قصة انت حقى انا
البارت الحادي عشر11
بقلم نورهان حسني
عامر بابتسامة انتصار:عز حسن توفيق السيوفي و حنين حسن توفيق السيوفي
خبطت غادة يدها في الطاولة و هّبت واقفه و هي تصيح:نعم مييييييين!!!!
ماهر بضيق:ماما في إي وطي صوتك
غادة بغضب:أوطي صوتي أنت مسمعتش بيقول إي
عامر بلا مبالاة:بقول إي مفيش حاجه غريبة !!!ولاد حسن و رجعوا بيتهم
غادة بغضب: و مين قالك إنهم ولاد حسن
عامر بحدة:و الله دا شئ يخصني والبيت دا هم ليم حق فيهم و غصب عن أي حد
عز مستأذنا:بعد أذنك يا عمي
أدار عز بوجهه ناحية غادة و أخرج القلادة من حول صدره وقال ببرود:السلسلة دي بابا جاب منها نسختين في عيد ميلادي الأول أنا وحنين و أظن لو مكذباني أسال عمي
أعاد عز القلادة حول عنقه وجلس بجانب حنين ببرود وأمسك بكوب العصير يرتشف منه بهدوء ليزيد من غضب غادة التي ألقت عليه نظرة نارية هو و أخته و صعدت إلي غرفتها.
نظر عز إلي أخته وقاموا من موضعهم قائلين:عن أذنكوا
سناء:معلش يا بني متزعلش من غادة هي بس مكنتش تعرف
عز:لا عادي مفيش مشكلة
سميرة:طب أقعدوا كملوا أكلكوا
عز:لا معلش يا عمتو بس عشان تعبانين من السفر
عامر:طب استني حد يجي يقولكوا مكان الغرف
ماهر:عن أذنك يا عمو هروح معاهم
قرأ عامر في أعين ماهر أنه يريد الإعتذار مما فعلته أمه فقال:ماشي يا ماهر
قام ماهر وهمس في أذن فرح بسرعة:أنا هروح عشان أعتذرلهم عن طريقة ماما
ابتسمت فرح بهدوء وقالت بهمس:ماشي
سار ماهر بجانب عز و حنين ممسكه بيد عز وصعدوا السلالم في صمت..
وقف ماهر أمام حجرتين قائلا:دي بتاعتك يا عز و دي ليكي يا حنين
حنين بخوف:لا أنا معرفش أنام من غير عز ما يكون في الأوضة
ماهر:هو كدا كدا في الأوضة كنبة بتتعمل سرير ممكن عز وقت النوم ينام عليها و هدومه يسيبها في أوضته
نظر عز إلي حنين مستفهما عن رأيها لتقول حنين:ماشي
ماهر:تمام كدا
أكمل ماهر بأسف:المهم معلش علي كلام ماما و كدا بس هي طريقتها كدا
عز بابتسامة:عادي يا بني مفيش مشكلة
ماهر:المهم يعني متزعلوش
حنين:لا لا مفيش زعل بإذن الله
ماهر بابتسامة:تمام عن أذنكوا بقي
هبط ماهر إلي باقي الأسرة بينما دخل عز غرفته و أتمم استحمامه و ابدال ملابسه و ذهب إلي غرفة حنين ليجدها تفتح الأريكة لتجعلها فراش..
حنين بأسف:معلش يا عز هخليك تنام هنا بس أنا بخاف
عز:عارفه لولا إني مهدود من السفر كنت ضربتك
حنين بضحك:طب الحمدلله
مدد عز بجسده علي فراشه ونظر إلس سقف الغرفة ليقول:تفتكري غادة متغيرتش زي ما ماما كانت بتحكيلنا
مددت حنين جسدها علي فراشها وقالت:أنت مشفتش هي عملت إي لما عرفت أنا متوقعه منها أي حاجه
عز:نفسي أروح بيت بابا و ماما عشان أجيب المفتاح و نفتح الشنطة اللي ماما موصيانا عليها دي
حنين:تفتكر هنلاقي المفتاح هناك و لا ممكن يكونوا باعوا البيت
عز بتنهيده:مظنش يا حنين بس هي ماما قالت إن المفتاح اللي هيفتح الشنطة في حاجات بابا
حنين بتنهيده:تفتكر ممكن نجيب حق بابا يا عز
عز:أنا لما رجعت البيت دا رجعت عشان أجيب حق بابا و لحد ما أجيبه هعمل أي حاجه يا حنين
حنين:بإذن الله يا عز
لم يستمر حديث عز و حنين طويلا لأن الإثنان غلبهم النوم من إرهاق السفر
.........................................
في صباح اليوم التالي..علي مائدة الإفطار..
جلس عامر علي كرسيه قائلا:أومال فين عز وحنين؟؟ لسه نايمين من امبارح
سناء:أنا دخلت عليهم الفجر كانوا بيصلوا و ناموا بس زمانهم نازلين الوقتي
غادة بتريقة:هو إحنا هنستني الهانم والبيه لحد ما ينزلوا عايزة أفطر وأخرج
رقية بضيق:ماما مش كفاية يعني ولا إي
كاد ماهر أن يتكلم ولكن منعه أدهم بحركة من يده حتي لاتتطور الأمور..
قطع حديثهم دخول عز و حنين وهما يقولان:السلام عليكم
رد الجميع السلام عدا غادة وجلست حنين بجانب رقية وجهاد و عز بجانب ماهر وأمجد و أدهم..
عز:أحم أحم بعد أذنك ياعمو أنا و حنين هنروح نزور بابا
عامر:مفيش مشكلة عادي بس خالي حد من السواقين يوصلكوا
جهاد:بس بكرة بإذن الله حنين اليوم كله معانا
حنين بتعجب:أنا!!
