قصة اخذنى بذنب ابى
البارت السادس6
بقلم هدير مصطفى
(وقعت هذه الصدمه علي اذان شهاب وهدير ليصرخ شهاب قائلآ ...)
شهاب :هدير مين
(واردفت هدير قائله .....)
هدير :مرات شهاب مين لامؤاخذه
(نظر الشباب بعضهم الي البعض في حيره وتساؤل لتقول هند حاسمة الامر ...)
هند :جري ايه يا شهاب انت ومراتك مش هتبطلوا اللي انتوا بتعملوه ده ... الشباب هيقعوا في الفخ وهيصدقوا انكم مش متجوزين
مجدي :فخ ايه يا عمتي
هند :اصل شهاب وهدير 24 ساعه عاملين زي ناقر ونقير وعلي طول بيعملوا مقالب في بعض تقولشي اعداء يا ابن اخويا ... واخر المتمه عاملين ليها تقال وكل واحد فيهم مش معترف انه متجوز من التاني
هشام :متجوزين غصب ولا ايه
هند :ابدآ ياقلب عمتك ... دا الحب بينهم ولع في الدره لدرجة ان عنيهم فضحاهم
(زفر شهاب بغيظ وانزل الكرسي المتحرك من اعلا السياره وجذب مجدي من ياقة قميصه وأخرجه من السياره ودلف هو منحنيآ علي هند ليحملها بين ذراعيه وهو يجز علي اسنانه قائلآ ...)
شهاب :كنت عارف انك مش هتجبيها البر يا هند
(ابتسمت ومدت يدها لتمسك بأذن شهاب قائله بمزاح ....)
هند :ولد عيب ... ينفع تقول لماما هند كده حاف
(ابتسم شهاب قائلآ ...)
شهاب :ولا تزعلي نفسك يا قمر المره الجابه هفقشلك عليها بيضتين
(ضحكت هند من قلبها ...)
هند :بيضتين ولا بطين
شهاب :بيضتين بتوع دجاجه يا حج كامل
(ضحك الجميع علي اسلوبهم الساخر هذا فوضع شهاب والدته علي كرسيها المتحرك ويقول ... )
شهاب :مستعده للمقابله دي
هند :ان شاء الله خير
هشام :طب ما تيجي عندنا يا عمتي ... واجلي مقابلتك مع جدي للصبح وبعدين ال3 بيوت جمب بعض ان كان بيتنا ولا بيت عمي ولا بيت جدي
هند :لا يا ابني انا لو روحت علي بيت في البلد هيكون بيت واحد بس ... البيت اللي اتربيت وكبرت فيه ... دوار العمده ... أبويا الحاج عبدالعزيز الجمال
مجدي :بس جدي مايعرفش انك جايه والله اعلم رد فعله هيكون ايه
هند :انا مستعده لاي رد فعل منه يا مجدي
(تنهد شهاب مستدعيآ الصبر والسلوان علي ما يقبلون عليه ثم وقف خلف امه ليدفع بها تجاه منزل جده وخلفه يسير البقيه ...وصلا عند الباب فتقدم هشام ومجدي لطرقه لتفتح له فتاه في الا20 من عمرها يافعة و غاية في الجمال و ...)
الفتاه :خير يا أبيه هشام
هشام :جدي نام ولا لسه يا ورد
ورد :هو دخل اوضه من شويه بس متهيقلي كده مالحقش ينام
هشام :طب ممكن تندهيله
(نظرت له بتساؤل قائله ..)
ورد :هو فيه ايه يا أبيه ... ومين دول
(نظر لها مجدي بغيظ قائلآ ...)
مجدي :أنتي مش هتبطلي التساؤلات بتاعتك دي ... اتفضلي اندهي لجدي واحنا هنستناه في المضيفه
(شعرت ورد بالاحراج بسبب اسلوب مجدي في الحديث معها فدلفت الي الداخل وصعدت الي الاعلي متوجهه الي غرفة جدها عبدالعزيز ذلك الرجل الذي تجاوز عمره ال80 من عمره لتطرق الباب فيأذن لها بالدخول و ...)
