قصة انت حقى انا
البارت الثالث3
بقلم نورهان حسني
قطع كلامهم صوت أنوثي غاضب يقول:إيه الجنان اللي حسن عمله دا يا ماما
التفت الجميع إلي مصدر الصوت ليجدوا سميرة تقف و علي وجهها علامات من الغضب ..أستأذن عامر لكي يتمشي مع سناء في الحديقة و جلست سميرة و زفرت بغضب وقالت:هو حسن أجنن هو مش عارف عنده كام سنة ؟؟؟؟؟؟؟
حنان بغضب:سميرة أتكلمي بطريقة كويسة عن أخوكي الكبير أنتي هتنسي نفسك زى نبيل!!حسن من حقه يعمل اللي هو عايزه مش كفاية هو اللي شايل الحمل من يوم ما أبوكوا مات و وقف الشركة و المجموعة علي رجليها
سميرة بغضب حاولت كتمانه:يا ماما أنا أقصد...
أشارت حنان بإصبعها كي تصمت وقالت:مرات أخوكي هتوصل كمان شوية و أنا بحذرك لو أنتي أو غادة او نبيل حتي ضيقها بكلمة أنا هيبقي ليا تصرف مش هيعجب حد
زفرت سميرة بقوة و حملت حقيبتها و خرجت إلي غادة التي كانت تستمع إلي الحوار كله و بدا علي ملامحها الغضب لتتجه السيدتان إلي غرفة غادة لإيجاد حل في إبعاد تلك الفتاة المجهولة عن ثروة آل توفيق..
في نفس الوقت..كانت سيارة حسن تغزو طريقها متجه إلي القصر..كان الصمت هو اللغة السائدة بين حسن و فيروز فقد أكتفت فيروز بمشاهدة الشوارع من خلف الزجاج وحسن منشغل بمراجعة بعض أوراق عمله مع صديقه إسماعيل..
وقفت السيارة أمام القصر..ليسيطر الخوف علي فيروز و تتجمد مكانها..
حسن بجدية:فيروز إحنا وصلنا قومي
فيروز بصوت ضعيف:أنا خايفة و عايزه أروح
ابتسم حسن علي طريقة فيروز وقال:متخافيش أنا معاكى
بلا شعور أمسكت فيروز بيد حسن و قالت:حاضر
ابتسم حسن لفعلتها و ساروا في طريقهم إلي بوابة القصر..
وقف حسن أمام البوابة و قبل أن يدق الجرس..وقف لثواني..لتقول فيروز:إيه مش دا البيت!!شكله مش هو أو أنت نسيت المفاتيح؟؟صح
ضحك حسن علي طريقة فيروز و هز رأسه بالنفي..
فيروز بطفولة:يبقي دا مش بيتك و أهل البيت هيجروا ورانا و أخرتها هغسل الأطباق صح؟؟؟؟
لم يتمالك حسن نفسه و ضحك بكل قوته علي طريقة فيروز الطفولية أما فيروز فابتسمت بهدوء و صمتت في خجل..
ضغط حسن علي يد فيروز و قال:لا دا و لا دا كل الحكاية إننا هنروح لأمي في الحديقة
فيروز بحماس:الحمدلله مش هغسل أطباق
ضحك حسن مرة أخري وقال:لا متقلقيش
سار حسن و فيروز في طريقهم إلي حنان و عيون غادة و سميرة كانت تتابعهم بحقد و شر..
كانت حنان تجلس مع عامر و سناء اللذان خففا عنها كلام سميرة..لتري حسن و هو مقبل عليه و بيده فتاة صغيرة تشع جمالا و يضحكان بصوت عالي فلم تصمت فيروز عن تعليقاتها التي جعلت حسن يضحك بقوة..
ابتسمت حنان لسعادة ابنها و لكنها تعجبت من شكل الفتاة التي معه فشكلها يعطي انطباع أنها صغيرة جدا عليه..
قطع تفكيرها صوت حسن يقول:السلام عليكم
رد الجميع السلام في تعجب من صغر الفتاة التي مع حسن..
فهم حسن نظراتهم و قال:أحب أعرفكم فيروز مراتي
ابتسمت فيروز بحياء ليكمل حسن:و دا عامر أخويا الصغير و خطيبته سناء و والدتي
أنحنت فيروز لتقًبل يد حنان و قالت بصوت هادئ:تشرفنا يا ماما
حنان بابتسامة:أهلا بيكي يا بنتي
تابعت فيروز السلام مع عامر و سناء اللذان رحبا بها جدا سعداء من أجل حسن...