رقية:أيوة و فرح هتبقي معانا عشان نخلص ترتيبات كتب الكتاب وكدا
عامر:ماشي بس من بكرة عز هيستلم شغله في المجموعة و حنين نأجلها لحد بعد كتب الكتاب
عز:بس يا عمو أنا قولت لحضرتك إني مش هعرف أول ما أدخل الشركة أبقي رقم واحد
أمجد:يا عز كدا كدا إحنا محتاجين مهندسين في تخصصك أنت و حنين و كنا هننزل إعلان بس خلاص مش مهم
حنين:بس برده يعني في ناس تانية تستحق
ماهر:و برده أنتوا تستحقوا و بدل دا تخصصكوا و إحنا محتاجينه في أقرب وقت نختار حد تاني ليه
عامر:المجموعة أنتوا ورثة فيها يعني مالكوا وأنتوا بتشتغلوا عشان تحافظوا عليه
أمجد:و بعدين أنتوا مستعجلين علي المرمطة ليه أنتوا لسه مشفتوش حاجه شايف ابويا الراجل الطيب دا في المجموعة حد تاني خالص
ضحك الجميع عدا غادة التي تتابع الحوار في صمت وهي تشتعل غضبا...
رقية:عارف يا عمو أنا لو مكانك يبقي شهر خصم
أمجد:بس بس بس شهر بحاله مش هحلق اجوزك با حاجه بس
استمر الحديث إلي أن أنهي الجميع إفطاره و انطلق كل منهم إلي عمله
...............................
في غرفة ينبعث منها صوت كوكب الشوق بأغنية "أنت عمري"..غرفة تتميز بالأثاث الكلاسيكي بلونه البني الداكن..شعاع من الشمس الذهبية مركز علي شاب قوي البنية يجلس علي مكتبه الهندسي ينهي أحد التصميمات..
خلع نظارته الطبية و ذهب ناحية مكتبه وهبط بجسده قليلا لتقابل عيونه الهادئة جهاز الحاسوب يتفحص أحد الملفات..أنهي طباعة الملف الذي أراده و عاد الجلوس علي مكتبه الهندسي..لم ينتبه لفنجان القهوة وهو يضع الأوراق ليسقط الفنجان مبعثرا علي الأرض ليحدث ضجيج خفيف يقطع هذا الصمت..
حرك أدهم رأسه بضيق وانحني ليلتقط بقايا الفنجان..دخل عليه السكرتير الخاص به وقال بقلق:أدهم بيه حصل حاجه!!
أشار أدهم له بيده أن يخرج ليغلق السكرتير الباب بخوف...
حمل أدهم حطام الفنجان وقبل أن يضع في القمامة..وضعه أمامه علي المكتب..
أمسك أدهم بقطع الفنجان وحاول أن يجمعها لترتسم ابتسامة مكسورة علي شفتيه و يحادث نفسه قائلا
"الفنجان دا حاله يشبهلي أوي..خبطة مكنتش متوقعة كسرته وبعد ما كنت قوي بقيت حاجه هشه أوي..الضربة جيتلي من الشخص الوحيد اللي متوقعش اللي أنا أكسر بسببه..كسرة القلب دي صعبة أوي و زي ما مستحيل الفنجان دا يرجع زي ما كان بشكله الجميل وثباته مستحيل ترجع يا أدهم زي ما كنت"
فاق أدهم من شروده علي ألم في إيده...ركز أدهم نظره علي إيده ليجد أنه ضغط علي حطام الفنجان بيده مما أدي لإصابة معظم كف يده بخدوش..
تنهد أدهم بحزن واتجه إلي الحمام الملحق بمكتبه وضمم يده و عاد ليكمل عمله بعد أن أعاد أغنية أم كلثوم
.....................
وقف التؤامان أمام قبر والده بعيون باكية وقلب مجروح من ألم الفراق...تذكرا زيارتهم الأخيرة لقبر والدهم قبل وفاة أمهم بأسبوع..تذكرا دموع والدتهم وهي تودع القبر بقلب منفطر من شدة ألم الفراق وكلمتها الأخيرة وهي تلتقط أنفاسها قائلة "متزعلوش أنا راجعه لحبيبي"..تذكرا أمضوا لياليهم يحادثون صورة والدهم بشوق..
تمسكت حنين بيد عز وشهقت ببكاء ليضغط عز علي يدها وكأنه يقول لها "أنا بجانبك اصمدي"
لم يستطع عز السيطرة علي دموعه وتركها تهبط في صمت..أمامه صور مشتته لذكريات عابرة في طفولته عاشها مع أبيه..
تنهد عز بقوة وقال لنفسه "ارتاح يا بابا حقك هيرجعك أنت و أمي حقكوا هيرجع"
أمضي التؤامان النهار بأكمله أمام قبر والدهم متمنين له الرحمة و أن يعينهم الله في أن يظهروا الحقيقة
..................
علي موعد العشاء..هبطت غادة إلي حجرة الطعام لتجد العائلة مجتمعه عدا سناء و عامر و أدهم...ألقت نظرة غضب ناحية عز عندما وجدته يضحك مع ماهر ليبادلها عز نظرة قوة وتحدي..بينما حنين منشغله بالحديث مع صديقتها الوحيدة "سمر" علي الواتس أب..فاقت حنين من شرودها مع صديقتها علي صوت جهاد تقول بفزع:حنين حنين ألحقي ألحقي
حنين بخضة:ها ها في إي
جهاد بمرح:لا مفيش كنت بجرب اسمك بس
أمسكت حنين بسكينة الطعام وقالت:طب أقتلك يعني و لا أعملك إي
رقية:مفروض تتعودي يا بنتي أنتي هتشوفي من دا كتير
أمجد:معلش يا حنين أختي طفلة لسه
جهاد بثقة:طفلة و افتخر يا هندسة
غادة بضيق:أومال سناء فين يا ماهر ؟؟
التفت ماهر لها وهو يمسح دموعه من الضحك وقال:مع عمو عامر ونازلين أهو
ارتفع صوت رنين أحد الهواتف بنغمة هادئة ليلتقط عز هاتفه من أمامه وترتسم ابتسامة سعادة علي وجهه...