عبدالعزيز :خير يا بتي في حاجه
ورد :ابيه هشام ومجدي تحت ومعاهم ضيوف مستنينك يا جدي
عبدالعزيز :ضيوف مين دول اللي جايين الساعه دي
ورد :ناس اول مره اشوفهم ... ست كبيره علي كرسي متحرك وشاب وبنت
عبدالعزيز :طب سنديني يابتي عشان انزلهم
(وقفت ورد بجانبه ليضع يده علي يدها فيتكأ عليها ليجلس علي فراشه ويشرع في ارتداء جلبابه و وضع عمامته علي رأسه ثم هب واقفآ ليسير مستندآ علي ورد وهبط الي أسفل ودلف الي المضيفه والأبتسامه تعلوا وجهه ليستقبل ضيوفه ...)
عبدالعزيز :السلام عليكم ورحمة الله
(رفعت هند رأسها لتلتقي عيناها بأعين والدها الذي لطالما كانت تتوق لرؤيته ... نظر لها عبد العزيز مطولآ حتي تعرف أليها فأختفت ملامح الابتسامه عن وجهه وقال بجمود ...)
عبدالعزيز :خير يا هشام في حاجه
(توجه مجدي الي جده ممسكآ بيده قائلآ لورد ...)
مجدي :سيبينا انتي لوحدنا
(تركتهم ورد وخرجت من الغرفه واغلقت الباب خلفها فقال هشام ....)
هشام :ايه يا جدي...معقول ماتعرفش مين دي
عبدالعزيز :لاه ماعرفش ... وماعيزش اعرف
هشام :بس كلامك ده بيقول انك عرفتها كويس اوي
(وهنا تحدثت هند بلكنتها الصعيديه قائله ...)
هند :انا هند يابوي .. وده شهاب الدين ولدي الوحيد .. زينة الرجال
عبدالعزيز :مااعرفش حد بالاسم ده
هند :انا هند بنت جلبك ... الي طول عمرك بتحلف بحبك ليها ...
(نظر لها عبدالعزيز بقسوه قائلآ ...)
عبدالعزيز :تجصدي هند اللي جابتلي العار وهربت يوم فرحها ... هند اللي جصرت رجبتي وحطت راسي في الطين
هند :كان غصب عني يا ابوي ... كيف يعني كنت عاوزني اتجوز واحد ماشفتوش وماعرفتوش جبل اكده ... كيف اسيب راجل زين بحبه ويحبني و ادفن حالي مع واحد عشان حكم صلح اتحكم عليه بيه
(استمع عبد العزيز الي حديث هند وثم استدار عازمآ الخروج من الغرفه فأوقفته كلمات هشام ...)
هشام :هترد سؤالهم يا جدي
(صمت عبدالعزيز للحظات ثم قال ...)
عبدالعزيز :هما دقوا باب الكبير ... وانا ماتعودش ارد سؤال اي حد يدق بابي ...
(ثم نظر الي هند قائلآ...)
عبدالعزيز :انتوا جايين هنا ضيوف ... تاخدوا واجبكم زيكم زي اي ضيف غريب عن البلد ... قعدتوا يوم ، اسبوع ، شهر .. اهلآ وسهلآ .. نص ساعه وهنكون جهزنالكم اوضتين تجعدوا فيهم بس ماتنتظروش مننا اكتر من الضيافه ...
(ثم فتح الباب ليجد زينه مقبله عليه قائله ...)
زينه :بتندهلي يا جدي
عبدالعزيز :اسنديني يا بتي اطلع فوق
(مدت زينه يدها ليتكأ عليها عبدالعزيز ليغادر الغرفه فينظر شهاب الي والدته فيجد ان الحزن قد سيطر عليها فنظر لها هشام قائلآ ....)
هشام :انا أسف يا عمتي ... بس انا قولتلك نمهدله الاول انتي اللي رفضتي
(تنهدت هند بأسى قائله ...)
هند :اللي حصل ده هو اللي كنت متوقعاه .. بالعكس انا كنت متوقعه اكتر من كده
مجدي :اومال خلتينا نيجي علي هنا ليه ...ماجتيش عندنا او عند عمي ليه
هند :لو كنت روحت عند حد من اخواتي كان ممكن اي واحد فيهم يطردني في نوبة غضبه أنما زي ما شوفت ... ابويا مهما غضب واتنرفز ما طردنيش بل بالعكس استضافنا عنده وده بيديني فرصه اني افضل معاه في نفس البيت واقرب منه
(ابتسم مجدي وقال مادحآ ذكائها ...)
مجدي :يانهار ابيض ياعمتي .. انتي جبتي الذكاء ده منين
هند :اومال انتوا فاكرين ان مفيش حد ذكي الا انتوا ولا ايه
(ثم نظرت الي شهاب الذي كان الصمت يسيطر عليه وقالت ...)
