظات حتي اعطي شهاب لكل واحده منهم صندوق صغير يحتوي علي طعام وقال بجمود...)
شهاب :اتفضلوا كلوا عشان ماتقليش اني حارمك من حاجه ياست هند ... وتقعدي جمب جدي بقي تشكي وتتشكي مني
(هنا انقطعت ضحكات هند لتصمت لثواني معدوده وتردف قائله ...)
هند :هو معقول بابا ممكن يتقبلني بعد السنين دي كلها
(شعر شهاب وكأنه علي وشك الخوض في اختبار كبير جدآ وغايه في الصعوبه ... فأبتلع ريقه وتنهد ليقول في محاوله لتهدئة القلق والخوف الذي يعتري قلب والدته ...)
شهاب :هو بس ديته تقوليله كلمة بابا بالمصري كده مرتين تلاته وهو مش بس يتقبلك ده مش بعيد يستسمحك كمان
(أنهى المأذون والشهود مهمتهم وخرجوا من المنزل تاركين محمود و حسناء جالسين علي الارائك وهم في حالة صدمه مما اقدموا علي فعله ... عادت آمنه بعد أن اغلقت الباب خلف الرجال والفرحه تعلوا وجهها لتقول بسعاده ...)
آمنه :والله وحققتولي حلمي اخيرآ ... الف مبروك يا ولاد ... عقبال ما اشيل عيالكم بين ايديا
(هنا انتفضت حسناء من مجلسها قائله ...)
حسناء :ايه اللي انتي بتقوليه ده يا ماما
آمنه :خير يا بنتي كفالنا الشر ... انا غلطت ولا ايه
(نهض محمود هو الاخر من مجلسه قائلآ ...)
محمود :ايوه يا أمي غلطتي ... جوازي انا وحسنا مش اكتر من كلام علي ورق بس عشان نحقق رغبتك ... اما اكتر من كده ما تتوقعيش مننا ... احنا كنا وهنفضل اخوات للابد ... تصبحوا علي خير
(ثم توجه الي غرفته لتتوجه حسناء هي الاخري الي غرفتها تاركين آمنه خلفهم في حاله من الصدمه وخيبة الأمل بعد ان كانت تظن ان الاوان قد آن وان الفرح والسرور سيعرفان طريقهم الي بيتها ولكن هيهات ما كان هذا الفرح والسرور ما هما سوي لحظات مؤقته تخفي خلفها الحزن والأمل ...... أما هنا وحيث كان شهاب يسير في طريقه الطويل هذا وبينما كانت هدير وهند منشغلان بالحديث الممتع والذي كان شهاب بعيدآ كل البعد عنه اخرج هاتفه ليلقي نظره عليه فوجده مغلقآ ... زفر في ضيق لاعنآ هذا الحظ فقالت هند ...)
هند :خير يا ابني فيه ايه
شهاب :الموبايل فاصل شحن وماخدتش بالي خالص
هند :عادي يابني مفيش مشكله دلوقتي نوصل وتشحنه
شهاب :ما انا كنت عاوزه عشان اتصل بشهاب او مجدي عشان مانطبش عليهم فجأه كده
هند :خليها علي الله ياشهاب واتوكل
هدير :هو احنا وصلنا ولا ايه يا طنط
هند : 5 دقايق بالظبط وهنكون وصلنا
(مرت الدقائق عليهم كمرور السنوات حيث كان كلآ منهم يحمل التساؤلات في خاطره ويدور في عقله الكثير والكثير من الافتراضات ليحدث كل منهما نفسه قائلآ ...)
هند :ياتري يا بابا هتعمل ايه لما تلاقيني جيالك بعد السنين دي كلها ... هتاخدني في حضنك زي ما انا نفسي اترمي في حضنك ولا مش هترضى انك تبص حتي في وشي ... طب اخواتي هيعملوا ايه ... ياتري لسه فاكرين ان ليهم اخت اسمها هند
شهاب :وبعدين بقي ... طب لو جدي رفض انه يقبل وجودنا ... دي هتبقي صدمه كبيره اوي علي امي ... دي ممكن تروح فيها ... انا ازاي مافكرتش في النقطه دي ... ازاي اخطي خطوه من غير ما احسب سلبيتها قبل ايجابيتها ... من امتي وانا بعمل كده
هدير :ياتري الناس اللي رايحين لهم دول هيعملوني ازاي ... وعلي اي اساس ... انا هعيش بينهم ازاي وبأي صفه ... وشهاب هيقولهم انا مين
(ليقطع حبل افكار ثلاثتهم ايقاف السياره بشكل مفاجئ من قبل شهاب حين رأي اثنان من الرجال يسيران في وسط الظلام متجهان اليه فهبط من السياره وتوجه اليهم ليتحقق منهم فيجد انهم هشام ومجدي و ...)
