قصة انت حقى انا
البارت الخامس عشر15
بقلم نورهان حسني
فتح عز الباب ليصمت بصدمة..ساد الصمت واختفت لغة اللسان لتتحدث لغة العيون..نظرات يملأها العتاب والحزن و الشوق والألم..نظرات باحت بما يخفيه القلب من آلامه وشوقه وخوفه..
تنهد عز بكل قوته وقال:جيتي هنا إزاي!!
جهاد بتنهيده:مع بابا وأخواتي بس هما تحت
رفع عز حاجبه متعجبا:تحت فين!!
جهاد بلامبالاة:معرفش في واحد اسمه عم جميل نده لبابا واخواتي واقفين مع واحد اسمه طارق
تنهد عز بقوة ومسح علي شعره قائلا بقلق:وصلتي لقرارك
جهاد بتعجب:أنت شابف إني ممكن اعمل إي!!
عز:من نظرة عيونك آخر مرة يبقي ممكن تطلب الطلاق
جهاد بصدمة:طلاق!!
ساد الصمت مرة أخري بين العاشقين..تخلله دموع متجمعه في عيون جهاد الذي تنهدت بقوة وقالت:أول مرة تترجم نظرة عيوني غلط مع إني كنت بقول محدش قدر يفهمني غيرك محدش بيحس باللي جوايا غيرك..ظنك كان غلط المرة دي يا بشمهندس
تنهدت جهاد بقوة لتمنع دموعها من الهبوط قائلة:نظرة عيوني كانت علي صدمة علي كدب عايشة في سنين علي خيانة في البيت اللي اتربيت فيه علي حزن علي ناس فارقوني من قبل ما اشوفهم وبقوا مجرد ذكري بتمني الزمن يرجع وألمحهم من بعيد
أكملت جهاد كلامها بحزن مخفي:أما بقي لو حضرتك عايز تطلقني اتفضل أبويا تحت رجعني ليه زي ما....
لم يمنحها فرصة لتكمل كلامها وأراد أن يخبرها بقراره..جذبها عز من خصرها إليه وضمها لصدره بقوة..
سادت لغة الصمت مرة أخري بينهم ولكن لتسود لغة الحب..لغة الشفاه..لغة العشق..إنهال عز علي شفاه جهاد بثورة جنونية من القبلات الحارة المتتالية..لم يمنح عز فرصة لجهاد لتتخلص من قبضته..ضمها اكثر لأحضانه وهو يزيد من حرارة قبلاته..لتنساب بين يده وتبادله القبلات بنفس الإحساس..قبلات عنيف رومانسية هادئة أحاسيس كثيرة مرت علي العشاق في لحظات خطفوها إلي عالم تسوده لغة الحب..
أبعد عز شفاه عن جهاد وهو يلهث أنفاسه وقال بصوت هادئ:بحبك يا مجنونة
شعرت جهاد وكأنها في حلم..لمسة شفاه عز...أنفاسه الدافئة..تنهدت بقوة وقالت:متبعدش عني تاني
عز بابتسامة:حاضر
ابتعد عز عن جهاد وقال:ادخلي اقعدي
ما هي إلا ثواني عديدة حتي وصل عامر وباقي أولاد اخوته أمام باب المنزل..
عز بترحاب:اتفضل يا عمو
دخل عامر ومن بعده أمجد الذي استقبله عز بطريقتهم المرحة الدائمة..وقف ماهر و من خلفه أمام باب المنزل..
لحظات ترقب من الجميع..نظرات غضب..حزن..ألم..احتياج..بين عز وأدهم وماهر..
تنهد عز بقوة وقال:ما تدخل يا بني و لا الجو عاجبك بره
ابتسم ماهر بسعادة ومدً يده لعز ليضغط عليها عز بقوة ويتقابل الإثنان في ضمه..
دخل ماهر ومن خلفه أدهم الذي ظل واقفا بتردد..أدهم بتردد:هو يعني أصل أنا..
عز بتعجب:مالك يا بني !!
أدهم بابتسامة وهو يحتضن عز:مهو أنا بصراحة جعان
عز بضحك وهو يطبطب علي كتف أدهم قائلا:ادخل يا بني هعملك أي حاجه
اجتمع الجميع في الصالون..عامر:أومال فين...
قطع كلام عامر صوت صرخة عالية من حنين!!..انتفض الجميع من مكانهم و ركض عز إلي أخته و من خلفه جهاد وعامر..
دخل عز لغرفة اخته وأضاء الأنوار وذهب لها مسرعا و هو يقول بقلق:أهدي يا حبيبتي أهدي بسم الله الرحمن الرحيم
دفنت حنين رأسها في صدر عز وقالت ببكاء:معتش قادره يا عز
عز:يا حبيبي خلاص محدش يقدر يجي جمبك
حنين ببكاء:مش عايزين يسبوني يا عز صوتهم لسه في ودني وشكلهم
التفت عز بنظرة لعمه كأنه يطلب منهم أن يتركه مع حنين لدقائق.فخرج عامر وجهاد..
أدهم بلهفه:في إي مالها!!
