قصة اخذنى بذنب ابى
البارت الرابع عشر14
بقلم هدير مصطفى
عبدالسميع :لو بتك رحمه ماتجوزتش من ولدي شهاب يبجي ولدك مجدي ماهيتجوزش من بتي هاجر
(وقعت هذه الكلمات علي الجميع كالصدمه فهب مجدي واقفآ ليقول ..)
مجدي :ايه اللي انت بتقوله ده ياعمي
عبدالسميع :دي بتي وانا حر فيها
(بدا الغضب علي عبدالعزيز ليقول باعلا نبرات صوته ....)
عبدالعزيز :لاه ...دا لما ابجي اموت ... وجتها بس تبجي حر في بتك ... يكشى تولع فيها ... بس انا لسه عايش وعلي وش الدنيا ... ولساتني كبير العيله
عبدالسميع :رينا يديك طولة العمر يا بوي .. بس انا ماعيزش اجوزها لابن جمال ده ... كيف يعني بعد ما عز بته علس ولدي اعطيه بتي بسهوله اكده
جمال :جولتلك يا خوي ... انا ما هعزش بتي علي ولدك واصل ... بس الجلوب ماولفتش علي بعضها ... نظلم ولادنا ليه بجى
عبدالعزيز :بكفياكم عاد ... ماعيزش اسمع حس .. جولي يامجدي يا ولدي .. انت هتحب هاجر بنت عمك ورايد تتجوزها
مجدي :ايوه طبعآ يا جدي... دي حاجه مش محتاجه سؤال
عبدالسميع :وانتي يا هاجر .. موافجه تتجوزي مجدي
(صمتت هاجر واحمرت وجنتيها فنظرت للارض خجلآ فقالت هند ....)
هند :السكوت علامة الرضا ياحاج عبدالعزيز
عبدالعزيز :يبجي خلاص ... الفرح في معاده السابج .. وكل حاجه زي ما هي ..بعد سبوعين ... فرح مجدي علي هاجر وفرح شهاب علي رضوى
(كما كانت هذه الجمله املآ وفرحآ للبعض كانت مصدر حزن والم للبعض الآخر فبدأت المباراكات والتهاني ... الأن وبعد ان حل الليل عليهم بدأ الجميع في الانصراف واحدآ تلو الاخر منهم من توجه الي منزله ومنهم من توجه الي غرفته ومنهم من فضل ان يستمتع باستنشاق بعض الهواء النقي في الحديقه ...ليعم الهدوء المنزل لتحدث فوضه عارمه في منزل عبدالسميع ... الذي هاج غضبه علي ابنه هشام ليلقي عليه العتاب و ...)
عبدالسميع :ايه اللي انت عملته ده ... غلبت افهم فيك واجولك ان جوازتك من رحمه دي ...جوازة مصلحه ... وان دي الجوازه اللي هتحجج اللي انا عاوزه ...وهتوصلني للعموديه
هشام :وانا قولتلك 1000 مره انا مش عايز اتجوز رحمه ... مش عاوزها ... مابحبهاش ... هو الحب بالعافيه
عبدالسميع :يحرج الحب علي اللي هيحبوه ... حب ايه وحديت ماسخ ايه اللي هتجوله ده ... كسبت ايه مالحب جبل اكده لجل ماتدور عليه تاني
رئيفه :فوج بجى يا ولدي ... دنيتنا دي ماهيتضحكش الا للي معاه حاجتين اتنين بس... الفلوس والحكم ... وانت لو اتجوزت وخلفت جبل مجدي هيبجوا الاتنين تحت طوعك
هشام: وسعادتي هتبقي فين
عبدالسميع :وهو فيه سعاده اكبر من انك تكون الآمر الناهي في كل حاجه
هشام :الحوار مابينا مفيش منه فايده ...لا انتوا عايزين تفهموني ولا انا مستعد اني افهمكم ... بعد اذنكم انا طالع انام
(تركهم هشام والغضب والحقد يملأهم وصعد الي غرفته ليبدل ملابسه ويحاول النوم ولكنه انتبه الي صوت طرقات علي الباب فأذن للطارق بالدخول لانه يعلم مؤكدآ انها هاجر ... توجهت هاجر اليه قائله ...)