مجدي :ايه يا شهاب انا من الصبح برنلك تليفونك مقفول ليه
شهاب :ايه ده مفيش الحمدلله علي السلامه ... ولا حتي تسلموا علي عمتكم
(وهنا تحدث هشام بقلق ...)
هشام :انت لازم تاخد عمتي وتمشي من البلد بسرعه
(تعجب شهاب مما يقوله هشام و ...)
شهاب :هو فيه ايه ... جدي هو اللي عايز كده
مجدي :جدي مالوش دعوه بالموضوع ....هو حتي مايعرفش عنكم حاجه لسه
شهاب :اومال في ايه
هشام :الموضوع موضوع تار يا ابن عمتي
(صدم شهاب وقال متسائلآ ...)
شهاب :تار مني انا
مجدي :لا مش منك .... من عمتي
شهاب :تار من واحده ست ... طب ازاي ... ومن امتي والستات بيتاخد منهم التار
هشام :هي مش مسألة تار ... المسأله ان دي واحده هربت يوم فرحها وجابت العار لعيلتين ... والعهد كان انها لما تظهر تتقتل عشان يغسلوا العار بدمها
(تسائل شهاب في محاوله لأستيعاب الامور ...)
شهاب :يعني ايه ..؟ مش فاهم
(بدأ هشام ومجدي في شرح الامور ل شهاب بسلاسه بينما كانت هند مع هدير ينتظرانه في السياره علي بعد خطوات منهم و ..)
هند :ياتري مين الأتنين اللي واقفين مع شهاب دول
هدير :يمكن حد من معارفه ولا حاجه
هند :دي اول مره يجي فيها البلد عرفهم منين دول
هدير :مش عارفه بس وقفتهم سوا طولت واكيد يعني يعرفهم والا مكنش وقف معاهم كل ده
هند :يارب خير
(انهوا الشباب حديثهم ليقول شهاب متفهمآ الامر ....)
شهاب :عشان كده واقفين لي في الشارع عشان تنبهوني
هشام :اومال نسيبك تخاطر بحياتك انت وعمتي كده
شهاب :والمطلوب مني ايه دلوقتي
مجدي :تاخد عمتي وترجع مصر حالآ
شهاب :قصدك اهرب يعني ... مستحيل
هشام :ماينفعش النهار يطلع عليكم هنا يا شهاب ... لو حد من البلد شم خبر انكم هنا عيلة الراوي هتقيد النار في قلوبهم ومش هيطفيها الا الدم
شهاب :انا جيت هنا عشان اخلي امي تحضر فرح ولاد اخواته ولازم انفذ العهد ده حتي لو بالدم
مجدي وهشام :بس ده خطر
شهاب :خلوها علي الله وتعالوا سلموا علي عمتكم
(ثم أخذهم من ايديهم حتي وصلا الي السياره ليفتح الباب الخلفي و ...)
شهاب :تخيلي كده يا امي مين الشابين دول ..؟
(حركت هند رأسها متسائله ...)
هند :مين يا حبيبي
شهاب :مجدي وهشام ولاد اخواتك
(تلألأت أعين هند عندما علمت انهم اولاد اخواتها لتأخذهم في احضانها غير مصدقه للأمر وبعد مرور دقائق من التحيات والقبلات نظر مجدي وشهاب الي هدير التي كانت تجلس علي الكرسي الامامي وتنظر لهم و ...)
هشام :ايه ده يا شهاب انت ماقولتلناش ان عندك اخت
شهاب :ما هي دي مش اختي
مجدي :اومال مين دي
(صمت الجميع للحظات لتكسر هند موجة الصمت هذه قائله ... )
هند :دي هدير ... مرات شهاب
(وقعت هذه الصدمه علي اذان شهاب وهدير ليصرخ شهاب قائلآ ...)
شهاب :هدير مين
(واردفت هدير قائله .....)
هدير :مرات شهاب مين لامؤاخذه
(اشوفكم الفصل الجاي بقي )