عامر بحزن:واضح إنه كابوس يا بني من اللي حصلها
في غرفة حنين..رفع عز رأس أخته وقال:محدش يقدر يجي جمبك يا حنين طول ما فيا نفس متخافيش اللي عملوا كدا خلاص مصيرهم بقي بين أربع حيطان في سجن بيدفعوا تمن اللي بيعملوه
حنين بخوف:صوتهم لسه في ودني وشكلهم مش عايز يسيبني
عز:لما تيجي تفتكريهم استغفري ربنا وهو قادر يشيل اللي حصل من بالك زي ما حماكي منهم
حنين برجاء:يارب يارب
قًبل عز رأسها وقال:طب يلا ألبسي الإسدال عليكي
حنين:ليه!!
عز بتنهيده:عمو عامر بره ومعاه أمجد و أدهم وماهر وجهاد
حنين بقلق:هي جهاد قالتلك حاجه !!
عز بابتسامة:ها!! لا تمام
حنين بانتباه:أنت قولت أدهم وماهر!!و دول إي اللي جابهم
عز:ولاد عمك
حنين:وأمهم!!
عز:هم بنفسهم حطوها في عربية الشرطة و هي نفسها خلتهم يتامي وادهم برده اللي ساعدنا
حنين بتنهيده:عندك حق
عز:يلا بقي يا بت أنتي رغاية أوي
...
بعد مرور خمس دقائق..خرجت حنين بصحبة عز وألقت السلام علي الجميع وجلست بجواره...
عامر:أخبارك إي الوقتي يا حنين ؟؟
حنين:الحمدلله بخير
عامر:تمام..المهم نخش في الموضوع علطول..بصوا بقي كلكوا أنا مش هسمح إن ولاد أخواتي يتفرقوا من حواليا زي ما اخواتي يتفرقوا اللي غلط الوقتي بياخد جزائه وعمر ما حد فينا هيقدر ياخد حد بذنب حد صح؟؟
الجميع:أكيد
عامر:تمام أوي كدا ماهر هيرجع علي شقته مع مراته اللي في العمارة وأدهم وعز وحنين مكانهم محفوظ في القصر و عمر ما حد يقدر يخرجهم منه
عز:بس يا عمي صدقني أنا معتش مطمن من القصر دا ولا هطمن علي حنين
ماهر:اللي كان ممكن يقلقك علي حنين خلاص بقوا بين أربع حيطان وبعدين حنين زي ما هي أختك أختنا هنحافظ عليها
أمجد:مينفعش تقلق عليها وهي وسطينا يا عز
تنهد أدهم بقوة ونظر لحنين نظرة خاطفة وقال:زي ما أنت عايز تحميها وخايف عليها إحنا برده مش هنسمح لحد يقرب ليها تاني
زادت ضربات قلب حنين من كلامات أدهم وتنهدت بقوة وخطفت نظرة له سريعا..
عامر:ها يا بني قولت إي؟؟و أنتي يا حنين؟؟
حنين بانتباه:اللي عز يشوفوه
عز بتنهيده:خلاص يا عمي اللي حضرتك تشوف
...........
بعد عدة ساعات..في قصر آل توفيق..تجمعت العائلة حول مائدة الطعام..ارتفعت أصوات مزاحهم وضحكاتهم وكأنهم قرروا ألا يسمحوا لحد في محو تلك البسمة من علي شفاهم..قرروا دفن كل أوجاعهم وآلامهم وأن يداوها بتوحدهم...
تعجبت من مرحه الذي انقطع فجأة فاقتربت من أذنه وقالت:أمجد في حاجه مالك سكت فجأة ليه؟
أمجد بألم مصطنع:مفيش حاسس إن جالي برد من الخروج من بدري
رقية بخوف:طب أروح أعملك حاجه تشربها ولا نطلع شقتنا
أمجد بنظرة ذات معني وألم مصطنع:لا نطلع شقتنا عشان محدش يقلق
قام أمجد من موضعه وأمسك بيد رقية وقال:طيب يا جماعه فرصة سعيدة تصبحوا علي خير
سناء:ما تقعدوا يا بني !!
تصنع أمجد الألم وقال:لا يا ماما معتش قادر صدعت شوية بس
عامر:طيب يا بني براحتك
صعدت رقية بصحبة أمجد إلي منزلهم وبمجرد أن فتحت الباب قالت:أنا هروح أعملك حاجه سخنة عشان....
لم تستطع رقية إكمال كلامها..أطبق أمجد بشفتيه عليها يزيدها عشقا..همس في رقبتها:إي رأيك في جوزك لما يمثل ؟؟أنفع صح؟؟
رقية بحزن:حرام عليك ياأمجد...
أطبق أمجد بشفتيه علي شفتاها الصغيريتين وحملها بين ذراعه ليعيش العاشقان أجمل لحظات حياتهم تحت ستار الحب..
أما في قصر آل توفيق..