هاجر :هو احنا ممكن نتكلم شويه
هشام :اه طبعآ ... تعالي يا حبيبتي
(جلست هاجر بجانبه وتنهدت بآسى عازمة ان تتحدث معه دون احراج فقالت ...)
هاجر :انت ليه عملت كده يا ابيه
هشام :حتي انتي يا هاجر... دا انتي اكتر واحده عارفه
هاجر :ما عشان انا اكتر واحده عارفه ... انا بسألك ... ليه سبت رحمه وخسرت الحب اللي بتحبهولك ده كله ... ازاي جالك قلب تكسرها كده .. هي طول عمرها بتحبك انت وبس ... وطول عمرها شيفاك فارس احلامها ... رحمه بانيه مستقبلها كله عليك انت يا ابيه .. وكلنا عارفين كده
هشام :مش انا اللي سيبتها يا هاجر ... رحمه هي اللي خدت القرار وانا وافقتها عليه
هاجر :طب ولييييه
هشام :لاني مش عارف احبها .. مش شايفها اكتر من اختي وبنت عمي وبس ... وبعدين رهف ..
(قاطعته هاجر متسائله ...)
هاجر :رهف ميته
هشام :ما ده اللي واجعني ... انها ميته وانا مش عارف اجيبلها حقها من اللي كانوا السبب في موتها هي وابني اللي كان في بطنها
هاجر: تقصد بابا وماما
هشام :للأسف ايوه ... يمكن لو كنت قدرت اخد حقها منهم كنت حسيت بالراحه وقدرت اكمل حياتي ... يمكن كنت حبيت اي واحده حتي لو نص ما حبيت رهف .... يمكن كان زماني دلوقتي متجوز ومخلف ... بس انا باخدلها حقها منهم بالطريقه اللي قدرت عليها... اني ماتجوزش وماخلفش ... ان اسم عبدالسميع عبدالعزيز الآسيوطى يجي لحد عندي ويتقطع ومايتمدش .. هو ده عقاب ابوكي وامك علي اللي عملوه فيا
(صمتت هاجر للحظات لترتب الامور في رأسها لتنظر له متسائله في تعجب..)
هاجر :ابيه شهاب .... انت بتحب رحمه؟؟
(ارتبك هشام أثر السؤال الذي توجه له من قبل شقيقيته التي لطالما كان كتابآ مفتوحآ بالنسبه لها فهز رأسه مندهشآ ...)
هشام :ايه اللي انتي بتقوليه ده
هاجر :ايوه ...هي دي الحقيقه اللي انت رافض تصدقها ... انت بتحب رحمه بس رغبتك في الانتقام من بابا وماما عامين عينيك عن انك تشوفها كحبيبه
هشام :طب اسكتي وبطلي هبل
هاجر :صدقني ... كل حاجه بتثبت ده ... طب انت شوفت وشك النهارده شكله عامل ازاي .. انت من ساعة ما اتقرر انكم مش لبعض وانت مش طايق نفسك ... طيب مش ملاحظ انك كنت ديمآ بتتلكك عشان تشوفها ... طيب فاكر ايام الدراسه لما كنت بتروحلها بعد كل امتحان عشان تطمن عليها هي قبل ما تجيلي ... ولما النتيجه طلعت جبتلها نتيجتها ومااهتمتش انك تسأل علي نتيجي حتي لما كنت بتقف في بلكونة اوضتك دي عشان تشوفها كل يوم وهي جايه تفوت عليا واحنا رايحين الدروس .... ولما كانت صغيره ووقعت رجليها اتكسرت واتمنعت انها تروح المدرسه ... قعدت اسبوعين بحالهم تذاكرلها عشان مفيش حاجه تفوتها من المنهج
(زفر هشام في ضيق قائلآ ...)