هند :مالك يا شهاب ساكت ليه
(زفر شهاب في ضيق شديد قائلآ ...)
شهاب :مكنتش عاوزك تتحطي في الوضع ده
(ابتسمت هند بهدوء ورطبت علي يديه ....)
هند :دول أهلي يا شهاب ومهما حصل كان لازم أني هرجعلهم في يوم من الايام ... والمواجهه دي كان لابد منها
(ثم نظرت الي هشام متسائله ...)
هند :المهم ... قولي يا هشام
هشام :نعم يا عمتي
هند :مين البنت اللي اسمها زينه دي ... تبقي اخت حد منكم ؟
هشام :لا تبقي بنت ابن جدي عبدالحكيم اخو جدي عبد العزيز ... بس لما اهلها كلهم ماتوا ومعتش ليها حد جدي جابها تعيش معاه واتكفل بمصاريفها وتعليمها وكل حاجه تخصها
هند :الله يرحم جميع أمواتنا
الجميع :اللهم امين
(وهنا استمعوا الي صوت طرقات علي الباب فتوجه هشام لفتحه فوجد زينه تقف امامه قائله ...)
زينه:جدي أمرني اني اجهز اوضتين للضيوف يا ابيه هشام وانا حضرت اوضه ومحتاره في الاوضه التانيه ومش عارفه اجهز انهي اوضه
(هنا تحدثت هند قائله ..)
هند :انا هقعد في اوضتي
(نظرت زينه لها مستفسره ...)
زينه :أنهي اوضه دي حضرتك
هند :الاوضه اللي جمب اوضة ابويا
زينه:ابوكي ...؟؟
هشام :دي عمتي هند يا زينه
(صدمت زينه من جملة هشام الاخيره وقالت في تسرع ...)
زينه :دي اللي هربت يوم فرحها
(نظر الجميع لها بغضب فأدركت مدي الخطأ الذي اقترفته فدلفت الي الغرفه متأسفه ...)
زينه :انا اسفه بجد ... بس ده كل اللي اعرفه عنك ... دا انا حتي ماكنتش اعرف شكلك ... ومالكيش ولا صوره واحده حتي في البيت ده خالص
(أبتسمت هند لها مستوعبه الامر لتقول ...)
هند :ولا يهمك يا زينه ... أدينا اتقابلنا اهو ... واكيد هنتعرف ببعض وانا هبدأ بالتعرف ... أنا هند في مقام عمتك ... وده شهاب الدين أبني .. اما القمر دي تبقي هدير مرات أبني
(بدأت زينه تتجول بأنظارها علي ثلاثتهم وكأنها تتفحصهم بأتقان شديد لتقول ...)
زينه :أهلآ وسهلآ يا مرحبا .. نورتونا والله .. انا بقي زينه سالم عبدالحكيم واتمنى أن حسن ضيافتنا ليكم يليق بيكم
(نظر لها مجدي بغيظ قائلآ ...)
مجدي :بس هما مش ضيوف دول اصحاب مكان
(فبادلته زينه نظراته بتحدي وقالت ...)
زينه :جدي قال ضيوف يبقوا ضيوف ... اما نقطة أصحاب البيت دي فدي حاجه بأمر جدي مش انت اللي هتحكم بيها
(ثم وجهت نظرها الي هند قائله ببرود ...)
زينه :حضراتكم فيه اوضه اتوضبت ليكم مؤقتآ علي الصبح لما جدي يصحي ويقولنا علي الاوضه التانيه اللي تتجهزلكم ... اما بالنسبه للاوضه القديمه اللي حضرتك عوزاها فدي مقفوله من زمان جدآ ... من أكتر من 30 سنه ...ومحتاجه تنضيف كتير جدآ والخدم نايمين ... ف... أعتقد انكم تمشوا اموركم للصبح
(شعروا جميعآ بالغيظ والغضب من هذه الفتاه التي تريد ان تفرض سيطرتها علي كافة الامور ولكن هنا خرجت هدير عن صمتها الذي دام طويلآ وقالت ...)
هدير :وفيه حل تاني
(نظر لها الجميع في تساؤل مستفهمين فأردفت ...)
هدير :انا وانتي والشباب صاحيين ونقدر اننا ننضف الاوضه سوا ... وفي اقل وقت هنخليها زي الفل
(تحولت نظرات زينه الي تكبر وغرور وقالت بأستنكار ...)