ماهر بهمس:أنا عريس علي فكرة
فرح بهمس:و مين العروسة ها ها ها
ضغط ماهر علي أسنانه وقال بهمس:ماشي يا فرح سلام
قام ماهر من موضعه وقال:معلش يا جماعه هقوم أعمل تيلفون مهم
تعجبت فرح من تغير ماهر المفاجئ و قامت بعده بثواني..بحثت عنه في الحديقة ولكنها لم تجده..نظرت حولها بحزن وصعدت إلي منزلهم..و بمجرد أن أغلقت الباب شعرت بيده تحيطها من خصرها..شهقت بخوف و قبل أن تصرخ شعرت بأنفاسه الدافئة تزلزل كيانها..
ابتسمت ابتسامة صغيرة والتفت بوجهها له وقالت:وأنا اللي فكرتك زعلت
ماهر بنظرة ذات معني:ما أنا زعلت ولازم تصلحيني ناو
فرح:إزاي بقي يا حبيبي
ماهر وهو يحملها بخفة:لا بقي دا محتاج وقت كبير
.......
أغلقت الأنوار في قصر آل توفيق..و صعد كل فرد إلي حجرته..استسلم الجميع لنومه سريعا..إلا الدافن أحزانه بداخله..وضع الكاب علي رأسه و سار إلي مرسمه..أضاء أنوار المرسم و جلس أمام أحد اللوحات ينظر لها في صمت..تنهد بقوة وقال وكأنه يحادث اللوحة:تفتكري هيجي اليوم اللي ألاقيكي في واقعي زي أحلامي وألاقي الحضن اللي يبقي سند ليا ولا هفضل زي ما أنا
......
بعد ما يقارب الثلاثة أشهر..طرقت باب مكتبه بخفة ليأذن لها بالدخول..ارتشع جسدها وهي تسمع صوت عبد الحليم حافظ يستقبلها وهي تفتح الباب..تنهدت بقوة وتقدمت نحوه بثبات...
حنين:التصميم يا بشمهندس
رفع أدهم عينيه من علي جهازه الحاسوب وقال:اتفضلي يا حنين
جلست حنين علي المقعد المقابل لمكتب أدهم وقالت:التصميم المطلوب أهو عشان حضرتك تراجعه
استلم أدهم الورق منها و ارتدي نظارته الطبية لتزين عيونه البنية...ارتشف أدهم قليل من قهوته البنية وتنهد بقوة وقال:بصي يا حنين التصميم حلو جدا كمان بس محتاجين نضبط بس شوية حاجات بس إجمالي هو تمام أوي
حنين بابتسامة:خلاص اللي حضرتك عايز تعدله أتفضل
أدهم:بصي أنا هقولك تعملي إي بس أنتي اللي هتنفذيه عملي
.....
علي بٌعد أمتار قليلة من مكتب أدهم..تحديدا في مكتب عامر..
عامر:يا بني فهمني بس أنت عايز إي !!
عز بسرعة:نعمل الفرح
أكمل عز بابتسامة واسعة:بس
عامر متعجبا:بس !!
عز:يا عمو جوزني بقي عشان خاطري
عامر:طيب يا بني ربنا يهديك مش لسه الشقة اللي في العمارة مع ولاد عمك مخلصتش
عز:مهو أنا معايا مبلغ كويس مع اللي بسيبه من فلوسي من القبض يبقي هقدر أخلصها بس محتاج موافقتك بس
عامر:طب و جهاد رأيها إي!!
عز بصوت هامس:لا مهي وكلتني أبلغك بموافقتها بس متقولش لعمي عامر بس
عامر بضحك:أنت شارب إي عالصبح يا عز
عز بمرح:كابتشينو والله بس يا عمو
عامر:طب يا بني روح كمل شغلك وأنا هشوف رأيي سناء برده وهبلغك
عز:تسلملي يا عمي
....
بدأت التحضيرات لزفاف عز وجهاد بعد أن تم تحديد الموعد بعد ما يقارب الشهر ونصف..انشغل عز بترتيبات الزفاف و أصبح علي عاتق أدهم وحنين كل مسئولية إنهاء التصميمات..و في أحد الأيام..ظل أدهم في مكتبه إلي الساعة الحادية عشر مساءا إلي أن شعر بألم يغزو جسده بالكامل..وضع أدهم رأسه بين كفيه بالم وأغلق عينيه بإرهاق..بينما هي منشغله بإنهاء التصميمات لم تفهم ملاحظاته في الملف..تنهدت بقوة واتجهت إلي مكتبه بتردد..
طرقت الباب بخفة ولم تتلقي أي إجابة..حنين لنفسها "هو مشي و لا إي بس هو قال في الإجتماع إنه موجود لآخر الليل"
زادت حنين من طرقتها علي الباب و لكن دون أن تتلقي إجابة...بدأ القلق يتسرب إلي قلب حنين ونظرت حولها بقلق..حزمت حنين أمرها و فتحت الباب بقلق..حنين بصوت مرتعش:أدهم أدهم
لم تتلقي حنين أي إجابة من أدهم بالرغم من أنه يجلس علي مكتبه..اقتربت حنين من أدهم بخوف وقالت:أدهم أنت كويس؟؟
آتاها صوته الضعيف وشعرت برعشة جسده القوية ليقول أدهم بألم:كلمي شادي يا حنين
حنين بخوف:أنت كويس!! في حاجه!!