هشام :انتي بتقلبي في الماضي ليه يا هاجر
هاجر :عشان الماضي ده هو مستقبلك لأن كل دي حاجات بتثبت ان انت كمان بتحبها ... وان حبها ليك مش من طرف واحد
هشام :واديكي عرفتي الحقيقه يا هاجر ... عايزه ايه بقي
هاجر :يعني انت فعلآ بتحبها
هشام :ايوه ... ارتاحي بقي ... كنت بحبها حتي من قبل ما اتعرف علي رهف ...حبيتها في كل تفاصيلها بس هي قابلت الحب ده بالتجاهل ... ديمآ كانت بتعاملني كأني غريب عنها ... عمرها ماوافقت اننا نخرج مع بعض ..او حتي اقعد معاها انا وهي لوحدنا .. كنت بكلمها في التليفون ترد عليه برسميه ... كان كل يوم بيفوت علينا كانت بتبعد عني اكتر من اللي قبله ... لحد ماقابلت رهف ... في البدايه كنا اصدقاء بس ... يوم بعد يوم لقيتها بتقرب مني ... ادتني اللي رحمه حرمتني منه .. الاهتمام .. القرب .. الحب ... الخروج ..السهر ... لحد ما تعلقت بيها ..وحبيتها
(قاطعته متسائله ..)
هاجر :حبيتها ...؟؟
هشام : او وهمت نفسي بأني حبيتها ... لقيتها بتتخلي عن الدنيا كلها عشاني وبالمقابل انا كمان اتخليت عن الكل عشانها ...ولما طلبت اني اتجوزها انتي عارفه اللي حصل ... اترفضت من الكل ..فقررت اني اتجوزها من وراهم ... والغريبه ان رحمه مكنش ليها اي رد فعل ... لا لما حكيتلها عن رهف ولا لما كنت بخرج وبسهر معاها ولا لما قررت اتجوزها ...كانت محتفظه ببرودها ... لا دي كمان حضرت فرحي وهي راسمه السعاده علي وشها ... اتأكدت ان رحمه ماينفعش تكون بالنسبه ليه اكتر من بنت عمي وبس زي ما انا بالنسبه ليها ابن عمها وبس ... وعشت حياتي لرهف ومع رهف.. لحد ما رهف ماتت ... رجعت هنا تاني عشان اشوف الماضى بيصحي والحب اللي مات في قلبي بيعيش من تاني ... لا ورحمه بتقويه بتصرفتها وطيبتها وحنيتها ....
هاجر :يااااااه يا ابيه ... انت شايل كل ده في قلبك وساكت ...معقول وانا اللي فكراك كتاب مفتوح
(تنهد هشام بألم واكمل كلماته ...)
هشام :ماانكرش اني دلوقتي بحبها اكتر من زمان بمليون مره بس ماينفعش
هاجر :ماينفعش ليه يا ابيه ... ما هي كمان بتحبك
هشام :عارف يا هاجر .. عارف ومتأكد من كده ...بس انا ورحمه لو اتجوزنا هنحقق اللي اهلنا عايزينه ... هجيبلهم ولي العهد اللي نفسهم فيه .. واللي بيه هيكوشوا علي كل حاجه .... وانا مش عايز ده يحصل ... عايزهم يفضلوا عايشين ويشوفوا احلامهم وهي بتتهد قدام عينيهم زي ما اتسببوا في موت ابني من قبل مايجي علي الدنيا
هاجر :بس انت كده بتخسرها... وبتجرح نفسك قبل ما تجرحها
هشام :اذا كان عليا ف انا متعود علي الجراح مش هتيجي من جرح زياده اما رحمه ... ف بكره هتنسى وهتلاقي اللي يعوضها
هاجر :بس يا ابيه ....
(قاطعها هشام قائلآ ...)
هشام :انا عايز منك وعد بأن الكلام اللي انا قولته ليكي ده يفضل سر وان دي اخر مره نفتح الموضوع ده
هاجر :بس ....
هشام :اوعديني
(صمتت هاجر للحظات تفكر وتفكر وهي تنظر الي اخيها الذي ينتظر الوعد منها فحرك رأسه لها طالبآ الوعد فحركت رأسها هي الاخري والدمعه تنحر من عيناها قائله ...)