رد عز علي المكالمة وقال بسعادة:عمو جميل بص قبل أي حاجه وحشتني جداا جداا جداا
جميل بضحكة خافته:ماشي يا بكاش مهو واضح مسألتش عليا يا واد
عز بأسف:حقك عليا والله أنا آسف بس هحكيلك بعدين بقي
جميل:المهم أنت أخبارك إي و اخبار حنون إي
عز:تمام الحمدلله بخير
حنين بلهفه:دا عمو جميل!!!
عز:أيوة هو..
قبل أن يكمل عز جملته التقطت حنين الهاتف من يده و وضعته علي أذنها قائلة:وحشتني أوي أوي أوي أوي
كان تلك أول جملة يسمعها أدهم و هو يدخل إلي حجرة الطعام ليقف متعجبا مما سمعه من حنين!!
ضحك جميل قائلا:و الله و أنتي كمان يا بنتي الشارع معتش ليه حس
حنين:مين قال كدا أومال أنت إي بقي دا أنت اللي منور الدنيا كلها مش الشارع بس
جميل:بكاشه زي أخوكي المهم أنتي أخبارك إي
حنين:الحمدلله تمام..طمني عليك أخبارك إي و اخبار صحتك
جميل:الحمدلله بخير يا بنتي
حنين:بتاخد الدوا و لا لا أنا عارفه أنت هتقعد مع أحمد وندي وتنسي أي حاجه
جميل بضحك:لا لا متقلقيش يا بنتي
التقط عز الهاتف من حنين وقال:صحيح الشباب علي ميعاد كل شهر و لا إي!!
جميل:أيوة يا بني دا حتي طارق كان بيقول إنه هيكلمك بليل
عز:تمام أنا هكلمه أنا و أخبار عمي صبحي إي
جميل:بقي بيكسب كل اللي علي القهوة الوقتي
عز بضحك:بإذن الله هرجع عشان يرجع الوضع زي ما كان
جميل بضحك:بإذن الله يا بني المهم خالي بالك من نفسك و من أختك
انتبه عز لدخول عمه فقال:بإذن الله المهم خالي بالك من نفسك ومن صحتك
جميل:بإذن الله يا بني في أمان الله
أنهي عز المكالمة والتفت إلي صوت عامر الذي يقول:خير يا بني؟؟
عز بابتسامة:دا عم جميل جارنا
عامر:أها و الله فيه الخير
رقية:بس واضح انكوا مرتبطين بيه جامد
حنين بابتسامة:عمي جميل دا كان ليه دكان علي اول الشارع قبل ما يتعب ويقفله كان لازم كل يوم قبل ما نروح المدرسة تلاقي كل عيال المنطقة جايين ياخدوا منه العسلية كانت شئ اساسي في يومنا
عز بابتسامة شاردة في ذكرياته:ها أيام
ضغط أدهم علي شاشة هاتفه لينهي تصفحه لصفحته الشخصية علي فيس بوك قائلا في نفسه "شكلها كدا هتبدأ"
عامر:بإذن الله هتنزل الشغل معانا بكرة يا عز
غادة في نفسها "تنزل و مترجعش يا ابن فيروز:"
عز:بإذن الله يا عمي..ماهر برده وضحلي اساسيات كدا و ربنا يسهل بقي
جهاد:حنين معانا بكرة بإذن الله
عامر:بإذن الله بس شوفوا رأي أخوها برده
التفت جهاد إلي عز قائلة بإحراج:أحم أحم هو حضرتك ممكن تعترض؟؟
عز بابتسامة:لا أبدا مفيش مشكلة
جهاد بابتسامة:شكرا
مسح عز علي شعره و أعاد نظره إلي طبقه..بينما نظرت له حنين بنصف عين وابتسمت بخفوت..
ليلتفت الجميع إلي طعامه..
..........................................
في اليوم التالي..رفع فنجان القهوة ببطء إلي شفتيه ليرتشف منها قليلا و هو يتأمل أشعة الشمس التي تداعب غصون الأشجار الخضراء و نسمات الهواء التي تحرك الأزهار يمينا و يسارا كأنها تراقصها بحنان..
ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيه و هو يستمع إلي أصوات العصافير و هي تحلق حوله كأنها تعزف لحنا مرحا له..
لفت انتباهه ذلك الشاب و الفتاة التي معهم و هما يتجولان في الحديقة بسعادة..نظر للفتاة بحيرة و حادث نفسه قائلا "يا تري أخرتها إي يا حنين"
زفر أدهم بضيق و رفع رأسه إلي السماء مناجيا ربه أن يخلصه من ألم عاش فيه سنين و سنين ..
أعاد أدهم بناظره علي عز و حنين و ابتسم لملامح حنين الطفولية و هي تحادث عز..
وضع أدهم الفنجان علي الطاولة وارتدي حلته السوداء و اتجه مسرعا إلي سيارته..