جلست فيروز بجانب حسن و استمر الحديث بين الجميع في أمور عامة..
قامت سناء و فيروز لكي ينفردوا بالحديث و هما يتجولان في الحديقة..
بمجرد أن قامت فيروز قالت حنان و عامر في صوت واحد:هي عندها كام سنة
حسن بجدية:24
حنان بدهشة:نعم!!إزاي يا حسن دي صغيرة عليك جدا
عامر بهدوء:حسن أنت حر في كل قرار تاخده بس مش ملاحظ إنها صغيرة عليك فعلا
نظر حسن إلي فيروز و قال بجدية:ملاحظ و عارف بس بحبها و هي راضية بيا و أظن حقي بعد السنين دي كلها أختار اللي أرتاح معها
أحتضن عامر أخيه وقال:خلاص يا أبو علي حقك عليا و مبروك يا أخويا
ابتسم حسن إلي عامر و قال:الله يخليك يا عامر
نظر حسن إلي والدته وقال:ها يا ست الكل مش هتفرحي ليا؟؟
فتحت حنان ذراعيها إلي ولدها ليحتنضها حسن بقوة و يقًبل رأسها..لتقول حنان:مبروك يا بني ربنا يفرح قلبك
كان نبيل يتابع المنظر من بعيد و اشتعل غضبه عندما وجد حنان تحتضن حسن ليقترب منهم و يقول:أهلا بالعريس
شعر حسن بالسخرية من كلام أخيه و قال:أهلا يا أبو ماهر
نبيل بنظرة شر:كدا ينفع نبقي آخر من يعلم؟؟؟
حسن:الظروف بقا
نبيل بسخرية:هي العروسة فين صحيح و لا أهلها فين
حسن بجدية:والدها و والدتها متوفيين و هي مع سناء عند الزرع
عامر في محاولة لتغيير الجو:ماهر فين صحيح يا نبيل ؟؟؟
نبيل بضيق:ماهر و أخته عند جدتهم اليومين دول
قطع كلامهم صوت الخدم معلنين إنتهاء الغذاء..اقتربت فيروز و سناء من تجمع العائلة و نظر نبيل إلي فيروز نظرة شر مختلطة لتفحص لجسدها الصغير..ارتعبت فيروز من نظرة نبيل و أمسكت بيد حسن الذي ضغط علي يدها و سار معها إلي غرفة الطعام..
اجتمعت العائلة حول المائدة و نظرات كل من غادة و نبيل و سميرة مصوبة ناحية فيروز كأنهم يريدون أن يقضوا عليها..
قطع هذا الصمت صوت حسن يقول:صابر فين يا سميرة ؟؟؟؟
سميرة:مسافر فرنسا من أسبوع و هيرجع الأسبوع الجاي بإذن الله
حسن:بإذن الله
ساد الصمت مرة أخري علي الطعام..و فيروز ترتعش خوفا من نظرات الخبث المعلقة بها و ظلت تلعب بشوكتها لتقول حنان:مالك يا فيروز مش بتأكلي ليه؟؟
فيروز بانتباه:ها لا مفيش يا ماما أنا بأكل أهو
شعر حسن بما يدور داخل فيروز و غضب مما يفعله أخوته عدا عامر الذي ظل يرحب بفيروز هو و خطيبته..
مر اليوم سريعا و فيروز متجنبه الحديث مع سميرة و غادة و نبيل و معظم حديثها كان مع سناء و حنان و عامر.
في نهاية اليوم..عادت فيروز إلي غرفتها و نامت سريعا هروبا من التفكير في تلك النظرات الخبيثة..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
بعد مرور أسبوع..في قصر آل توفيق..
حنان:حسن أنت مش ناوي تعمل حفلة بمناسبة جوازك
حسن:حفلة إيه يا أمي ؟؟هو أنا مراهق !! علي العموم فرح عامر قرب و الكل هيعرف
حنان:بس يا بني البنت من حقها برده
حسن:هي راضية بكدا با أمي و عارفه ظروفي
حنان:اللي يريحك المهم أخبار الشغل إيه ؟؟
حسن:تمام الحمدلله
حنان:ربنا يوفقك يا بني و يسعدك مع مراتك ربنا يفرحها بصراحة ست البنات جمال و أدب و أخلاق
حسن بسعادة من كلام والدته:يارب يا أمي
قام حسن وقال:استأذن أنا بقا
حنان:ماشي يا بني سلميلي عليها لحد ما أشوفها
قًبل يد والدته و قال:يوصل يا ست الكل
,,,,,,,,,
في غرفة نبيل...