هاجر :اوعدك
(اما هنا فدلف جمال الي غرفة رحمه ليجدها تؤدي صلاتها فجلس علي فراشها منتظرآ اياها ان تنهي فرضها وبعد دقائق من الانتظار انتهت رحمه وذهبت لتجلس بجانبه قائله..)
رحمه :انا اسفه يا بابا اني حطيتك في الموقف ده
(رتب جمال علي كتف ابنته بحنو وعاطفه قائلآ بهدوء ....)
جمال :ولا يهمك يا حبيبة جلبي ... المهم تكوني انتي مرتاحه
رحمه :ربنا يباركلي فيك وماانحرمش منك ابدآ يا احسن اب في الدنيا
(جذبها اليه ليطبع قبله حانيه علي جبينها ويضمها الي صدره قائلآ ..)
جمال :ولا يحرمني من ضحكتك دي يا جلب ابوكي ... جوليلي بجى ناويه علي ايه
(ابتلعت رحمه ريقها بقلق لتردف قائله بتردد...)
رحمه :ناويه ... ان ....ان شاء الله اني اكمل تعليمي
(نزعها جمال من علي صدره لينظر لها متسائلآ ...)
جمال :تعليم ايه اللي تكمليه ... مش خلصتي كليتك وخلاص
رحمه :هو التعليم اخره الكليه وخلاص .. التعليم مالوش اخر يا بابا
جمال :كيف يعني ... عايزه تعملي ايه
رحمه :عايزه اعمل ماجيستير
جمال:ماجيستير في ايه ده
رحمه :في الاقتصاد والعلوم السياسيه
جمال :طب وبعد أكده هيوحصل ايه
رحمه :بص يا بابا يا حبيبي انا بتكلم معاك دلوقتي وانا عارفه انك ممكن ترفض طلبي ده ... بس انا كمان عارفه انك مستعد تعمل اي حاجه عشان تسعدني وتفرحني
جمال :رحمه يا حبيبتي ... انتي واخوكي مجدي فرحة عمري واغلا حاجه في حياتي ... وماجدرش علي زعلكم واصل ...وعايزكم تكونوا احسن ناس في الدنيا كلياتها ... وبردك ماهجدرش علي فراق حد فيكم
رحمه :فراق ايه يا بابا ... دا كلها كام ساعه بالعربيه وتوصلي ...دا غير ان التليفونات والنت ماخلوش حد يبقي بعيد عن اهله
جمال :وهتجعدي لوحدك في مصر ... طب جبل اكده كان اخوكي وهاجر وهشام معاكي دلوجت هتبجي لحالك
رحمه :لا يا بابا ... انا مش هبقي لوحدي ولا حاجه ... انا هعيش في شقتنا اللي هناك وماتنساش ان هشام ومجدي معظم شغلهم في مصر ... ف مجدي هيبقي معايا معظم الوقت ... وحضرتك في اي وقت هتجيلي ... غير كده وكده انا ربنا هيبقي معايا في كل وقت واي وقت وهو هيحميني
جمال :ونعم بالله يابتي بس ...
(قاطعته رحمه قائله...)
رحمه :بالله عليك يا بابا ... ماتردش عليه دلوقتي وفكر الاول ... قدامنا فرصه لحد ما الفرح يخلص ... بس ارجوك لو لقيت ان مصلحتي في ده ماترفضش باسم كلام الناس وكده
(صمت جمال للحظات ثم قال بأبتسامه هادئه وحانيه ...)
جمال :ماشي يا رحمه ... هفكر واللي فيه الخير يجدمه ربنا ... اسيبك بقي عشان تنامي ... تصبحي علي خير
رحمه: وانت من اهل الخير يا حبيبي
(تركها جمال وخرج ليغلق الباب خلفه ويتوجه الي غرفته فتجلس رحمه مع نفسها في محاوله لاعادة بناء نفسها المحطمه لتعيد تركيب اشلائها المتناثره وما هي سوي دقائق لتسمع صوت دقات علي الباب فتأذن للطارق بالدخول و ..)
رحمه :تعالا يا ابيه
(دلف مجدي وجلس بجانبه قائلآ ..)