بينما في الحديقة علت ضحكات عز قائلا:أنتي عارفه أنا عندي كام سنة !! يا بنتي أنتي ليه محسساني إني رايح المدرسة لأول مرة
حنين:مهو أنا بصراحة قلقانة من غادة دي و خايفة من تهورك
عز:لا يا ستي متخافيش غادة و بإذن الله ربنا هيحميني من تهورها و بعدين أنا وعدتك إني هأجل حوار إننا نروح الفيلا القديمة و ندعبس في اللي حصل زمان لبعد كتب الكتاب
حنين بتنهيده:ربنا يستر
قطع كلامهم صوت جهاد و هي تقترب منهم قائلة:ألحقي أجهزي يا حنين
حنين بتذكر:تصدقي كنت ناسيه
جهاد بمرح:كنتي بتفكري فيا أكيد
حنين بمرح:لا يا ختي أنا لسه صغيرة و بخاف
جهاد:طب يلا يا حنين عشان مقطعش علاقتي بيكي
حنين بضحك:حاضر
حنين موجه الكلام لعز:أنت هتمشي أمتي؟؟
عز:ماهر و أمجد قالوا خمس دقايق ونازلين أهو
حنين:طب تمام أبقي طمني عليك بقي
عز:حاضر
اتجهت حنين إلي غرفتها بينما تكلم عز مستفهما:هو أخوكي دا هيتأخر
جهاد:عايز الحق و لا ابن عمه
عز:لا ابن عمه
جهاد:طب ابن عمه الكبير و لا الصغير
رفع عز حاجبه وقال بنصف ضحكة:لا الصغير
جهاد:طيب الواد الكبير ولا الصغير
عز:ما أنا لسه قايلك الصغير
جهاد موضحة:لا لا أنا في الأول كنت أقصد العم نفسه أما الوقتي ابن العم يبقي مين
عز:بتاع الملامين
جهاد بعند:ملامين عمرنا
عز بعند:عم...
قطع كلامهم صوت ماهر مناديا عز قائلا:يلا يا عز اتأخرنا
ارتدي عز نظراته الشمسية وقال:حظك بقي إني عندي شغل
جهاد بعند:بتتهرب يعني
عز بنبرة ثقة:مش عز حسن اللي يتهرب من حاجه
أكمل عز و هو يتجه ناحية سيارة ماهر:سلام
زفرت جهاد بضيق وقالت لنفسها "إي الواد دا بس بصراحة يعني هو.."
قطع تفكير جهاد صوت رقية تنادي عليها قائلة:يلا يا جهاد عشان نروح لفرح
جهاد:طيب طيب دايما كدا تقطعوا عليا اللحظة
مر اليوم سريعا علي أبطالنا..تسلم عز عمله الجديد في مجموعة آل توفيق وسط فرحة عمت المجموعة بقدوم ابن حسن السيوفي بينما امضت حنين يومها مع الفتيات في التسوق من أجل حفل كتب الكتاب..
..............................................
بعد مرور أسبوع..في إحدي غرف قصر آل توفيق..رفعت حاجبها متعجبه وقالت:نعم!!
حنين بدهشة:هو في بتبصولي كدا ليه !!
فرح:يعني قولتي بلاش فستان سواريه وقولنا طيب لكن مش هتحطي أي ميك أب ليه؟؟
حنين:بإذن الله يا فروحه لما أبقي عروسة زيكوا أبقي أحط
جهاد:طب حطي كحل بس زيي
حنين:never و بعدين بقولكوا إي بطلوا رغي ويلا عشان نخلص
رقية:عارفين أحلي حاجه إننا معتمدين علي نفسنا ميك أب و طرح والله بفكر أفتح كوافير
جهاد بجدية مصطنعه:إي الهيافه دي خلي طموحك يبقي زي
فرح:و طموح حضرتك إي يا فندم
جهاد بجدية مصطنعه:حلاق رجالي طبعا
انفجرت الفتيات ضاحكه بقوة لتسقط حنين علي الفراش وهي تضحك ..
قطع كلامهم صوت سناء تقول:جهاد تعالي بسرعة
خرجت جهاد إلي والدتها بينما ظلت الفتيات يضحكن وهن ينهين اللمسات الأخيرة لهن..
اتجهت جهاد إلي والدتها التي أرادت كانت تتأكد منها أي الطرح ترتدي؟؟
بعد ان انهت جهاد مع والدتها خرجت متجه إلي غرفة الفتيات لتنهي اللمسات الأخيرة لحجابها..
أما في أسفل الفيلا و تحديدا في الحديقة التي تزينت بالإضاءات الخفيفة و كراسي ملتفه حول طاولات تحمل شريط ستان باللون السماوي مرصع بفصوص صغيرة تتلألأ من الإضاءة الهادئة.قطرات الندي علي الأشجار تسطع كأنها حبات لؤلؤ إثر أشعة القمر التي أضافت بهجة علي تلك اللوحة الفنية المرسومة في الحديقة..
موسيقي هادئة تتمايل علي إثرها الأزهار و تدندن معاها الطيور..
بينما عامر يقف بحلته السوادء التي تضيف عليه وقار و هيبه في استقبال الضيوف و بجانبه ناصر..
و علي ثغرهم ابتسامة سعادة..
أما في الطابق العلوي للفيلا تحديدا في غرفة في أقصي اليمين..فتح مقبض الباب بهدوء ليندفع الشباب واحدا تلو الآخر و هم في كامل زينتهم و جذابيتهم..أغلق أمجد الباب وهو يمسح دموعه ضحكته قائلا:كفاية يا عز مش قادر إي يا بني الجنان دا
عز بطريقة مسرحية:دي أقل حاجه عندي
ماهر:أنا بقول نأجل الجنان دا بقي لأننا أصبحنا في وسط القصر وممكن أي حد يسمعنا
عز بمرح:طب فرصة كمان يا بيه
حرك أدهم رأسه بمعني "لا\" و هو يمسح دموع ضحكه..