غادة بغضب:مش بقولك أخوك هيجيب واحدة من الشارع؟؟؟عشان تعرف إن كلامي صح الهانم كانت خدامة في مطعم
نبيل بغضب:لا و كمان هربانة من أهلها ؟؟حسن أجنن عايز يرمي فلوسنا في الشارع
غادة بغضب:لازم تتصرف يا نبيل
نبيل بمكر:مش بكرة الجمعة
غادة بابتسامة مكر:أيوة
نبيل بشر:يبقي عرفت هعمل إيه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في منزل مجدي..
أغلق مجدي باب المنزل و رائحته تفوح بالخمر و جلس علي أقرب أريكة لكي يرتاح لتخرج إليه أحلام و تقول: أتاخرت ليه يا مجدي
هز مجدي رأسه بلامبالاة و دخل إلي الحمام لكي يستحم..
بعد مدة..خرج مجدي من الحمام ليجد زوجته تقول:مجدي في إيه؟؟؟أنا بكلمك
مجدي بقوة:عايزك تعمليلي أكله حلوة من إيديكي و تضبطيني الليلة أصلي مزاجي في السماء
أحلام بشك:أنت وصلت لمكان فيروز ؟؟؟؟؟؟
مجدي بجدية:هو أنا بكلم هندي اللي قولته يتنفذ
تمتمت أحلام بغضب و ذهبت لإعداد الطعام..ليجلس مجدي علي الأريكة و هو ينظر إلي ورقة بيده بابتسامة نصر و خبث و يقول في باله "أخيرا هتبقي ليا يا فيروز و اتمتع بيكي لوحدي"
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في فيلا حسن..
دخل حسن الفيلا ليسمع صوت ضحكات فيروز...
غضب حسن من صوت ضحكها العالي و اتبع صوت الضحك إلي أن وصل إلي المطبخ فكانت فيروز تجلس مع داده هناء ويضحكون بقوة بمشاركة بعض الخدامات..
داده هناء:أهلا يا حسن بيه ثواني و الأهل يكون جاهز
ارتبكت فيروز من نظرة حسن الغاضبة و زاد ربكتها و خوفها أنه أمرها أن تتبعه إلي غرفته..
أغلق حسن باب الغرفة وقال:ينفع المسخرة اللي كانت تحت دي
فيروز بخوف:أنا كنت زهقانة و نزلت قعدت مع داده هناء و الكلام أخدنا و...
حسن بجدية و غضب:فيروز أنتي شاليه اسمي فاهمة؟؟يعني أنا آه بتعامل مع الخدم بطيبة و عدل بس مش لدرجة إن كل شوية تقعدي تضحكي و يبقي صوتكوا في الفيلا كلها مفهوم؟؟
نزلت دمعة حارة من عيون فيروز وقالت بضعف:مفهوم
دخلت فيروز إلي غرفتها الملحقة بغرفة حسن و ارتمت علي فراشها لتبكي بأنين...
زفر حسن بضيق و أبدل ملابسه و نزل إلي الحديقة..
سمع حسن صوت الداده هناء تقول:الأكل جاهز يا حسن
قام حسن بضيق وقال:مليش نفس يا داده شكرا
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في المساء..في فيلا حسن..
فاق حسن من شروده في الورق الذي أمامه علي صوت هاتفه..
حسن:السلام عليكم
إسماعيل:و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
حسن:أخبارك يا إسماعيل و أخبار الصفقة إيه؟؟
إسماعيل:أنا تمام بس لازم تكون في نيويورك بكرة ؟؟؟
حسن بتعجب:نعم!!
إسماعيل:المستثمر مصمم يقابلك أنت عشان يخلص الإتفاق
حسن بضيق:بس يا إسماعيل إزاي بكرة يعني ؟؟
إسماعيل:أنت ليك طائرتك الخاصة و الموضوع سهل
حسن بتفكير:بس أنا لازم فيروز تيجي معايا مش هعرف أسيبها هنا
إسماعيل:فيروز مراتك ؟؟؟مش مشكلة فرصة تتعرف علي بنتي بدل ما هي علطول لوحدها
حسن:تمام بإذن الله بكرة هكون عندك
إسماعيل:تمام توصل بالسلامة و أنا هستناك
حسن:بإذن الله
قفل حسن الهاتف و كمل شغل..بعد ساعتين..صعد حسن إلي غرفته و تذكر أمر فيروز ليطرق طرقات خفيفة علي باب غرفتها..