لم يقدر أدهم علي رفع رأسه فقال بألم:كلمي شادي بس
أمسكت حنين بهاتفه الموجود علي المكتب وبحثت علي اسم شادي وهاتفته..
شادي:أيوة يا هندسه لحقت أوحشك
حنين بصوت مرتعش وخوف:بشمهندس شادي أدهم تعبان أوي وأنا مش عارفه أعمله إي
شادي بتعجب:آنسة حنين !!
حنين بصوت يغلب عليه البكاء:أدهم شكله تعبان أوي ومش عارفه أعمل إي
شادي بقلق:طب بصي متقوليش لحد حاجه وأنا مسافة الطريق وهبقي هنا بس هتلاقي في الدرج الأخير اللي في المكتب الصغير اللي عليه أدوات الرسم شريط صغير أديله منه حبيتن ماشي
حنين بخوف:حاضر
أغلقت حنين الهاتف و وضعته موضعه و فتحت الدرج الأخير من المكتب وأحضرت المطلوب كما أخبرها شادي..اتجهت حنين إلي الثلاجة وأحضرت منها زجاجة ماء واتجهت إلي أدهم..
حنين بصوت مرتعش:أدهم أدهم بص قوم خدً الدوا دا لحد ما شادي يجي
رفع أدهم رأسه بألم ومدً يده المرتعشة..تعجبت حنين من حالته و وضعت له الحبوب وناولته الماء..
حنين بخوف:بص رجع رأسك لورا أحسن
أسند أدهم رأسه علي كرسيه وأغلق عينيه بتعب..جلست حنين علي كرسي في أقصي المكتب بعد أن فتحت الباب علي مصرعيه..بحثت حنين حولها عن مصحف..لتجد مصحف أدهم علي المكتب الخاص به..
أمسكت حنين بالمصحف وبدأت تقرأ بصوت ضعيف مسموع بصوت يغلب عليه الدموع من خوفها من ألم أدهم
...... بعد أقل من نصف ساعة.....
هرول شادي إلي مكتب أدهم وقال بلهفه:أدهم مالك ؟؟
مسحت حنين دموعها بسرعة وقالت:معرفش في إي!!من وقت ما كلمتك و هو كدا
اتجه شادي إلي أدهم بسرعة وقال بخوف:قوم أسند عليا يا أدهم قوم
تحامل أدهم علي ألمه واسند نفسه علي شادي و خرجوا من المجموعة من الباب الخلفي..
شادي بقلق:بصي يا حنين روحي القصر و لو حد سأل أدهم فين قوليله إنه معايا في مشوار
حنين بخوف:طب أنتوا راحيين فين أنت مش شايف شكله
شادي:هيبقي كويس بإذن الله
اتجهت حنين إلي السيارة التي تعود بها إلي القصر كل يوم..
عم هاني (السواق):أومال أدهم بيه فين؟؟مش مفروض يرجع بعربيته ورانا زي ما عامر بيه قال
حنين بقلق:ها!! لا هو رايح مشوار مع شادي
........
قاربت الساعة علي الواحدة بعد منتصف الليل و حنين لم تتحرك من شرفتها تنظر إلي بوابة القصر بقلق...
دخل عز إلي حنين وقال بتعجب:إي يا حنون مش هتنامي؟؟
حنين بانتباه:ها لا مش جايلي نوم
عز:طب بصي أنا هدخل أنام لأني تعبان وبكرة ورايا حاجات كتير
حنين بخوف:أجبلك مسكن ولا حاجه
عز مطمئن:لا تسلميلي
دخل عز إلي الأريكة التي ينام عليها يوميا واستسلم لنومه بعد الألم..
تنهدت حنين بقوة و دفنت رأسها بين كفيها ليبدأ الصراع بين عقلها و قلبها..
قلبها:يا تري هو كان ماله؟؟كان شكله تعبان أوي
عقلها:من امتي وأنت بتتشغل!!
قلبها:من منظره و رعشة جسمه
عقلها:كداب
قلبها:لا مش كداب هو مجرد قريبي وصعب عليا
عقلها:و القهوة اللي أدمنتها
قلبها:دي قهوة عادي يعني
عقلها:فعلا عادي!!إنك تدمن نفس الشئ اللي بيدمنه
قلبها:القهوة فيها نفس المرارة اللي فيا لما بيجي في بالي
عقلها:يبقي أنت ..
قلبها:لا متقولهاش مستحيل مستحيل
أنتهت حنين الصراع بسرعة بحركة من رأسها يمينا ويسارا..انتبهت حنين إلي صوت سيارة شادي تقترب..
تختفت حنين خلف الستارة وتابعت أدهم وهو يستند علي شادي بألم..
أغلقت حنين الشرفة سريعا والتفت بجسدها تستند عليها..تنهدت حنين بقوة و وضعت يدها علي قلبها وكأنها تصيح به "كفي تلك الدقات ليست من حقك"
أوصل شادي صديقه إلي غرفته من الباب الخلفي و تاكد من أنه لا يوجد أحد مستيقظ بالمنزل وتركه بعد أن ساعده في إبدال ملابسه وناوله دوائه و تركه علي وعد بأن يأتي له في اليوم التالي..