زينه :انتي عيزاني انا انفض التراب واشيل العنكبوت واكنس الارضيه
هدير:ونمسحها كمان ... وايه المشكله
زينه :والله اذا كنتي انتي اتعلمتي تعملي الحاجات دي في بيت اهلك ... انا مستعده اجيبلك عدة التنضيف وابدأي تنضيف اما انا فعندي خدم بيخدموني
(شعروا جميعآ بالاهانه التي توجهت الي هدير من قبل زينه فقالت هند ...)
هند :علي فكره يا زينه الواحده الي مابتعرفش تنضف وتكنس وتمسح عمرها ما تعرف تفتح بيت ...واللي زي هدير بس هما اللي بيعرفوا يعمروا ... والدليل انها من اغنياء مصر وجوزها شهاب بيه ابني غني جدآ ومع ذلك معندهاش مانع انها تنضفلي الاوضه اللي بحلم اني انام فيها
(صمتت زينه لانها لم تجد في جعبتها ردآ لتقول هدير...)
هدير :ها بقي هاتجيبيلي ادوات التنضيف ولا ايه
(زفرت في ضيق وسحبت نفسها خارجه من الغرفه لتقول هند ...)
هند :مالها دي
هشام :زينه دي بقي يا عمتي حكايتها حكايه
هند :احكيلي احنا يعني ورانا ايه
هشام :دي لما اتنقلت من بيت عيلتها لبيت عيلتنا وجت قعدت مع جدي هنا من حوالي سنتين وهي في دماغها حاجه واحده بس
هند :وايه هي ..؟
هشام :هي انها تبقي صاحبة البيت ده ... وتحكم وتتأمر علي الجميع ..
مجدي :عشان كده كانت عاوزه تتجوزني
هند :معقول دي صغيره جدآ علي انها تفكر كده
مجدي :زينه بتتحرك بخطط خالتها
هند :هي الحكايه فيها نواره؟
هشام :انتي تعرفيها
هند :الا اعرفها ... ده بيني وبينها حكايات ياما
(كانوا جميعآ يتحدثون ويتسامرون وكان شهاب يجلس وهموم الدنيا كلها متكاتله فوق رأسه لتنظر اليه هدير متعاطفه معه لتتنهد بأسى ... دلفت زينه اليهم وهي تحمل ادوات التنظيف لتلقي بهم علي الارض قائله ..)
زينه :ادي حاجة التنضيف والاوضه فوق في الدور التاني ... اتفضلي شوفي شغلك بقي واعملي اللي انتي عوزاه
(ثم خرجت وتركتهم فأنحنت هدير الي الارض لتتناولهم فتنظر هند اليها قائله ..)
هند :هو انتي هتنضفي الاوضه بجد
هدير :طبعآ يا طنط .. انتي فكراني بهزر ولا ايه ..؟
هند :لا يا بنتي .. احنا ننام لي الاوضه اللي جاهزه وبكره ان شاءالله تتحل من عنده
هدير :لا لا لا لا يمكن .. ازاي ننام كلنا سوا
(ثم أنحنت هدير الي هند لتقول في أذنها ..)
هدير :انتي صدقتي اني مرات ابنك بجد ولا ايه ..؟
(ابتسمت هند وقالت هامسه ...)
هند :دا يوم المنا يا دودي
هدير : دا لو اخر يوم في عمري مايحصلش
هند :هنشوف
(ارتفعت هدير ونظرت الي هشام ومجدي قائله ...)
هدير :مش يلا ولا ايه يا شباب
هشام ومجدي :يلا بينا
(وخرجوا ثلاثتهم متجهين الي الطابق الثاني الذي يضم مجموعه من الغرف ليرشداها الي غرفة هند القديمه ليفتحا الباب ويتفاجاءا بما يرون ... فكانت الغرفه مرتبه ونظيفه وكأن هناك من يعيش بها ويهتم بنظافتها فتعجبوا لذلك الامر كثيرآ ... في هذه الاحيان كان شهاب ماذال يجلس مع والدته في غرفة المضيفه فنظرت له هند لتجده حزين للغايه فحركت كرسيها وتوجهت اليه لتكون مقربه منه كثيرآ و ...)
