قصة انت حقى انا
البارت الاول1
بقلم نورهان حسني
. في فيلا فخمة تتميز بالأثاث البسيط و الذوق العالي..تدخل فتاة في مقتبل العمر تتميز بالجمال الذي يبهر كل من ينظر لها و لكن ملابسها بسيطة عيونها يملأها الحزن..ظلت تتجول في المكان و هي مبهورة من روعته.. خرجت في الحديقة الملحقة بالفيلا و جلست علي العشب و ضمت رجلها إلي صدرها و تركت لدموعها المجال لتعبر عما بداخلها من ألم...لقد عانت منذ صغرها فقد توفي والدها قبل أن تتم سنة و سرعان ما تزوجت والدتها من آخر و ظلت الفتاة تعاني من قسوة والدتها و لمسات زوج والدتها الذي كان يتسرب في الليل ليتحرش بجسد الفتاة الصغيرة..مرت السنين و هي صامته و تعاني في ألم..حرمت من حنان الأب و الأم و لم يكن لها أخوة..كانت تعمل من اجل أن تصرف علي تعليمها..
زادت شهقات الفتاة و هي تتذكر ليلة وفاة والدتها فبعد أن أنتهي العزاء..دخل زوج والدتها غرفتها و رائحة الخمر القذرة تفوح منه..اقترب منها و هو يردد في أذنها:أنتي لي أنا
لم تستحمل الفتاة أكثر من ذلك و ظلت تصرخ و هي تحاول أن تتخلص من قبضته..نجحت في ذلك في اللحظة الأخيرة لتهرب من سجنه..كان تحمل بعض النقود..ركبت القطار الذاهب إلي الإسكندرية و هي لا تعلم لمن ستلجأ و كيف ستعيش و لكنها استعانت بالله فهو خير معين...
فاقت الفتاة من شرودها علي صوت رجولي يقول:الجو برد أدخلي نامي
رفعت الفتاة عينيها علي ذلك الرجل الذي يتميز بالوقار و قالت بخوف:حاضر
شعر بالخوف في عينيها ليزداد عطفه ناحيتها فهو يعلم كل ما مرت به ليقول بحنان:متخافيش أنا هنام في غرفة تانية و بكرة بإذن الله نبقي نكمل كلام
ابتسمت براحة وقالت:اللي تشوفه ..تصبح علي خير
صعدت إلي غرفتها حيث أرشدها و أبهرتها مساحتها و أثاثها الراقي..ظلت تجوب فيها وعلامات الدهشة تترتسم علي وجهها..ما كل هذا ما هذا العالم؟؟كيف سأعيش هنا؟؟ جلست علي أريكة في جانب الغرفة..و مددت جسدها الذي شعر بالغربة من النوم علي أريكة براحة فهذا الجسد الصغير كيف له بعد ان تعود علي النوم علي الحصائر والأرض القاسية..كيف له أن ينعم براحة بعد أن ظل أيام يعاني من لمسات قاسية و باردة منذ طفولتها..كيف سينعم هذا الجسد براحة وهو الذي تعود علي الضرب و الإهانة من والدتها ثم زوج والدتها ومن بعده صاحب العمل الذي لم يرحمها من نظرات التي تحمل في طياتها معاني الشهوة..تنهدت بحزن و داعبت يدها خاتم في يدها لتنظر له بحزن وكانها تحادثه قائلة "هل صاحبك مثلهم أيضا ام ماذا" قامت من موضعها بكسل و
اتجهت الحمام الملحق بالغرفة و ملأت البانيو ماء دافئ و أغمضت عينيها و هي تتذكر أول مرة قابلت فيها ذلك الرجل...
بعد مرور أسبوع من وجدوها في الإسكندرية كانت تعمل في إحدي المطاعم تغسل الأطباق..و في الليل تنام في المطعم...في ليلة من ليالي البرد الشديد حاول صاحب المحل أن يتعدي عليها..لتهرب منه بأعجوبة و تظل تركض في الشوارع و هي ترتجف من البرد و قطرات المياه التي تخترق جسدها الضعيف..