زفرت حنين بضيق و نظرت إلي عز..حنين محادثة نفسها "أنا غلطانة صح يا عز!! مينفعش اللي أنا فيه دا صح!!كفاية الوجع اللي فيا..كفاية إنك جمبي..أنا ليه حاسه بذنب !!"
تنهدت حنين بقوة واتجهت إلي أخيها ودفنت رأسها علي صدره وكانها تتطيح بهمومها عرض الحائط..
شعر عز برأس أخته علي صدره..أحاطها بيده وطبع قٌبلة علي رأسها..
تنهد أدهم بقوة وهو يلهث أنفاسه بصعوبة..وضع أدهم يده علي صدره ملامس القلادة..و ثورة عارمه اشتعلت في كيانه.."مينفعش..مش حقك..قرب ينتهي..مفيش أمل..نسبة النجاح أقل من 10%..نظرتها..مجرد إشفاق"
تلك هي الكلمات التي دارت في عقل أدهم لتحطم كيانه تدريجيا..تألم أدهم من كثرة التفكير واستسلم لنومه
.....
مرت الأيام و أثبت أدهم أنه ممثل بارع في إخفاء آلامه..لقد أتقن الدور في جعل الجميع يظنون أنه بخير..أخفي آلامه بين ظلمات الليل..أخفي أوجاعه في مرسمه..أخفي حياته في ابتسامة كاذبة مرسومة علي شفتيه..
و في أحد الأيام بينما هو منشغل بمحادثة صديقه "شادي"علي هاتفه ليهنئه علي حمل زوجته "نغم"..سمع صوت طرقات علي باب حجرته..سمح أدهم للطارق بالدخول ليدخل ماهر قائلا:دومه
رفع أدهم حاجبه بسخرية:دومه!! إي يا بني عايز إي
ماهر:يا فاهمني أنت
أغلق أدهم هاتفه وقال:ها يا عم المستغل أرغي
ماهر:بص هما حاجتين أولا عايزك أنت تقابل الوفد اللي من شركة مرسيليا وتفهمهم إننا مش هنتعامل معاهم لأن التعامل معاهم في القرية اللي فاتت وحش جدا
أدهم:تمام
ماهر بضيق:أما بقي الموضوع الثاني بخصوص ما..أقصد مدام غادة
ظهرت ملامح الضيق علي وجه أدهم وأعاد فتح هاتفه قائلا:خير!!
ماهر:أنت عرفت هي إتحكم عليها بإي !!
أدهم:اها شوفته في الأخبار إعدام باين هي و إسماعيل وشاكر
ماهر:طب عرفت إنها طلبت تشوف رقية وهي رفضت؟؟؟
أدهم بلامبالاة:تبقي غبيه لو كانت مفكرة إن رقية هتوافق
ماهر بقلق:بص يا أدهم أنا بقولك كدا عشان أنت شكلك مش عاجبني فيك حاجه متغيرة...مش قادره أوصل هي إي بس أنا برده حاسس إن فيك حاجه
أدهم بنصف ابتسامة:تعرف تدعيلي
ماهر بحزن:تعرف تحكيلي
أدهم بتنهيده:و بعد ما أحكي!!هشوف نظرة حزن في عيونك وأنا موجود عشان أمحيها مش أظهرها
ماهر:بس أنا مينفعش أسيبك كدا وأقف متكتف
أدهم:أدعيلي و خلاص أنا مش محتاج غير كدا
......
في مكتب عامر..
جلس عز قائلا:خير يا عمو !!
عامر:خير بإذن الله يا بني..أنت طبعا عارف دكتور محمد صاحب مستشفي الأمل
عز بتذكر:آه تقريبا شوفته مرتين أو تلاتة باين
عامر:هو كلمني الصبح وطلب مني لو أنت موافق وحنين يجي عشان يتقدملها
عز بتعجب:يتقدم لمين !!
عامر:لحنين
عز في نفسه "حنين ويتقدملها !! البت كبرت"
عامر:ها يا بني رأيك إي!!
عز:أنا هسأل حنين يا عمو وأرد عليك
عامر:تمام طمنها بس إن لو في موافقة علي المبدأ ممكن يقعدوا سوا في مرة
عز بتنهيده:حاضر يا عمو
.....
في المساء..في غرفة حنين..
حنين بصدمة:نعم!!
عز:بقولك في واحد متقدملك دكتور محمد اللي كان موجود في كتب كتاب ماهر وأمجد وكان في الفرح وجه مرة المجموعة أو مرتين
حنين بشرود:ها!!
عز:حنين لو مش موافقه عادي يا حبيبتي
حنين بتنهيده:لا موافقة علي المبدأ بس
عز:طيب أنا هبلغ عمو ونحدد ميعاد تتقابلوا فيه
حنين:ممكن ميبقاش هنا
عز بتعجب:ليه!!
حنين:عادي ممكن ميحصلش قبول والموضوع يتعرف في البيت وكدا
عز:خلاص زي ما تحبي
وضعت حنين رأسها علي الوسادة وأغمضت عينيها بألم وقالت محادثة قلادة والدها التي تحتضنها "بابا !! هو أنا كدا غلطت ولا صححت الغلط ؟؟"
....