قطع كلامهم صوت أحد الخدم يتقدم ناحيتهم قائلا:عامر بيه بيبلغكوا إن المأذون وصل
أمجد بسعادة:تمام
هبط الشباب إلي الحديقة و هم يستقبلون التهنئة من الجميع و تولي عامر مهمة تعريف عز إلي أكبر رجال الأعمال..
أما في الطابق العلوي..سمعت الفتيات طرقات خفيفة علي الباب..فتحت حنين الباب لتجد أدهم أمامها لترجع خطوات بسيطة للخلف و تقول:أيوة
حاول أدهم أن يبعد نظره عنها ولكن لم يستكع فكانت كالملائكة بفستانها القطني البني المزين بلمسات من اللون البيج و يعلو وجهها خمار بيج يستر جسدها..حاول جاهدا أن يمنع نظره عن تلك الملاك الذي يقف أمامه فحرك يده بسرعة بمعني "المأذون تحت "
حنين بإحراج:طيب ثانية واحدة
اتجهت حنين إلي الفتيات و أخبرتهن لتحمل كل عروس فستانها وتحمل جهاد هاتفها و تخرج رقية أولا..
نظر أدهم إلي رقية بابتسامة صافية واقترب منها بهدوء وقًبل رأسها بحنان بينما حاولت رقية جاهده منع دموعها من الهبوط و أسندت رأسها علي صدر أدهم وقالت:ربنا يخليك ليا
طبطب أدهم علي كتف رقية و تنهد بهدوء وحادث نفسه قائلا "كبرتي يا رقية وبقيتي عروسة والله لتشوف أيام سودة يا أمجد عشان تاخدها مني"
أمسك أدهم بيد رقية و أفسح المجال لناصر الذي نظر إلي فرح بسعادة تأملها بهدوء غير مستوعب أن الفتاة التي أبدلت حياته وزوجته ستصبح قريبا حلال شخصا آخر يخطفها علي حصانه الأبيض إلي منزلهم..غير مستوعب أن الفرحة التي زينت حياتهم ستكون من نصيب شخص آخر..ضم ناصر فرح إلي أحضانه بسعادة وحاول كتمان دموعه وقال:مبروك يا بنتي
فرح بنبرة تغلب عليها الدموع:ربنا ميحرمنيش منك يا بابا
هبطت فرح في يد ناصر و رقية في يد أدهم بينما نظرت جهاد إلي حنين وقالوا في صوت واحد:ملناش غير بعض
دخلت العروستان إلي الحديقة ليرتفع صوت تصفيق الجميع لهم وسط نظرات سعادة متبادلة بين العاشقين..
جلست فرح بجانب سميرة و هي متمسكه بيدها بينما تشابكت يد ماهر و ناصر و أنزل المأذون المنديل ليبدأ عقد قران ماهر و فرح..
ارتفع صوت الجميع مرددين "بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير"
عدا غادة التي كانت تجلس في جانب بعيد تنظر لهم بغضب و هيئتها توحي أنها غير راضية عما يحدث..
اسمترت التهنئات تتوالي علي ماهر و فرح و هما يخطفان نظرات حب لبعضهم بينما ظل ماهر مكانه وأمسك بيد أمجد ليكون ماهر هو وكيل أخته في عقد قرانها و أدهم أحد الشهود و عز الشاهد الآخر..
ارتفع صوت الجميع مرة أخري مرددين "بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير"
ارتفعت صوت زغروطة سعادة من سميرة و سناء وتوالت التهنئات علي العاشقان و أهل العروسين..
بينما فرح منشغله باستقبال التهنئة من أحد صديقتها شعرت بلمسة يد دافئة تقبض علي كفها الصغير..نظرت خلفها بتعجب لتجد ماهر ينظر لها بحب ليرتعش جسدها بخجل..
فرح بإحراج:ماهر في إي
ماهر بسعادة:بحبك
أخفضت فرح رأسها بخجل وقالت بصوت مرتعش:يا ماهر ..
لم يسمح ماهر لفرح بإكمال حديثها وإنما جذبها من بين كل الناس و جلسوا سويا في المكان المخصص لهم بعيدا عن الأنظار..
بينما رقية رفعت حاجبها قائلة:نعم ياختي!!
جهاد:بقولك هقرصك في ركبتك عشان أحصلك في جمعتك
رقية:ما تاخدي العريس احسن
جهاد:لا مهو اخويا مينفعش
قطع أمجد حديثهم قائلا:أيوة مين بينده أنا جيت
جهاد:يعني يرضيك....
أمسك أمجد بيد رقية وجذبها وقال بسرعة:لا لا ميرضنيش
رقية بضحك:استني أختك هتجري ورانا
أمجد بابتسامة:فكك منها المهم إنك بقيتي حلالي يا روءه
رقية بخجل:يا أمجد الله اسكت بقي
أمجد بنظرة ذات معني:هو أنا لسه قولت حاجه دا أنا هقول و هقول
اتجه أمجد و رقية ايضا إلي المكان المخصص لهم يعيد عن الأنظار..
شعرت حنين بالملل من الجو الرسمي الذي يسود الحفل فاستأذنت من عز الذي كان يقف مع أحد رجال الأعمال و ذهبت برفقة جهاد إلي اسطبل الخيل ..
بينما في مكان ماهر و فرح...
ارتشفت فرح قليلا من المياه ليقول ماهر:في إي يا فروحه مالك ؟
فرح بسرعة و خجل:ماهر أنا بحبك
اتسعت ابتسامة ماهر تدريجيا وأمسك بيد فرح وقال:أخيرا نطقتي بعشقك يا فروحه
بينما في مكان رقية و أمجد...