ضعفت جميع قواها و وقعت علي الأرض و هي تبكي بضعف لتشعر بإضاءة هائلة تخترق عيونها الزرقاء و يخرج من سيارة تتميز بنوعها الفريد رجل يرتدي بذلة رسمية يبدو عليه كبر السن و لكن جسمه متناسق بعض الشعيرات البيضاء تملأ شعره أقترب منها و قال بخوف:حصلك حاجه؟؟؟
فاقت الفتاة من شرودها و قامت و هي تجفف نفسها و وقفت أمام المرآة تصفف شعرها الحريري و هي تتذكر كيف ساعدها هذا الرجل و قدم لها كل شئ بدون مقابل..فقد أخذها لصديقه الدكتور كي يقوم بعلاجها وبعد أن تأكد من علاجها جلست في شقة يملكها في إحدي عماراته السكنية..ليحدث ما لم يكن بالبال !!
قامت الفتاة من أمام المرآة و أرتدت ثوب حريري يظهر جمال جسدها و أغلقت الأنوار و نامت في السرير بهدوء..لتغوص مرة أخري في ذكرياتها..
في يوم من الأيام حادثها في الهاتف ليطمئن علي حالها و أخبرها أنه سيأتي ليصطحبها في مطعم لأنه يريد محادثتها...رتبت نفسها وارتدت ثوب أحمر و تركت شعرها الأسود علي كتفها لتكون مثل فتيات الجمال..
ذهبوا للمطعم سويا و هو صامت لا يتحدث فقد ألجم جمالها لسانه و ظلوا يأكلون في صمت ليقول مرة واحدة: تتجوزيني؟؟؟
وقعت المعلقة من يدها من إثر الصدمة و نظرت له بقلق و لكنه قال:أنا عارف إنك لسه صغيرة 24سنة و أنا 47 سنة يعني في سن والدك بس تصدقيني لو قولتلك إن أنا طول عمري و مفيش حد شغل بالي غيرك..أنا عارف كل حاجه عنك و أنتي قولتيلي كل اللي مريتي بيه و رغم كل دا أنا مش عايز غير إنك توافقي و أوعدك إن أنا عمري ما هقرب منك غير لما تكوني عايزه كدا غير لما تحبيني زي ما بحبك
كان كلامه كفيل أن يجعل لسانها يعجز عن الكلام و ظلت تنظر له و كأنها تراه لأول مره...عيونه السوداء الذي تتميز بنظرة ثقة و ملامحه الهادئة التي يبدو عليها العجز قليلا..جسده المتناسق الذي يوحي بأنه رجل رياضي.. نظرة الحنان في عينيه التي حرمت منها منذ أن ولدت..
حسمت أمرها و قالت بهدوء:موافقة
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في صباح اليوم التالي...داعبت أشعة الشمس وجه الفتاة الغائصة في النوم كأنها لم تنم منذ سنين...لتفتح عيونها ببطء و تنظر حولها و هي تتذكر ما حدث بالبارحة فكان موعد عقد قرانها علي ذلك الرجل الذي عوضها عن حنان حرمت منه منذ طفولتها..
أغتسلت و أرتدت فستان زهري طويل و لمت شعرها و وضعت إحدي العطور التي كانت تزين المرآة.. لتنزل إلي بهو الفيلا و هي لا تعلم ماذا تفعل ؟؟ لتفاجأ بصوته الهادئ يقول:فيروز لو سمحتي تعالي ورايا المكتب
ابتلعت ريقها بصعوبة و ذهبت ورائه..
جلس علي مكتبه بهدوء وقال:بكرة بإذن الله تجهزي نفسك إننا هنروح قصر العيلة
فيروز بخوف:قصر !!
ابتسم بهدوء وقال:هبقي معاكي متخافيش و بعدين هو يوم نتعرف عليهم و نرجع هنا..بس لازم تعرفي النظام إحنا بنجمع كل يوم جمعه في القصر لأني بحب أفضل هنا علطول
فيروز:اللي تشوفه يا حسن بيه
حسن:أسمي حسن أنا جوزك يعني مينغعش بيه دي
فيروز:حاضر
حسن:الخدامين زمانهم جهزوا الفطار يلا عشان نأكل و أروح الشغل
فيروز بخوف:هو أنا هفضل في المكان دا لوحدي !!
حسن بهدوء:المكان آمن و ممكن تقعدي مع داده هناء
نظرت فيروز له بتعجب ليقول موضحا:داده هناء دي أكتر ست طيبة ممكن تشوفيها تعتبر رئيسة الخدم و هي اللي ربتني يعني تقدري تقولي والدتي الثانية بس أوعي تقولي كدا قدام ماما بكرة عشان إيديها طويلة شوية
ضحكت فيروز بصوت عالي لتزداد دقات قلب حسن و ينظر لها بحنان..