كانت فيروز أمام المرآة تصفف شعرها بعد أن أخذت حمام ساخن..سمعت طرقات الغرفة فأيقنت أنه حسن..قامت لتفتح الباب و هي غير مدركة أنه لا يوجد شئ علي جسدها إلي منشفه...
فتحت فيروز الباب و عينيها متورمتان من البكاء و لكن صعق حسن من منظرها المثير هذا جسدها المتناسق قطرات الماء التي تسقط علي جسدها ببطء..عيونها شفتيها كل ما بها آية من الجمال..
حاول أن يمنع عينيه فقد وعدها ألا يقترب منها إلا بطلبها و لكنه لم يستطع أن يمنع عينيه من النظر لها فمهما كان هي حلاله و زوجته..
تعجبت فيروز من نظرات حسن و شعرت بنظراته تخترق جسدها لتشهق بصدمة و تركض ناحية الحمام..
أغلقت فيروز باب الحمام بخوف و هي تلهث أنفاسها من شدة ربكتها من نظرات حسن الثاقبة..
أما حسن قد أغلق باب الغرفة بهدوء و جلس علي أريكة موجودة بغرفته لمراجعة أوراق الصفقة التي سيسافر من أجلها و لكن صورة فيروز لم تغيب عن خياله..
فتحت فيروز باب الحمام بخوف لتجد الغرفة فارغة..تنفست الصعداء و خرجت و ارتدت بيجامة حريرية بيضاء و خرجت من غرفتها لتجد حسن منشغل في الورق الذي أمامه..
فركت فيروز يدها بخجل و قالت:احم احم
رفع حسن عينيه من الورق و قال:أقعدي
جلست فيروز علي مسافة من حسن..ليقول حسن:بعد ساعتين بإذن الله هنسافر
فتحت فيروز فمها بدهشة و قالت:ها
حسن بجدية:في شغل في نيويورك لازم أكون موجود فيه و مش هعرف أسيبك لوحدك بس لو عايزه تفضلي أنا ممكن أخليكي تروحي في القصر
فيروز بسرعة:لا لا أنا هدخل أجهز حاجتي الوقتي
حسن:تمام أنا خارج مشوار بسرعة و جاي
فيروز بتعجب:مشوار إي؟؟
حسن:هسلم علي ماما و أبلغهم
فيروز:تمام
ذهب حسن إلي قصر العائلة لإخبارهم و ظلت فيروز تتجول في غرفتها بمرح و هي تجهز حقيبة سفرها..أنهت فيروز حقيبة سفرها و قالت لنفسها "طب هو مش هيجهز حاجته ؟؟ "
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في نيويورك..في فيلا إسماعيل...
إسماعيل:عمك حسن و مراته جايين بكرة
هدير(ابنته):هو عمو إتجوز ؟؟؟؟
إسماعيل:أيوة المهم هو هيفضل معانا حوالي أسبوع خالي الخدم يجهزوا غرفة الضيوف
هدير:حاضر يا بابا
إسماعيل:بس بقولك مراته صغيرة يعني أكبر منك بسنة أو سنتين أوعي تقولي أي كومنت علي فرق السن و كدا
هدير:حاضر بس غريبة هي صغيرة أول عليه
إسماعيل:هو حر يا بنتي
هدير:صح يا بابا
.بعد ساعة في فيلا حسن...
دخل حسن غرفته ليجد حقيبة السفر الخاصة به موضوعة علي الأرض و بذلته معلقه في مكانها و حذائه و برفانه الخاص و كل شئ مرتب بطريقة هادئة..ابتسم حسن فقد أدرك أن فيروز من فعلت ذلك لأنه شم رائحتها في بذلته ..
دخل حسن إلي الحمام لأخذ حمام ساخن قبل السفر و خرج بعدها لإرتداء ملابسه..كانت فيروز بدورها تنهي تصفيف شعرها و تعجبت من تأخر حسن لتفتح باب الغرفة وتراه وهو يرتدي جاكت البذلة..