أمجد:ماشي قولي عايزه تقوليلي إي
رقية بمرح: النهاردة بجد تحفة اتبسطت اوي مع البنات يالهوي علي كمية الضحك النهاردة و أنا بحبك و...
أمجد مقاطعا بعدم تصديق:إي إي أستني أستني قولتي إي
رقية بخجل ممزوج بمرح: النهاردة بجد تحفة اتبسطت اوي مع البنات يالهوي علي كمية الضحك النهاردة
أمجد:لا لا مش دي اللي بعدها
رقية: و
رفع أمجد حاجبه وقال:يا روءه
رقية بخجل:بحبك
أمجد بسعادة:يا بركة دعاكي يا أما
أمام اسطببل الخيل...وقفت الفتاتان تنظران إلي الخيل الذي يعدو حول الحلبة و هو رافعا رأسه لأعلي..لتقول جهاد:أنا جعانه
حنين:تصدقي و أنا كمان
جهاد:طب بصي خليكي هنا و أنا هروح أجيب أي حاجه تتأكل
حنين:متتأخريش بس
جهاد:حاضر
ذهبت جهاد في طريقها إلي مطبخ القصر بينما ظلت حنين تتأمل الخيل و علي وجهها ابتسامة حزن..
تنهدت حنين بقوة و تحسست قلادة والدها المعلقة في رقبتها رافعه وجهها للسماء وقائلة بصوت مسموع:يارب
سمعت حنين صوت أقدام تقترب منها ليرتعش جسدها خوفا و تلتفت حولها يمينا و يسارا لتري أدهم يقترب منها و هو ينظر إلي الأرض وكأنه في عالم آخر..شعرت حنين باطمئنان قليلا و أعادت نظرها إلي الخيل وهي تشعر ان ضربات قلبها ستمزق ضلوعها..
تعجب أدهم من وجود حنين و لكنه ألقي ابتسامة هادئة عليها و أكمل طريقه سريعا..
أما جهاد فقد أحضرت زجاجتين من المياه الغازية و شيكولاته و سارت في طريقها إلي حنين و لكن أوقفها صوت يقول:حنين فين!!
التفت جهاد إلي مصدر الصوت وقالت:عند الإسطبل
عز بضيق:لوحدها!!
جهاد:أيوة أنا كنت معاها بس روحت أجيب حاجه لينا
مسح عز علي شعره بضيق وقال:طيب خلاص
سار عز خطوتين إلي الأمام ليرجع إلي مكان الإحتفال ولكن أوقفه صوت جهاد تقول:هو في حاجه
التفت عز برأسه وقال:لا بس قلقت عليها ومبحبهاش تبقي لوحدها
جهاد:لا متقلقش معها الأدهم
رفع عز حاجبه وقال:نعم!!
جهاد بضحكة طفولية:أقصد الخيل يعني اسمه الأدهم
عز بابتسامة هادئة:تمام متتأخروش هناك بقي
جهاد:حاضر
التفت عز وسار في طريقه بينما التفت جهاد وسارت في طريقها وجهها ابتسامة صغيرة..
................................................
في اليوم التالي..في مجموعة آل توفيق..
في مكتب فرح و حنين..
فرح بألم:أنا جسمي مكسر أوي من امبارح
حنين بإرهاق:و أنا كمان هموت و أنااام
فرح بابتسامة:بس برده مبسوطة إنك بقيتي معايا في المكتب
حنين:تصدقي كنت خايفة يبقي ليا مكتب لوحدي بس فرحت أوي لما عرفت إنك معايا
فرح:ربنا يخليكي يا حنون
قطع كلامهم صوت يقول:السلام عليكم
التفت الفتاتان إلي مصدر الصوت ليجدوا ماهر يقف أمام الباب ليردوا السلام و يدخل ماهر و يقول:ازيك ياا حنين
حنين:الحمدلله
التفت ماهر إلي فرح و قال بغمزة:ازيك يا فروحه
فرح بإحراج:احم احم الحمدلله
شعرت حنين أنه لا يوجد مكان لها وسط العاشقين فقالت:أنا هروح اسأل عز علي حاجه
خرجت حنين من المكتب ليقول ماهر:و الله بتفهمي يا حنين هااا تسلمي
فرح بغيظ:ينفع كدا يعني البنت اتحرجت و انت جاي تقول فروحه و بتاع
رفع ماهر حاجبه وقال:مهو في حاجه حصلت و لازم أبلغك بيها
فرح بقلق:خير!!!
ماهر بابتسامة هادئة:إنك وحشتيني
ابتسمت فرح بسعادة و قالت بصوت هادئ:مجنون يا حبيبي والله
بعد خروج حنين من المكتب اتجهت في طريقها إلي كافيتريا المجموعة و أحضرت كوب من القهوة و ظلت تجوب في أركان المجموعة بملل لتترك المجال قليلا لماهر وفرح..
بينما حنين تسير في الطابق الذي يضم مكتب عز وأدهم و عامر و ماهر و مكتبها المشترك مع فرح لمحت حنين لوحة معلقة في أقصي يسار الطابق لتتجه لها حنين بهدوء..
ابتسمت حنين تدريجيا ابتسامة حزينةوهي تنظر إلي أحد أصحاب الصورة و كانت الصورة تضم "حسن و ماهر و عامر" اقتربت حنين من الصورة و تحسست وجه أبيها بيد مرتعشة و دموعها متجمعه في عيونها..
حنين بصوت مسموع:وحشتني يا بابا وحشني حضنك أوي
هبطت دمعة من جفونها و توالت الدموع في السقوط بهدوء..ظلت حنين صامتة و هي تنظر للصورة ودموعها تهبط في هدوء إلي أن تنهدت بحزن و حاولت مسح دموعها ولكنها وجدت أنها لم تحضر معاها أي مناديل..