بعد مرور يومين..سمعت صوت أحد السجانات يخبرها بوجود زيارة لها..قامت معاها بتعجب ممن يرغب في زيارتها!! إلي أن وصلوا لمكتب مأمور السجن..اتسعت عينيها دهشة ممن يجلس علي الكرسي المقابل للمأمور..
المأمور:طيب يا ادهم بيه أسيبك براحتك بقي
أدهم:شكرا يا باشا
خرج المأمور ومعه السجانة وظلت غادة واقفة صامتة أمام أدهم..نظر لها أدهم بإشمئزاز وهي بملابس السجن الحمراء..تكلم بصوت رجولي يغلب عليه الغضب قائلا:حلمك إنك تشوفي أختي مستحيل إنه يتحقق..خلصي أيامك في الدنيا دي في سكات من غير ما تفكري تلمحي طيفها ولا طيف حد فينا
غادة بغضب:ليك تتكلم بعد اللي عملته فيا !!مش أنت وأخوك اللي حطتوني في عربية السجن بإيدك!!
أدهم بغضب عارم أرعب غادة:مش أنتي اللي قتلتي أبويا
أكمل أدهم بنبرة تحذيرية:بصي أنسي إنك تشوفي رقية عشان دمعة كدابة وكلام متخلف منك وغباء..أختي وعايشة حياتها مع جوزها فرحانة وسيرتك دي بتعكر حياتها..أنتي بالنسبالي ميته من زمان وبالنسبة لأخواتي إحنا ملناش أم أصلا
أكمل أدهم بنبرة غضب:و ممكن زي ما سلمتك لحد عربية الشرطة أسلمك لحبل المشنقة وصدقيني مش هبقي لوحدي
حمل أدهم هاتفه بسرعة و ألقي عليها نظرة غضب وخرج من المكتب بعد أن طرق الباب بقوة
......
بعد نصف ساعة...في منزل شادي..
شادي بضيق:خلاص بقي يا ادهم أهدي بقي يا بني كفاية اللي انت فيه
أدهم بغضب:بكرها يا شادي بكرها
شادي:خلاص يا ادهم هي نصيبها وهتاخده كفاية بقي ضغط علي نفسك
زفر أدهم بضيق والتفت حوله ورفع حاجبه قائلا:صحيح!! أنت قولتلي إن نغم مش هنا..لأيه أنت زعلتها؟؟
شادي:لا يا عم أنا أقدر برده دي أم العيال هي بس مع أمها عند الدكتور
أدهم:مروحتش معاها ليه يا غبي!!
شادي بضحك:آخر مرة روحت معاها الممرضة اتكلمت معايا بدلع وحلفت مروحش معاها تاني
رفع أدهم حاجبه بتعجب وانفجر ضاحكا:لا والله!! ياريتني كنت أنا
استمر مزاح الصديقان بقوة إلي أن صمت أدهم فجأة..شعر بألم يغزو كيانه بقوة..شعر ببروده تسري في أوصاله..سمع أصوات كثيرة حوله..وضع يده علي صدره كأنه يستنجده أن ينبض..نبضات قليلة جدا من قلبه ولكنه يشعر أن قلبه يستسلم سريعا إلي مصير مجهول...
شادي بقلق:في إي يا ادهم أنت تعبان!!!
أدهم بخوف:قلبي وجعني بطرقة غريبة اوي
شادي بخوف:أكلم الدكتور!!
أدهم بألم من وجع قلبه:لا يا شادي دا وجع مفيش دكتور يقدر يداويه دا وجع ملوش علاج..كأن قلبك بيقولك حقك في إنك تنبض خلص
شادي:إي يا بني كل دا أنت قلقتني؟؟؟
وضع أدهم يده علي صدره وقال بخوف:الروح اللي بتنبض قلبي بتتسحب مني يا شادي
....
في هذه الأثناء كانت تجلس علي أحد الكراسي أمامها طاولة متوسطة الحجم يزينها مفرش صغير يتميز باللون الأبيض والأحمر الذي يزينه..ثلاثة أكواب عصير تزين الطاولة الصغيرة..شاب في نهاية عقده الثاني يتميز بطلة هادئة..عيون عسلية..ذقن خفيفة..بشرة قمحية..جسم رياضي متناسق..يطلق عليه "دكتور محمد"
أراد عز أن يفسح المجال لهم فأمسك هاتفه قائلا:طيب ثواني هروح أعمل تليفون
محمد بابتسامة:اتفضل
التفت محمد إلي حنين وتأمل حمرة وجهها و رعشة يدها وقال:ها يا حنين هتفضلي ساكتة كدا
حنين بتوتر:ها !! لا عادي
بات الكلام يأخذ ملامح الجدية في الحديث بين حنين ومحمد..شعر محمد براحة غريبة في كلامه مع حنين وأيقن أنه كان محقا عندما طلبها لتشاركه حياته..أما حنين فبالرغم من أن محمد كان يتكلم معاها بكل هدوء واحترام ولم يتعدي حدوده..و لكنها كانت تشعر بألم يسيطر علي قلبها..ألم قارب علي أن يوقف قلبها الصغير..