ابتسمت فيروز بخجل و قالت:أنا جهزت
حسن بابتسامة:شكرا إنك جهزي حاجتي
فيروز بخجل:مفيش مشكلة
حسن:يلا بينا بقا عشان ننزل
فيروز:عرفت ماما ؟؟؟
حسن:آه و سلمت علي عامر بس للأسف نبيل كان نايم
فيروز:تمام..هو إحنا هنطول في السفر؟؟؟
حسن:أسبوع أو أكتر
فيروز:تمام
نزلت فيروز بصحبة حسن و انطلقوا إلي المطار...
انبهرت فيروز من أن حسن له طائرته الخاصة و ظلت ترتجف خوفا لحظة صعود الطائرة..
فيروز بصوت مرتعش:حسن أنا خايفة
أمسك حسن بيدها الصغيرة وقال بهمس:متخافيش غمضي عيونك ونامي
شعرت كأنها كالمخدرة تحت تأثير كلامه..أنفاسه الدافئة عند اقترابه منها..أغمضت عيونها وأسندت رأسها علي كتف..تنهدت بقوة وهي تحاجث نفسها "ما هذا يا قلبي ؟؟ لماذا رجفتك عند لمس يديه !! أفق من الوهم وأيقن أن الواقع سيسلبه منه بعد لحظة متعه عابرة"
أنهت فيروز صراعها الداخلي واستسلمت للنوم سريعا.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
بعد عدة ساعات..هبطت طائرة حسن بسلام و نزل منها و هو ممسك بيد فيروز التي تستند عليه بنعاس..
حسن:إحنا هنقعد في بيت ليا هنا
فيروز بنعاس:أي مكان بس أنام
حسن:السواق هيوصلك و أنا هروح شغلي أقفلي الباب كويس لأن مفيش خدم هناك
فيروز بنوم:حاضر
استقل حسن سيارة إسماعيل الذي تضايق كثيرا أنه لم يقيم معه و فيروز في سيارة خاصة إلي المنزل..
دخلت فيروز المنزل و أغلقت الأبواب و دخلت إلي الفراش و خلعت حذائها و باتت في سبات عميق..
أما حسن فظل يحاور المستثمر أكثر من ساعتين و أخيرا تم عقد الصفقة بنجاح..
إسماعيل:برده مصمم تفضل في الشقة
حسن بإرهاق:عادي يا إسماعيل كدا كدا هجيلك بليل
حسن:ربنا يسهل
ذهب حسن إلي المنزل و دخل غرفة الضيوف ونام بها من كثرة التعب...
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في فيلا آل توفيق...
نبيل بغضب:يعني سافر ؟؟ و ليه ؟؟؟ و إزاي ياخد الهانم دي معاه ؟؟؟؟؟؟
عامر بحدة:قولت إن عنده شغل و كان هنا عشان يبلغنا بس حضرتك كنت نايم...مطلوب منه إيه يستني إذن حضرتك !! هو حر ؟؟؟
سميرة بغضب:حر آه بس دا إسم العيلة
دخلت حنان و هي علي كرسيها المتحرك و قالت:و ماله اسم العيلة؟؟حسن عمل في إيه؟؟أنتي ناسيه لما باباكي مات و ساب علينا ديون للبنوك بضمان الشركة وحسن اللي كان بينام أقل من 3 ساعات عشان يسافر ل دا و يكلم دا لحد ما الشركة قامت تاني علي رجليها و بقا ليها تقريبا أضعاف فروعها مش حسن دا اللي دفن شبابه عشان البيت اللي أنتي واقفه فيه
أكملت حنان بحدة:اقسم بالله لو سمعت كلمة تاني عن حسن أو مراته أنتوا عارفين أنا هعمل إيه شكلكوا نسيتوا نفسكوا يا ولاد توفيق ..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في المساء في منزل حسن في نيويورك..
استيقظ حسن من نومه و جلس في الصالة لمراجعة أوراق الصفقه..
أما في غرفة فيروز..فاقت فيروز من نومها بكسل و خرجت إلي الصالة لتري حسن و هو منشغل بمتابعة الأوراق..