التفت حنين بجسدها لكي تعود إلي المكتب و لكن أوقفها أدهم الذي يبعد عنها مقدار المتر أو أكثر..
ظهرت معالم الدهشة و الخوف علي وجه حنين الذي يكسوه الحزن و لكن أدهم تحرك بهدوء وأخرج منديل من جيبه و مدً يده به أمام حنين..
أمسكت حنين المنديل بيد مرتعشة ومسحت دموعها وقالت بنبرة هادئة:شكرا
ابتسم أدهم ابتسامة صغيرة والتفت بجسده وعاد إلي مكتبه..بينما اتجهت حنين إلي مكتبها..
............................................
مر حوالي أسبوعين بين انشغال رقية و جهاد في الإمتحانات ..و ماهر اللي بيحاول يسعد فرح بأي طريقة و فرح اللي بتشكر ربنا في كل سجدة علي نعمة راجل زي ماهر..أما أمجد بدأ يفكر في إنه يرجع عن الجواز بسبب جنان رقية اللي تقريبا مبيسلمش منها بس فرحان و مبسوط..ما هي حبيبته بقا !!
أما أدهم عايش في دنيا لوحده شغله و بس و الليل كله بيقضيه في مرسم ليه في آخر الجنينة..حياته اتلخصت في المرسم و الشغل و القهوة..
أما عز و حنين مشغولين في الشغل مع عامر و يحاولوا يوصلوا لأي ورق في المجموعة..
أما غادة قصر آل توفيق بقي بالنسبالها ترانزيت بتكون فيه لما تحتاج فلوس أو للنوم مش أكتر و النظام دا ضايق ماهر فمهما كان هي والدته لكن هي بررت موقفها بإنها بتقضي وقتها مع أصحابها نظرا لأن كل واحد مشغول في حياته..
و في يوم في غرفة عامر...
سناء بعتاب:ممكن بقي تسيب الورق دا و تريح عينيك
ابتسم عامر ابتسامة هادئة و أغلق الملف وقال:بس كدا !! تؤمر يا حبيبي
ابتسمت سناء بحياء و جلست بجوار زوجها تضغط علي يده بحب..
قطع تلك اللحظة الهادئة صوت طرقات خفيفة علي باب الغرفة..
قامت سناء من موضعها متجهه إلي باب الغرفة كاتمة ضحكتها علي عامر الذي يكتم غيظه ممن قطع عليهم وقتهم...
فتحت سناء الباب لتجد عز يقف بإحراج..سناء بترحيب:أهلا يا حبيبي اتفضل اتفضل
عز بإحراج:معلش يا طنط ممكن أكلم عمو دقيقة بس
سناء:طب ادخل يا حبيبي
عز:معلش أصل أنا سألت عليه قالوا هنا أنا مرتاح هنا مفيش مشكلة
سناء بابتسامة:ادخل يا عز عادي أنت زي أمجد اتفضل
دخل عز بحياء ليجد عامر مستقبلا له بابتسامة عذبة..
تركتهم سناء بمفردهم ليقول عامر:خير يا عز في حاجه!!
عز بثبات:بصراحة يا عمو أنا و حنين متعودين كل أسبوع نزور ماما في المقابر بس عشان اتشغلنا في المجموعة و قبلها كتب الكتاب و كدا معرفتش أكلم في الحوار دا المهم أنا و حنين نفسنا نحقق أمنية ماما إنها كانت تدفن جمب بابا بس بالنسبة لأن وفاتها كانت في وقت منعرفش حاجه عن البيت دا و زي ما رجعت ليه نفسي ماما تكون مرتاحه لما ترجع جمب بابا
عامر:تقصد إنك حابب تنقل فيروز من مرسي مطروح
عز:أيوة
عامر:و دا ينفع يا بني
عز:أنا سألت و قالوا إنه ينفع بس طبعا هيكون تحت إشراف و أنا هكون موجود معاهم
عامر:خلاص مفيش مشكلة شوف الميعاد اللي حابب تسافر فيه مطروح أمتي و حدد مع الناس
عز بسعادة:ربنا يخليك يا عمو شكرا
عامر بابتسامة:ربنا يوفقك يا بني
عز:طب حضرتك إي رأيك بما إني أنا و حنين مسافرين مطروح كمان يومين عشان نزور جيرانا أكلم الناس و أحدد معاهم؟؟
عامر:هي فكرة حلوة برده بما إنكوا هتبقوا هناك بس أنت قولتلي إن اليوم دا بيتجمع فيه أهل الحارة كلها و أختك بتتبسط فيه خليخا ترجع مبسوطه و بعدها بيومين و لا حاجه اسافر معاك و ننقل الجثمان
عز بابتسامة:تمام يا عمو ربنا يخليك
..........
في حديقة قصر آل توفيق..تجمعت الفتيات و أمامهم جهاز اللاب توب يتابعون أحد أفلام الرعب و شاركتهم سناء..وضعت حنين يدها علي عيونها بخوف وقال:لا كدا كتير بالله عليكي شيلي البتاع دا يا جهاد
جهاد باندماج:يا بنتي دا تمثيل اتفرجي اتفرجي
سناء:أنا أعرف إن اللي بيخلص امتحاناته بيفرح مش بيتفرج علي رعب
رقية:و الله يا طنط مفيش رعب زي رعب الإمتحانات
انكمشت حنين بجانب جهاد تتناول معاها من صحن البوشار و هي ترتعش بخوف..جهاد مطمئنه:أهدي يا حنين متخافيش
بعد عدة دقائق..مسحت حنين قطرات من العرق علي جبينها وأحكمت علي خمارها لتلمح طيف في أقصي الحديقة لتنتفض بخوف وتقول بصوت مرتعش:بسم الله الرحمن الرحيم
سناء:مالك يا حنين ؟؟؟
حنين بصوت ضعيف:في طيف هناك أهو
انتبهت رقية إلي الإتجاه التي تشير له حنين و الطيف يقترب ليظهر أدهم و هو مرتدي سويت شيرت باللون الأسود و شاابو يخفي وجهه..ضحكت رقية بهيسترية وقالت:دا أدهم متخافيش
انفجر الجميع ضاحكا حتي حنين و تبادلت الفتيات التراشق بحبات البوشار..اقترب أدهم منهم و ألقي عليهم التحية بيده و ابتسامة عابرة ..