استمر الحديث بين محمد وحنين مدة متوسطة إلي أن آتي عز وأكملوا كلامهم في إطار عام..
......
بعد مرور أسبوع علي هذا اللقاء..رفعت جسدها من علي السجادة لتظهر دموعها التي تخفي ملامح وجهها البرئ..ضمت قدمها إلي صدرها ليبدأ الصراع بين عقلها و قلبها..
قلبها:عايز مني إي؟؟
عقلها:عايزك تفهم الحقيقة وتعيش الواقع
قلبها:عايز تحكم عليا بالإعدام وأنا لسه بنبض
عقلها:عشان تفوق من الوهم اللي أنت فيه
قلبها:وهم !! بس موافقه أعيش فيه سيبني أعيش في الوهم بدل فيه الروح اللي بتخليني أنبض
عقلها:و بعد ما تعيش في الوهم!!في يوم الحقيقة هتحطم كل حاجه فيك
قلبها:و هو أنت باللي بتعمله دا مش هتحطم !!
عقلها:تتحكم الوقتي أحسن ما أسيبك تموتني معاك
قلبها:بس ..
عقلها:خلاص الحكم صدر
قلبها:حكم ظالم هيقتل الحاجة الوحيدة اللي اخترتها
عقلها:عمرها ما تبقي من حقك
فاقت حنين من صراع قلبها وعقلها علي صوت عز بيقعد قصدها وبيقول بتعجب:إي الدموع دي!!
حنين بابتسامة مكسورة:مفيش يا حبيبي افتكرت بابا بس
عز:ربنا يرحمه
أكمل عز باستفهام:وصلتي لقرار؟؟ محمد كل يوم بيكلمني
حنين بتنهيده و تردد:أنا..
شعرت حنين بإن قلبها بيصرخ زي الغريق بيصرخ فيها "لا أوعي تقوليها أوعي تمنعيني من الحياة"
أغلقت حنين عيونها بألم وقالت:أنا موافقة يا عز
عز بدهشة:دا منظر واحدة موافقة تتجوز واحد إلا بالغصب
حنين بألم مخفي:لا غصب ولا حاجه يا حبيبي أنا بس عشان افتكرت بابا تعبانة شوية
عز بقلق:حنين أنتي مقتنعه ولا مخبيه عني حاجه!!
حنين بابتسامة كاذبة:لا يا عز هخبي عنك إي !!
عز بعدم تصديق:معرفش بس في حاجه
قطع كلامهم صوت هاتف عز.ليخرج عز هاتفه ويقول:جه علي السيرة
عز:السلام عليكم
محمد:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..أخبارك إي يا عز
عز:بخير الحمدلله أخبارك أنت!!
محمد:تمام الحمدلله المهم آنسة حنين رددت عليك ولا لسه
نظر عز إلي أخته وهو يشعر أنها تخفي عنه أمر عظيم ولكن عيونها تقول له "موافقة خلصني من صراعي هذا لم يعد لقلبي الحق"
عز:موافقة يا محمد مبروك
محمد بسعادة:بجد!! الله أكبر أخيرا!! أقصد الله يبارك فيك
عز بابتسامة:ماشي يا عم
محمد:بكرة بإذن الله هجيب والدي وأختي وأخويا عشان نقرأ الفاتحة
عز بتعجب:بكرة!! طيب هبلغ عمي
محمد بفرحة:تمام
..............
قاربت الساعة علي الثانية عشر بعد منتصف الليل..خرج من دورة المياه وهو يجفف جسده من قطرات الماء..سمع صوت طرقات علي باب غرفته..ليفتح الباب ويجد عامر..
أدهم:اتفضل يا عمو
عامر:أتأخرت ليه يا بني!!
أدهم:معلش يا عمو بس كنت مع شادي في كام مشوار..خير يا عمي في حاجه؟؟؟
عامر بابتسامة:آه يا بني دا عز استناك لحد ما تعب من السهر ونام
رفع أدهم حاجبه الأيمن بتعجب وقال:ليه يا عمي هو في إي
عامر بابتسامة واسعة:حنين اتقدملها عريس وجايين بكرة يقروا الفاتحة
اتسعت عينيه دهشة و انقبض قلبه بقوة..شعر أنه في كابوس من اسوء كوابيسه..حرك رأسه بعنف وكأن أذنه ترفض سماع ما قاله..ليقول أدهم بعدم تصديق:حنين !! متأكد يا عمي
عامر:أيوة يا بني طبعا المهم عايزك بكرة تبقي معانا هو عز استناك عشان يقولك وتعمل حسابك بس أنا لما لاقيته تعب قولت أقولك أنا
ظل عامر يتحدث وأدهم عالم آخر.برودة خفيفة تتغتال أطرافه..شعر كأن قلبه توقفت دقاته وما به ليس إلا حلاوة روح كما يقال..شعر بأن كيانه يعتصر آلم..ألم غريب عليه..ألم لم يتذوق مرارته من قبل..