ظلت تنظر له متعجبة!!!كيف لرجل أن تكون كل حياته عمل و فقط ؟؟ كيف مر به الوقت و هو لم يشعر أن الحياة تمر سريعا ؟؟ كيف تزوجها و هو يعلم كل ما مرت به ؟؟؟هل حقيقي أحباها !! أم إنها حالة إنسانية و قد أحب أن يحميها من الشوارع ؟؟
جذبها حسن من شرودها قائلا:فيروز
فيروز بانتباه:ها !! لا !! أيوة
حسن بتعجب:مالك في إيه ؟؟
فيروز:لا عادي عشان لسه صاحيه بس و مش مركزة
حسن:طيب..أجهزي عشان ساعة كدا و هنروح لإسماعيل و بنته
فيروز:حاضر
صعدت فيروز لغرفتها مجددا و اختارت فستان بسيط و شال و صففت شعرها و أطلقت له العنان..
ذهبت فيروز بصحبة حسن إلي فيلا إسماعيل و هي تتأمل شوارع نيويورك بتعجب و فرحة من خلف زجاج السيارة..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في غرفة غادة..
غادة:اهدي يا سميره مش كدا
سميره بغضب:بقي تزعقلي عشان الكلبه اللي حسن جابها من الشارع
غادة بمكر:اهدي يا سميره هانت أول ما يرجعوا نبيل هيفضحها قدامنا كلنا
سميره:أهو أنا نفسي يرجعوا عشان الكلبة دي ترجع للشارع اللي كانت فيه
غادة بخبث:ما هو العيب علي أخوكي اللي خلاها هانم
سميره بغضب:ما هو حسن أجنن علي كبر
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في فيلا إسماعيل..
بعد إنتهاء العشاء..جلس حسن مع إسماعيل لمناقشة أمور العمل و فيروز مع هدير..
هدير:ماما أتوفت و أنا عندي 6 سنين بس مش عارفه ليه !! بابا مش بيحب يكلم عن وفاتها كتير بس كل اللي ليا منها شوية ذكريات في بالي
فيروز بحزن لحالها:ربنا يرحمها يا حبيبتي و يباركلك لحد ما يسلمك لبيت جوزك
هدير بابتسامة:لا يا فيروز أنا علي قلبه شوية مفيش حد عاقل يعملها
ضحكت فيروز بخفوت وقالت:لاحظي إن كلامك جارح ؟؟
ضحكت هدير بشدة وقالت:و الله مش أقصد
فيروز بابتسامة:عادي يا بنتي
هدير بجدية:بس بجد أقولك حاجه..عمو حسن دا راجل من يوم ما أتولدت و عمري ما شوفت في طيبته و ثقته في نفسه و اهتمامه بشغله و كنت دايما بقول يا بخت اللي هو هيكون نصيبها
فيروز بتنهده:ربنا يحميه
هدير:يارب بس بقولك خالي بالك منه عمو حسن دا بابا الثاني و صاحبي آه و مش بحب حد يزعله بس هو لو في يوم فكر يزعلك قوليلي و أنا مش هعمل حاجه خالص
ضحكت فيروز بقوة و قالت:لا واضح إني هعتمد عليكي في حاجات كتير
هدير بطريقة مسرحية:دي أقل حاجه عندي
في مكتب إسماعيل...
أغلق إسماعيل الملف الذي أمامه وقال:يا حسن إزاي أبلغ المستثمر إن الصفقة مش هتتم بعد ما أنت اتفقت معاه
حسن بجدية:أنا وضحتلك الأسباب يا إسماعيل ومستحيل أتعامل معاه واللي يحصل يحصل
إسماعيل:زي ما تحب
أكمل إسماعيل بتساؤل:هتروح الحفلة بكرة
حسن بتعجب:مليش في جو الحفلات دا
إسماعيل:تعال بس في ناس عايز أعرفك عليهم
حسن:ربنا يسهل هشوف فيروز لو احتمال تيجي
إسماعيل:يبقي أحسن عشان الناس تعرف و أنا برده هجيب هدير فرصة تغير جو
حسن:بإذن الله
إسماعيل:صحيح!!مين مسئول الإدارة الوقتي بما إنك سافرت
حسن:خليت عامر يتولي أي حاجه فيها إمضاء بس نبيل كمظهر يعني
إسماعيل:طب ليه مش عملت العكس ؟؟
حسن:نبيل ممكن يتخذ أي قرار بطريقة عفوية بس عامر مع إنه هو الصغير بس عاقل شوية عن نبيل في تصرفاته
إسماعيل:أنت أعلم باللي بتعمله
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في قصر آل توفيق..
كان عامر في طريقه إلي غرفته ليوقفه صوت نبيل قائلا:إي الجنان اللي حسن عمله دا
عامر بضيق:في إي تاني ؟؟