خجلت فيروز من نظراته لينقذها صوت الخدم معلنا إنهاء إعداد الفطور..
أحتسي حسن كوب القهوة و شرع في القيام ليوقفه صوت فيروز قائلة:أنت خارج؟؟
حسن:آه عندي اجتماع مهم
فيروز:طب أقعد أفطر الأول
حسن:مش بحب أفطر كفاية القهوة
عقدت فيروز يدها علي صدرها و قالت:طيب أنا مش بحب أفطر لوحدي و يعدين القهوة غلط الصبح
أكملت فيروز بنبرة طفولية:لو ضميرك موافق إني أفضل طول النهار من أكل خالص روح الإجتماع
ضحك حسن علي طريقتها و جلس مكانه و قال:طب أتفضلي أفطري
فيروز بسعادة:حاضر حاضر
ضحك حسن و بدأ في الإفطار مع فيروز لتدخل هناء قائلة:أنا بحلم و لا إيه حسن بيفطر ؟؟؟
ضحك حسن قائلا:لا حقيقة يا داده و الله
نظرت فيروز إلي مصدر الصوت لتجدها سيدة يبدو عليها كبر السن تتعكز علي عصا خشبية و تغطي طرحة بيضاء شعرها و يبدو علي ملامحها الطيبة كما قال حسن..
ابتسمت فيروز لها و قالت:صباح الخير يا داده
هناء بابتسامة:ما شاء إيه القمر دا ؟؟؟ ليك حق يا حسن تحكيلي عنها
نظرت فيروز إلي طبقها بخجل و نظر حسن إلي هناء بعتاب لتضحك هناء بخفوت و تقول:علي العموم أنا حبيت أبلغك يا حسن إن السواق في إنتظارك عشان الإجتماع
قام حسن من مكانه و أمسك حقيبته و قال:أنا فعلا اتأخرت و لازم أمشي
خرجت هناء لتتابع عملها..قبل أن يخرج حسن من غرفة الطعام أوقفه صوت فيروز التي تقول:استني
نظر حسن لها و قال:أيوة يا فيروز
ذهبت فيروز ناحيته و هي تمسك سندوتش صغير و قالت:أنت مش فطرت و مش هتخرج إلا لما تأكل دا
عقد حسن حاجبيه و قال:أفهم إن دا إيه يعني
دق قلب فيروز خوفا و شعرت أنها تجاوزت حدودها لتمتلأ عينيها بالدموع وتقول:أنا آسفة و الله مش أقصد أصل أنا يعني..
صمتت فيروز عن الكلام عندما شعرت بيد حسن تمسك يدها التي بها السندوتش..نظرت له وجدته يأكل السندوتش و هو ممسك بيدها و يتأملها بنظرة هادئة..
ارتجف قلب فيروز خجلا و توتر إلي أن أنهي حسن الطعام و فتح يد فيروز الصغير و طبع قُبلة هادئة عليها و قال:خالي بالك من نفسك
شعرت فيروز بأن قلبها سيخرج من ضلوعها من شدة ضرباته و قالت بصوت ضعيف:و أنت كمان
ودعها حسن بابتسامة هادئة..و خرج إلي عمله ..
ظلت فيروز مكانها لثواني ونسمات الهواء تداعب شعرها..حركت فيروز رأسها ببطء و رجعت شعرها إلي الوراء لتشم رائحة برفان حسن في يدها لتبتسم بهدوء و تذهب إلي داده هناء....
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
مع دقات الساعة الرابعة عصرا..يدخل حسن إلي بهو قصر العائلة و هو يبحث بعينيه عن والدته..ليراها و هي تجلس في الحديقة..ليذهب لها سريعا و يًبل يدها قائلا:اخبارك النهاردة يا أمي
الأم (حنان):بخير يا بني ..أخبارك أنت إيه
حسن:الحمدلله بخير
حنان بتساؤل:موضوع إيه اللي أنت عايزني فيه خير ؟؟
حسن:بصراحة يا أمي أنا أجوزت
صعقت حنان بما قاله ولدها و قالت بعصبية:نعم !! أنت إيه !! و أمتي و إزاي و مين دي أصلا !!! أكيد واحدة من الشارع