فاق من شروده علي ضربة خفيفة علي كتفه من عامر وهو يقول:أسيبك تنام بقي بس متنساش ميعاد بكرة
خرج عامر من الغرفة وترك أدهم في دوامته..نظر أدهم حوله و كأن شريط حياته كله يمر امامه...
احتضن القلادة المعلقة بصدره وهبط بجسده تدريجيا علي ركبتيه....وقت لا يعلم مداه مر عليه وهو يحتضن القلادة و هو جالس علي ركبتيه..شعر كأن رئتيه ترفض الهواء وقلبه يرفض وصول الدماء له كيانه بأجمع يرفض الحياة..خرج إلي شرفته سريعا وهو يلهث أنفاسه بقوة..
ظل أدهم شاردا مدة لم يشعر بها..لا يفعل شئ سوي احتضان قلادته..سمع صوت قرآن الفجر.دخل إلي غرفته وارتدي تيشرت وحمل مفاتيحه وهبط إلي سيارته سريعا ومنها إلي المسجد..
ارتفع صوت المؤذن لصلاة الفجر..نظر أدهم حوله لم يجد إلا القليل في المسجد..وقف بانب أحد الشباب وبدأ الإمام في تلاوة الفاتحة..في الركعة الثانية ظل أدهم ساجدا وهو لا يشعر بأي شئ حوله يناجي ربه قائلا "يارب أنا متمنتش حاجه في الدنيا دي غيرها..يارب لو فيها شر ليا يارب خليه خير وخليها حلالي..يارب أنا عارف إني أتأخرت اوي وهي ممكن تبقي نصيب حد غيري بس يارب أقف جمبي يارب أنا معرفش أدعي وأقول اللي هيتقدملها يحصله حاجه بس يارب أنت عالم خليها حلالي انا يارب وحقي انا..يارب لو أنا شر ليها خليه خير وقربني منها يارب هي الحاجه الوحيدة اللي بتمنحني القوة يارب متضعفنيش ببعدها عني"
أنهي أدهم صلاته..و ظل يجوب شوارع الإسكندرية بلا هدف إلا أن أعلنت الشمس صباح يوم جديد..تحرك بسيارته إلي دار الأيتام الذي تعود علي زيارته ومكث يومه فيه مع الأطفال..
...............
بين ماسكات لزيادة نضارة البشرة وحيرة أي الفساتين ستلبس و فرحة علي شفاه الفتيات و استعداد في جميع أركان القصر..تجلس العروسة شاردة في غرفتها..تجلس في كرسي خشبي في شرفتها وتنظر إلي الأفق بلا هدف..متعجبه من حالها كي تكون تلك هي هيئة العروس!! أقنعها عقلهاىأنها تفعل الصواب أما قلبها أصبحت دقاته هادئة متقطعه أعلن قلبها الإستسلام ..و أصبح جسدها بلا قلب بلا روح..فاز عقلها بالحرب علي قلبها وهي الخاسرة الوحيده في تلك الحرب..هي من تتذوق أقوي معاني الألم مع كل دقيقة تمر..
سمعت صوت أنوثي يجذبها من شرودها يقول:يلا يا حنين المغرب أذن والناس جايه بعد العشاء
حنين بلا مبالاة:طيب لسه بدري
جهاد:يلا بت قدامي عشان تشوفي الطقم اللي اختارته مع البنات و أحطلك ماسك خفيف كدا
حنين:كفاية ماسكات يا بنتي ارحميني
جهاد:يلا يا حنين بدل ما أندهلك فرح
حنين باستسلام:حاضر
...
بعد صلاة العشاء...هبط من سيارته بسرعة وبداخله قوة أنه لن يتركها لأحد غيره..دخل القصر من بوابته الخلفية وصعد إلي الطابق العلوي من أحد السلالم السرية..شعر بدقات قلبه يتسارع بها الأمل تدريجيا في كل خطوة يخطو فيها جسده ناحية غرفتها..طرق باب الحجرة بخفة لتظهر أخته قائلة:أدهم!!كويس إنك جيت أمجد وماهر مبطلوش رن عليك من الصبح
ادهم بجدية:حنين جوه؟؟؟
رقية بتعجب:أيوه هم الناس وصلوا!!
أدهم:لابسه حجابها؟؟؟
رقية بدهشة:أيوة يا أدهم في إي؟؟؟؟
فتح أدهم الباب بيده تدريجيا قائلا:لو سمحتوا سيبونا دقايق
نظرت الفتيات إلي بعضهن بدهشة بينما سرت رعشة قوية في جسدها لسماعها صوته ولكنها حاولت أن تجمع قوتها وقالت:نعم!!خليكوا يا بنات
أدهم بقوة:لو سمحتوا دقيقة بس هسألها عن حاجه ضروري
أشارت رقية إلي الفتيات وخرجن واحدة تلو الأخري..و وقفوا علي مسافة من الحجرة..
أغلق ادهم الباب وقال:موافقة عليه ليه؟؟
حنين بعصبية:افتح الباب يا أدهم بلاش جنان
لم يعير أدهم أي اهتمام لكلامها وقال:تتجوزيني يا حنين