سناء بقلق:أخوكي شكله فيه حاجه بقاله مدة و هو فيه حاجه
رقية بحزن:مهو علطول كدا يا طنط من يوم ما اللي حصل و فقد النطق و لما بحاول أتكلم معاه بيعمل نفسه مشغول
جهاد بحزن:هيبقي كويس بإذن الله أنتوا عارفين أدهم دي طبيعته من يوم اللي حصل
التفت حنين برأسها ناحية أدهم الذي يتقدم سلم القصر صاعدا إلي غرفته بهدوء و تنهدت بحزن..
أرجعت حنين رأسها ناحية الفتيات و أكملن حديثهن بينما وقف أدهم فجأة و التفت برأسه ناحية حنين لثواني و أكمل سيره إلي غرفته
...........
في اليوم التالي..حملت حنين أحد الملفات و قالت:فروحه أنا خمس دقايق بس و جايه
فرح:راحه فين!!
حنين:هروح لعز أسأله عن حاجه
فرح:تمام
اتجهت حنين إلي مكتب عز بينما ظلت فرح منشغله بالملفات التي أمامها لتشعر بعد مرور دقائق بخيال يقف بجانبها..تركت فرح ما كان بيدها واستنشقت العطر الذي يملأ أركان الغرفة لتعلو ابتسامة هادئة ثغرها و تلتفت بوجهها علي يمينها لتجده يقف بجانب مكتبها و يديه في جيوبه ينظر لها بابتسامة..
فرح بنبرة جدية مصطنعه:في حاجه يا بشمهندس
ماهر بحدة مصطنعه:ممكن أعرف الملف دا متراجعش ليه!!
فرح بجدية مصطنعه:أي ملف؟؟
وضع ماهر الملف أمامها وهو يحاول أن يخفي ضحكته لتفتح فرح الملف بسرعة لتجد ورقة مكتوب عليها "بحبك" ابتسمت فرح بسعادة و أمسكت بقلمها وكتبت "و أنا بعشقك"
التفت فرح إلي ماهر وقالت بنظرة طفولية:وحشتني
ماهر بمرح:بس دا مش موجود في الملف
كتمت فرح غيظهاوقالت:ماهر أمشي يلا بدل ما أقطع علاقتي بيك
جلس ماهر علي الكرسي المواجهه لمكتب فرح وقال:لا يا حبيبي أنتي أدبستي رسمي
أما في مكتب عز..أغلق عز الملف قائلا:عرفتي هتعملي إي
حنين:أيوة تمام كدا
عز:علي فكرة بعد الشغل هنروح الفيلا القديمة
حنين بدهشة:بجد!!!
عز:أيوة كان لازم ناخد أي خطوة بقي و أنا كلمت عمو عامر الصبح و بعتلي المفتاح
حنين:تمام يعني هتفوت عليا في المكتب
عز:آه بإذن الله
اتجهت حنين عائدة إلي مكتبها تتابع عملها بعد أن ألقت التحية علي ماهر الذي عاد لعمله بدوره...
...............
أما في غرفة غادة..تأكدت غادة من إغلاق الباب و فتحت هاتفها قائلة:كل دا عشان تكلمني
المجهول:معلش كان عندي شغل
غادة بضيق:المهم هنعمل إي في ولاد فيروز دول
المجهول:متقلقيش أنا بس أوصل اللي عايزه و هتلاقي اللي بينتقم منهم من غير ما يكون لينا يد نهائي
غادة:أنا مش مطمنه عز دا شكله مش سهل
المجهول:سيبي الموضوع دا عليا و أنا هحله زي اللي قبله و اللي قبله
غادة:أما أشوف.
....
بعد دوام العمل اتجه عز بصحبةحنين إلي الفيلا التي شهدت علي حب يولد بين فيروز و حسن..
ترجل عز من السيارة و أمسك بيد حنين و دخولوا إلي الفيلا يتفقدون كل جزء فيها..ذبلت الزهور و سقطت أوراق الأشجار..غلب الحزن و الكرب علي كل ركن من أركان المنزل..اتجه عز بنظره إلي الحديقة و تذكر بصعوبة آخر مرة كان يركض فيها في هذا المكان و هو ممسك بيد والده..تجمعت الدموع في عينيه و كأنه يري والده عندما حمله و رفعه لأعلي و هو يضحك..أما حنين فنزلت بمستواها قليلا إلي الأرض و أمسكت بوردة ذابلة تمسح الأتربة عنها...تحسست حنين الوردة و تذكرت والدتها عندما كانت تقص عليهم أنها كانت تزرع كل أنواع الأزهار في حديقة المنزل..دمعت عيون حنين و رفعت نظراها تتأمل جدران المنزل من الخارج..تذكرت كم مرة وقف بيها والدها حسن أمام باب المنزل يقص عليها حكايات هادئة كي تنام..شعرت و كأنها تري والدها يقف أمامها و هي بين يديه يقص عليها إحدي قصصه...جذب عز حنين من شرودها و ضغط علي يدها قائلا:يلا عشان ندخل