هند :مالك يا شهاب ... من ساعة ما جينا هنا وانت عامل زي ما تكون هموم الدنيا كلها اترمت علي كتافك ليه
شهاب :عشان انا غلطت لما جيبتك هنا يا امي
هند :بالعكس يا حبيبتي ... انت لما جبتني هنا اتولد جوايا امل ان ابويا يسامحني .. وهعمل كل جهدي عشان ده يحصل لازم باي طريقه اخليه ينسى اللي حصل زمان
(نظر شهاب الي والدته متسائلآ...)
شهاب :انتي ليه قولتي ان انا وهدير متجوزين
هند :شهاب يا حبيبي انت هنا في الصعيد .. ماينفعش تدخل علي ناس صعايده وتقولهم معلش اصل البنت دي انا خاطفها وجايبها هنا معايا عشان عندي تار عند ابوها وهاخده منها
(صمت شهاب للحظات وتنهد بأسى فقالت هند...)
هند :فيه كلام كتير جواك عايز تقوله
شهاب : حاسس اني مخنوق اوي يا امي
هند :انت حبيتها ..؟
شهاب :ماينفعش يا امي ... انتي نسيتي هي تبقي بنت مين
هند :واديك قولتها بنته يعني مش هي المذنبه ...قولها الحقيقه يا شهاب ... وبرأ نفسك قدامها
(احني شهاب رأسه ليضعها علي قدم والدته التي كانت تجلس مقابله له ليقول بأسى ...)
شهاب :وهي مين يبرأها هي وابوها قدامي ... 20سنه وشبح الليله السودا دي بيطاردني في كل لحظه وكل ثانيه تمر عليه ...20 سنه وانا حابس نفسي جوا دايرة الشغل عشان اكبر واعلا لدرجه تمكني اني انتقم ... 20سنه وفيه فكره واحده بس اللي مسيطره عليه .. هي أني اخد بتاري
(ثم رفع رأسه لها مكملآ لحديثه ...)
شهاب :عيزاني بعد السنين دي كلها يا أمى انسى كل ده عشان وهم اسمه الحب .. لأ .. مش هيحصل
هند :بس وانت خطفك ليها من البدايه مكنش عشان تنتقم منها .. كل خطط انتقامك من البدايه كانت من ابوها
شهاب :صح يا امي ... عندك حق
(ثم احنى رأسه ثانية ليتوسد قدميها قائلآ ...)
شهاب :في الاول خطفتها عشان احميها .. بس بعد كده اكتشفت انها بقت سلاح في ايدي اقدر اغرزه جوا قلب ابوها
هند :يعني ايه يا شهاب
شهاب :يعني اللعبه اللي بلعبها مع هدير بقالي شهور ...آن الآوان اني اقلبها جد بقي
هند :يعني هتبقي نسخه تانيه من محسن
(وهنا دلفت هدير اليهم مع هشام ومجدي قائله ...)
هدير :مش ممكن دا الاوضه نضيفه جدآ وكأنها ما اتقفلتش ولا لحظه
(انتفض شهاب ورفع رأسه عن اقدام هند وتصنع القوه فتنهدت هند بأسى لتبتسم بغرض اخفاء حزنها قائله ..)
هند :كنت عارفه انه كان مستنيني ارجع ومفقدش الامل
مجدي :ايوه يا عمتي يا جامده يا عم الواثق انت
(ضحكت هند مجاملة لمجمدي وقالت ...)
هند :طيب يا شباب مين فيكم هيطلعني أوضتي
(انتفض شهاب واقفآ وقال ..)
شهاب :انا يا ماما هشيلك
(نظرت له هند بنظرات عتاب ...)
هند :لا يا شهاب .. اقعد ارتاح انت ياابني .. انت طول عمرك شايلني .. وبعدين اولاد أخوالك هنا اهم ... هما كمان في مقام ولادي ... يشيلوني شويه بقي
هشام :بس كده يا عمتي ... دا انتي تأمري
(ثم توجه هشام الي عمته حاملآ اياها بين ذراعيه ثم خرج من الغرفه وحمل مجدي الكرسي المتحرك وخرج خلفه ... فحزن شهاب كثيرآ من رد فعلا والدته فجلس محبطآ متألمآ فذهبت هدير وجلست بجانبه قائله ...)
هدير :تسمحلي اقعد معاك لحد ما استاذ هشام واستاذ مجدي يروحوا اصل طنط قالتلي اتظاهر اننا مراتك قدام اي حد
(ضحك شهاب ساخرآ علي كلماتها وقال ...)