مجدي :استنيت لحد ما اللي في البيت يناموا وجيت اتكلم معاكي
رحمه :عارفه انت جاي تتكلم في ايه ... بس صدقني يا ابيه .. الكلام مالوش لازمه خلاص ... انا وهشام اصلآ طرقنا مختلفه ممكن اتقابلنا صدفه للحظات .. اودقايق او يمكن ساعات ... بس الطبيعي ان كل واحد فينا يرجع تاني يمشي في طريقه
مجدي : طب والحب الكبير اللي في قلبك ليه
رحمه : قررت اقفل قلبي عليه وارمي المفتاح في البحر... واشغل عقلي بقي شويه
مجدي :وده الحل
رحمه :وده الحل الوحيد والافضل
مجدي :طب يا حبيبتي ما تحاولي ...
رحمه :حاولت كتير اوووي لحد ما تعبت ... وارجوك يا ابيه معتش تتكلم في الموضوع ده تاني
(اما هنا ف كانت هند تجلس مع هدير بعد مشقة يوم طويل و ...)
هند :انتي بقيتي كويسه يعني
هدير :اه الحمدلله
هند :طب الف حمد وشكر ليك يارب ..انا هسيبك تنامي بقي وهاجيلك من الفجر عشان تحكيلي حصل ايه في خروجتك مع شهاب
هدير :ان شاء الله يا طنط ... تصبحي علي خير
هند :وانتي من اهل الخير يا حبيبتي
(ثم خرجت هند من الغرفه لتجد شهاب ومحمود يدلفان الي المنزل فتبتسم لمحمود قائله ...)
هند :محمود يا حبيبي
محمود :ايوه ماما هند
(اشارت هند الي احدي الغرق قائله ...)
هند :الاوضه اللي هناك دي بتاعتك يا حبيبي انا حطيت فيها شنطة هدومك
محمود تسلميلي يا غاليه ماانحرمش منك ابدآ
هند :ادخل بقي ارتاح يا حبيبي تصبح علي خير
محمود :وانتي من اهله
(ثم صعدت هند الدرج متوجهه الي الطابق العلوي متجاهله شهاب تمامآ فنظر شهاب الي محمود قائلآ ...)
شهاب :هو انا لسه هنا ولا مشيت
(ضحك محمود علي كلمات صديقه وقال ...)
محمود :ليه بتقول كده
شهاب :دي مش متجهلاني ... دي مش شيفاني اصلآ
محمود :ولسه بعد اللي ناوي تعمله الليله دي
شهاب:ربنا يستر ... يلا روح نام بقي ... تصبح علي خير
محمود :وانت من اهل الخير يا صاحبي
(توجه كلآ منهم الي الغرفه المخصصه له ليقف شهاب اما الغرفه ويدقها مرارآ حتي عدلت هدير من نفسها وغطت رأسها بالحجاب وأذنت له بالدخول فدلف اليها قائلآ ...)
شهاب :خليكي مرتاحه ماتتعبيش نفسك .... انا هقعد في البلكونه شويه علي ما كل اللي في البيت يمشوا وبعدين نمشي
هدير :ماشي ...
(نظر شهاب لها ليجد انه يبدو عليها الشحوب فسألها...)
شهاب :انتي خدتي علاجك في معاده
هدير :لا لسه هاخده
(ظهرت عليه علامات الضيق ليخرج لها حبة دواء ليناولها لها مع كأس من الماء قائلآ ...)
شهاب :انتي عايزه تموتي ولا ايه ... قولناكام مره انك لازم تاخدي العلاج في معاده ... اتفضلي
(مدت هدير يدها واخذت منه الدواء والماء وهي تنظر له في تعجب من امره فيتركها ويتوجه الي الشرفه ليجلس علي احد الكراسي الموجوده بها .... تناولت هدير دوائها ومرت بعض الدقائق عليها وهي تنظر الي شهاب الجالس في الشرفه امام نظرها مباشرة ولكنه كان يعطيها ظهره ... فنهضت من الفراش وأخذت معها غطاء لتذهب اليه وتضع الغطاء عليه فيفتح عيناه فيجدها تقف امامه فيعدل من جلسته و ...)