شهاب :انتي ... الله يسامحك يا امي ... بقي مالقتيش غير دي وتدبسيني فيها ... طب كنتي استنضفي شويه
(نظرت له هدير بأزعاج كبير وقالت ...)
هدير :ايه اللي انت بتقوله ده ... عيب كده يا استاذ ...
(قاطعها شهاب قائلآ ...)
شهاب :ايه .. زعلتي ... معلش اصل فيه ناس كده لما بتقف قدام المرايه اللي بتبينلهم حقيقتهم بيزعلوا
هدير :حقيقتهم ..؟؟
شهاب :ايوه ... انتي ايه حقيقتك غير انك صوره مصغره عن ابوكي ... هو كمان كان بيعمل كده ... دخل جوا العيله وفضل يتدحلب يتدحلب لحد ما بقي جزء منها ... والكل اداله الامان ... وبعدين ضرب ضربته اللي قضي بيها علي الكل ... وانتي دلوقتي في مرحلة الدحلبه ومش هسمحلك انك توصلي لغايتك وتقضي علينا كلنا
هدير :انت بتقول ايه ؟
شهاب :بوريكي حقيقتك
هدير :وانت ؟
شهاب :انا ايه .؟
هدير :انت مين هيوريك حقيقتك ... سكتت ليه .. سيبلي انا المهمه دي ... انت مش اكتر من انسان ... لا انسان ايه ...
(وبدأت هدير تتحدث بأنفعال اكبر ..)
هدير : انت آله متبرمجه علي تقنيه واحده بس وهي الانتقام ... رغبتك في الانتقام عمتلك عينيك .. خلتك مش عارف انت بتنتقم من مين وفي مين .. جايب بنت ماتعرفش عنها اي حاجه ... حالتها اي او ظروفها ايه او حتي مرضها ايه ... مجرجرها وراك وكأنها سجينتك ... وطول الوقت ... طول الوقت عمال ترمي عليك اتهاماتك ومشيلها ذنوب حاجات هي ما عملتهاش ... وبتعاملها وكأنها مجرمه ... تقدر تقولي انا ايه ذنبي في اللي حصلك او اللي حصل لعيلتك ... ولا اي حاجه .. مجرد بس اني بنت الراجل اللي اذنب في حقكم ... ووقتها عمري مكنش اكتر من سنه ... بس ازاي ... اخطاء الكبار بيتوارثها الصغار ... وانا ورثت غلطة ابويا وعشان كده جبتني هنا ... انت فاكر ان عشان انت مابتعمليش حاجه يبقي كده خلاص ... لا انت غلطان يا شهاب بيه ... انا مجرد وجودي معاك بيوجعني ... عارف ...لمجرد ان انا وانت بنتنفس نفس الهوا دا شئ بيكسرني من جوايا .. لانك بالنسبه ليا دلوقتي مش اكتر من نسخه تانيه من محسن ... محسن اللي انت بتكرهه ده
(كانا يقفان امام بعضهم البعض وكل منهم ينظر في عين الأخر حتي انهت هدير حديثها فتركها شهاب وخرج من الغرفه تاركآ اياها خلفه وهي لاتصدق كيف تحدثت معه هكذا او كيف قالت كل ذلك الكلام القاسي في حقه فتنهدت في ضيق وخرجت هي الاخري من الغرفه فوجدت باب المنزل مفتوح القت بنظرها الي الخارج فوجدته يعطيها ظهره ويدخن السجائر بشراهه كبيره فكرت في نفسها ان تعتذر له ولكنها قالت ان هذا ليس الوقت المناسب للكلام فقد قالت ما يكفي فأوشكت علي صعود السلالم فوجدت هشام ومجدي يهبطان فأسرعت ومسحت دموعها ونظرت لهم قائله ...)
هدير :هي طنط هند نامت
هشام :ايوه احنا فضلنا جمبها لحد ما نامت
مجدي :اومال شهاب فين
هدير :هو خرج يشرب سجاير وانا قولت اطلع اتطمن علي طنط علي ما يخلص
هشام :طيب اطلعي بصي عليها برده واحنا هنعرف شهاب علي مكان اوضتكم
(تركتهم هدير وصعدت متوجهه الي غرفة هند ودلفت اليه بعد ان طرقت الباب طرقات خفيفه ... وجدتها نائمه فتسطحت بجوارها ولتتظاهر بالنوم ولكن يبقي بداخلها حمم تحرقها كليآ أثر ذلك الانفجار الذي حدث قبل قليل اما هنا خرج هشام ومجدي ووجدوا شهاب يدخن السجائر بشراهه فقال هشام معلقآ ..)