هدير :انا اسفه لو كنت قلقتك ... بس لقيت ان الجو برد
شهاب :لا ابدآ ... اقعدي
(جلست هدير علي الكرسي المقابل له فنظر لها قائلآ ...)
شهاب :مستعده ولا لسه
هدير :هنمشى دلوقتي
شهاب :ايوه ... وكلها ساعات وهترجعي ل بيتك ولحياتك القديمه
(حركت هدير رأسها بالايجاب فاردف شهاب قائلآ ...)
شهاب :هدير ... انا عايزك تنسى الكام شهر اللي عيشتيهم معايا دول .. عارف انهم نقطه سودا في حياتك .. وعارف انك بتتمني لو انك ما عيشتيش التجربه دي ... بس اعمل ايه ... حظك كده للأسف ... انا هرجعك للمكان اللي خدتك منه
هدير :انا اقدر اسافر لوحدي علي فكره
شهاب :بلاش كده يا هدير اللي بيجمعنا يرغمني اني افضل معاكي لحد ما اطمن عليكي
هدير :بأي حق ... وهو ايه اللي بينا اصلآ ... شوية حب في قلوبنا لبعض ... حب اضعف من عصفور جناحه مكسور بيواجه عواصف ورياح ... حب اضعف من مركب ورق بتواجه امواج عاليه ومالهاش امان .... ايه اللي بينا عشان يرغمك انك تبقي خايف عليا وعايز تطمن
شهاب : كفايه بقي يا هدير ... احنا اتكلمنا بما فيه الكفايه ... خلاص معتش فيه طاقه جوايا عشان اتحمل
هدير :وانا اللي لسه عندي طاقه اني اتحمل ... وليه وعشان مين اصلآ ... بأي حق اتحمل حب واحد رافض وجودي في حياته ... بأي حق اتحمل قوته وجبروت قلبه عليه ... وبأي حق انت تيجي تقولي كلمة بحبك وتاخدني بين احضانك وتاني يوم تقول انك موافق تتجوز واحده غيري ... والنهارده بتقول انك مش بس بتحبني لا انت بتعشقني بس مش هتقدر تكون معايا .... وراجع دلوقتي بتقولي انسى كل اللي حصل وعايزني انساك و بتمثل انك عايز تطمن عليه .. انت ايه مابتتعبش ... عملت ايه انا عشان تاخدني بذنب ابويا ... ليه كل ما تعدي لحظه علينا بتحاول توجعني علي قد ما تقدر
(كانت دموعها قد اغرقت عيونها فوضعت يدها علي وجهها لتبكي في صمت ... كان شهاب يستمع لها وقلبه يتألم ولكن حين سمع الي صوت شهقاتها وبكائها ازداد المه اكثر فأقترب منها وجث علي ركبتيه امامها لينزع يدها عن وجهها ويمسح بيداه دموعها قائلآ ..)
شهاب :انا اسف ... سامحيني يا هدير ... خليكي معايا ... انا بحبك
(وضعت هدير رأسها علي كتفه لتبدأ نوبة بكاء حاره فطبع قبله علي رأسها ورتب علي كتفيها لعلها تهدأ وتصمت .... مرت الدقائق لتهدأ هدير وتصمت فحملها شهاب بين ذراعيه واخذها الي فراشها لتتسطح عليه وتذهب في نومة هانئه ليضع عليها الغطاء ويذهب هو ويتمدد علي اريكه ملحقه بالغرفه ليحدث نفسه قائلآ ...)
شهاب :قد ايه انا غبي ... ازاي اسمح ان حب حياتي يضيع مني ... هي مالهاش ذنب ... يكفي انها مختلفه عن ابوها .. هي فعلا ما تشبهش ليه في اي حاجه ... انا لايمكن اسمح انها تبعد عني .. خلاص انا الصبح هطلب منها انها تبقي مراتي بحق وحقيقي ... وهنكمل حياتنا سوا ... ومفيش حاجه ممكن انها تفرقنا ابدآ