هشام :ماتزعلش يا صاحبي ..الدنيا كلها هموم ...ان شاء الله الزعل مش هيطول اكتر من كده ... المهم دلوقتي هتعمل ايه في مسألة القتل دي ... عيلة الراوي بقالهم سنين مستنين الفرصه دي ... وماهيصدقوا يلاقوها
(لم ينتبه شهاب لما يقوله هشام فكان يفكر فيما قالته هدير له وكانت كلماتها تتردد في آذانه ليفيق من شروده علي صوت شهاب الذي ناداه بصوت اعلا ...)
شهاب :ايه يا ابني بتزعق ليه
هشام :بقالي ساعه بتكلم معاك وانت ولا هنا
شهاب :خير فيه حاجه
هشام :بقولك هتعمل ايه في موضوع التار
شهاب :سيبها علي الله ... هو هيرتب كل حاجه بمعرفته
مجدي :طب احنا هنروح دلوقتي وهنسيبك ترتاح ... اوضتك انت ومراتك هي الاوضه اللي جمب اوضة المضيفه ... يلا تصبح علي خير
هشام :تصبح علي خير
شهاب :وانتوا من اهله
(غادرا هشام ومجدي المكان وكل منهم توجهه الي منزله ليكمن في غرفته ليغط في نوم عميق منتظرين ان تبزغ شمس النهار لتضعهم في مواجهه جديده بين الاخوه ... اما شهاب فظل يدخن السجائر حتي نفذت منه العلبه فتمدد علي كرسي ملحق بالحديقه وغط هو الاخر في نوم عميق رغمآ عنه ...مرت الساعات لتشرق شمس النهار ليستيقظ عبدالعزيز قبل الجميع او بالاحرى هو لم ينم طوال الليل بسبب التفكير ظل يفكر طويلآ وماذال يفكر ... تري ماذا عليه ان يفعل ... هل يعفوا عنها ويتقبل ... هو بالفعل يريد ذلك ... كم يطوق لها ويتمنى ان يحتضنها ... يا الله ... كم اشتاق اليها هذا الاب الذي لطالما لقبها بأبنة قلبه ... هل يذهب لها الان ويفتح لها ذراعيه قائلآ أبنتي الحبيبه اشتقت لكي ... ولكن ماذا سيقول للناس ... ابنته الهاربه عادت بعد كل هذه السنوات ... قعيده علي كرسي متحرك ... معها شاب وهو ابنها ... زوجها ليس معها ... يبدو وكأنه أكتفي منها ... او لم يأمن لها بعد ان هربت من بيتها من أجله ... مؤكد انه فكر كيف لفتاه هربت وجلبت العار لاهله ان تحافظ عليه فتركها رهن المرض والسنوات لتتأكل فيما تبقي منها ...اهذا ماحصلتي عليه يا هند مقابل هروبك مني ... كرسي متحرك ينقلك من مكان الي اخر .... لما ياهند ... لما حرقتي قلبي وهجرتي احبائك ... لا هذه ليست هند ...ليست هند التي هربت منذ اكثر من ثلاثين عامآ ... فقد غيرها الزمن
(انقطع حبل افكاره دخول زينه التي سبق دخولها صوت طرقاتها الخفيف علي الباب و ...)
زينه :صباح الخير يا جدي ... صاحي بدري لوحدك يعني
عبدالعزيز :صباح النور يا بتي ... ومين جاله نوم بس
(صمتت زينه للحظات ثم ابتسمت في خبث لتقول ...)
زينه :اكيد الضيوف دول قلقوك مكنش لازم اسيبهم يقعدوا في الاوضه اللي جمبك عشان مايقلقوش نومك
عبدالعزيز :اوضة ايه اللي جمبي
زينه :الاوضه اللي انتي محرج علينا ان محدش يدخلها ...وياما اترجيتك اني اقعد فيها عشان ابقي جمبك وانت ماوفقتش
(هب عبدالعزيز من علي فراشه والغضب يتطاير من عيناه لتسنده زينه التي سرت تلك الوقيعه التي القت بها بين الاب وابنته قلبها واخذته متجهه الي الغرفه ليفتحها ويدلف الي